كاتب الموضوع :
سامراء النيل
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: اهدتني ...قلبا
البارت الرابع عشر
احنا فين
سالت ليلى بقلق وهى تسمع أصواتاً كثيرة حولها وتشعر بازدحام المكان ومرور أشخاص بجانبها ومنهم من اصطدم بها جعلها تقلق وتقترب اكثر من سناء وهى تشعر بعدم الراحة وبدأ تنفسها يزداد سرعه
نظرت اليها سناء وشعرت بالقلق عليها كان يظهر على وجهها التوتر والذعر
ردت سناء بحرص: في المول
صاحت ليلى باستنكار:المول !!!!! وبنعمل إيه هنا ؟
سناء باقتضاب :التدريب هيكون هنا النهارده
فتحت فاها وهى تهز راسها غير متقبله ما تخبرها به: ما تقوليش انى هاتدرب هنا لا يا سناء أنا مش بحب الزحمه ...الزحمه بتخنقنى يلا من هنا
ومدت اصابعها الرقيقه المرتعشه وامسكت ذراعها بخوف
شعرت سناء بتعاطف شديد معها وهى ترى حدقتيها تدور بحيره في كل اتجاه وتنفسها السريع يزداد مما يدل على خوفها ...ارادت ان ترجع بها...ولكن تذكرت كلمه عماد وهو يعطيها تعليماته "اوعى تضعفي او تصعب عليكى لانك لو حسيتي بكده ده معناه انك هتفشلى معاها ..... التدريب يعنى مفيش خوف ولا قلق ايوه هتخاف وتقلق وممكن تتعصب وتصرخ ... ضعفك يعنى فشل ...لازم تكونى قويه و قوة شخصيتك لازم تمدها بالقوه والعزيمه
ضمت قبضتها واخذت نفس عميق وقالت بصوت ثلجى وهى تبعد اصابع ليلى الملتفه حول ذراعها
:لا مش ها نمشى لان ورانا تدريب ...والتدريب النهارده هنا ولازم تركزى معايا لان اى غلطه معناها انك ممكن تضيعى وسط الناس اللى حوالينا
تغيرت ملامحها وقالت باستنكار:ممكن اضيع!!! جيبانى مكان ممكن اتعرض فيه للخطروتقولى بمنتهى البساطه ممكن اضيع انتى مجنونه ..انتى مش سامعه انتى بتقولى إيه ؟؟ازاى عايزانى اتدرب هنا ده الشخص الطبيعى اللى بيشوف ممكن يضيع فما بالك أنا هاعمل إيه و أنا مش شايفة
كانت تتحدث بصوت مرتفع وصدرها يعلو ويهبط من التوتر
ردت سناء بلهجه عمليه :دلوقتى ها نبدا التدريب ...التدريب اننا هندخل كذا محل وعايزه منك تركزى جداااا وتخلى حاسه الشم والسمع في حاله تركيز شديد فهمتى يلا
تسمرت ليلى بعند :يلا فين واضح انك ما سمعتيش أنا قلت إيه أنا ما انفعش اتدرب هنا سمعانى
لم تجبها ولكنها ظلت تتاملها وتفكر كيف تزرع بداخلها روح التحدى لنفسها ولخوفها فخطرت في بالها فكرة وقررت تنفيذها على الفور وابتسمت وهى تقول :الاستاذ عماد قالى انك مش جبانه وجسوره وبتتحدى الصعاب لكن أنا شايفه العكس انك خايفه
وجبانه ومش عايزه حتى انك تحاولى انك تتحركى او تعتمدى على نفسك
واردفت باستفزاز مقصود: وواضح انى كسبت الرهان
ليلى بتساؤل:رهان إيه
سناء :اتراهنت أنا والاستاذ عماد انك مش هاتوصلى للمرحله التانيه هو قال انك هتتجاوزى المراحل كلها لكن أنا قلت له انك مش هتعدى المرحله دي
واردفت بسخريه :وواضح انى فزت انتى واحده دلوعه هتفضل طول عمرها قاعده في البيت سايبه اللى حواليها يقرروا لها ويرسموا لها حياتها زى الدميه وهى ساكته ... وليه ده كله تنهدت واضافت بصوت قاسي :عشان هى جبانه اخدت ان الكل يساعدها ومحدش يقولها لا ... ازاى واحده زى كده ممكن تتجاوز خوفها وتنجح ؟
ليلى وهى صامته تستمع لما تقوله "لقد تبدلت حياتها بالفعل من بعد الحادث اجل صارت قابعه في البيت واصبح الجميع يقرر لها مصيرها وهى لاتفعل شئ غير ان تطيع بخنوع ....هى ليست كذلك منذ صغرها وهى تتحدى الصعاب وتتجاوز الالم وتنتصر عليه وكل الم تقلبه الى نجاح لقد عاهدت والدتها ان تكون ناجحه في حياتها وعاهدت والدها ان تتحدى كل شئ وتنجح ... ولكن آن الأوان ان تتحدى ذلك الساكن الجديد الذى احتل قلبها وتشعب الى كل خلية من خلايا عقلها آن الأوان ان تطرد ذلك المحتل البغيض الذى زرع نفسه بداخله اجل سوف اتغلب عليك ايها الخوف اللعين .....وتلك الواقفه امامى سوف اثبت لها وللجميع انني سوف انجح "
تنهدت وقالت بتحدى
:خلصتى تحليلك ليا ولا لسه ؟...لو لسه يا ريت نبدأ التدريب وبعدها حللي شخصيتي لبكرة الصبح
ابتسمت سناء على عنادها وتحديها لنفسها لقد دفنت خوفها وقلقها بداخلها في دقائق ما ان اتهمتها بالضعف والخوف لا تريد أن تظهره لأحد ...عنيدة تلك الفتاه يعجبنى عنادها وقوة بأسها وتحديها لنفسها عندما كان عماد يتحدث عنها كنت اظن انه يبالغ ولكن مع كل جلسه اكتشف ان معه حق وان بداخلها الكثير من الطاقه والتحدى وواثقه أنها سوف تنجح
أمسكت ذراعها وقالت :بسم الله ...يلا
أدخلتها عده محلات منها للعطور الملابس والاحذيه وفى كل محل يمكثوا عدة دقائق الى ان جاء وقت الاختبار
وقفت سناء وقالت :ليلى أنا هادخل محل الهدوم نسيت شنطتى هناك خليكى استني هنا
وقبل أن تعترض كانت قد تركتها واتجهت إلى محل الثياب تراقبها من الخارج
واقفة لا تتحرك تخاف إن تحركت أن تضيع سوف تنتظر لن تتأخر عليها هى متا كده ...ولكن ماذا لو قررت أن تتركني بعدما صرخت في وجهها ...لا لا سناء لن تفعل ذلك ...أكيد سوف تحضر حقيبتها وتعود بسرعه لن تتأخر اجل
رفعت أناملها ووضعتها على أرقام ساعتها البارزة وقالت في نفسها "سوف انتظرها ...وان تأخرت سوف أحادث عماد ليأتي الى هنا فوراً"
مرت عدة دقائق ولم ترجع سناء اليها وقلقها يزداد مع كل دقيقه ..فانها ولاول مره بعد الحادث تكون بمفردها في مكان غريب لاتعرف عنه شئ
