لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-03-17, 02:53 AM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Aug 2016
العضوية: 319977
المشاركات: 394
الجنس أنثى
معدل التقييم: نغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 848

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نغم الغروب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نغم الغروب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: آنسة الشاي الأبيض

 

السلام عليكم
أولا أريد أن أعتذر عن التأخير في الردود
لكن لدي عذر بل أعذار لكني لن أزعجكم بذكرها
الشيء الذي أعتقد أن علي أن أقوله لكم هو أن جهازي وقع وقعة سوداء و القرص الصلب الذي لم يكن صلبا جدا لم يتحمل الصدمة
و هكذا ضاع مني مجهود أشهر من الكتابة : هذه القصة و ثلاثة غيرها
و هكذا لأسبوعين لازمتني حالة اكتئاب شديد و كنت أنوي فعلا أن أعتذر عن إكمال القصة لأني سأظطر لإعادة الكتابة من جديد
لكن القصة رفضت أن تتركني و شأني رغم أني لست متحمسة ، رغم أن القراء ليسوا متحمسين
و هكذا وجدت نفسي أمام قصة عنيدة تصر أن تكتب و وفق شروطها
و الآن أترككم مع الفصل الرابع من قصتي هداها الله

 
 

 

عرض البوم صور نغم الغروب   رد مع اقتباس
قديم 09-03-17, 03:02 AM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Aug 2016
العضوية: 319977
المشاركات: 394
الجنس أنثى
معدل التقييم: نغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 848

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نغم الغروب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نغم الغروب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: آنسة الشاي الأبيض

 

الفصل الرابع



ظلت ليلى تتأمل شاشة هاتفها في عبوس
بكلمات معدودة استطاع أن يبدد تماما جو الأمان والراحة والسهولة الذي تنفّسته منذ اللحظة التي دخلت فيها بيت أسرتها البسيط و تركته و بيته الضخم و عائلته بأسرارهم الأنيقة المعقدة و علاقاتهم الراقية الهشة.
أعادها والدها إلى الواقع و هو يقول معلقا على ما يشاهده على الشاشة :
- لو كانت ابنتي لكنت دفنتها بيدي هاتين،

بدا صوته قويا ، جليا ، قاطعا كمطرقة قاض في محكمة النّقض
و بحدة لم يألفها الآخرون منها وجدت نفسها تقول :
- و لو كان ابنك يا بابا ؟
- ليلى ! نهرتها أمها بصوت عال

