" تشابتر خمسة وأربعين "
إحدى لحظات السلام في حياتنا هي تلك التي ندرك فيها أن امرا نرغب فيه ليس مقدرا لنا , فنتوقف عن السعي وراءه , ونحرر أنفسنا من الرغبة في إمتلاكه
-سهام العبودي
هيثـم استوعب ان فراس وسارا صفحة سوداء .. لكن مو مستوعب كل هالحقد واذا هي انطردت من شركته ؟ يضل حاقد للحين ..
فراس بحدة : الظاهر اني استعجلت بالموافقة ؟
هيثم استجمع ثقته : لا ما استعجلت .. مو عارف ايش جاب طاري المخلوقة فجأة , لكن معرفتي فيها ايام بعثتي بامريكا كانت زميلة دراسة
فراس : وزميلة دراسة قبل 4 سنين للحين تحجز لها باسمك للسعودية ؟!
هيثم رفع حواجبه : جالس تفتش وراي ؟
فراس : اذا انا بوافق على خطبتك معناها ادخلك لبيتي وعرضي واسراري وخصوصياتي ! اتوقع شي طبيعي افتش واطلع أولك وتاليك !!
هيثم : اخوك بدر الشمري وراح ترفضني عشان علاقة زمالة ؟! حتى بغير هالسالفة انا دكتور .. اتعامل يوميا مع ممرضات وكتورات ومريضات
فراس بحــدة : اتكلم عن سارا ! لاتراوغني .. وأخوي ما أقدر اختاره بس زوج اختي اقدر !
هيثم تنهد : كل الموضوع زمالة .. ومثل مافتشت عن الحجز تقدر تفتش على جوالي ما أتصلت فيني من فترة واتصلت الشهر اللي فات تطلب حجز باسمي وماشفت فيه ضرر من هالطلب فوافقت , واللحين اتوقع رجعت وماعاد يربطني فيها أي شي
فراس ظل يطالعه فترة كأنه يلتمس صدقه .. ثم نطق باريحية : ماراح اطلب منك توعدني لان اللي يقدمون وعودهم قبل افعالهم هم اللي مايوفون وعودهم اصلن ! .. لكن أي تواصل معها بالمستقبل وقتها ماني ملزوم فيك لا انا ولا اختي
هيثم ( اوف ! لهالدرجة ؟ ) : .... " تو بيتكلم رن جواله .. عقد حواجبه باستغراب من المتصل " عن اذنك
فراس : خذ راحتك
رد هيثم : هلا نايف ؟!...." عقد حواجبه " شفيك هد شوي !! " ارتفع صوته " نعــــــــــم ؟!!! ..... لا ماني في المستشفى ! جايك جايك ... خلاص مسافة الطريق بس .. " سكر السماعة "
فراس : عسى ماشر ؟!
هيثم : ان شاء الله خير راح اروح اشوف شصاير... اعذرني على جيتي فجأة دون موعد ..
فراس : الله معـك
طلع هيثم مباشرة .. أول ماطلع كانت غادة عند عتبة الملحق وبيديها القهوة مر من جمبها مباشرة طالع , اما غادة تنهدت بارتياح اللي راح دخلت المجلس وفراس كان واقف بيطلع ..: القهـوة ؟!
فراس : ماتشوفينه راح ؟ دخليها اذا صحت امي شربتها معها ..
غادة هزت راسها : ان شاء الله
فراس عقد حواجبه وهو يطالعها لفتره وملامحها مخبوصه .. نطق : شكان صاير قبل اجي ؟!
غادة بلعت ريقها : هو كلمني فجأة قال عند الباب .. و ..
فراس : فجأة ؟! دون سبب .. شمسويه انتي ؟
غادة بقهر تبي السالفة تخلص خصوصا بعد قسوة هيثم اللي معد صارت تستغربها : انا اكره هيثم لأنه شديد ومعقد ومنظم بزيادة فلمحت لأسماء ماتوافق عليه ولما هو عرف عصب علي ... اوك ؟ واللحين حلوا عني رجاء
فراس نفخ فيها : وليش تزفرين !! جاوبي بحجم السؤال .. ماقصر فيك أجل انتي وهاللسان اللي يبي له قص
غادة عضت على شفتها : ما قصدي ازفر او شي .. بس هذا اللي صار
فراس بتحقير : تستاهلين ماجاك .. اخوك فاهم انك عنز ماتجين الا بالهواش والسب
كمل طريقه لداخل البيت اما غادة جلست على عتبة الملحق وهي تنزل الصينية جمبها .. ودمعتها نزلت مباشرة , تو هيثم كان على وشك يضربها بس مانزلت دمعتها .. بس هو ابسط كلمة منه تضايقها وتخنقها .. مسحت دموعها بطرف كمها وهي تحس بكئابة .. كئابة من حياتها حتى اسماء راح تتركها اللحين وتعيش حياتها .. تنهدت بكئابة وهي توقف وتشيل الصينية وتسحب رجلها لداخل البيت ..
أمـا فـراس صعد لغرفته .. وقف عند الشباك وهو يفك مقدمة ثوبه انتبه لها مازالت جالسة بمقدمة الملحق ومغطية وجهها .. سكر الشباك بتجـاهل لها ..
جلس على مـكتبه يخلص شغله قد مايقدر .. لكن عيونه كانت مركزة لأول مرة على صورة بمكتبه .. موجودة بمكتبه من سنين فنادر يتأملها ... صورة له مع بــدر وأنس قبل أربع سنين , أنس تغير بجد .. كان عمره 10 سنين اللحين 14 وملامح المراهقة وضحت فيه أكثر .. امـا بدر كان كالعادة ماشي على نظام السكسوكة الدارج وقتها .. كان هو الشخص اللي ماتغير بهالصورة للحين ..
اثناء تأمله لبدر المبتسم حتى بانت اسنانه .. ظل يستوعب الفجـوة اللي دايم يحس بها بينه وبين بدر بالذات !؟ يمـكن لأن بأول ايامه وبحياة أبوه كان بدر طفل .. بينما فراس المراهق وقتها كان مولع بأبوه لحد الإنشغال عن غيره .. تنهد وهو يتذكر بعد وفاة أبوه مباشرة /
( فراس 20 سنة ... بدر 12 سنة )
بعد أيـام العزى مباشرة .. كان فراس جهـز لسفرته برا , باس راس أمه بينما اسماء اللي كانت 11 سنة وقتها مكتـئبة من وفاة ابوهـا فجأة .. وجالسة بصمت تراقب امها بفترة حدادها تودع ولدها وتنطق بمحاولة اخيره واهنه : ماتقدر تجلس شوي بعـد ؟
تنهد فراس وهو يطـالع ياسمين وأنس .. أنس عمره سنتين , بينما ياسمين تو تمت السنة , ( الله يسامحك يا يبه )
سحب شنطته دون يرد .. لأن الجواب غص بحلقه طـلع من البيت .. كان بدر يمشي مع مجموعة من ربعه تو راجع من المدرسة وشنطته على كتفه .. أول ما انتبه لفراس ابتسم : مسافر ؟
فراس استوعب وقتها أن بدر طول فترة العزى ماشافه .. ولا يدري حتى وش ردة فعله : ............ مداوم اليوم؟
بدر وهو يرفع شنطته : ايه مو شايف ؟ " ألتفت لربعه " يله سلام اشوفكم بكره
فراس : المدرسة معـطينك اجازة خمسة ايام .. ليش ما ارتحت ؟
بدر طالع فراس لفترة والهالة السوداء تحت عيونه واضحه .. ثم شاح بعيونه : مافيني شي ليش اغيب ؟
فراس : كم لك تداوم ؟
بدر : غبت أول يوم بس ...
فراس فتح عيـونه ماعرف كيف يسأله .. يمكن لأنه من سافر لأبوه ماشاف بدر إلا قبل سنه واللحين كأنه أول مره يشوفه حتى انه تغير فعلا : .................................
بدر رجع يبتسم : يله توصل بالسلامة
قبل يدخل بدر : بــدر ..
التفت بدر لفراس اللي كان يطالعه وأخيرا قدر يصيغ كلامه : أنت بخيــر ؟ كيفك هاليومين ؟
بدر بشكل طبيعي : شنو شايف انت ؟
فراس : شايفك متبلد .. " انخنق وهو ينطق " اللي ميت أبوك بدر !
بدر تنهد وعيونه مارمشت : الله يرحمه .. بس لازم اسوي سعادتي بنفسي ! محد فاضي لي هالأيام !
فراس بحدة : مايهمني سعادتك اللحين ! اذا ماعندك احساس جامل .. غب وأنثبر بالبيت عشان مايقولون ابو فراس نسوه بسرعه !!
بدر رفع حواجبه : ماراح اجامل احد .. وراح انهي اي كلام مايعجبني اسمعه زي التعزيه ! أولى ماعلي نفسيتي .. ولأن لنفسي علي حق بتغاضى عن كل شعور ممكن يقلب مزاجي
ودخـل مباشرة ...
فاق فراس من هالذكرى ... مايدري ليش احتلته فجأة ؟! يمكن لأنه مقتنع انه مفروض له ردة فعل وقتها .. مفروض تعامل مع الموضوع بدل يسافر تارك كل شي وراه .. مفروض ما نفر منه لمجرد كونه كبير .. تنهد بضيق وعيونه تنتقل لصورة أبوه : لو مكاني وش كنت سويت ؟ كيف اخليك ترفع راسك فيه ؟
سند راسه على كرسيه وعيونه بالسقف .. لربع سـاعة , ثم رجع يصلب ظهره وهو يفتح جـواله ويدق على " عمي أبو نايف "
***
أثنـاء شـوطه المليون بالممر ينتظر أحد يطـلع يطمنه ... أول ما انتبه لهيثم بالممر توجه ناحيته مباشرة
هيثم بخوف : شصــاير ؟! ابتسام فيها شي
نايف بهلع : مدري .. جينا هنا ركض و استلموها وطلعوني وعقبها ماشفت إلا ناس يدخلون ويطلعون وابر و ..
هيثم مسح على ظهره : ارتاح ان شاء الله خير .. شيكت على الدكتوره اللي معها شاطرة , بس كيف صار كذا ؟ ولادة يعني ؟
نايف وضميره يتقطع : لا .... ظهرها ضرب بالطاوله وماعاد عرفت توقف
هيثم وقف وهو ينتبه للدكتوره تطلع توجه ناحيتها مسرع : طمنيني دكتورة شصاير ؟!
الدكتورة تنهدت : لا حمدالله .. بس ظهرها فيه شعر .. وأنت دكتور فاهم وش هذا يعني
هيثم تنهد : ايوه فاهم .. شكرا دكتورة , متى نقدر نشوفها ؟
الدكتورة : اللحين اذا تبغى ولو انت دكتور
هيثم : لا قصدي زوجـها معاي هنا
الدكتورة : تقدروا تشوفوها مافيه مشكلة
هيثم رجع لنايف : ظهرها فيه شعر .. معناها لازم تلازم السرير هنا تحت الرعاية
نايف : وماراح يأثر هالشي على ولادتها ؟!
هيثم بضيق : مقدر اكذب واقولك لا .. ممكن يسبب تعقيدات عشان كذا اتركها تلازم المستشفى
نايف : اقدر اشوفها؟
هيثم : أيـوه تفضل
دخـل نايف وهيثم الغرفة .. كانت ابتسام مستلقيه ابتسمت ابتسامة صفراء تطمن فيها وجه نايف اللي كان منخبص ,
نايف جلس جمبها على طرف السرير وهو ينزل لراسها ويبوسها وينطق بربكة : شلون شايفه نفسك ؟
ابتسام رفع يدها وهي تمسح على خده : مافيني شي حبيبي لاتخاف
هيثم نطق يلطف الجو لأن نايف كان فعلا مربوك : وأنتي يالنفلا ماتقدرين تريحين نفسك شوي ؟! لازم تركضين وتشتغلين وانتي حامل !