مدت يدها لحقيبتها لتخرج هاتفها لتحادث عماد ليحضر لاخذها وتخبره ما فعلته معها سناء وكيف اختفت وتركتها ...ولكن توقفت يدها وتسائلت ... هى لم تسالها عن اسم المكان لا تعرف الا انه مجمع تجاري فقط يا ألهى كيف لم اسالها عن اسم المكان وماذا افعل الان ؟
شاع الرعب في قلبها وتسارعت دقات قلبها وهى تسمع تلك الاصوات المختلفه من حولها لقد تاهت اجل ماذا ستفعل الان اغمضت عيناها وبدات تردد على نفسها :ما تقلقيش ربنا معايا ايوه ربنا معايا احسن من الكل وهو هيساعدنى اخذت تهمس بصوت منخفض : يارب ساعدنى دلنى اعمل إيه يارب يارب ساعدنى واغمضت عينيها بقوه وهى تدعو وفجائه تذكرت كلمه قالتها لها سناء اثناء التدريب كانت دائما ما ترددها عليها وكأنها تريدها ان تحفظها
"فكرى لا تدعى الخوف يحتل تفكيرك .... الخوف والقلق هما عدوك الاول واقوى عدو... اذا اردتي ان تنجحى اقضى عليهم لكى تتمكني من التفكير بشكل صحيح"
رفعت اناملها المرتعشه ومررتها على ساعتها لقد مرت نصف ساعه على غيابها
أغمضت عيناها بشده وهى تركز فيما حولها تسلل صوت فتاه الى أذنيها وهى تقول :انتوا فين احنا مستنين في المول ...وصلتوا ...أحنا في الدور التانى قدام محل البرفانات
رفعت رأسها وبدات تفكر بهدوء محل البرفانات ده كان تالت محل دخلناه وكان اول محل عدينا عليه هو محل الاحذيه وتانى محل كان الهدوم والثالث العطور يعنى محل الهدوم بين الاتنين والبنت اللى بتتكلم بيني وبينها ما تقريباً عشر خطوات وهى قدام محل العطور يبقى محل الهدوم على شمالها يعنى قدامى ممكن من خمس لست خطوات
قالت بهمس وهى تحفز نفسها: هتعرفى يا ليلى يلا توكلى على الله ومش ها تخسرى حاجه بينى لها انك تقدرى ...وتأخرها معناه انها اكيد بتختبرك واظن انها بتراقبك دلوقتى هاتعملي إيه
عضت على شفتيها وقبضت على مقبض العصا وهمست:بسم الله توكلت على الله
كانت تسير بخطى هادئه تحاول ان تقترب من صوت الفتاه التى كلما خطت خطوه يوضح صوتها اكثر وكانت قلقه في نفس الوقت من انتهاء مكالمتها التى تعنى صمتها
وضح الصوت بشكل قوى عرفت انها بجانبها
قالت بصوت حاولت ان يكون هادئ
:لو سمحتى
التفتت لها الفتاه تنظر لها ولفت نظرها العصا البيضاء
قالت الفتاه بشفقه وادب :محتاجه مساعده اساعدك في حاجه
ليلى وهى ترسم ابتسامه بالكاد ظهرت على شفتيها :مرسيه لكن ممكن تساعدينى توصفى لى محل هدوم
الفتاه بادب :تعالى اوصلك
ليلى وهى تهز راسها :لا شكرا بس اوصفيلى هو محل بين محل الاحذيه ومحل البارفانات وياريت تقوليلى اسم المكان اللى احنا فيه
الفتاه وهى تنظر لها بدهشه وتسائل ازاى رافضه المساعده بحالتها دى ولكن عادت وقالت لنفسها اكيد ليها حق ما تثقش في حد
بدات تصف لها المكان وبعدها اخبرتها عن اسم المجمع والدور
شكرتها ليلى وبدات تتحرك وهى تقول لو فشلت اكلم بابا اوعماد ييجوا ياخدونى والحمد لله عرفت اسم المكان
كانت تراقبها باعجاب شديد وتخيلت ولو للحظات انها سوف تطلب من الفتاه مساعدتها ولكن فوجئت بها انها تحدثت مع الفتاه وتتجه بخطى هادئه نحو محل الثياب رغم الزحام الا انها كانت تتحرك بهدوء وتركيز وحرص شديد مدت يدها وارتطمت بشى زجاجى مررت يدها عرفت انه باب المحل ازاحته ودخلت ووقفت دقائق تستنشق الرائحه ومدت يدها على يسارها وشعرت بملمس الثياب ولكن مشت بمحازاه الباب ولامست يدها اليمين اوراق شجره هذا ما تريده كانت كل محل تدخله مع سناء لا تكتفى بالرائحه بل كانت عند خروجها من الباب تسال وتتلمس اذا كان هناك شى بجوار الباب وكان محل الملابس الوحيد من المحلات التى دخلتها الذى يضع شجره عند الباب
ابتسمت وقالت بصوت هادى واثق:سناء
ابتسمت سناء وتقدمت منها تنظر لها بفخر
عرفت ليلى صوت خطواتها وهى تقترب منها فقالت بثقه وهى تشعر بها أمامها :نجحت في الاختبار؟
سناء وهى تهز رأسها بالإيجاب... ولكن اكتشفت أنها لا تراها قالت :اكيد ...برافو عليكى ..برافو عليكى
وأكملت وهى تستدير وتمسك ذراع ليلى لتخرج:سؤال ...ليه لما رحتى للبنت ما طلبتيش انها توصلك
تخيلت انك تطلبي منها توصلك... ليه ما طلبتيش
ليلى وهى تسير بهدوء:كنت باختبر نفسي وكنت عايزه انجح بمجهودي ايوه طلبت منها مساعده لكن الباقى عليا أنا
واردفت :ثم ازاى ما تقوليش ان ده اختبار و ازاى تنسى انك تقولي عن اسم المكان اللى احنا فيه ؟
دخلت المصعد واجابت باهتمام :لأنك مسألتيش
واردفت :خديها قاعده يا ليلى اوعى تنسى تسالى عن اسم المكان اللى انتى رايحه له لانك ممكن تروحيه تانى لازم كل مكان له ملف شامل في دماغك اسمه وريحته واتجاهاته في عقلك
ازاى الناس بتحفظ الاماكان بالعين والعقل بتخزن معلومات اللى صورتها العين للعقل عشان كده انتى تعملى كده الفرق هيكون مكان العين السمع والشم فهمتى
هزت راسها بتركيز :فهمت
سناء وهى تخرج من المجمع وتتجه لسيارتها :الاسبوع ده واللى جاى كله هتكون تدريباتنا في الخارج
ساعدتها على ركوب السياره جلست ليلى واسندت راسها للخلف
تشعر بفخر وثقه شديده بنفسها وسعاده تملى كل جزء فيها اليوم تغلبت على خوفها تريد ان تحلق وتطير اليوم خطت اول خطوه في طريقها الصحيح ....ارتسمت ابتسامه جميله على وجهها
التفتت تنظر لها وترى تلك الابتسامه على وجهها :بما انك نجحتى في اول اختبار اعزمك في مكان جميل
ليلى وهى تبتسم :ايوه ياريت لان التركيز جوعنى
واردفت ليلى ضاحكة:اسم المكان ايه
ضحكت سناء وقالت وهى تقود سيارته: ايوة كده ......اقولك
......................
