كاتب الموضوع :
متمللة
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: انتماءات كاذبة
" تشابتر اثنين وخمسين "
نحن لا نبكي بقدر خيباتنا
بل بقدر صمتنا
حين لا نجد تلك الكلمات
التي تستطيع ان تترجم مشاعرنا .
: ساعات اسأل نفسي كيف هالحياة كلها تختصر بنفسها بعيون هالإنسان القاسي ؟
نـظراتها له .. نظرات غير مفسرة أول مره تطالعه بهالطريقة .. أول مره احد يطالعه بهالطريق كأن عيونها بلورات من لمعانهـا ... وكأنه يقدر يشوف نفسه صورة كاملة بهالعيون ...
استوعـبت كلماتها . . انجرفت بحروفها معـاه .. بلعت ريقها وهي تشيح عيونها عنه , لكن الغريب آنه كان مازال يطالعها ماتغيرت لمحته مجرد يطالعها بصمت ..... تكلمت بصوت خافت : إنــــتبه للطريق ..
فراس مـارد وظل يطالعها وعيونها ضايعه كأنها تدور بيأس مكان تطالعه بعيد عن نظره .. : ..............
شاح بنظراته للطريق بهدوء وهو يرفع عيونه لمراية السيارة ... ومقصده يشوف عيونه اذا هي نفس ماتقول ولا لا .... رجع يطالع الطريق : شي ثاني قبل نرجع ؟ ...................( كمل ) يعني دام طلعنا طلعنا ....
غادة ما استوعبت : صدق !
فراس بنبرة خافته .. وكأنه مستغرب نفسه : صـدق ..
غادة واصبعها تربت ع ذقنها تفكر : امممممممـ .. ( رفعت اصبعها بحماس ) آيه يقولون فيه نافورة كبيرة بالرياض ! يقولون ترسم اشكال بالنافورة و الوان ... عجزت اتخيلها ... عادي نروح ؟!
فراس عقد حواجبه : فيه شي كذا بالرياض ؟!
غادة : ماتعرفه ! ابتسام اختي بنفسها راحت له ... تقول شي خيالي
فراس رفع جواله وهو يبحث باللوكيشن .. بنص بحثه رن جواله عقد حواجبه وهو يرد : نعــــم
السكرتير : اهلين .. طال عمرك فيه ثنين عندنا بالشركة يتكلمون عن ديـن لاخوك بدر وجايين يطالبونه منك , نعطيهم ولا شلون ؟!
فراس عقد حواجبه : دين شنو ! وتعطيهم شنو وليد ؟! كل من جاك عطيته ..... افترض نصابين ولا ماوراهم سالفة ! دق ع الشرطة خل يقشعونهم من شركتي ناقصني هالاشكال انا ؟
السكرتير : لا العفـو منك والله بس حبيت اتاكد منك .. يمكن أنت مرسلهم او شي ( أنسحبت السماعة وجا صوت ثاني ) فراس الشمري ؟!
فراس سكت وهو يحاول يستوعب الصوت : ....................
: ماراح ترد ؟ مكتوب بالشاشة اسمك ماراح تخدعنا ... اذا ببالك انا كذاب تقدر تجي وتتأكد , أخوك متسلف منا 200 الف وحنا نبي المبلغ منك ولا راح نتفاهم مع اخوك
فراس وصدره انتفخ من الحره .. زفر وهو يرد : والله عندك جرأة تجي فيها لشركتي وتهددني ؟! وانا من متى اتفاهم مع اشكالك .. لا تضيع وقتي ولك خمس دقايق تطلع بكرامتك ولا برميها بوجهك بعد ما اقلعك !
غادة قبضها قلبها وهي تطالعه .. تهديد شنو ! ... ما تدري ليش هالإنسان معبى مشاكل من كل مكان .... حتى هي صارت بحياته من ورا مشكلة ..
رد على فراس : تطردنا من هنـا رايحين لاخوك من هنا ... وش تقول ؟!
فراس شد على الطارة .. : رجع السماعة لوليد !
رجع وليد : معليش فجأة خطف السمـاعة ولكن ..
قاطعه فراس دون نفس : ضيفهم لحد ما أجيك ! ربع ساعة واكون عــــندك !
سكر السماعة وغادة سألت بقلق : صايــر شي .؟!
فراس انحرف عن الطريق فجاة وهو يغير اتجاهه دون يـرد وهو يرفع جواله ويدق على رقم ويحس الجوال بينكسر بيده .. غادة ارتبكت من عصبيته خصوصا ان الرقم اللي دق عليه مارد .... رمى جواله جمبه وهو يفتح نافذة سيارته ويطلع باكيت سيجايره ويسحب سيجارة ويسحب نفس عميق منــــها ...
دقايق وكـانوا قدام شركته نزل وهو يتكلم مع شخص عند البوابه ثم رجع لسيارته وهو يفتحها : هذا السواق اركبي معه وارجعي البيت !
غادة تمنت تسأله قبل وش صاير معه بس ماعطاها فرصة وهو يسكر الباب ويدخل للشركة ويرمي سيجارته من يده ويدعسها برجله قبل يدخل الشركة .... استقبله السكرتير : مرحبا ومسهلا
فراس بحدة : ويـــــــنهم !
السكرتير : تفضل من هنـا
تنهد فـراس وهو يدخل لعـندهم كانو ثنين وقفـوا لما دخـل فراس وهو يمسح بعيونه عليهم .. كلهم شباب بعمر بدر , نطق الأول : هـلا بهامور السوق ..
الثاني : مو حرام هاللقب وانت رافض تدفع لنا دين اخوك ؟!
فراس التفت لسكرتيره : وليد ندر لي بدر من تحت الارض .. خلال ربع ساعه يكون قدامي هنا
السكرتير : حاضر .
طلع بينما فراس جلس بكرسي قبالهم وايباده بيده سنده قدامه وهو ينحني يشتغل بصمت : .............
نطق واحد منهم بحيرة : شنو راح تدفع ولا ماراح تدفع !
فراس وهو يكمل شغله : قبل مايجي بدر ... مابي اسمع ولا كلمه اذا ودك تطلع بحقك !
سكتـوا لانه واضح بينه وبين الانفجار شعره ... كمل فراس شغله وهو يطلع ولاعته وسيجارته ويشفـط وكانه يحاول يطفي القهر اللي داخله
***
إبتســـام /
كانت بقمة وناستها وهي تلبس رنيم فستان بنفس قماشة بلوزتها .. وتمشط شعرها
بينما رنيم جالسة وتاشر بحماس لعبدالرحمن و مشعل المنسدحين : دادا
ابتسام : ههههههههه ايه ياقلبي دادا
عقدت حواجبها وهي تسمع ازعاج وصراخ برا .. نادت من مكانها : فهــيد ! يزيد ! شتسوون ؟!
دخل فهد مباشرة يركض : يذيذ كثر الذباله !
ابتسام تنهدت : وينه يزيد اللحين ؟!
دخل يزيد وهو يطالعها بصمت بعيون التحدي المعتادة .. تنهدت : اجلسوا هنا لحد ما اطلع اشيل القزاز لا يعوركم
فهد جلس بحماس قدام التوأم يلعب معهم ...
: ابتســــــــــــام !
ابتسام : هنا حبيبي تعال
دخل نايف وهو مستغرب وجودهم كلهم بغرفة : ما شاء الله وش هالسكون ! ترا فيه قزاز برا مكسور
ابتسام : ايه كسروه الشاطرين وجلستهم هنا لين اخلص شعر رنيم واتفاهم معهم
نايف : ايه مافيه داعي يزيد جهزي شنطته امه جت وتبيه .. وبوصل فهد لامي مرة وحده
نط يزيد بحماس : ماااامااا جاااات !
نايف : ايه بفتك منكم يالعيره يله اخلصوا اجهزوا ارمي كل واحد عند اهله
ابتسام خلصت شعر رنيم : هههههههه بيفضى البيت بجد .. كانو معبينه
نايف طالع رنيم وقطب حواجبه : ليش تقلدين زوجـــــتي ؟!
ابتسام : اترك عصفورتي !
نايف : لا باخذ فستانها سلامات تلبس زيك !
ابتسام : نايف حرام عليك شوف عيونها تغارقت .. سيبها !
نايف : يالييييييييييل البنيات دلع .. اقول وين ذيابتي بس اتناقر وياهم ! ( تربع قدام مشعل وعبدالرحمن وهو يستلمهم لعب وعض )
***
غـــادة أول ماوصلت ودخلت استقبلتها ام فراس اللي كانت جالسة مع ابو عبدالرحمن : هلا شخبار المشوار ؟
غادة وهي شايله الاكياس معها : كويس حمدالله
ابو عبدالرحمن : هاو وين فراس يشيل الاكياس عنتس ولا الخدامة
غادة : لا بصعدها انا معاي اللحين .. تامروني شي ؟
ام فراس : انتي لحالك ؟ ويين فراس ؟
غادة : جاه شغل ضروري واضطر يروح لدوامه
ام فراس : رايحه حياته هالولد بهالشغل .. الله يعين بس
صعدت غادة مباشرة وهي تبدا ترتب الاغراض وتبدا تجهـيز بالعشاء والمكان ..
***
وقــف نايف سيارته قدام المطار .. وهو ينحني لعند يزيد يفك حزامه : يله بابا انزل
نـزل مع يزيد وهو يمسك يده ويرفع نظارته الشمسيه وقت يدخل لداخل المطـار ويجلس بكراسي الإنتظار اثناء انتظاره دق جواله .. رد : كاثره مكالماتك لي مو ملاحظ ؟!
فراس : عن الهذرة الزايدة ! بدر متى آخر مرة شفته ؟!
نايف : قــبل كم يوم
فراس : ويـن ؟
نايف : ببيته
فراس : انا ادق عليه لي ساعتين مايرد .. جرب انت دق عليه ووقت يرد عطه خبر يتواصل معي ضروري !
نايف تنهد : ماشي
سكر السماعة وهو يجرب يدق على بدر .. لكن جواله مغلق
: حــــــــــــــبيبي
رفع عيونه من الجوال وهو ينتبه ليزيد يركض ناحية نهـى ويضمها بكل قوته .. وقف وهو يدخل جواله بجيب بنطاله : حمدالله ع السلامة
نهـى وهي بعبايتها المزينة وشنطتها معلقتها ع ذراعها ولافه طرحتها ع وجهها ونظاره شمسيه : يسلـــمك .. ( كملت بمقت ) الف مبروك جاك عيـال ! مبسوط ؟
نايف بملل : يبارك فيك ... هذا استلمتي ولدك انا بالإذن
نهى : وين بدري ! ماودك نجلس ع فنجال قهوه قبل تروح
نايف : ماعندي شي اقوله لك ع فنجال قهـوة
نهى : بس انا عندي ... ما شاء الله اشوف عيالك منها صاروا اعز عليك من يزيد
نايف عقد حواجبه : يا شين كلامك يانهى ينزل زي السم .. من كيسك هذا بعد ؟!
نهى : لا واضح يا استاذ .. اشوف يزيد اسمه يزيد وعيالك اللحين سميتهم ع جدهم عشان يحبهم اكثر من يزيد
نايف ببرود : الله يعلم وش بخاطري .. ماضرني لا كلامك ولا كلام غيرك
نهى : لأن ماعندك عذر اساسا !
نايف : حتى لو عندي ما ني مضطر اقدم لك شي .. افهمي انك طليقتي مو زوجتي عشان تعاتبين ولا غيره !
نهى بمكابر : اساسا احسن .. ماعاد لك طعم بحياتي ولا اتمنى وجودك فيها اصلن
نايف : وبعدين ركزي نهى لاتنسين ان اسم يزيد اختيارك ! ( كمل بقصد ) ونفس الشي دحـوم ومشعل .. اختيار امهم ! يعني قل الأصل منك مو مني
نهى رفعت حواجبها بقهر من كلامه :. ..............
نايف هز راسه : يله مع السلامة ( التفت ليزيد اللي كان يتابع بصمت ويده بيد نهى ) مع السلامة حبيبي انتبه لنفسك ومتى مابغيت تجي حياك الله
وطـلع من المطار
***
غــادة /
مسحت على شعرها مسحه اخيره بالجل لتكسبه لمعـه على طبيعته المموجه وتركته مفــتوح تماما وهي تطالع طوله اللي وصل لاردافها وتحوس فمها بضيق : صار يبي له قص !
