لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-10-17, 04:32 PM   المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Aug 2016
العضوية: 319977
المشاركات: 394
الجنس أنثى
معدل التقييم: نغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 848

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نغم الغروب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نغم الغروب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: آنسة الشاي الأبيض

 

الفصل الخامس




" في ذلك الوقت كانت حياتي مقسمة بين ليالٍ و ليالٍ أخرى.
في بعض الليالي كنت أشعر بالرضا ، رضا يبدو حقيقيا ،
رضا يكاد يكون ملموسا و أنام و أنا أحلم
بل و أنا أرى أمامي غدا أفضل، غدا أجمل
لكن في ليالي أخرى ، ليال أقل لطفا بكثير ، كنت فقط أنزع ابتسامتي من على وجهي ثم أعلقها بعيدا مع ملابسي الغالية و أحلامي المستحيلة و أنام و أنا لا أرى أمامي سوى السواد…
و في ذلك السواد كان هو قمري الوحيد
كان هو صبري حين يضيق قلبي و تضيق الدنيا أكثر منه
كان هو حبي الذي لحظة وجدته ، لحظة فقدته….
كان أحرفي التي قرأت بها الحياة من جديد
في تلك الأيام كنت أعيش حالة فقدان
فقدان لهويتي ، لنفسي
للماضي و الحاضر
كل شخص أحبه أفقده
عندما رحل في ذلك الوقت لم أصدق أني أقدر أن أتنفس هواء بلد لم يعد يسكن أراضيه
لم يقل لي أنه لن يعود لكن قلبي أخبرني أننا لن نتقابل ثانية أبدا في هذه الحياة
في ذلك الوقت لم يعد هناك سبب لأنتظر غدا آخر
لأنه لن يكون هناك غدا ألقاه فيه
أستغفر الله
أستغفر الله العظيم
أستغفرك ربي لكنه مؤلم
وجع ، وجع ، الفقد كله وجع
لذلك أخاف كثيرا من الفقد
و وجع الفقد

- لماذا يحصل معي كل هذا ، سألته في مرة و كم كانت كثيرة أسئلتي له .
- من الممكن يا كاميليا أن الله يريد منك أن تكوني أكثر من مجرد امرأة جميلة أخرى
- هل المصائب تجعلنا أقوى كما يقولون ؟ سألته في مرة أخرى
- كلا ، لست من الذين يقولون أن المصائب تجعلنا أقوى
المصائب تغيرنا
و نحن نصبح أقوى إذا لم نسمح لها أن تغيرنا للأسوأ

لا أذكر أكانت نفس تلك المرة أم كانت مرة أخرى حين قال لي بهدوء
قال و هو كالعادة لا ينظر إلي :
- كاميليا أنت في مفترق طريق
إما أن تقضي بقية عمرك في صراع مع نفسك و إما أن تنشغلي عنها بإيجاد قضية تصارعين من أجلها
و أنا شخصيا أنصحك أن لا تدخلي أبدا في صراع مع نفسك لأن هذا الصراع لن تخرجي منه إلا خاسرة

في بعض الليالي كنت أنسى نصيحته و أترك نفسي للسواد
في بعض الليالي كنت أتمنى أن أنام و لا أستيقظ "

 
 

 

عرض البوم صور نغم الغروب   رد مع اقتباس
قديم 09-10-17, 04:34 PM   المشاركة رقم: 42
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Aug 2016
العضوية: 319977
المشاركات: 394
الجنس أنثى
معدل التقييم: نغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 848

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نغم الغروب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نغم الغروب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: آنسة الشاي الأبيض

 


كانت هذه الليلة من تلك الليالي.
بتنهدة استسلام أدلت ساقيها إلى الأرض و جسدها يستدير مفلتا من أحضان السرير الواسع. طوال ساعة كانت متمددة تنتظر أن تغفو و النوم يتجاهل نداءها .
غادرت غرفتها بهدوء تام ، رأت نورا خافتا يتسلل من الدور السفلي ، بدأت تنزل ببطء و رغم ذلك خدعتها إحدى الدرجات كالعادة ، آلمتها الارتكازة المفاجئة على ساقها اليمنى.
- آي ، تأوهت بصوت بدا عاليا في سكون البيت.
بعد لحظة ارتفع صوت أمها متسائلا :
- هل هذه أنت يا ليلى ؟
و من يكون غيري، تمتمت لنفسها بصوت خافت
تبعت الصوت في استغراب ثم قالت ما إن دخلت المطبخ :
- ماذا تفعلين هنا في مثل هذا الوقت يا ماما ؟
- كما ترين أحضر الخضار للمحشي
و هذا بالضبط ما كانت تفعله أمها طوال الوقت :تقوم بحشو الأشياء بأشياء أخرى ،حشو الوسائد ، حشو البطاطس ، حشو العقول ، هذا كان مبدأها مادام الشيء قابلا للحشو فلنفعل ذلك قبل أن يسبقنا أحد إليه.
- تريدين أن أساعدك في شيء ما ؟
- بعد أن أوشكت على الانتهاء ؟ كلا شكرا
أمها ترفض مساعدتها ! هذه سابقة
- لماذا لم تنامي؟
وضعت ليلى يدها على بطنها و هي تقول :
- معدتي لم تشأ أن تتركني في سلام
رفعت السيدة جميلة عيناها في نظرة تقييمية لجسد ابنتها الذي لا تظهر عليه آثار النعمة ثم قالت بجفاء :
- ربما تنتقم منك لأنك تقتلينها جوعا بالنهار
- رغما عني يا أمي ، كل يوم تتكوم علي أكداس و أكداس من العمل لدرجة أني أنسى أحيانا أن أتناول غدائي
سمعت معدتها تصدر صوتا معترضا آخر فقامت تفتح الثلاجة تقلبها ببصرها تبحث عن شيء يؤكل بسرعة و يُشبِع بسرعة.
للحظة أو اثنتان ظلت السيدة جميلة تتأمل ابنتها في صمت تشغله ألف فكرة ثم عادت يداها إلى تقطيع خضارها بثبات و سرعة كانا ليجعلا أصابع أي امرأة أقل خبرة تتقافز مع ما تقطعه.
ها هي تجد أخيرا الفرصة لتناقش ابنتها في الموضوع الذي انتظرت طويلا لتفاتحها فيه. و أين ؟ في المطبخ ، قدس الأقداس كما تسميه بناتها سخرية . نعم هي لا تنكر أن المطبخ هو مكانها المفضل في البيت لأنها على الأقل ، بين قدرها و نارها، كانت تفهم كل شيء . تضع مقاديرها بنفس الطريقة في كل مرة و كل مرة تكون النتيجة مرضية لها و لأفراد عائلتها.
خارج المطبخ لم يتم الأمر بنفس السلاسة ، مع أنها وضعت نفس مقادير التربية : كوبا كبيرا من الحزم ، ملعقة كبيرة من الأخلاق و مراعاة التقاليد و لم تنس أن تضيف بعض رشات من الحنان لكن فقط عندما يكون مستحقا.
نفس المقادير و رغم ذلك كم كانت مختلفة النتيجة بين أبنائها ، ففيما عدا ابنها المغترب و ابنتيها الأكبر سنا خيب الآخرون كثيرا من توقعاتها و عجزت عن تحضيرهم كما كانت تحب و تشتهي و خاصة ليلى ، خاصة ليلى.
أخيرا أبعدت الخضار المقطعة عن متناول يديها ثم قالت لابنتها بعد تنهدة عميقة :
- أتعلمين ما أكثر شيء أتمناه من هذه الحياة يا ليلى ؟
- أكيد أن يتم إلغاء المحشي من قائمة الطعام
تنهدت أمها مرة أخرى و هي تهز رأسها بأسف على حال ابنتها ثم قالت كأنها لم تسمعها :
- لا أريد سوى أن أراك مستقرة في بيتك ، سعيدة مع زوج يرعاك
هزت ليلى كتفيها و هي تقول باستخفاف :
- و من قال أني أحتاج إلى زوج لأكون سعيدة ؟ صدقيني أستطيع أن أكون في منتهى السعادة فقط حين يخطر لي
- و لكن لا يمكنك أن تستمري هكذا يا ليلى

 
 

 

عرض البوم صور نغم الغروب   رد مع اقتباس
قديم 09-10-17, 04:38 PM   المشاركة رقم: 43
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Aug 2016
العضوية: 319977
المشاركات: 394
الجنس أنثى
معدل التقييم: نغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 848

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نغم الغروب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نغم الغروب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: آنسة الشاي الأبيض

 

- هكذا ماذا يا أمي ؟

انتشر صمت ثقيل متوتر ليحيطهما حتى سمعت نفسها تقول ببرود :
- تقصدين مطلقة ، قوليها يا أمي ، ليست عيبا كما تعرفين

و بمرارة رفعت إليها أمها عينين دامعتين غاضبتين و هي تقول بصوت مبحوح :
- قولي هذا للناس ، للجيران ، للأقارب و لكل الشامتين

للمرة الثانية تهز كتفيها قبل أن تقول باستخفاف أكبر
- لا يهمني الناس
- نحن نعيش بين الناس
- و إن يكن

صمتت السيدة جميلة قليلا ثم قالت تلقي بقنبلتها
- أم وليد اتصلت و تريد منك أن تعودي لابنها

ظلت تنظر إلى ابنتها متفحصة تنتظر صيحة استنكار أو نظرة استغراب أو أي تصرف آخر يدل على الرفض لكن هذه الأخيرة استمرت تمضغ طعامها بتمهل كأنها لم تسمعها أصلا. فتحت فمها لتعيد ما قالته حين سمعتها تقول بلامبالاة :
- و ماذا كانت إجابتك ؟
- أخبرتها أنك ستفكرين في الأمر
- أخبرتها ماذا ؟ قالت وهي تدفع الطعام عنها بغضب

و بغضب أشد ردت عليها أمها و هي تضرب بقبضتها على الطاولة :
- إياك أن تنظري إلي هكذا يا ليلى و إياك أن ترفعي صوتك حين تتحدثين إلي

تنهدت بعمق لتواصل بصوت أكثر هدوءًا
- لايوجد ما يدعو إلى عصبيتك، نحن فقط نتحدث في احتمالات ، لم نغصبك على الموافقة عليه من قبل و لن نقوم بغصبك الآن على الرجوع إليه.
- نعم إحقاقا للحق لم يجرني أحد من شعري و يجبرني على القبول و لكن ماذا عن تنهداتك العميقة كلما رأيتني ، ماذا عن كلامك الذي لا ينتهي عن الأخت الأصغر التي تزوجت و على وشك الولادة و أختها الأكبر التي لم ترتبط بعد و ماذا عن خطابك المتكرر عن الفرصة التي لا تأتي إلا مرة واحدة و عن الحب الذي يأتي بعد الزواج و عن القطار الذي سيفوتني و و و

صمتت قليلا ثم قالت :
- نعم بالفعل لم يقم أحدكم بغصبي ، و لكنك جعلتني أشعر أني لن أستحق أن أكون ابنتك لو لم أوافق على ذلك الرجل.
- لا تلوميني على أخطائك يا ليلى ، أي شيء قلته و أي تصرف قمت به كان لمصلحتك و أنت تعلمين ذلك في قرارة نفسك.

مدت ليلى يدا منهكة إلى جبينها تشعر ببوادر الصداع المألوف ، نفس الصداع الذي يداهمها كل ما تكلمت أو حتى فكرت في هذا الموضوع ثم وقفت تقول منهية النقاش :
- أنا لا أريد أن ألومك بعد الآن يا أمي ، لذلك هذه المرة سيكون القرار لي وحدي و أنا لن أعود ، ليس هناك ما أعود إليه ، أنا مطلقة أمام الناس و لكن أنا و أنت نعرف جيدا أنه لم يكن هناك زواج ليكون هناك طلاق .

بسرعة تكلمت أمها كأنها تقبض على آخر خيط من خيوط الأمل :
- لكنها تقول أنه تعالج و أنه سيكون كغيره من الرجال
ل
لمرة الثانية تقاطع ليلى أمها بنفاذ صبر :
- و أنت تصدقينها يا أماه ؟! تصدقينها بعد ما كذبت علي وعليك و على الكل و زوجتني من ابنها و هي تعرف أنه ليس طبيعيا .من يكذب مرة يستطيع أن يكذب ألف مرة.
- لا تلوميها يا ابنتي إنها أم ، أي أم كانت لتفعل ما فعلته

نفس ما قالته لها كاميليا و كأن أمومتها تعطي لها الحق في أن تحطم حياة أي شخص من أجل أن تحاول إسعاد ابنها.
تريد أن تتزوج يا حبيبي و ماذا في ذلك ؟ فلنبحث لك عن عروس ساذجة ، ابنة ناس ، ماذا يهمنا إن كنت غير قادر على الزواج ، المهم أن تفرح أمك بك و أن تبدو طبيعيا مثل أقرانك.
استدارت و هي تقول لأمها :
- و أنا إنسانة يا أمي ، إنسانة كانت لدي أحلام و توقعات. و رغم ذلك كنت مستعدة لأصبر ، لأستمر معه ولكنك لا تعلمين ما فعلته بي تلك المرأة : ستة أشهر وهي تنفث سمومها علي لذلك أرجوك لا تكلميني عنها مرة أخرى ، أنا لن أعود ، لن أعود ، لن أعود
- حسنا ، حسنا ، افعلي ما تشائين ، حياتك و أنت حرة فيها قالت جملتها و عادت تولي اهتمامها لخضارها الطيّعة تلمها في وعاء.
تنهدت ليلى و أسرعت إلى الباب.
- ألن تكملي طعامك؟

أوقفها السؤال و هي على وشك الخروج ، نظرت إلى أمها بكل المرارة التي في الدنيا و هي لا تكاد تصدق أنها لا تستطيع حتى الشعور بها و بكل ما عانته.
لكن السيدة جميلة لم تكن تبدو أنها تعي كنه نظراتها ربما لأنها كانت مشغولة في محاولة هضم خيبة ابنتها الثقيلة.

 
 

 

عرض البوم صور نغم الغروب   رد مع اقتباس
قديم 09-10-17, 04:44 PM   المشاركة رقم: 44
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Aug 2016
العضوية: 319977
المشاركات: 394
الجنس أنثى
معدل التقييم: نغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 848

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نغم الغروب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نغم الغروب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: آنسة الشاي الأبيض

 

أغلقت باب المطبخ وراءها و هي تتمنى لو كان هناك باب آخر تغلقه على ذلك الفصل التعيس من حياتها.
مضت في خطواتها مسرعة كأنها تهرب من ذكرياتها و من عقلها الذي بدأ يقلب صفحات من ماض لا تريد التفكير فيه.
فقط حين احتوتها جدران غرفتها شعرت بالدموع تبلل وجنتيها، رفعت كفها المرتعشة تطردها في قسوة ثم نزعت خفيها بسرعة و ألقتهما بعصبية و رمت نفسها بهمومها و حيرتها على السرير الواسع الفارغ الذي استقبل جسدها الخفيف دون اعتراض كبير.
بحكم العادة و دون أن تفطن لنفسها توسطت السرير فهكذا كانت تنام لفترة طويلة من حياتها ، بين شقيقتيها لذلك لم يتسنى لها أن تعرف أي جانب من السرير تفضل.
- خير الأمور أوسطها ، تمتمت لنفسها و هي تنير ضوء المصباح المجاور للسرير.
ترقرق النور الخافت ليغمر أنحاء الغرفة و يتراقص قليلا على الدمعة اليتيمة التي انفصلت عن رموشها لتتابع طريقها في نعومة نحو شفتيها المنفرجتين في آهة صامتة.
تتابعت الدقات الرتيبة تهاجم صمتها و سكونها.
تك ، تك ، تك ، دقات الساعة ، دقات قلبها ، دقات حملتها بعيدا إلي ليلة أخرى و انتظار من نوع آخر.
ليلة زفافها الغير متوقعة ، ليلة زفاف خالية من الألم الذي تخافه و رغم ذلك تنتظره كل عروس.
و تحولت الليلة إلى ليال أخرى ثم إلى أسابيع حتى أصبحت ستة أشهر كاملة، كلها خالية من ذلك الألم. و للدهشة عدم قدوم ذلك الألم كان ألما في حد ذاته.
كم أفتقدك يا كاميليا ، كم أحتاجك يا حبيبتي
و أخيرا نامت
نوما ثقيلا دون أحلام ربما لأنه لم تعد هناك أحلام من أجلها
و من مكان بعيد بدأت تسمع لحنا رقيقا يتكرر باستمرار.
لحنا قصيرا
ليس لحنا على الإطلاق بل رنين هاتفها
طفت إلي عالم اليقظة و هي تردد أذكارها.
مرة أخرى تكرر الرنين و مدت يدها في تراخ إلى هاتفها ،
كم الساعة الآن ، الثامنة صباحا ، هل يعقل أن تكون نامت كل هذا الوقت ؟
ثم من يكون هذا الذي يتصل بها في يوم العطلة و في أول ساعات الصباح؟
نظرت للاسم في كسل ثم في لحظة استوت جالسة مستقيمة الضهر و هي تمرر أصابعها في شعرها ترجع خصلاته الثائرة إلى الخلف.
طبعا من يكون غيره : ماهر بك ، من غيره يجد لديه كل المبررات كي يوقظ مساعدة زوجته الراحلة.
ضغطت على زر قبول المكالمة و للمرة الثالثة في الأربعة شهور التي تلت موت كاميليا تسمع صوته و قد ضبط نبرته كعادته على الوضع الجاف.
- آنسة ليلى أرغب في التحدث معك بخصوص موضوع ما ، الساعة العاشرة وقت مناسب جدا لو كنت تستطيعين الحضور
- لكن اليوم هو يوم عطلة و أنا ..
- و أنت لديك خطط أخرى ، جاء صوته باترا باردا ، لا بأس ، إذن فليكن غدا الساعة الرابعة بعد انصرافك من وظيفتك