صمتت من فورها فلم تكن المعارضة من شيمها ولكن شفتيها المزمومتين في شدة عبرتا عن امتعاضها العالق بداخلها
كانوا مجتمعين في غرفة المعيشة كعادتهم كل نهاية أسبوع و كعادة كل أسرة لم تتفكك بعد
الأب و الأم و أبناؤهما الذين لم يتزوجوا بعد
يشربون شايهم الساخن و يشاهدون واحدا من تلك البرامج التي ترغمهم أمها على مشاهدتهم معها
تلك البرامج التي يجني منتجوها أرباحهم منها بكشف الأسرار و الخبايا و كل ما تستره الجدران و الحيطان
و هذه الحلقة بالذات لم تكن استثناءًا
فتاة ما من مكان ما تتحدث عن "رجل" ما زرع جنينه داخل أحشائها ثم رحل بلا وداع و بلا نية للعودة
قصة حصلت مئات الآلاف من المرات من قبل و ستحصل مئات الآلاف من المرات من بعد لكن الجديد كما يقول والدها أن الناس لم تعد تكترث بأن تسمي العيب عيبا و الحرام حراما
ظلت ليلي ساكنة في مكانها بينما عيناها تسافران من وجه لآخر من وجوه أفراد عائلتها ، الوجوه المألوفة و الغير المألوفة في الوقت ذاته
تأملت وجه والدتها الجميل المستغرق، هذه المرأة التي عاشت حياة خالية من أي تعقيد، حياة طبيعية جدا لدرجة جعلتها مولعة بل شديدة الولع بمشاهدة حيوات الآخرين البائسة و الممزقة، بالاستماع إلى أسرارهم التي يكشفونها على الملأ، أسرار محرمة، أسرار كان يجب أن تبقى على حالها، مركونة في أحلك الزوايا ، أسرار لم تعد أسرارا في عالم حافل بالعيون الفضولية
ثم استقرت عيناها على وجه والدها، الرجل البسيط المليء بالتناقضات، حارسهم و سجانهم
مخيف ، حان ، قاس و رحيم كيف تجتمع الأضداد لا تدري و لكنها تفعل مع أبيها
بتقطيبة اهتمام كان يراقب الوجوه الغريبة على الشاشة المسطحة، ليس لتغذية متعة سرية مثل والدتها لكن بتعبير مبتئس قاتم كما لو أنه يستشعر قرب كارثة ، كان رجلا مستقيما جدا، وهذا ما يجعل من الصعب بل من المستحيل عليه أن يفهم كيف لأب آخر أن يسمح للأمور أن تصير بهذا السوء ، أن يدع أسرته تتحطم إلى أشلاء مبعثرة،
كان يهز رأسه الآن في أسف كأنما ليؤكد توقعاتها.
بشبح ابتسامة حانية غادرته عيناها لتتفحص وجوه إخوتها، و مثلها تماما لم يكونوا يشاهدون بالفعل ، فقط بعض النظرات اللامبالية إلى الشاشة من وقت لآخر، و بعض الضحكات من تعليقات أمهم ولكن فيما عدا ذلك كانوا منسحبين بعمق ، كل منهم منغلق في عالمه الخاص به
شقيقها الاكبر كان منجذبا إلى لوحته الرقمية مثل يفعل دائما، يشاهد بعض مباريات كرة القدم التي لا تنتهي ربما الدوري الانجليزي ، الدوري الإسباني أو حتى الدوري الأسترالي ومن وقت آخر كان يكتب كلمات ما لخطيبته و على شفتيه ترتسم ابتسامة معينة، نوع الابتسامات التي يخص بها الرجال حبيباتهم ولكنها لا يظهرونها أبدا لأخواتهم
شقيقها الأصغر كان مثل معظم شباب هذا الجيل ، لا يكاد يبدأ في فعل شيء ما حتى يمل منه ، في المدة القصيرة التي حطت بنظرها عليه كان قد كلم عشرة من أصدقائه و شاهد عشرة فيديوهات على جهازه ثم علق عشرة تعليقات مقتضبة على المباراة التي يشاهدها أخوه و أخيرا عندما شعر أنه قام بواجبه تجاه أفراد أسرته قام واقفا في كسل و قال في ملل جملته التي صارت كشعار خاص به
- أنا خارج
و بسرعة تفوق سرعة استيعابهم كان قد قرن القول بالفعل و صفق الباب في وجه الأسئلة المعتادة
إلى أين ، مع من ، متى ستعود؟
و مع صوت الباب ارتفعت جميع الرؤوس في اتجاه واحد و بنظرات مخلتفة
جميع الرؤوس ما عدا رأس شقيقتها الصغرى
شقيقتها الصغرى ، آخر العنقود ذي الثمان حبات ، طفلتهم جميعا فكلهم راقبوها تولد و تحبو و تتمتم بأولى كلماتها ، طفلة تحدت المواقيت و الجداول و أتت في غفلة من الزمن و ظلت تعيش في غفلة من الزمان و المكان فلم تكن فقط منغمسة في عالمها الخاص بل كانت تبدو معظم الوقت كأنها في كوكب آخر
كما هو حالها الآن و هي منغمسة بذاتها ، بكلها في تنظيف و تقليم و طلاء أظافرها
فتاة حقيقة ذات عشرين ربيعا كما يقولون ، فهكذا كانت حياتها في كنف أسرتها ربيعا تلو الربيع ، حتى العواصف الرعدية التي كانت تمر عليهم من حين لآخر احتمت منها خلف ظهور والديها و إخوتها الأكبر منها
كم كانت مختلفة عنها في سنها فليس من يختبأ من العاصفة كمن يواجهها عاري الصدر.

 
 

 

عرض البوم صور نغم الغروب   رد مع اقتباس
قديم 09-03-17, 03:11 AM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Aug 2016
العضوية: 319977
المشاركات: 394
الجنس أنثى
معدل التقييم: نغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 848

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نغم الغروب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نغم الغروب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: آنسة الشاي الأبيض

 

