كاتب الموضوع :
نغم الغروب
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
- اجلسي يا ليلى ، أمرها بعد أن وضعت فنجانه أمامه
أطاعت أمره و هي تشغل نفسها بالإنصات لهمسات أوراق الأشجار حولها ، بتأمل النسائم تداعب وجنات الأزهار القريبة ، بفعل أي شيء يشغلها عنه و عن نظراته إليها.
فعلى ما يبدو بقية الناس يشربون قهوتهم و هم يتصفحون الجرائد و هو يشرب قهوته بينما يتصفح وجهها.
ترى ما الذي تقوله له ملامحها الآن و يجعله يبتعد بعينيه قليلا ليعود و ينظر ثانية و ثالثة و مائة.
اليوم بالذات تريده أن يتركها و شأنها ، اليوم لا تريد أن تعطيه فرصة ليقتحمها أكثر ، ليهد سقف حياتها أكثر على رأسها.
اليوم تشعر بالهوان ، اليوم تريد الاختلاء بنفسها لتقوم بجلسة لجلد الذات.
- ليلى ، قال بنفس الهدوء الذي وضع به فنجانه
أحتاجك في خدمة
رفعت عينيها في تساؤل
- فريدة أختي وضعت مولودها منذ قليل و أمي و مهى تلازمان جانبها
أريد منك أن تعتني بطفليها حتى يصل أهل زوجها الليلة
- مبروك ، قالتها بابتسامة خفيفة
الحمد لله أنهم يتوالدون مثلهم مثل بقية الخلق ، لا تدري ماذا كانوا ليفعلوا لو كانوا صناعة تفصيل.
إزاء صمتها أضاف بشيء من البرود :
- إذا كانت لديك مشاريع أخرى فلا بأس ، سأستدعي السيدة سناء
- كلا أرجوك ، قالت بسرعة ، إلا السيدة سناء
أرجع رأسه إلى الخلف في ضحكة هادئة.
- الود عامر بينكما إلى هذه الدرجة ؟
- أنا لا أكرهها ، قالتها وهي تهز رأسها ، كل ما في الأمر أنها تذكرني بالسيدة الناظرة
ضحك مرة أخرى ثم قال بتسلية :
- هل تعرفين من يذكرني بالسيدة الناظرة ؟
- من ؟
- أنتِ
- أنا أشبه ناظرتك ؟
- كلا كلا لا تشبهينها ، تحولت ابتسامته إلى زاوية فمه و هو يكمل ببطء
بالطبع لم أكن لأمانع أبدا أن تكون لي ناظرة مثلك
خفق قلبها بعنف لتغزله الصريح بها
و كالعادة تركت الدماء عروقها لتهاجر دون استئذان إلى خديها.
لماذا يستطيع بمنتهى السهولة و اليسر بعثرة كيانها .
لا تريد أن تبدأ الآن في التصرف كالمراهقات : تتوقع الكثير حين لا يقال سوى القليل.
ترفض أن تنساق وراء التلميحات
هي ليلى و هي لن تبدأ قبل أن يبدأ
إذا كان يريدها يجب أن يقولها صراحة
غير ذلك فليلمح إلى آخر العمر.
|