تنهدت وهي تتمكيج مكياج بسيط جدا بحكم الوقت .. بعدها لبست كعبها وهي توقف قدام المراية وبدل ما تتأمل نفسها بالمراية ماتدري ليش سهت بنظراته لها اليـوم كان يطالعها بصمت .. يمكن كانت لحظات لكن حستها ساعات .. انتبهت لأرجاء الغرفة بلمساته الخفيفة فيها عطـره على الطاولة .. شماغة معلق على الشماعه .. لابتوبه مسكر وحوله اوراق مرتبه جمبه .. فتحت دولابهـا وهي تطلع كرتون لفواحه جايتها هدية من زمان وللحين ما استعملتها .. فكت الكرتون وهي تشبك الفواحة وعطور الفواحة بين يديها بنكاهتها المتنوعة ( ياسمين , قهـوة , فريش , لافندر , فراولة ) احتارت وش ممكن يناسب ذائقته .. فتحتها تشمها على امل تقرر والرائحة الفائزة كانت – القهوة – تحس ثقل ريحة القهوه كانها ثقله ..قاطع تفكيرها الباب يطق .. سكبت القهوه وهي تشغل الفواحه وترتب المكان ع السريع وتطلع تفتح مباشرة كانت آم فراس وياسمين : هلا هلا والله
ام فراس : هـلا حبيبتي .. معليش جيت بدري بس قلت اساعدك اذا تحتاجين شي ؟!
غادة : لا وين بدري اللحين متأخر لي ساعه اتحراكم ... ارتاحي خاله مافيه شي , الا عمي وينه ؟
ام فراس وهي تجلس : بيجي اكيد ماحيطول
غادة : و اسوم وينها !
ام فراس : تقول ماتبغى تجي
غادة بقهر : لا ليش كذا ..؟! مو بكيفها بروح اسحبها
ام فراس : قواك الله .. يمكن تقدرين عليها
غادة : ثواني بشوفها وبرجع
نـــزلت غادة الدرج وهي تستقر عند غرفة اسماء طقت الباب : مـــن !
غادة : انا غادة افتحي
بعد مدة انفتح الباب واسماء تطلع وهي ببجامتها : هلا غادة
غادة : على أي اساس تقولين ماراح تصعدين ؟ مو بكيفك حبيبتي تعالي
اسماء : غادة مالي نفس والله .. خلاص معليش روحي اللحين وانا ساعه كذا وبصعد
غادة عقدت حواجبها وهي تتمعن بملامحها المخمرة في الهم : اسوم شفيك .؟ اذا صاير شي قولي لي ... ( كملت ) عروسة حلوه مثلك ليش تزعل ؟
اسماء تو بتتكلم انتبهت لصوت : شتسون هنا ؟
كان جدها على راس الدرج ... غادة ابتسمت : هلا عمي ... لا بس جيت اسال اسوم شي
ابو عبدالرحمن : اسماء شبلاتس يا ابوتس شاحبه كذا ؟
اسماء : مافيني شي .. ( تنهدت عشان تخلص ) خلاص انتو اسبقوني بلبس ولاحقتكم
غادة : اكيــــــد ؟!
اسماء هزت راسها .... وهي تدخل غرفتها وتسكر الباب .. طالعت نفسها بالمراية مجرد غسلت وجهها وشعرها الرمادي القصير لمته بشكل عشوائي وهي تصعد مباشرة .. دخلت بحكم ان الباب مفتوح كانو مجتمعين على صينية قهـوة .. : السلام عليكم
: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
غادة اشرت لاسماء : تعالي جمبي يادبه مشتاقه لك بجد
ابو عبدالرحمن : فراس وينه الساعة زدهي 9 ... غادة كلميه شوفيه مب معقول للحين !
غادة بتهرب : لا عمي ارتاح اكيد بيجي اللحين ..
ابو عبدالرحمن : بتكلمينه ولا اكلمه انـــا ؟!
غادة : كلمه عمي .. انا بروح للمطبخ عندي شغل
وقامت مباشرة بحيث ماتضطر تسوي هالمكالمة .. اما ابو عبدالرحمن فماتردد مباشرة اتصل بعد فترة جاه الرد : هلا يبه
ابو عبدالرحمن : وينك للحين ؟! عازمنا بيتك عشان تتركنا لهالحزه ماجيت
فراس : لا تنتظروني .. تعشوا بالعافية انا مسكني شغل ماحخلص الا متاخر
ابو عبدالرحمن : لا عاد ! بنحتريك لمتى بيتأخر شغلك يعني ؟
فراس : ما ادري .. يمكن للفجر
ابو عبدالرحمن تـنهد : نهائي ماتقدر ؟
فراس وهو يكلم شخص يناديه : دقيقة ! ( رجع لجده ) مع السلامة
سكر ابو عبدالرحمن وهو يهز راسه باحباط : ماراح يقدر يجي
غادة اللي كانت ع باب المطبخ : ليش ؟!
ابو عبدالرحمن : طلع له شغل فجأة ومايقدر يقول تعشوا انتوا
ام فراس : الله يعينه هالشغل ماكل عمره
غادة كل حماسها للعشاء طفى .. كانت متمنية يتعشى معهم خصوصا بعد جهادها لانها تسوي العشاء على شروطه ..
***
الرجــال : واضح ان اخوك ماراح يجي ! ولو كان معه حق كان جا ..... بس اكيد ماجا عشان عارف عمره غلطان
فراس وعرق براسه طلع ... له ثلاث ساعات موصيهم يجيبون بدر ولا حصلوه , طلع دفتر الشيكات وهو يكتب المبلغ ويوقع ويمده لهم ... قبل ياخذه الرجال رفعه فراس بعيد : عقب هالمبلغ لو آعرف انك متعرض لبدر ولا لغيره لتندم ! واذا طلب منك فلوس ... حسك عينك تعطيه ! سامع ؟
الرجال : وليش نعطي واحد نصاب !
فراس رمى الشيك وهو يطلع من الغرفة واعصابه بتنفجر ... نـزل مباشرة للمواقف وهو يركب سيارته ويحركها من قدام الشركة حتى وقف عند بيت بدر ... نـزل وهو يطق الباب ... مافيه رد ! رجع يطق والجرس بينفجر من كثر ماعلق عليه لكن مافيه امل ... زفر وهو يلتفت لسيارته اول مافتح باب السياره انتبه لبدر جاي وبيده كيسه من السوبر ماركت .. سكر الباب وهو يمشي ناحيته وينطق بين اسنانه : ويـن كنت ؟ لي ثلاث ساعات موصي عليك وليد !
بدر : عارف ..
فراس بحدة : وليش ماجيت دام عارف ؟
بدر : مايحتاج اجي ..
فراس هز راسه وهو شاد قبضته : اها .... ( لكمه على وجهه بكل قوتـــه حتى طاح على الارض ) مرة ثانية كف مزبلتك عني !
بدر وهو يسند عمره ويجلس على الارض وسادح ساق وثاني الثانيه ويمسح وجهه : ادفعها من قسمي .. ليش مالي قسم ؟
فراس فتح عيـونه : تستــــهبل انت ! عن أي قسم تتكلم ..؟! اللي طالبت به وعمرك 18 واخذته غصب عشان تدرس فن وتخرجت وفلست اللحين !
بدر ابتسم بالم : آيــه صح .. معليش نسيت
فراس مسح على وجهه بتوتر وهو يجلس القرفصاء قدام بدر ويهدي نفسه شوي: ليش تسلفت منهم ؟! وش حاجتك بفلوسهم ! والميتين الف اللي تسلفتها وش سويت بها ...
بدر بصدق : تصدقني لو اقولك ما أدري ؟! ... ما ادري كيف طار مدري كيف ومدري ليش ...
فراس : بغير سؤالي اجل ... وبعدين !؟ لمتى ناولي على هالحالة .. متى بتصير رجال ؟!
بدر عض على شفته وهو ينطق بقهر : ليش ما اسألك انا سؤال بخاطري من زمـان ...
فراس عقد حواجبه : اللي هـو ؟
بدر : ليش مايحق لي اكرهك ؟ ليش مايحق لي انتقدك واعتبرك حقير .؟
فراس : مين قال مايـــحق لك ... يحق لك , محد بيمنعك
بدر بقهر : لا مايحق لي بذريعة شنـو ؟ اني راح اكون منقهر وغيران منك بس ؟
فراس رفع حواجبه : وانا شدخلني اللحين .؟ انا اسالك عن نفسك اتركني ع جمب انا حياتي بخير ! انت وش هالحالة ... لمتى ؟
بدر انفجر وهو يوقف : تتكلم كاني انا وياك سوا ! كلنا غنيين و كلنا قويين وكلنا عاقلين ... وكلنا مبسوطين وبصحتنا ( التفت بقهر لسيارة فراس وهو ياشر لها ) وكلنا عندنا سيارات فخمه !
فراس وقف وهو عاقد حواجبه ومستغرب كلامه : شتقول انت ؟!
بدر بصراخ : مو صح ! مو كلنا غنيين ي فراس ولا كلنا قويين ... ولا كلنا عاقلين ! وعشان كذا عندي حق اني احتج وعندي حق ان مزاجي يكون مزفت وعندي حق اني ما ابتسم وكان كلش بخير ... ولي حق اقول رايي وقت مايعجبني شي وعندي حق اني اشتمك حتى واني اكرهك !! ماني مبسوط زيك ولا ني مرتاح زيك ولا شششي ولا شي !
فراس رفع حواجبه بصدمة : هذي نظرتك لي ؟!
بدر : هذا نظرة العالم مو بس نظرتي ... من كنت صغير وأنا اسمع بكل مكان خلك مثل اخوك اكبر وصر مثل اخوك !! انا ما أقدر اصير مثــــلك ... مو كلنا محظوظين مثلك ... مو كلنا ابونا يحبنا وياخذنا معه ويعيش معنا اخر لحظاته قبل يموت
فراس عض على شفته وشاد قبضته ويحس كلش داخله يهتز : . .....
بدر : تقدر تنكر ؟ تقدر تنكر ان ابوي عطاك حلاله كله جاهز مجهز .... وعطاك وقته وعطاك حبه وعطاك كل شي !
فراس : ................................
بدر : هذا انت منافق بجد لدرجة انك ماتنتبه لكذباتك لانك تكذب بصدق ... تكذب وقت تتبجح اني اقدر اصير مثلك وهذا صعب انا ماتربيت مثلك عشان اصير مثلك
فراس بهدوء : يعني افهم ان هذي مشكلتك ؟ تبغى تعيش حياتي .؟
بدر بتصميم : آيه حياة هادية وسليمة وسهله ومريحة وكل شي !
فراس : وانت حيــاتك شنـو ؟! عشت فوق 20 سنـه بنعمه وعافية وعشان كم شهر جحدت
بدر : آكيد بتقول كذا ! سافرت مع أبوي سنتين بامريكا مبسوط هناك وماتدري وش كان يصير لي هنـا .. واحد مثلك مستحيل يفهمني فراس مستحيل
فراس هـز راسه وهو ينطق بهدوء : هذي مشكلتك بدر تحب تكون البزر المدلل في كل مكان .. ( كمل بمقت ) بزر يستانسون ويتسلون معه بس .. بزر محد يزعل عليه ولا احد يعاتبه حتى ... ! ووقت طلبنا منك تكبر شوي سويت هالمسرحية كلها
بدر سحب ياقة ثوب فراس بحقد : لا تقول بزر ! كيف تقول عني بزر وانا شلت هم البيت كله وانت في حضن أبوي بامريكا ! الله اعلم البزر المدلل مين ؟!!
فراس نزل عيونه ليد بدر اللي ساحبه ياقته وتنهد : شيل يدك ...
بدر شد على ياقته اكثر : شفت مايحق لي حتى اعصب عليك !
فراس رفع يده وهو يبعد يد بدر منه بقوه : عارف أول مرة انلجم بنقاش .. ( حاس بفمه وكان فعلا منلجم .. اخيرا نطق ) عارف ؟ حسافه اني بخليها بخاطرك .. لو بيدي لفيت لك هالحياة اللي عاجبتك وعطيتك اياها هدية .. ماتغلى عليك ولا على عدوي حتى ..
بدر ابتسم بسخرية : آيه تغبر !
فراس ظل يطالع بدر .. وبعد حرب النظرات بين عيون مالقت لبعض طريقة تفاهم .. ولا حتى طريقة تواصل : انا دفعت لهم الميتين ألف ... كف مشاكل
وسحب نفسه لسيارته وهو يحركها عن هالمكان وكلام بدر للحين يدور براسه ... طلع محسود على انه شاف ابوه يتعذب قدامه .. محسود على أنه شال هم الشركة بحياة ابوه .. محسود على انه شال هم هالعائلة كلها وانقذها وقت سعى ابوه يكسرها ...
***
غـــادة كانت الساعة 12 ... نطقت ام فراس : غادة خلاص جيبي العشاء
غادة : كنت أقول ننتظر شوي يمكن فراس يجي ...
ابو عبدالرحمن تنهد وهو يطلع جواله : لحظة اشوفه عساه خلص .. ( رن جواله لكن مـافيه رد سكر ) مارد اكيد للحين مشغول
غادة : معناها بقوم اجهـز العشاء
دخلت المطبخ وهي تفتح قدر الجريش ... للحين تتذكر لما تركتهم ام فراس يتعشون سوا .. اول حاجة سالها ( تعرفين جريش ؟ ) تنهدت وهي تجهـز الصواني .. اللي كانت على العدد اللي طلبه وبجهدها بعد معاناة طويلة وابتسام معها طول الوقت بالسماعة ...
دخلت عندها اسماء : اساعدك بشي .؟!
غادة : لا حبيبتي ارتاحي
اسماء قربت من عندها : هاتي بكب انا التبولة
***
عـــند فراس /
كان جالس بالفيلا قدام السيارة الطراز القديم المركونة ورا الفيلا بلوحتها ( ف ر س ) وقت دق جواله ( ابوي نايف ) وصمت جواله وهو مسترخي على الجدار والعشب تحته ويتـأمل السيارة ... وهو يحس بخـــنقة , اللي بينه وبين بدر حاجز كبير مستحيل يتواصلون خلاله ... مـــاهو بدر بس ... كل العائلة يشوفونه بنفس النظرة .. الكل يعتقد انه خذا كل شي بارد مبرد ... الكل يشوفه انسان قاسي بلا تعب بلا جهد
(إنسـان يدينه دافيه كذا مستحيل يكون قاسي ....مهما كان كلامك .. )
عقد حواجبه مـن صوتها اللي تردد براسه بكلامها اليـوم ... وكأنها نطقت هالكلمات مقدما عشان تطمنه لكلام بدر اللي تعرض له .. رفع يدينه وهو يتأملها .. كيف تقول عن يد انمدت عليها وسحبت بنتها من حضنها سحب يد دافية ؟! كيف اللي عايشين معه طول عمره ماحسوا بهالدفا وهي حست به ...غمض عيونه وهو يرخي راسه ع ورا والسؤال الوحيد اللي براسه ... متى صار بدر يحس بهالطريقة ؟! ما اهتم بشي بحياته كثر اهله انهم يكونون مرتاحين ... وبالاخير جهـوده ماهي تنفع ..
رجع يطالع السيارة : يبـه انصحني .. ولدك كاره كلش وش بيدي ؟! كيف اساعده وهو كارهني انا بالذات من بين كلش ؟
رجعت تتردد نصيحة ابوه اللي دايم ينصحها له ( لا تفقد صبرك بسرعة من أي شخص .. نهائي خصوصا أهلك )
ضرب راسه على ورا بقوه وكأنه يحاول يحصل نصيحة تفيده أكثر ..
: سيد فراس حاب تشرب قهوه ؟
رفع يده باشارة لا .. وهو يغمض عيونه وياخذ له جولة تفكيـــر انتهت بغفوه .. ماحس فيها ..
***
بعد ماخلصـوا العشاء ابتسم ابو عبدالرحمن بقصد يروح عن غادة اللي كان واضح عليها متضايقة ان فراس ماجا للعشاء : بكـــرة بإذن الله بعد العصر بنروح للثمامة جهـزوا حالكم !
اسماء : شالطاري ؟!
ابو عبدالرحمن : غادة نفسها تروح وانا عزمت اوديها كم يوم تنبسط قبل ارجع للقصيم
غادة : جـــد شكرا عمي والله متحمسه اشوفها حيل
ام فراس : آيه والله هالطلعات تروح عنا شوي من جلسة البيت
ابو عبدالرحمن : انا عطيت عبدالرحمن ولدي خبر .. وبكرة ان شاء الله ماشين
اسماء ماتحمست نهائي رجعت تاكل بهدوء غريب عليها .. لكن حصلته عذر وهي توقف : حمدالله .. انا بنزل اجهز اغراضي اجل
ام فراس : كم بنجلس ان شاء الله ؟
ابو عبدالرحمن : على التساهيل... ( وقف ) يله اكرمتس الله يابوي على هالعشاء خصوصا الجريش شي طيب
غادة ابتسمت براحة : حمدالله اعجبكم يعني ؟
ام فراس : ايه والله طلعتي طباخة .. لذيذ مرة يله تمسين على خير
غادة : وانتوا من اهله
لحقتهم حتى سكرت الباب وراهم ثم دخلت المطبخ تلم السفره وتغسل الصحـون بعد ماراحـوا وكل وهله ترفع عيونها للساعة ... 2 حكم وهو للحين ماجا , رجعت تغسل وخلصت كل شغلها وطفت انوار المطبخ وهو برضـوا ماجا .. دخلت غرفة النوم تبدل لبسها لحاجة مريحة ومسحت مكياجها ... وللحين الساعة تتراوح ل 2 ونص ..
تنهدت وهي تجلس على الكنبـــة وتشغل التلفزيون بحيث ماتنـام .. كانت تقلب بين القنوات وعيونها على الجوال بالاخير عدلت جلسها وهي تبعد شعرها ورا اذنها وعاضه ع شفايفها وتستجمع اصرارها عشان تدق .. رفعت عيونها مرة أخيرة للساعة كانت 3 .. خلاص مو حالة دقت وهي تعض اظفرها باسنانها بتوتر ... عقدت حواجبها .. أول ما اتصلت تسمع صوت جوال .. وقفت وهي تتسمع .. الصوت ناحية الباب قربت ناحيته تو فتحته انتبهت له واقف بنص الدرج وواقف يطلع جواله من جيبه والغترة على كتفه وشعره الأسود مبعثر وواضح على عيونه التعب ومكفح اكمام الثوب .. وازرار الثوب مفتوحه .. أول ماطلع جواله عقد حواجبه وهو يرفع عيونه للباب ويحصلها قدامه ببجامتها الفضفاضة البيج وشعرها مفتوح لخصرها .. وضامه الجوال لصدرها ورفعت يدها بربكة وبابتسامة مرتبكة أكثر : هلا جيت ..
سكر جواله وهو يرجع لجيبه ويكمل طريقه يصعد : ايه جيت ..
مر من جمبها وهو يدخل .. بلعت غادة ريقها واضح انه تعبان , وما تدري كيف تسأله وين كنت لأن باختصار مو من حقوقها ... تنهدت وهي تدخل وتنتبه له ماشي ناحي غرفته مباشرة قاطعته : احــم ... ماتبي عشاء ؟!
التفت نص التفاته براسه : مابي شي ..
غادة احبطت : مسويه جريش .. ماتحبه ؟!
نفخ نفخه بسيطة : قلت لك مابي شي !
غادة عضت ع شفايفها بقهر : آسفة ..
تنهد بضيق وهو ينتبه لها نزلت راسها وتحك اظافرها بربكة ... تراجع عن الغرفه وهو يجلس على الكنب : مابقى شي على الاذان اخلصي
غادة ابتســـمت من قلبها : من عيــوني دقيقة بس !
تسند على الكنبه وهو يرفع رجله على الطاولة وهو يفرك عيونه .. مايدري كيف نام عند السيارة كل هالوقت .. طلعت غادة مباشرة وكأنها كانت مجهـزته اساسا ومجرد سحبت الصينية وحطــتها .. : مسرع !
غادة تربعت على الارض وهي تنطق بحماس : جـدك اليوم قال بنروح للثمامة !
فراس تقدم بجلسته وهو يستلم صحنه وياكل : اهــا
غادة كانت منتبهه له وهو ياكل بهدوء .. ومايرفع عيونه حتى .. وكأنه متمعن بشي ثاني نهائي .. : ايش رايك بالأكل ؟
فراس : تسلم يدين اللي عطتك التعليمات !
غادة كشرت : ويدين اللي سوته ؟!
فراس : كنتي راح تعرفي دون تقولك الخطوات ؟!
غادة بقهر : عادي الواحد يتعلـــم ! خلاص صرت اعرف اسويها يعـــني
فراس مارد وهو يكمل اكله .. غادة : ترا سويت شروطك وسويت اكثر من ثلاث اصناف حتى ... بس يعني خلصت مقدر اثبت لك
فراس هز راسه دون ينطق .. وهو يرجع صحنه للصينيه بعد ماخلصه : حمدالله
غادة : صــحة وعافية ... نفسك بمشروب ؟!
فراس وقف : لا بنام نص ساعة قبل الصلاة
غادة : نوم العافية
دخل الغرفة وهو يستنشق ريحة .. عقد حواجبه وهو يسال : وش هالريحة ؟!
غادة انبسطت لانه لاحظها : حزر !
فراس وهو يطالع الفواحة : قهـوة ؟!
غادة بحماس : بينغو!!
التفت لها وهي مازالت متربعه .. : احكي زي العالم
غادة : ههههههه آيه صح قهوة .. معها نكهات اكثر بس حسيت القهوة تشبهك فحطيتها
فراس : تشبهيني بأكل .؟!
غادة : مو قصدي كذا بس يعني احس تناسبك .. نفس هدوء المزاج وثقل الروح ( كملت بحماس ) لو كانت القهوه انسان كانت بتصير أنت على طول !
فراس ظل يطـالعها بصمت وهي تشرح وجوه التشابه بينه وبين القهـوة ... كانت متربعه وشعرها الكثيف منتشر حولها حتى وصل الأرض واستلقى عليها . . ولمحتها الطفولية وشقاوة ابتسامتها وقت تبتسم بنص كلامها .. : ...........
غادة عقدت حواجبها وهو يطالعها بصمت دون أي تعبير : بس اذا معجبتك راح اغيرها ولا يهمك ؟!
دخل الغرفة دون يرد عقدت غادة حواجبها : يمه شفيه !
وقف عند الباب مباشرة وملامحه صامته ... نطق بهمس : لمتى تصفيف هالحكي؟! .. شاعره وانا مدري ..
***
اسمــاء .. صحت من النوم الساعة 12 ظهر , تذكرت اليوم راح يطلعون الثمامة ... مالها مزاج هالطلعة كلها تنهدت بكئابة : لمتى هالكئابة يا اسماء ! مو حالة والله ....
ابعدت غطاها وهي تـنزل لتحت وامها جالسة لحالها : سلام يمه
ام فراس : صـح النوم .. ياهلا
اسماء جلست على الكنبة وهي تتثاوب : متى طالعين !؟
ام فراس : عصر ان شاء الله .. ( تنهدت ) المشكلة فراس امس ماعطيناه خبر مشغول وما أدري وينه اللحين مايرد على جواله عشان نخبره ؟!
اسماء : سيارته موجودة ... معناها ماطلع
ام فراس : اصعدي لغادة أكدي لها انها تعطيه خبر
: خبر شـنو ؟!
التفتـوا لفراس اللي نازل ولابس وخالص ... ام فراس : جدك اليوم عزم ياخذنا الثمامة بنطلع كشته سوا ان شاء الله
فراس : انا لاتحسبوني ماراح اجي
ام فراس باحباط : ليش !؟ جدك متحمس بيزعل منك كذا ... يكفي امس العشاء تعشى لحاله
اسماء : آيه من مسك هالشركات وهو مو يم احد ... الله يرزقنا بس مرحلة الفلوس غيرتنا بس !
فراس رماها بنظرة : منفسة لك شهر واللحين جايه تستظرفين على راسي ؟!
اسماء : امداك تلاحظ اني منفسة وانت 24 ساعة برا البيت
فراس بمقت : بزران يحومون الكبد ! ( وطلع من البيت )
ام فراس : يوه شفيه مزاجـه كذا غربية على غير العـــادة ..
اسماء : شنو على غير العادة يمة ... إلا ام عادته هو كذا
ام فراس : المهم اسمعيني تسنعي وخلك اخلاق بالطلعة ... لا تسوين حركات تسود الوجه ترا ابتسام اخت خطيبك وموضوعك حساس وبعدين ابوك عازم هيثم ما ابيه يسمع فضايحك مع المبزرة ولا يسمع انك منحاشة ولا غيره .. خلك عاقله واسترينا
اسماء بعدم استيعاب : جدي شـنو ! عازم هيثم .؟! وليش يعزمه !!!
ام فراس : لانه خلاص صار من العائلة دام بياخذك ولازم ندخل معه ..
اسماء بقهر : ولـــــو ! ماكان له داعي .... الرجال مشغول مو فاضي لنا
ام فراس : توقعتك تنبسطين !
اسماء وقفت بضيق : بروح اجهز اغراضي
صعــدت لفوق وهي تدخل غرفتهـا عشان تستعـد وحضوره لهالمناسبة زادها ضيقه فوق ضيقتهـا ...
***
بعـد ماطلع من المسجـد بعد صلاة الظهر قابل جده عند باب البيت .. : يا هلا ..متى رجعت اجل ؟!
فراس : ع الفجر تقريبا .. الشغل كان متراكم وماحبيت اطلع الا منتهي
ابو عبدالرحمن : طيب جاك خبر عن طلعتنا للثمامة عقب العصر ان شاء الله ؟!
فراس : مدري اذا بقدر او لا ... بشوف
ابو عبدالرحمن : لا مو بكيفك !! امس وعذرتك .... جالس للساعة ثلاث وللحين عندك شغل ؟! ماراح اصدق !
فراس : كم بتجلسون ان شاء الله ؟!
ابو عبدالرحمن : على التساهيل .. المهم انا عزمت الكل عزمت عمتك وعمك وعيالهم , بس بدر ماقدرت اوصل له اعزمه شفه عاد
فراس ببرود : عمره ماجا .. مالي علاقة !
ابو عبدالرحمن فتح عيونه : انا اقولك اعزمه ! وخل مني الهبال انتو اخوان
فراس : برضـو برجع اقولك مالي علاقة ..
ابو عبدالرحمن : فراس لا تخليني ازعل عليك ... عارف اني عاتب عليك في حالة بدر ؟! مفروض مهتم به اكثر من كذا شف وش صارت حالته من ورا الاهمال ..
فراس وهو يتمالك اعصابه : .....................
ابو عبدالرحمن : بس ماعاتبتك ولا شي ... لكن هالطلعة ابي عيالي كلهم حولي !
فراس : ....................
ابو عبدالرحمن عقد حواجبه : وليش ماتبي تكلمه يعني !
فراس وهو يدخل البيت مباشرة : لأني مابي . . عزيمتك وتبي تكلمه انت بكيفك
دخل فراس مباشرة وهو يصعـد لفوق لأنه متأكد لو جلس بيكون نقاش خاص في بدر .. دخل وهو يجلس بالصالة وينادي : غــــادة !
غادة اللي كانت بغرفتها انرسمت ابتسامتها وقت سمعته يناديها .. تركت اللي بيدها من تجهيز شنطتها وطلعت مباشرة : لبيه !
فراس اللي كان مسترخي على الكنبه ومغمض عيونه : بعد العصر مباشرة بنمشي خلك جاهزة
غادة : جالسة اجهز شنطتي اللحين .. ( كان مازال مغمض نطقت بعد فترة ) تبي اجهز لك شنطتك ؟!
فراس اللي فتح عيونه والتفت لها .. كانت واقفة وعيونها اللي صايره تلمع لما تطالعه هالفترة ماريحته : ..................
غادة صايره تربكها حركته هذي هالفترة .. صاير يطالعها بصمت يربكها .. تنحنحت : رايحه اجهـز شنطتي ..
فراس : انتي من زمان كذا ولا انا تو الاحظ لما سكنت فوق ؟!
غادة عقدت حواجبها مافهمت كلامه : كذا شلون ؟!
فراس مباشرة : كذا ماتكرهيني ! ( ضيق عيونه فيها وهو ينطق بهمس ) ويمكن اكثر ؟!
غادة كانها استوعبت الحقيقة انها دخلت هالبيت وهي تكرهه .. فعلا وش تغير .. : ........ ( تنهدت ) انا ما اكرهك
فراس : ماتكرهيني ولا عارفه وش الموجود ببيت اختك وتبين توصلين له ؟!
غادة اللي مافهمت : مافهمت .. وش جاب طاري اختي اللحين ؟!
فراس: يعني ماتعرفين ؟!
غادة هزت راسها وواضح على لمحتها صدق بريء : لا ... ليش ابتسام فيها شي ؟!
فراس ببرود : رنيـــم في بيتها لها اسبوع .
غادة فتحت عيونها بصدمة : شلون ؟!( سكتت فترة تستوعب المعلومة ) وليش ماقالت لي .... !! وليش ببيتها ؟ وانت شعرفك ؟
فراس وقف وهو يمشي ناحيتها وينطق بقصد لجرحها : ماقالت لك لأني رفضت تقابلينها .. فاختك فضلت ما تعلقك فيها
غادة وحلقها انبح من خنقتها : أنت متأكد ؟!
فراس ببرود وهو يطالعها : آيه متأكد .. كلمني نايف بنفسه يسالني اذا بوافق وانا قلت لا ..
غادة عضت على شفايفها : ليـــه ..
فراس وعيونه تخرقها وكانه ينتظر ردة فعلها : لأن الحياة ما عمرها اختصرت نفسها بعيوني ! ولأن يدي مثل قلبي ابرد من الثلج !
غادة وصوتها اهتز من عبرتها : انشهـــد ... انشهد ياحقيــــ........
قبل تكمل سد فمها بيده ودمعتها ساحت على يده ... نطق بهدوء: هششش .. ولا كلمة !
غادة شهقت شهقة مكتومة بيده : ............
فراس هز راسه : ايه غادة .. استوعبي انك تكرهيني وبطلي هالكلام اللي يلعب على اوتاري !! ( كمل بتشديد بين اسنانه ) أنتي منتي شاعره وانا ماني بطل دراما ادبيه تكتبينها !
غادة وهي منوجعه من طريقته في ردعها .. غمضت عيونها بقهر تهرب بنظراتها من قربه .. افلت فراس يده من فمها : افتحي عيونك وطالعيني .. وقوليلي اذا للحين تشوفين بعيوني تهيؤاتك !؟
غادة كانت شادة على عيونها ماتبي تفتحها .. اما فراس اكتفى بهالقدر .. رجعت ماتطيق تشوفه ؟! كذا تطمن .. نظراتها وكلامها له هالكم يوم صارت تاخذ حيز .. وهذا ماعاد ريحه ..طلع مباشرة من الشقة بينما غادة فتحت عيونها وهي تشهق بقهر .. جلست على الكنبة وهي تضم الوسادة وتبكي بقهر .. وقت صارت مشاعرها منتعشه هاليوم عاتبها عليها ..
***
اسمـــاء /
نـزلت لتحت بعد صلاة العصر وهي تسحب شنطتها وراها وعبايتها بيدها .. وقف ابو عبدالرحمن : خلاص جهـزتوا كلكم ؟
ام فراس التفتت لفراس اللي كان جالس بصمت بينهم : غادة ويـنها ؟!
فراس : امشوا انتوا .. لاحقينكم
ام فراس : مو تسحبون للمغرب .. الحقونا اللحين ورانا
ابو عبدالرحمن : يله يانورة مشينا .. لا يسبقنا احد من العيال والشاليه باسمي
ام فراس : يله ان شاء الله .... ياسمين انس اخلصوا !
طلعـوا وفراس كان مازال جالس على وضعه .. وقف وهو يصعد لفوق دخل للصالة ماكان فيها احد لكن صوتها جاي من غرفة جانبية للجلسة .. صوت مازال القهر ناشزه : ليش طيب ماقلتي لي ! .................... لا ابتسام انا لازم اشوفها تعالي للثمامة وجيبيها معك .... ماهمني فراس ! جيبيها يعني جيبيها ولا والله لا ازعلك عليك ..... يله اشوفك هناك
أول ماطلعت من الغرفة وهي تمسح دمعتها انتبهت له متكتف ومتسند ع الجدار .. تغيرت لمحتها لحدة وهي تطالعه بقهر : ...................
فراس رفع حواجبه : شتطالعين ؟! اخلصي نمشي اهلي سبقونا
كملت طريقها لغرفة النوم بصمت وهي تسكر الباب وتلبس جنونها بالموضه كان هو شغفها .. فرغت طاقتها بمكياج متكلف بألوان ناصعه تزيد ستايلها صرخة جنون .. شعرها الكيرلي تركته مفتوح وهي ملففته بكثافة .. لبست عبايتها مباشرة وهي تطلع ماحصلته موجود .. تنهدت وهي تنزل لتحت برضوا ماحصلته ....
نطقت الخدامة : مستر فراس برا
هزت راسها وهي تطـلع .. حصلته بسيارته وجمبه السواق نظرا لكرهه الشديد للسواقة .. وباذنه جواله ويتكلم .. ركبت ورا بهدوء وهي سارحه في الطريق وبين وهله ووهله تطالعه وهو ماسكر مكالمات طول الطريق .. تتأمل كيف نفسيته اكثر من طبيعيه حتى بعد ماجرحها ..
***
ميــــهاف كانت جالسة برا مع جدها وابوها ونايـــف ..زفر أبو عبدالرحمن بضيق : وين فراس ولؤي ! هذا وانا محذرهم بعـد
نايف : محد بارد كبدك غير نويف .. شف أول من حضر
ميهاف : والله غريبة مب عادتك تجي بدري .. بسم الله عليك تعبان ؟!
نايف : بس يــــاخفه انتي .. إلا اقول عمتي بعد للحين ماجو
ابو نايف : بيجون اللحين تو اتصل علي زوج عمتك يستدل .. ميهاف ابوي ادخلي اللحين بيجون اكيد
ميهاف : ان شاء الله
قامت ميهاف لداخل وهي تزفر من الجــــو ... ماعدا امها وام فراس يسولفن والباقيـن صمت .. ابتسام مشغولة بعيالها وأسماء هدوء تـام ..
جلست بقهر : أقـــول اسوم ترا مزودتها انتي هاليومين !
اسماء : شاسوي يعني ارقص ؟!
ابتسام : اسوم حبيبتي غادة وينها ؟ مطولة
اسماء : لا بيلحقونا ع كلامهم
ابتسام اللي كانت متوترة من كلمتها غادة وواضح انها زعلانه من قلب .. : رنيم وينها ؟!
ميهاف : إلا ابتسام هو رنيم من زمان عندك ؟!
ابتسام : هالاسبوع جت بس غادة ماتدري .. واليوم شكلها عرفت عشان كذا جبتها تشوفها
: الــــــــــــــــــــــــسلام عليكم !
همست اسماء دون نفس لما سمعت الصوت : كمـلت !
ميهاف قامت وهي تسلم بحفاوة على عمتها وبنتها : لا تقولو وداد ماراح تجي !
ام عبدالمجيد : لا ماراح تجي .. مشغولة مع زوجها ع كلامها
ميهاف : لا عاد عمة مو حالة ! من تزوجت ماشفـــناها والله
ام عبدالمجيد : هذا حال الدنيا انا وانا امها ماعاد شفتها زي العالم والناس
سجى : ماما من اللحين عشان مانتهاوش ! انا راح اشتري دباب .. مو استاجر لا بشتريه !
ام عبدالمجيد مسكت راسها : بدينا .. الله يعين عليك انتي واسماء اللحين , لو ماتعقلن سلطت جدكن عليكن
اسماء رفعت عيونها دون نفس : انا نطقت بشي اللحين ؟!
ام عبدالمجيد : عارفه حركاتك دون تنطقين
اسماء : لا ماحزرتوا ... انا مابي حتى استيجار !
ام فراس فتحت عيونها : اسماء تكلمي بأدب مع عمتك
اسماء بضيق : ماحتكلم اساسا ... انا طالعه اتمشى
طلـعت مباشرة لبرا أول ماطلعت أنتبهت له جــالس مع اهلها بالجلسة ... ابتسامته الهادية .. لمحته الحادة .. حضوره مهيب حتى بالنسبة لها .. عدلت عبايتها ولثمتها ولبست نظارتها الشمسية وهي تبتعد عن هالمكان كله لمكان تتنفس فيه شوي ...
بإبتعاد اسماء كانت سيارة فراس وصلت ... فتحت غادة الباب وطلعت مباشرة أول ماوصلـوا .. أول مادخلت الشاليه تطهر كل همهـا بشوفة الطفلة الناعمة اللي جالسة مع فهد ودمعة طفولية على خدها .. مشت مشيه تتسارع مع كل خـطوة حتى وصلت لها ورفعتها وهي تضمها بكل قوتها : وش يبكيك يا أحلى مافي هالدنيا ؟!
: غـــادة !
التفتت غادة لإبتسام اللي كانت تتحراها .. مسحت غادة دموع رنيم وهي تسلم على ابتسام : ليش ماقلتي لي ؟! ليش ؟!
ابتسام : والله كان نفسي اقولك .. بس كلمنا فراس اول عشان ما اعلقك ع شي ماحيصير ولما قال لا قررت أأجل الموضوع
غادة عضت على شفاتها بقهر ( معناها صادق .) رجعت تضم رنيم : خلاص ابتسام شكرا بس انا راح اخذها معي خلاص
ابتسام كبست بعيونها : وافق فراس ؟!
غادة وهي تحس برنيم اللي ارخت نفسها بحضنها : مايهـم ... وافق او لا .. مايهم .. بنتي راح تضل عندي وبس
ابتسام : لا غادة لا تنتخين عينك بيدك .. رنيم مبسوطة عندي و ...
قاطعتها غادة بصرامة : بس انا مو مبسوطة !! ( هزت راسها بقهر ) انا محتاجتها إبتسام اكثر من ماهي محتاجتني ..
ابتسام تنهدت : نتكلم بعدين .. ادخلي سلمي يسألون عنك
غادة مسحت عيونها وكبستها تبعد دموعها .. ونزلت رنيم : قبل ... كيف عطاك اياها احمد ؟!
ابتسام : طلق حرمته وماعاد قدر يهتم فيها هو واهله ( كملت وهي تطالع رنيم ) عارفه ؟! ماكان بخاطري اجيبها معي اليوم .. اول مره يقابلونها هالعائلة واخاف وضعها يكون حساس
غادة : ينمحقون ابتسام ! انا خلاص لازم افهم اولوياتي .. لمتى راح اترك فراس يقرر كلش عني دون مقابل ؟! .. هالعائلة كلها لازم تعرف ان رنيم حاجه تنتمي لي .. مو لغيري ..
ابتسام : خلاص هدي اعصابك انتي .. شفيك معصبه من جيتي ؟!
غادة : مافيه شي ..( تنهدت وهي تنزل رنيم على الارض وتمسكها بيدها ) بدخل أسـلم
***
عــند اسماء /
كانت جالسة بمكـان تراقب كشتات العالـم .. وهي تحس بشوق فضيع .. مو لأحد .. لنفسها , آخر شي توقعته من فارس أحلامها انه يكون سبب انها تتغير .. وهالتغير مناقض لها .. مشتاقه تركض بالمكان وتضحك وتلعب كعادتها , بس صارت تخاف من نظرته لها ... للحين ريحة عـطره بالتوت الأسود تشوبها من موقفها معاه بالمستشفى .. كل ماتتذكره ترجع تخاف خوف مب طبيعي ..
: بـــــــــو !
التفتت لميهاف اللي كانت بعبايتها : ههههههههههههههههههه .. خفتي ؟!
اسماء بطيف ابتسامة : لا ... هلا وش جابك هنا ؟!
ميهاف وهي تجلس جمبها : جايه ادورك .. ولا حصلتك للحين وينك ؟!
اسماء بضيق : انا نفسي مو محصله حالي ..
عقدت ميهاف حواجبها : اسوم شفيك حبيبتي ؟! مو بعوايدك تكونين كذا ... صاير معك شي مضايقك شي ؟!
اسماء وعيونها متعلقة بجلسة الرجاجيل البعيدة والشخص الجالس : ما أدري يا ميهاف .. أحسني ورطت نفسي
ميهاف : ورطتي نفسك بشـــنو ؟!
اسماء هزت كتوفها : ما أدري ... بس مو مرتاحة والله
ميهاف حضنت يد اسماء : اسوم لك فترة ترا مطنشتني وساكته .. بس نسيتي اني بنت عمك واختك ؟! ماعمرك خبيتي علي شي .. من رفضتي لؤي اخوي وانا احس بيني وبينك حاجز مو عارفه كيف اهدمه
اسماء ( غلبت حياتي من أول لحظة للحين .. ) : مو عارفه ميهـاف بس ... ( زفرت وهي تحاول تجدد الهواء بصدرها من الكتمه ) انتي وقت تشوفيني اللحين .. بصراحة تكلمي .. وش يضايقك فيني ؟! مساوئي يعني ؟
ميهاف : حشى ياعمري مافيك شي شين .. كلك على بعض عسل
اسماء بضيق حقيقي : ميهاف انا ما امزح ! مافيه احد كامل .. فاذا تبين تساعديني كلميني وش سلبياتي ..
ميهاف بحيرة : صدقيني اسوم انا ما أحس فيك عيب واضح .. فيه طبع بس مو سيء ..
اسماء هزت راسها بقهر : انتي مو جالسة تنفعيني اللحين ..
ميهاف رفعت حواجبها وهي تشوف تصويب عين اسماء بالجلسة الرجالية : ابو عيـون رمادية هناك هو سبب جرحك ياروحي ؟!
اسماء وهي مازالت تتأمل مكانه : ميهاف .. تذكرين لما رفضت لؤي اخوك .. ولما سالتيني ليش قلت لك حكي كثير عن أني ابي شغف وعاطفة كبيرة تجرفني للزواج .. مابي زواج طبيعي
ميهاف هزت راسها : صعب تحصلين هالشي اسوم .. صعب
اسماء : انا سعيت يا ميهاف .. هلكت نفسي عشان يصير اللي حبيته لي .. بس لما خطبني وتوقعت ان الحلم صار حقيقة اخيرا ( كملت بخنقة ) طلع كابوس .. مزحه .. ما أعجبته .. نهائي
ميهاف : مو معقول أسماء ... لو مو عاجبته ماخطبك !
اسماء : لأنه اعز علي من روحي غمضت عيوني عمد عن بعض هفواته .. غمضت عيوني عن أنه جاف وبارد ومشغول ... بس هو ماغض طرفه عن شي فيني ..
ميهاف : هذا حال الدنيا اسماء ... شوفيني هذا انا غضيت مع بدر لين فنيت .. ولما بغيته يغض عن موضوع واحد بسيط رماني عن اهلي ولا عاد سأل حتى
اسماء : كلهم حقيرين ..
ميهاف ويدها على كتف اسماء : اسماء انا اللحين افكر مليون مرة .. في اني وافقت على بدر وتزوجته رغم اني عرفت بعض عيوبه بس تغاضيت .. انتي لا تتغاضين اذا محصله نفسك مو مرتاحة من اللحين ومتضايقة .. فقبل يصير شي رسمي انعتقي
اسماء التفتت لميهاف بصدمة من الفكرة : قصـــدك افسخ الخطبة ؟!
ميهاف : آيه .. اللي هذا اوله يا أسوم ينعاف تاليه
اسماء : لا ميهاف ! بس طاري الفكرة يدخلني رعب ماله نهاية .... انا ماصدقت احصله .. ( تنهدت ) عندي كامل الاستعداد اني اتصارع معه وابكي منه واشكي عليه .. مستعدة اواجه هالدنيا كلها معه .. المهم ماتمضي هالدنيا دونه
ميهاف : تصدقي يا اسوم ما تخيلت اشوفك بيوم تحبين ! احس مو لايق ... مصدومة من كلامك انا
اسماء ابتسمت : احبه وبس ؟! كثر غلطاتي احبه ..
ميهاف : ادري ماجاوبت على سلبياتك .. بس اقدر اعطيك ايجابيه فيك يا اسوم تمنيتها طول عمري بس ماقدرت , احترم كيف انتي مايوقف بوجهك شي ... جريئة بطريقك ما تستسلمين من شي نهائي ... ارجعي مثل اول واتركي الهم والزعل لي انا ... انتي اقوى من كذا اسوم
اسماء تنهدت وهي تحس روحها المعنوية ارتفعت شوي : الله يجبر بخاطرك ميهاف .. ويهدي لك اخوي الحيوان
ميهاف وقفت : تعالي يله نسحب البنات وناخذ الدبابات نفحط
اسماء وهي فعلا مشتاقه تنبسط : يله بس رجاء سجى لا تصرين عليها كثير
ميهاف : هههههههههه ياعيني وربي اشتقت لنقارك مع العالم ! تعالي بس
***
وصـل لؤي للمكان قرايب المغرب ... أبو عبدالرحمن اللي تضايق لما شافه بعد ماتذكر كلامه له آخر مرة , اما لؤي خذا مكانه بين هيثم وفراس وهو يجلس : السلام عليكم
: وعــليكم السلام
لؤي : شلونك هيثم ؟! زمان عنك والله ... شخبار شغلك ؟
هيثم : على كيفك كلش مضبوط .. انت اللي وينك خافس عن العالم ؟!
لؤي : آبد موجود بهالدنيا
ابو عبدالرحمن : فراس ! ( كمل بحدة ) بدر وينه للحين ماجا ؟! لا يكون ماعزمته ؟
فراس ببرود : واذا مو قلت لك من البداية ماراح اعزمه ؟
ابو عبدالرحمن : يعني ماعزمته !!!
فراس : لا ماعــــزمته
ابو عبدالرحمن هز راسه بضيق : وبعدين يعني ؟! مسرع جحدت اخوك ؟ من جيت اشوفك مو مهتم باللي صاير فيه
فراس : لا والله ... بس ماني سكرتير بدر ولا اخوه الصغير عشان اذبح نفسي على جيته ! ذاتا من جيت يايبه وانت تتشحذ شوفته وهو مو معبر احد
ابو عبدالرحمن : يابوك انا مابي الامور تتعقد زياده ابي كلش ينحل
فراس دون نفس : خاربه خاربه .. متعقده لها عشر سنين
دخـل نايف والبزران يلحقونه : مسسرع تعال بنلعب مره بعد
نايف : لا خلاص اذلفوا من وجهي تعبت بجلس ! ( تربع ) والله يا يبه الثمامة بهالوقت شي عليل الجو يفتح النفس
عبدالمجيد : اقول نيوف رقم طلال عندك ؟
نايف : آيه .. ليش شتبي به ؟!
عبدالمجيد : هات شكل اللي عندي رقم قديم وانا طالبه بخدمه
فتح نايف جواله : خذ امسك 053***************
عبدالمجيد : شوي شوي ! عيد من البداية ماقطبت شي
نايف وقف : مو بكيفك هي مره وماراح اعيد ..
عبدالمجيد : عن البياخه نويف ! ابي الرجال ضروري
ابو عبدالرحمن : نايف ! عن الهبال ... عطه الرقم مضبوط
نايف وهو يطلع : مالي دخل يدبر عمره انا عطيته وهو اللي ما يفهم
عبدالمجيد رماه بعلبة المويه اللي جنبه : خسيس !( زفر ) واللحين شلون اخذ الرقم !؟
هيثم : بمليك انا .. 05 ********
عبدالمجيد عقد حواجبه مستغرب : حفظته ؟!
هيثم : وش حده 10 ارقام ..
ابو نايف : ما ششاء الله تبارك الرحمن .. هذا عقل الدكاتره ! من اول مره صميته
لؤي : هيثم انت ذاكرتك فوتوغرافية .. صح ؟!
هيثم : لا مو لهالدرجة ... بس تقدر تقول اني اقدر احفظ اشياء كثيره من مره وحده بس
لؤي : يعني فوتوغرافية ؟
فراس عقد حواجبه : اللحين الذاكرة الفوتوغرافية مثبته ؟! على حد علمي انها كناية بس .. مو صدق يعني
لؤي وهو يتذكر كلام سارا بحديث عارض ( هيثم ما شاء الله ذاكرته فوتوغرافية .. يقرا الكتاب مره وحده ويحفظه ) : بس جايز جدا ... هيثم اللحين لو اعطيك صفحه وتقراها مره وحده تقدر تعيدها لي ؟!
هيثم : تقدر تقول
عبدالمجيد : احلف ! ما اصدقك
هيثم بضيق : كذاب يعني ؟!
عبدالمجيد انحرج : هههههههه لا المعذرة .. بس والله ياحظك ماتسلفني هالذاكره شهر اتخرج من الجامعة واخلص
فراس : لا تغبطه ترا النسيان نعـمه
عبدالمجيد : نعمة وين تستهبل انت
لؤي : صادق .. لو حنا ماننسى كان متنا من تخمة الهموم والافكار اللي تعذبك
ابو عبدالرحمن ظل يطالع لؤي ويحاول يفهم قصد كلامه ... لكن قرر يغير الجو : وش هالخرابيط وش ذاكرته ! قومو بس تنشطوا شوي بهالجو
انس دخل من عند الحريم : يبه .. البنات يقولون احجزوا لنا خمس دبابات
ابو عبدالرحمن بعصبية : وشوله خمس دبابات !
ابو نايف : بنات وبينبسطن يبه خلهن ... قل ان شاء الله
ابو عبدالرحمن : تعال تعال .. من موصيك ؟!
انس : سجى واسماء
ابو عبدالرحمن : اني خابر ان الرفاله ماتجي الا من النقاصه سجى واسماء ! قلهن مافيه ينثبرن ويهجدن ابرك لهن
هيثم استغرب تأخر طاريها للحين .. نشاطها كان يخليه يسمع اسمها فور وصوله , بس له ساعتين اللحين تو جا طاريها ..
***
اسماء التفتت لميهاف بقرف : شفتي ! تقولين لي روقي ؟! من وين اروق هذا اول الخير جدي رفض الدبابات
ميهاف : ماعليك انا بخليه يوافق
سجى بقهر : آيه طبعا ست الحسن ميهاف ماينقال لها لا .. بس حنا مقاريد
اسماء : بقوم البس عبايتي دام ميهاف بتقوله من اللحين تم ! ( ألتفتت لغادة اللي كانت جالسة وتسمع سوالف الحريم ورنيم منسدحه بحضنها ونايمة ) غـدو بنتك نامت ابعديها وقومي معنا
غادة دون نفس : لا مابي خليني قاعده
اسماء : لييييييييش ؟!
سجى : يحق لها يختي بنتها زمان عنها ياعمري ( ابتسمت وهي تقرب من رنيم النايمة ) ماتشبه لك كثير غادة تشبه ابوها اجل ؟!
غادة عضت على شفتها وهي تحس بقهر ... وقفت وهي ترفع رنيم معها : خالتي لو سمحتي ابي مكان هادي احطها تنام فيه
ام فراس : فيه الغرفة الأولى على يمين اول ماتصعدين الدرج .. حطيها تنام اساسا اغراضك وصيناها هناك
غادة : تسلمين
وصعـدت لفوق اول مادخلت الغرفة حصلت شنطتها وشنطة فراس فوق .. تنهدت بضيق : هذي اكيد خالتي وحركاتها
سدحت رنيم تنـام بينما هي فضلت ماتنـزل وانسدحت جمب رنيم وهي تفكر بحياتها .. كأن كلامه لها اليوم صحاها عن السعادة اللي كانت فيها , وانها سعادة وهمية ومستحيل تدوم ..
***
أبو عبدالرحمن بعصبيه لعبدالمجيد : وش هالملابس ؟!
عبدالمجيد عقد حواجبه : شفيها ملابسي ؟! ملابس كشته عادي يعني
ابو عبدالرحمن : لابس لي بلوزة وردية اجهرت عيوني ...
عبدالمجيد : وقفت علي ؟! نص الشباب يلبسونها مو شي
ابو عبدالرحمن : وماضيعنا الا هالشباب مدري متى بيرجعون يلبسون ملابس رجاجيل؟
عبدالمجيد طلع : انا رايح اخذ لي دباب استلموا ملابس غيري
ابو عبدالمجيد : ايه والله الشباب صاروا مدري كيف ملابسهم .. وحتى البنات كلن استهبل
ابو عبدالرحمن : البنات عاد مانبي منهن شي .. نبيهم يرجعن يلبسن اصلن الله لايبلانا ماعاد عرفت اسافر برا من البلاوي
نايف مات ضحك : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه اح يبه !
ابو عبدالرحمن : خل منك الضحك وقم جب عيالك مشتاق لهم
نايف : نايمين يبه لاقاموا جبتهم
هيـثم انتبه لسرب بنات طالعات من الشاليه بعد موافقة ابو عبدالرحمن لميهاف .. عرف يميزها بينهم مباشرة بركضها فجأة لما انتبهت للدبابات .. بهاللحظة انتبه قد ايش اشتاق لها , جواله له فترة فارغ لا رسايل ولا غيره ..
: تقوم ؟
انتبه للؤي جمبه : هلا لؤي
لؤي : تقوم تلعب بالدبابات ولا مالك ؟!
هيثم : لا بقوم وين المشكلة
لؤي : وانت فراس ؟!
فراس اشر له باصبعه لحظة والسماعة باذنه : آيه وارسلته ؟! ... متأكد حاطه بشنطتي ؟ .......لا خلاص اللحين رايح اشوفه
لؤي : اقول قم هذا مسك جواله ماراح يخلص
اما فراس وقف مباشرة وهو يسكر السماعة
ابو عبدالرحمن : وين ياحافظ !؟
فراس : عندي ظرف ضروري لازم اشيك عليه
دخـل لداخل وهو يتنحنح عند الباب : احححم ... يمه !
ام فراس : لبيك يمـه هلا ؟!
فراس : فيه شنطة صغيرة مع اغراضي وين حطيتوها ؟
ام فراس : موجودة فوق بغرفتـك
فراس : فيه احد ولا ادخــــل
ام فراس : لا محد قدامك رح
دخل مباشرة وهو يصعد .. دخل غرفته المعتادة كل مرة , انتبه له رنيم نايمة على ذراع غادة اللي مستلقية جمبها وغطت بنومة معهـا .. : صاجتنا بالثمامة عشان تنام على طول ؟!
تنهد بضيق وهو يتجاهل فكرة انه هو اللي خرب عليها هالطلعة .. توجه مباشرة لشنطته الصغيره وهو يرفعها ويطلع الظرف .. جلس على مكتبه الجانبي وهو يفتحه برسالة خاصة بالانجليزي
( إلى السيد فراس الشمري
اكلمك من مكاني في ميـــامي .. اتمنى ان تكون قد تعرفت علي ؟!
انا جورج ويليام الدكتور الذي ساعدك في تزوير حالة وفاه قديمة وتم تغيير سبب الوفاة من تمثيل بالجثة إلى وفاة طبيعية للمتوفى فهاد نايف الشمري
اتمنى ان تدرك أن هذا التزوير قد يضر بسجلي الطبي .. وقد مر الأمر بسلامة حتى الآن لكني أمر الآن بتحقيق كامل وسيتم مراجعة سجلي واخشى ان يتعاملـوا مع الحالة ويتم كشفها ..
احببت اطلاعك على الأمر واذا احببت استطيع اخبارك عن المسؤول عن التحقيق لتتواصل معه بهذا الشأن
وهذا رقمـه *************
وشكرا , اتمنى لك الهناء )
ظل متسمر بالرسالة وكانت رسالة مفسدة لمزاجه بالكامل ... رفع يده لراسه وهو يرمي الورقة على الطاولة ويهمس بقهر : تعال يابدر خذ هالحياة اللي عاجبتك !
رجعت الضيقة تسيطر عليه حتى بعد اكثر من عشر سنين .. وحتى بعد ماخلص العصابه مازال الموضوع يلاحقه .. متى بيصير ماضي !
غادة فتحت عيـونها ورجعت تغمضها مباشرة لما شافته .. اخر شي ناقصته انها تشوفه او تتعامل معه .. لكن رجعت تفتح ببطء وهي مستغربه وضعه جالس على الكرسي ومسند راسه على يده وملامحه منزعجة ... ويده الثانية منزلها والورقة بين اصابعه .. ورجع يضرب راسه بيده وهو ينطق بقرف : وبعدين يعني !
غادة استغربت حالته مو بعادته .. ظل ربع ساعة على هالوضع ثم وقف وهو يرجع الورقة للظرف ولشنطته ويتركها , ثم وقف قدام المراية وهو يرفع بلوزته الكم الحاير السوداء بقصه دائرية من العنق .. رفعها حتى بان الجرح وكأنه يتطمن عليه غادة حست بطمأنية وهي تنتبه للجرح صار احسن شوي .. غمضت عيونها مباشرة وهي تنتبه له يلتفت لها وكأنه يتأكد انها نايمة .......... رجع بلوزته لوضعها وهو ياخذ جواله معه ويطلع من الغرفة .. استعقدت مباشرة وهي تنزل من السرير بهدوء .. فتحت باب الغرفة بهدوء وكأنها تتأكد انه طلع .. تنهدت وهي ترجع تسكر الباب وعيونها على الشنطة .. قربت منها ويدها ترتجف من انه يكتشف انها وصلت لها .. لكن فضولها ماتقدر تقاومه يمكن تكتشف شي عن هالإنسان الغامض .. فتحت الشنطته وهي تسحب الظرف وتبلع ريقها .. فتحته بيد مرتجفه وهي تطلع الرسالة .. عقدت حواجبها كانت بالإنجليزي .. وهي مو شاطرة بالانجليزي .. لكن ما استلمت طلع جوالها من جيب بنطالها وهي تترجم الرسالة .. وعيونها تتوسع مع كل كلمة تترجمها .. وشهقت لما ترجمة كلمة ( تمثيل الجثة الى وفاة طبيعية ) سدت فمها وهي مو مصدقة ... الشخص اللي تتكلم عنه الرسالة فهاد نايف الشمري .. أبوه ؟!! بلعت ريقها وهي ترجع الرسالة بخوف وتسكرها وترجع كلش محله وهي تحس بصدمة مو طبيعية .. ماتوقعت هالشيء برسالته ... رفعت يدها تمسك صدرها مكان قلبها تبيه يهدا شوي ... وشكله وهو جالس على الكرسي وماسك راسه بعيونها للحين .. وهي تحاول تستوعب الرسالة .. تمثيل جثة .. تزوير سبب وفاة .. اذا كان مزورها معناها أكيد ما يبي احد يعرف .. عضت شفتها وهي تحضن راسها بين يدينها ..
( يغنون بصوت جماعي ان الحياة حلوة وقد ايش يحبون الحياة ! مثل هالسخافات تطلعني من طوري )
(مشكلة هذي الايام ان مافيه أي شي يوحي بالصدق والاستقامة .. ومحد يحب الحقيقة ومحد يبي يعترف بها وبالعكس يجيبون نقيضها .. )
رجع كلامه امس يمر قدامها .. وصوته الهادي المشوب بالحزن وقتها يعزف على قلبها حتى اهدرت دمعة ماحست بها .. طيب ليش هالإنسان قوي ! ليش مو هش !؟ ليش مو ...
(لأن الحياة ما عمرها اختصرت نفسها بعيوني ! ولأن يدي مثل قلبي ابرد من الثلج !)
رجع صوته يجـــاوب عليها .. تذكرت صورة عقد القران اللي شافته بالفيلا بين أبوه وريم ..وهي تحاول تفسر القصة .. يعني أبوه تزوج ريـــم ... وعلى ماسمعته من كلام فراس وريم بسويسرا أن بينهم شي كبير .. مرت محادثتهم وقتها قدام عينها :
فراس بروقان : ايه استاذ خالد كلمنا كيف قابلت المدام ؟!
خالد طالع ريم وقال : مافيه قصة مهمه .. المهم انها صارت كل حياتي اللحين
فراس : الله يهنيك .. بس انتبه لحياتك لايجي يوم تنسلب منك من حياتك
ريم طالعت فراس ورفعت حاجبها .... خالد : ههههههه شتقصد ؟!
فراس بطبيعية : ماقصدي شي .. قصدي ان لك عيال بالسعودية الله يخليهم لك فلا تخلي المدام تاخذك منهم " كمل " حرام توهم صغار
معقـــولة يكون ابوه ضحية لريم ولعبها ؟! بس تلعب عليه .. .مو لدرجة هالموت البشع .... تذكرت ردة فعله العنيفة لما هددته تقول لأم فراس بزواج ابوه..
( ماراح اتركك تخربين اللي افنيت عمري كله عشانه ! )
حست بكلش فيها يتلف .. اذا هو احتل فيلا امها وقتها ومسكها واعتبرها مجرمه .. اكيد ان ريم اكبر من مجرد حرمة لعبت على رجال .. اكيد وراها حاجة أقوى ..
: غــــــــــــادة !!!
رفعت راسها بخوف وهي تنتبه لام فراس : بسم الله الرحمن الرحيم ( ضيقت عيونها في غادة ووجهها المخبوص ) شفيك يا امي ليش وجهك كذا ؟! لي ساعة اطق ماتردين ودخلت وناديت وانتي منزلة راسك خوفتيني
غادة حست عواطفها تعبانه من هالإنسان .. هذي امه اللي سوا كل هذا عشانها ومخبي عنها كل هالأسرار : ...
ام فراس شهقت وهي تشوف دموعها على خدها قربت منها وهي تمسح على وجهها : غادة شفيك خرعتيني ؟ ليش تبكين حبيبتي ؟!
غادة وهي انهارت بالبكاء .. اللي عرفته عنه فوق قدرتها بكـت همه وبكت ظروفه .. ام فراس اللي كانت مخبوصه ومابيدها الا تضمها : غادة والله مافيني حمل نشفتي قلبي .. ليش تبكين ! هذا طلعنا للثمامة مثل ماتحبين مفروض تنبسطين ليش البكاء ؟
غادة ماقدرت تتـكلم اكتفت انها تترك نفسها بحضنها وتبكي .. هالإنسان حسسها ان حياتها اللي اعتبرتها تعيسه رحمة
ام فراس ابعدت غادة وهي ميته من القلق : صاير معك شي ؟ احد قايل لك شي ؟!
غادة وهي تمسح دموعها وتحاول تملك نفسها : لا خالتي ..( كملت بين دموعها ) مافيني شي بس .. بس رنيم ووضعها خبصني ...
ام فراس تنهدت : لا حبيبتي كلش بيتسهل .. وانا بكلم لك فراس اذا تبغيـن
قاطعتها غادة : لا واللي يعافيك لاتقولين له شي .. ( مو ناقصني ) انا بتعامل مع الموضوع
ام فراس وهي تمسح دموع غادة : طيب حبيبتي اللحين ابيك تهدين بالك وتريحين وتنزلين مع البنات توسعين صدرك
غادة هزت راسها : اتركيني اللحين بس تصحى رنيم بجي ..
ام فراس : ان شاء الله .. يله مو تطولين
أول ماطلعت ام فراس رجعت دموعها تنهمر : كيف اهدي بالي .. كيف اهدي بالي ياربي ! ( غطت وجهها بيديها ) ليش جرحك كبير هالقد .. ليش .. ( دفنت وجهها بمخدتها وهي تفرغ بعض اللي بصدرها )
***
بينمـا الكل مشغول بالدبابات .. كان لؤي متربع على قمة جبل بنظاراته الشمسيه ويطالع العالم .. انتبه لجده يجلس ويتربع جمبه : ليش ماقمت معهم ؟
لؤي : قمت .. تو جلست اللحين
ابو عبدالرحمن هز راسه : اهـــا ... ( قرر يبدا الكلام اللي صفصفه من أمس لهاللحظة ) لؤي ..
التفت له لؤي : ...........
ابو عبدالرحمن : آخر مرة لما تكلمت معي ... تدري عن البنت اللي تبيها ..
لؤي : .................
ابو عبدالرحمن تنهد : انا طبعا ما سألتك منهي لأنك طلبت وعد لازم ازوجك اياها اذا عرفت ..
لؤي وهو ينتظر المغزى من هالحديث : ..............................
ابو عبدالرحمن : بس ساعات يابوك لازم ينفطر قلبك عشان تزهر روحك وتصير تعرف الصح مضبوط .. وتجربه وحده مو يعني النهاية
لؤي هز راسه وكانه كان متوقع هالمنحنى للكلام : عشان تزهر روحي ..؟ ( لؤي وعيونه بالدبابات والناس ) عارف يبه ! ؟ عمي فهاد الله يرحمه
ابو عبدالرحمن بهم على ولده اللي مات شباب : الله يرحمه ويحسن له
لؤي : قالي كلام بيوم ماراح انساه بعمري كله .. كنت متخرج من الثانوي نصحني وقتها نصيحة .. قالي ماعطاك ربي هالروح عشان تعذبها وماسلمك نفسك عبث . فلا تتذمر ولا تتشكى افتح الستاره عن روحك وتحرك واستنشق هواء هالدنيا لأنها يومين وتخلص
ابو عبدالرحمن وهو يستشعر كلام ولده الشاعري .. كانت نظرته للعالم غير يشوف غير الناس : ............
لؤي : كثر ماحبيت كلامه يايبه ماطبقت ولا واحد فيهم .. لأنه ممنوع ممنوع نتمسك باللي نحبهم .. وممنوع ندير حياتنا ..
ابو عبدالرحمن تنهد : أجنبية ؟!
لؤي وقف : مابي اتكلم عن هالموضوع
مشى بطريقه لحتى انتبه لفراس بمكـان لحاله يراقب مهارات الناس بالدبابات ... جلس جمبه : غريبة لحالك
فراس : كنت جايك بس شفت جدي عندك وفهمت من خبصة وجيهكم وش تقولون فرجعت
لؤي ابتسم دون نفس : كويس فيه شخص بهالعائلة مب حشري
فراس التفت له : مافهمت من جدي متى ناوي يرجع القصيم ؟
لؤي : لا هو ماقال شي بس ع كلام نايف ماراح يرجع قبل يحل مشكلة بدر على قولته
فراس : وماتدري انك في لستته بعد !؟
لؤي : معناها جدي راح يعيش عندكم على طول
فراس : عيني اوسع له من الأرض .. عموما هو مزدي فيكم تستاهلون
لؤي : والله لو جدي يعرف المخبا .. كان ماطلعت من هاللسته يالبطل
فراس رفع حواجبه : وش شايف علي حضرتك ؟! مفلس ولا قاتل عمري على يهوديه بآخر العالم ! ؟؟
لؤي : والله تبي تعرف اقدر اروح اقوله انك ماتزوجت للحين مثلا ..
فراس :والعله اللي بكرت العائلة وش وضعها ؟!
لؤي التفت له : عيني بعينك .. انت فاهم قصدي !
فراس : انا ماظلمتها لؤي زي ما انت جالس تظلم نفسك .. قراري مايضر احد وهذا المهم !
لؤي : وانا ماضريت غير نفسي ومحد له علاقة فيني .. ما انخلقت عشان ارضي الخلق
فراس وهو يضيق عيونه ناحية الدبابات ونايف وعبدالمجيد يمشون على كفرتين .. وسجى تحاول تقلدهم : كويس عندنا دكتور لأن هالمهايط ماراح يتم على خير
لؤي : سجى من اللحين بتتكربع كربعه بنت كلب.. إلا غريبة اسماء هاجدة وهي تلعب
فراس : تجرب تسوي هبالها وخطيبها موجود عشان اكسر راسها
لؤي : ايييه صح .. هههههههههههه كاشخة بالعقل قدام الرجال ! مصيرها مكشوفه
فراس : تنكشف وقت يعرسون ويبلش بها خلاص
لؤي : هههههههههههههههههههههههه حرام عليك
عـند اسماء /
حست بضيق من اللعب اللي ما ارضاها .. عيونها معلقه في الشخص الجالس مع عمانها ويراقب الناس , مشت بدبابها ببطء ترجع الدباب لمحله عشـان تدخل ..
أول مادخلت كانت سجى وهي تحاول تمشي بكفرتين بحماس .. حتى انقلب الدباب بحركة مخيفة ..
وقف ابو نايف مباشرة والكل ركض عندها : ســـــــــــــــــــــــــــــــــجى !
وصل عندها عبدالمجيد ونايف وابو نايف وهي جالسه وطاحت طرحتها وراسها انشق من ارتطامها ... ابو نايف : هذي اخرة الدبابات والهبال !!!
شالها عبدالمجيد : مو وقته عمي .. ( ألتفت لنايف ) نايف اسبقني للسياره خل نوديها لمستوصف البنت بيغمى عليها من الدم اللي راح
ابو نايف :وييييين توديها المستشفى ماتلحق .. دخلها عند الحريم داخل
نايف : هيثم موجـود بناديه يشوفها بيقدر يرتبها اكيد
عبدالمجيد وهو يمشي بها ناحية الشاليه : اخخخخلصصص
مشى نايف ناحية هيثم اللي كان واقف من بعيد يراقب : شصاير نايف ان شاء الله ماصار شي ؟
نايف :لا بس انشق راسها والدم ماوقف .. تقدر تخيطه ؟
هيثم : آيه اكيد
ابو عبدالرحمن : ولعاد اشوف احد ع الدبابات خلاص افلحنا !!! رجعوها كلها
***
اسماء كانت بالصالة مع اهلها وعمتها مع عبدالمجيد بغرفة مع سجى اللي ماتت من البكاء .. انتبهت لصوت نايف : عمـه اطلعي واللي يعافيك هيثم بيدخل يخيطه لها وان شاء الله خير
اسماء فتحت عيونها وهي تسمع صوته يدخل .. جرت رعشة بكل جسمها من تخيلاتها بس له وهو يعالج سجى .. مشت ناحية نافذة الغرفة اللي هم فيها وفتحت طرفها وهي تشوف سجى اللي منسدحه على الكنبة ومتحجبه بس .. وهيثم عند راسها وبيده الأبره وصوته الهادي : لا تتحركين نهائي عشان متفقدين دم أكثر .. والأهم اذا دختي عطيني خبر
سجى الدموع اربع اربع ومرتبكة دون شي من ان الدكتور شخص يعرفونه : .................طيب ..
اسماء وهي تخرق سجى بعيونها .. حتى هي ماقد صار وجهها قريب من هيثم كذا ! ليش انكسرت رجلي مب راسي !! .. ماقاومت نفسها راحت ناحية الباب وهي تطقه ...
عبدالمجيد : مـــن !؟
اسماء بهمس ماتبي هيثم يعرفها : اطلع شوي امك تبيك !
اول ماطلع عبدالمجيد عقد حواجبه : اسماء ؟!
اسماء دون نفس : ايه اسماء ! اسمع قل لسجى تغطي وجههـا ... سلامات كاشفه قدام الرجال ؟!
عبدالمجيد ابتسم : بدينا حركات الحريم والغيرة ؟!
اسماء : مجيد مب احسن لك انت واختك !
عبدالمجيد : كيف تغطي وجهها وهو يخيط راسها ؟ من ورا النقاب ؟
اسماء : تخلي جبهتها المعفنة بسس !! خشمها وفمها وعيونها تخشهم !
عبدالمجيد : راحت عليك شافها وخلص ... فجأة كذا اقولها تغطي
اسماء شهقت : والله لا أعلم جدي انك بايع سيارته ذيك المره ..!!
عبدالمجيد زفر : ياليل طيب خلاص انقلعي ... ( دخل وهو ينطق دون نفس ) سجى اسماء فضحتنا غطي وجهك
اسماء تمنت تدخل وتقتل عبدالمجيد .. ماتبيه يدري انها تقوله !!!
اما سجى كانت حالتها ماترحم .. ماتت من الحياء من هالحكي قدام هيثم , خصوصا والابتسامه الجانبية اللي ارتسمت على فم هيثم .. عضت ع شفايفها وهي تتحسب ع اسماء داخلها ...
خلص هيثم الخياط : خلاص كذا تمام .. لا تعرضينها لموية ولا غيره واضبطي تعابير وجهك لاتحركين الجرح كثير يعني
سجى هزت راسها بصمت : .........................
طلع هيثم .. وهو ينتبه لطرف العباية السوداء اللي انخش اول ماطلع , حبس ابتسامته وهو يطلع لبرا .. اول ماطلع رن جواله برسالة ..كان عارف انها منها دون يفتحها ...
( تـرآ عبدالمجيد كذاب ")
رد عـليها :
( ترا مافيهـا شي .. يحق لك )
اسماء كبست عيونها وخدودها توردت من الحياء .. وكأن هالرسالة غسلت همها شوي كتبت بتردد :
( شكرا )
رفع هيثم حواجبه على هالرد اللي وضح له ان الوضع بينهم متوتر فعلا .. حتى انها ماتتكلم زي طبيعتها .. ارسل لها :
( بكلمك ضروي , ممكن ؟)
اسماء اللي توتر قلبها من انها تسمع صوته .. طلعت فوق لغرفة لحالها وهي ترد عليه :
( ايه عادي )
دق جوالها مباشرة ... خذت لها شهيق زفير وهي تتوعد نفسها تكون محترمه بالمكالمة ثم ردت بصوت متشوبته الربكة تماما : الــو
هيثم : هـلا والله .. شلونك اسماء ؟
اسماء : بخيـ ..ـر ... وانت ؟
هيثم : حمدالله ... يسعدلي راعية الصوت
اسماء ارتبكت اول مره يقولها كلام كذا : ...................
هيثم اللي حس انها ارتبكت .. نطق بحنية : زعلانة مني أسوم ؟!
اسماء وهي منقهره من عقلها البسيط اللي نسى كلش من كلمتين : لا مو زعلانة .. ليش ازعل ؟
هيثم : الصراحة راحه .. انا آخر مرة زودتها بالمستشفى , صح انك تنكه وماتفهمين إلا كذا بس يضل مايحق لي اسوي كذا
اسماء : انا اللي آسفة لانك اضطريت تتعامل معي بهالشكل ..انا .. مو سالفة هالحركة انا مو فاهمه ( تنهدت ) مو فاهمه شلون ارضيك ..
هيثم عقد حواجبه : شلون يعني ؟
اسماء : يعني انت مايعجبك كلامي ولا تصرفاتي .. وانا جالسة احاول اتغير والله بس ..
قاطعها هيثم : من طلب منك تتغيرين ؟! مين قال مايعجبني كلامك وتصرفاتك ... ليش اسماء انا على أي اساس خطبتك هجل ؟
اسماء اللي كانت بحيرة : ما أدري ..
هيثم تنهد : اللي ما اعجبني نطقته بعظمة لساني .. ما اعجبني تعاملك مع عبايتك بس !
اسماء : وما أعجبك تصرفي لما زرتنا ..
هيثم بقهر: مو سالفة ما أعجبني !!! ( رفع عيونه بقلة صبر على فهمها البطيء .. هدى نفسه وهو يتكلم ) اسماء انا ماتمنيت امسك يدك حتى لو حصل لي قبل امسك يد أخوك .. انا آمنت بربي انك بتحفظيني فكيف تتوقعين مني اكحل عيوني فيك وربي مابارك لي قربك ؟!
اسماء والعبرة خانقتها : يعني مو عشان شكلي ما أعجبك ؟!
هيثم هز راسه : احلفي ان هذا اللي فهمتيه من حركتي !
اسماء بقهر : وانا شعرفني !!!
هيثم بيأس : يسعدلي مخك ياشيخة قد ايش راح ارتاح معه
اسماء برطمت : وبعدين انا ما ادري ومحد قالي وانت حتى ماقلت لي !!! انا كل اللي حسيت به انك انخذلت وانك ندمت انك خطبتني وبس ..
هيثم : مستحيلة والله لو بزر كان فهم !
اسماء : انت ماتعرف البنت اذا حبت يعني ! ماتحب زيكم .. لا تحب لحد ماتنجن وعقلها ماعاد يفكر خلاص
هيثم أبتسم : الله لايحرمني جنانك اجل , اوك ؟
اسماء اللي حست براحة فضيعه وقلبها طاير معها : بس ترا هالحب يتحول لقسوة فضيعه ووحشيه وقت ينخذل .. انت عارف ان المرأه العاشقة تقتل بسهولة اكثر من المتبلده ؟!
هيثم بهمس : يا حفظ الله .. قد ايش تحبيني اجل ؟
اسماء وهي حبها يزيد لهالصوت الهادي وهمسه يسبب لها قنابل بقلبها : راح تعرف لما انشر عظامك بالدريل .. وقتها والدم يسيح منك راح تقول يالله اسماء كانت تحبني من جد ! .. ( كملت ) هذا طبعا قبل مايوصل المنشار لجمجمتك وماعاد تقدر تفكر وتتكلم اصلن .. فانتبه تزعلني مره ثانيه يعني
هيثم بضحكة نادره : ههههههههههه يكفينا شرك آجل
اسماء كبست عيونها اكثر من مره وهي تستوعب ضحكته .. نطقت بصدمة : هيثم أنت تضحك ؟
هيثم عقد حواجبه : نعـم ؟
اسماء بتفاجئ : مانيب مستوعبة ضحكتك ...تدري أول مرة اسمعها ! عيدها تكفى !
هيثم وهو انحرج صدق : اححم تستهبلين انتي ؟
اسماء : لا ما استهبل اضحك مره ثانية والله ضحكتك تجيب العافية .. قلبي معد وقف !!! ولا تدري شلون سجلها صوت احسن باسمعها كل شوي
هيثم : اقول آنتي ماتنعطين وجه بجد مع السلامة !
اسماء بقهر : هيثثثثثثثثثثم
هيثم : طوط طوط
سكر السماعة وهو يبتسم على هبـالها .. وهالمكالمة انعشت روحه وروحها
***
غـادة مرت فترة وهي مازالت مب مستوعبة .. مو مستوعبة همه ولا حـزنه .. غسلت وجهها من خنادق الدموع على خدها وهي تعدل شكلها وتـــنزل لتحت .. كانت الساعة 11 ونص مساء ...
اول مانزلت استقبلتها ام فراس بنظرات قلقة : هلا غدو .. شخبارك اللحين ؟ أحسن ؟
غادة ابتسمت بمجاملة وهي تهز راسها : مافيني شي والله
اسماء ركضت ناحيتها : غدووووووووووووشتي !!! ( همست لها ) يفوتك ليتك كنتي هنا عصر سجى انشق راسها
ام فراس شهقت وهي تقبص ذراع اسماء : عيب ! البنت مسكينه وانتي تضحكين عليها ؟
اسماء : خل غدو تستشفي فيها شوي مب مشكلة
غادة : ابتسام وينها ؟
اسماء : لها فترة صعدت تنام الظاهر سهرانه من امس ولما حصلت التوم ناموا راحت معهم
غادة : اهـــا .. نوم العافية ان شاء الله
اسماء وهي تاشر لميهاف اللي نامت على الكنبة : خذ لك بعد الشيخة نامت بنص سوالفنا ! وانتي مختفية تعالي اجلسي
سجى اللي انتبهت لغادة : مافيه حمدالله ع السلامة ! ناس ماتعرف الاصول بجد
غادة تجاهلتها وهي تطالع رنيم اللي تلعب مع فهد : انا بطلع اشم هواء شوي
ام فراس : يوه ؟ بهالوقت ! متاخر مره ياحبيبتي اجلسي
اسماء : آيه بجد متأخر وين تروحين
غادة : ماراح ابعد حول الشاليه .. بس انكتمت من الجدران
اسماء : ايه كانت فزعتي معنا عصر وفرفشتي يالزلابه
غادة : حصل خير
ثبتت طرحتها وعبايتها وهي تطـلع لبرا .. همست اسماء لأمها : لا يكون سجى مزعلتها بس ؟
ام فراس : والله ما أدري ماظنيت سجى اليوم ماقالت لها شي .. إلا لايكون اخوك هالشاطر
اسماء : اكيد من غيره له في كل هم يد .. إلا يمه وش وضعكم اليوم وين بنام ؟
ام فراس : جدك حاط للبنات غرفتين .. تقسموا مو من كثركم , والمتزوجين بغرفهم عاد !
اسماء : انا اهم شي مب بنفس غرفة سجى وبس !!
سجى : حاصلك يا ام خشة
اسماء : اقول سجى انطمي ولا كلمة ... قبل ما أفك لك هالخياط اللي في راسك !
سجى تبي تقهرها : اللي سواه لي خطيبك المز بيديه ؟
ام عبدالمجيد ضربت سجى بفخذها : وجععععوه بعد استحي !!
اسماء : شفتي عمه ... ترا من خيطها وهي تعيرني , حبيبتي ماهوب ميت عليك ولا على خشتك وانا موجودة !
ميهاف : اففف محد ينام عندكم !! بقوم انام فوق
سجى : احسن توفرين !
ام فراس : كلكن قومن نامن خلاص الوقت متأخر .. بكرة نبي نقوم بدري نفطر ان شاء الله
اسماء وهي تتثاوب : آيه من جد انا اساسا تعبت وخلاص
ام فراس : خذي اختك ياسمين معك
صعدن ينـامن بينما ام فراس جلست تحت وهي تنتظر غادة تدخل وماتبي تضغط عليها .. بعد ربع ساعه انتبهت لفراس يدخل : فراس !
فراس اللي ما انتبه لها بالبداية : يمه ؟ شتسوين لحالك هنا ؟
ام فراس : الكل راح ينام
فراس : وانتي ماراح تنامين ؟
ام فراس تنهدت : بنام .. بس غادة طلعت قبل فترة تتمشى وللحين مارجعت
فراس فتح عيونه : تتمشى هالحزه ! سلامات ؟!!!
ام فراس : شكلها ضايقة وتبي تشم هواء ... بس كنها طولت
فراس نفخ : آكيد ! طول النهار تعبي نوم ... واللحين شبعانه قررت تدج
ام فراس : انت قايلها شي .؟ البنت مو بخير اليوم ...
فراس تنهد : يمه روحي نامي انتي .. انا بطلع اشوفها
ام فراس : ولا تضايقها ترا اللي فيها كافيها
طلع فراس دون يــرد .. ما احتاج يدور حصلها قريبه من الشاليه جالسة على الرمل وضامه ركبتها لصدرها وتطالع قدامها ... ظل يطالعها لفترة ينتظر اذا بتقوم او بتسوي شي , لكن لما طال الوقت وهي على نفس الوضع مشى ناحيتها ... تو بينادي انتبه لها تلتفت لما حست بوجودة .. ودموعها اللي تو نشفت رجعت تعبي عيونها لما شافته .. صعب تستوعب ان هاللي قدامها مر بكل هذا !
عقد حواجبه من نظرتها له : شتسوين هنا بهالحزة ! العالم بينامون
غادة وقفت وهي تنفض عبايتها : بدخل يله ..
فراس مشى قدامها بينما غادة كانت تطالع ظهره وتمشي وراه ... يتكلم طبيعي .. يمشي طبيعي .. صوته طبيعي ؟! كيف هي مو ابوها وتحس بانهيار داخلها مو قادره تتماسك .. وش هالقوة اللي فيه ..
التفت وهو عاقد حواجبه من صمتها .. أول مادخلوا الشاليه وفكت طرحتها ونقابها انتبه لأن وجهها منعفس صدق , لكن ماقدر يسأل إلا بتمويه : امي لها ساعه جالسة تحتريك مانامت ! وانتي كاشته برا ... وبعدين وش مسويه انتي اليوم امي شايله همك ماعرفت تنام !
غادة بصدق : آسفة والله مادريت انها بتجلس صاحية عشاني ..
فراس : يجهلك انها تشيل هم ادنى شي يعني ؟!
غادة : راح عن بالي .. ماراح تنعاد
فراس وهو مستغرب هالإنصياع .. نطق بمضض : ووجهك ليش كذا ؟! لايكون عشان الكلمتين اللي قلتها لك اليوم ؟
غادة مباشرة : لا والله ! ( بلعت ريقها ) مو عشان كذا صدقني
فراس وهو متعجب من انفعالها : وليش منفعله كذا ؟!
غادة بتوتر : لا بس .. شوفت رنيم اليوم خبصتني شوي
فراس : كل هذا عشان رنيم ! ( كمل ) وش بتسوين اجل وقت نرجع ! لانه مستحيل تعيش عندي طبعا
غادة بهداوه : مايخالف .. صبرت كل هالفترة اقدر اصبر اكثر
فراس رفع حواجبه : لا ما شاء الله الله يرزقنا وش هالعقل ؟! وانا متوقع دموع وحاله وصياح
غادة ( كيف اشكي همي قدام كبر همك ؟ ) ابتسمت ابتسامة صفرا : راح تكون عند ابتسام وهذا لحاله راحه
فراس وهو يطالعها بعدم تصديق حاس بفمه : ترا العقارب كثيره هنا .. لا يكون لاسعتك وحده ولا شي
غادة وهي عاضه على شفايفها تمنع نفسها من انها تبكي .. شوفته طبيعي بهالشكل يوجعها اكثر : لا مافيه .. شي
فراس رفع حواجبه بعدم تصديق ثم عطاها ظهره وهو يدخل .. غادة مسكت فمها وهي مو مصدقه قد ايش هو طبيعي .. استنشقت هواء وهي تطهر صدرها من بعض هالهم شوي ..وصعـدت لفوق وهي توقف عند باب الغرفة وتستنشق هواء وطقت الباب بهدوء .. فراس : ادخل !
دخلت غادة بعد ماتطمنت على رنيم اللي تركتها بغرفة البنات .. كان جالس على مكتبه والظرف بيده ولابس نظاراته النيرد اللي مايلبسها الا على الاوراق .. غادة وعيونها بالظرف وقلبها يتقطع .. خصوصا وهي تشوف ملامحه طبيعيه .. : ..................
رفع عيونه وهو مستغرب وقفتها عند الباب ومتسمرة على الورقة : شواقفة عندك تسوين ؟
غادة وهي تنفض افكارها : لا ... بس جيت آخذ بجامتي وبطلع ..
فراس ابتسم بسخرية وهو يرجع يطالع الورقة : اطلعي افضحينا عند العالم !
غادة عقدت حواجبها مافهمت : .................
فراس بجديه : هذي الكنبة نامي فيها ولا دبري عمرك .. جدي واهلي كلهم هنا مانيب فاضي لوجع الراس
غادة وهي تشك بقدرتها تقدر تنام اليوم وهو معها بنفس الغرفة بس ردت بهدوء : ان شاء الله
خذت بجامتها وهي تدخل الحمام تبـــدل .. اول ماطلعت كان جوالها يرن خذته ( ام فراس ) تنهدت وهي ترد : هلا والله
ام فراس : هلا غادة ؟ نمتي ؟
غادة وعيونها على فراس اللي يشتغل باوراقه وحاسبه مو يمها : لا مو نايمة .. معليش شغلت بالك اليوم
ام فراس : ابد حصل خير .. بس ان شاء الله صرتي احسن اللحين ؟
غادة : ايه لاتشيلي هم
ام فراس تنهدت : يا يمه ادري ان شوفت بنتك اثرت فيك .. بس لازم تصيرين قوية لاتصيرين هشة كذا
غادة : ..... ادري والله
ام فراس بمزح : هههههههههه بس مو تصيرين قوية مرة وتكتمين بقلبك لا انا زي امك وتقدرين تقولين لي اللي تبين
غادة وهي تتأمله بلمحته المرتبه وعيونه المعلقه بالشاشة وينقلها بينها وبين الاوراق بحضنه : عارفه .. اساسا مافيه اسوأ من انك تكون قوي لدرجة محد يتوقع انك تحتاج مساعدة
ام فراس : يله تصبحين على خير
غادة : وانتي من اهله
سكرت السماعــة وهي تستلقي مباشرة معطيته ظهرها عشان مايشوف وجهها .. وماجاها النوم نهائي كانت حاسبه نص ساعه لحتى سكر فراس ملفاته وشغله وراح ينام .. وبعد مانام ماقدرت الا تجلس على الكنبة وهي تتأمله .. كان نايم بهدوء ونفس منتظم .. من قوة هالإنسان ماتخيلته بيكون بهالسلام وهو نايم ..
|