كاتب الموضوع :
سامراء النيل
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: اهدتني ...قلبا
البارت الحادي عشر
وقفت امام المصعد وبجوارها عاصم يتحدث مع فؤاد اقتربت منهم نهاد وحيتهم نجوى وهى ترد التحيه باقتضاب وتشيح بوجهها بعيدا
عنهم قالت بتافف :هو الاصانصير ده فيه مشكله مش راضى يتحرك ليه ؟
فؤاد وهو ينظر للمصعد :احتمال حد نسى الباب مفتوح
فؤاد وهو يرى صديقهم فادى يقترب ومعه زوجته حياهم وجلسوا يتبادلوا الحديث
تنهدت بضيق من طول انتظارها للمصعد وهى تتأفف من وقفتها فريال بتافف وهى تقول لنجوى بصوت هامس:هو ده المكان الجديد اللى فرحانين بيه وعملين له افتتاح واحتفال مش يزبطوه الاول
وهى تمصمص شفتيها بسخريه
تزايد اعداد المنتظرين امام المصعد
فتح باب المصعد وسمعت نجوى صوت فريال وهى تهمس :يانهارى على الفضايح
رفعت عينها لتسقط عيناها على الموجودين في المصعد
اتسعت عيناها وهى تنظر بذهول واصوات الهمس تتزايد من حولها باستنكار واشمئزاز مما يتراءى حدوثه امامهم
صرخت بهستيريه :إيه اللى بيحصل ده انتوا بتعملوا إيه ؟؟؟؟؟؟
التفت كل من عاصم وفؤاد ونهاد التى اتسعت عيناها وهى ترى زينه نائمه على ذراع عاصم وهو منحنى فوقها يقبلها
اتجهت اليه بجنون وهيستريه :ياكلب .....يا واطى ..انت بتعمل ايه ...ازاى تعملوا كده فهمنى ابعدته عن ابنتها بجنون وهى تنظر لابنتها المغمضه عيناه وبلوزتها المفتوحه من اعلى ومنظرها الذى يوحى باشياء اخرى
اتسعت عيناها بغضب اعمى وهى تضرب ابنتها وتصرخ فيها :ياكلبه ..انتى بتعملى إيه ...
وسالت دموع القهر والصدمه من عينيها وهى تقول والالم يجثم على قلبها انتى بنتى اللى ربيتها ووثقت فيها!!!!!
ازاى تعملى كده فيا
كانت تهز ابنتها بعنف والمسكينه لا تدرى من امرها شيئاً كانت الغمامه لم تنزاح عن عينيها بعد
وقف عاصم ينظر للام بذهول ويستمع لما تقول وهو لم يستوعب بعد رد فعلها ... وهو لايدرى ما اصابها هو يعرف انها متهوره وحادة الطباع ... ولكن ما الذى اصابها اليوم كان ينظر لها بذهول شديد وهى تصرخ وتتوعد وهو غير قادر على الاستيعاب كل ما فعله انه ترك زينه لامها ورآها وهى تهزها بعنف شديد ورآها وهى تنحنى على ابنتها وهى تسحبها من يدها وتقول :قومى ...قومى
فتحت زينة عيناها بتعب وهى تنظر امامها وتشعر ان هناك من يجذبها بشده تأوهت وظنت انه عاصم فقالت بخفوت شديد:عاصم... ايدى
خفق قلب عاصم بعنف عند سماع اسمه يخرج بهذه الطريقه من بين شفتيها
اشتعلت نجوى وهى تسمع ابنتها تناديه :عاصم مين ...قومى يا غبيه قومى ...ازاى تعملى كده ...ازاى ردي عليا
اقترب عاصم منها وهو يحاول ان يدافع عن زينه وقد بدأ يستوعب الصورة :بنتك مغمى عليها ...حرام عليكى اللى بتعمليه ده
التفتت له وقال بجنون :خايف عليها ...انت لو خايف عليها ماكنتش عملت عملتك السوده
اتسعت عينا عاصم متسائلا باستنكار :عملت إيه أنا مش فاهم حضرتك
نجوى :مش فاهم حضرتى طبعا لازم تنكر لكن أنا شفتك بعيونى واشارت لوالدها :وابوها كمان يا حقير
ونظرت لعاصم وقالت بجنون :تعالى شوف اخر الدلع ....تعالى شوف الدلع عمل فيها إيه ومع مين....
كان عاصم يحدق بعدم فهم بالذى يحدث امامه ورمش بعينيه عدة مرات عل الذى يراه امامه يختفى وتكون خيالات بغيضه وافكار سوداء تمثلت امامه لكى تزعجه .
اتسعت عيناه وهربت الدماء من وجهه وتجلت الحقيقه ماثله امام عينيه وعقله
انطلق بداخله صوت قلبه ينكر ما تراه عيناه ...ويخبره ان العين تخطىء فيما تراه ...وخاصه فيما يتعلق بابنته الصغيره ....طفلته زينه هز راسه وهو لا يصدق ....
لا انها ليست زينه ابنتى الصغيره
زينه ابنتى لم تخن الامانه ...
زينه لم تخن ثقتى التى اعطيتها لها
زينه ...
زينه لم تخذلنى ...
ارتعشت شفتيه وهو يردد لم تكسرنى ...
ابنتى لم تكسرنى
شعر بالم حاد ينغرز في قلبه وانكسار شديد جعل كتفيه تتهدل
والعرق يتصبب على جبينه ....لقد جف لسانه تماما يريد ان يتحرك
ان يقتله ...اجل يقتله ......
اكيد هو من لعب بعقلها اجل ...هى طفله ولا تدرك هذه الامور
وانساقت وراء احاديثه ووسامته كل هذه الانفعالات والمشاعر لم تتعدى ثانيتين لانه اقترب بخطوات بطيئه وبكل قوته التى خارت بسبب الصدمه امسك تلابيب قميص عاصم ونظر الى عينيه بغضب وصرخ في وجهه :مع بنتى يا عاصم ...مع زينه...اكيد لعبت بعقلها ... ازاى تعمل كده
عاصم وهو ينظر له بدهشه شديده وهو يحاول ان يفهم ويحاول فك قبضة الاب من ملابسه:عملت ايه انا مش فاهم عملت ايه
واردف وهو يشير على زينه :ياعمى افهم بنتك كانت
قاطعه عاصم بغضب وحسره والم :كانت ايييييه؟ ..رد عليا ...
