كاتب الموضوع :
سامراء النيل
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: اهدتني ...قلبا
البارت الثامن
التفتت له وما زالت الضحكة تعلو شفتيها ولكن ما ان راته حتى تغيرت ملامح وجهها شعرت بقشعريره تسرى من راسها حتى اخمص قدميها ونطقت باسمه بهمس دون ان تشعر:فخر!!!!
لاول مرة تلتقى عيناهما منذ الفراق لقد حرمته من رؤيتها وحرمت نفسها كانت تخاف ان تضعف ما ان تنظر في عينيه وها هو احساس بالتلاشى يعتريها ويجعلها تتمنى ان ترتمى بين ذراعيه وتنسى كل ما مضى
واندفعت الذكريات بقوه تضرب رأسها لا تدرى هل هى فرحه برؤيته ام حزينه لهذا اللقاء الذى اعاد لها مشاعر كانت تظن انها قد وأدتها بداخلها منذ زمن تسمرت مكانها لا تستطيع النطق
يجب ان تتحرك لا تريد ان تقف امامه لا تريد ان تلتقى اعينهم
ولكنها لم تستطع لقد خانتها عيناها نظرت له بشغف ولوعة دارت عيناها على ملامحه التى تعشقها ...كم اشتاقت اليه واشتاقت الى سماع صوته ....كل شى فيه اشتاقت له .....احقا مرت ثلاث سنوات عجاف على فراقنا كيف مرت ....وكيف استطعت ان اعيش بدون ان انطق اسمه
تذكرت تلك الكلمات التى كتبتها فى دفترها الخاص عندما اوجعها الشوق اليه ذلك الشوق الذى جعلها تمسك دفترها وتخط تلك الكلمات التى خرجت من قلبها وكتبها قلمها :تدهورت حالتى جدااا حتى اصبحت اسمع صوتك فى كل الحناجر وارى وجهك فى كل الرجال
واستنشق رائحتك مع كل سقوط للمطر
نظرت اليه تريد ان تتاكد ان ما تراه ليس مجرد اوهام بل حقيقه انه هنا
فخر وهو يروى عينيه من ملامحها
"اميرتى واميرة قلبى ها انتى امامى اخبرينى اننى لا احلم ولا اتخيل ...لقد حلمت وتمنيت مرارا ان اراكى فى كل مره اذهب الى لقاء ابنتنا كنت اتمنى ان ارى طيفك او اسمع صوتك فى كل مره كان الامل يراودنى انى سوف اسمع طرقات الباب وتخطين بقدميك امامى ...ثلاث سنوات مرت بى لا ادرى كيف استطعت تجاوزها اعترف لكى اميرتى انى جننت عندما علمت انى خسرتك واننى قد صرت غريباً لا استطيع رؤيتك ولا استطيع لمسك ...كيف طاوعك قلبك وحرمتى علي قربك "
اقترب اكثر ليتاكد ان ما امامه ليس حلم بل حقيقه كم تمنى حدوثها
اسدلت اهدابها وتحركت بخطى حاولت الا تظهر رعشتها
ولكن ما ان تعدته حتى شعرت بقبضه قويه تحتضن معصمها سرت في جسدها رعشه للمسته "يا الهى لن اصمد لم لمستنى يا فخر...فانا سانهار بعد ثوانى ...كيف تجرؤ "
التفتت اليه وعيناها الرماديتين تشتعل غضباً وقالت بصوت حاولت ان تجعله متماسكاً غاضباً وهى تبعد قبضته عن معصمها:ما تلمسنيش
نظر لوجهها القريب من وجهه وتلك الملامح التى يفتقدها بشده فقال بحده وبدون تفكير :مين اللى كنتى بتكلميه؟؟؟
اتسعت عيناها باستنكار واشتعلت عيناها غضباً حقيقياً هذه المرة وازاحته وهى تهتف بحده :انت ملكش دعوه اكلم مين ثم باى حق تسال انت فاكر نفسك مين ؟
قال بغضب :انا جوزك ولا انتى نسيتى
ضحكت بسخريه ممزوجه بالالم :واضح انك انت اللى نسيت ان حنا اطلقنا من ثلاث سنين يعنى ما لكش اى حق انت واحد غريب عنى
شعر كان سكيناً اخترق قلبه وهى تدعوه بالغريب
نظر لها بعند وقال وهو يحاول كبت الاعصار الذى يوشك على الانفجار:لا مش غريب انا ابو بنتك يعنى ليا الحق اعرف بتكلمى مين ؟
واردف بغيره :مين ده اللى رقم واحد فى قلبك
كادت تنهار امامه وتخبره ان قلبها ينبض له هو فقط ولكنها نظرت اليه وردت ببرود مستفز:واحد ...يستحق
ارتدت راسه الى الخلف وكانه تلقى لكمه في وجهه وهو ينظر لها باستنكار ولوعه شديدة "اميرة بتحب واحد غيرى ؟؟؟"
تركته بسرعه وهى تسرع الخطى كانت تريد الابتعاد عنه بسرعه قناع البرود والاستفزاز الذى كانت ترسمه على وجهها اوشك على السقوط بسبب قربه الشديد
لقد ظنت انها نسيت ذلك الالم الذى بداخلها...ولكن ما ان راته حتى عاد ذلك الالم بشكل اقوى
اتجهت بخطاها السريعه الى الفندق واتجهت الى المصعد تضغط اعلى لوح المصعد
سمعت صوته يناديها التفتت رأته يتجه نحوها بخطى سريعه
نظرت الى المصعد الذى فتح دخلته بسرعه وضغطت على رقم الطابق فاغلق باب المصعد قبل ان يصل اليها بثوانى
ما ان اغلق حتى انهارت على ارضيه المصعد تبكى وتنتحب بالم
..........................
ممكن تطلعها من دماغك ...عشان ترتاح
نطق علي هذه الجمله بضيق واردف:فخر انت سامعنى ؟؟
فخر وهو بشرود:الهانم بتحب وعايشه حياتها
على بعصبيه :انت امتى هتفهم انها ما بقتش مراتك وان ليها الحق انها تحب وتت ....
