كاتب الموضوع :
نغم الغروب
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
لم يجبها بكلمة واحدة ، بدل ذلك اتجه إلى الباب و فتحه على مصراعيه و هو يقول ببرود :
- تفضلي ، عودي إلى منزلك الآن و تأكدي أنك ستجدين مفاجأة أخرى في انتظارك.
عادت إلى الجلوس و هي تشعر بالقهر بينما جلس هو أمام مكتبه يوزع اهتمامه بين شاشته وأوراقه.
ابتلعت ريقها ثم قالت بتردد :
- هل أستطيع التجول في الحديقة قليلا ؟
- بالطبع ، خذي راحتك تماما
وقف حين وقفت و هو يمد يده إليها :
- لكن قبل أن تخرجي أعطني هاتفك
أطاعته في صمت.
- هل لديك هاتف آخر ، لوحة رقمية ، أي شيء تستطيعين الاتصال منه
فتحت شفتيها لتنفي و لكنه قاطعها ساخرا :
- إلى من أتوجه بالسؤال ، سأكتشف بنفسي
- كلا كلا لا تفعل ، قالت بفزع و هي تمُدُّ يدها إلى حقيبتها
و لكن ذراعه كانت أطول و أسرع.
راقبته بيأس و هو يبحث و يبحث ثم رأت تلك النظرة في عينيه و في الثانية التي تلت أعاد لها الحقيبة في صمت و هو يشيح بوجهه بعيدا عنها.
هل من الممكن أن تهان أمامه أكثر من هذا ؟
منذ أيام كانت امرأة غريبة تماما عنه و الآن ها هو يشاهد أشياءها النسائية الخاصة.
مسلوبة الشعور و الإحساس و الكرامة خرجت و هي تتعمد عدم إغلاق الباب وراءها.
لم تعد إلا حين ناداها من بعيد.
لم تنظر إليه حين دخلت و لا حين تناولت هاتفها منه و لا حين بدأت تكلم أكرم :
- أهلا أستاذ أكرم ، كيف حالك ؟
- بخير طالما أنت بخير مدام ليلى ، أجابها و صوته يحمل رنّة استغراب.
- اسمعني أستاذ أكرم أنا ...، كنت فقط أريد أن ترسل لي جميع الوثائق التي لديك ، أقصد تلك التي تخص السيدة كاميليا.
امتد الصمت الدّولي بينهما يشق البحار و يتجاوز المسافات قبل أن يقطع صوته سكون الغرفة و هو يسألها ببطء :
- لماذا تحتاجينها آنسة ليلى ؟
- لست أنا بل السيد ..زوجها
- آه! لم يستطع أن يصل إلي لذلك استخدم أساليبه معك
il ba..ardo!!
عضت ليلى على شفتيها و هي تسمع السبة الأجنبية و المشاعر تتداخل في نفسها بين قليل من الحرج و الكثير من الارتياح .
فما أحلى العدالة حين تأتي راكضة.
- سيد أكرم ، قالت تمثل الاعتراض ، أرجوك لا …
قاطعها صوت ماهر و هو يشير إلى الهاتف :
- قولي لل!!! أن يخرس و و يبدأ في إرسال ما لديه حالا
- سنيورا ليلى قولي للba..ardo أني لا أتلقى أوامري منه و أني إن كنت سأفعل ذلك فمن أجلك لا أكثر.
لحسن حظها أو ما تبقى من حظها لم تحتج ليلى أن تخبر أحدهما بأي شيء ، كل ما فعلته هو أنها كانت تتنقل بنظراتها من شاشة هاتفها إلى الرجل الواقف أمامها .
|