هذه المرة فشلت تماما في إيجاد رد مناسب أو أي رد
يعتقد أنها لا تستطيع القدوم لأن لديها خطط أخرى ، لا يبدو عليه إطلاقا أنه يستوعب وضعهما : هي شابة مطلقة و هو رجل أرمل و الأهم أنه لديها أب لا تستطيع أن تلغيه من حسبانها
في المرة السابقة طلبت الإذن من أمها لأنها تعرف أن والدها يستحيل أن يوافق و هذه المرة تكاد تقسم أنه حتى والدتها لن تسمح لها بالذهاب

- آنسة ليلى ، هل عدت إلى النوم؟

تجاهلت سخريته الباردة و هي تسرق نظرة إلى المرآة تتفقد مظهرها قبل أن تجيبه بتلعثم :
- ألا يمكن أن تخبرني عن هذا الموضوع في الهاتف ، لا أعتقد أني أستطيع القدوم
- إنه موضوع حساس و أنا أكره الحديث المطول في الهاتف
- و أنا فعلا لا أستطيع القدوم
- غريب موقفك الآن يا آنسة خاصة أني أذكر بوضوح حين تقابلنا بعد أيام قليلة من وفاة كاميليا أنك قلت أنك على استعداد دائم للمساعدة لأجل خاطرها ، ألم تكن هذه كلماتك
- نعم أذكر و لكن

صمتت و هي لا تعرف ما التصرف المناسب ، لا تدري ما الذي استبد بها يومها حتى تلفظت بتلك الكلمات.
و الآن ها هو يطلب منها التشبث بذلك الوعد السخيف كأنها هي الوحيدة في العالم التي ليس من حقها أن تعد و تُخْلِف.
لا ينقصها إلا هو و مواضيعه الحساسة ، تأففت في سرها ، لماذا لا يتركها و شأنها ؟
- سأحاول القدوم و لكن ...
- و أنا سأكون بانتظارك في غرفة المكتب كالعادة

هذه المرة عندما أنهى المكالمة دون تحية لم تنتبه لأن ذهنها كان مشغولا في إيجاد مبرر قوي جدا يجعل والدتها تسمح لها بالذهاب.
تنهدت و هي تسند جبينها إلى كفها ، لا تريد أن تكذب على أهلها من أجله .

 
 

 

عرض البوم صور نغم الغروب   رد مع اقتباس
قديم 09-10-17, 07:07 PM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Aug 2016
العضوية: 319977
المشاركات: 394
الجنس أنثى
معدل التقييم: نغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 848

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نغم الغروب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نغم الغروب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: آنسة الشاي الأبيض

 