قاطعه فخر بجنون :تحب مين ...انا بس اللى تحبه دى مراتى انا تحبنى انا بس وما تفكرش غير فيا انا... انا يا علي انا ..انت فاهم
واكمل بالم وبغضب وهو يشيرعلى قلبه :هي عايزة تدبحنى مره تانيه ما اكتفتش انها دبحتنى مره جايه بكل قسوه تعملها تانى
واردف وهو يصرخ: بتحب ...بتحب يا علي شفت عايزه تقتلنى ...
واردف بجنون وهو يصرخ :لكن ابدا والله اقتله خلى حد يقرب منها دى بتعتى انا وبس محدش يقدر يقرب لها اقتلها لو فكرت في غيرى
علي وهو يقف امامه مبهوت:فخر انت مجنون تقتل مين ؟؟؟؟انت عايز تودى نفسك في داهيه عشان واحده ست !!!!
تروح واحده يجى ألف غيرها
اتسعت عينى فخر باستنكار :انت عمرك ما هتفهم هتفضل كدة طول عمرك ما عندكش قلب عمرك ما هتحس بالى جوايا ازااااى؟
افهم يا بنى آدم انا مش عايز اللالف ال بتقول عليهم انا مش عايز غير دى ..مش مهم حياتى المهم ما حدش ياخدها منى
شعر علي بقلق شديد على صديقه وهو يرى مدى المه وابتلع تلك الغصه واتجه اليه قائلاً بهدوء وهو يربت على ظهره :تعالى اتوضى عشان تهدى
ازاح يده بعصبيه :انا هادى شايفنى مجنون بقطع في شعرى انا لازم اشوفها واعرف مين ده
واسرع الخطى يريد ان يخرج من الغر فه
اسرع علي اليه وهو يمسك معصمه ويوقفه :ممكن تقولى انت رايح فين دلوقتى
فخربعصبيه وهو يشير للباب:رايحلها طبعا
اتسعت عينا علي غير مصدق :انت مجنون يا فخر تروح لمين وبصفة ايه؟
واردف وهو يشير للباب :فخر الله يخليك افهم اميره خلاص ماينفعش تروح لها لانك غريب
قاطعه فخر بجنون وهو يدفعه بعيداً:ما تقولش الكلمه دى فاهم انا مش غريب دى اميرة يا علي امييييرة يعنى لازم اعرف كل حاجه عنها
واردف وهو يرى نظرات صديقه :ماتبصش ليا كإنى مجنون قاعد يتكلم وبعدين انت نسيت انها ام بنتى .....وخليها تفكر تتجوز احرمها من لين ...هى متخيله انى اسيبلها لين
مسح يده على وجهه محاولاً ان يهدأ ويهدئ صديقه واخذ نفس عميق وقال بصوت يكسوه الهدوء :تعالى اتوضى عشان تهدى
ازاح يده بعصبيه :يووووووووه ما قلت لك انا هادى وبعدين فيك
رد علي وهو يحاول الا يثيره .....لانه يعرف جيدا ًتلك الحاله لقد مر بها في السابق بعد الطلاق
علي بهدوء شديد:لا طبعا انت عقلك يوزن بلد لكن تعالى بس اتوضى انت صليت العشا ؟؟؟
فخر وهو يهز راسه بلا
على بنفس الاسلوب وهو يمسك ذراعه :شفت هو الشيطان الله يلعنه اللى عايز يعصبك وينسيك العشا
يلا روح اتوضا وصلى وبعدين نتكلم زى ما انت عايز ونشوف هنعمل ايه
ادخله الحمام وجلس ينتظره سمعه يتقيأ
اغمض عينيه بقلق على صديقه ..صديقه لا يزال يعانى من انفصاله وابتعاده عنها رغم مرور ثلاث سنوات الا انه لم ينساها ولو للحظه ...ذلك المجنون سوف يودى بحياته لقد نهاه الطبيب عن الانفعال ذلك الانفعال التي اثر على صحته ومعدته
تنهد بقلق
رن هاتف علي في هذه اللحظه تنهد واجاب :وعليكم السلام ...ازيك ياحمزه ....انت اخبارك ايه طمنى عليك ...الحمد لله ....فخر
وصمت وتنهد :حمزه فخر شاف اميره .......حالته ...منفعل ومتعصب بشكل يقلق انا خايف عليه
تنهد.... قائلاً تيجى فين انت اتجنيت انت في اول اسبوع في شهر العسل ......خليك عندك ...حمزه انا معاه ومش اسيبه لحظه ...لو كلمته اوعى تجيب سيرة الموضوع فاهم ...ايوه ...اوك ...اكلمك بعدين سلام
خرج من الحمام وجد علي في الشرفه يتحدث في الهاتف
اتجه إلى سجاده الصلاة وفرشها وبدأ يصلى
بعد ان فرغ من صلاته نظر لعلي فوجده مازال جالساً ينتظره
علي :تعالى نتمشى شويه
قال وهو يتجه لفراشه وهو يشعر بالالم في كل جزء منه :بعدين مش دلوقتى
استلقى على فراشه واغمض عينيه فاذا بعلي يستلقى على الفراش الذي امامه فالتفت اليه قائلاً :مش هتنام في اوضتك
على وهويضبط وسادته :لا انام عندك النهارده
وابتسم وهو يقول جملته :كسلان اروح الاوضه
فخر بهدوء وقال وهو يستلقى على فراشه :طيب تصبح على خير تمدد علي على الفراش المجاور لفراش صديقه وظل يراقبه بقلق
كان فخر ينظر السقف وكانه على بعد اميال من هذا المكان
اغمض عينيه وبدأ الماضى يعود اليه وهو يتذكر كل لحظه جمعتهما لا يدرى لما عاد لاول لقاء جمعهما كانت أول مره يراها وهو لا يعلم ان حياته بعد هذا اللقاء لن تعود كما كانت
.
.
.
