كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات غادة
رد: المرأة الأخرى - كاتيا هورن ( روايات غادة المكتوبة )
غويانا ناسبت بيترا تماماً , ولطالما اعترفت لتشارلز ان السنتين الاخيرتين كانتا الاسعد في حياتها .. وبدوره قال لها بكل الصراحة بين الاخوة ان من جعلها سعيدة هو رئيسها , وكان قد حذرها بطريقته الممازحة , من التعود على حياة المزارع, فقد تنتهي هذه الحياة بسهولة , ولكليهما.
لكن الزمن , وتقلب الفصول جعلاها آمنة . ولطالما املت لو ان تشارلز هو مالك مزرعة الفصب تلك. لكن حتى في وضعه الحالي كمدير للمزرعة كان يحس بالحنين, وكذلك هي الى موطنهما الاصلي .. والصدفة وحدها , حين التقى نيل سينكلير في كندا , هي التي وفرت له فرصة لا تأتي الى المرء سوى مرة واحدة في العمر.. حتى انه لم يلحظ تلك الفرصة الى ان تحدت مع اخته بيتر الامر.منتديات ليلاس
بدا لها ان اكثر من سنتين مرتا منذ استلم تشارلز الادارة وحسابات المزرعة. وتشاركا كوخاً فيها.. وهذا امر كانت بيترا ممتنة له, بسبب زواج امها ثانية ولفترة ما , كانت المزرعة بين يدي صديق لعائلة سينكلير المايجور برادن, لكن المايجور ارسل لنيل رسالة تقول انه يجد صعوبة, ويرغب في توظيف مدير , لكن المكشلة , انه لا يجد الشخص المناسب الذي يقبل العمل في تلك المنطقة النائية, على حدود غابات الامازون.
قيل لتشارلز ان مصاريف سفر الى غويانا تشمل زوجته اذا كان متزوجا وشرح لهما ظروفه مع شقيقته, وانها هي التي تدير له منزله, ومعتادة على حياة المزارع , وعلق نيل سينكلير على هذا
ممازحاً بأن على تشارلز ان يعرض عن الفتاة التي سيختارها هناك بفتاة اخرى.
ذهبا معاً لوادع امهما وضحكا معا في طريق عودتهما من شقتها ولأول مرة لم تحس بالمرارة لأنها منسية لمعظم السنة من امها واستقلا السفينة من هاليفكس ثم توجها الى داخل البلاد بالقطار , اربعة ايام من المسير في العمق وتمتعت بيترا بكل لحظة منها , وفي البلدة انتيبا استقبلهما المايجور ليوصلهما بسيارته الى هنا.منتديات ليلاس
يتذكر كل هذا انسحبت بيترا , فهي لم تقابل السيد سينكلير في كندا لكنها احبت منزله واراضي المزرعة المتنامية الواسعة. الفرق بين المزرعة في كندا وهنا كان كبيراً ومبهجاً فبينما كندا فيها مساحات شاسعة من البراري المفتوحة الممتدة , كانت المزرعة هنا عبارة عن غابات ملتفة, وسطها مساحات شاسعة مزروعة بقصب السكر وخلال السنتين الماضيتين اكتشفت ان الوقت قد مر بهما كالنسيم العليل .. ولطالما احتاح تشارلز لمن يحثه على النشاط إلا انها لم تكن لتمانع في هذا.
اوقفت بيترا سيارتها الستيشن الى جانب المنزل. وجمعت مشترياتها والبريد , ودخلت عبر الشرفة الامامية الى الباب, حيث استقبلتها كالعادة رائحة النظافة ورائحة خشب السنديان الاصيل للطاولة الهولندية الصنع .
|