تدخل فؤاد سريعاً وهو يبعده قائلاً بهمس لايسمعه غيره :اهدى يا عاصم الموضوع اكيد غير كده ...اكيد في سوء تفاهم غير اللى احنا شايفينه .....اهدى ارجوك الناس بتتفرج علينا
نظر لصديقه بغضب :ازاى غير كده يا فؤاد انت مش شايف
واشار على نفسه :ولا انا اللى شايف لوحدى
فؤاد وهو يرى تجمع الناس وتهامسهم على زينه وعاصم وجنون نجوى وعاصم تحرك عقله بسرعه يفكر كيف يتدارك هذه المشكله التى المت بهم قبل ان تخرج الأمور عن السيطره وتصبح فضيحه
تلوكها الالسن ..الذى حدث لن يمس عاصم فقط سوف يمسه ايضا
وعليه ان يتدارك تلك الكارثه باسرع وقت
قال بصوت مرتفع وهو يمسك ذراع صديقه :يا عاصم انت ناسى انهم مخطوبين
التفت عاصم بذهول ينظراليه كالمصعوق وقد اخرسته الصدمه
واردف فؤاد :وفرحهم قرب
عاصم بصوت منخفض وهو يستوعب مقصد صاحبه:انت بتقول إيه يا فؤاد
فؤاد بصوت خفيض:اللى سمعته ياعاصم لازم نقول كده
.......
ماهذا الجنون الذى يحوطنى من كل جانب من هذه العائله ما الذى فعلته ليريدوا قتلى بهذا الشكل تلك المجنونه التى تصرخ بهيستريه وتضرب ابنتها وهى فاقدة للوعى وعمى عاصم ما الذى اصابه
لحظه ماهذا الهراء الذى اسمعه
اتسعت عين عاصم وهويسمع ما يقوله والده وهم ان يعترض على مايسمعه من والده ولكن والده حدجه بنظره ناريه ليسكته
نجوى بجنون وصوت حاد بسخريه :مخطوبين.... ايوه صحيح...اكيد نسيت
نظرت نهاد لابنها الذى بدا الاعتراض يرتسم على ملامحه مما يسمعه
والتفتت تنظر لنجوى التى فقدت عقلها تماما وهى تصرخ في ابنتها وتجذب دون ان تشعر اعين فضولين وتزيد الهمس حولهم
تدخلت لتتدارك الكارثه التى حلت بهم وحانت منها التفاته ناحية فريال فوجدتها تنظر لهم وتمصمص شفتيها بشماته كانت تعلم جيدا ان ما حدث سوف يكون وجبه دسمه لعشاق الثرثره والنميمه وان فريال لن تهدأ حتى تنشره بين صديقاتها واقاربها في جميع المحافل
اقتربت من نجوى وهى تساعد زينه على الوقوف : ايوه يا نجوى مخطوبين لكن انا معاكى ان اللى حصل ده غلط وعيب معلش انتى عارفه طيش الشباب
اتسعت عيناها وهى تزيح نهاد بقسوه جعلتها تتراجع للخلف عدة خطوات:طبعا انتى إيه يهمك هى لو كانت بنتك ماكنتيش قلتى كده قال طيش شباب قال
اقتربت فريال بفضول انسوى :مخطوبين ؟؟؟
واردفت بعتب :كده يا نهاد تعملوا خطوبه ما تعزمتنيش وانا في كل مناسبه بعزمك اول واحده لا أنا زعلانه
اتسعت عينا نهاد مما تسمع "ياربى ارحمنى"
نظرت زينة الى والدتها وهى تحاول ان تفهم ما تقول وتتسائل من الذى تمت خطبته
وقالت لنهاد التى تساعدها لتجلس :خطوبة مين؟
نهاد بصوت اقرب للهمس وهى تغلق لها ازرار بلوزتها وتمرر يدها على شعرها المشعث:خطوبتك انتى وعاصم انتى ناسيه!!
اتسعت عيناها وتلك الغشاوه التى كانت تغطى عقلها قد انجلت تماما اى خطوبه ماهذا الهراء ورفعت عيناها تنظر لعاصم وجدته يرمقها بنظرات غريبه اثارت القلق بداخلها ما الذى حدث آخر ما تذكره انها قد شعرت بالاختناق والدوار في المصعد ما الذى حدث جعل والدتها تثور هكذا التفتت تبحث بعينيها عن ابيها لكى يوضح لها ما يحدث حولها ولماذا تنظرفريال اليها هذه النظرة الماكرة؟؟
اشاحت بعينها وهى تبحث عن عينى والدها التى تريحها وتطمئنها نظرت الى والدها وما ان التقت عيناها بعينيه حتى شعرت بغصه شديده مؤلمه في حلقها .....وشعرت كانها اصيبت بلكمه قويه في معدتها وهربت الدماء من وجهها "لما هذه النظره ...نظرة الانكسار ... خيبة الامل ..."
اشاح بعينيه بعيداً عن عينيها
اتسعت عيناها بتساؤل ما الذى حدث لينظر لى ابى هكذا ...ما الذى حدث ؟ قلبها يخبرها ان هناك شئاً كبيراً قد حدث ولكن ماهو لا تدرى .... شعرت بخوف شديد ووحده اشد وبرد يتخلل عظامها
دارت عيناها تبحث عن الامان عن الحضن الدافئ من يفهمها دون ان تتكلم من يشعرها ان كل شى بخير ولا تقلق وقالت بهمس كطفل فقد والدته :ليلى ...
.............................