دخل المستشفى واتجه بخطى سريعه لقسم الطوارى وهو يحاول ان يوقف نزيف يده المجروحة بعمق ضاغطاً عليها بيده السليمه
رأته الممرضة ورأت يده التي تنزف أسرعت وقالت تعالى هنا أدخلته غرفة الكشف وخرجت تنادى الطبيب
اغمض عينيه بالم وسمع صوت انثوى يقول وهو يمسك كفه اتجرحت ازاى
فتح عينه ورآها...كانت تجلس امامه فتاه في منتصف العشرين تنظر ليده باهتمام وهي محنيه راسها لم يظهر غير حجابها الوردى
كانت تنظر للجرح باهتمام وقالت وهي ما زالت تنظر لكفه :الجرح عميق اتجرحت ازاى
:جرح سكينه
رفعت رأسها ونظرت له بعينيها الرماديتين بتوجس نظره شامله وسريعه
جذبته ملامحها الهادئه انفها الصغير وشفتيها المرسومتان وعينيها التي تشبه عينى القطط بشكل كبير بلونهم الرمادي
قال وهو يرى توجسها :لا متخانقتش
اتسعت عيناها وقالت وكانه قرا ما تفكر فيه :انا ما قلتش كده
نظر إلى عينيها المعبرتين وقلت :عنيكى قالت كده
اشاحت بعينيها باضطراب واتجهت للممرضه واعطتها تعليماتها
اقتربت منها الممرضه وهي مبتسمه :فرصه خيطى انتى الجرح
ابتسمت للممرضه وهزت راسها بتاكيد
وبدأت تخيط الجرح بدقه وتركيز
بعدما انهت خياطه الجرح اطلقت تنهيده وارتسمت ابتسامه على شفتيها وهي ترى نتيجة مافعلته
قطب حاجبيه بتعجب من شكلها السعيد وكأنها أول مره تقطب جرح
قامت واتجهت للمكتب وقالت وهي تكتب العلاج :اسمك
جلس امامها وهي ينظر ليده الملفوفه بشاش :فخر الدين يوسف
اخفت ابتسامتها وكتبت له الادويه
رفعت عيناها وقالت وهي تتحاشى النظر إلى عينيه الثاقبتين :المضاد الحيوى كل 8 ساعات وباقى الادويه كاتبه مواعيدها ولازم تغير على الجرح كل يوم لانه عميق
امسك الورقه وقال وهو يقوم من مقعده والتفت لها :شكرا يا دكتوره
قالت وهي تنظر لوجهه المتعب
:اشرب عصير لانك نزفت كتير
قال وهو يحاول ان يطيل الحديث:لو شربته هارجعه
ولا يدرى مالذى جعله يمسك برأسه ويمثل الدوار
قالت وهي تترك مقعدها وتتجه له باهتمام عملى :يبقى لازم نركب لك محلول
وقبل ان يعترض كانت قد نادت الممرضه لتركب له المحلول
استلقى على الفراش وهو ينظر لها يخفى ابتسامه وهو يراها كيف تعمل بتركيز
رن هاتفها فوضعت السماعه في اذنها وهي تدخل الابره في يده :
وعليكم السلام ...ايوه يا ماما ..الحمدلله ...لا ما اكلتش لسه ...قاعده بازبط ورق وكشوفات المرضى...
اردفت بضيق وهي تقطب حاجبيها : أسبوعين قاعدة في الطوارئ من غير ما اعمل حاجه والله حرام بس ازبط ورق الدكتور اشرف والحالات ال داخله له ....اصبر على ايه ...
واكملت هامسه أول مره اخيط جرح النهارده ...لا طبعا مش قاعد روح من ساعتين لو قاعد ما كانش سابنى اعمل حاجه .....لما اجى بقى اقولك ....سلام حبيبتى
نظرت له وهو ينظر ليده مقطب الحاجب بألم :تعبان
قال وهو يشير على ابره المحلول ويدها تضغط على الابره نظرت ليده وجدت ان هناك ورم بسبب الدم
اتسعت عيناها وعضت شفتها واسرعت تضبط الابره لتمرر الدم :اسفه ما اخدتش بالى واخذت تمسد يده مكان الجزء المتورم
وجلست تهمس بضيق ونسيت تماما انه يسمعها : كل منك يا دكتوراشرف من كتر التعب وتنظيم ورق سيادتك واضح انى نسيت اللى درسته .... ورمت ايد المريض
انطلقت ضحكه من فم فخر لم يستطيع كتمانها جعلتها تجفل وتنظر له بدهشة واستنكار
قال وهو ما زال يضحك :انتى بتقولى افكارك دايما بصوت عالى
نظرت له بضيق... وفجاه تغيرت معالم وجهها واحمرت من الخجل اشاحت بوجهها وهي تسب نفسها
نظر لخجلها وهي تحاول ان تخفيه فرق قلبه لها :دكتوره ؟؟؟؟
ونظر لبطاقه التعريف :دكتوره اميره ...انتى دكتورة حديثة تخرج؟
هزت راسها :ايوه
ابتسم وهو يحاول ان يجرى محادثه معها :عشان كده الدكاتره الكبارمطلعين عينكم
اكمل بهدوء:إذا كان مضايقك كده اشتكيه لصاحب المستشفى
ردت بضيق:صاحب المستشفى صاحبه
اردف بهدوء :انا ممكن اوصى عليكى صاحب المستشفى
نظرت له وهي غير مصدقه :انت تعرف صاحب المستشفى
هز راسه بتاكيد:ايوه دكتور سيد عرفه اعرفه من زمان
نظرت له بتشكك وصمتت
قال وهو يرى عدم التصديق في عينيها :مش مصدقانى
قالت وهي تشيح بعينيها وتنظر لقطرات المحلول وهي تتساقط واحده وراء الأخرى بهدوء:انا ما قلتش كده
واردفت بهدوء:أستاذ فخر شكرا على مساعدتك لكن
قاطعها وهو يعتدل :انتى خايفه منه
هزت راسها بحيره : لا مش خايفه لكن
وصمتت
شعر بضيق من حيرتها وقال بحمايه غريبه :ماتخافيش وثقى انى احل الموضوع ده
رفعت عيناها ونظرت له بحيره وتسائل على ذلك الغريب الذي اتى وفي أقل من ساعه صارت تتحدث كانها تعرفه وقالت بتساؤل :انت عايز تساعدنى ليه
قال وهو يرى حيرتها :عايزك تساعدى الناس وتمارسى واجبك زى ما ساعدتينى
صمتت ونظرت للمحلول وقالت وهي تسحب الابره من يده :دلوقتى الدوخه هتروح وياريت تتبع التعليمات اللى على الروشته
ابتسم ابتسامه هادئه وقال بصوت هامس :شكرا على مجهودك معايا
نظرت لابتسامته وقالت بصوت خجول :انا معملتش غير واجبى
قال وهو ينظر لعينها بتاكيد:عشان واجبك ده لازم اساعد
وقبل ان تجيب تحرك من امامها بخطوات هادئه كلها ثقه
وقفت تراقبه وهو يسير إلى ان اختفى من امام عينيها وشعرت براحه غريبه لا تدرى سببها
............