نايف زاد تعذيب ضميره .. تو بينطق يشرح الوضع الحقيقي وذنب ولده , لكن ابتسام نطقت قبله : ههههه تعرفني لازم اشتغل بس انا الغلطانه الكرتون هذا ماتوقعته ثقيل كذا
هيثم عقد حواجبه : كرتون ؟ " طالع نايف " مو على اساس ظهرها ضرب ؟
ابتسام تداركت الوضع ونطقت على طول : ايوه الكرتون كان ثقيل فاختل توازني وطحت على ظهري
نايف وعيـونه تلمع دموع حابسها من الرعب اللي عاشه قبل لحظات .. كان يتأملها وهي تتكلم طبيعي وتضحك مع هيثم .. وقف فجأة
ابتسام التفتت له : وين ؟
نايف ابتسم ابتسامة صفراء : بطلع اتنفس هوا شوي
ابتسام : اطـلع بالمره شوف يزيد بالبيت من الخبصه نسيناه .. لحاله حرام
نايف طالعها لفترة كأنه يحاول يفهم وش تفكيرها .. ثم طلع دون يرد : ....................
هيثم ابتسم : نيالك ياشيخة ابو الشباب ضايعة علومه من وراك
ابتسام ابتسمت : عقبال ما اشوف علومك ضايعة يارب
هيثم رفع حواجبه : بسلامتي ان شاء الله !
ابتسام : هههه ان شاء الله
هيثم : انا لازم اروح اللحين .. متأكدة انك بخير ؟
إبتسام : أيـــه روح شغلك مافيني الا العافية
عـند نايف /
كان جالس على مقاعد حديقة المستشفى ومختلي بنفسه .. يحتاج وقت مايكلم احد وبس يفكر ! يستوعب قد ايش تمادى يزيد ؟ يستوعب لو هو مارجع وش كان ممكن يصير ؟
دق جـواله .. طالع المتصل " أبوي " , تنهد ورد بصوت مبحوح : هلا
ابو نايف بقلق واضح : شفيه صوتك ! يعني صدق ... شصاير دق علينا يزيد خايف ويقول رحتوا المستشفى .. شفيها ابتسام شصار ؟
نايف : يبه .. يزيد بالبيت لحاله ولاعليك أمره خذه ولاتخليني اشوف وجهه لين ترجع امه وتاخذه معها
ابو نايف : انهبلت ؟؟ شدخل الولد اللحين !
نايف انفجر: دخله انه هو السبب !! تصرفاته ماعاد اتحملها .. هو اللي دفر ابتسام حتى طاحت
ابو نايف : لا تقول ؟!
نايف بقهر : هذا اللي صار .. واللحين انا مابي اشوف وجهه ! ينقلع من قدامي لحد مايتربى
ابو نايف بمراعاة لحالة ولده : هد اعصابك اللحين .. راح اخذه وانا وامك بنجيك , كيف ابتسام ؟
نايف : معها شعر .. راح تضل تحت رعاية المستشفى لحد الولادة لأنه .." كمل بخنقه " يمكن تصير فيه تعقيدات بولادتها
ابو نايف : لا حول ولا قوة الا بالله .. أي مستشفى ؟
نايف : مدينة الملك فهد الطبية .. عند اخوها عشان يتوصون فيها
ابو نايف : زين ماسويت .. يله انا جايك اللحين
نايف : ان شاء الله ..
سكر نايف السمـاعة وهو يرجع لغرفة إبتسام .. فتحها بهدوء وتردد كانت نايمة تنهد براحة وهو يدخل ويسكر الباب وراه , سحب له كرسي بهدوء وهو يجلس جمبها .. يده اليمنى ارخاها على بطنها .. ويده اليسرى حضنت يدها المتركز بوسطها غذاية .. رفع يدها لخده وهو يتأملها بحب .. نطق بهدوء وهو يتأملها : ماراح اخذلك اكثر من كذا صدقيني .. ماراح اتركك للأيام تشكين .. بكون على طول جمبك .. بكل وقت .. لو تدرين بس هاللي بصدري قد ايش جالس ينحرق عشانك .. ينحرق قد مايحاول يلحق مثاليتك .. ولا يقدر .. قد مايحاول يقولك اللي بخاطره ويعجز .. وبالأخير مالي الا ادعي لك عقب ما استودع قلبي معك ..
***
أثنــاء الغداء /
فراس براس الطاولة كالعادة .. واسماء وغادة فوق يتغدون لحالهم ويقررون تجهيزات لاسماء بحماس ..
ام فراس : انس اليوم مو تروح الجيران وتنسى دروسك !
انس بكئابة : اصلن مايبوني .. ماراح اروح
ام فراس : يؤ شفيه حبيبي زعلان ؟ متهاوشين اجل ؟
انس : لا انا ابغاهم .. بس هم مايبوني عشان فيه واحد معهم متهاوش معي !
ام فراس : صير اللي يبغاه منك غيرك عشان تحصل غيرك اللي تبغاه
فراس : إلا خلك على حالك ! لاتغيرك نفسك لاحد .. مايبغونك زي ما انت اجل طقاق يطقهم .. تصرف مثل ماتبي ولا تفكر تبرر لاحد , سامع ؟
انس بكئابة : ايه بس مابي اجلس لحالي
فراس : تجلس لحالك ولا تقعد مع ناس كل يوم يقابلونك بوجه
فجأة نزلت اسماء مسرعة لعندهم : هاااااااااااااي !!
ام فراس : هلا ؟! تغديتوا
اسماء بدلع : ايوه شبعنا تسلمي مامتي
انس : مو لايق الدلع لك خليه لأهلك .. يكفي صوت البزران حقك اللي مو لايق لشكلك
اسماء : ازعجتوني بصوتي ترا ! يعني صوتي مايناسب شكلي وشكلي مايناسب عمري وعمري مايناسب تفكيري وتفكيري مايناسب المجتمع !! وين انقلع بالله ؟
فراس وهو ياكل : بقريح واللي يعافيك .. ازعجتينا مالك خمس دقايق من نزلتي
اسماء : ايوه لأن ابغى ماما شوي فوق
ام فراس : يا اسماء مافيني حيل اصعد .. تبين شي قولي هنا
اسماء : حاجة برايفت ماما .. مقدر اقولها قدامهم
فراس باستحقار : انتي عندك خصوصيات اللحين ؟
اسماء تخصرت : ايوه .. طايحة من عينك اجل ؟
دق جوال ام فراس .. اشرت لهم : هشش خل اسمع .. " ردت " هلا والله .. يامرحبا ومسهلا .. كيفكم شعلومكم ؟ حنا حمدالله بصحة وسلامة ... وشهو ! .... لا والله ماسمعنا ... يوه يوه .. وشخبارها اللحين ؟ ..... لاحول ولاقوة الا بالله ....... لا خلاص اكيد بجيك عصر ان شاء الله .... لا والله ماتدري شكلها ماقالت شي .... ايه اكيد ..... اشوفك ع خير
سكرت السماعة وعلى وجهها علامات الكئابة : غادة شتسوي معك فوق ؟
اسماء : جالسين انا وياها نتمشى بالنت... شفيك يمه ؟
ام فراس : ابتسام بالمستشفى نقلوها اليوم
شهقت اسماء : شفيها ! " كملت بفرحة " ولدددددت ؟؟
ام فراس : لا .... معها كسر خفيف بظهرها
اسماء برعب : لا تقولين .... وكيفها اللحين ؟
ام فراس : بالمستشفى ... والله يستر بعد ولادتها قربت والظهر منطقة خطيرة , الله يعينها ويعين نايف بعد مسكين تقول امه منخبص من الوضع
اسماء : غريبة غادة ماتدري ..
ام فراس : اسماء واللي يرضى عليك قولي لها انتي .. انا والله مكربني اقولها
اسماء : لا يمه ماراح اعرف .. تعرفيني بهالمواقف مقدر اركب كلمتين على بعض
ام فراس طالعت فراس : ليش ماتقولها انت ؟
فراس وقف بنص لقمته : اقولها شنو ؟ منها لأختها مالي علاقة بعلوم الحريم !
ام فراس : وش علوم حريمه ! قولها بس ان اختها بالمستشفى
فراس : انسوا ... هذا اللي ناقص بعد !
ام فراس : خلاص حقولها انا .. " وقفت " مامنكم فايدة انتو .. واولكم رجلها
اسماء شهقت : يمه ! خفت يوم قالت رجلها .. " طالعت فراس " مب لايق لك رجلها والله
فراس قزها بنص عين : طمنتيني أجل ... وبعدين ! " كمل وهو يطالع مكياجها البرونز الجديد " ماتعرفين تتمكيجين لاتخوفينا الله يرضى عليك
اسماء : شعرفك ياحبيبي ؟! هذا موضـــة
فراس : امحق
اسماء تنهدت بضيق وهي تجلس : اكيد امي قالت لها اللحين ياعمري بتزعل وهي كان مبسوطة
فراس وقف وهو يمسح يده : حمد الله
صعـد لفوق قاصد غرفته .. لكن وقف لوهله عند غرفة اسماء وهو يسمع صوت امه : تعلمي الصبر حبيبتي مو كل يوم حلو والامور ماتصير زي مانبي على طول
غادة : ابغى اروح لها ماترد علي !
زفر فراس ودخل غرفته وهو يسحب كم ملف عشان يطلع للمستشفى وعقبها الشركة .. وقف وهو ينتبه للشــال الاورنج بنفس مكانه للحين , بحالته الصعبه ذيك ساعدته قد ماتقدر ... واللحين ؟! " نفض افكاره مباشرة " اللحين شنو تحمد ربها وش عندها !
طلع وامه قدامه : حنا رايحين اللحين للمستشفى مع السواق نزور ابتسام .. انت طالع ؟
فراس : ايه عندي كم شغلة بخلصها
ام فراس : تودينا معـك اجل ؟
فراس : ودي بس متأخر مره .. وبعدين انا جايب سواق عشان افتك من هالمشاوير اللي تقطع شغلي على الفاضي
ام فراس : خلاص راح نقول للسواق
فراس نـزل وهو يطلع مباشرة .. اما اسماء تنهدت وهي تشوف أمها تنزل مع غادة بعباياتهن .. اسماء بمواساة لغادة : ان شاء الله راح تكون بخير طمني حالك
ام فراس : اسماء حنا رايحين للمستشفى .. انتبهي لاخوانك لحد ما اجي !
اسماء : ليش ماراح اروح معكم ؟
ام فراس ماعطتها وجه وهي تطلع مباشرة : مو اللحين بعدين !!!
اسماء ضربت برجلها بقهر : اففف بزر انا اجلس مع البزران ؟! " ضرب عقلها " لحظة ! هيثـــــــم ؟!! يؤ يؤ ياعمري بيكون زعلان " قبضها قلبها وهي تطلالع جوالها من جيب بنطالها " غبية مافكرت غبية !
جلست ترتب افكارها وهي تحاول تكتب له رسـالة /
( صبـاح الخير .. كيف حالك ؟! : (
سمعت باللي صار لابتسام .. ان شاء الله كلش تمام ؟!
تو ماما وغـادة طلعوا يشوفونها "( انا كان بخاطري اروح معاهم بس لازم احد يجلس بالبيت ..