في تلك اللحظة التفت إليها والدها و شيء من القلق يلقي بظلاله على تقاسيم وجهه.
كانت الحلقة قد انتهت كما تنتهي زوبعة في فنجان دون أي أثر حزن في قلب واحد ، فقط تصفيق الجماهير التي تبدو سعيدة بسماع أقصوصة تعيسة أخرى.
و مرة أخرى يعيدها إلى واقعها و هو يقول بصوته الهادئ يسألها و يعاتبها :
- هل يعجبك هذا الحال يا ليلى
- طبعا لا يعجبني ، لكني أكره أن يلوم المجتمع المرأة و يتسامح مع الرجل كأنه طفل صغير لا يعرف ماذا يفعل
- الرجل يظل رجلا حتى لو أخطأ
- لا يظل رجلا إلا لأنكم لا تصمونه بنفس الوصم الذي تصمون به المرأة
- ما الذي تدعين إليه إذن ، أن تصبح المرأة كالرجل تماما
- لا أدعو لأي شيء يا أبي ، أنا فقط لم أعد أهتم كثيرا برأي هذا المجتمع الناقص ما دمت أرضي ربي و لا أقوم بما يعيبني

رأت انشغاله عليها في نظراته و هو يجيبها متنهدا :
- لله دواخل الأنفس يا ليلى و للناس المظاهر ، هل تفهمين يا ابنتي
- أفهم يا أبي

و هكذا كانت خاتمة كل نقاش قصير مع والدها
أفهم يا أبي ، حاضر يا أبي ، نعم يا أبي
و كعادته في كل مرة هز رأسه مرتين في شيء من الرضا ثم صمت
لم تكن تلومه على تحفظه و تزمته في كثير من الأوقات فكونه أبا لخمس بنات، خمس مصيبات في الانتظار ، خمس فتيات شابات في زمن أصبح فيه السيطرة على فتاة شابة أصعب من السيطرة على سيارة في طريق مزلق ، كل هذا جعله بالتأكيد يشعر كأنه يلعب لعبة الروليت الروسية ، في أية لحظة ستكون هناك طلقة مميتة تمزق شرفه ، فقط هو لا يدري متى و مِن مَن .
ابتسمت من أفكارها و زادت ابتسامتها اتساعا و هي تشاهد أختها تتأمل يديها المرفوعتين أمام وجهها باستحسان
كانت تبدو و كأنها حلت كل مشاكل الدنيا و بما أن أظافرها صارت مثالية فكل شيء آخر صار مثاليا ، فلا مجاعات و لا حروب و لا كل كوارث هذا العالم بإمكانها أن تفسد هذه اللحظة عليها
كانت في عمرها تقريبا عندما تعرفت على كاميليا

كاميليا التي دائما ما يكون اسمها جواز سفر يرحل بها إلى مكان آخر و زمن آخر.
كانت تتمشى برفقتها في ذلك اليوم بوجه عابس و روح تكاد تفر من حلقها
- ما بك يا ليلى ؟ سألتها بصوت يحمل نفس عذوبة ابتسامتها
- لا أدري يا كاميليا ، لا أدري لكني أشعر بالحزن ، كل شيء حولي يشعرني بالحزن

أشارت بيدها و هي تكمل :
- انظري إلى هذا البرعم مثلا ، قد يتفتح هذه الليلة و لا تشرق عليه شمس الغد إلا و قد ذبل ، عمره قصير جدا و هكذا نحن ، هكذا المرأة تشرئب بعنقها قليلا إلى شمس الحياة ثم سرعان ما تفقد كل شيء ، شبابها ، جمالها و جوهرها
و حينها تخيلي ماذا يفعلون بها ؟
- يرمونها
- بالضبط ، تنهدت و هي تواصل القول بحزن ، كل منا زهرة و العيب ليس فينا بل في من لا يعرف كيف يتعامل معنا

أحاطت كاميليا كتفها بذراعيها و هي تنحني عليها بوجهها الجميل تشعرها أنها طفلة صغيرة في عالم كبير ، كبير جدا عليها ثم قالت لها ببطء و هي تقرصها من خدها :
- أتعلمين ما مشكلتك يا ليلى ، مشكلتك أنك بريئة و حالمة فليست جميع النساء كما تصفيهن مجموعة من الأزهار المسكينة
لو النساء زهور فهناك أنواع نسيت أن تذكريها
هناك المليئة بالأشواك التي لا تعطي إلا حين تؤلم
و هناك المتوحشة التي تأكل كل من هو أضعف منها

صمتت قليلا ثم سألتها مداعبة :
- بالمناسبة يا ليلى أخبريني أي الزهور ترينني ؟

فكرت قليلا ثم قالت بصدق :
- زهرة كاميليا تماما مثل اسمك : زهرة جميلة جدا ، جميلة للغاية إلا أنها لم تخلق فقط للزينة ، فقدرها أن تكون أكثر عمقا

بابتسامة حائرة و عينين فيهما الكثير الكثير من الشجن ، نظرت إليها كاميليا و هي تقول :
- العالم صغير حقا يا ليلى ، أتعلمين أن شخصا ما قال لي تقريبا نفس الشيء ذات مرة
- زوجك ؟ سألتها بفضول
- كلا يا ليلى ليس زوجي

قالتها و هي تنظر إليها بواحدة من تلك النظرات ، تلك النظرات الغريبة التي تشعر من حولها بأنها موجودة و غير موجودة في الوقت ذاته ، كأنها تكلمك و لكنها لا تنظر اليك بالفعل بل إلى طيف ما من أعمق أعماق الماضي.