في اليوم التالى
ما ان دخلت المستشفى حتى رات الممرضه تسالها وتقول :دكتور اشرف وصل وسأل عليكى
اجابت بسخريه وهي تضع حقيبتها وترتدى الرداء الأبيض:اكيد عرف ان خيطت جرح مريض من غير اذنه
الممرضه بتاكيد:ما اظنش انه عرف ...لكن ادخلى وشوفى
اتجهت إلى مكتبه وطرقت الباب ودخلت
رفع راسه وتغيرت نظرته وابتسم :كويس انك جيتى علشان نبدأ
وقبل ان تسأله قام من خلف مكتبه وقال :تعالى معايا
خرجت خلفه إلى غرفه الكشف كانت الممرضه هناك ما إن رأته حتى أشارت له على المصابين وقالت :دكتور اشرف في حادثه عربيه .....
ظل يسمع لها وهو جالس على كرسى :اوك
نظرت اليه بدهشه انه جلس وترك المرضى
نظر لها وقال بهدوء:شخصي لي الحاله الاولى وقوليلى محتاجه ايه بالزبط
نظرت له غير مصدقه وهمت ان تساله انت تتحدث لي أم إلى الممرضه ولكنه كان ينظر لها في أثناء حديثه
اقتربت من الفراش النائم عليه المريض وبدات تشخص حالته وهو يسمع لها باهتمام
ما ان انتهت من تشخيص الحاله وما يحتاجه المريض ابتعدت عن الفراش
قال متسائلا :بعدتى ليه كملى شغلك ...انتى اللى هتعملى الغرز بس بعد ما تشخصى باقى الحالات
لم تصدق نفسها واخيرااااا سوف تبدأ العمل بشكل فعلى
ارتدت القفازات وبدات تعمل وهو يقف بجوارها
في غضون ساعات
خرجت من غرفه الكشف تشعر بسعاده رغم التعب والارهاق ....الا انها تشعر بطاقه غريبه وسعاده ...لقد شخصت اربع حالات اعطاهم لها دكتور اشرف تشخيص صحيح وقطبت اليوم خمس جروح وساعدت في عملية الزائده
كل ذلك بسببه هو...ذلك الغريب الذي اتى لكى يساعدنى ويذهب
تذكرت اليوم....
بعدما انهت تقطيب الجروح نظر دكتور اشرف لها وقال مبتسما على غير عادته :ليه ما قلتيش انك قريبة الدكتور سيد
همت ان تعترض ولكنه اكمل قائلا :سيد وصانى عليكى وطلب منى انى اهتم بتدريبك كويس وانا وعدته انك هتكونى دكتوره ممتازه مش انا المشرف بتاعك فلازم تكونى كده ههههههههههه
وخرج من الغرفه وهو يقول جهزى نفسك هتتدخلى اوضه العمليات معايا
ابتسمت واتجهت إلى الكافتيريا اخذت كوب قهوه واتجهت إلى قسم الطوارئ تنظر نحو الباب على امل ان تراه
بعد مرور فتره
شعرت باليأس وتنهدت وهي تلقى نظره اخيره نحو الباب
ونظرت للاوراق التي انهتها واتجهت إلى غرفه الكشف
سمعت صوت خلفها :دكتوره اميره
التفتت وجدته يتقدم نحوها بابتسامته الجذابه ابتسمت :أستاذ فخر
نظر لملامحها والابتسامه التي تملئ وجهها :ابتديتى تدريب ؟
هزت راسها وقالت بسعاده :النهارده دخلت اوضة العمليات انا لدلوقتى مش مصدقه
ابتسم لسعادتها :مبروك
نظرت له وقالت بامتنان :شكرا
هز راسه :انا معملتش حاجه
قالت معترضه :لا عملت ...انا مش عارفه اشكرك ازاى
قال وهو مبتسم :اقولك ازاى
واردف وهو يشير على جرحه :انك تغيرى لي الجرح كل مره آجى فيها
ابتسمت بمرح وقالت :موافقه
واتجهت به لغرفه الكشف....
تكرر ذهابه إلى المشفى ورؤيته لها والحديث معها وعندما لا يجدها يبحث عنها كان يحب ابتسامتها ضحكتها طريقة حديثها عفويتها لمعة عينيها عندما تتحدث عن تلك الحالات التي باشرتها بسعاده
كل شى فيها كان يجذبه بشكل قوى
كان معها إنسان آخر يتصرف معها بعفويه وطوال الوقت ترتسم ابتسامه على شفتيه .....ابتسامه كانت لاتخرج الا نادر...اما معها فكانت دائمة الظهور و تختفى ما ان يخرج من المشفى
كان يومه لا يكتمل الا عندما يراها ويتحدث معها ...كان يتمنى الا يبرأ جرحه فقط لكى يراها كان يعلم جيدا ان شفاء جرحه معناه انه لن يستطع رؤيتها ...
مر يومان بعد اخر زياره له للمشفى متعللاً بالم في معدته ...وعندما عاد كان قد قرر ان يتوقف عن رؤيتها ولكن مع نهايه الأسبوع لم يستطع وجد انه طوال الأسبوع لا يفعل شى غير التفكير بها وهو مع اصدقائه وهو في العمل وهو يشاهد التلفاز
فقرر ان يفكر في شئ يجعل ذهابه للمشفى منطقياً ....لقد قرر ان يذهب ولكن كيف ؟؟؟؟
افاق من افكاره على صوت والدته الجالسه بجواره تشاهد التلفاز :مش عارفه ليه اليومين دول حاسه بتعب من أقل مجهود بتعب وجسمى بيوجعنى
التفت لها باهتمام :سلامتك يا امى ايه وجعك
قالت بارهاق :مش عارفه يا فخر جسمى واجعنى وحاسه بخمول شديد ...وامبارح لما حكيت لجدتك طلبت منى اكشف ..لكن انا قلتلها لا مش لازم
قال باهتمام :طبعا لازم تكشفى شوفى بكره عندى اجازه من البنك اخدك واعمل لك كشف كامل اوكيه
قالت معترضه :فخر يا بنى ما تتعبش نفسك
امسك يدها وقبلها :لو ما تعبتش مع اسما حبيبة فخر اتعب مع مين
في صباح اليوم الثانى اتجها إلى المشفى وبداخله سعاده لانه سيتمكن من رؤيتها بعد مروراكثرمن أسبوع لا يدرى كيف مرعليه دون ان يراها
دخلا المشفى بحث عنها وجدها تكتب تقرير في قسم الطوارئ اتجه اليها وناداها :دكتوره اميره
التفتت له وابتسمت ابتسامه مشرقه:أستاذ فخر
تقدم اليها ووقف امامها ينظر إلى وجهها الذي اشتاق اليه :اخبارك
نظرت إلى عينيه وقالت بلهفه وهي تتفحصه بعينيها باهتمام :انت بخير شكلك مرهق
أجاب وعينيه تلتهم تفصيلها :دلوقتى انا بخير ....طمنينى عليكى دكتوراشرف تعبك في التدريب
هزت راسها بابتسامه:انا بخير ماتقلقش عليا لو فكر بس هاجى اقولك
ضحك وقال :اكيد طبعا
وقفت تراقب ابنها وهو يتحدث إلى طبيبة شابه تبدو انيقه جدا ذات جسد ممشوق وملامح جذابه وبشرة فاتحه مشربه بالحمرة وكان اكثر ما يميزها عيناها الرماديتان التى تظللها اهداب طويله وكثيفه .... ولكن ما لفت نظرها تلك النظره في عينى فخر كانت عينيه تراقب كل حركه وابتسامه بشغف شديد كانت الابتسامه تملأ وجهه وهو يستمع لها ... وصوت ضحكته التي لا تسمعها الا عندما يكون سعيداً كانت تسمعها الآن تخرج بدون تكلف كان ينظر لها بشكل مختلف وهي تتحدث
نظرت إلى الفتاه وهي تتحدث مع ولدها وملامح وجهها تنم عن السعاده كانت تحكى له عن شئ وتشير بيدها وهو يصغى لها باهتمام وشغف
كانا لا يشعران بمن حولهم لقد نسيها تماما
عند هذه الفكره وجدت نفسها تنادى ابنها :فخر
التفت ينظر لوالدته التي تنظر لهما متسائله وهى تنظر له بعتب على نسيانه لها......يالهى لقد نسى وجود والدته تماما
ابتسم وقال لاميره مشيرا على والدته :دكتوره اميره اعرفك على امى
اتسعت ابتسامتها وهي تقترب لتصافح والدته وقالت وهي تنظر له:زى ما وصفتها بالزبط ...
ومدت يدها مصافحه برزانه :ازيك يا طنط فخر كلمنى عنك
رفعت حاجبها وقالت بمكر:صحيح
التقط نظرة والدته وقال ببتسامه :ماما دى دكتورة أميره اللي عالجت ايدى
صافحتها وهي تنظر لها باهتمام
فخر : دكتوره اميره انا جايب ماما اعملها فحص دورى فياريت تكونى معايا
تنحنح بحرج اردف مصحح : احممم قصدى تكونى معانا
ردت باهتمام وهي تمسك ذراع والدته بتاكيد:اكيد طبعا امسكت يد والدته وادخلتها غرفة الكشف
التفتت الام الى ابنها وهي تشير له براسها ان يدخل معها
كانت طوال وقت الفحوصات مع الام لم تتركها لحظه وجد فخر ان امه انجذبت لها وبدأت معها في تبادل الاحاديث
وفي نهايه اليوم عندما انهت الام فحوصاتها وكانا متجهين لخارج المشفى
سالها فخر: اميره انتى خلصتى شغل ؟
ابتسمت وهي تنظر لساعتها:انا خلصت من ساعتين
فخر وهو ينظر لوجهها الذي ظهر عليه الارهاق : شكلك نسيتى تاكلى وتعبتى اوى معانا
هزت راسها وقالت بصوتها العذب:لما اروح اكل بقى
واردفت وهي تقول بابتسامه:ابداً والله ده انا مبسوطه اوى ان اتعرفت على طنط اسما
ابتسم وبدون تفكير :وانا مبسوط انك مبسوطه
اخفضت راسها بخجل
اخذ فخر يتأملها بشغف
تنحنحت الام :يلا يا فخر اتاخرنا
وامسكت ذراعه التفت لامه التي نسي وجودها :حاضر
شكرتها الام مره أخرى وغادرا
وما ان استقلا السيارة حتى قالت الام بمكر :واضح ان الدكتوره اميره لها معجبين كتير
افاق من حالة الشغف وسالها باهتمام :هو في حد معجب باميره؟؟
اجابت بنفس الاسلوب :ايوه دكتور الاشعه
أوقف سيارته بحده جعلت والدته ترتد إلى الامام صرخت فيه :فخر حاسب
قال بحيرة :ماما هي اميره معجبه بيه
نظرت له بدهشه شديده :فخر !!!!
قال بقله صبروهو ينظر لوالدته :ماما ردى عليا هي كمان معجبه بيه ؟؟؟
هزت راسها باستنكار قائله: ودى هاعرفها ازاى ؟
رد على الفور:يعنى كانت بتعامله ازاى قوليلى بتضحك على كل كلمه بيقولها ...ولا بتسرح في عنيه ...ولا بتراقبه دون ما ياخد باله
صمتت قليلا وهي ترى انفعالات ابنها وقالت بعد فترة بهدوء حذر :ايوه شفتها بتعمل كده
نظر لها :انتي متاكده احتمال بيتهيأ لك
قالت بتاكيد:لا انا متاكده جداااا
راقبت صمته والضيق الذي ظهر على وجهه وهو يعود لقيادة السياره بوجوم شديد
بعد فتره أوقف السياره امام منزلهم وهمت بالخروج ونظرت له ووجدته شارداً رق قلبها له وهى ترى علامات خيبة الامل تظهر على ملامحه
فهمست بهدوء:انت يا فخر
التفت لها وقال بعدم تركيز :بتقولى ايه يا ماما
ابتسمت وقالت بحنان :انت اللى اميره بتراقبك لما ماتكونش واخد بالك وبتضحك معاك وبتسرح فيك ...اردفت وهى تغالب دموعها : زى ما انت معجب بيها هي كمان معجبه بيك
لم يصدق نفسه وقتها ومن فرط السعاده انحنى ليحتضنها
في أقل من أسبوع كان جالساً في بيتها يطلب يدها من اخيها
.........
جالس بجواره صديقه علي بعدما تم عقد القران في بيت اميره يتلقى التهانى من اصدقائه واقاربه
لقد طلب من اخيها ان يراها ولكن لم يعطيه جواباً يريحه
همس بضيق:وفيها ايه انى اشوفها مش خلاص بقت مراتى
ضحك علي :وجه اليوم اللى اشوفك وقعت ولا حد سمى عليك
ضحك ووضع يده على قلبه :وقعت ايه يا علي انا دوبت خلاص من الشوق
علي وهو يضحك :خليك تقيل فرحك بعد يومين اصبر
فخر وهو يتنهد :اجيب الصبر من فين وليا أسبوع ما شفتهاش وكل ما اكلمها تقولى فخر يوم الفرح تشوفنى...يارب ماما تقدر تقنعها انها تطلع تشوفنى
اراح ظهره على الكرسى ووضع كاحله على ركبته :ما اظنش مامتك هتساعدك ...واكيد هي صحبة فكره انك تشوفها يوم الفرح
اتسعت عيناه وهو يفكر فيما قاله صديقه :قصدك ماما هي اللى ادتها الفكرة؟؟؟
هز راسه مؤكدا :اكييييييييد
قال بضيق:والله لو ماما هي صاحبه الفكره
علي وهو يضحك :هتعمل ايه يعنى
اخرج هاتفه من جيبه وكتب رسالة ماعى الا دقائق ورن هاتفه معلناً عن قدوم رساله
استأذن من صديقه واتجه إلى الشرفه قام بالاتصال
سمع صوتها الرقيق يداعب اذنه قائله برقة تذيب قلبه: فخرى
تنهد قائلاً :قلب فخر ...وحشتينى
همست بخجل :وانت كمان
قال بعتب :مش باين ...
اجابت باستنكار:ليه بتقول كده
أجاب وهو يسند ذراعه على حافة الشرفة ويخفض راسه :مش عايزه تشوفينى
واردف بعتب :أسبوع ما اشوفكش وبعد كده تقولى استنى يومين تانى مش كتير على قلبى يا اميره والله كتير...قلبى تعب من الانتظار
صمتت قليلا وقالت بهدوء :ارفع راسك
قال بدهشه :ارفع راسى ؟؟؟؟
قالت بهمس :ارفع راسك عشان تشوفنى
رفع راسه فابتسم وهو يراها تنظر اليه من الشرفه التي تعلو شرفته
اسند ظهره على حافة الشرفه وقال وهو ينظر لها :وحشتينى
ابتسمت :فخرى
قال وهو يرى شعرها المنسدل على جانبى وجهها والهواء يحركه كانت اول مرة يراها بدون حجابها فنظر لها باعجاب شديد وهو يتمنى ان يحتويها بين ذراعيه : تعبتى قلب فخرك معاكى
قالت وهي تنظر له:بتحبنى اوى ؟؟
قال بوله وهو ينظر لابتسامتها:بحبك بشكل انى بخاف
اتسعت عيناها بدهشه:بتخاف!!
قال بتأكيد:خايف ان ده كله يكون حلم وخايف في يوم حاجه تبعدك عنى
قالت بتاثر :فخرحبيبى انت قلبى مش ممكن حاجه تشغلنى أو تبعدنى عنك
نظرت لعينيه وقالت بجديه:اوعدنى يافخر
قال باهتمام :بأيه ياحبيبة فخر
قالت وهي تمد يدها كأنها تلامسه:ان مهما حصل ما تبعدش عنى وتكون معايا وما تتخلاش عنى ابداً
هز راسه :اوعدك
سمع صوت علي يناديه اغمض عينيه بضيق وقال:مش ارد عليه
ضحكت :فخر رد عليه
رفع راسه وقال بشوق:ليه مش راضين يفهموا انى مش عايز غير انى اكون معاكى
قالت بخجل:48 ساعه ونكون مع بعض اصبر شويه يا قلبى
ضحك وقال:حاضر استنى ....بس انا مش مسئول على ال هيحصل لما اشوفك.....اطلع اشوف الاخ عايز ايه .....وهاكلمك أول ما ارجع اوعى تنامى
وارسل لها قبله في الهواء
ابتسمت بخجل وهى تلوح له بيدها برقه
....................
...............................
يوم الزفاف...ينظر لها بوله شديد وهي في وسط صديقاتها وأقربائها تضحك كانت كالفراشة برقتها وجمالها وتلك الهالة النورانية التي تحيط بها كانت ضحكاتها تخرج من القلب كل ضحكه تضحكها كان يسمع صداها في قلبه
عيناها تلمع من السعاده
اقتربت منها صديقتها وهمست لها بشى في اذنها جعلها تجفل ويحمر وجهها وهي تشير لها بلا سمع صديقتها تقول لها :لازم اقرصك فى ركبتك
الحت صديقتها وهي تبتعد عنها والاخرى تلاحقها وهي تضحك
اقترب منها وما ان راته حتى احتمت فيه ابتسم بحنان وحب وهو يضمها إلى صدره …..اغمض عينيه ......يشعر انه لا يزال يحلم كان يريد ان يتأكد انه ليس في حلم جميل من تلك الاحلام التي صارت تراوده منذ ان عرفها
نظر لها بعشق كل ذره فيه تنطق شعرا ….عينيه….. شفتيه
رفعت عيناها وارتسمت ابتسامه عذبه وهي تراه ينظر هذه النظرة كانت تحمل كل معانى العشق والوله.... التقط كفها وقبل باطنها وعينيه لا تفارق عينيها
وهو يقربها من صدره وهمست له وهى تنظر لعينيه : باحبك
انسابت موسيقى هادئه وخفتت الاضائه واغمضت عيناها وهي تريح راسها على صدره وتستمع لنبضات قلبه ...لهمساته وهو يقول بصوت اذاب مفاصلها وتسلل إلى قلبها قبل اذنيها:
عشقت في بعينيك نهرا صغيرا...
سرى في عروقى تلاشيت فيه
رايتك..صبحا وبيتنا وحلما
رايتك كل الذي اشتهيه
رفعت راسها وهي تنظر له بعينين تلمعان بالحب الذى تشعر به يملأ كل ذره بداخلها لذلك الرجل الذي جاء في ليله واحتل قلبها وعقلها وكل ذره بها ...هذا الرجل الآن هو وطنها الذى تشعر معه بالأمان لن تحب سواه وسوف تحتل كل ذره فيه كما فعل
................
كان يراقب صديقه وهو يحتضن عروسته بسعاده كانت السعاده ظاهره على وجهه لم يرى في حياته فخر سعيداً كما الآن وتلك الابتسامه النادره التي تحتل قسمات وجهه صارت بشكل دائم في حضور اميره
ما الذي فعلته تلك الفتاه لتسيطر على عقله وقلبه...لقد استحوذت عليه ببراءتها ونقاء قلبها وعفويتها ...تذكر عندما كان يحكى له صديقه عنها كان يقول "بس اشوفها ياعلي احس احاسيس عمرى ماحستها بحس انى عايز اضحك وانى مبسوط مش بختار الكلام الكلام بيطلع من لسانى من غير ما افكر مش بشوف غيرها ...تصدق والله من يوم ماعرفتها عينى مش بتشوف غيرها
ابتسم بسعاده لسعادته وهو يرى صدق كلماته على ملامح وجهه
سمع صوت حمزة يقول :علي ...فخر شكله بيحبها اوى
هز راسه وهو ما زال ينظر لصديقه بسعاده ولم يجب فاكمل حمزة :ربنا يسعده
واردف وهو ينظر لاميره:وهي واضح انها بتحبه اوى
علي بعد تفكير:تتوقع يجى بعد سنه يقول انا ايه اللى خلانى اتجوز ولا تتوقع طنط اسما تطلع عينها انت عارف حب طنط اسما لفخر وتعمل شغل الحموات..
حدجه حمزة بنظره قويه:علي ممكن تسكت
علي وكانه لم يسمع :اكيد هتعمل لان ده ابنها الوحيد
حمزة باستنكار :علي وبعدين معاك يا اخى عيش اللحظة انت ايه ماعندكش قلب
التفت علي ينظر لوالدة صديقه كيف تبدو امارات السعاده مرتسمه على وجهها وهي تنظر لولدها الوحيد بسعاده غامره
......
بعد عده ساعات
أوقف سيارته امام منزل صديقه وخرج من السياره يراقبه وهو يساعد عروسه على الخروج من السياره
التفت فخر لصديقه :عقبالك كده لما ازفك بعربيتى
ضحك وقال :قول يارب وقتها افتكر كلامك
ضحك فخر وهو يتأبط ذراع زوجته ويغمز لصديقه:اتمنى لانى شكلى هانسى كل حاجه
نظر علي لاميره وقال بتهذيب:مبروك يا اميره وربنا يسعدكم
ابتسمت بخجل :الله يبارك فيك
أشار لصديقه ودخل البنايه التي بها شقته
وقف يراقبهم إلى ان اختفوا
استقل سيارته وهو يدعو في سره لصديقه بالسعاده
.................
وقفت تتامل غرفة النوم ذات اللون الذهبى كانت الغرفه واسعه يوجد بها سرير كبير بلون الأبيض وبه نقوش باللون الذهبى عليه فراش بلون الذهبى برسومات هادئه بجواره خزانه الملابس بنفس اللون يغطى الارضيه سجاده بلون العسلى
اقتربت من طاوله الزينه تنظر لنفسها بسعاده ..لقد تركها لعده دقائق لتغير فستانها
فكت طرحتها وحجابها وحررت شعرها واسدلته على ظهرها وكتفيها وجلست على طرف الفراش منحنيه تخلع حذائها سمعت طرقات على الباب وتلاها دخوله
نظر اليها وهي منحنيه وشعرها منسدل جزء منه يغطى وجهها
ابتسم وهو يراها بهذا الشكل يعرف جيدا ان صورتها هكذا سوف تعلق في راسه فتره طويله
اقترب منها وانحنى وهو ينظر لعينها:لسه مغيرتيش
قالت وهي تنظر له و قد خلع سترته وجلس بقميصه الأبيض بعدما اثنى اكمامه ونزع رابطه العنق كان منظره جميل بحق كان غاية في الوسامه والجاذبيه
قالت وهي تبعد خصل شعرها المتمرده بخجل:الطرحه اخدت منى وقت
انحنت تكمل خلع حذائها ...مد يده وابعد شعرها الذي يغطى عينيها واقترب منها حتى لفحت انفاسه بشرتها الرقيقه
قامت باضطراب عندما شعرت باقترابه المهلك منها ولكنه امسك ذراعها وقربها منه
ونظر لعينيها ومرر ظهر اصابعه على وجنتها:وحشتينى
رفعت راسها ونظرت لعينيه واخفضتهما بخجل
ابتسم وضمها الى صدره واراح ذقنه على راسها وهمس:تصدقينى لو قلت انى حاسس انى بحلم
تجرأت ورفعت يدها واحتضنت خصره وهمست وهي تخفى راسها في صدره:وخايف تفتح عنيك وتلاقى نفسك في المستشفى مستنى
ابعدها ونظر لعينيها وقال بتاكيد:انتى كنتى بتنستنى تشوفينى؟؟؟
هزت راسها بخجل واخفت راسها في صدره مره أخرى
ضحك بسعاده وهو يضمها إلى صدره بشده اكبر كانه يريد اخفاؤها بين ضلوعه
واردف وهو يبتسم :تعالى نصلى ركعتين لله علشان نبدا حياتنا صح
يلا
...................
تسلل صوت إلى اذنيها وهي نايمه فتحت عينيها واغمضتهم دقائق ولكن الصوت عاد مره اخره وفتحت عيناها مره أخرى ....اين انا ....
دارت عيناها في المكان وشعرت بانفاس هادئه بجوارها رفعت راسها وجدت انها كانت نائمه على صدر فخرالعارى
تذكرت ما حدث لقد سهروا يتحدثون حتى صلوا الفجر وبعدها حملها على الفراش....
وضعت الوساده على وجهها بخجل وهي تتذكر ماحدث
سمعت صوت جرس الباب مره أخرى
ابعدت الوساده عن راسها وهي تنظر لباب غرفتهم المغلق على امل ان الذي يطرق الباب قد يمل ويتركهم يكملون نومهم ...ولكن الاصرار واضح على من يطرق الباب
مدت يدها بخجل لتوقظه وهي تقول بصوتها المحمل بآثار النوم:فخر ...الباب ...فخر
فتح عينيه ونظر اليها لثوانى ثم اغلق عينيه الناعستين
اعادت مناداته مره اخره بهمس:فخر الباب بيخبط
فتح عينيه ونظر لها وابتسم ابتسامه واسعه جعلتها دون ان تدرى تبتسم مثله سحبها من ذراعها وضمها إلى صدره وقال بصوت الاجش من النوم:صباح الياسمين وصباحى اميرتى واميره احلامى
ضحكت ورفعت راسها وتساقط شعرها على صدره العارى وهي تقول بخجل :صباح الخير
اقترب من وجنتها يقبلها:ليه صحيتى بدرى
ابتسمت بخجل :الباب
ابتعد قليلا وهم ان يسالها ولكن رنين جرس الباب اسكته ابتسم بمكر وعاد يقترب منها وقال :طنشيه
ضحكت وقالت بخجل :فخر ما ينفعـ .....
اسكتها بقبله هادئه كالفراشه هبطت على شفتيها برقه وعذوبه جعلتها تحلق بين الازهار وتنسى كل شى وتحلق معه
...................
بعد مرور سنه
نظرت لاختبار الحمل بسعاده شديده لم تصدق نفسها انها حامل "بداخلى طفل فخر" وضعت يدها على بطنها بحنان وهي تشعر بسعاده كبيره نظرت لشريط الاختبار المنزلى للحمل مره اخرى "أجل خطين ما أجمل هذين الخطين"
خرجت من دورة المياه واتجهت لغرفتها سوف تذهب إلى عملها في المشفى وتقوم بعمل تحليل دم حتى تتاكد تماماً وبعدها ستخبر فخر ووالدتها ووالدته التي تاتى كل شهر وتسالها ومنذ أيام سمعتها وهي تقول لفخر انه يجب عليه ان يعرضها على طبيب ولكن فخر اخبرها بهدوء انه سعيد هكذا لا يريد أطفالاً في الوقت الحالى
لقد توقفت منذ عدة اشهرعن تناول الحبوب التى اتفقا عليها منذ بداية الزواج لانها تريد ان تصبح أماً تريد طفل يشبه حبيبها في ملامحه التي تعشقها ....تريد ان تتوقف والدته عن سؤالها المؤلم متى سوف أصبح جده متى سوف يكون لابنى أبناء
اليوم سوف تتوقف عن ذلك السؤال المستفز
انهت ارتداء ملابسها التقطت حقيبتها واسرعت الخطى إلى الخارج
..............
دلف إلى البيت ووضع حقيبة اوراقه على الطاوله
وقال بصوت مرتفع قليلا :اميره
توقف وهو يراها قادمه مبتسمه له ترتدى فستان اخضر به نقوش صغيره فوق الركبه وجمعت شعرها الطويل في ذيل حصان
اقتربت منه وهي مبتسمه وقبلت خده برقتها التي تسحره وقالت وهي تحتضن خصره وتنظر لعينيه:تعرف انك وحشتنى
ابتسم وقال بتعب :تعرفى انى هلكان تعب
قالت باهتمام وهى تدلله كالطفل الصغير :حبيبى سلامتك تعالى خد دش وصلى اكون حضرت الغدا
قبل خدها وقال وهو يتجه لغرفتهم :متتاخريش عليا
بعد الغداء
مستلقى على الاريكه نائم واضعاً راسه على فخذها وهي تمرر اصابعها في شعره
وبصوت هادئ:فخر
أجاب وهو ما زال مغمض العنين:هممممم
اجابت وهي تدور عينيها في المكان تتخيل طفلها يلهو ويلعب ويصدر ضجيج محبب إلى القلب
رفع يده وامسك كفها وقربه من فمه وقبلها في راحتها وابتسم قائلا:مفيش برفان جبته الا لقيتك اتعطرتى منه
ابتسمت وهي تسحب يدها منه وتضربه على كتفه:وفيها ايه بحبك وبحب عطورك ...وشكلى كده ابنك طالع زيي بيحب عطورك
اعتدل ونظر لها:ابنى !
هزت راسها بسعاده وقالت وهي تضع كفه على بطنها وعينها تلمع من السعاده :ابنك يا فخر انا حامل يا قلبى
نظر ليده الموضوعه على بطنها ورفع عينه وقال متسائلا:حامل ...متاكده
هزت راسها بسعاده:ايوه حللت النهارده وعرفت انى حامل ليا شهر
سحب يده وتغيرت ملامح وجه للجمود
نظرت لملامحه وقامت وجلست على ركبتيها امامه قالت بصوت هامس:فخر ...انت مش فرحان ان هيكون لنا طفل يشبهك ...جزء منك جوايه فيه ريحتك.. ولونك ودمك ..ضحكتك... عصبيتك ... فيه منى ومنك طفل يربطنا اكتر ببعض ويشيل اسمك واسمى كانت تحدثه كانه طفل صغير تسعى لترضيته
واردفت وهي تحتضن كفه بين يديها:انا عارفه انك كنت عايز ان احنا ناجل موضوع الخلفه ....لكن مرت سنه وانا نفسى اكون أم واكيد انت نفسك يكون لنا أطفال...مش نفسك زيي يافخر رد عليا
قام بصمت وترك يدها واتجه إلى باب الشقه وخرج دون ان يلتفت اليها
نظرت إلى الباب الذي خرج منه بذهول وهي تشعر بالم يخترق قلبها انسالت دموعها على وجهها وهي تنظر إلى الباب غيرمصدقه لقد تركها وذهب .... جلست تبكى بحزن شديد وخيبه امل لم تتوقع ان تكون ردة فعله بالخبر هكذا تخيلت انه سوف يطير من الفرح ويصرخ ويقفز ويحملها ويدعوها للعشاء ولكن كل ذلك لم يكن الا ...حلم
|