يله ماراح اطول عليك .. طمني على حالك اهم شي "( )
***
بعـد ماخلص من المستشفى وطلع .. ركب مع سايقه لحد ماوقف قدام شركة أبو نايف , دخل وهو يوقف عن السكيورتي اللي نطقوا مباشرة : تفضل حياك
دخل وهو يسلم : السلام عليكم
أبو نايف افلت الأوراق اللي بيده وهو يلتفت له : وعليكم السلام مرحبا ومسهلا .. حياك يا ابوك
جلس فراس : كيفك شخبارك ؟ ونايف شخباره ؟!
ابو نايف : حمدالله ماعليه .. تو مريت المستشفى وشفته وتركت امه عنده وبخير
فراس : حمدالله اجل
أبو نايف بتردد : و ولؤي ؟ شخباره ؟
فراس : على حاله والله ... مدري ليش منهار هالقد بصراحة ! فقررت اتجاهله هالفترة لحد مايعين نفسه بنفسه
ابو نايف بكئابة من هالموضوع : الله يعين ..." تحنحن " المهم ؟! قلت لي على التلفون ان الموضوع ضروري آمر
فراس : جاي اكلمك عن بدر ..
ابو نايف بعصبية خفيفة : والله انا ماحبيت اجيب طاريه لك عشان ما اقول حكي مايعجبك ! بس هالولد واستهتاره حسابه عندي عسير
فراس : بدر مو مستهتر ياعم ! بدر اناني تعود ان المكان اللي يكون فيه مملكته سواء بشهرته او بيته او علاقاته ... عموما هذا كله غلطتي وانا جاي هنا اصلح الغلط !
ابو نايف : كيف يعـــني ؟
فراس : الشجرة اذا نشأت غلط وكبرت وصارت عوجة صعب جدا جدا تعدلها .. وهذا اللي صاير مع بدر بس انا راح اعدله بالطريقة الصعبة !
ابو نايف تنهد : الله يصلحه ويهديه بس ..
فراس : ادري اني اللي راح اطلبه منك اناني ... بس ابي منك تتجاهله وبنتك نفس الشي , اعتبروه جدار وحسسوه انكم ماتبونه خلاص
ابو نايف عقد حواجبه : وبعدين ؟
فراس : وبعدين انا بشوف شغلي ... واذا ماتعدل وقتها ماراح الومك في اللي تسويه عقبها
ابو نايف تنهد : يصير خير .. والله بدر ماعليه رجال وطيب وانا عارف بس له حركات
فراس : يله اخذت من وقتك .. تامر شي ؟
ابو نايف : سلامتك الله يحفظك .. لاتقطع
فراس : ان شاء الله ... يله سلام
***
فتحت ابتسام عيـونها وهي تنتبه لنايف جالس على الكرسي ومتسند على يده ويتأملها .. ابتسمت بخفه : وبعدين ؟
نايف هز كتوفه : ما مليت والله وانا اطالعك .. لو مال كان ذلفت
ابتسام : ملابسك من امس ؟ ليش ماترجع البيت تغير وترتاح شوي .. من امس وانت صالب طولك
نايف كشر : البيت ؟! مكان منتي فيه ماله طعم مابي
ابتسام : والمستشفى له طعم ؟
نايف : ايه له طعم .. اليوم افطرت وجلست اتأمل وحده حامل تفطر ذكرتني فيك حتى شكت اني احبها !
ابتسام : هههههههه لا حبيبي ارجع البيت وخل مني العين الزايغة !
نايف : طرده كذا ؟
ابتسام : ايوه طــرده مافيني شي انا .. وبعدين يمكن اطول على هالوضع راح تجلس حارسني يعني ؟
نايف كشر : كئبتيني خلاص بقوم .. راح اشتري لي ايسكريم تبغين ؟
ابتسام : خل الممرضة تسمعك بس
نايف : شاسوي ؟ مقدر اشتري لك راحه بس اقدر اشتري لك ايسكريم
ابتسام : لا حياتي فيه العافية .. بس بجد ابيك تطلع ترتاح مضايقني انك جالس للحين
نايف تنهد وهو يوقف : يله بترتاحين من خشتي انبسطي
ابتسام ابتسمت : اوك
نايف انحنى وهو يمسح على راسها ويبوسها : يله ياقلبي ... اذا احتجتي شي كلميني
ابتسام : الله معاك ..
تو بيطلع نايف قابل ام فراس وغادة قدامه مباشرة ... ابتسم بانتعاش : هلااااا وغلا ! كيف حالك خالة ؟
ام فراس : حمدالله بخير جعلك بخير .. كيفك انت شمسوي الله يعينك ؟
نايف : حمدالله ان شاء الله خير ... " انحنى من قدام الباب " تفضلوا حياكم الله
دخلت غادة مباشرة وهي تركض لعند ابتسام : ابتسام ! كيفك حبيبتي شفيك ؟
ابتسام : حمدالله سليمة ... لاتخافين بجد مافيني شي
ام فراس : سلامات ياعمري طهور ان شاء الله
ابتسام : كان ماكلفتي ع روحك خاله وربي مافيني الا العافية
غادة بغضب : يقولون يزيد الكلب السبب ؟ وينه والله لاكسر فيه بدل العظم عشر
ابتسام بعصبية : غادة ! وش هالحكي ؟ بزر ماقصد
غادة : شنو ماقصد !! ولو انه صاير شي للبزر او لك لاسمح الله بتقولين بزر بعد .. والله لو ما تسنعينه هو وامه لانفجر فيك ولا خليهم لي انا اسنعهم
ام فراس : هاو غادة ! وش هالهبال ... حمدالله حصل خير وتراك تتكلمين عن واحد توه صغير
غادة بانفعال : ما اهتم ! ماتدرين انتي ياخاله ؟ هذا مو اول مرة له هالبزر مصايبه واجد ولسانه طويل وهالمهبولة ساكته له
ابتسام : اكبر عقاب له اني ما اكون مثله .. واذا هو بزر يعني اصير انا بزر بعد ؟
غادة بقهر : ونايف وش سوا له ؟
ابتسام رمت غادة بنظرة : غادة خلاص ! " التفتت لام فراس " شخباركم ؟ واسوم بنتنا عاد شخبارها ليش ماجات ؟
ام فراس : هههههههه بخاطرها والله بس قلت لها تجلس
ابتسام : حرام كان تركتيها تجي
ام فراس : بكرة ام عبدالمجيد بتجي .. وام نايف وناس بيزورونك تجي معاهم اليوم ترتاح
ابتسام : على خير أن شاء الله اجل
غادة جلست باكتئاب وهي بداخلها مقهورة من هالبزر اللي ما وقف عند حده للحين !
***
كان فراس جـالس بمكتبه يخلص آخر معاملاته قبل يطـلع ... وكل فترة يطالع الساعة وكأنه ينتظر شوي , انتبه لصخب شخص برا وهو يفتح الباب ويدخل بانفعال تحت محاولات السكيورتي انه ينتظر الإذن .. بدر بعصبية واضحة : خيييييييييييييييييييير شتحس به انت ؟!
فراس وهو يوقع آخر ورقه : متأخر 5 دقايق " التفت للسكيورتي " اتركه واطلع برا
أول ماطلع نطق بدر بقلة صبر : هي كلمة وحدة .. رجع حساباتي لو سمحت ولعد تتدخل فيني !
فراس : انا جالس ما أتدخل فيك ... عشان كذا اخذت أي حساب انا جالس أموله , تركت لك حساب وظيفتك اللي يخصك مايكفيك ؟!
بدر : ماتقدر تاخذ حقي من هالشركة ! لي حق فيها ماتقدر تنكره .. ولا ترا مليون محكمة ترجع لي هالحق
فراس بحدة : استقراري المادي بالذات ماراح تقدر توصله ! فريح .. واي محكمة راح توضح لك انك اذا ماتشتغل مالك نصيب
بدر : كذا يعني ؟!
فراس : والله يابــدر انا طابت نفسي منك .. ومن الآخر ؟ معاد ابي شي يخصك حولي ! بس اذا تبغى مشروع يرجع لك اللي تبي فعندي لك مشروع ناجح جدا
بدر دون نفس : وهالمشروع شنو ؟
فراس : ابد راس ماله كلمة ونية طيبة .. وانت وشطارتك
بدر ابتسم بسخرية : تتفلسف ! مو بعادتك
فراس وهو يدخل الملف درجه : اللي عندي قلته .. اذا خلصت فض المكان لو سمحت
بدر : ماراح تعرف قيمتي الا عقب ماتفقدني .. وهذا اللي بخاطرك شكله
فراس ببساطة : اللي مايعرف قيمة الشي الا عقب مايفقده معناها مايستحقه ! خلاص انا ما استحقك انقلع
بدر بطريقه لبرا : حياة عفنه صدق !
فراس : يوم عفن معناها حياة عفنة ؟ الله يعينك اجل
طلع بدر وهو يضرب الباب وراه .. نزل لسيارته وهو يحرك مبعد من الشركة ويحس كلش جالس ينقلب ضده
***
اسماء /
تنهدت بملل الساعة صارت 11 وهي مرسلة رسالتها من ظهر .. وللحين مارد , سمعت صوت الباب ينفتح وامها وغادة يدخلون استقبلتهم : بشروا ان شاء الله كلش تمام ؟
غادة : لا حمدالله ان شاء الله انها بخير ..
ام فراس : اخوانك فينهم ؟
اسماء : تعشوا وناموا .. وانا جالسة احتريكم ! لو ماخذيني ابرك
ام فراس : بكرة زيارتها الرسمية وقتها روحي .. اللحين رحنا بس تطمنا ورجعنا
اسماء : حمدالله
ام فراس : اخوك رجع ؟
اسماء : ايه قبل ربع ساعة يمكن وصعد ينام
غادة : يله انا راح اصعد انام .. تصبحون على خير
بطريقها لفوق ... وقفت قبل تصعد للشقة وهي تتوهم انها تسمع صوت , قربت من غرفته بكم خطوة وهي تستشعر المصدر من هنا ... صوت سعلات مكتومة , وبعد حرب السعلات الحلقها " بآخخخ " طالعه من قلبه .. قبضها قلبها وهي تسمعـه .. ( لايكون ماراح للدكتور للحين ؟ ) للحين منظر جرحه براسها ماراح , كان ارعب منظر شافته الجرح صديد وملتهب بقوة .. اذا ماراح راح يكون الوضع خطير ...
قاطع افكارها صوت سعلاته ترجع .. مسكت قلبها وهي منعقدة يدها , ماتقدر تطق الباب راح يكرشها .. وش تقدر تسوي ؟ حتى اذا طقته وش ممكن تقوله ؟ ماهي بموقع يسمح لها تناقشه قراراته ...
تنهدت بخيبة وهي تصـعد , ساعات تحس أنها تقدر تقوله اللي تبي .. بس وقت تتشجع وتصير قدامه يعطيها كلمة يوضح لها ان مكانتها مستحيل تتغير .. احيان تسأل نفسها " لو تقابلنا بغير هالظروف ؟ قد ايش راح يكون الوضع غير " هو عطاهـا سعادة ماحسب حسابها بهالبيت .. لو هو حاسب حسابها ؟ كيف بيكون الوضع غير ..
لو بس اقدر اعرف وش صاير بحياته ..؟ دايم تشوف بعيونه حزن غريب ... من ليلة الفيلا بالسيارة وهي مستشعره وفاهمه قد ايش هالإنسان مجروح ... تزوجها بس عشـان ماتشاركه امه هالجرح .. تتمنى بس لو تقدر تتسلل لقلبه وتفهم وش صاير معـه ؟ .. هذا غير الجرح القديم اللي شافته تحت الجرح الجديد .. معقوله وضعه خطير لهالدرجة ؟ " مسكت قلبها بخوف " معقولة تنعـاد الكرة ؟
***
صبـاح اليوم التالي /
فتحت اسماء عيونـها بكسل اثر اشعة الشمسة المنعكسة على وجهها صرخت بقهر : اففففففففف نسيت اسكر الستارة !!!