الفصل السادس



تماما مثل المرة الماضية ، و تماما في الساعة الرابعة تركت خطواتها الثقيلة توجهها إلى حيث ينتظرها.
حين دخلت عليه لاحظت فورا أن الستائر الثقيلة لم تكن مسدلة و الستائر الخفيفة سمحت تماما لضوء الأصيل بالدخول بحرية للغرفة الواسعة لتغمرها دون أن تترك لليلى ركنا واحدا مظلما تختفي فيه بملامحها التي بدا عليها الإجهاد بوضوح.
لكنها لم تكن تحتاج لأن تشعر بالحرج فسيد البيت لم يرفع عينيه نحوها إلا في نظرة سريعة خاطفة ، حياها تحية باردة ثم رفع يده في إشارة أنيقة لها أن تجلس.
عندما طال الصمت ارتفعت عيناها رغما عنها تتأمله : كان من الرجال المحظوظين الذين امتلكوا الجاه و المال و الوسامة ، كان يبدو رجلا مهما و كان رجلا مهما و أيا كان الشيء الذي يفعله ، أيا كانت بساطته كان يزيده أهمية مثلما الحال الآن و أصابعه تتنقل بمهارة و ثقة على لوحة مفاتيح جهازه و حاجباه يلتقيان في تجعيدة خفيفة لم تنقص من وسامته بل بالعكس زادته رجولة و أهمية.
- آنسة ليلى
ارتجفت رغما عنها ، ارتجفت ليس فقط بسبب صوته بل أيضا بسبب المنحنى الغريب الذي أخذتها إليه تأملاتها.
وجدت نفسها تخفض نظرها بسرعة كي لا يقرأ شيئا في أعماق عينيها.
- هل لديك فكرة لماذا استدعيتك؟
لديها أفكار في الواقع لكنها لن تنطق بحرف واحد ، لن تبدأ قبل أن يبدأ.
لم يتركها تنتظر طويلا ، تكلم ثانية دون أن يهتم بالنظر إليها :
- عندما التقينا آخر مرة سألتك إن كنت تعرفين شخصا يدعى أكرم.
أكرم مرة أخرى ، تظاهرت باللامبالاة بينما واصل بنفس هدوءه السابق :
- حينها أنكرت بالطبع و قلت شيئا ما عن أنك ظننتني قلت أدهم ، تذكرين كل هذا ، أليس كذلك ؟
- ن..عم
و حينها فقط رفع عينيه إلى وجهها متفحصا :
- و كما و لا بد توقعت فقد ذهبت بالفعل إلى مقر الجمعية بنفسي و طلبت أن أقابل مسؤول الحسابات و بالطبع كما و لا شك تعرفين لم أجد أي شخص يدعى أدهم ، الرجل الذي قابلته يدعى ناصر.
و لأول مرة منذ دخلت تتخلى ملامحه عن جمودها لتترك مكانها لابتسامة باردة على شفتيه.
و للمرة الثانية ترتجف و هي تحاول أن تقول شيئا ما ، أي شيء حتى لو كان بلا معنى.
- أنا كنت فقط ، أقصد أنه كان هناك من يدعى أدهم و لكن ....
قاطعها و نفس الابتسامة ما تزال مرتسمة على وجهه :
- بالطبع يا آنسة ليلى لا شك أنه كان هناك من يدعى أدهم ، دائما هناك رجل ما يدعى أدهم . من المحتمل أيضا أن يكون قد غير اسمه إلى ناصر في غضون هذه الأشهر ، الناس لا تفعل هذا كثيرا في أيامنا الحالية و لكن هذا مرجح أكثر من احتمال أن تكوني كذبت علي لأن هناك شيء تريدين إخفاءه عني بأي طريقة كانت ، أليس كذلك ؟
- لا يوجد لدي أي سبب يدفعني إلى الكذب عليك ، ربما أكون قد أخطأت في الاسم أو في الشخص ، ربما لم أكن مركزة تماما حينها ، لا أدري بالضبط و لكني لم أكذب.
نظرت إليه مرة أخرى ، الآن كانت الابتسامة قد غادرت و لكن البرودة ظلت.
- للمرة الثانية سأسألك : هل تعرفين شخصا يدعى أكرم؟
و إزاء الصمت من جهتها واصل يقول:
- و كي أسهل الأمر عليك فلنقل أكرم علوان ؟
قال و عيناه تتصيّدان نظرة التفاجؤ في عينيها :
- إذن كما أرى فالاسم مألوف لديك تماما ، و الآن أريدك أن تجيبيني بصراحة و بدون لف و لا دوران : ما الذي كان يريده من كاميليا ؟
تمنت أن يكون هناك أفق بعيد لتنظر إليه و تهرب بعينيها من عينيه و لكن لم تكن هناك إلا الجدران أو الأثاث أو هو ، تنهدت و فتحت فمها لتجيب حين قاطعها صوته
- و هذه المرة لا أريد أكاذيب أخرى ، هل هذا واضح ؟
و لكن الأكاذيب هي ما ستحصل عليه فكرت و هي ما تزال حائرة كيف توصل إلى معرفة اسم أكرم الكامل. لم تخطط لهذا الأمر ليلة البارحة و هي تراجع ما ستقوله. الآن هو بالتأكيد يعرف ليس اسمه فقط و لكن رقمه القومي ، عنوانه و حتى الأصناف التي يفضلها على العشاء.
ما الذي عليها فعله الآن ؟ هل تقول نصف الحقيقة و تخترع الباقي ؟

 
 

 

عرض البوم صور نغم الغروب   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
موزة, الأبيض, الشاي
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:30 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية