كاتب الموضوع :
نغم الغروب
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
منذ يومين حلمت به و الآن ها هي تأتي للنادي لتجده يملأ المكان ، كل المكان بحضوره.
كأنه لا يكتفي بأن يلاحقها في أحلامها ، في أفكارها ، في أي لحظة يشرد فيها عقلها ليلحقها هنا أيضا حيث أرادت أن تهرب منه و من ذكرى لقائهما البائس الأخير.
ها هي الآن تراه و لا يراها.
تراقبه من بعيد.
جالسا يوزع ابتساماته على من حوله : والدته ، ابنته و ابنة خالته شاهيندا ،
"الجميلة الهائمة" كما كانت تسميها كاميليا.
جميلة ، جميلة جدا في الواقع.
ذلك النوع من الجمال الذي يشعر الأخريات بالنقص و ربما بالمرارة ، كما تشعر هي الآن و هي تراه يتحدث معها و ابتسامة هادئة على شفتيه.
كان أي مُخرج ليفرح بهما و هو يراهما هكذا معا.
الثنائي الذهبي ، هكذا يبدوان ، هو ببنيته القوية و رجولته الناطقة و أناقة لبسه و حركاته و هي بجمالها و سحر أنوثتها الذي يظهر في جميع حركاتها ، من إشاراتها ، إلى نظراتها ، إلى طريقتها و هي تُميل رأسها و تُسبل رموشها و تستمع إليه في جمال حالم.
كان المشهد أمامها مثاليا بالفعل كأنه لقطة من أحد أفلام الحُب.
حتى جميع الأشياء حولهما بدت كأنها تبارك الاتحاد بينهما : خضرة المكان ، شدو العصافير ، ضحكة ابنته الصافية و ابتسامة والدته التي احتلت نصف وجهها و هي تراقبهما بسعادة.
لماذا تشعر إذن أنها هي الوحيدة التي لا تستطيع أن تشارك الطبيعة و الناس هذه الفرحة ،
لماذا تشعر بهذه الحرقة لرؤيتهما معا هكذا ،
لماذا تشعر بنارها تزيد و تهيج و تشتعل أكثر كلما رأته يبتسم لها ،
من أجل كاميليا بالطبع ، فكرت و هي تتنهد ،
هذه المرارة التي تشعر بها تسكن حلقها هي من أجل كاميليا ، هذا الغضب هو من أجل كاميليا لا أكثر.
نعم من حقها أن تغضب ، فالرجل قضى الوقت بعد وفاة زوجته في الشك فيها ثم ما إن ماتت شكوكه حتى أسرع يفرغ قلبه من ذكراها ليفسح مكانا لامرأة أخرى.
امرأة أخرى…
تنهدت و هي تجذب عينيها بعيدا عنه.
- ترى ما الذي يشغل تفكيرك يا ليلى ؟ سألتها شقيقتها الصغرى بعد أن عادت عيناها من جولتهما الشاملة للمكان و شاغلي المكان.
- لا أحد يا فرح ، لا أحد
بابتسامة يتراقص فيها المرح و المكر قالت :
- على فكرة يا ليلى ، أنا سألت ماذا ، لم أسأل من ؟
استدارت ليلى في كرسيها لتواجهها تماما و هي تنظر لها بحزم لم تقدر أبدا على إتقانه :
- هل ذَرّة العقل الذي أكرمك الله بها تريدين إهدارها علي أنا ، ارحميني أرجوك
- أفضل من إهدارها على أحد غريب ، قالت و هي تغمزها مداعبة ثم أضافت بنزق :
- بصراحة أنا لا أفهم لماذا تصرين أن ننزوي في هذا المكان كأننا فارين من العدالة
- و أين تريد أن تجلس نجمة الجماهير
تجاهلت فرح سخريتها و هي تشير بكلتا يديها إلى وسط المقهى :
- في قلب الحدث طبعا : أرى الناس و يرونني ، أسمعهم و يسمعونني
- ربما مرة أخرى يا فرح ، أجابتها و هي تعود لشرودها ، لكن ليس اليوم ، ليس اليوم. ………………………………………….
|