دخلا ردهه الفندق وهم يضحكون على شئ قاله عماد اقتربا من المصعد وقال عماد وهو يرى فؤاد وعاصم وبعض رواد الفندق حولهم ولكن ما جذبه صوت نجوى المرتفع
ليلى وهى تقطب حاجبيها :عماد مش ده صوت نجوى ؟
عماد وهو يقترب منهم :ايوه ده صوتها مش عارف مالها .
علي وهو يرى زوجة عمه تبعدها عن زينه المستنده على حائط المصعد بوهن:يظهر ان في مشكله ياعماد لان زينه وطنط نهاد موجودين
رفعت راسها بقلق :علي مشكله إيه ؟انت شايف إيه ؟قول لي بسرعه وزينه مالها ؟؟؟
اسرع عماد يسبقهم واقترب من عاصم وهم ان يسأله عما يحدث ولكن اوقفته رؤية وجهه الشاحب وعينيه الجاحظه وهو يحاول ان يلتقط انفاسه بصعوبه وعرقه المتصبب حتى شعر بالخوف عليه اقترب منه :عاصم مالك ياعاصم ؟
سمعت صوت عماد القلق فقالت وهى تحاول ان تتحرك بتوتر وخوف شديد على والدها :بابا ماله ...عماد ..بابا رد عليا
رأى علي تخبطها وحيرتها وهى تريد ان تذهب لوالدها ولا تستطيع الحركه شعر بشفقه والم بداخله بسبب حيرتها وتخبطها
وهى تتسائل وتنادى على والدها وبلا تفكير امسك بذراعها برفق وقال :تعالى يا ليلى
امسكها وسار بها الى والدها وقال :باباكى قدامك على طول
قالت بخوف وهى تمد يدها: بابا مالك يا بابا
نظر الى ليلى والخوف يظهر على ملامحها وقال بصوت متعب :ليلى ...زينه ....ولم يستطع ان ينطق حرفاً آخر
شعر بان الارض تدور من حوله كل شى يدور امسك ذراع عماد بشده قبل ان يسقط امسكه عماد بقوه واسنده على صدره الصلب
اسرع فؤاد وهو يرى انهيار صديقه واقترب منه ليعضضه ويقف بجواره وقد اخذ على نفسه عهداً انه لن يسمح بانكسار صديقه مادام حياً
ليلى برعب :زينه مالها ؟؟؟...اختى فين ؟؟ رد عليا يا بابا
اقتربت منها نهاد وقالت: زينه بخير ...بس هى دايخه شويه
امسكت يد نهاد برجاء :طنط ..فين زينه ؟
سمعت صوت اختها وبلا تفكير أسرعت اليها واحتضنتها بخوف :ليلى
القت عصاها واحتضنت اختها وقالت بخوف وهى تتحس اختها :زينه انتى كويسه ...مالك يا حبيبتى
اجهشت بالبكاء في حضن اختها وهى تتمسك بها بقوه شديده
ما ان رات ليلى تحتضن ابنتها وتتحدث معها حتى اشتعل بركان جنونها اكثر وقالت وهى تقترب من ليلى وتحاول ابعادها عن شقيقتها بعنف: اكيد انتى اللى خليتيها تعمل كده طبعا مين غيرك بيقعد معاها وبتسمع كلامه محدش غيرك
نهاد بعصبيه وضيق من تلك المجنونه :كفايه يا نجوى البنت قلقانه على اختها
وامسكت الاختين واتجهت بهم بعيداً عن نجوى
نظر علي الى نجوى بضيق واستياء شديد من حديثها القاسى معها
والتفت يراقبها وهى تسير مع اختها وزوجة عمه ..تذكر خوفها وقلقها على ابيها واختها وحيرتها الشديدة في تحركاتها
تنهد ونظر الى عمه وعاصم واقترب منهم ليعرف ما الذى حدث
....................
بعد فتره
جالسه في غرفتها تبكى بشده في حضن اختها وبجوارها تجلس تاليا وبرفقتهم لميس
ليلى بتاكيد وثقه :زينه اسمعينى انا عارفه ومتاكده ان ما حصلش حاجه بينك وبينه وعارفه الحاله اللى بتجيلك في الاصانصير
مش انا بس كلنا عارفين
قاطعتها زينه ببكاء شديد:ازاى بابا يصدق فيا كده ازاى يشك فيا انا بنته اللى رباها وعمرى ما خنت ثقته وانتى عارفه كده
لميس بضيق :احنا عارفين كده كويس يا زينه لكن المشكله المنظر اللى الناس شافتك فيه انتى وعاصم كان يجبر اى حد انه يصدق ان في حاجه حصلت بينكم
واردفت :غير ان مامتك وطنط فريال فضحوا الدنيا
قالت وهى تبتعد عن اختها وبصوت مبحوح من البكاء:ماحصلش حاجه يا ناس والله ما حصل حاجه ازاى ماما تصدق انى اعمل حاجة وحشه ..ازاى ماما تضربنى ؟؟؟
اخفت وجهها بين كفيها وهى تتذكر عندما اتت خلفها والدتها وصفعتها لاول مره في حياتها والدتها تصفعها وتقول بخيبه امل وبصوت لاهث:خيبتى املى فيكى وكسرتينى ....ليه.... نفسى اعرف ليه عملتى كده فهمينى ..قالك إيه ؟لعب بدماغك ازاى عشان تعملى كده وتنسى اهلك وتفضحينى دلوقتى سيرتنا على كل لسان
وقالت بحسره :انتى مش زينه اللى ربيتها انتى واحده غير بنتى اللى اعرفها
وامتلئت الدموع بعينيها :انتى كنتى املى تكسرينى كده ليه عشان الكلب ده تكسرينى!!!!
زينه والدموع تملأ عينيها وهى تضع يدها مكان الصفعه وتقول بعزه :انا تربية عاصم مش ممكن اعمل كده ازاى تصدقى فيا كده انتى عارفه كويس انى بادوخ في الاصانصير
قاطعتها بحرقه :المشكله انى عارفه ...لكن شفت وهو حاضنك ...وبعينى شفت بلوزتك المفتوحه وانتى في حضنه وبيبوسك...
زينه وهى تهز راسها بيأس والدموع تنهمر على خديها:انتى ليه مش راضيه تصدقينى والله ماحصل حاجه
نجوى وهى تنظر لها باستنكار :لو حلفتى لبكره الصبح مش اصدق انتى عايزانى اصدق ايه بعد اللى شفته انتى خليتى سيرتنا على كل لسان
واردفت بالم وسخريه :وانا اللى كنت فاكره ان ليلى هى اللى هتقعد على قلبنا ومحدش يرضى بيها ...اهو انتى كمان بقيتى زيها ياعالم مين ممكن يرضى بيكى بعد الفضيحه اللى حصلت
حاولت ان تخبرها واقسمت لها انها لم تفعل شيئاً وانها لم تخن الامانه وانها تخاف الله ...ولكن والدتها رفضت ان تصدقها
افاقت عل صوت تاليا وهى تحدثها بحنان :زينه حبيبتى
رفعت عيناها الدامعتين ونظرت لتاليا وقالت :تاليا انتى عارفه انى
قاطعتها تاليا بصرامه :اوعى تقولى حاجة.... ولا تفقدى ثقتك بنفسك مهما حاولو يتكلموا..ثقتك بنفسك اهم حاجة
عقدت ليلى ذراعيها وهى شارده تفكر في ما حل بهم تريد ان تذهب الى والدها وتطمئن عليه لقد اخبرها عماد انه متعب
يجب ان تذهب اليه وتتحدث معه في ما حل بهم يجب ان يجدوا حلاً لهذه المصيبة
لقد علمت من لميس ان والدتها تجلس مع نجوى تحاول ان تهدئها
ووالدها يجلس مع فؤاد
تعرف ان عمها فؤاد لن يترك الامر هكذا سوف يضع حلاً باسرع وقت
تنهدت وهى تدعوا الله ان يمر هذا الامر على خير
............................
:مش اتجوزها ولو انطبقت السما على الارض.....واردف وهو يغلى من الغيظ : يا ناااااس ما حصلش حاجة أنا كنت بانقذها البنت اتخنقت وكانت هتموت دى جزاتى انى انقذت حياتها
فؤاد وهو يواجهه وبحزم :لا هتتجوزها ياعاصم
واردف بحزم شديد:انا ما اكسرش صاحبى ولا احط عينه في الارض ولا اخلى سيرة بنته على كل لسان عشان خاطرك
اتسعت عيناه وقال بغير تصديق :عشان خاطر صاحبك وكرامته عاوزنى اتجوز بنته هوانا مش ابنك ؟؟؟؟؟
فؤاد وهو يتنهد بتعب وهو يتذكر تعب صديقه:ابنى واغلى حاجه ليا ....لكن ياعاصم ما اقدرش يابنى انى اشوف صاحبى بيتكسر ويكون ابنى السبب
عاصم بعصبيه :انا حلفت لك ان محصلش حاجه بينى وبينها اتخنقت واغمى عليها ليه مش راضى تصدقنى
فؤاد وهو يمرر يده على جبهته : مصدقك ...لكن الناس اللى شافوا والكلام اللى هيطلع على البنت ...وصاحبى وسمعة بنته اللى هتكون على كل لسان وكسرته بين الناس وقهرته في بنته
ملهاش اعتبار عندك
واردف وهو ينظر لابنه :يابنى الرسول عليه الصلاه والسلام كان بيستعيذ من قهر الرجال ....وانت عايزنى اقهره ...اقهر عاصم...ده عاصم اقرب الناس ليا ده .....ده زى شريف واكتر وانت عارف كده ...وما في ضيقه وقعت فيها الا يكون اول واحد جنبى شركتى دى الى عايشين من خيرها اصل فلوسها كان من عاصم باع عربيته عشان ابدأ المشروع عاصم هو ال وقف معايا في وقت الكل رفض يساعدنى فيه حتى جدك رفض يمولنى ويمول طموحاتى و في كل مشكله تعدى عليا في حياتى الاقيه قبل الكل جنبى
اجى بكل بساطه انسى ده كله
عاصم وهو يرجع شعره للخلف وبعصبيه :وانت كمان وقفت معاه يبقى خلاص
فؤاد بعصبيه :ما بتتحسبش كده ...الحكايه مش خدمه قدام خدمه لا ده بمفهومك انت كرجل اعمال
واردف وهو يهدئ من لهجته : الموضوع اكبر من الخدمه ...ولو اتكلمنا وحسبناها زى حسبتك القى افضاله اكتر ...لكن الموضوع دلوقتى عرض وسمعة بنت ممكن ما تتجوزش بسبب سوء فهم
عاصم وهو يتنهد :اهو انت قلتها سوء فهم ...مش زى اللى شفتوه
فؤاد رفع حاجبه :اللى شفنااااه... يعنى انت عارف ان في ناس شافت وان الموضوع دلوقتى انتشر وانا متاكد ان فريال وغيرها نشروا الموضوع ووصل لكل معارفنا
ده غير اصحابنا اللى ماليين الفندق ...عارف كل ده ومش راضى ازاى ؟؟؟؟
نظر لابنه الذى اشاح بوجه وجلس صامتاً فهو من ناحيه مقتنع بمنطق اباه وبكل كلمة قالها ولكنه كان في صراع نفسي رهيب بسبب موضوع الزواج الذى فرض عليه وهو كان قد اتخذ قراراً انه لن يتزوج مرة اخرى بالطريقة التى تزوج بها سابقاً بان يختار له والداه شريكة حياته وانه لن يتزوج الا ممن يختارها بنفسه ومن يرى انها تليق ان تكون اماً لابنته
تنهد فؤاد ونظر لعربة كنزى الموجوده في الغرفه وقال وهو ينظر لابنه ويشير لعربة كنزى: تخيل كنزى في مكان زينه وحصل لها نفس اللى حصل معاها وقتها رد فعلك هيكون ايه
التفت له وقد اتسعت عيناه وصدره يعلو يهبط بغضب وهو يحاول ان يطرد الصوره من مخيلته
فؤاد بهدوء :انت من الفكره اتعصبت ...طيب لوكانت حقيقه وقتها هتعمل إيه ؟
رن هاتف والده ونظر لاسم المتصل واجاب :وعليكم السلام ..الحمد لله بخير ...اخبارك إيه يا عمار ...زعلان ليه ربنا ما يجيب زعل بينا
صمت قليلا وتغيرت ملامح وجه واجاب بصوت هادئ... لالا ما تزعلش ... الخطوبه يا عمار كانت عائليه وقبل السفر بيومين حتى ما لحقناش نعلن لان سفرنا كان بعدها على طول
استمع لصوت محدثه على الخط ثم ضحك بهدوء مصطنع : لا الفرح انت هتكون اول المعزومين طبعا اكيد عاصم بنفسه هييجى مكتبك ويعزمك...ان شاء الله ..اول ما اوصل اكلمك ..مع السلامه
نظر الى ابيه بذهول وهو يستمع الى المحادثه واحنى راسه ووضع يديه على راسه الآن لن يستطيع الفرار لقد انتشر الخبر بسرعه شديد كانتشار النار في الهشيم
قال بصوت خافت وهو يعرف انه لا مفر من الموافقه على الزواج :انتشر الخبر
فؤاد وهو يجلس بجواره وهو يطلق زفره من اعماقه :زى ماسمعت
............................
وقفت امام غرفة والدها وطرقت الباب
فتح الباب ونظر بدهشه :ليلى ...مين جابك؟
امسك عماد يدها وادخلها
اجابت :لميس وصلتنى ورجعت لزينه
واردفت باهتمام :بابا فين ؟
امسكها وادخلها غرفه والدها :بابا
كان مستلقى على فراشه بتعب مغمضاً عينيه يحاول ان ينسى مارآه بعينه... التى كانت في المصعد ليست زينه الطفله البريئه ... زينه التى يعرفها التى رباها على الخوف من الله قبل الخوف من الناس لا تفعل ذلك ...لكن شيئاً بداخله يخبره ان هناك خطأ ما وان ما رآه في المصعد ليس هو الحقيقه ....ولكنها كانت بين احضانه ويقبلها
اغمض عينيه بارهاق من التفكير
تسلل له صوتها العذب المريح لقلبه ذلك الصوت الهادئ الذى يجلب الراحه والسعاده لقلبه :بابا
فتح عينيه وهو يراها تجلس بجانبه مدت يدها تبحث عن يده التقط يدها البارده واحتضنها براحته :بابا ...انت بخير؟
تنهد بصوت متعب :الحمد لله على كل حال
صمتت قليلا وقالت بهدوء:بابا اوعى تكون صدقت في زينه حضرتك اللى ربيتنا مش ممكن نخون ثقتك
تنهد بتعب واغلق عينيه بمراره يشعرها في فمه مراره كالعلقم:اختك كسرتنى ياليلى
قالت بقوه :لا يا بابا اوعى تقول كده مش زينه ...انت عارف زينه كويس مش ممكن تعمل كده دي مش ممكن تكسرك ولا تفكر في كده انت شفت بنفسك في الجامعه ماشيه زى الألف ما حدش قدر يشغل فكرها او حتى يقرب منها واهى وصلت لآخر سنه في كليتها عمرها ما عملت حاجة تقلل من ثقتك فيها بالعكس كانت على قد المسؤلية
واردفت وهى تحدثه بطريقة منطقيه هادئه :ليه نسيت انها عندها فوبيا الاماكن المغلقه ؟..حضرتك فاكر لما كنا مسافرين بره وعلق بينا الاصانصير اتخنقت واغمى عليها ليه ناسى الموضوع ده ؟
عاصم وهو ينظر لابنته :ليلى انا عارف ان عندها فوبيا.... لكن
وصمت بحيره والم لايعرف كيف يشرح او يقول ما راه :
اللى شفته وهى معاه في الاصانصير مش ممكن تتخيليه
وصمت يعض على شفتيه بقهر
عماد وهو جالس يستمع بهدوء قال بثقه :عاصم عن تجربه احيانا كتير اللى تشوفه غيراللى بيكون حاصل....ممكن تفهمنى
.... ازاى واحده بتخاف وعندها فوبيا ممكن تفكر تعمل حاجه زى كده في مكان بتخاف تتواجد فيه اصلا ده غير ان نفسها بيتكتم وتتخنق
واردف بثقه : انا اعرف عاصم واتعاملت معاه وعارفه انسان عاقل قد إيه .وزينه اللى شفتها وربيتها من اول ماكانت صغيره وكبرت تحت عيونا مش ممكن تعمل كده لا هو ولا هى وواثق فيها زيادة لانها تربيتك
ليلى بتاكيد :يا بابا زينة اتخنقت في الاصانصير واكيد داخت واغمى عليها وهو لحقها ومسكها
عماد بتفكير:اكيد هو ده اللى حصل
سمعا طرقات على الباب
قام عماد وفتح الباب سمعت صوت عمها فؤاد وهو يسال عماد عن ابيها
وسمعت خطواته ولكنها شعرت ان هناك من بصحبة فؤاد وعماد بسبب رائحة السجائر المصاحبه لهم
فؤاد وهو يرى ليلى :ازيك يا ليلى
اجابت :بخير الحمد لله يا عمو
اقترب من صديقه وقال بهدوء وهو يراه في هذه الحالة:ازيك ياعاصم
هز راسه واجاب بانكسار:الحمد لله
عم الصمت على المكان الى ان قطعه فؤاد وهو يقول :عاصم اللى حصل ده انا مش عايزه ياثر علينا والموضوع خلاص انتهى
رد الاب باستنكار :انتهى ازاى يا فؤاد انت مش حاسس بحجم المصيبه
ليلى وهى تهدئ والدها:لحظه يا بابا
ليلى وهى تنظر لاتجاه صوت فؤاد:حضرتك ياعمو تقصد ايه بالموضوع انتهى
فؤاد بتاكيد:اثناء اللى حصل انا قلت ان زينه وعاصم مخطوبين وناس كتير سمعوا غير ان فريال وفادى نشرو الخبر ومن شويه اصحاب لعاصم وليا كلمونا يباركوا لنا على الخطوبه
لقد فهمت ما يقصده عمها فؤاد :قصدك ان احنا نقول انهم مخطوبين؟
عماد بهدوء وهو عاقد ذراعيه ينظر لعاصم الصامت :لا يا ليلى قصده ان الموضوع يبقى خطوبه وجواز
واردف :مش ده قصدك يا استاذ فؤاد
هز راسه :ايوه قصدى اول مانرجع نتمم جوازتهم
لان كل اللى كلمونى قلتلهم ان الخطوبه كانت عائليه وقبل السفر
تنهدت وهى تفكر فيما قاله عمها
سمعت صوت والدها :لكن كده احنا بناكد اللى حصل والناس هتقول اتجوزا عشان يلموا الموضوع والفضيحة
ليلى بتفكير:لو شافوا ان الجواز تم بشكل طبيعى وحفله كبيرة مش هيقولوا حاجه هيفتكروا زى ماقال عمو فؤاد انهم مخطوبين اما لو تم بدون حفله وبسرعه هيقولو عشان يلموا الموضوع
عاصم وهو ينظر لها ولطريقه تفكيرها الهادئه وطريقه طرحها للموضوع من كل الجهات بهدوء
ورفعت راسها وقالت :وانت إيه رايك ياعاصم ؟؟
ابتسم عماد باعجاب وتذكر تلك الدروس التى كان يعطيها لها الفتره الماضيه ...كان يدربها كيف تستخدم حواسها كانفها واذنيها بشكل قوى وبتركيز ولا تجعل الاصوات التى حولها تشتتها لم يرد ان يخبرها ان مع فؤاد ابنه عاصم لقد عرفت من خلال الخطوات واكيد رائحة السجائر التى كان يدخنها عاصم قبل دخوله
رفع راسه وهو يقول باقتضاب :اللى تشوفوه إنا موافق عليه اهم حاجه نلم الموضوع
ونظر لعاصم الاب وقال :عمى عاصم اقسم لك بالله انى ما حصل بينى وبين بنتك حاجه كل اللى حصل انها اتخنقت في الاصانصير واغمى عليها وقبل ما توقع على الارض انا لحقت مسكتها والله هو ده اللى حصل
عاصم وهو ينظر له وهو يتحرى الصدق في كلماته ووجه :خلاص ياعاصم كفايه كلام في الموضوع ده
فؤاد :عاصم مدام النفوس رضيت نقرا فاتحة عاصم وزينه واول ما نرجع نحدد الفرح
عماد وهو يبتسم :ايوه هو ده الكلام
نظر فؤاد لصديقه بمرح:نقرا ولا عندك مانع على ابنى قول
ابتسم عاصم لصديقه بامتنان ودمعت عيناه وهو يرفع يديه لقراءة الفاتحه
...................
:ليلى انتى بتقولى إيه ؟
اتسعت عيناها وهى تتسائل بصدمه وقلبها وجسدها يرتعشان كطائر غريق
ليلى وهى تلمس يدها البارده لتهدئها: باقول ان عمو فؤاد طلبك من بابا ووافق وقروا الفاتحه مبروك يا قلبى
هزت راسها بعنف وهى تقول بغضب :ليييه؟ وازاى بابا يوافق بدون ما يقول لى للدرجه دى انا مش مهمه
ليلى وهى تحاول ان تهدئها :زينه انتى زعلانه ليه دلوقتى في واحده تزعل انها اتخطبت
تساقطت دموعها بحرقه: انتى عارفه ظروف الخطوبه دى كويس عشان الفضايح واكيد بابا هو اللى اصر عليها
ليلى بحده:اوعى تقولى كده بابا مش ممكن يقلل من كرامتك أنا كنت موجوده وعمو فؤاد هو اللى طلبك وقرو الفاتحه
واضافت ليلى بحكمه :زينه أنا عارفه انك عاقله وهاتسمعى كلامى الجوازه دى مهمه جدااا للطرفين وطبعا لينا اكتر...الموضوع انتشر بسرعه وعرفت من عمو فؤاد ان اصحابه ومعارفه بيكلموه بيسالوه عن الخطوبه وامتى كانت ...ونحمد ربنا ان عمو فؤاد اثناء المشكله قال انكم مخطوبين والا كانت هتكون كارثه لينا عشان كده حاولى تكونى قويه سمعانى
لم ترد زينه على اختها بل ظلت تبكى في صمت على الوضع المخزى الذى وجدت نفسها فيه بدون اى ذنب اقترفته
سمعا طرقات على الباب قامت زينه وهى تمسح دموعها واتجهت الى الباب
دخلت لميس بسعاده وهى تتقافز وتقترب من زينه وهى تحتضنها بقوة :مبروك يا حبى بقيتى خطيبة اخويا ...بابا قالى انه قرو الفاتحه وماما مبسوطه جداً لكن أنا طايره من الفرح هتكونى معايا في البيت والجامعه واخيرااااا ايوه ياشيخه كده احسن حتى نروح مع بعض الجامعه وتشرحيلى كل ال مش فهماه
ضحكت ليلى وقالت :لميس خدى نفسك
جلست بجوار ليلى :فرحانه والله يا ليلى ده قبل ما بابا يكمل كلام جيت لكم ....والتقطت انفاسها وهى تقول بفرحه عارمة :النهارده السهره للصبح
تنظر الى لميس وفرحتها والى ليلى وهى تتحدث مع لميس بسعاده ...ولكن لا تشعر بتلك السعاده التى تشعرها اى فتاه قد تمت خطبتها على العكس بداخلها الم شديد وخيبه امل اشد لم تتخيل ان تتم خطبتها بهذا الشكل المؤلم ...كم حلمت بذلك اليوم ككل فتاة ولكن عندما تحقق الحلم ...تحقق بشكل مؤلم ....مخزى .....تشعر انها منقاده لمصير ليس لها اى يد في اختياره ولم تذنب حتى تجرد من ابسط حقوقها باختيار شريك حياتها ولا تملك ان تعترض ...وحتى ان اعترضت لن يستمع لرأيها احد ...لقد اصبحت مهمشه بالنسبه لوالدتها التى تظن انها الحقت العار بها ....ووالدها الذى لايريد ان يتحدث معها او ينظر اليها
تريد ان تصرخ وتعترض بداخلها صرخه مكتومه وبحور من الدموع تريد ان تخرج وتتحرر تريد ان تقول لا ....ولكن كيف تقولها بعد موافقة والدها ...لن تحرج والدها وتكسر كلمته لن تفعل تلك الامور التى قد تقلل من كرامة والدها مهما حدث سوف تبتلع حزنها وتتقبل ما يحدث وهى صاغرة..... ببساطه لانها فى وضع لا يسمح بغير ذلك
.......................
نظرت له بضيق :يعنى قروا الفاتحه معاك
عاصم بشرود :ايوه
نجوى بضيق شديد:والله لو في ظروف تانيه ما كنت رضيت بيه اصلا... الله يسامحك يا زينه حرمتينا من الاختيار
عاصم وهو يمسد جبهته بتوتر :عاصم مش وحش ...
نظرت له كالمصعوقه:انت بتشكر فيه بعد اللى عمله مع بنتك
والله لو كنت مكانك كنت قتلته الكلب
نظر لها بشرود وابتسم بسخريه :سبحان الله اللى عملتيه مع ليلى بيطلع في زينه اجبرتيها على الخطوبه... بنتك اتجبرت على الخطوبه لكن في ظروف اصعب
واردف بمراره :كل اللى بتعمليه مع ليلى بيترد لزينه وما تعرفيش انى انا اللى بتألم لان الاتنين حته من قلبى
اتجه الى خارج الغرفه وخرج وتركها تنظر له باستنكار شديد
..................
سمعت طرقات على باب غرفتها اتجهت بخطى هادئه وفتحت الباب سمعته يقول :جاهزه
قالت له : لحظه ياعماد اجيب مفتاح الاوضه امسكت عصاها وسمعت صوت زينه ولميس في الشرفه يتحدثان
وخرجت معه
قالت له وهى تسير بجانبه :حاسه بصداع ومخنوقه ومحتاجه اتنفس ياعماد وصعبانه عليا زينه اوى
عماد وهو يستقل المصعد معها :اللى حصل مش بسيط
الله يكون في عون عاصم
ليلى بضيق :تعرف ان نجوى مخاصمه زينه ومش عايزه تكلمها
قال وهو ينظر لها :ممكن ما تفكريش في حاجه الحمد لله ان الموضوع اتحل
خرج من المصعد وامسك كفها وقال تعالى نتمشى شويه على البحر عشان الصداع يروح
خرجت من الفندق واستقبلها الهواء البارد واصوات امواج البحر اخذت نفساً عميقاً واقتربت من الشاطئ وانحنت تخلع حذائها وتمشى حافية القدمين
عماد بهدوء وهو يستشعر تغير حالتها المزاجيه :الشط هادى وما فيش حد ماشى دلوقتى خدى راحتك بقى
التفتت له ليلى قائله : طيب خلاص انا هاتمشى لوحدى وريح انت شويه لانك من الصبح واقف على رجليك
رد عماد ضاحكا: صعبان عليكى ولا عايزة تتمشي من غيرى يا ناصحه ...عموما انا هاقعد على التربيزة القريبه دى اخلص شوية تليفونات وانتى ما تبعديش اكتر من 50 متر اتفقنا
ردت بابتسامه هادئه وهى تومئ براسها: اتفقنا
مشت في محاذاة الشاطئ شاعرة بالامان ان عماد بجوارها كانت تمشى حافية القدمين تتحسس الرمال البارده بقدميها حتى تسللت بروده الرمال الى جسدها وجعلتها تشعر بالاسترخاء الذى سعت اليه
................
خرجت من الحمام مرتديه روب الاستحمام كانت قد انهت حمامها الدافئ سمعت صوت هاتفها اتجهت اليه وابتسمت عندما رات اسم والدتها على الهاتف :وعليكم السلام ..ازيك يا ماما اخبارك ايه
عماد لا مش موجود خرج من شويه
ضحكت وقالت وهى تردد جمله والدتها نتكلم على راحتنا ...حبوب
وقالت بتساؤل حبوب إيه ...عضت شفتيها على نسيانها ااااه الحبوب اكيد طبعا باخدها ...لا ياماما ازاى انسى طبعا كل يوم
قالت وهى تحاول تغير الحوار بابا اخباره إيه ...وخالتى زيزى
اتخانقت مع جوزها ليه ...لا فاضيه احكى
جلست تستمع لها وهى تحمد الله في سرها انها استطاعت تغير الحديث
.......................
واقفاً تحت الماء المنساب على راسه وجسده مغمض العينين يحاول ان يسترخى تحت رذاذ الماء الدافئ وينسى احداث اليوم ..لقد اخبره عمه منذ قليل انه اتفق مع عاصم على كل شيء وبعد رجوعهم سيتمم الزواج ...يشعر بالراحه انه سوف يتزوجها بداخله كان لا يريد ان يلحق بهم اى نوع من الاذى لا يدرى لما تعلق بهم بهذا الشكل الاب وعماد والفتاتين
اغمض عينيه فتخيلها وهى تضحك بعد ان اطمئنت على شقيقتها
خرج من الحمام وارتدى ملابسه واتجه للشرفه وقف يتأمل الغروب فاحنى جذعه للامام ويداه مرتاحتان على حافة الشرفة يراقب الشاطئ وقت الغروب كان يراقب الشمس وهى تخفى نفسها فى عرض البحر ملقيه اشعتها الذهبيه على سطح الماء ليتحول لون ماء البحر الى اللون العسلى
ونظر للشاطئ الذى كان ممتلئاً فى الصباح صار هادئاً الان....
امعن النظر لتلك الفتاه التى تسير على الشاطئ وتعرف عليها فنطق اسمها بصوت هامس "ليلى"
وقف يراقبها من شرفة غرفته وهى تمشى تتحسس الأرض بقدميها الحافيتان ومياه البحر تداعب قدميها موجه ...بعد موجه
وقد سيطر النسيم العليل الذي صافح البحر قبل وجهها على جميع خلجاتها حتى استولى على كيانها وهو يتخلل شعرها بعد ان أطاح بغطاء رأسها...واستكانت جوارحها وتوقفت عن الحركة
كأنها لوحه أبدع من رسمها
وقف يراقبها وهو يحبس انفاسه دون ان يشعر
افاق على صوت طائر النورس وهو يحلق بالقرب منها
واقتراب عماد منها ومد يده يضبط لها غطاء رأسها وبعدها امسك يدها متجهين الى الفندق
اخذ هاتفه واسرع بالخروج من الغرفه وبدأ يسرع الخطى فى الممر وبدأ ينزل الدرج بسرعه شديده الى ان وصل للمصعد وابتعد عنه ونظر الى باب الدخول فوجدهم يدخلون في هذه اللحظة
اخرج هاتفه ورسم الاهتمام على وجه سمع صوت عماد :علي
التفت له وابتسم وهو يشير له بيده:عماد ازيك
والتفت لليلى :ازيك يا ليلى
اجابت بهدوء:بخير الحمد لله استاذ على
ما اجمل اسمى وهو خارج من بين شفتيها ...له وقع خاص على قلبى ليس على قلبى... عقلى يتوقف للحظات ليجلس ويحلل ويفكر مالذى يجعل اسمى مميزاً عندما يخرج من بين شفتيها
نظر لوجهها الذى قد لوحته اشعه الشمس فاكسبته لوناً زادها جمالاً
وتلك الخصلات الهاربه من حجابها
قال عماد لعلي وهو يضغط زر المصعد:الجو جميل للتمشية دلوقتى
علي وهو يدلف الى المصعد :كنت بفكر اتمشى
وقف بجوارها واستنشق رائحة البحر الممتزجة بعطرها الهادئ جدااا
لماذا تشعر بذلك الارتباك كلما سمعت صوته تشعر انه قريب اجل تلك الرائحة..اجل ذلك العطر الرجولي عطره لقد كان يضعه فى الصباح عندما كان جالساً يتحدث معها
كان يتحدث مع عماد صوته قريب منى وذبذبات صوته واضحة تلك البحه التى فى صوته تجذبني
عماد وهو يقول :ليلى
افاقت من شرودها :ايوه في حاجه
ابتسم وهو يرى شرودها :علي بيكلمك
احمرت وجنتاها خجلاً وقالت بصوت مرتعش قليلا:ايوه يا استاذ علي
ابتسم وهو يرى احمرار وجهها :كنت بقول لك مبروك لزينه
قالت وهى تحرك سوارها الرقيق في معصمها:الله يبارك فيك ميرسيه
وقف المصعد وخرج عماد وليلى اما علي فقد وقف يراقبهم بهدوء وهو يضع يديه في جيوبه
افاق من شروده على رنين هاتفه اجاب وهو يبتسم :حبيبة قلبى والله اخبارك إيه؟ ...ياريتك جيتى معايا يا هنو كنتى هاتريحى اعصابك بعيد عن تومه المزعجه ...هههههههه ..لا طبعا
صمت وقال شكلك وراكى حاجه ياهنو قولى وانتى عرفانى مش هاقول لفاطمه ابدااااا
دخل الغرفه وفتح مكبر الصوت وجلس وهو يستمع لها :لا يا حبيبى كل مره تسحبنى في الكلام مش اقولك انى اتفقت مع بنتى فاطمه انه مهما حاولت معانا مش اقولك على العروسه اللى اخترتها
قطب حاجبيه بدهشه :عروسه ليا انا ؟؟؟
سمع صوت امه وهى تتجادل مع اخته :ماما اوعى تكونى قلتى حاجه مش زى كل مره
ابتسم وهو يسمع جدالهم وقال :ماما لما ارجع البيت تحكيلى كل حاااجة اوكيه
قالت بصوت هامس:اوكيه يا حبيبى خلى بالك من نفسك مع السلامه
جلس صامتاً لقد نسى تماما موضوع الزواج والعروسه ما الذى يحدث له ؟ ما ان اتى الى هنا وهو ينسى اشياء كثيرة
ضرب جبهته براحة يده وتذكر انه على موعد مع فخر ليخرجا سويا
التقط هاتفه وخرج مسرعا من غرفته
...........................
في اليوم التالى
جالس بهدوء يرتشف قهوته وهو يستمع الى والدته وهى تتحدث مع خالته وواضح ان هناك شى هام تخبرها به خالتها
انهت الاتصال وقالت وهى تضع هاتفها جانبا وتكمل افطارها
:نجوى بتقولى ان زينه اتخطبت امبارح
سالها بهدوء:لمين
اجابت وهى تفكر:بتقول ابن صاحب عاصم صاحبه فؤاد
قال وهو يشغل عقله :مش ده صاحب الفندق اللى سافروه له
اجابت وهى تهز راسها
صمت وقال بصوت غريب:واختها اخبارها إيه ؟
ردت دون ان تشعر بتغير لهجته :ليلى ...مضايقه نجوى منها جداااا ونفسها تخلص منها النهارده قبل بكره بتقول شاغله زينه وبقت زى الطفل لازم حد معاها
نظر لها بتمعن وقال باهتمام:شفتيها بعد الحادث
وضعت شوكتها في الطبق ورفعت فنجان الشاى ترتشف منه وقالت وهى تتذكر:شفتها من فتره خست اوى وبقت هاديه ومش بتتكلم زى الاول
سالته بقلق :بتسال ليه عليها؟
اجاب بهدوء مخيف:لانى عايز اقابلها
...........................................
انتظرونى البارت القادم
|