سحبت جوالها بمحاولة فاشلة تشوف رد على رسالتها ولا للحين لا ! كبست بعيونها وهي تعدل جلستها " رسالة جديدة من الحب " فتحتها بحمـــاس امس غفت وهي تنتظر رده واخيرا .. كان الرد بالساعة 4 صباحا , يعني عقب نامت :
( كلنا بخير حمدالله )
كبست بعيونهـا مرة .... مرتين ..... ثلاث ! سكرت الرسالة ورجعت تفتحها .... قربت من النت تنتظر النص المفقود يحمل !!! بعد كل هالمحاولات نطقت بقهر : هذا ؟!!! ردههه ؟!!! بسسسس ؟!!!
رجعت تقرا رسالتها بقهر المكونة من خمس سطور كلها حكي .... رد عليه كله بثلاث كلمات !!!!!! فتحت رسالة جديدة وهي تكتب بعصبية :
( صبــاحك ورد ونور ~
وش هالرد القصير ؟!! >.<" , عموما :$
راح اقدر آخذ باقي الرد اذا جيت اليوم ازور ابتسام :$$$ راح تكون موجود مو ؟!! :$$ )
تركت جوالها قريب في حـال رد تركض تشوف الرد , وقفت قدام المراية وهي تتفحص بشرتها وتضبط شعرها .. نـزلت حصلت الكل موجود على غير العادة ماعدا غادة طبعا : صباح الخير ! ما شاء الله الكل موجود ؟
ام فراس : صباح النور .. ايه انا صحيت بدري اجهز ضيافة لزوارة ابتسام اليوم .. يكفي امس مستعجلين ولا قدرنا نجهز شي
اسماء : تبين مساعدة شي ؟
ام فراس : لا خلاص خلصت .. اجلسي افطري " التفتت لفراس " راح اخذ ياسمين معاي اليوم , بس انس صعبة يكون معي
فراس هز راسه : راح اخذه
انس : اتركوني عند الجيران مب مشكلة .. ولا بجلس بالبيت
فراس : راح تروح معي ! لاتناقش
انس استسلم : ان شاء الله
اسماء : ومتى راح نروح اليوم
ام فراس : عصر بإذن الله
دق جـوال فراس .. طالع المتصل الدكتور , تنحنح وهو يقوم : حمدالله .. يعطيكم العافية
ام فراس : تو يمه ما اكلت
فراس : كثر خيرك حمدالله كفيت
طلع برا وهو يرد على المكالمة : هلا دكتور
الدكتور : هلا والله .. كيف حالك كيف صحتك ؟ كيف الدوا معك ؟
فراس : ما آحسه يسوي شي .. هذي ثالث ليلة ما انامها
الدكتور : المسكن هذا مفعوله قوي .. مستحيل نلجأ لاقوى من كذا لأنها تسبب ادمان
فراس تنهد : المهم , انت داق ليش ؟
الدكتور : انا اخذت اجازه اليوم بطلع سفر لبرا اسبوع .. وبالنسبة لفحصك بكرة راح اقدمه اليوم اذا ماعندك مانع ؟
فراس تنهد بضيق : اليوم مقدر .. عقب ساعة عندي ميتينق مهم , مستحيل اقدر امرك
الدكتور : انا برا العيادة اللحين وأقدر اجيك نخلص بسرعة وأطلع , انت فين ؟
فراس : بالبيت .. " تنهد بضيق " مو مشكلة تعال البيت
الدكتور : يله مسافة الطريق أجل .. ربع ساعة وأكون موجود
فراس : ماشي
سكر السماعة وهو يرجع يدخل ويصعد لفوق .. صعـد مباشرة للشقة وهو يفتح الباب , كانت عكس آخر مرة مرتبة ونظيفة , الأنوار طافية وكلش هادي .. طالع غرفة النوم بابها مسكر , فتح الباب الخارجي الخاص بالشقة .. ورجع يجلس بالصالة ينتظر وجواله بيده .. طالع الساعة " 11 " : كل ذاه نوم ؟! وعقب كل ذاه تتحلطم انها مب مرتاحة !! " طالع ساعته ثم رجع للجوال ...
انتبه لأوراق مرمية على الطاولة مكتوب فيها خربشات كثيرة .. من ضمنها سطرين شعر
اخاف اغمض عيوني وان رمشت افقدك
واخاف افتح وتصبح حلم ولا التلقيك
رفع حـواجبه : طلال رشيد ؟! وش عرفها بالشعر ذي
انفتح باب غرفة النوم وهي تفتح الباب بكسل وتفرك شعرها المنتفش من أثر النوم وتتثاوب .. بجامتها فضفاضه طويله باللون السماوي .. مع كم اطول من يدها , كان شكلها بمنتهى العفوية ! ما انتبهت لوجوده حتى وهي تدخل المطبخ تطلع لها كاس وتصب لها حليب وترجع تطلع للصالة .. كبست بعيونها وهي تنتبه له ماد رجله على الطاولة وجالس ! كبست مرة ثانية .. هزت راسها وهي تضحك على نفسها : وقمنا نتهيأ بعد ؟ لا سالفتي سالفه انا
عقد فراس حواجبه : تمشين نايمة انتي ؟
غادة شهقت : يمه !! لا صدق !! " بلعت ريقها وهي تحاول تعدل شكلها " غريبة شتسوي هنا !!!
فراس طالعها بنص عين ورجع لجواله : مالك دخل !
غادة : ............................... " كبست عيونها باستنكار للوضع " تبي شي طيب محتاج شي ؟
فراس : والله الناس الاصوليين يقدمون قهوه .. بس واضح انك يمين وهم شمال
غادة ( يالله وانا ما اقول كلمه الا تنقلب علي ) : عموما ترا فيه دراسة اثبتت ان الناس الذكيه هي اللي ماتتمسك بالاصول وهالاشياء
فراس : وانتي لا ذكاء ولا أصول ... فاغره بالنص !
غادة : مين قال ؟! ذكائي لا بأس به
فراس : ذكائك ينعكس على قراراتك ... انتي شوفي حالك اللحين وقرري اذا كنتي ذكيه ولا لا
غادة رفعت حواجبها وهي تطالعه : مو بس ذكيه ؟! عبقرية والله
فراس ابتسم بسخرية على ردها : كويس .. اقلها مو جاحدة النعمة !
غادة دخلت المطبخ : لا تاكل وجهي راح اجيب القهوه اللحين
جهزت قهـوته ورغم انها ماتدري عن السبب .. الا انها تحس بحيوية لوجوده , حطت الفنجال قدامه وهي تاخذ مسافة وتجلس بالكرسي الفرادي : تفضل
فراس نقل بصره بينها وبين كوب القهوة .. سحب الفنجال باصبعه : تدرين في اختراع من زمن الحطبة اسمه مشط ! طريقة استعماله سهله وبسيطة ترا .. تغرزينه بكشتك وتسحبينه ... عندك علم به ؟!
غادة حمر وجهها من القهر : طيب انت جيت فجأة مامداني امشط !
فراس طالعها بنص عين : كيف وصلت قشتك لهالمستوى اصلن ؟!! يعني لاذكاء ولا ذرابه وفوقها مافيه زين
غادة تنهدت : عندك هواية ذب بالعالم انت ؟
فراس : تقريبا .. تقدرين تعتبرينها زي هواية المشاكل عندك
غادة شهقت : انا عندي هواية مشاكل !!
فراس : مافيها شك .. احس مفهوم الحياة عندك انك تشمرين يديك وتدورين مشاكل
غادة : الله يسامحك والله اني مسالمة .. بس المشاكل ناشبة فيني شاسوي بعد
فراس : لا مسكينة والله
دق جـواله .. نطق بضجر : اخيرا !
وقف وهو يطلع للجزء الخارجي من الشقة .. غادة كبست عيونها : شالسالفة ؟
وقفت وهي توايق تحاول تعرف شصاير .. انتبهت للباب المقفل مفتوح ودخل من عنده دكتور .. رجعت تدخل بسرعة لاينتبه لها ! ابتسمت براحة : اخيراا حمدالله يعني قرر يشوف نفسه !!
دخلت غرفتها وهي تعدل شعرها وتتحلطم : بالله مو قشه لهالدرجة !! حسسني كدش عاد من زين شعـ.. " سكتت وهي تتذكر شعره " افف وهالكلب فيه شي مو زين ؟!
تنهدت وهي ترجع توايق ... غرفة الضيافة مسكرة وماتسمع صوت حتى , تبي تقرب اكثر بس تخاف يطلعون وتبتلش .. في نص تفكيرها انفتح الباب ابعدت بسرعة وهي ترجع تجلس طبيعي
بعد فترة دخل كان تطالعه بتدقيق بس ماتغير شي معه كأن ماصار شي .. تبي تسأل بس ماتتجرأ , خصوصا وانه ماعبرها طلع مباشرة ... تنهدت وهي تهمس بكئابة : اقلها كلمة ؟
***
نـــايف /
كان جالس عندها : تبين موية طيب ؟
زفرت ابتسام بنفاذ صبر : نايف مو سالفة !! كل شوي سائلني سؤال ... صدقني اذا ابغى بقولك
نايف : ههههههههه ازعجتك ؟
ابتسام : بقوه !! احس اذا سكت شوي كاني مطفية مكنسة وربي
نايف : هههههههههههههههه مكنسة مرة وحده حرام عليك
ابتسام وهي تعبانه صدق من ازعاجه لها من فجر : ماراح تطلع ماعندك شغل ؟
نايف : عندي بس مأجله ... ليش ؟
ابتسام : شنو ليش ! ليش تأجله .. روح حياتي وين المشكلة ؟
نايف بغرام : شاسوي بعد اذا راحت اشتاق لك على طول وارجع
ابتسام : دام مشتاق مشتاق .. اجل روح شوف شغلك
نايف : لاتخافين عصر بيجونك حريم وبطلع غصب ! استانسي
ابتسام : مو سالفة ياعمري بس احس انك ضاغط على نفسك هنا
نايف : صدقيني ياحياتي انا هنا عشاني ابي اكون هنا .. " ابتسم ورجع لروقانه وهو يغني " يموت بك من يشوفك لو كان قلبه حجر
ابتسام طالعته بنص عين : ...........
نايف ابتسم : معصبه حياتي ؟
ابتسام بيأس : وبعدين يعني ؟
نايف : اسألك ! عشان اذا معصبه خلاص انقلع
ابتسام : معناها ايه معصبه !
نايف : اوف كل هذا تبين تفتكين مني ؟
ابتسام : من جدك انت ؟ جاي من فجر ... ولما حاولت انام ماعرفت وانت وجهك بوجهي تطالعني .. الاكل ما ارتحت وانت تلقمني وتلعب ! اكيد بعصب
نايف : خلاص اسف بطلع " وقف وهو يطلع .. وقف قبل يطلع " طيب قبل اطلع روقي لاتعصبين
ابتسام ابتسمت بتعب : صح اني معصبه بس مازلت احبك
نايف ابتسم : ارجع ؟
ابتسام طالعته بنص عين : ......................
