كاتب الموضوع :
لَحَّنْ
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
*
صرخ ريان بجموح
-" ريــــم !! قفلي هالسيـــرة , لا جات انا اعــرف اتصرف معـاها "
وقفت الجالسةُ على قدميها ولتوها ستنطِق امتعاضاً
لولا طرقُ الباب ونداء الخادمة عليها
-" Miss Reem ! "
تنفستْ بقوة وأردفت موجهةً حديثها لريان
-" هاذي أمي وصلت أكيد بس أخلص سواليف معاها برجع اكمل اللي بخاطري "
وخرجت تضربُ الباب خلفها غيظاً
ليهتفَ ريان مازحاً وسط غضبه
-" لا اشوفك فاهمــه ! "
ملئَ السكُونُ الفراغَ من حولنا
فقطعتهُ بقولي
-" واضح تعاني! "
تبسّمَ بتهُكم ليُردف
-" تقدر تقول كذا , بس أحاول اعدل الوضع بيني وبينها "
صمتَ لثانية وأكمل
-" أولاَ عشانها حياتي الشخصية و غصباً عني لازم اتحمل واتغاضى عن اشياء كثير ما تعجبني ودايم تصير قدامي وحتى من وراي "
قاطعتهُ عاقداً حاجبيّ بتوجس
-" مثل ؟ "
-" قدامي , مثل بشكل شبه يومي السُوق على الطالع والنازل ولا في مراعاة لكُوني رجل اداوم يومياً من الشرقية للرياض واجي تعبان ولا ألقى الراحة في بيتي
تقدر تقول المصلحة الشخصية عندها اهم من أي شيء "
-" ووش حكاية السَفَرة هاذي اللي تقول عليها ريم ؟ "
-" أبد جاتني تقولي ابي اروح مع اهلي فرنسا ورفضت , لكن راحت تشتكي عند أمها
وأمها طبعاً جات تتشكى عند أمي اللي بدورها ماقصرت وصرت أنا الغلطان واللي احرمها من وناستها "
-" وهنا نقدر نقول ثاني سبب مصبرك على وضعك هذا ( أمي وتدخلها ) "
-" بالضبط "
سكُوتٌ حال بيني وبين أخي
سكُوتي هذا دليلُ غضبي ومقتي ,
لا ألومُ ريماً حينما تنفجرُ سخطاً على صبرِ أخي الطويل
في الحقيقةِ غضبي في هذه اللحظة لمن يكُن كالغليانِ الكاسح الذي أًصابَ
فؤادي حينما نطق
-" اقدر اتعامل معاها بنفسي لكن تدخُلات أمها بينا هي المُشكلة .. "
سحبَ أكسجيناً وتابع
-" تدري أن عندها مشكلة في الحمل ! "
توسعت أحداقِي تلقائياً فأكملْ
-" ويوم طلبت منها باللين والحِلم تتعالج اشتكت عند أمها اللي بدورها جات تتهمني أني اغلط في حق بنتها !! "
لم أستطع كتمانَ جموحي فصرختُ بجنون
-" كــــيف !!! "
جحظتْ عينيهِ تفاجئاً لردةَ فعلي التِي بلاإرادية صدرتْ مني
أطلقتُ العنانَ أخيراً لغيظي وقهري
أطلقتُ العنانَ لرُوحي بأن تحكَي وتتحدث
تقول أنها لا ترضى " الباطل " وأن الذي يحدثُ
هُوَ ظلمٌ وبهتانُ
لقد رُمي ريان في مسرحية هُو لا يريد أن يكون مُمثلاً فيها
لا يُريد الوجه العام والمظاهر التِي تريدهُا أمي .
ها هُو يحملُ على أكتافهِ سعادةَ غيره .
بالمُختصر لقد رُمي في مزبلة " الواجهة الاجتماعية "
أردفتُ بسخط جامح
-" وأنت ليه ما تتكلم وترد ماني خابرك كذا ؟ "
لا زال مصدوماً من غضبي الغير مُتوقع
-" أرد طبعًا عليهم ! ليه تتوقع اني بسكت لهم ! "
ليهُم بعدها بالوقوف وبوادرٌ لم أجد لها تفسيراً
بانت على مُحياه
-" اسمعني يا رياض .. أقدر أكسر راسها وأنهي هالمهزلة , بس لا تنسى أن عندي ريم !"
لانت ملامحي تلقائياً ومُتفهماً لما سيقول
-" في يوم من الأيام ريم بتعرس وأخاف اذا قهرت مشاعل تنرد فعايلي في ريم , غير أن أمي طرف ثاني مهم ورضاها علي أهم .. "
ليعطيني ظهرهُ هاماً بالخُروج ومُردفاُ
-" رياض أنت أخوي وانا كل اللي قلته لك وبقوله بيننا وكانت مجرد فضفضة , وأقدر أحل مشاكلي بنفسي "
قاطعتهُ بسرعة وقلةُ الحيلة هشمتْ روحي
-" بس لمتى ؟ "
-" كٌل شيء بوقته إذا ما تعدل الوضع أكيد بتشوف شيء مُختلف فيما بعد "
-
4:00 صباحاً
بعد أن صليتُ وتري وقرأتُ وردِي من القرآن
ها انا ذا متوجهه إلى جناح والدتِي
حيثُ أخيراً سأراها بعد غياب عدة أشهر
طرقتُ الباب عدةَ طرقات ليصلنِي بعدها
صوتُها الذي مهمَا قسَت وجارتْ علينا
يبقى الأحبَ إلى قلبي وإلى مسمعَي
فهِي أمي وحبيبتِي ,
-" تعال ! "
دلفتُ إلى الداخل مُغلقاً الباب خلفي ومتخطياً
صالةَ جناحها ومتوجهاَ إلى حيثُ تجلس
مبتسمة ترمقنِي
-" هلا بالغالي هلا "
ابتسمتُ غصباً ومشاعرُ الهمِ التي كانت منذً قليل
تبددت وابتعدت
قبلتُ رأسها وكفيها وأتبعتُ
-" وش اخبارك يمه ؟ "
-" طيبه الحمد لله وانت علومك وش اخر اخبارك ؟ "
-" ولا شيء جديد كُل شيء يصلكم أول بأول "
لأبصر ريم التِي تجلسُ على اريكة اخرى
ضحكت أمي لقولِي واردفتْ باهتمام
-" اشوفك مُبسوط .. واضح امورك الحمد لله بخير "
أعلمُ جيداً أنني شخصٌ كئيب وميئوسٌ منه
لدرجة أن خلال هذه الثواني فقط تعكّر مزاجي .
ها هِي أمي تنظُر لي من جانب مشرق ولا تعلمُ
أن داخِلي ظلامٌ شديدُ السواد
وقلبِي صار من الرماد
أحقاً أنا غامضٌ إلى حدِ أن تعبِي وإعيائي المُتواصل
لا يتجلى لهُم , فيظنُون بذلك أني أتقلبُ على سريرِ السعادة
وأن لا شيء كالسابق يُضنِي هذهِ الرُوح سوى الدراسة والعمل .
تبسمتُ لأمي مُخفياً بذلك ألمي
إنهُ لمن الصعبِ جداً أن اقرب رُوحٍ إليك لا تشعرُ بوجدكَ وتعبك .
-" أي نعم الحمد لله مرتاح "
وقبلَ أن اجعلهَا تُردف
هممتُ بالوقوف
-" يلا , تصبحين على خير يمه "
سحبتْ يدي برجاء
-" وين رايح توك جيت !؟ , اجلس سولف لي عن الدراسة وجدة ؟ "
قبلتُ يدها التِي سحبتْ يدي
-" بُكرة ان شاء الله , الآن تعبان وابي ارتاح شوي "
لتُنقذنِي ريم حينما لفظتْ
-" خليه يمه يريح , اليوم سهرته مع ريان والشباب غصب تعبان "
نظرتُ لوالدتِي فإذا بها تفهَمت وضعي
و سمحتْ لي بالذهاب .
وليتُ مدبراً ومُطبقاً الباب بعدها بقوة وكأنني أعبرُ بذلك عن جموحي وسخطي .
انتهـى .
|