كاتب الموضوع :
نغم الغروب
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
الفصل الثاني عشر
ألن ينتهي هذا الموضوع أبدا ؟
سبق و أن طلب من أبيه أن يلخص الحكاية لأمه و يريحه من اللغو الزائد.
و لكن ها هي هذه الأخيرة تستدعيه ليعيد فتح نفس السيرة من جديد.
كأنه لا يكفيه المشاكل التي يواجهها يوميا تقريبا في عمله بسبب الصعود الجنوني للعملة.
- خيرا يا أمي ، قالها مباشرة بعد تحية مختصرة
- الحمد لله أنا بأتم صحة و عافية ، شكرا على سؤالك حبيبي
هز رأسه و هو ينظر إلى الأعلى ، لقاء واضح منذ بدايته.
- يسرني أن أراك بخير يا أمي
- و أنا يسرني أن لا أراك تهدم حياتك بني
حياتك التي اجتهدت كثيرا لبنائها
أنت لم تصل إلى هذه المرحلة دون تضحيات بني
تذكّر كم تعبتُ أنا معك ، تذكَّر كم تعب خالك أيضا من أجلك
- أمي من يسمعك يظن أني ذاهب لأحارب
- كلاهما دمار يا حبيبي
أرجوك بني ، تراجع ما دمت قادرا على ذلك ، تراجع قبل أن تحصل مصيبة لن
تستطيع الخلاص منها
آه يا مرارتي !
- أمي ، أنا لن ألمس بنت الناس ، لا داعي للقصص التي تدور داخل عقلك
لم أفعل ما فعلته إلا لأني أردت أن أريح ضميري و لا أكون السبب وراء ما
سيحصل لها
- إذن يكفي ما فعلته إلى حد الآن يا بني ، أرجوك لا تستمر في هذا الجنون ،
أرجوك لا تدخلها إلى هذا البيت
- فات الأوان يا أمي ، لقد اتفقت مع والدها على كل شيء
- إذن حاول تعويضه بطريقة أخرى ، لا تنقصك الوسائل يا حبيبي
رفع يده باعتراض :
- أمي إن كنت تقصدين مثلا أنه كان يجب علي أن أدفع كي أحاول استرضاء
أبيها فهو ليس من ذلك النوع ، ثم أن قضايا الشرف لا تحل أبدا بالمال
- شرف ؟ أي شرف ذلك الذي تتحدث عنه ؟ الفتاة مطلّقة ، مطلّقة ، ما الذي
تعرفه عنها أنت بالضبط ، كيف تتأكد أصلا أنها محترمة ؟
- أمي أرجوك
حرام أن تتهميها دون بينة ، حرام أن تفتري عليها
بعينين دامعتين أجابته بحدة :
- ولد ! لست أنا من سيعلمني الحرام و الحلال
أنا لم أجد فتاة في الشارع و بدأت أتهمها في عرضها
هذه المرأة ستكون زوجتك ، ستدخل هذه العائلة و أنا لا أعلم عنها أي شيء
- تعلمين أنها كانت صديقة كاميليا لسنوات
- كاميليا رحمها الله كانت طيبة جدا لم تكن تفهم في هذه الأمور
- و أنت تفهمين طبعا يا أمي
- نعم أنا أفهم بني ، أفهم أن الموضوع مريب ، أفهم أن والد الفتاة لم
يصدق أن يجد فرصة ليلصقها في أول رجل يقبل بها
- أمي لو لم تتصلي بأبيها ، لو على الأقل اعتذرت للرجل
- إذن أصبح كل شيء خطئي الآن
لو لم تتقابل أنت و هي عدة مرات في غرفة مغلقة دون مبرر حقيقي ، لو لم
تتواعدا على أن تتقابلا في النادي لما اتصلت بذلك الرجل
- نتقابل في النادي ! ما هذا الكلام الفارغ
- إذن الآن أصبح كلام أمك كلام فارغ ، شكرا بني
فعلا هذا يوم لا يبدو أن له آخرا.
- أمي أؤكد لك أني حين استدعيت الفتاة إلى مكتبي في كل تلك المرات لم
أفكر بها أبدا كما تتخيلين
- و الآن بني ؟ بأي طريقة تفكر بها يا ترى ، سألته و هي تبحث داخل عينيه
تأفف و هو يشيح بوجهه بعيدا :
- أمي لا داعي أن نتكلم أكثر في الموضوع
الأشهر ستمر بسرعة و سأعيد الفتاة إلى أهلها كما استلمتها
أرجوك أن تدعيها و شأنها في الأثناء
- اسمعني بني ، الأدوار ستكون كالتالي : أنت تدع الفتاة و شأنها و أنا أحرص
على ذلك
- افعلي ما يريحك يا أمي لكن لا مزيد من المشاكل ، أستأذنك الآن
بمرارة همست و هي تشيعه بنظراتها : كم أتمنى أن أستطيع تصديقك بني
|