دخل ادهم غرفة والدته وجدها تتحدث في الهاتف جلس ينتظر انتهاء مكالمتها ...
انهت مكالمتها ونظرت له :ابوك كلمني من شويه بيسال ما روحتش الشغل ليه النهارده ؟
قال وهو يحك ذقنه متسائلا كانه لم يسمع ماتقوله :ماما هو فرح زينه بنت خالتى امتى ؟
ضربت كفاً بكف وقالت بانفعال:أنا بكلمك في إيه وانت بتقول إيه يابنى ركز معايا ...مرحتش الشغل ليه النهارده
تنهد بضيق:كان ورايا مشوار مهم كان لازم اعمله ...المهم امتى فرح زينه ؟
ناديه بتعجب :وليه بتسأل؟
تنهد بعصبيه :ماما ليه كل ما أسالك عن حاجه تسألينى ليه هو كل سؤال لازم وراه حاجه ؟
نظرت له وقالت بتاكيد:معاك انت ايوه سؤالك عن فرح زينه أنا متاكده انه ورآه حاجه وأبشرك أنى ما أعرفش المعاد امتى ولا مهتمة أنى اعرف وما اظنش انك عايز تروح الفرح بعد اللى حصل ولا إيه
التقطت هاتفها ووضعته في حقيبتها
ونظرت للمرآة وقالت :أنا رايحه عند جدتك تبقى تحصلني هناك
همس وهو يراها تخرج من البيت :لكن أنا مهتم انى اعرف لانى لازم اكون هناك
...............
أنهت تاليا مكالمتها مع ليلى واتجهت إلى غرفتهم ورتبتها ووضعت فيها تلك الفواحات التي تنشر رائحة الورد في أنحاء الغرفة بعدها نثرت على الفراش بعض من البتلات الحمراء ...أسرعت إلى المطبخ لتعد بعض الأكلات التي يحبها عماد وتذكرت كعكه الشيكولاته التي كان يطلبها منها باستمرار بدأت بصنعها
بعد فتره
نظرت لطبق الباستا والدجاج المشوي والسلطة الخضراء ولكعكه الشيكولاته برضا ونظرت للساعة وأسرعت تأخذ حمام سريع اليوم عيد زواجهم ... تريد ان تحتفل معه ....منذ فتره لا يجلس معها ودائما ما يكون مشغولاً ومرهقاً لا يتحدث معها الا فيما ندر ....يأتي في المساء متعب يأكل يشاهد التلفاز قليلاً ينام وان تحدث يكون حديثه عن ليلى او والدته وعمله وأحيانا يظل صامتاً اذا كان مشغولاً بقضية في عمله ...لكن اليوم سوف يكون مختلفاً سوف يدع عمله وكل شي خارج البيت سوف يكون لى قلبا وقالبا
توجهت الى خزانه ملابسها وظلت تبحث عن شئ مختلف ابتسمت بمكر وهى تلتقط قميصاً اسود من الحرير والشيفون قصير جداً لقد احضره لها ولم ترتديه
ارتدته ونظرت الى المرآة كان يظهر تفاصيلها بشكل مثير عقدت حاجبيها وهى تنظر لنفسها وتتساءل " هل زاد وزنى
دارت حول نفسها لترى في اى جزء يظهر فيه زيادة غير معدتها
تأففت وهى تقول:عايزه اوزن نفسي ...بعدين بقى مش النهارده
فردت شعرها الأسود الطويل وبدأت تتزين وبعد عده دقائق نظرت إلى نفسها برضا تام وابتسمت لنفسها
رفعت عينها تنظر إلى الساعة لقد اقترب موعد وصوله ابتسمت وجلست تنتظره على الاريكه
.....................
في المساء ...
في مجلس الجد ...
نظر عاصم لعلي المنصت لجده باهتمام وهو يتحدث معه وهو يفكر في التغيير الذي أصاب فهو ما ان وصل إلى هنا حتى تغيرت شخصيته تماما بدءاً مظهره فقد تخلى عن القميص والبنطال واستبدلهما بثوب ابيض ...كان ملازماً لجده طوال اليوم فجده لا يتحرك معه حتى ولو كان بصحبته ابى وعمى ولكنه كان يصر على وجوده معه ... وبالأمس سمعته يسأله عن الفرسه وهل تم ترويضها ...
سألت علي فاخبرني ان جدي قد اشترى فرسه منذ فتره وكان ينتظر حضوره الى البلدة حتى يروضها له ...سألته :أنت بتعرف تروض خيول يا علي؟
ابتسم واجابنى :على قدي ... ولكن فوجئت بالأمس عندما رايته يروض تلك الفرسه كيف يروضها بمهاره شديده وصبر وعرفت من أبى أن جدي من علمه ترويض الخيول ... ولكن اكثر ما فاجئنى ماحدث بالأمس .
بالامس على الغذاء كان مروان ابن عمتي شريفه يحكى ان هناك سيدة قد رشحت نفسها في البرلمان في البلده المجاوره لهم
فرد جدى ببساطه :ما اظنش انها تفوز لان مفيش حد هيرشحها
علي بسخريه :هو في حد عاقل يرشح واحده ست ودى بقى هتتكلم عن إيه في المجلس عن الاكل ولا الحمل
واردف بسخريه :اكيد عانس او مطلقه واحده فاضيه
مروان وهو يضحك :لا هى متجوزه لكن جوزها عايش بره
على وهو يرفع حاجبه :قول كده ...اكيد جوزها سايبها وهربان منها
والتفت ينظر لجده :أنا متاكد انها هتخسر لان مفيش واحد عاقل هيرشحها ولا ايه يا جدى؟
رد عمى باستنكار بدلاً من الجد بسبب طريقة حديثه وتفكيره :إيه اللى بتقوله ده هى عشان واحده ست لازم تكون فاشله وما تنجحش غير في البيت يا بنى في ستات كتير ناجحين في مجال شغلهم
عمر بتريقه:ياعمى انت عارف علي وتفكيره القديم
علي وهو يرتشف من كوب الماء الموضوع بجانبه :ده مش تفكيرى ده واقع أنا جيت البلد وانا عمرى 16 سنه شفت الراجل بيشتغل بره البيت والست جوه البيت تربى وتعلم عيالها تهتم بيه وببيتها يرجع يلاقى اكله متحضر وحاجته متوفره وما شاء الله الناس عايشه وما سمعناش عن خلع ولا خناق حتى ولو كان جوزها مطلع عينها وفيه العبر عايشه وساكته ليه عشان تربى عيالها ...