 
 

 

عرض البوم صور نغم الغروب   رد مع اقتباس
قديم 09-03-17, 03:31 AM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Aug 2016
العضوية: 319977
المشاركات: 394
الجنس أنثى
معدل التقييم: نغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 848

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نغم الغروب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نغم الغروب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: آنسة الشاي الأبيض

 

كان صوت أختها فرح هو من أخرجها أخيرا من دنيا ذكرياتها و أعادها إليهم . صوت أختها تقول بمرح:
- إلى أين ذهبت لتوك ، يا ليلى ؟
ابتسمت بشرود و هي تقول :
- إلى مكان لا تستطيعون أن تتبعوني إليه
- كنت تفكرين في كاميليا ، هكذا استنتجت أمها بصوت العارف بالأمور
- كنت أفكر في كاميليا ، اعترفت باستسلام
............................................................ .................................

و بعد ثلاثة أيام كانت ماتزال تفكر في كاميليا حين اتصل بها زوجها أو من كان زوجها
و للمرة الثانية منذ عرفته يأتيها صوته عبر الهاتف ، عميقا بعيدا قويا و واثقا
و بعد الآلو المرتعشة التي فارقت شفتيها في تردد و حيرة ظلت تنتظر كلماته في صمت تخللته دقات قلبها
- آنسة ليلى ، قال أخيرا ، أحتاج مساعدتك في شيء ما ، إن كنت لا تمانعين بالطبع
- سيكون من دواعي سروري يا سيد ماهر ، قالتها بسرعة و ندمت من فورها على لهفتها الزائدة
- إذن أنتظرك اليوم الساعة الرابعة ، لا تتأخري من فضلك فعلي أن أكون في المطار الساعة السابعة

فتحت فمها لتقول تحية ما لكنه كما في المرة الماضية أغلق المكالمة في وجهها
طوال الساعات التي تلت ، فكرت جديا و أكثر من مرة في أن تتجاهله كليا و لا تذهب و مع ذلك في تمام الساعة الرابعة إلا عشر دقائق كانت تطرق باب غرفة مكتبه.
لثواني ظلت تنتظر أمره بالدخول الذي لم يأت فامتدت يدها ببطء إلى مقبض الباب لتفاجأ به يفتح في نفس اللحظة و يبدو لها سيد البيت من خلاله طويلا خاليا من العيوب ككل شيء يحيط به
بدا لها متفاجئا هو الآخر قبل أن يبتسم تلك الابتسامة التي لا تصل أبدا إلى عينيه و يقول
- هل انتظرت لوقت طويل؟
هزت رأسها نافية و هي تتمتم تحية مبهمة ثم سمحت لنفسها بالجلوس أمام مكتبه قبل أن يأتيها إذنه
تجاوزها ليجلس مقابلا لها و هو يشبك ذراعيه و يسندهما على سطح المكتب
- آنسة ليلى ، أنوي استخدام سكرتير شخصي بشكل مؤقت و بما أنك لديك فكرة أكثر من وافية عما سأحتاجه منه بالتحديد أرجو أن تكتبي له جدولا مفصلا للمهام اليومية التي سيكون عليه القيام بها ، لو كان وقتك يسمح طبعا

تفضلي ، قال و هو يقرب جهازه المحمول من متناول يدها ، سأتركك على راحتك فلدي بعض المكالمات لأجريها

ظلت تنظر إليه من تحت رموشها و هو يأخذ هاتفه و عجرفته و يغادر
جملة " لو كان وقتك يسمح " كانت مجرد اكسسوار يغطي به لهجة الأمر الواضحة في كلماته
زفرت بعمق و هي تفتح الجهاز و تبدأ في الكتابة
بعد ربع ساعة تقريبا ، كان عقلها و نظرها مركزين على الشاشة عندما شعرت به يدخل الغرفة و يجلس على كرسيه يفعل شيئا ما بهاتفه
- آنسة ليلى ، من هو أكرم ؟ سألها بطريقة عرضية كأنه يستفسر عن الوقت
بذهن نصف منشغل بالجدول الذي تكتبه بدأت شفتاها بالرد عليه :
- أكرم هو الرجل الذي كان...

ثم توقفت وقد شحب وجهها ، رفعت إليه عينين مضطربتين فوجدته ينظر إليها بترقب و ذقنه مستندة على قبضة يده ، بعد ثواني من الصمت المشترك قال يحثها :
- أكرم هو الرجل الذي كان ماذا ؟

في اللحظات التي تلت بدا لها أن الكون بأكمله قد أخذ نفسا عميقا في انتظار إجابتها و رغم أن عينيها استقرتا على الزر المذهب الذي يزين كم قميصه إلا أنها شعرت بوقع نظراته عليها
كان يراقبها مضيقا عينيه متسائلا أي مخرج ستجده بعد أن حشرت في هذه الزاوية. ارتفع حاجباه قليلا و هو يشاهدها تفارق جمودها تدريجيا و تعود للكتابة و ارتفعا أكثر حين سمعها تقول له بمنتهى البساطة :
- لا أعرف أي رجل يدعى أكرم

لمدة دقيقة ظل ينظر إليها بعدم تصديق و ظلت هي تكتب كأنما لم تكذب لتوها ، تكذب في وجهه و هي تعلم أنه يعلم أنها تكذب ، لا بد و أن عينها قوية على حد تعبير أمه.
و هكذا هي مساعدتك يا كاميليا ، امرأة تكذب كما تتنفس و نعم الاختيار
قال و هو يواصل تفحصها بنظراته الفوقية :
- إذن فأنت لا تعرفين أي شخص يدعى أكرم مع أني متأكد أني سمعتك تنطقين اسمه بوضوح

أجابته و هي تصر على تجنب عينيه :
- أنا آسفة ، سألتني و أنا مشغولة لذلك ظننت أنك قلت أدهم
- و أدهم هو ؟
- أدهم هو المسؤول عن الحسابات في جمعية كاميليا رحمها الله ، قالتها بسرعة كتلميذ يخشى أن ينسى إجابته

ظل ينقر بقلمه على سطح المكتب نقرات متوترة ثم قال بهدوء و هو يقف :
- حان وقت ذهابي الآن

ما إن غادرتها نظراته حتى سمحت لرئتيها بإخراج الأنفاس المكتومة بداخلها لكن استرخاءها لم يدم طويلا فحين وصل إلى الباب قال و ظهره إليها :
- آنسة ليلى
- نعم سيد ماهر
- لو كنت حقا لا تميزين بين اسمي أكرم و أدهم فأقترح عليك التوجه لطبيب مختص

 
 

 

عرض البوم صور نغم الغروب   رد مع اقتباس
قديم 09-03-17, 11:08 AM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نغم الغروب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: آنسة الشاي الأبيض

 
دعوه لزيارة موضوعي


الـسـلام عـليكـم ورحمة الله وبركاته,


بدايةً تقبلي تعازيّ الحارة في فقدك ..

آلمني جدا ما أصابك ،، فقد جربته من قبل .

واتمنى ان لا يتسلل اليأس الى قلبك ، وان تواصلي المسيرة حتى النهاية.


نأتي للفصل ، كان بنكهة مختلفة جدا ...

احس عند قراءتي لحرفك بأني أمام علبة شوكلا فاخرة..

فكل حبة تمتلك سحرها ومذاقها المختلف ، فهذا هو الحال مع كل فصل من فصولك.

اليوم تعرفنا على ليلى من قرب ، جلسة عائلية حميمة رغم الجفاء الدسيس بينهم .

والذي اقصد به هذه الاجهزة البغيضة التي اصبحت تتسلل بين المرء وجلده، فضلا عن احبته واهله. >>> لله درك أجهزة نوكيا العتيقة ذوات الشاشة الصفراء *لووول

الى متى حالة الكر والفر بين ليلى وماهر ؟؟ ، هي تخفي اسرارا ، وهو يريد معرفتها رغم معرفته بصعوبة الامر، الا انه لا يكف عن المحاولة .

اضحكني تصرف ليلى ومحاولة تصريفها للأمر ، اذ انا اكرم وادهم من الناحية اللغوية على نفس الوزن *،،، يجدر بماهر ان يقول لها ان تراجع معلم لغة عربية لا طبيبا مختص * * * *لوووول


سلمت يداك نغم وكلي شوق للآتي

تقبلي مروري مع خالص ودي



بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ

 
 

 

عرض البوم صور bluemay   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
موزة, الأبيض, الشاي
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:11 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية