" تشابتر واحد وخمسين "
السعيد , هو السعيد ليلا ,
والشقي , هو الشقي ليلا ,
أما النهار ,
فيشغل أهله !
كانت غادة جالسة مع أم فراس على فنجال قهـوة والتلفزيون قدامهم .. أم فراس كشرت : غيري هالقناة اللي يكفينا الشر .
غادة وهي تنـزل فنجالها وتوقف تطفي التلفزيون : هههه كانوا جالسين عليها أنس وياسمين عاد
ام فراس : يعـني ؟! علمهم عندي حركاتهم لاشافوني مو عندهم تغافلوني ويا هالقنوات... إلا اسماء وينها اليوم كله ماشفتها ؟
غادة : ولا انا شفتها .. وصعدت لغرفتها قالت لي عندها امتحان بتذاكره وبتنام
ام فراس : اهاا ... غادة أنتي شفتي فراس عقب مارجع من السفر.؟
غادة : ايه شفته على الماشي قبل يطلع ..
ام فراس بضيق : وشخبـارك معه ؟ ( تنهدت بضيق ) ادري انا ماكلمتك بموضوع نومته بغرفته نهائي بس والله ماكنت عارفه كيف افتح معك الموضوع حتى ... كيف عايشة فوق لحالك ؟!
غادة كـان طاري الموضوع يحرقها على طول .. لكن وش بيدها ابتسمت بهم : كيف لحالي ؟ مو حاسه اني لحالي وانتو كلكم معاي بنفس البيت
ام فراس وهي ما اقتنعت بكلامها حضنت يدها : انا كل اللي ابيه منك تصبرين .. وإن شاء الله كلش بيتسهل, وفراس مصيره يحس ان اللي يسويه غلط ويتعدل معك
غادة عضت على شفاتها بقهر : خالتي .. انتي ليش طيبه معي كذا ؟ .. ( كملت بتردد ) يعني .. مو مفروض عقب كلش صار .. انك تكرهيني ؟ ... وما حقدر الومك كمان
ام فراس : لأني ماني مصدقة عنك هالحكي كله .. ( ابتسمت بحنان ) انا عندي نظرة في الناس .. واحساسي فيهم عمره مايخيب وانا احساسي يقولي انك مو نفس اللي سمعته .. احساسي صح ولا لا ؟
غادة وهي يوم عن يوم تحب هالإنسانة اكثر .. نطقت بغصة : صـح ..
ام فراس : شفتي ان معي حق .؟ انا للحين مو فاهمه وش صار بالضبط بس ماضروري افهم .. كل اللي محتاجه افهمه هو انكم تعيشون اللحين مثل العالم والناس .. وهذا اللي موترني
تو غادة بتتكلم آنتبهت لصوت الباب ينفح .. ويدخل ابو عبدالرحمن وفراس جمبه
ام فراس بفرحة : هلا والله .. ظلم البيت آمس بطلعتك , زين اللي رجع فراس عشان ترجع لنا
ابو عبدالرحمن : والله كنت راجع راجع حتى دونه ( ابتسم وهو يطالع غادة اللي جالسة ) ما امداني اشبع من غزالنا
فراس قطب حواجبه وهو يطالع غادة بنص عين ... ابتسم ابتسامه ساخرة وهو ينطق : العشاء يالغزال ! ميتين جوع
غادة تمنت ان جده ماقال هالكلمة .. تعابير السخرية على وجهه تخنقها , عضت على شفتها : ان شاء الله
تو بتروح للمطبخ مسك الجد يدها : والخدم وينهم ! يشوفون شغلهم انا جاي اجلس معكم
فراس دون نفس وهو يجلس على الكنبه : اللي هو ..
ابو عبدالرحمن : وين اسماء .؟ من امس وانا مو شايفها
ام فراس : نامت بكره عندها امتحان ومشغوله معه
ابو عبدالرحمن : كل ذاه نوم ! من آمس .؟!
فراس : اتركها يبه .. نوم الظالم عبادة , لا صحت فضت روسنا على الفاضي
ابو عبدالرحمن : ههههههههه وأنت الصادق ( التفت لغادة اللي حاجرها جمبه كالعادة ) شخبارتس اليوم ؟
فراس كان يحدق وهو مو فاهم سبب كل هالمعاملة ... وتنقلب ملامحه زود وهو ينتبه لها كيف مستحية وهي ترد على جده .. انتبه لتعليق جده بصوت صارم : وانت ليش مكشر كذا ! شفيها اخلاقك قافله ؟
فراس وهو يحوس بفمه : آبد والله .. هاه ماقلت لي يبه شرايك في مرتي ؟ وش اعجبك فيها ؟
ابو عبدالرحمن ابتسم بوسع : ما شاء الله تبارك الرحمن قمر مصور ... خَلق وخُلق
غادة كانت منزلة راسه تتفادى نظراته .. ابو عبدالرحمن : وانا ترا وقت ارجع لبيتي لازم تزوروني .. فاهم ؟
فراس : آيه على راسي
دخلت الخدامه : ماما عشاء جاهز
ام فراس : خلاص تمام .. يله تفضلوا تعشوا
على مائدة العشاء / ..
ابو عبدالرحمن : هاو ! وياسمين وانس وينهم بعد ؟
ام فراس : عشيتهم بدري ناموا وراهم دوام
ابو عبدالرحمن عقد حواجبه وهو يلتفت لغادة : كم عمــــرتس غادة ؟
غادة : 21 سنة
ابو عبدالرحمن : وماتدرسين شي ؟
غادة انحرجت تقوله انها مامعها شهادة ثانوي حتى : لا .. ماني مره مع الدراسة
ابو عبدالرحمن هز راسه دون يعلق : إلا اقول نورة ! ترا هالسرير اللي بغرفة الضيوف مدري شفيه خربان .. ظهري احسه انشقف ماريحني
ام فراس : يوه .. غرفة الضيوف لها زمان فاضيه وماجددناها .. حقك علي بكرة من بدري بغيره وبشتري جديد
فراس : خلاص يمه شوفي له غرفة ثانية يرتاح فيها على بال بكرة .. ماينفع ينام اليوم هناك بعد
ام فراس ابتسمت بوسع وفي راسها فكرة : وش رايك عمي آجل اليوم نام بغرفة فراس !
فتح فراس عيـــونه بوسعها واللقمه طاحت من ملعقته : شنو ؟!
ام فراس بحماس : غرفته جديدة ومرتبة وما شاء الله .. ومن آعرس محد يجيها نام فيها اليوم
فراس وهو ياشر لامه بعيونه .. بينما آمه متجاهلته تماما !
ابو عبدالرحمن : مايخالف اجل جهزيها .. اهم شي هالغرفة اللي نمت فيها امنعوني منها
ام فراس : خلاص ولا يهمك
غادة انتبهت لأم فراس وهي تغمز لها .. بينما فراس حبة وتنفجر اعصابه بشكل واضح : ..................
بعد العشاء .. توجه فراس للمطبخ مباشرة عنده آمه وهو يهمس بعصبية : يمه وش قاعدة تسوين !! وين انام فيه انا اليوم اذا ابوي بيقتحم غرفتي ؟!
ام فراس وهي تسكب كاس مويه : وش هاللغز يعني ؟! نام بشقتك
فراس : يعني ماقدرتي تعزمينه على غرفة بدر ... انا عشان تنكبيني ؟
ام فراس فتحت الثلاجة تبحث عن شي معين بانشغال : والله ما أدري ليش مصعبها .؟ وبعدين يمه بسك ظلم للبنت خلاص سل خاطرها والله المسكينة تنرحم
فراس وهو شاد على اسنانه : كم مرة بعيد الاسطوانة انا ؟ قلت لكم ...........
سكت عن جملته وهو ينتبه لأبو عبدالرحمن : تعالي يانورة ترا ما أعلم وش غرفة فراس أي وحده !
ام فراس ابتسمت ويدها على كتف فراس : فراس بيدلك عليها وهو صاعد لشقته
ابو عبدالرحمن : آعجل علي اجل
فراس تنهد وهو يجمع صبره وياشر : شرف قدامي ( التفت لامه يهمس قبل يطلع ) شكرا يمه على هالموقف !
غادة كانت بالصالة ومرتبكة بسبب اللي صار على العشاء .. وتمشي روحه ورجعه في الصاله وهي عاضه اظفرها .. من انتهى العشاء لحق امه مباشرة للمطبخ وهي متوترة لأنه واضح انه معصب على العشاء .. وقفت وهي تنتبه له مع جده متوجهين ناحية الدرج .. وهي مو عارفه شتسوي .. كانت خطتها تتعشى وتصعد اللحين ارتبكت : ...........
اشر لها ابو عبدالرحمن : غادة شتسوين هنا ؟ بتسهرين بعد ؟
نقلت عيونها لفراس وكانها تحاول تقرر من نظراته شتسوي .. لكن كان متكتف وعيونه بالارض دون أي تعبير ..
ابو عبدالرحمن عقد حواجبه من سرحانها : غادة !
زفر فراس بملل وهو يرفع راسه يطالعها : امي بتنام وش جالسة تسوين ؟ تعالي
غادة بحيرة : هـاه .. جاية ..
مشت بتملص وهي تطالعهم يصعدون من قدامها وهي تتراجع عن أمنيتها السطحية بأن فراس يعيش معها .. من اللحين تحس تنفسها مو متساوي .. دخل أبو عبدالرحمن غرفة فراس ودخل فراس وراه .. طالعه ابو عبدالرحمن : شتسوي اطلع بنام !
فراس وهو يتوجه لمكتبه ويرتب اوراقة : فيه أوراق مهمة هنا ابيها
ابو عبدالرحمن : وانت للحين تشتغل على مكتبك هنا ؟ ليش وين شقتك ؟
فراس دون نفس : هذا بيتي وهذاك بيتي .. وبعدين احب اشتغل هنا هدوء
ابو عبدالرحمن : هههههههههههه غادة تزعجك آجل !
فراس باس راسه : تصبح على خير يبه
وطلع وهو يسكر الباب وراه .. انتبه لها واقفة برا عقد حواجبه : شواقفة هنا تسوين ؟ ليش ماصعدتي
غادة ويديها شابكتها ورا ظهرها : اممم .. كنت بسألك ايش راح تسوي ؟ فين حتنام ؟
فراس وهو يصعد الدرج قبلها : وين يعني ! فوق !
غادة لحقته وهو يفتح الشقه ويدخل .. أول مادخل رفع حواجبه وهو يشوف انوار الشقه كلها مشغله صفق بيدينه : شـــاطره ! آيه ابوي ماتدفعين من جيبك ؟! ( كمل بحدة ) على شنو تاركه الأنوار شغاله ؟
غادة تنهدت بملل : بدينا ..
فراس : نعـــم !
غادة وهي ترمي جوالها على الكنبة وتسكر الانوار : حسكرها حسكرها .. ليش تسوي سالفة على شي كذا وآنت غني !
فراس : انا غني لاني اسوي سالفة على اشياء زي كذا !
غادة بعد ماسكرت كل الأنوار الـ مو ضرورية وقفت بالصالة وهي تقلب عيونها بالمكان .. فراس اللي كان جالس على الكنبة ويرتب اوراقه نطق وعيونه على ورقه يكتب فيها : لك عشر دقايق ادخلي غرفة نوم وخذي اللي تحتاجينه وآطلعي
غادة كبست بعيونها : شنو ؟! ليش ؟
فراس : ليش ليش ! بنام
غادة : بتنام بالغرفة يعـــني ؟
فراس : لا وش رايك انا انام هنا على الكنبة وانتي تنامين على البخت ؟!
غادة : ايه فين المشكلة ؟ ( انتبهت لعيونه تتوسع بشكل مرعب فيها نطقت مباشرة ) امزح امزح رايحه اطلع اغراضي
تنهـدت وهي تدخل غرفة النوم وتجلس على التسريحة تمسح مكياجها وترخي شعرها المرفوع .. بدلت لبسها لبجامة مريحة قطنية ساترة .. بعد ماخلصت طلعت وهي ضامه مفرش كبير لها .. جلسته على الارض : خلصت !
فراس رفع ظهره من الأوراق وهو يسند ظهره على الكنب ويشبك يدينه ورا رقبته وماد رجله : آسمعـي ما ادري لمتى ناوي جدي يجلس هنا .. ولمتى بتضل اقامتي هنا بس لحد ما تنفك هالأزمة آبي حواسي الخمس مرتاحة لو سمحتي ! يعني بلا مناظر تسد النفس , شبي دخون كل يوم لا تتغير الريحة علي , مفرشي غيريه ومابي مخدات ريش تصدع راسي , وبلا ازعاج .. وآكل يشهي .. ولا اقولك هذي ميئوس منها ... ! واقصري عنادك لاني مو ناقص ... مفهوم !؟
غادة وهي مستفتحه خير بهالمحاضره من بدايتها : بتاكل هنا يعني ؟!
فراس : اذا طرا لي !
غادة حاست بفمها : طيب ماينفع فواحات ؟ ليش دخون مو حلو
فراس : تو اقولك اقصري العناد تعاندين ؟
غادة ببساطة : لا والله مو قصدي .. بس يعني بجد الفواحات احسـن , بس ولا يهمك دخون كل يوم ... شي ثاني !
فراس وهو يوقف ويتوجه لغرفة النوم : سلامتك .. مضي هالكم يوم على خير وبس
غادة وهي ترفع يدها وتضرب رجلها بحركة العسكرية : ولا يهمك إن شاء الله
تو بتفرش فراشها على الكنبة جاها صوته : غـــــــــادة ووجع !
غادة عضت على شفايفها وحبه وتبكي : جاااايه
دخلت الغرفة مباشرة وهي تنتبه له واقف ويستقبلها بنظرات حادة : جاي اعصار هنا ؟!
غادة : بسم الله وش اعصاره ؟
فراس وهو ياشر باصبعه للمكان : كل هــذا ووش اعصاره ! وش هالحوسة ؟! تو قلت لك القوانين كسرتيها كلها في اقل من دقيقة !
غادة مشت بعيونها على المكان .. كانت فوضى طبيعيه التسريحة معباه مكياج والات الشعر , وكم جزمة طايحة بالغرفة .. وعلى الجلسة صندوق تشوكلاته مفتوح وكم مجلة مبعثرة على الكنبة .. : طيب آنت فجأة جيت مالحقت أرتب يعني و .. ( نزلت راسها وهي تطلع) بكرة إن شاء الله حرتبها لاتخاف
فراس وقفها من مشيها وهو يمسك كتفها : بكرة طل ! اللحين تحركي كل هالحوسة تنشال
غادة فتحت عيونها : اللحيـــــــــن ؟! طيب ماحتنام بكرة وراك دوام ؟
فراس : ولأن وراي دوام اعجلي رتبي !! وهو لو عندي وحده سنعة ما اضطريت اسهر ووراي دوام !
غادة : خلاص ارتاح وبكــ
قاطعها بصرامة : اللــــــــــــــــــحين !
تنهدت غادة بقلة حيلة وهي تتوجه للجلسة ترتب مجلاتها واغراضها .. انتبهت له يمشي على المكان وبسبابته يمسح على الطاولة رفع اصبعه وملامحه تنقلب وهو يهف الغبار الوهمي من اصبعه : لا خلصتي امسحي الغرفة وآكنسيها
غادة بقهر : فــــراس !
فراس اللي جلس بكرسي بزاوية الغرفة وتكتف : بنااااام اعجلي
زفرت غادة بيأس وهي تكمل ترتيب .. واثناء ماهي ترتب جاها تعليقه : هيه ! لا ترمين بالادراج كذا .. رتبي زي العالم
غادة وهي تتثاوب : فيني نوم كويس اني ارتب اساسا
فراس : فيك نوم وانتي حياتك كلها بالبيت نايمة .؟
غادة : مين قـال اني
قاطعها : لا تجاوبيني .. اخلصي سنة عشان شوي ترتيب
كملت غادة الترتيب بقهر ولما خلصت كان ينتظرها المسح والكنس رغم ان الغرفة كانت نظيفة من هالناحية إلا انه رفض يتأكد الا يشوف بعيونه .. تو خلصت وبتطلع : وين ؟
غادة وكتوفها طاحت من التعب : وش بعـــد ؟
فراس وهو ياشر براسه للمفرش : غيريه .. مو قايلك ما انام على ريش ابي قطن
غادة : ............ ( تنهدت ) ان شاء الله اللحين
غيرت المفرش بصعوبة نظرا لحجمه ماكانت تقدر تغيره لحالها : ممكن تقوم تساعدني انكسر كتفي
فراس رفع حواجبه : لايكون تعطيني راتبي بعد يالكفيل !! كلي تبن واخلصي سرا ليلي
غادة تنهدت بضيق وهي تكمل بعد صعوبة قدرت .. نطقت بتعب : شي ثاني ؟
فراس : كاس ماء نشفتي ريقي !
غادة وهي تحس انها بتبكي صارت الساعة 1 ونص وهي في شغل ... راحت جابت كاس ماء : شي ثاني ؟
فراس : اقلبي وجهك
غادة ماعارضت كان نفسها فعلا تقلب وجههـا .. طلعت وهي ترمي بجسمها ونامت مباشرة من التعب
***
دخـل نايف بيته الساعة 12 صباحا ... وهو رافع رنيم على يده اللي كانت زادت حـلاوة خلال هالفترة , اول مادخل البيت أنتبه للانوار طافيه ماعدا نور الصالة وين ماكانت ابتسام جالسة على الكنبة وجوالها بيدها تطفيه وتشغله بتوتر .. ابتسم نايف وهو ينـزل رنيم اللي كانت بدت تخطي .. وهي تخطي خطوات ناعمه حتى صارت بقلب الصالة .. أول ما انتبهت لها ابتسام قامت مباشرة وهي ترفعها بالهواء وتضـــمها ...
دخل نايف وهو يبتسم : وانا وين قسم تعبي ؟
ابتسام كانت رنيم بيدها .. قربت منه وهي تضمه بيدها الثانية : تسلم ياقلبي .. هالمعروف ماراح انساه لك طول حياتك
نايف : انتبهي تنسينه ! ورديه باقرب فرصة لو سمحتي
ابتسام : هههه معليش والله تعبت مع بيت عمي
نايف : ما يخالف .. وين الحلوين ؟ نايمين ؟
ابتسام : آيه ناموا من زمان ... واللحين دور العصفورة تنام ثم بجيك
نايف بجدية : متى ناويه تقولي لأمها ؟
ابتسام : مدري .. مابي اقولها قبل اضمن انها تقدر تسكن معها عادي , يعني مابي اعلقها واوجعها وهي ماتقدر ..
نايف تنهد : خلاص ولا يهمك انا بكرة بكلم فراس واشوف وش يطلع معه
ابتسام : بجـــــد ؟ شكرا حياتي
***
رن المنبـــه على وقت صلاة الفجـر .. كبس عيونه مباشرة وهو يعقد حواجبه بتكشير , الساعة 5 ونص .. استقعد وهو يفرك عيونه بتعـب .. انسحب من السرير وهو يوقف قدام المراية ويطالع صدره العاري المغطى بشاش .. ابعد طرف الشاش بصعوبه يشيك على وضع الجرح .. وملامحه مكشره من أثر نخزة الألم ... تنهد براحة وهو يشوف ان الجرح يتحسن فعلا , بدل ملابسه وهو يطلع من الغرفة .... انتبه لها نايمة بالصالة ونص جسمها بالكنبة والغطى طايح على الارض وشعرهـا الطويل تاركته مفتوح مغطي ظهرها .. تحركت زيادة وهذي الحركة وين ماطاحت بالارض فتحت عيونها من آثر الطيحة المؤلمه ... لكن ردة فعلها كانت بليدة مازالت نايمة وهي تفرك راسها بالم وتوقف وترجع تنسدح على الكنبة .. وهذا كان وضعها طول الليل .. هز راسه وهو يطـلع مباشرة من الشقة وينـزل للصلاة
بعد الصلاة توجه لدوامه مباشرة وهو يحس بصداع فضيع ويهمس بقرف مع نفسه : هذا أول الخير مو نايمين كويس والراس مصدع !
انطرق الباب .. وفتح مباشرة ولؤي يدخل : صباح النور
فراس وهو يفرك جبينه : هلا ... وش تشرب ؟
لؤي : قهـوة طبعا تعدل راسك .. سلامات شفيك ؟
فراس وهو ينزل يده من راسه : مافيه الا الخير ... انت شعندك مصبح بدري كذا ؟
لؤي : ليش وانا انام اصلـــن ؟!
فراس : وليش ماتنام
لؤي : افكر بالنايمين
فراس : كويس انك عارف انهم نايمين ومو عارفين عن هوى دارك يامسكين
لؤي : المهم انا جايك اقضي النهار عندك لين تخلص وأرجع معك اشوف جدي
فراس : اهـــا حياك اجل
رن التلفون .. رد فراس : في وقتك ثنين قهوة سوداء لو سمحت .... شنو ؟! ..... آيه معليش اتركه يدخل
سكر السماعة وهو ينطق : شالطاري على نايف وهالزيارة ؟
لؤي : نايف هنا
: آيــــه هنا
دخــل نايف : اوووه لؤي هنا ... ما شاء الله اثرك خافس كل هالفترة بمكتب فراس
لؤي : آيه خافسين مع هالمشغول اربع وعشرين ساعه
نايف : هههههه والله ياحلوه اخوي صبور .. لو انا مكانه بقطع علاقتي فيك مباشرة
فراس ببرود : وش تحتري ؟ اجيب لك مقص ولا عندك ؟
نايف : جيب بس بعد ما أخلص اللي انا جاي اقوله
فراس : هذا اللي يعجبني فيك ماتلف وماتدور .. هات شعندك ؟
نايف مباشرة : ظروف كثيرة وكلام كثير بس الخلاصة منه رنيم في بيتي وخالتها تبي تعرف اذا ماعندك مشكله تسكن مع امها لان امها للحين مو عارفة أن البنت هنا ومانبي نقلقها ونعلقها وفيه احتمال انك نذل تقول لا وماتجلس معها !
فراس رفع حواجبه : تسكن مع امها قلت لي ؟ معناها مو وضع مؤقت
نايف : الظاهر
فراس : انا فاهم ان عندك نزعة روحية فلسفية مخليتك مو عايش معنا .. بس صحصح ابوي !! جدي ساكن عندنا وآخر شي ابيه هالفترة بزر بالبيت بعد !
نايف : قصدك رافض عشان جدي ؟ وعقب يرجع جدي ؟
فراس : وانتو منتظريني اصمخ وجيهكم كل مرة بكلمة لا ! ؟
لؤي تدخل : عن الجنان فراس .. لمتى ناوي تحرم البنت من امها يعني .. ولا هجل العقل انها تسكن عند نايف زوج خالتها !
فراس : مايخصني .. ولآنك يانايف انسان سيدا انا جيتك سيدا , وهالموضوع يتسكر
تنهد نايف دون نفس : ليش ماتفكر بالموضوع قبل ! وتأجل قرارك لعقب يروح جدي
فراس : ماراح يتغير شي ..
نايف :بيتغير باذن الله فانا راح اسالك عن جوابك مرة ثانية بعدين .. ارتاح اللحين
طـلع نايف بينما فراس رجع يكمل شغله .. لؤي : ناوي تقول لا مرة ثانية بعد ؟
فراس : لـؤي ! انت اكثر واحد تعرف المشاكل اللي جت على راسي من ورا هالبنت ... مو ناقصني اجيب مشاكل بنتها بعد انا يادوبي ممشي وضعي كذا , ناقصني زيادة مشاكل ؟
لؤي : وش مشاكله يا ابن الحلال ؟
فراس بنرفزة : مشاكل انها رنيم بنت أحمد .. وقفل هالسالفة لان مالك علاقة فيها !
لؤي رفع يده : ملقوف من البداية ليش اتكلم ..
قاطع محادثتهم جوال فراس يدق ... استلم المكالمة : هـلا والله
اشر له لؤي : نازل اجيب لي فطور , تبي شي معاي ؟
فراس اشر له بــ ( لا ) وهو يرجع للجوال ..
هيثم : هلا فيك زود .. كيف الـاحوال ؟
فراس : نحمدالله .. آنت شلونك ؟
هيثم : بخير تسلم ... سمعـت انك مسافر وآبي انشدك متى راجع ان شاء الله ؟!
فراس : انا بالرياض من آمس ... آمرني
هيثم : جد , حلو اجل .. حمدالله ع سلامتك ومايامر عليك ظالم .. بسير عليك اليوم اذا ماعندك مشكلة
فراس : آبد ماعندي مشكلة حياك الله عصر البيت بيتك
هيثم : على خيــر آجل انا نص العصر كذا حكون عندكم
فراس : نشوفك آجل ... يله سلام
هيثم : في امان الله
***
ميهـــاف /
كانت جالسة على مكتبــها .. وأمها جالسة قدامها : ميهاف امي شفيك ؟ من امس من راح بدر وانتي مانتي على بعضك
ميهاف تنهدت بضيق : ماما .. ماتوقعت اشوفه منكسر كذا .. مرة متغير مو نفس ما انا عارفته
ام نايف تنهدت : اكيد بينكسر .. مو شايفه ظروفه
ميهاف هزت راسها بإنكار : كانت شراسته كل هالفترة معاي يخبي فيها هشاشته .. شوفته بهالشكل ماني متعودة عليها
ام نايف : منتي مضطره تتعودين حبيبتي المهم راحتك
ميهاف نزلت راسها : آمس ... قلت اني راح ارجع معه
ام نايف فتحت عيونها : نعـــم !!
ميهاف عضت ع شفايفها : بس هو رفض .. شايفه ماما بدر اللي انا عارفته مستحيل يرفض ..
ام نايف : يا ميهاف املكي عمرك .. اللي تركتيه بالمنطق لا ترجعين له بالعاطفة !
ميهاف : بس هذا زوجي يمـه .. مفروض دعمته أكثر من كذا ..
ام نايف بعصبية : ميهاف مو شفتيه امس تدمرين اللي اشتغلنا عليه كل هالفترة ! خلاص هذا بدر بيتعدل لاتحوسين السالفة
ميهاف تنهدت : مو عارفه ماما ليتني ماشفته ... مخبوصة من آمس
ام نايف : انا رايحة آشوف الغداء .. وانتي هدي بالك مصير كلش يتصلح
***
وللمرة المليون تطيح من الكنبة .. لكن هالمرة رجع وعيها وهي تفرك عيونها وتتثاوب , استوعبت فجأة ان فراس نام هنا آمس !! تعدلت بوقفتها وهي تطالع الساعة 11 .... طاحت عيونها على باب الغرفة المسكر وهي تحاول تحزر اذا موجود او لا ..... طقت الباب بعد تردد ... رجعت تطق .. تنحنحت : احم احم ... فراس ..؟.... راح ادخل ...
فتحت الباب بتردد وهي تطل براسها وتتنهد براحة لما حصلت السرير فاضي ومرتب .. دخلت وريحتـه كاسيه المكــــان وكـأنه ساكن بالغرفة مـن زمان .. تنهدت وهي تسحـب لها خيار للبس عشـان تنزل لتحت وتونس نفسها بدال هالكتمة فوق .. حتى انها ماعادت مرتاحة مثل قبل بوجودة وتركيزه على كل صغيرة وكبيرة .. قبل تنزل انتبهت لأن الشقه فيها حوسه لاتكاد تعتبر لكن عقب امس رجعت ترتبها كلها وترش فواحه بالبيت قبل تطلع .نـزلت والجو هادئ بهالوقت من الصباح والكل بالدوام ... انتبهت لآبو عبدالرحمن وآم فراس برا بالحديقة برا يتسلون بفنجال قهـوة دخلت المطبخ تجهز لها كاس قهوة وهي تسحبه معها وتطلع لبرا وتنطق بنشاط : صبـــاح النور والسرور
ابتسمـوا لما شافوها : صباح الخير .... الله يسعد هالوجه
ابو عبدالرحمن : افطرتي آبوي ؟
غادة وهي تجلس : ماني مشتهيه بصراحة كاس قهوة يكفي
ابو عبدالرحمن بعتاب : هذا اللي تاركتس هزيلة كذا .. آكلي زين خليتس بصحتس
غادة : ماني آقصر يبه والله بس الفطور ما اشتهيه على طول خصوصا وانا اصحى متآخر دايم
ام فراس كانت مركزه عليها وكانها تفحص ملامحها عقب آمس ماتمالكت نفسها : كيف نومـــتك امس ؟
غادة فهمت مقصد ام فراس خصوصا وهي المتسببه بهالظروف .. وماكان في يدها الا تقول : كويسة
ابو عبدالرحمن : نورة العيال كلهم مداومين اليوم ؟
ام فراس : آيــــه كلهم مداومين الله يوفقهم .. ( نطقت بتردد ) عمي يقولون انك آمس تكلمت مع بدر عند بيت عمه
ابو عبدالرحمن تنهد : آيه تكلمت معه .. وحالته ما اعجبتني ابد , واليوم بعد ناوي اروح اشوفه بما انه مايرد على تلفونات احد
ام فراس : آيه عمي الله يطمنك رح شفه .. انا مره مب عاجبتني حالته ومن طرده فراس معاد شفته ومايرد علي ولا شي
ابو عبدالرحمن : الله يهديهم .. بدر طموح انا عارف وافكاره مو سيئة وبشوش بس انه يعصب وينفعل بسرعه وهذا اللي معكر صفو الناس معه شوي بس ماعليتس انا ماني راجع لبيتي قبل تنحل هالمشكلة
غادة كان جوالها بيدها تلعب فيه باصابعها ... التفت لها أبو عبدالرحمن : غدَي .. فيه مكان بخاطرتس تروحين له شي ؟
غادة : مكـان ؟
ابو عبدالرحمن : آيـــه مكان .. حديقة ملاهي بر , آنتي اشري بس انا حالف اطلعتس
غادة وهي تعدل جلستها : لبى قلبك عمي والله .. طيب انا نفسي آشوف الثمامة , دايم يحكون عنها و .. وبخاطري يعني
ابو عبدالرحمن : بــــس ؟
غادة بحماس : آيه بس
ابو عبدالرحمن : ولا يهمتس .. بس تخلص مشاكل عيالي اللي ماتخلص ويتسنعون كلهم اوعدتس اطلعتس هالطلعة قبل ارجع
غادة بمزح : إن شاء الله ماتخلص مشاكلهم عشان ماتروح
ابو عبدالرحمن : ههههههههههههههههههههههههه كل هذا ؟
غادة : وآكثـــر وربي مبسوطين فيك عمي .. ليتك تجلس هنا على طول
ابو عبدالرحمن : الشطـارة فيتس لاتقطعين زوريني على طول
غادة بقهر : وهو بيدي ؟
ابو عبدالرحمن : آيه بيدتس ليش مب بيدتس !
غادة ابتسمت وهي تنطق : إن شاء الله ( كملت بحماس ) عمي انا ابي اطلب منك طلب ومستحية اخاف تردني
ابو عبدالرحمن : افا ! ماعاش من يردتس آمريني بس
غادة : آبي اعزمك على العشاء عندنا فـوق .. ببيتي يعني
ابو عبدالرحمن : ولا يهمتس حاضر ..
غادة : تسلم لي يا أحلى عم بالدنيا
ام فراس : ههههههه تصدق حتى انا ماعزموني للحين ... كويس اللي بنشوف عشاء غادة !
انفتـح باب البيت .. ودخلت اسماء وياسمين وآنس , رفعت غادة طرحتها مباشرة بينما جو وسلموا على امهم وجدهم , غادة استنكرت وجه اسماء مافيه حتى ذرة مكياج : اسوم تعبانه ؟
اسماء بضيق : لا مافيني شي بس اختبارات هالفترة شوي صعبة
غادة : يووه .. الله يوفقك حبيبتي بس بالراحة شوي
انفتح الباب مرة ثانية وصـول فراس , اسماء عقدت حواجبها : متى رجع فراس ؟
ام فراس : بدري عليك ! من آمس راجع
التفت له اسماء وهي تسلم : حمدالله على السلامة
فراس وهو يسحب له كرسي ويجلس : ويـنك آمس كله ؟ لا تصدميني وتقولين تدرسين
اسماء تنهدت بضيق : معناها لاتصدق .. انا رايحه غرفتي امس مانمت كويس بنام
مشت بطريقها وهي تنتبه لسوالفهم وكلام فراس : اليوم دق علي هيثم بيزورنا عصر
ام فراس : غريبة تو جاي قبل كم يوم
فراس : راعي اصول شافني رجعت من السفر قرر يقوم بالواجب
اسماء وقفت مكانها وهي تتحطم تدريجيا ... كملت طريقها بسرعة للبيت ثم صعدت لغرفتها وهي ترمي شنطتها وعبايتها وتتحرك بتوتر في المكان .. عصر بيجي وبيفسخ خطوبتهم !! عضت على اصابعها وهي في حالة هلع مو عارفة شتسوي ... سحبت جوالها وهي تضغط بتوتر على رقمه مافيه رد .... مرة ثانية حاولت ماحصلت رد .. رمت الجوال وهي تحضر راسها بيديها وتبكي بقهر ... معقولة خلاص هذي نهاية القصة .. لكن رجعت توقف بتوتر لا لا لا مستحيل يخلص كلش هنا .. حنا حتى لسى مابدينا
***
عقـــب الغداء /
كان ابو عبدالرحمن مع فراس ولؤي عقب الغداء يشربون الشاهي .. وين ما أبو عبدالرحمن اخيرا نـزل بيالة شاهيه وهو يطالع لؤي : وش رايك في بنت محسن .؟ الرجال صديقي وآمون عليه وماعليه خلاف
لؤي كبس عيونه : رايي فيها ليش ؟!
ابو عبدالرحمن : ليش يعني ابخطبها لك !
لؤي همس دون نفس : الله يكفينا شر الناس اللي مركزه في حياتنا اكثر منا
ابو عبدالرحمن : اص ولا كلمة ! انا اقولها لمصلحتك انا رجال وافهم ... الوحدة ماهيب زينة وماتجيب الا الدمار
لؤي تنهد بضيق : الوحدة مملة اوك .. بس بالنسبة لي عادلة اكثر من ازعاج كله نفاق
ابو عبدالرحمن : شف المهبول وش يقول ! قبلك فراس حلف انه مايعرس وبالاخير فهـم واعرس .. ( التفت لفراس ) أنطق فهمه
لؤي التفت لفراس وهو يبتسم بسخرية : وانت حاط فراس قدوة لي اللحين من هالناحية ؟ ههه اوكيه
فراس تنحنح : انا طالع انام لي ساعتين قبل العصر .. خذوا راحتكم
ابو عبدالرحمن نزق فيه : ويــــــــــــن ! انثبـــر جالس اتكلم , ليش ماتساعدني فيه ؟
تنهد فراس : يبه هو لو يبي يتزوج يتزوج مايبي بكيفه ... من انا عشان اقنعه ولا اجبره
ابو عبدالرحمن : لا يكون تعقدت عقب مارفضتك اسماء ... يا ابوك اذا خاطرك فيها لهالدرجة انا اعطيك اياها
لؤي ابتسم على بساطة التحزير استجمع هواء المكان وهو يتسند على الكنب ويشبك يدينه ببعض وهو متربع : اسماء مخطوبة يبه ...
ابو عبدالرحمن : افسخ خطبتها ! انت بتكون احسن واضمن من هالغريب اللي مانعرف طينته ...
لؤي هز راسه : آفهم من كلامك انه اهم شي اتزوج .. واللي ااشر عليها موافق حتى لو كانت مخطوبة وحرام الخطبة على الخطبة ؟
ابو عبدالرحمن : لعيـونك اللي تبي ... آنت اشر وبس , حتى لو مخطوبة انا عيالي مايجلس بنفسهم شي
لؤي هز راسه ..... فراس اللي كان يتابع النقاش نطق بتحذير : لـــؤي !!
لؤي : لا فراس ... اتركني واللي يعافيك ( طالع جده ) انا خاطري بوحده يبــه ... اكثر من أي شي بهالدنيا آبيها وانا شاريها .. لا تشوفني اجتماعي واموري تمام انا فيني عزلة ماتتخيلها .. ومايحل هالعقدة فيني غيرها .. بس مستحيل انطق اسمها إلا اذا اخذت منك كلمة آنك تجيبها لي
فراس تنهد وهو ينـزل راسه من منقلب المحادثة ... اما ابو عبدالرحمن تغيرت ملامحه لاستنكار : لؤي انت تحب ؟
لؤي : لا حشى ماني احب .. انا عاشق .. وهالعقدة فيني من الزواج لأني مابي غيرها
ابو عبدالرحمن حس الموضوع جدي وهو ينقل نظره بين لؤي اللي يطالعه بقوة وفراس اللي وضح ع ملامحه الضيق وهو يوقف ويطلع مباشرة دون تعليق ... ابو عبدالرحمن تنهد : قول منهي ؟
لؤي بتشديد : ماعطيتني كلمتك ... اذا ماراح تجيبها لي ماراح اقول
ابو عبدالرحمن : كيف حبيتها آول ؟
لؤي : حبيتها لأني بحياتي ماحسيت احد حريص علي كثرها .. ومحد اهتم فيني كثرها ..
ابو عبدالرحمن بدت الريبة تتملكه : سعودية ؟
لؤي هز راسه : عربية وبس
ابو عبدالرحمن : كيف قابلتها ؟
لؤي : لا تحــاول يبه .. وخلاص الظاهر انت مثلك مثل غيرك ماراح تساعدني .. ولا راح اعاتبك ! بس لا تتجرأ تفتح معي موضوع الزواج لآني اذا ماتزوجتها ماراح اتزوج غيرها
ابو عبدالرحمن تنهد : يا بوك ... واضح انك مقابل هالبنت وشبعان منها , والعلاقة اللي تجي قبل الزواج تفسده
لؤي وقف : تامر شي ؟
ابو عبدالرحمن بضيق : سلامتك ...
طلع لؤي مباشرة وهو يحس بتحطيم من كلش .. ليش رجعوا يفتحون له طاريها .. بصيص آمل ل 5 ثواني وعقبها اختفى . . ركب سيارته وهو يسند راسه على الطاره وارهاق من كل مكــان .. كانت متحمسة لآهله ودايم تسأله عنهم , ويا خيبة اهله اللي طلعوا مايتمنون يشوفون طيفها حتى ..
عــند فراس /
اول مادخـل وكان نيته يتهرب من هالنقاش اللي انحدر فجأة ... حصل امه بطريقه : راح لؤي ؟
فراس : لا ماراح بس انا صدعت والنوم مسكني فطلعت
ام فراس ابتسمت : روح نام اجل , نوم العوافي
فراس وهو يطالعها :فجأة صار نومي يرسم كل هالابتسامة ع وجهك !
ام فراس : كيف نومتك آمس عسى ارتحت ؟
فراس مباشرة : لا ! ولا راح ارتاح الا لين ترجع غرفتي ... بس الله يهدي من كان السبب
ام فراس بضيق : يعلم ربي اني اسوي عشانك اكثر من قدرتي .. وش آبي انا غير مصلحتك وانت تعيش مبسوط مع مرتك
فراس :.. انا رايح انام
ام فراس : يله نوم العافية .. واحسب حسابك ترا العشاء عندكم فوق
فراس التفت وحواجبه تعقدت فوق تعقادها : مناسبة ايش ؟ مناسبة ان اللي فوق شيف بخمس نجوم مثلا ؟
ام فراس : هي عزمت جدك وجدك انبسط ووافق .. خل يوسع صدره
فراس ضيق عيونه : حضرتها صارت تعزم على كيفها ! وانا رجل كرسي ماتاخذ شوري ؟
ام فراس : هاو كلها عزيمة وش صار .. ما يحتاج نقاش بعد
فراس شد على شفايفه وهو يصعد دون يرد ... اول مادخل الشقة ماحصلها قدامه بالصالة , كان لصالحه وهو يدخل غرفة النوم مباشرة لكن بطريقه انتبه لها تطلع من المطبخ وبيدها صحن كوكيز وبيدها الثانية قطعه تاكلها .. ماتدري ليش دق قلبها بلحظتها وهي تحس نفسها مو وحيدة هنا وفيه شخص يطل .. ابتسمت من قلبها : جيت ؟!
فراس كانت يده على مقبض الباب تكتف وهو يسند ظهره على الباب : آيه جيت .. سمعت انك عازمـة اهلي على العشاء هنا ؟
غادة بحماس : آيـه .. قلت مايصلح يعني مانعزمهم
فراس هز راسه : اهـا .. عيب مانعزمهم ؟ آيه معك حق عيب ... بس تدرين وش العيب اكثر ؟ نعزمهم على طبخك اللي ماينبلع اصلن !
غادة ببساطة : مايخالف نجيب من مطعم !
فراس تقدم من عندها خطوتين وهو يسحب صحن الكوكيز من يدها ويجلسه على الطاوله : لا يا شـــاطرة .. ( مسك كتوفها وهو يمشيها قدامه تدخل المطبخ ) خلي منك البلع وتعلمي لك كم طبخة تبيضين بها الوجه . . لأنه فيه شرطين للعشاء هذا .. اولا مافيه مطعم ثانيا يكون عشاء لذيذ .. ( كمل برواقة ) وياويلك ثم ياويلك ياغادة لو يكون العشاء مايسوى .. سامعة يا راعية الواجب ؟
غادة كبست بعيونها وهي تنطق بتردد : نهائي مافيه مطعم ؟
فراس : مره ثانية فكري قبل تقدحين من راسك وتعزمين !
غادة : على فكـرة انت حكمت على طبخي من مره وحده .. وكان لذيذ بس احترق لاني انشغلت
فراس هز كتوفه : مب مشكلتي .. خلي العشاء يجي بس وينحط على الطاولة اقل من 5 اصناف غير المقبلات و غير التحلية !
غادة فتحت عيونها : خمس اصناف بس حنا مو واجد !!
فراس ببرود : حنا كريمين واهلي يستاهلون
غادة بحلطمة : بس واجد ..
فراس وهو يعطيها ظهره يطلع : انا بنام مابي حس عشان ما تسوين بدل الخمسة عشره
غادة ضربت براسها مباشرة بالطاوله وهي تحس بقهر : من وين اسوي خمسة ! واجد ! اصلن ما اعرف خمس طبخـات .. افف ببكـــــــــي ..
***
مدينة الملك فهـد الطبية ... كانت هيثم ومجموعة من زملاء الطب بالكافتيريا للغداء /
مراد : دكتور ايش رايك بعملية فيصل اليوم ؟
الدكتور : عملية خطيرة مرة ان شاء الله يكون قدها ( التفت لهيثم ) ايش رايك انت ؟
هيثم وهو يجلس كاسه : آحسها بتفشل
مراد : يمـــه منك اسكت ! ماتقول آحس الا يطلع صدق
هيثم حس كتوفه : إحساسي .. المهم انا بروح للمخزن ابي كم غرض للصيدلية
وقف وهو يتوجه للمخزن وجواله بيـده .. عقد حواجبه وهو ينتبه ل ( 4 مكالمات فائته من A قبل ساعة ونص ) تنهد بضيق وهو يفتح جواله بيرد عليهـا نخزه احساسه لشي وراه .. ماكان فيه صوت ولا غيره بس هالإنسان حواسه ماعمرها نامت .. التفت وكأنه عارف انها موجودة .. كانت واقفة بمساحة معقولة لكن دون تتكلم أو شي ... وكأنها كانت خايفة تهمس باسمه .. خايفه من ردة فعله .. وبين هالنار ونار انها خايفة تخسره وهذا اللي ماراح تتحمله .. كانت عيونها تلمع بيأس وهي تشوفه بنظرته الباردة ناحيتها ويدينه بجيب معطفه الطبي .. نطقت بصوت يرتجف باكي : لا تطالعني كذا ... لا .. لا تسوي فيني كذا .. انا ( شهقت شهقة مكتومة ) ادري انك ماتبي تشوفني .. ادري انك زعلان مني .. ادري انك بتجي عصـر تفسخ خطوبتنا .. ادري اني ماني كثيره .. بس هذا كل اللي عندي .. هذا كل اللي اقدره .. شاسوي عشان اصلح كلش شاسسوي !
عقد هيثم حواجبه من ثرثرتها الغريبة .. كانها تهذي .. وبمحاولة يائسة تتمسك , تنهد هيثم بيأس وهو ينزل يدينه ويرفع راسه : طولي بالك شوي ..
اسماء اللي كانت ماتدري وش جالسة تقول : ماااني مجنونة ..انا بس بس مقدر اتركك ... انا بس مو فاهمه والله ...
تنهد هيثم بقلة حيلة .. تذكر أنه بالبداية كان قلبه المذنب وقت تعلق بطفلة , كان يعرف من البداية ليش فجأة صار يتجاهل هالمعلومة .. استغفر ربه وهو ينطق : تعالي وراي ..
اسماء سكتت وهي تطالعه : ويـــ..ـن ؟
هيثم وهو يفتح باب المخزن قدامه : هنا !
اسماء نقلت بصرها بينه وبين الباب .. وهي واقفة بمكانها دون تتحرك ..
زفر ياشر لها تدخل .. مشت بخطوات مرتجفه حتى تدخل المخزن المظلم .. ماعدا من نور خفيف وتكييف وسكر الباب وراه ... اسماء تلفتت على المكان واخيرا طالعته وهو واقف قدام الباب ...
هيثم ونظراته تمسحها من فوق لتحت .. كانت نظرة غريبة عليها نظرة اربكتها ... : انا ابيك اسماء .. تبيني ابطل افسخ الخطبة ؟ اوهبيني نفسك هنا واللحين !
اسماء توسعت عيونها وهي مو مستوعبة كلامه .. زادت رجفتها وهي تنتبه له يخطى خطوه لقدام وعيونه معلقه فيها ..هيثم رفع حواجبه : ليش تبعدين ؟!
اسماء : شتسوي ... انا .. ( بلعت ريقها ) ماقصدي كذا
هيثم بتشديد مباشرة : بس انا قصدي كذا .. واللحين ماراح تطلعين , ليش تعارضين ؟ انا خطيبك مو ؟ معناها مابينا هالحواجز
مــد يده ناحيتها هنا تحرولت مباشرة وهي تجلس على الارض وقلبها تقطع من البكاء : لا تكفـــى .. انا ماني كذا .. لا ماني كذا ... انت بعد مو كذا ..
جلس هيثم قدامها القرفصاء : أنا كذا ... وانتي كذا
اسماء قاطعته : لاااا لاتقول كذا انا غير .. انا ..( ماقدرت تكمل وهي بتموت من البكاء )
وقف هيثم وهو يبعد عنها ويرجع نبرته للطبيعي : فهمـــتي قصدي ؟
اسماء رفعت عيونها وهي ما استوعبت .. هزت راسها بلا ...
تنهد هيثم : وقت تكوني مستهترة بهالشكل .. وتطلعين كاشفه ودون اعتبار معك محرم او لا , بيجي يوم تطيحين بهالموقف
اسماء وهي تحس بانهيار داخلي .. ماعمرها حست بخطر زي هاللحظة : ....................
هيثم : انا ماجلست اقسى عليك هالفترة لان اكرهك ..ولا جلست اعاتبك واهاوشك ببلاش .. انا اعاتبك عشان تصيرين احسن مو عشان اتركك ..
اسماء عضت على شفايفها وهي تنطق : ..... اليوم يعني .. ماكنت راح .. تسحب خطوبتك ؟
هيثم هز راسه بـلا .. قامت على رجلها وهي تطلع مباشرة وتسحب رجلها وكأن اللي صار سحب كل طاقتها العقلية والجسدية ... طلع هيثم وهو يطالعها تمشي بالممر لحد ما اختفت تنهد وهو يرجع لداخل يكمل شغـله ..
اما اسماء رجعـــت للبيت وهي تصعد لغرفتها وتجلس قدام المراية .. وهي تطالع نفسها ومو مستوعبة قصده .. تعلمت بالطريقة الصعبة لكن خوفها كان متملكها ... سندت راسها على الكومدينه وهي تفكـــر مليون مرة باللي صار ..
***
بيـت نايف /
دخــل البيت عصـر تقريبا .. انتبه لها جالسة رجل على رجل بالصالة ومسندة راسها على يدها ورنيم ويزيد وفهـد يطالعون التلفزيون , و عبدالرحمن ومشعل بهزازتهم منسدحين بهدوء ...
تنهد وهو يتنحنح : احم احم يـا أهل الدار
ركض له فهد ويزيد : باااااااااابا
فهد : ناااااااااااااااايف
نايف : ما شاء الله وفهد هنا بعد ؟
ابتسام : ههههه امك اليوم مشغوله وجابته يتسلى مع العيال
نايف : شي حـلو .. احم ابتسام ممكن دقيقة ؟!
تركوهم بالصالة وهي تدخل المطبخ : راح اجهـز غداك يا قلبي استرح بس لحد مايجهز
نايف : كلمت فراس اليوم
ابتسام التفتت له بانتباه : آيــــه ؟ ووش صار ؟
نايف : قال ماراح يتكلم بهالموضوع وجدي عنده بالبيت .. راح ارجع اكلمه وقت يرجع جدي
ابتسام : ليش وش يفرق ؟
نايف وهو يجلس : ما أدري يمكن ماحب يلعوز الجو وجدي فيه خلاص اتركيه ع راحته اللحين وقت يرجع جدي لي كلام ثاني معاه
ابتسام : خوفي يكون يراوغنا بس
نايف : اقول إبتسام ..
ابتسام وهي قدام الفرن وتحرك الطبخة : لبيك
نايف طلع ظرفين لها : شوفي لي هالظرفين
عقدت حواجبها وهي تمسح يدينها بالمنشفه وتاخذه وتفتحـه .. فتحت عيونها وهي تشوف دعوة لدار الأوبرا في باريس : ايش هذا ؟!
نايف : لي ولك ... خل نغير جو ونروح نروق شوي .., وبعدين باريس مو بس كذا مطاعم فاخرة ودور ازياء وكل حاجة نفسك فيها
ابتسام عضت شفايفها : العرض مغري مـــره
نايف : وماراح يفوتنا !
ابتسام تنهدت : نايف حبيبي والبزران صعــبة نتركهم ..
نايف : قصدك ماراح تروحي ؟!!!
ابتسام : لا مو قصدي كذا تماما ... بس فكر فيها بعقل راح تشوفها مو مضبوطة
نايف بضيق : وحنا صرنا ملجأ اطفال خلاص ماعاد يساير نطلع مكان ولا نتنفس
ابتسام : ملجــأ اطفال ؟!
نايف بضيق : آيه ملجأ اجل مالنا الا سنة وشوي متزوجين وببيتنا 5 بزارين ! وين الواحد يتنفس اصلن
ابتسام : كانك تتكلم عن عيال الجيران ؟!
نايف: انسي خلاص راح اروح لحالي
تو بترد ابتسام دخل فهد المطبخ : إبتسام الفديو خلب
تنهدت ابتسام وهي تلحـــقه تشوف مشكلة الفـــديو ... وهي انسانة معطائة , ومتعة بانسبة لها كثر زوار بيتها بس الظاهر نايف مايفكر بنفس الطريقة ..
***
عـــند فراس /
صحى عصــر من قيلولته على صوت عالي برا صوت قدر طايح ... فز من نومته وهو يعض ع شفته ويمسك راسه وينطق بيأس : الله يهـــديك يايمه !! نهض مباشرة وهو يشوف الساعة العصر بيأذن قريب ... لبس ثوبه وهو يستعد للصلاة وطلع وهو ينتبه للحس من المطبخ ... وقف مكانه وهو ينتبه لها تكلم بالجوال ..
: ابتســـام حرام عليك ساعديني ... انا بعمري ماسويت غير كبسة آبوي والمرحوم راح عمره كثر ماكلاها محروقه ... شاسوي كيف اسوي 5 !! .................. صدق تسوينها انتي .؟! ( تراجعت ) لا لا لا هوني .... هذا سكن مخاوي الله لايبلانا يعرف كلش ( رفع فراس حواجبه وهو يسمع الراي الصريح ) .............. افففف اكرهه وش هالعذاب مايسوى علي عزمت صار لازم اسوي مدري ترليون طبخة ! ...................الله ييسرها بس هذا انا بالمطبخ لي ساعة مدري شاسوي ............... انتي اهم شي ارسلي لي كم حاجة تحسين وحدة غشيمة مثلي بتعرفها ... شكراا حبيبتي
سكرت وأول ماسكرت انتبهت له يمر مرور الكرام .... قاطعته : فراس فراس !
فراس وقف : نعــم ؟ خير ؟ شتبين!
غادة كبست عيونها شفيه يتكلم كذا .. قررت تروق الجو وهي تتميلح : قيلت كويس ؟
فراس : انتي بس احمدي ربك اني ماطلعت اطربق القدر اللي طرحتيه على راسك !
غادة بملامح آسف : اوه صحيتك ؟ ... آسفة طاح دون آحس
فراس : هاه وبعدين وش تبين اللحين !
غادة وهي تتعكف بربكة : بمناسبة العشاء يعني ... الثلاجة مافيها مرة ( كملت بحماس وهي تضم يدينها سوا برجاء ) خل نطلع السوبر ماركت !
فراس دون نفس : أرسلي اللي تبي برسالة وبوصي السواق !
غادة باحباط : لاااااا .... ما اعرف وش ابي لازم اشوف ( ارمشت بعيونها مرتين بحركة طفولية ) خل نروح سوا
فراس : لا مرة واثقة انا راح نطلع سوا ؟
غادة برطمت : وش فيهـا يعني ؟!
فراس : فيهـا اني مابي اطلع معك !
غادة بقهر : وليش يعـني ؟ مابي اطلع لحالي ومحد راح يطلع معـي ... وبعدين ناسي انك انت اللي تبي 5 مدري مليون طبخة ؟
فراس : لا مانسيت .. ومو ناسي ان بخاطرك تطلبينها من اختك جاهزة بسني مخاوي سكن ماتقدرين !
غادة طارت عيونها ... وهي تبلع ريقها ... ثم ضحكت بتوتر : هههههههه مين قال ؟!
فراس قزها بنص عين وهو يطلع مباشرة دون يرد ... ارخت غادة كتوفها باحباط : يمه من وين سمع ! افففففففف وانا احش براحتي
***
بيـــت ابو نايف /
نـزلت ميهاف اخيرا من غرفتها وهي تدخل المطبخ وتلقي تعليماتها للشغاله : الحقيني بكاس قهوتي للحديقة برا
كان بيديها كتاب وجوالها وشاحنها , جلست بالجلسة مع نسيم هواء الليل حست بانتعاش شوي , حطت رجل على رجل وهي تقرا الكتاب وكانها تشغل نفسها بقصص غيرها .. حتى لو قصص وهمية ...
: حلــــوتي ؟!
رفعت راسها وهي تنتبه لابوها .. ابتسمت : بابا ؟ غريبة بالبيت بدري كذا ؟
ابو نايف سحب له كرسي وجلس : راح تصدقيني لو قلت اني راجع بدري خص نص عشانك .. بس لاتقولين لامك ! لاني ماعمري سويتها عشانها
ميهاف : هههههههههههه .. ولا يهمك ماحقولها , بس ليش عشاني ؟
ابو نايف تنهد : اليوم عطوني استبيانك ... وتسجيل الموظفين بدا وبغيت اسالك وش قررتي ؟ شاسوي ؟
ميها وضح على ملامحها التردد : ........... مو بدري اللحين ؟
ابو نايف : بس انتي من زمان كنتي ناوية تتوظفين .. وزرتي الشركة وشيكتي , ليش ماقررتي للحين ؟
ميهاف بحيرة : مـا آدري بابا ...
ابو نايف : اذا جالسة تعتبرين بدر بقرارك ماراح تقررين ابدا ... انسيه وقرري الشي اللي راح يونسك
ميهاف مباشرة : لا بابا .. اساسا هو آخر مرة قالي .. قالي نفس كلامك .. قالي اسوي اللي اشوفه احسن
ابو نايف : كذا تمام .. اجل ليش ماقررتي ي بابا
ميهاف : لأنه حتى لو قالي كذا .. يضل هو بخاطره ما اشتغل ( تنهدت ) وانا مقدر اسوي شي مو راضي عنه .. فـ راح اخذ الشغل المنزلي اللي قلت لك عنه
ابو نايف ماحب يضغط عليها : متأكدة من قرارك ؟
ميهاف : آيه متأكدة .. ( كملت بربكة ) ههههههههههه اساسا انا وين واني اصحى بدري واداوم وين ..؟ انا يادوبي اخلص جامعتي وانسى الصبح ودوامه ...
ابو نايف : على راحتك ابوي .. وانا مابي غير راحتك
ميهاف : تسلم بابا ...
***
اثناء زيارة هيثـــم لبيت فراس .. كانت اسماء منغلقة بغرفتها وماتبي تسمع شي عن هالزيارة .. كانت في مرحلة ( خزي الذات ) ........ حتى ان هيثم استغرب مالها حس حتى برسالة .. لكن هذا طمنه انها اخيرا بلشت تفكر ..
وسط سوالف هيثم وفراس ... انسحب ابو عبدالرحمن لداخل ..
ام فراس : عمي ليش ماقعدت معاهم ؟
ابو عبدالرحمن وهو يجلس : ماجازت لي جلستهم وسوالفهم ... قلت اجي واجلس مع بنياتي ( ابتسم ) ياسمينة قلبي وش تسوين يا جدي ؟
ياسمين ابتسمت بخجل : اسوي سوارة .. ( التفتت لغادة ) غادة ماتبين تسوين معي ؟
غادة اللي كانت جالسة تتقهوى مع ام فراس ... دخلت ابو عبدالرحمن دخلت براسها فكرة . .. ردت ع ياسمين بضيق مصطنع : لا حبيبتي مالي خلق سوي لحالك
ابو عبدالرحمن : افا ! ليش مالتس خلق ؟
غادة بتمثيلية متقنة : مافيني شي عمي .. بس ضايقة شوي
ابو عبدالرحمن بقلق من قلبه : تخسى الضيقة ... قولي وش فيتس !
غادة وعيونها لمعت : .. مافيه بس .. خاطري أروح السوبر ماركت مع فراس اليوم .. بس شكله مشغول وماقدرنا
ابو عبدالرحمن بعصبية : مشغول وين ! اساسا هالولد من جيت وهو بشغل ... لازم يحس انه صار عنده زوجه ولازم يعطيها وجه لا يا ابوتس ازهليه انا اسنعه لتس
غادة ابتسمت داخلها بانتصار دون تغير تعابيرها ( اوريك كيف امثل ع امك ! بختصر وبروح لجدك ) : لا لا عمي لاتقوله شي تكفى .. انا خلاص مو ضروري اروح يعني كنسلتها ...
في هاللحـظة دخل فراس بنص جسمه للبيت: يمه الرجال راح وصيهم ياخذون الصواني ... وانا طالع تامرون شي ؟
ابو عبدالرحمن : ويــــــــــن رايح !
فراس عقد حواجبه : رايح لوين ما أروح ... ليش تبي شي يبه ؟
غادة لحظت ماشافته دون مبالغة .. ندمت ع خطتها كلها وتمنت انه فعلا مايقولها , حست عقلها طار لثانية ونست منهـو فراس بيسود عيشتها .... نزلت راسها وهي تهمس لابو عبدالرحمن : عمـي خلاص !!
ابو عبدالرحمن : آيــــه ابي ... ليش ماتودي مرتك للسوبر ماركت ؟!
فراس ضيق عيونه في غادة وهو عاض لسانه لاينطق شي قدام جده : .........................
ابو عبدالرحمن : ماترد ليه ؟ المسكينة خاطرها تطلع معك ونسها وش فيــــها ؟
غادة رفعت عيونها لوهله تحزر وكانت نظراته تتوعدها ... بلعت ريقها وهي تنطق : لا عمي شفيك انا مابي شي اصلن هونت !
ابو عبدالرحمن بفزعه : لا تخافين منه !! وانت لعد تخرقها بعيونك جالس اشوفك ترا ....
فراس شد شفايفه مع بعض لا يقتلها وهو ينطق بين اسنانه : اخلصي البسي عبايتك نروح ....
غادة بلعت ريقها وهي تحس ابتسامته المصطنعه تخوف اكثر : مو ضروري والله .. شكلك مشغول
فراس بنبرة عادية لكن تحمل في طياتها تهديدات : غادة .. عبايتك اعجلي
غادة حست نفسها بتبكي وهي تدعي ع نفسها دايم موديه حالها بداهيه ... تو بتروح تلبس عبايتها وقفت وهي تلتفت لجدها : عمي تكفى روح معــنا نتسلى فيك والله
ابو عبدالرحمن : ههههههههههههههه تسحبوني انا الشايب معكم ؟
فراس : لا . ( التفتوا له مستغربين ال – لا – الحافة ... ابتسم باصطناع ) تخرب على غادة اللي تبي تطلع معي لحالي ..
غادة بلعت ريقها وهي تتمنى تموت ولا تطلع هالمشوار ... : طيب ياسمين حبيبتي انتي صغيره عادي تعالي نشتري لك حلاو واجد ؟!
جت نبرته الصارمة : غـــادة ! انا في السيارة اطلعي .. ( كمل ) ولحالك !
غادة صعدت تجيب عبايتها وهي بكل خطوه تلعن نفسها مليون الف مرة .. وفوق المليون ترليون مره ... خذت عبايتها وهي تمشي ببطء تاخر قد ماتقدر .. طلعت برا وهي تنتبه لسيارته وهو مسند راسه والنظاره الشمسية مخبية عيونه , نزلت دموعها من كرهها لنفسها والموقف اللي حطت نفسها فيه ... من ربكتها ماعرفت تركب لين ضرب البوري حتى صفرت اذنها وفتح الباب القدامي من داخل .... هنا سحبت نفسها غصب وهي تركب ...
فراس اللي كان يعد متى تجي تو بيتكلم طبقت يدينها ببعض وهي تنطق بهلع : آســــــــــــفة ! اسفة اسفه اسفه اسفه .... خلاص؟ انا حيوانة وسخيفة وبزر وماوراي سالفة واصلن اصلن اصلن انا كنت ناويه اقتل نفسي دون تقتلني .... يله مع السلامة ماله داعي تاخذ وحده تافهه مثلي معك ( وفتحت الباب بتطلع بصدق .. وقفت من اثر مسكته لطرحتها اللي خنقت رقبتها حتى دخلت بنوبة سعال )
فراس : سكري الباب خل امشي !
غادة سكرته وهي لازقة بالباب وعاضه شفايفها من غبائهـــا ..
فـراس بهدوء وهو يسوق : قدهـا ؟
غادة ردت مباشرة : لا والله مب قدها ... مانيب قدها مدري كيف سويت كذا ! غبية ما افهم ... وانت عاقل , بتشره على بزر مثلي ؟
فراس : اقربي
غادة بخوف : هـاه ؟
فراس وهو ياشر بيده : اقربي مقدر اوصلك !
غادة بلعت ريقها : ليش تبي توصلي ؟
فراس مد يده بحركه سريعه بصعوبه حتى وصلها وهي حرفيا نصها مو جالس ع الكرسي وسحب اذنها حتى جلست طبيعي على الكرسي ... كانت عيونه قدامه وبيده الثانية يسوق ... ويد لاوي فيها اذنها ويحركها قدام وورا مع كلامه : مو عشاني صرت انام فوق تدخلين جو وتسوين لي هالحركات ..... مو عشان جدي معطيك جو تحسبين انك تقدرين تفلسفين متى مابغيتي ! تراني معبى منك من آمس وساكت ع قولتك بزر وماينشره .... بس عقلي مب كبير لهالدرجة ...
غادة كان شده لاذنها مؤلم بجد لانه كان حاط كل حرته فيها : اذذذذذني اذذننننننني آي آي آي
فراس : يبلاها بقطعها هالاذن وهاللسان مرة وحده ونخلص من بزارتك كل يوم والثاني طالعه لي بسالفة !
غادة وهي ماعاد تستوعب من شده لاذنها اللي ما افلتها الا وقت وقف قدام السوبر ماركت بكل قوته حتى ضرب خشمها بالدرج اللي قدامها : ااااااااااييي !!!
فراس وقف السيارة وهو يرخي المرتبة حتى صارت منسدحة : الساعة اللحين 4 و اربعين دقيقة .. تصير وخمسين راح ادخل لو ما احصلك قدامي تحتريني احاسب ماراح تمضي على خير ... مع انه بكل الاحول ماراح تمضي على خير بس ارحمي نفسك شوي !
غادة : انزل لحالي ؟
فراس : اخــــلصي عندي من المشاوير ماهو كافيني !
غادة نزلت وكانتها تنتظر الخلاص من أول .. فراس كان يطالعها وهي تدخل السوبر ماركت وتفرك اذنها بيدها وينطق : يقالها حصلت لها فزعه اللحين !
دخلت غادة السوبر ماركت وهي تاخذ لها شهيـــق عميق وطويل .... ثم شمرت كممتها وهي تنجز بسرعه قد ماتقدر اللي تحتاجه ... كان هدفها من هالمشوار يكونون سوا يشترون لكن انقهرت وخاب ظنها هذا هو في السيارة وهي لحالها ... كان ماراثون التسوق وهي تسابق انفاسها تلحق على كل الاقسام قبل يخلص الوقت وكانها مسابقة ...
في الوقت تماما بالكاد قدرت تكون موجودة .... وكان توقيت قرينتش مباشرة حصلته داخل ..
نطقت بانجاز : هي هي ... قدرت اسويها بالوقت !
تجاهلها تماما وهم واقفين عند المحاسبة وعيونه على العربية اللي كانت معبـاه تماما : قدرتي تاخذين هالجبل كله بعشر دقايق ؟!
غادة وهي تاشر له بابهامها علامة ال (OK ) : قدها !
اثناء مالمحاسب يدخل الاغراض فجاة قاطعه فراس وهو ينتبه لكومة بطاطسات وشوكلاتات وحلويات : لحظة لحظة لحظة ... شيل هذا كله مانحتاجه !
غادة شهقت : ليــــــــــش !
فراس : راح تعشين اهلي على قراطيس ؟!
غادة باحباط : ابيها لي انا !
فراس : انتي قدرك تموتين جوع ! ( نطق دون نفس ) اخلص علي حاسب !
غادة حاست بفمها ( الاخلاق تجارية ! كل هذا عشان سوبر ماركت ) !! كان كل شوي يقاطع المحاسب وهو يشيل أي شي مايحسه ضروري .. أي نوعين جبن يكنسلها وياخذ واحد ... ومن كلش سوا سالفة وغادة رغم الكفاح والنقاش مافازت وهو يتجاهلها ويشيل ... والجبل الكبير صار 3 اكياس بالكاد .. اول ماطلعـوا بالسيارة نطقت غادة بقهر : ليش شلت نص الاغراض ؟!
فراس والاخلاق قافله : الخلا ولا يكثر ! لا صرتي تحاسبين من فلوسك اشتري السوبر ماركت بكبره
غادة بهمس قهر : بس كان نفسي فيها ..
فراس : عشان تطبخينها وتحرقينها ؟! اسراف اتركيه لغيرك اولى
غادة سكتت وهي تطالع الطـريق ... سألت : عادي اشغل المسجل ؟
فراس : لا !
غادة : لو سمحت ..
فراس : قلت لا !
غادة باصرار : طيب بتكلم معك اجل ...
شغل فراس مباشرة وكانه يبعد من هالخيار .. كانت أغنية ايجابية لحمود الخضر ( اضحك )
ابتسمت غادة : هالاغنية تجيب انتعاش ! تحسسك الحياة حلوه بجد
سكرها فراس مباشرة ... غادة بقهر : ليــــــــــش !
فراس وعيونه على الطريق : يغنون بصوت جماعي ان الحياة حلوة وقد ايش يحبون الحياة ! مثل هالسخافات تطلعني من طوري ..
غادة بكلمته هذي رجعت تستوعب الحزن اللي بعيونـه .. كان يطالع الطريق ويده مسند عليها ذقنه , والوسامة ماكانت الا تصوير لهالإنسان ... ماتدري ليش رجع خافقها يضرب له بهاللحظة بالذات ردت : ليش يعـني ؟ هم بجد يحبون الحياة وبحقهم يغنون
فراس : مو شرط ! مشكلة هذي الايام ان مافيه أي شي يوحي بالصدق والاستقامة .. ومحد يحب الحقيقة ومحد يبي يعترف بها وبالعكس يجيبون نقيضها ..
غادة : على حسب .. وقت يكون الإنسان عايش حياة كويسة ليش يكره الحياه ؟ والعكس ..
فراس دون نفس : معناها انا قاسي عشان اقول كذا ! فكيني عاد .. ! اففف
غادة وهي تتأمله : إنسـان يدينه دافيه كذا مستحيل يكون قاسي ....مهما كان كلامك ..
فراس عقد حواجبه وهو يستنكر كلامها والجو فجأة .. حتى ان صوتها تغير .. التفت ناحيتها وتعابيره مستنكره الوضع كلـه ..
غادة اللي كانت مأخوذة بالجـو ..وعيونها بعيونه : ساعات اسأل نفسي كيف هالحياة كلها تختصر نفسها بعيون هالإنسان القاسي ؟!
فـراس وكلامها لأول مرة تتكلم معه كذا ... حتى ان نظرتها غير ولمعة عيونها الطفولية غيـــر .. : ..............