ومفيش واحده جات قالت أنا زيي زيك او اثبت ذاتى وضحك ساخراً وهو يضيف:إيه هى ذاتك او شخصيتك أنا مش فاهم ... جدتى صفيه مثلاً من يوم ما دخلت البيت هنا عمرى ما سمعتها بترد جدى في اى امر ولا قالت ما تلغيش شخصيتى وعاقله وحكيمه فى رايها وعمرى ماسمعت جدى بيزعق معاها او هى ترفع صوتها عليه بالعكس في احترام متبادل
كان عمى شريف يستمع لابنه وقد بدأت ملامحه بالتغير :الناس اتغيرت يابنى والافكار كمان... زمان مفيش تعليم...لكن دلوقتى بقى في تعليم للمرأة دلوقتى المرأه بقت وزيره وسفيره ودكتوره ومهندسه وبتنجح في عملها
هز علي راسه بعدم اقتناع :كتير اسمع عن دكتوره او مهندسه او مدرسه ايوه ناجحين لكن فاشلين في بيوتهم لان مجهودهم بيكون قاصر على مكان واحد يرجعوا البيت مفيش طاقه او مجهود لانه طلع من الصبح في مكان تانى ...نجاح إيه ده ...ده مش نجاح ده فشل ...أنا شايف ان اكبر نجاح لها انها تربى عيالها تربيه صحيحه وتعتنى بجوزها وبيتها وتطلع ابن ناجح دكتور او مهندس او محاسب المهم يكون ناجح في اللى بيعمله زى ما جدتى عملت مع حضرتك ومع عمى فؤاد وعماتى
نظر له ابى :عارف يا علي أنا اتفق معاك في حاجات واختلف معاك اتفق ان مفيش زى الام وتربيتها ومجهودها لكن اختلف معاك ان الام دى لازم تكون متعلمه فاهمه ودارسه وخاصه في زمنا ده علشان تفهم ابنها وكل تغيير يطرأ عليه عشان تعرف تعالجه وتقومه صح
ابى وهو ينظر لجدى :وحضرتك رايك إيه ياحج موافق على كلام علي
ابتسم جدى وهو يستمع الى علي ومناقشته مع والده وابى وقال بحكمه :اتفق مع علي ان الست احسن مكان لها بيتها واحسن عمل تقوم به تربيتها لعيالها واهتمامها بجوزها لكن الزمن اتغير والمرأه اللى كانت اقصى احلامها جوز وعيال مبقاش كده ...الراجل والعيال المرتبه التانيه بعد طموحها واحلامها ...
واردف قائلا أنا معاك يا فؤاد ان الافضل تكون الام متعلمه فاهمه في زمنا ده عشان تقدر تتعامل مع اولادها وجوزها
افاق عاصم من شروده على صوت جده وهو يقول :
يازين ما اخترت يا عاصم من نسب ...امنيه ابوك اتحققت كان زمان نفسه يجوزه واحده من عماتك وسبحان الله النصيب انك تاخد بنته
فؤاد بسعاده:هو في زى عاصم او بناته
الجد وهو ينظر لعاصم :ماشاء الله ليلى بنت عاقله أنا سمعت عنها وشفتها مع ابوها اخر مره ادب وجمال يا زين ما اخترت ياعاصم
تغيرت ملامح علي في لحظات وقال لجده :لا يا جدى مش ليلى اللى خطبها عاصم هياخد اختها الصغيره
الجد وهو ينظر لعاصم بتعجب :وليه تاخد الصغيره وسايب الكبيره إيه اللى موجود في الصغيره مش موجود في الكبيره
نظر متسائلا لابنه :ليه يا فؤاد هو في حاجه في الكبيره تمنع انكم تاخدوها ؟
هتف بحده غير مقصوده :لا ياجدى متقولش كده ...ليلى مفيش زيها ادب واخلاق وجميله وعاقله ومتدينه وماشاء الله مثقفه ... لكن ...لكن
اتقدم لها عمر قبل كده ورفضت
وشرد قائلا :وان شاء الله يجيلها اللى يسعدها
الجد وهو ينظر لعلي وهو يتحدث عنها ووصفه لخصالها وانفعاله الشديد ...وارتسمت ابتسامه هادئه على شفتيه وقال وهو ينظر لعين علي :ام شاء الله يا علي ان شاء الله
ثم التفت لفؤاد وقال :ليه بنت عاصم رفضت عمر يا فؤاد؟
رد فؤاد ببساطه :قالت انها صلت استخاره لكن ماكانتش مرتاحة
الجد وهو يهز رأسه :كل شي نصيب يا ولدي وأنت يا عاصم راضى؟
اندهش من سؤال جده وقال وهو يهز راسه:اكيد يا جدى راضى
الجد وهو ينظر لعينيه :ارضى عشان تكون سعيد ومرتاح
لانك لو ما رضيتش مش هترتاح ياعاصم ارضى يا ويدي عشان ربك يرضيك
نظر لجده بدهشه شديده وهم ان يساله عن سبب كلامه لكنه وجد ابيه يسأله عن شئ
.............................
شعرت بألم في رقبتها فتحت عينيها واعتدلت وهى تدلك رقبتها ونظرت إلى الساعة انها منتصف الليل قامت مفزوعة
وأسرعت الى هاتفها أكيد حاول الاتصال بها ولكنها كانت نائمة فلم تسمع
نظرت للهاتف وفوجئت انه لم يطلبها نظرت حولها تبحث عنه أحيانا يرجع ومن التعب يصلى وينام في الصالة
خرجت من غرفتهم واتجهت إلى الصالة المفتوحة أمام غرفتها ولكنها كانت كما هى أين يمكن ان يكون ربما كان جالساً مع والدته ولكن والدته تنام مبكرا
دخلت غرفتها وارتدت المئزر على قميصها وخرجت للشرفه تنظر لم تجد سيارته شعرت بقلق اكبر
التقطت هاتفها وقامت بالاتصال به بعد عدة رنات سمعت صوته :السلام عليكم ايوه يا تاليا في حاجه
هتفت بقلق:انت فين ؟ واتاخرت كده ليه أنت كويس ياعماد؟
اجابها بهدوء:خرجت من الشغل بدري وقلت اقعد مع اصحابى شويه
واردف نامي انتى ما تقلقيش لانى احتمال اتأخر
اتسعت عيناها من بروده وقالت بحده: عماد مش أنا طلبت منك النهارده انك ترجع بدرى وكلمتك بعدها واكدت عليك
عماد بحده:بقولك خرجت مع اصحابى اقولهم لا مراتى قالت ارجع بدرى في إيه يا تاليا
تاليا بغضب :في انى أخر اهتماماتك أنا قاعدة هنا بحضر وازبط واعمل كل حاجه بتحبها وانت ولا على بالك حتى تكلمني تقولي معلش هاتاخر مع اصحابى على العموم خليك
واردفت بغيظ :ويارب ما تنبسط معاهم وتتقلب غم
انهت جملتها وأغلقت الهاتف
نظر للهاتف بدهشه شديده وهو متعجب من رد فعلها الغاضب
سمع صديقه محمد يقول عماد التحليل الرياضى بدأ
بعدها بنصف ساعه رن هاتفه
اجاب وهو :وعليكم السلام ازيك يا ليلى
اجابت بصوتها الهادىء:بخير الحمد شوف مش اطول عليك احسن تاليا تخنقنى
ابتسم :وتخنقك ليه دى بتحبك اوى
ضحكت:ايوه بتحبنى لكن النهارده قالت ممنوع اى اتصال مش عايزه حاجه تشغلها عنك
عقد حاجبيه واعتدل وهو يسأل :ليه
:ليه إيه ...انت ناسى ان النهارده عيد جوازكم ...أكيد طبعا نسيت اى حاجه بعد ما شفت تاتى شوف قبل ما انسي يا ريت تجيب لي ماما سميرة بكره قبل ما تروح الشغل يلا سلام .
نظر للهاتف وفهم الان سبب ضيقها وغضبها "أنا قاعدة هنا احضر وازبط كل حاجه بتحبها " ضرب جبهتها بحنق:أنا ازاى نسيت
التقط مفاتيحه وأشار لأصدقائه مودعاً
.....................
دخل غرفة نومه فوجدها مظلمه عرف أنها نائمة اقترب من الغرفه وجد الاضائه الخافتة التي بجوار الفراش مشتعلة اما هي فكانت متكورة على نفسها تحت الغطاء اقترب بهدوء وأنار الاضائه ونظر إليها مجددا عرف انها مستيقظة دارت عينه في المكان وتلك البتلات الحمراء التي يظهر بقاياه على السرير اما الباقي كان على الأرض نظر الى الطاولة الصغيرة التي بها كاسين من العصير وطبق به قطع من الشيكولاته
عض على شفته نادما كيف له ان ينسى هذا اليوم ولكنه اخفى شعوره وتقدم منها جالساً على حافة السرير وقال ممازحاً وهو يضع يده عليها :في واحده يوم عيد جوازهم تنام وتسيب جوزها
انتفضت من الفراش واعتدلت واثار الكحل الاسود سائله على وجنتيها تظهر انها كانت تبكى
:زى ما جوزها سابها وقعد مع أصحابه
وأردفت: إيه اللى جابك مش كنت مبسوط
اقترب منها وقال وهو يرسم الضيق:اسكتي مش في واحدة دعت عليا انى ما انبسط والقعده تقلب غم ... بس قفلت والقعده قلبت غم
وقالت وهى تزيح شعرها للخلف بتشفى :احسن
نظروهو يغمز لها:بس إيه الجمال ده يا ناس قمر الاسود هياكل منك حته يلا بقى قومى وغلاوة عماد عندك
اخفت ضحكتها وأبعدته وقامت تنظر لنفسها في المرائه وصعقت من منظرها الكحل سائل على خديها خطين بلون الأسود واحمر الشفاه حول شفتيها
نظرت له وأشارت لنفسها بحسره:والله كان شكلى غير كده خالص وضربت قدمها في الارض كالاطفال وهى تصيح :انت السبب شوف شكلى ازاى يرعب
وهمت ان تركض الى الحمام ولكن اسرع واحتضن خصرها وقال وهى تحاول ان تبعده عنها
:تاتى اهدى كده وانا ازبط كل حاجه
تاليا بضيق:
هتزبط إيه سبنى اغسل وشى وانا شكلى يخض كده
التقط من طاوله الزينه بعض من المناديل المبللة
وقال بصوت هامس حالم وهو يمسح لها بقايا الكحل:
أنا بشوفك دايما حلوه بشوفك حبيبتي اللى شفتها أول مره في فرح وشغلتنى بيها وفضلت أراقب فيها شهر من الجامعه للبيت وأحيانا لبيت خالتك حفظت لون ورقم عربيه باباكى لما كان يوصلك للجامعه وياخدك منها حفظت عدد الشجر الموجود في شارعكم من كتر ماكنت بامشى وراكى
رفعت يديها ولفتها حول عنقه وقالت بصوت حالم:كل مره اسمع القصه دى بحس انى اميره من الاميرات شغلت عقل حبيبها وفضل يدور عليها لحد ما لقاها واتجوزها
ضحكت وقالت صحيح :ليه كنت بتراقبنى بالشكل ده
قال وهو ينظر لشفتيها :كنت خايف تكونى مرتبطه ...اقوم أنا اتقدم واهلك يجبروكى على الموافقه وتخلى حياتى نكد وهباب
ضحكت واحتضنته:
:تعرف اول ما اتقدمت وشفتك عرفت انك نصيبى بعدها صليت وزادت موافقتى لكن ماما كانت رافضه عشان دراستي وانا وبابا موافقين وبابا اصر على رأيه ووافق عليك
نظر لها بعبوس:مامتك دى مش ممكن تحبنى مش عارف ليه
ضحكت وقبلته على وجنته :كفايه انى بحبك
ابتسم لها واخرج من جيبه علبه مخمليه زرقاء:كل عيد وانتى معايا والسنه الجايه يكون معانا بيبى جميل
فتحت العلبه وجدت سلسله ذهبيه معلق فيها قلب
ابتسمت بسعاده : ربنا يخليك ليا يا اغلى حاجه في حياتى
ساعدها على ارتدئها ونظرت لنفسها
والتفتت له وقالت :عملت لك الاكل اللى بتحبه
سبقها الى المطبخ وسمعت صوته
وهو يقول إيه الجمال ده فراخ مشويه وباستا وكيكه شيكولاته لا ده كتير
ضحكت واسرعت خلفه
.........................
في المطار جالس بجوار صديقه يستمع له باهتمام
:وهى اخبارها إيه
فخر وهو يرتشف من قهوته
:الحمدلله احسن حتى الدكتور طمنى قال مع استمرار الدوا الحساسيه اللى في صدرها ممكن تختفى ...تصدق ياعلي لما وريته الروشته القديمه قال الادويه دى بتزود الحساسيه وكنا فاكرين ان الحساسيه اللى عندها بتقل لا دى كانت بتزيد
واردف بضيق:الغبى كاتب ادويه غلط ...طبعا مش فاضى يركز مع البنت ولا مع امها
علي وهو يربت على فخده :المهم ان لين بخير
هز فخر راسه بتاكيد :الحمد لله
نظر لعلي بتمعن :قل لى بقى مالك؟ لك فتره انت مش مزبوط
هم ان يتحدث ولكنه سمع صوت النداء عن وصول الطائره القادمه من تركيا
ابتسم علي :بعدين نتكلم ...
واردف :واخيراااا هيشرف حمزه ما كانش شهر عسل
ضحك فخر:تراهن انه يكون وزنه زاد
علي بتاكيد:ده اكيد طبعا
ظلا ينظران لباب الدخول الى ان ظهر ومعه زوجته ما ان راه فخر حتى انفجرضاحكاً بشده
علي وهو يخفى ضحكته وينظر لفخر ليتوقف ولكن لا فائده
تركه واتجه الى حمزه الذى ما ان راهم حتى ضحك
علي وهو يحتضنه :حمد لله على السلامه إيه يا اخى طولت
نظر لنور وقال بتهذيب وبصوت هادئ :حمد لله على السلامه
ردت عليه التحيه بخجل
سمع صوت فخر وهو يضحك :إيه ياعم الرشاقه دى ياد بقيت بتنافس الدب القطبى
حمزه وهو يتافف منه:ابتدى كلامه اللى زى وشه يابنى ادم الناس تقول اهلا ازيك حمدلله على السلامه مش دب ...دب على قلبك وارتاح من لسانك
فخر وهو يحتضنه :ياخى وحشتنى اعمل إيه
ربت على كتفه حمزه :وانت كمان وحشتنى وجبتلك هديه من تركيا متنفعش غير معاك
فخر وهو يضحك :اكل
حمزه وهو يهزراسه:لا منظف قوى جبته تحطه على لسانك تلات مرات في اليوم وان شاء الله هيجيب نتيحه ولسانك ينضف
ضحك علي وهو يغمز لحمزة:انت متاكد من المنظف ده
حمزه وهو يضحك :اكيد والا ما كنتش جبته
كانت تراقبه مع اصدقائه وتكتم ضحكاتها بصعوبه من حديثهم وضحكهم
فخر وهو يخرج من المطار ويقف امام سيارته ويضع حقائب حمزه في حقيبة سيارته
:اركب يلا بس بشويش على العربيه
واردف وهو يضحك كنت جبت مقطوره عشان تستحمل
ضربه حمزه على كتفه وقال :اركب وانت ساكت ...انا مش عارف ليه ما ركبتش مع علي
رقص له حاجبيه :عشان بتموت فيا
استقل السياره واشار لعلي
استقل سيارته وانتظر حتى تحرك فخر وتحرك خلفه
....................
بعد اسبوع ...
جالسه بجوار ليلى على الاريكه الوثيره التى كانت باللون الفاتح مع تلك الوسائد ذات اللون الغامق ........تنظر بتوتر لغرفه المعيشه لقد تغيرت تماما عن اخر مره حضرت الى هنا تغير كل شى من لون الحائط الى الاثاث في الماضي القريب كان اللون السائد هو الابيض ولكن اللون السائد الان الفيروزي بتدرجاته... لقد كان لون الستائر فيروزى قاتم اما لون الاثاث فكان ما بين الفيروزي الفاتح مع الابيض وتلك التحف التى تزين المدفئه الكبيره التى يعلوها شمعدان كبير وبجواره صوره تجمع عمها فؤاد وابنائه الثلاثه وصوره تجمع بين الابناء الثلاثه ما ان نظرت لذلك المبتسم ابتسامه هادئه حتى شعرت بقشعريره تسرى في اوصالها اشاحت بعينيها واحتضنت ذراع ليلى بتوتر جعل ليلى ترفع يدها اليسرى وتربت على يدها وقالت بهمس
:ما تبقيش متوتره خليكى هاديه وارسمى ابتسامه جميله
واردفت لتذهب توترها الذى تعرف مصدره
:ما اظنش انه هيكون موجود اكيد هيكون في الشركه
زينه بتمنى:ياريت يا ليلى مايكونش موجود وجوده او سيرته بتوترنى اوى وبتفكرنى بالحادثه
ليلى بتفهم :عارفه شعورك حبيبتى لكن يابينو هو زيك ملهوش ذنب عشان كده لو فرض وشفتيه حاولى تتعاملى معاه عادى
زينه بتوتر:انتى قلتى انه مش مو جود ازاى تقولى ..
قاطعتها بهدوء:حبيبتى بقول لو فرض انه موجود اهدى بقى
سمعت صوت والدتها تقول وهى تدير عينيها في المكان وتقول باستياء
:إيه قله الذوق دى يعنى مش عارفين ان احنا هنا
واكملت وهى تحدج ابنتها وتكمل بضيق:طبعا ما لازم يقللو مننا مش احنا اللى قللنا من نفسنا
عاصم وهى ينهى اتصاله سمع ما تقوله نجوى قال بهمس وصل للفتاتين:حطى لسانك جوه بوقك و يا ريت تخرسى
ارتعشت زينه وتسلل الخوف اليها وقالت بصوت هامس مهزوز:ليلى شكلهم هيتخانقوا
عضت على شفتيها "منك لله يا نجوى تعبتينا معاكي وارهقتينا مع جنانك اللى زاد وتقلباتك المزاجيه ... ...حتى المسكينه ما سلمتش منك بقيتي طول الوقت ترمى عليها كلام "
افاقت على صوت لميس وخطواتها المسرعه وهى تصيح بفرحه
:زينه حبيبتى
اقتربت من زينه واحتضنتها
:اتاخرتى ليه ياهانم مستنياكى من الصبح وليه قاعده في الصالون انتى فاكره نفسك ضيفه لااااا انسي
ونظرت للطاوله التى امامهم وكانت ممتلئه بالعصائر والحلوى
وقالت بشقاوة:دلوقتى عرفت ما طلعتيش ليه طبعا قدامك كل الممنوعات مين يقدر يقاوم
ابتسمت وهى تسمع حديثها وطريقتها التى جعلت زينه تضحك
احتضنت ليلى بقوة وقالت :حبيبتى يا لولو وحشاااانى اوى
سمعت صوت عمو فؤاد يقول
:اديهم فرصه يسلموا عليكى
اقترب من عاصم صافحه بحراره وبعدها صافح نجوى وزينه التى صافحها بحراره وقال :واخيرااا ظهرتى ياعروسه
نظر لعاصم وقال بدعابه :بفكر اخليها عندى لحد الفرح ياعاصم موافق
صرخت لميس بفرحة:ايوه يابابا يا ريت تخليها
ضحك الجميع واخفضت زينة رأسها بخجل شديد
واقترب من ليلى وقال بحنان
:تعرفى انك بتوحشينى اوى وزعلان منك اوى
ضحكت بخجل :وانت اكتر والله ياعمو واوعى تزعل منى
فؤاد وهى يفكر :لا صراحه زعلان ...لكن ممكن اصالحك بشرط
ليلى وهى تبتسم:قول شرطك وانا موافقه عليه
فؤاد:بعد الغدا تعزفى لي
عاصم وهو ينظر لصديقه:تصدق كنت عارف انك هتقول كده عارفك مستغل
فؤاد وهو يجلس بجوار صديقه :ده أنا بفكر في الشرط ده من اول ماعرفت انكم جايين
نهاد وهى تقترب منهم وتصافحهم :ليلى المفروض تستغلى الموضوع ده وتتشرطى عليه
ضحكت ليلى :ما اقدرش ياطنط الا عمو فؤاد أنا ضعيفه معاه
نهاد وهى يضحك :اتعلمى من ليلى يا لميس
زينه بابتسامه وقد اندمجت معهم في الحديث
:لا ياطنط الا لميس...دى كل كلمه والتانيه إيه المقابل... لو هى حضرت محاضره وانا ما حضرتش تطلع عينى عشان اخدها منها وكل كلمه والتانيه مقابل إيه ؟
ضحك الجميع
ولميس وهى تتوعد لزينه :كده يا زينه طيب استنى بس تتجوزى وتيجى عندى ابقى لك حماه واطلع عينك
نهاد وهى تحتضن كتفى زينه :بتهدديها قدامى يا لميس طيب فكرى تقربى منها كده
لميس وهى تتوعد زينه :اوريها لكن مش دلوقتى بعدين
والتفتت وهى تتذكر :ماما هى فين كنزى؟
زينه بلهفه :هى كنزى فين صحيح؟
نهاد وهى تشير لها: الحمد لله نامت طلعت عينى عايزه تلعب طول الوقت تعبتنى عشان انيمها
واشارت على لميس وفؤاد
:والمشكله كل ما اجى انيمها يجى الاتنين دول يصحوها
نجوى متسائله:هى عندها مربيه يا نهاد
نهاد بنفى:لا طبعا أنا مش حابه كده وعاصم كمان رافض وجود مربيه بيقولى بنتى محدش غريب يربيها او يعتنى بيها
نجوى :هى بتنام معاكى
نهاد بابتسامه وهى تفهم ماترمى اليه نجوى :
:لا مع عاصم ...عاصم بيرفض انها تنام بعيده عنه
رفعت حاجبها ونظرت لابنتها كأنها تقول لها سامعه
أبعدت عيناها عن نظرات والدتها ولا تدرى لما شعرت براحه بعدما سمعت ماقالته نهاد هى كانت خائفة من ان تكون بمفردها معه ولكن وجود كنزي معهما سوف يريحها ويخفف ذلك التوتر الذى تشعر به
ليلى وهى تشعر بالتوتر بدأ يشوب الجلسة
:طنط القعده اللى في الجنينه موجوده ولا اتغيرت
نهاد وهى تفكر:التكعيبه لا طبعا موجوده اى حاجه تتغير الا دى
وضحكت وهى تتذكر:فاكره يا ليلى يوم ما صممناها سوا
ابتسمت ليلى وهى تتذكر : فاكره ...فاكره يا طنط عمو فؤاد متنرفز ازاى من افكارنا اللى بنقولها للمهندس
ضحكت نهاد :ايوه
إيه رايك بعد الغدا نقعد فيها
لميس وهى تحتضن ذراع صديقتها :اقعدوا فيها انتوا بعد الغدا أنا وزينه وليلى هنقعد فيها دلوقتى
نهاد :اقعدوا فيها شويه لحد ما الغدا يجهز
انهمك كل من عاصم وفؤاد في حديث جانبى
ونجوى ونهاد في حديث هادئ
اما لميس اخذت ليلى وزينه الى الحديقه ليتحدثوا براحه
...........
كان جالساً مع عاصم في غرفه المكتب جأته محادثه من المطعم فخرج من باب المكتب المؤدى الى الحديقه يتحدث
لقد عاد من زيارته لجده من عدة ايام ولكن يشعر انه ليس بخير ذلك الصداع صار لا يفارقه حيرته وتوتره في ازدياد غيراعصابه الذى صارت مشتعله من اقل شيء... وكل ذلك ولا يعرف ماذا الم به ماذا يحدث... بداخله شى يريده يبحث عنه مفتقده بشده ...ماهو ...لايدرى ...وذلك مايثير جنونه وعصبيته
وضع يده اليسرى على جبهته وهو يحاول ألا ينفجر فيه
سعيد انت عايز تحرق دمى ...وأنا أصلا دمى محروق
أكمل صارخا : ازاى طلبيه مهمه زى دى تتاخر فهمنى ...لا ماتفهمنيش ...أنا احسن اجى المطعم وأطين عيشتك انت واللى معاك أدبك عندي
...أنا أصلا مشغل معايا عيال .....ولا كلمه فاهم ...
:علي ...
تسلل ذلك الصوت الرقيق الشفاف العذب الموجع لدقات قلبه ليغير تلك الدقات الهادئة إلى دقات سريعة مجنونه ليرسل عقله اشارت إلى حواسه بالانتباه
التفت ببطئ وهو ينظر خلفه ليتأكد أكان الصوت حقيقيا ام خيال صوره له عقله
اتسعت عيناه غير مصدق وتوقفت أنفاسه لثواني وهو يراها أمامه
كالشمس المشرقة بضيائها ...كقمر يضئ ظلمه الليل الحالك
اقترب أكثر وهو يتأملها بلهفه وسعاده لا يستطيع اخفائها... كانت ترتدي بلوزه كتان لركبتها بيضاء عليها رسومات باللون الوردي وتحتها بنطلون جينز ازرق وحجاب بلوني الأبيض والأزرق
اقترب أكثر ووقف أمامها تماما وقال وعينيه تتفقد ملامحها وبصوت كله لهفه :ليلى
شعرت انه قريب منها امامها مباشرا
تذكرت عندما كانت جالسه في الحديقه مع زينه ولميس وقررت ان تسير بمفردها ولكن اثناء سيرها سمعت صوته اقتربت اكثر وسمعته بوضوح وهو يتحدث بغضب في الهاتف
وبلا شعور هتفت باسمه لم تدرى ان همسها تسلل اليه واحضره امامها
:عامله إيه
ابتسمت بخجل :بخير الحمد لله
واردفت بخجل :اسفه لو ازعجتك
قال بدون تفكير :انتى عمرك ما بتزعجينى على العكس تماماً
ابتسمت بخجل وقالت متسائله :سمعتك بتزعق في حاجه
واردف وهو ياخذ نفس عميق ويحكى لها دون ان يشعر:
مشكله في المطعم عملوها العمال واخروا كذا طلبيه وده غلط لسمعة المحل
سالته باهتمام :الطلبيات وصلت ولا لسه ؟
قال وهو يمرر يده على جبهته :وصلت لكن مش في وقتها
ليلى لتخفف عنه :المهم انها وصلت ...المشكله لو ما وصلتش لكن وصولها مع شويه تاخير ايوه هيضايق لكن مش ممكن ياثر على سمعة المحل
كان يستمع لها باهتمام وهو يبتسم :النهارده حاسس ان فيكى طاقه ايجابيه
ضحكت برقه تلك الضحكه الناعمه اللذيذه التى تداعب اوتار قلبه
:بتضحكى ليه
اجابت ببتسامه ملأت وجهها :بابا قالى الكلمه دى النهارده لما سمعنى بعزف
ابتسم :قولتى السبب
هزت راسها نافيا :لا لانى لو قلت السبب هيخاف عليا ويرفض اكمل تدريب
قطب حاجبيه :وايه السبب ؟
ابتسمت وقالت
:السبب انى لاول مره خضت رحلتى الصغيره
علي بقلق:رحله إيه ؟
ابتسمت وقالت :اقولك ...المدربه بتعتى حبت تختبرنى .........
وبدات تحكى له وهو يستمع لها باهتمام لم يكن يعرف انهما مراقبان من خلف زجاج المكتب ومن قبل عاصم
قبلها بدقائق قام من خلف مكتبه شعر بالارهاق واتجه الى النافذه ليستنشق بعض الهواء وخلع نظارته ومرر اصابعه مابين عينيه ليذهب الارهاق وحانت منه التفاته فرآه علي وهو يضحك مع ليلى لم يصدق مايراه ارتدى نظارته ليتاكد ان مايراه حقيقه وليست خيال
ظل يراقبه وهو يضحك ومره يبتسم ومره يظهر على وجهه الاهتمام ...طوال حديثهم الذى لم يسمع منه شيئاً وواضح على وجه علي الشغف والاهتمام كانت ملامحه المتوتره وعصبيته التى كانت ترافقه الفتره الماضيه انمحت وحل محلها الهدوء والراحه... لم يره يتحدث الى فتاه في حياته وهو مبتسم او يضحك بل كان دائما مقطب الحاجبين يظهر الضيق الشديد على وجهه او التافف عندما يتحدثون اليه ...مالذى حدث وغيره هكذا
قطب حاجبيه وهو يهز راسه ليطرد الفكره التى قفزت في راسه والتى اكدها موقفهم في السياره وفى المجلس
قال بصوت هامس غير مصدق
:علي معجب بليلى امتى وازاى ده حصل ؟
عض شفتيه وهو يتخيل علي عاشق يكتب اشعاراً ويرسل ازهاراً ويتحدث في الهاتف بصوت منخفض وعند هذه الفكره
انفجر ضاحكاً بصوت مرتفع
قطع افكاره صوت الباب والدخول العاصف لاخته وهى تقول
بقولك اللاب بتاعى هنا ؟
وهم ان يعنفها ولكن اوقفه وجودها معها وقفت تنظر له بصدمه لم تتخيل انه موجود في البيت لقد اخبرتها لميس انه ليس في المنزل لانه لا يكون متواجداً في هذا الوقت في المنزل وهذا ماجعلها تسترخى ولكن رؤيتها له الان اشاعت الاضطراب وجعلت قلبها يخفق بشده
اما هو
لم يكن اقل منها في الصدمه لقد نسي ان والدته قد دعتهم لقضاء اليوم معهم
كيف لم يربط وجود ليلى بها... اكيد هى لاتفارق اختها
كان كل منهم ينظر الى الاخر بتوتر
لميس وهى تنظر لهم ابتسمت وقالت وهى تغمز:
إيه رايك في المفاجئه جميله مش كدة استاهل عليها إيه
التفت ينظر لاخته المجنونه بتوعد
ولم يكن هو فقط كانت ايضا زينه تنظر لها بغضب وتوعد
نظرت لهم وقالت وهى تحاول الهروب من نظارات التوعد الصادره من الاثنين لها وهى تهم بالخروج
:شكل ماما عايزنى ...حاضر ياماما أنا جايه
واسرعت بالهروب من امامهم
التفت ينظر لها وظهر جليا له توترها لا يدرى لما ذكره منظرها بالعصفور العالق فى شباك الصياد
نظر لها يتاملها كانت تجمع شعرها في ضفيره طويله تظهر طول شعرها وترتدى بلوزه زيتى وجيبه سكرى طويله
ابتسم لها وقال ليخفف من توترها :ازيك يا زينه
كانت عيناها تدور في المكان لاتريد ان تنظر له ولكن فؤجئت انها تتامل ما يرتديه بنطاله الجينز الازرق وقميصه الرمادى الذى يناسب لون عينيه الرماديتين
اجفلت عندما سمعت صوته ورفعت عينها تنظر له
اجابت باضطراب :الحمد ...الحمد لله بخير
اشار لها بالجلوس وقال
:واقفه ليه اتفضلى
نظرت للباب المفتوح تفكر كيف تهرب من الجلوس معه
ولكن سمعت صوته يقول
:مش عايزه تقعدى
نظرت له واقترب منها بحرص لانه كان واضحاً عليها القلق
وقال وهو يبتسم لها
:ممكن تقعدى
نظرت للمقعد وجلست على طرفه جلس على الكرسى المقابل لها
قال وهو ينظر لرأسها المنخفض
:عرفت انك بتحبى كنزى
رفعت راسها وارتسمت ابتسامه هادئه على شفتيها
:بحبها اوى وبحب ضحكتها
ابتسم وهو يشعر بهدوئها :مش بتضحك غير مع الناس اللى بتحبهم وتعرفهم
هزت راسها :لميس قالتلى كده
واردفت وهى تبتسم :مره بسبب صوره لكنزى شرحت محاضره محاسبه للميس
قطب حاجبيه :ازاى ؟
ابتسمت :كنت طلبت منها تصورها لما تضحك وصورتها لكن رفضت تدينى الصوره الا لو شرحت لها محاضره محاسبه مش فهماها
ضحك وقال :شوف المجرمه طلعت مستغله
ابتسمت وهى تؤكد على كلامه
:اوى
عاصم وهو يحك ذقنه الناميه
:تعرفى انها مجننه كنزى في لعبها المجنون لدرجه انها بقت تخاف
واردف وهو يبتسم :ولما ازعق معاها تقولى باقوى قلبها
ضحكت زينه وفي هذه اللحظة دخلت عليهم لميس وهى تراهم يضحكون وقالت وهى تبتسم لهم وتغمز بعينها
:تحبوا تتغدوا ولا تكملوا كلامكم عادى يعنى
قامت من كرسيها بخجل واقتربت منها وقالت
:أنا جايه معاكى عايزه اشوف ليلى فين
لميس :ليلى مع بابا وعمو في الجنينه = بابا قرر ان الغدا يكون في الجنينه
ردت زينه :اوكيه أنا رايحه اشوفها
وهمت ان تبتعد ولكنها التفتت اليه بخجل :عن اذنك
اشار لها وقال :اتفضلى
وهو يراقبها تسرع الخطى مع اخته
...................
بعد الغداء استمرت جلستهم في الحديقه يتحدثون
اختفت لميس للحظات وعادت وهى تحمل كنزى
التى ما ان رات اباها حتى ابتسمت ورفعت يديها ليحملها
لميس وهى تعطيه ابنته :خد بنتك بس تشوفك وتقلب علينا وتنسانا
ابتسم وهو ياخذها ويجلسها في حضنه بحنان
زينه وهى تراقب كنزى وهى تضحك مع والدها
وقالت بهمس لاختها :يا ناس عايزه اخدها وابوسها
ليلى بهمس مماثل :قولى للميس تجبها
ماينفعش هى مع عاصم دلوقتى
ليلى وهى تفكر قالت بصوت هادئ :لميس ممكن تجيبى كنزى اسلم عليها
قامت من جوار والدتها :اوكيه لحظه
اتجهت لعاصم وحملتها منه واحضرتها لها
ما ان حملتها ليلى بين يديها حتى ابتسمت لها وقالت بحب وهى تقبلها :ياروحى ازيك يا قلبى
ابتسمت وقالت لنهاد:طنط النهارده هناخد منكم كنزي تقعد معايا أنا وزينه
نهاد وهى ترى زينه تأخذها وتحتضنها بحنان :موافقه بس المشكله با لليل بتحب تلعب
زينه وهى وتحتضنها بحنان وتتحدث معها :متقلقيش ياطنط اسهر معاها لصبح
وظلت تلاعبها وهى تضحك لها بصوت مرتفع
جعل عاصم ينظر لهم وهو يرى ابنته وزينه كيف نسوا من حولهم وزينه التى كانت تحدثها بصوت ولهجه غريبه يجعل ابنته تضحك
فؤاد وهو يرى زينه وهى تلاعب حفيدته وابنه يراقبهم
قال لعاصم صديقه :إيه رايك نخلى كتب الكتاب نهاية الشهر ده
اخترقت الجمله اذنيها فرفعت راسها تنظر بقلق لابيها وهى تتمنى ان يؤجل الموضوع ولكن كانت خيبتها كبيره عندما رأته يبتسم ويجيب
:مفيش مانع
ظل صامتاً يستمع الى ما قرره والده وهمّ ان يعترض ولكنه تذكر ان والده قد اخذ رايه منذ يومين في هذ الموضوع واجابه قائلا كأن الامر لا يعنيه:عادى
رفع عينيه والتقت مع عينيها التى تحمل القلق والخوف
اشاح بعينيه ورسم ابتسامه هادئه وهو يجيب على شئ ساله عنه عمه عاصم
كان يراقبها وهى تتحدث مع زوجة عمه بهدوء ويراقب حركة يديها واصابعها الرفيعه وهى تشير بها وجلس يفكر كيف يكون ملمس اصابعها اتكون مثل الحرير ام ارق ...ام ان ملمسها ناعم مثل الاطفال
ضحكت على شئ قالته لميس وبلا شعور منه وجد نفسه يبتسم
:مساء الخير
تسلل ذلك الصوت الى اذنيه ورفع راسه وجد ان عمر قد وصل
اقترب منهم وبدأ يصافحهم وبعدها اقترب منها
عقد حاجبيه بضيق شديد وبدات الثوره والغضب يسرى بداخله وهو يراه واقفاً امامها ليصافحها ومد يده لها ورفعت يدها ...لا لن يدعه يصافحها مهما حدث
وبلا شعورمنه قال بصوت مرتفع
استنى ...
|