نايف : ههههههههههههههه خلاص يله طالع .. سي يو حياتي
أول ماطلع بطريقه بين الممرات انتبه لبدر .. ابتسم بوسع : هلااا والله ! تعبان ولا جاي عشاني ؟
بدر ابتسم دون نفس : لا جاي عشانك يامعفن .. كيف حالك كيف امورك ؟ معليش امس ماحصل لي اجي اشوف حالك
نايف : تسلم والله .. انا مافيني الا العافية , انت كيفك ؟!
بدر : يعين الله ..
نايف تنهد : تعال نجلس
***
اجتمع الكل عند ابتسام بغرفتها بحضور الكل تقريبا – ام نايف و أم فراس و ام عبدالمجيد والجيران –
ام صالح : يعني انتي اللحين تعتبرين أي شهر ؟
ابتسام : خلاص التاسع .. عشان كذا عندهم مخاوف اذا الجرح ما انجبر قبل موعد الولادة
ميهاف : يؤ يؤ .. طيب ماتقدرون توقعون على العملية وبس ؟
ابتسام : هذا كلام نايف ... بس الدكتورة تبي تعطي الجرح فرصة يتجبر قبل تستعجل على العملية
ام فراس : ايه كذا أحسن .. والله العملية مفروض تنحط اخر خيار
غادة : بس انا الوحيدة اللي اشوف بطنها كبير بزيادة ؟
ام عبدالمجيد : لا طبيعي والله انا بسجى كان بطني كذا
اسماء : ماتنلامين ! حامل بدب مو بشر
سجى : اذا انا دب انتي شـــنو ؟!
اسماء بدلع : انا قمر
سجى : امحق قمر !
ام عبدالمجيد بصرامة بنفس الوقت مع ام فراس : اسماء وسجى !!
ام نايف : ياوجه استح حتى بهالوضع تتهاوشون
غادة اللي كانت مبسوطة .. أي موقف تتفشل فيه سجى هي متضامنة معه : ..........................
لكن ابتسامتها اختفت وهي تشوف يزيد يدخل .. انقلبت لتكشيرة " نغزتها ابتسام بملامح حادة يعني اعقلي "
ام نايف : تعال يزيد حبيبي هنا
قرب يزيد لام نايف وهو يهمس : جويع ..
غادة كانت تعض اظافرها لاتقوم تسطره .. يعني فوق الوقاحه مافيه حتى اعتذار : ......................
ام نايف : ميهاف حبيبتي روحي معه اشتري له شي
طلعت ميهاف مع يزيد .... سجى اللي عيونها كانت على شنطة اسماء اسماء قزتها بنص عين يعني وش تبين
سجى : اسوم والله حلوه شنطتك من وين ؟
اسماء دون نفس : من محل نسيت اسمه والكرت ضاع ! والهندي مات والمحل احترق .... اوك ؟
سجى : ها ها ها اضحك يعني ؟
اسماء : يفضل لا بعد !
ام نايف : اسماء كل ذاه منك ! يممه ياما تحت السواهي من دواهي ... وانا اقول انخطبت وعقلت " وهي تاشر لابتسام "
اسماء حست انها انحرجت بجد وأن موقفها سيء ......جالسة تكامخ وقدامهم صدق وش بيقولون عنها ! سحبت شنطتها وهي تنطق بأدب : انا بطلع شوي وراجعه
طلعت وهي تمسك راسها ( أنا ليش غبية كذا ؟! افففف تفشلت وبس ) حاولت تعدل وقفتها وهي تبتسم : واللحين لازم ادوره.. يكفي للحين مارد على رسالتي
اثناء مشيـــــها ماحصلته للحين ... تاففت بالعادة تحصله على طول , واللحين لأن لها حق تشوفه ماحصلته !! وش هالقرف ؟!
فجأة انتبهت لهمس ممرضات : وااااي شوفي شلون طالع يجنن ؟
: يتهيأ لي ولا هو محلو هالفترة ؟! يذبح بجد
: بروح احاكيه بعذر اسأله عن ملف او شي !
عقدت اسماء حواجبها وهي تطالع مصدر كلامهن ... كان هو واقف ومتكي بيده على طاولة الاستقبال وباليد الثانية يكتب ويتكلم مع موظفة الاستقبال اللي واضح من تعابيرها مبسوطة بكلامه معها ! ارتفع الانبير معها وهي تقرب من الممرضات ال 6 المجتماعات .. ورغم وسع الطريق قررت ماتمشي الا بينهن : اففففف !! وخرن بمشي
الممرضة بقهر : الطريق مفتوح هناك !
اسماء بغرور : وانا قررت ابي امشي من هنا .. عندي متلازمة اكره الوسع احب الضيق ! عندك مشكلة ؟
تحركن وهن يطالعنها بقهر .. مافيه شي يغبن كثر الزبون الوقح ؟! اول ماتجاوزتهن نطقت بصوت عالي : حيـــــاتي !!
هيثم اللي ما استوعب اصلن هالنداء .. ما انتبه له لانه باختصار ماتوقع احد يناديه " حياتي " ...
اما اسماء تفشلت وهي تنتبه للمرضات يحبسن ضحكتهن .. هي مسويه كذا تقهرهن وانقهرت هي , سحبت هواء وهي تمشي لين وقفت قدامه مباشرة بقامتها القصيره وتطالعه بزعل !!
هيثم ما انتبه لحد مانبهته الموظفة للاستقبال .. عقدت حواجبه وهو يحزرها مباشرة محد يلبس اللثمة بهالشكل المهمل غيرها , والعيون ؟! ماهي غير عيونها .... بس رغم كذا نطق بتحزير : اسماء ؟!
اسماء تكتفت بقهر وهي مبوزة : ايه اسماء !!!
هيثم : شتسوين هنا .؟
اسماء بصوت صاخب كالعادة وقهر : شاسوي ! اراسلك ماترد .... واذا رديت ردك قصير ! وانا جايه اشوفك !!
هيثم فتح عيونه وهو يتلفت للمكان حوله والكل يطالعه باستنكار ... رجع يطالعها وهو يهمس بحده : قصري حسك فضحتينا !
اسماء ظلت تطالعه بقهر دون ترد : ..........................
تنهد هيثم بيأس من اصرارها .. وهو يكتب كلمتين بالورقة ويمدها للاستقبال : سلميها بالايميل للدكتور وانا بعدين اتفاهم معه ..
ثم مشى لحد ماوصل مكان فاضي بعيد عن الإحراج .. اما اسماء كانت تمشي وراه ماعندها مشكلة !
التفت لها بعصبية خفيفة : مجنونة انتي ؟! مو اليوم زيارة اهلك ... لو شافك احد ولا صار شي
اسماء : ماحيصير شي .. واذا صار انا خطيبتك عادي
هيثم بحدة : اتوقع اني وضحت ان الخطبة معنـــــاها ما اقابلك الا بمكان رسمي وتحت علم أهلك ! الوضع مو سلجى ملجى زي قبل تجين متى مابغيتي
اسماء بصوت عالي وهي شوي وتصيح : لا تصاااااارخ علي !! انا راسلتك ومارديت
هيثم عقد حواجبه وهو يطلع جواله .... وفعلا الرسالة موجوده : تو اشوفها ولا كان عطيتك خبر ماتجين !
اسماء تجمعت دموعها وهي متكتفه وتطالع الارض وخدودها منتفخه من الزعل : ..........................
تنهد هيثم بيأس وهو ينطق بهدوء : اسماء ... انا ليش اطق الباب ؟! مو عشان ما ارجع اشوفك من الدريشة ؟
اسماء عضت على شفتها : ادري ... بس .. " تنهدت " بس وقت تغيب تحسب الوضع عادي وانا , اشتاق لك وازعل بجد وقت افقدك ..
ابتسم هيثم بجاذبية : ادري .. ع بالك انا ما اشتاق لصوتك وجنانك وجدالك الطويل هذا !؟, بس خلينا نظفر بعض بالاخير احسن وقتها راح نحس بطعم هالشوق
اسماء ابتسمت لاشعوري وخدودها تورد ... ابتسامته صوته .. والأهم كلامه , دخن وجهها وهي تحاوط خدودها بيدينها : ........................................
هيثم : واللحين تقدرين ترجعين وانا ارجع لشغلي ؟ واتاكد انها اخر مرة تصير ؟
اسماء تمالكت نفسها وهي تنطق : ...... طيب .... طيــ...ب رد على رسايلي ... وراسلني ..
هيثم بضجر : وانا ما أرد ؟
اسماء بزعل : بسطر سطرين !! مايكفي نص كلامي ماترد عليه اصلن ........
هيثم : صدقيني مو فاضي .. وبعدين ارد على المهم باقي كلامك مامنه فايده انتي وهالشخابيط اللي تكتبين
اسماء : مو شخابيط ! رموزززز
هيثم تنهد : وبعدين يعني ؟
اسماء : طيب طيب بروح ........ بس بجد راسلني ولا وقتها راح اشتاق لك وارجع اجي اشوفك" ابتسمت " يله باي
مشت بطريقها وهي كل شوي تلتفت له .. لحد ماعثرت بعبايتها , هيثم هز راسه ونطق من مكانه : تعورتي ؟
اسماء وقفت مباشرة : لا لا لا قمت ...
كملت طريقها وهي تحك راسها : اااححح ... " تنهدت بحالمية " جعلها ابتسامة يااناسس .....احبه وربي
دق جوالها بمسج .. كبست عيونها مره مرتين ! رساله منه ؟!!! فتحتها مباشرة /
(ثم انني لم اشأ يوما أن تتوغلي بداخلي هكذا ..
كان أجدر بي ان ارسم خطا عند عتبة باب الروح ,
ولوحة إرشادية أن " لا تعبري " الى اكثر من هذا الحد
يلزمني الآن .. بناء جسر كي أخرجك مني )
هالرسالة كانت القاضيه .. قربت من الجدار وهي تسند ظهرها وتجلس وتستعد انها تعيدها مليون مرة قبل ترجع .. كتبت مباشرة
( الله لايقوله لا جسر ولا غيره "$
أخبئ حبك الكبير في اعماقي وبين أوراقي
وتحت وسادتي وخلف ستارتي
اراقب حديثي معهم جيدا حينما اتحدث عنك
ومع ذلك تفضحني عيناي وتخبرهم بحجم
ذلك الحب :$ )
عضت على شفتها وهي توايق عليه وهو واقف بالممر وجواله بيده ويبتسم ابتسامه جانبية .. ويكتب مباشرة ويرجع جواله بجيبه ويكمل طريقه ... اسماء حست بدوخة بقلب , رن جوالها فتحته مباشرة :
( هذا وأنتي تخبين بعععد ؟!! )
***
ميهــاف /
بعد ما شرت ليـزيد أكله ... كانت جالسة معاه بالكافتيريا وهي تتنهد وتتذكر كلام ابوها لها بالسياره عن قراره هو وفراس , ماترد عليه .. ماتكلمه .. تتجاهله ؟!
تنهدت بكئابة ... وكأن الموضوع سهل ؟ بس اذا بينجح ... ليش لا ؟ بس هذا الحق واللي لازم يصير .. ومعلوم الألم مايجي الا من الحق .. فكل مازاد الألم كانت الحقيقة اوضح , صدق من قال مهما بلغ جمال الوجه القلب ميال للروح الحلوة .. وعلى طاري جمال الوجه ؟! انتبهت له .. هي تفكر فيه وهو على بعد كم طاولة جالس بملل يضرب باصبعه الطاولة لحد ماجاه نايف بالقهوه وجلس يتكلم معه . . . هو يتهيأ لها ولا وجهه فعلا تعبان ؟! وبنفس الوقت واضح قافله معه .... بسببها ولا ...؟ " التفتت ليزيد عشان تقوم لكن يزيد سبقها وهو ينادي بشغف : باباااا
ميهاف : يزيد لا !
ركض يزيد ناحيته ... بينما نايف اللي كان ناوي يقسي عليه , بس مهما كان الطفل طفل ... ابتسم : هلا بابا , انت هنا ؟
يزيد : ايه جيت مع جدة
نايف رفعه وجلسته بحضنه : طيب فين جدة ليش جالس تركض هنا لحالك ؟!
يزيد : مع عمه ميهاف تشتري لي حلاوه
رفع بدر عيونه لناحيتها على طاريها ... لكن مباشره اشاحها وهو يطالع كوب قهوته , اما ميهاف مالقت خيار الا تروح عندهم ... نايف : هلا ميهاف
ميهاف : هلا والله حمدالله على سلامة ابتسام
نايف : الله يسلمك
ميهاف : اترك يزيد معاك ولا اخذه ؟!
نايف نقل بصره بينها وبين بدر ... حتى ماطالعوا بعض , وقف وهو يرفع يزيد معه : انا باخذ يزيد اكلمه .. " مسك ميهاف من يدها وهو يجلسها بمكانه " وانتو تسنعوا واحكوا زي العالم وعن الهبال !!
ميهاف وقفت مباشرة لكن يد نايف على كتفها رجعتها تجلس .. تنهدت باستسلام وقبل تعترض نايف تركهم لحالهم : ..........................
بدر وهو يحرك ملعقته بكاس القهوه : راح ترا اذا تبين تقومين !
ميهاف ابتسمت بسخرية على الحال .. اللحين هي اللي مفروض ماتكلمه وهو اللي يطردها : انا الغلطانة اللي احسب فيك ذرة أمل اصلن !
بدر : والله مو عارف شاقول لك ميهاف ؟! فوق اني احلف لك مليون مرة أني مابيني وبينها شي حاليا وتكذبيني
ميهاف : فلنفترض صح كلامك ... يله بدر راح اقولك ان لي علاقة قبل زواجنا ! وش ردة فعلك ؟
بدر : راح اعصب ... راح اتركك فترة راح اسوي كثير اشياء بس صدقيني مردي لك
ميهاف عضت على شفتها : الكلام اسهل من الفعل ...
بدر : ميهاف اغلب الشباب كذا ... نايف اخوك , انا عبدالمجيد كلنا لنا تجارب ! غلطانين ؟ ايه .... بس مو لدرجة تسحبين نفسك كذا
ميهاف : انا ما اسحب نفسي لأنك سويت كذا .. انا اسحب نفسي لاشياء واجد , هي غلطة وقلت ماشي .. غلطتين كمان ماشي ... اكثر من كذا ؟ وقتها انا اللي ماشيه ..
بدر : صدقيني ميهاف ماني متحمل افقدك بهالوقت بالذات ... طلبتك فرصة وحده ماحتضرك .. وتبغين تتوظفين توظفي من الصبح لليل ماراح امانع , وش تبين بعد ؟
ميهاف وكلامته حركتها من داخل .....تو بترد جاها صوت صارم من وراها ( ميهاف !! ) التفتت لأبوها اللي واقف وبملامحه واضح الغضب : انا وش قايل لك ؟!!! مو قلت لك ماتكلمينه حتى !
ميهاف : هد يبه ماصار شي .. ماني جالسة مع غــ.....
تو بتكمل قاطعها : ارجعي لاهلك !
هزت راسها وهي تطالع بدر اللي ماعلق حتى , تنهدت وهي تطلع من المكان , بينما سحب أبو نايف كرسي وجلس : جالس تلعب بعقلها زود ؟
بدر تنهد : مو جالس العب بعقل احد ... اكلمها عادي ؟! حرام ؟
ابو نايف بعصبية : ايه حرام ! ومن اليوم مابي اشوف بينك وبينها شي
بدر فتح عيونه : وش يعني ؟
ابو نايف : يعني حنا عفناك خلاص !
بدر : مو من جدك بتطلقها ؟
ابو نايف : إلا من جدي !! وبنتي مافيها عيب مليون واحد يسواك بياخذها
: انا وش قلت .؟!
التفت ابو نايف لفراس اللي يديه بمخباه وواقف عند الطاولة : مو هذا اللي اتفقنا عليه ؟!
ابو نايف : الظاهر اللي اتفقنا عليه ماراح ينفع مع هالاشكال التعبانه !
وابعد كرسيه وهو يترك المكـــان .. بينما بدر رفع عيونه بحدة لفراس : هذا كله منك ؟! " كمل بعصبية " ماتنشغل بحياتك انت ؟! ماتنشغل بحالك الله يشغلك !! ماراح تنبسط لحد ماتخرب حياتي يعني ؟!!!!
فراس : على اساس ماتحتاجني ؟! ماسويت شي مجرد مافزعت لك زي العادة .. يله يامسؤول دبر حياتك
بدر : لو عمرها ماتصلحت ! انت آخر واحد ممكن الجأ له ... فلا تحسب أنك تلوي ذراعي
فراس ببرود : قرار حكيم ... ان شاء الله ماتندم عليه
بدر سحب ياقته : غلطة أبوي انه انت بكره ... وهالغلطة بتروح علينا غلطة مرة ثانية !
فراس رفع حواجبه وهو يبعد ذراعه من ياقته : محد رايح غلطة غيرك بدر .. بشهادة الكل
بدر ضرب الطاولة بكل قوته وهو يصرخ بقهر : كـــل تبن !! انا مافيني شي لو بس انتو تبطلون تحشرون خشومكم
الكل التفت للشوشرة والكل مستغرب .. والأمن متردد يكلمهم ولا لا , اما فراس التفت للامن : ماراح تشوفون شغلكم ؟ ولا راتب عشان تكتف يدك انت وياه ؟ " التفت لبدر " احسن لك تطلع من نفسك اكرم
: حــــتى هنا !!
التفتوا لام فراس اللي واضح عليها الخيبه من وضعهم : لمتى يعني ؟! وانت يابدر اعتذر من اخوك واعقل ... " التفتت لفراس " وانت تعلم تسيطر عصبيتك شوي
فراس : ماني محتاج اتعلم اضبط عصبيتي لو تعلم هالغشيم كيف يضبط غبائه !!
بدر ابتسم بسخرية : اقققول انا ماشي !! " ابعد كرسيه بقوه "
ومشى بطريقه يطلع ... اما ام فراس التفتت لفراس وقبل تتكلم قاطعها : ماسويت شي ! شفت عمي جاي يلزخه رحت اطلعه منه ؟ هذا جزاي ؟
ام فراس تنهدت : انا عارفه بس خف على اخوك شوي بعد ... مو شايف حالته حاله
فراس : ذنبه على راسه ويعرف خلاصه ! " تنهد " المهم ؟ خلصتوا ولا تجون بعدين مع السواق ؟
ام فراس : 5 دقايق بس اسلم واناديهم ونطلع
فراس : 5 دقايق .. مو هالخمس دقايق تقلب نص ساعه
راحت أم فراس بينمــا فراس وقف بالممر ينتظر ... استطرف انتباهه يزيد واقف وقدامه وحده بعبايتها تكلمه وبالأخير معطت اذنه ثم اشرت له يسكت .. ثم ضربت راسه وكملت طريقها . . احتدت عيونه فيها اذا ماخاب ظنه هذي غادة ؟!! ...
قرب من يزيد اللي خانقته العبره بس مايبكي .. جلس القرفصاء على مستواه وهو يمسح على راسه : شفيك يزيد ؟! ليش تبكي من عندك قبل شوي ؟
يزيد وهو يتخنق العبرة : مو شي ...
فراس رفع حواجبه ( ومخوفته بعد ! ) : غادة ..؟! ليش ضاربتك ؟
يزيد وهو يخبي وجهه : تقول أنت حطيت عمة بالمستشفى .." شهق بقوه " انا مادريت .. و وتقول انت وأمك خدميين
فراس سكت لفترة .. ثم طلع من جيبه مبلغ ودخله بجيب يزيد : خذ هذي اشتر لك لعبه ..
بينما وقف هو وهو يكمل الممر اللي مشت منه غادة .. لكن وقف وهو يسمع صوتها العالي لحد ما : افففف ترا غثيتيني والله ... مو محصله لك زباله تضمك ؟!! المشكلة انك مسكينة ترا محد يبيك ومحد خلقك .. حتى ام فراس لولا ماهي اصولية ولا ترا ماتبيك في بيتها
فتح فراس عيـونه من الكلام اللي يسمعه .. حاول يحزر الطرف الثاني لكن ماطول لين حزره من صوتها : اقوول لاتصدقين نفسك ! ام فراس تعرفني قبل تعرفك .. ترا مالك بالقصر الا مبارح العصر !
غادة بغرور : والله مبارح العصر ولا قبل خمس دقايق .. انشهد انها حره على قلبك يالمسكينة , روحي موتي بس
سجى : مالت بس ياقليلة الأدب طالع لك لسان !
سكتن كلهن وهن يسمعن حنحنة .. لما التفتن للشخص الواقف وتعابيره غير راضية تماما ! وعيونه مصوبة تماما على غادة .. اللي صفرت اذنها مباشرة لما شافته بلعت ريقها دون تنطق وهي وصلت حدها من نظراته بس : ................................
اما سجى ماقدرت تفسر الموقف ... نظراته معصبة هذا أكيد ؟! معقولة يكون فعلا معصب عليها ؟! ابتسمت وهي تنطق بضعف : هلا فراس .. كيف حالك ؟!
فراس وعيونه للحين على غادة اللي عيونها ضايعة : حمدالله بخير ... كيفك انتي ؟!
سجى : حمدالله تمام
فراس : اعتذري !
غادة فتحت عيونها : نعـــ..م ؟
فراس : ما أكرر كلامي ... " كمل بحدة وهو يأشر بعيونه لسجى " اخلصي
سجى ابتسمت ان الموضوع انقلب لها .. توقعت يتضامن مع زوجته بطبيعة الحال بس الظاهر فعلا اللي بينهم مو شي ! اما غادة شدت على قبضتها وهي تنطق برجفه : ليش اعتذر لها ؟
فراس بتشديد على كلمته : لأن مالك بالقصر الا مبارح العصر !
غادة : ما أبغى اعتذر لها
فراس رفع صوته حبه : ماسألتك وش تبين ؟!!! تأسفي لأطلع عفاريت الدنيا فيك
سجى نفسها خافت من الوضع .. حسته مايحمل كل هذا : خلاص مايحتاج حصل خيـ..............
قزها فراس بنظره سكتتها .. ورجع يطالع غادة : واحد !
غادة بقهر التفتت لسجى ونطقت باستهزاء : آســــفه ... اوكيه ؟!!! " وكملت طريقها برا الممر كله وهي تضرب بالارض وتحس جسمها يغلي من القهر "
اما سجــى قالت بصوت خافت : زعلت ..
فراس عطاها ظهره مباشرة وهو يروح بطريقه باتجاه امه اللي كانت تنطق بربكة : ماشفت غادة ؟! اسماء موجودة بس هي ماحصلتها
فراس : انا رايح لسيارتي خمس دقايق وبحرك .. بها ولا بدونها
وركب سيارته وهو كله حقد لها بالذات ! كان في نظره انها مسكينه وضعيفة ... لكن غرورها هذا واستحقارها للي حوله ضرب الأمبير معه منها !!!
بعد فترة ركب الكل السيارة .... ام فراس : يله مشينا
اسماء : تصدقون انا اتوقع ابتسام قريب تولد .. " ألتفتت لغادة " استعدي بتصيرين خاله قريب
غادة هزت راسها وعيونها على الطريق .. ماتقدر تتكلم لأنها بتبكي مباشرة , طرح وجهها قدام عدوتها : ....
اسماء : افف مالت عليك ليش مو متحمسة ؟!
غادة : ..............................
ام فراس : وش سويت اليوم ؟!
فراس : ولا شي ... زي كل يوم يعني
ام فراس : وش سالفتك انت وبدر ؟ صار شي بعد ؟
فراس : لا .. صدفة شفته
ام فراس بضيق : ماحسيت الموضوع صدفه وبس !!
فراس : كيفك اجل
فراس دخل القراش .. ومجرد ماوصلوا اول باب انفتح باب غادة نزلت مباشرة وهي تدخل , اسماء التفتت لامها : غادة فيها شي ؟
ام فراس : لا والله مدري ... غريبة عليها
اسماء : ظنك زعلانة على ابتسام ؟
ام فراس : هاو ابتسام بخير مافيها شي
دخل فراس البيت وهو يصعد مباشرة للدور الثالث بحركة تلقائية ... غادة اللي كانت ترمي عبايتها على الكنب التفتت له وكلها قهر وهي تحرك يدها بحركات عشوائية تدل على غضبها : نعــــم !! ماكفاك تحقير يعني ؟
فراس مباشرة مسك معصم يدها اللي كانت تلوح بها قدامه .. وبيده الثانية صفقها بوجهها , اما غادة كانت بصدمة ماتوقعته يضربها حتى : ..........................
فراس وهو يشد على معصمها بقوته وعيونه تقدح غضب : الحد اللي بيني وبينك وبالكاد ملتزم به هو مدة اليد ! تصرفك اليوم مسح هالحد ولا راح ينرسم مرة ثانية ... " حرك يدها " من سمح لك تتكلمين عن هالبيت كأنه بيتك ؟!!! ماتزوجتك عشان تنرجسين نفسك على الكل ... مثل مارفعتك انزلك , " رفع صوته " سامعععة ؟!!
غادة عضت على شفتها وهي تطالعه بقهر .. وهو قريب منها مابينهم شي : ........ انت ماتدري هي وش تسوي فيني ؟! تنطل علي كلام جالسة قاعدة ... وتكرهني وماتحبني حتى اسأل اسماء وراح تعرف انها .....
قاطعها بحدة : تحسبين انك لاجلستي تتكلمين عنها كذا راح اخذ فكره عنها ؟ لا ياهانم اخذ فكرة عنك انتي مو هي
غادة بقهر : بسس ...
قاطعها مرة ثانية : أخخخخر مرة تتككرر .. ظروفك ومشاعرك الخاصة لك انتي .. ادبك في الحكي حق لكل معارفي لاتجلسين تخلطين لي امراضك النفسية بتعاملك !! بنت عمي بنت عمتي خوالي تحطينهم كلهم على راسك وتحترمين نفسك قبل قسم بالله ياغادة لاحطك عبرة للكل
غادة : ...............................
فراس بنرفزة : شتطالعين لا انخس لك عيونك ؟
غادة : شنو اسوي يعني ... راح اسكت لأنك ماراح تصدق أي كلمة مني ...
افلت فراس يدها وهو ينطق بحدة : ويزيد ؟!! امه ولا أبوه عشان تمسكينه وتضربينه ؟؟؟
غادة بغبنة : ماني أمه ولا ني أبوه !! بس اذا ماتعرف هو اللي حط ابتسام بهالحالة ولا راح اتركه بحاله !
فراس فتح عيـونه ونطق بهدوء كأنه يحسب اعصابه : حطي ببالك انك بتصرفاتك هذي ماعاد صرتي تمثلين نفسك وبس ... هالبيت مو بيت الشحاذين اللي طلعتي منه !!
غادة انهمرت دموعها : بيت شحاذين ؟!
فراس : عندك راي ثاني ؟ اجل بزر ياعاقله يابالغة تستعملين معه مصطلح حبشي وخدمي ؟ الكلام المنحط هذا تربيتك مو تربين فيه غيرك !
غادة : لهالدرجة ما أسوى ؟ مفروض ينوخذ حقي وأسكت ؟!!
فراس : انا ماتزوجتك عشان يكون لك حقوق !
غادة : متزوجني عشان اكون حيوانة !! آسفة بس انا ماغلطت لهالدرجة ...
فراس رفع حواجبه : تجادلين ؟!
غادة بقهر : ما اجادلك .. كل اللي ابيه انك ماتعاملني ع اساس البيت اللي طلعت منه ولا ماضيي ولا ظروفي القديمة .. ابيك تعامل انسانيتي اذا كنت انسان زيي عشان تفهم قصدي ..
فراس بانفعال : لااا ؟؟ انسانيتك اللي ضيعتي نفسك فيها ولا انسانيتك اللي سودتي وجه اهلك فيها ؟ ولا انسانيتك اللي خربتي حياتي فيها احسن ؟؟؟
غادة وقلبها تعب من هالحالة : وانا ليش مجبورة اعيش هالغلطة طول عمري ؟!!تعبت والله تعبت .. تعبت من الحكي ومن الندم ..
فراس : لاترجعين بالحكي كثير ..... اليوم صار اللي صار بس انتبهي تنرفزيني بنفس الطريقة مرة ثانية !
غادة : مابي اقابلهم مرة ثانية ...
فراس : تقابلينهم غصب عنك وتحترمينهم غصب ! الدلع حقك هذا ارميه قبل يخلص صبري
غادة بقهر : ما أبي اقابلهم ! ولا راح اقابلهم ! كلهم يكرهوني لأنك انسان مرة عظيم بالنسبة لي .. ليتهم كلهم يجربونك ويعرفون !!!!
فراس صرخ وهو ماسك نفسه لاينهد عليها : غااااااااااااااااااااادة !!!
غادة ودموعها على خدودها مجاري : وشـــو ؟ خلاص استانس راح ادفن نفسي بهالبيت وفكة من السلق اللي برا
خطى فراس خطوتين واسعة ناحيتها وهي بشكل تلقائي رجعت على ورا حتى تعثرت من ربكتها وطاحت على الارض ! فراس ظل يطالعها وهي جالسة على الارض وشايحه بعيونها عنه وفمها يرجف من العبرة اللي خانقتها : ............................................
فراس وهو يعد لداخله للعشره : ..............................
كسرت غادة الصمت بهمس : عارفة اني مو كويسة والله ... عارفة ان اعصابي مو ممسوكة .. عارفة والله , " كملت بيأس " بس صدقني انا ماني بهالسوء .. والله ماني ..
فراس وهو يطالعها دون يرد .. غادة يأست بالاخير من نظرته الإحتقاريه لها ظمت ركبتها لصدرها وهي تدفن راسها : ......................................
فراس نطق قبل يطلع : ليتني اقدر اصدق انك منتي بهالسوء
ثم سمعت صوت الباب يتسكر ... وهنا بدأت ليلة قاتمة عليها , لأنها فهمت شغلة وحده .. الحرقة بصدرها أنه دافع عن سجى أكبر من حرقة الموقف وحرقة الكف ..
***
صبـــاح اليـوم التالي .. صبـاح مشبع بالسعـادة لشخص معين ,
كان واقف دون تصديق بعد ليلة طويلة ... والدكتور يزف له الخبر : مبروك صار عندك توأم ولدين
نايف فتح عيونه مو مصدق .... نغزه هيثم بوناسة : على البركة أبو يزيد الله يصلحهم ان شاء الله
نايف : حمدالله ياربي ... يبارك فيك وعقبالك " كمل والابتسامة شاقه فمه " وينهم اقدر اشوفهم ؟! وابتسام كيفها؟
الدكتور : انت عارف ان قرار العملية كان صعب بناء على حالة الكسر .. فماتقدر تشوفها حاليا لأنها فقدت دم كثير , ويزعلني اقولك ان حالتها حاليا سيئة يمكن ماتقدر تشوفها هاليومين
نايف اختفت فرحته .. ماتوقع الوضع راح يكون صعب كذا : يعني راح تكون نايمة هاليومين كلها ؟
الدكتور : ان شاء الله يوم واحد بس ... وعقبها راح تضطر تلازم المستشفى لحد ما يلتأم ظهرها تحت رعايتنا
هيثم بعد ماشاف تعابير الكئابة على وجه نايف .. مسح على ظهره : طول بالك انا شايف كثير حالات كذا .. صدقني الموضوع بسيط بس محتاج له صبر
نايف : و اقدر اشوف التوأم طيب ؟
الدكتور ابتسم يفرحه : طبعا لأن حالتهم افضل من ممتازه .. تفضل من هنا
مشى نايف مع هيثم حتى وصـلوا لغرفة كلها اسره زجاجية .. حتى وصل للسريرين الخاصه فيه , ملامحهم مب واضحه وبنعومة الأطفال يتحركون .. نايف حس قلبه ينفتح بشوفتهم مو مصدق بليلة صار عنـده ولدين
هيثم : وش ناوين تسمونهم ؟!
نايف ابتسم بوسع : مافيها حكي .. مشعل وعبدالرحمن
هيثم ابتسم ونطق بمزح : اوك أي واحد مشعل عشان احبه اكثر ؟
نايف : ههههههههه اختار انت !
هيثم : بشرت أهلك ؟
نايف : لا والله .. " رجع يطالعهم " نكلم عبدالرحمن اللحين نبشره بعبدالرحمن الثاني
هيثم : الله يخليهم لك .. قوله فرحه
طلع نايف وهو يدق على ابوه : هاه نايف ؟!
نايف : افاااا .. وش هاه نايف ؟!! مشغول
ابو نايف بانزعاج : ايه مشغول لراسي عندك شي ضروري ولا بعدين ؟
نايف : اقول عبدالرحمن !!
ابو نايف بعصبية : انا تناديني باسمي حافه ؟!! والله مالي خلقك انت و ...
قاطعه نايف : هاو هاو شفيك طرت فيني .. احاكي ولدي ما احاكيك
سكت أبو نايف لفترة ما استوعب ... عقبها انقلب صوته 180 درجة : وش قلت !! صار فيه عبدالرحمن ؟!
نايف : هات المبروك عاد
ابو نايف : الف مبروك هههههههههه ياحليلك يانايف ! وسميته عبدالرحمن ؟ مو انت حالف من يوم يزيد ماتسميه
نايف : سلامتك يبه .. نهى حلفت وانا مالي بجدال الحريم , اما اللحين القمر شارطه اسم جده
ابو نايف : ايه وشخبارها ؟ عسى كلش تمام وتيسرت معها ؟
نايف تلبس صوته الكئابة : لا والله ... اضطروا امس لما شافوا جاها الطلق يسوون عملية ولازم يجبرون ظهرها عقب وماراح تصحى الا متأخر " تنهد " بس حمدالله التوأم بخير
ابو نايف : هاه ! نعـــم ؟ توأأأأأأأأأأأم !!!
نايف انتبه انه ماطرى توأم : ايه توأم اثنين عيال .. واحد عبدالرحمن والثاني مشعل
ابو نايف : تعالي يا ام نايف اسمعي البشارة .. وين ميهاف بعد ؟! ابتسام ولدت وجاهم توأم
ابتسم نايف وهو يسمع الزغاليط .. وفجأة صار صوت امه على السماعة : على البركة ياوليدي ان شاء الله الف الف مبروك الله يخليهم لك ... انا مانيب صابره بجي اللحين اشوفهم ! ياقلبي ياعيالي
نايف : هههههه تعالي شوفيهم مالهم الا ساعتين على الدنيا
سكرت السماعة مباشرة وهي تنشر الخبــــر يوصل للكل ... والكل فرحته مو سايعته بهالبشارة ..
***
أم فراس كانت على السماعة بينما لكل جالس بالصالة ماعدا غـادة .. ام فراس تغير صوتها لفرحة : احلفي !! الف الف الف مبروك .... لا عاد ؟!! الله يخليهم له " ابعدت السماعة عشان ترد على نظرات تسائل اللي حولها " ابتسام جابت توأم ولدين
اسماء : ججججججدددد !؟؟!!!! ياقلبي .... وااااااي ياحلوهم توأم بععد
ياسمين بحماس : أبي اروح اشوفهم
اسماء : غااااااااااااادة ! اكيد ماتدري بروح اقولها ....
ام فراس : أيه ماتدري . . تقول ام نايف ان نايف دق عليها والكل دق ولا ردت على احد
اسماء بقهر : اكيد نـــايمة الزلابة " وقفت " بروح اقولها الخبر مايفوت
فراس رجع عيونه للتلفزيون ... بينما ام فراس نطقت بفرحة : ليش ماتروح تبشرها وتبارك لها بعد انت ؟
فراس باقتضاب : راح ابارك لنايف وقت اشوفه .
ام فراس : يمه منك .. وخالته ماتستاهل تبارك لها ؟
فراس : ....................................
فوق عـــند غادة /
كانت بسريرها ورغم المكالمات والإزعاج .. كل اللي كانت تسويه تصمت جوالها وترجع تنام وكلها سلبيه ...
تنهدت بضيق وهي تسمع صوت الباب يضرب بشكل جنوني واصرار , استقعدت بكسل وهي تسحب نفسها للباب وسط صوت اسماء: غااااااااااااااادة قومممي !!!
فتحت الباب دون تنطق ... اما اسماء عقدت حواجبها وهي تنطق مباشرة : تعباااانه ؟!
غادة : لا بس تو صاحية
اسماء وهي تتفحص وجهها : لا وجهك مب بخير متنفخ .. وعيونه حمر و خدك بالحيل احمر ..........
قاطعتها غادة : اسماء شبغيتي ؟
اسماء عقدت حواجبها : شفيه مزاجك كذا ؟ " رجعت تبتسم " بس ماعليك انا اقلبه لك اللحين !!! مببببببببببروك صرتي خاله لتوأم
غادة كبست بعيونها تستوعب وهي تنطق بصوت مبحوح : ابتسام ولدت ؟
اسماء بحماس وهي تهز راسها : تو كلمت ام نايف امي من شوي وقالت لها !!
غادة رجعت تركض لداخل وهي تسحب جوالها من كومة سريرها وتسوي اعادة اتصال لنايف .. اما اسماء سمحت لنفسها تدخل وهي تشوف غادة تمشي بتوتر في المكان لحد مارد : الو ! نايففف ؟؟
نايف : هلا بالصوت .... وينك ماتردين بغيت ازف لك الخبر بدري
غادة : ابتسام كيفها ؟!! ماتعقدت ولادتها بسبب ظهرها ؟؟؟
نايف تنهد : فيه تعقيدات بشكل طبيعي .. بس الدكتور يقول مافيه خوف دام الولادة تمت
غادة : شفتها ؟؟
نايف : لا والله .. للحين مانعين الزيارة عنها , وماراح تصحى اليوم
غادة : ياساتر استر ... خطيرة حالتها لهالدرجة ؟
نايف : الدكتور ماوصفها خطيرة .. " تنهد " غادة ظهر البنت مكسور وش تتوقعين ؟ راح يتركونه يتجبر ويلتأم عندهم بس معناتها التوأم راح يطلعون قبلها وانا محتار وين احطهم ؟
غادة مباشرة : نايف حلفتك الله ماتحطهم عند امك .. انا موجودة هاتهم
نايف : لا والله فشله .. فراس ماراح يرتاح ببيته مع حوسة البزران وامي بالها اوس..
قاطعته غادة : هذي رغبة ابتسام اكيد .. والله ماراح ياخذهم احد غيري
نايف : خلاص تم ... مااراح تسألين عن اسمائهم ؟
غادة : ايش سميتهم ؟
نايف : عبدالرحمن ومشعل ع ابوي وابوك
غادة انقبض قلبها ... مشعل ابوي ؟ ماتدري اني عشت طول عمري قدامه وانا حرام عليه : .................
نايف : وينكك ؟
غادة : موجودة ...
نايف : بتجين اليوم تشوفينهم ؟
غادة انتبهت لاسماء تاشر لها تنزل اذا خلصت .. اول ماطلعت : بحاول .. بس مو أكيد
نايف : كيف مو أكيد يالخايبة ! خالتهم لازم تجين تشوفينهم !
غادة : قلت بحاول ...............يله باي
سكرت السماعة وهي تضمها لصدرها .. ابتسام جاها توأم , ورنيم للحين مالها مكان بحياتها : .......
رجعت تستلقي وهي تحاول تفكر بابتسام والتوأم .. يكفيها مشاعر سلبية : ......................
تحــــت /
أول مانزلت اسماء فتحت جوالها مباشرة تكتب مسج /
(الف الف الف الف الف الف مليون ترليــون * مبـ‘ـروك * !!
صرت عـم , أقين !
حمد الله ع سلامة إبتسام , ومبروك التوأم , وربي طار قلبي فرحة !
ماتوقعت تجيب ابتسام توأم :$ ياقلبي عليها بس ... )
ورجعت تـــنزل .. : ماما راح تروحين اليوم ؟!
ام فراس : لا والله ع كلام ام نايف ابتسام ماراح تصحى اليوم ... وش استفيد اذا رحت ؟
اسماء : ايه بس احس صعبة برضوا غادة ماتشوفهم اليوم ؟
ام فراس : اذا هي تبغى تشوفهم تروح براحتها .. انا راح اروح مرة بإذن الله
اسماء : خلاص انا حروح معهـــا
: انتي انثبري مكانك
اسماء التفت لفراس : ليش ؟! برافقها بس
فراس : ماله داعي كل يومين رايحة المستشفى .. ريحي هنا وبالأخير راح تشوفينهم
اسماء بخيبة : خلاص طيب ! تروح لحالها يعني .؟ اقلها رح انت معها طيب
فراس : ماني سواقها !
دخل انس البيت وهو ينطق بملل : اف زهق راحوا ربعي
اسماء : اخخ بس روحة ربعك تهون عند روحة أكلي اللي بلعته أمس يادب ! جالسه اخشه من قلبي وتاكله باردة مبردة ؟!! والله لولا الحياء من الخدامة كان بكيت عند باب الثلاجة
انس طالعها بنص عين : وليش تاركتها بقلبك ؟ صيحي يختي
اسماء : مالك دخل !! انا اقرر اصيح او لا
تو أنس بيرد نطق فراس : توضيت للصلاة ؟!
انس : لا
فراس : اجل اخلص علي
ام فراس : غريبة غادة مانزلت ؟ عقب هالخبر الوناسة بالذات
اسماء : انا نزلت وهي تكلم وقلت لها تنـزل لاخلصت
ام فراس : يمكن للحين تكـــلم... طيب خلي مني التسدح وقومي شوفي اللي وصيتك فيه
اسماء : مدري متى تقتنعون ان الشخص المنسدح يعتبر مشــغول ؟!!
رن جـوالها .. سحبته مباشرة وهي تقرا الرد ع رسالتها
(يبارك فيك يارب )
تنهدت بيأس توها امس قايله له بس الظاهر مافيه امل يكون الرد اكثر من سطر ... نطقت بكسل : بصعد اشوف غادة وينها
صعدت مباشرة وهي تحاول تسمع اذا فيه داخل صوت .. مافيه , طقت الباب بعد فترة فتحت غادة الباب : هلا ؟
اسماء : وينك ؟ امي تحتريك تحت تبي تبارك لك .. وتسألك اذا بتروحين اليوم
غادة تنهدت : معليش اسوم والله تعبانة شوي دايخة .. حتى ماراح اقدر ازور البيبيز اليوم ..
اسماء : يؤ شفيك ؟
غادة ابتسمت ابتسامه صفراء : حمى خفيفة
اسماء : طيب خليني اجلس معـاك اساعدك ؟
غادة : لا لا .. مايحتاج اعاديك , بس صدقيني النوم بخاطري ابي انام وبس ..
اسماء هزت راسها بتفهم : اوكيه حبيبتي نوم العوافي ومتى ما احتجتي شي قولي لي
***
دخـل بدر المستشفى وقت قابل نايف سلم عليه بحرارة : الف الف مبروك .. توأم مره وحده
نايف : هلا بالبدر ... ايه الفال لك عاد
بدر : الفال لي ما اتطلق ثم نفكر بالبزران
نايف : لاتقول كذا وش هالفال الشين !!
بدر : والله يانايف شكل الأمور ماتطمن وانا تعبت والله تعبت , تدري وش بخاطري ؟ اسافر اللحين لاقرب عرض عندي واعيش حياه مهنية وخلصنا
نايف : ماودك تكب الحياة المهنية وتعيش حياة اجتماعية احسن ؟ ولا تتفاهم مع اللي حولك
بدر : ماهو ضروري اقنع العالم بشي جايز لي ... يقتنعوا بنفسهم ولا كيفهم" غير نبرته " المهم وينك تعال ورني عيالك
نايف تنهد : امي وابوي وميهاف عندهم .. اصبر شوي
بدر ماله خلق يقابلهم ولا بالغلط : معناها اشوفهم بكره اهم شي شفناك .. تامر شي ؟
نايف : سلامتك والله
***
الــــيوم التالي /
فتــــحت ابتسام عيـونها وهي عاقدة حواجبها من الألم بجسمها كله .. كبست عيونها وهي تستوعب انها خفيفة نزلت يدها لبطنها ... مافيه بطن ! كبست عيونها وهي تستوعب انها ولدت ...طالعت الساعة 12 ظهر , من حظها بلحظتها دخلت الممرضة ... مباشرة جابت لها موية تشربها شربتها ثم سألت : شصار ؟ انا وش جبت ؟
ابتسمت الممرضة : جبتي توأم ولدين
ابتسام ابتســـمت بحب : كيف التوأم وينهم ؟
الممرضة : ايه تــــوأم مشعل وعبدالرحمن ع كلام ابوهم
ابتسمت ابتسام على الاسامي زي ماتبي : طيب ابي اقوم اشوفهم
الممرضة : استني قدامنا كلام مهم نقوله لك ... انتي حاليا ماتقدرين تتحركين نحتاج منك تستلقين وترتاحين لان العملية ماساعدت ظهرك ينجبر فمحتاجة وقت زيادة ... ثانيا اولادك ولله الحمد بصحة سليمة للغاية وراح يصرفوهم قريب
ابتسام : بس انتي تقولين انا ؟
الممرضة : طبعا انتي بتجلسي وهم بيطلعوا منتي متوقعه من نفسك تقدري تعتني بهم وانتي ماتعرفي تمشي
ابتسام : بس كيــــف !؟ " تنهدت " واللي يعافيك دكتوره ابي اروح اشوفهم
الممرضة : انتي ارتاحي وحنا نجيبهم لك
طلعت الممرضة وهي تنطق : تقدر تدخل المريضة صحت
دخل نايف والبسمة شاقه فمه : الف حمدالله ع سلامتك ياعمري ياسماي يادنيتي " جلس جمبها وهو يضمها " كيفك يابعد هالدنيا كلها ؟
ابتسام ابتسمت : مبروك
نايف : يبارك فيك ومبروك , هههههههه مستوعبة انا طلعنا من بيتنا لحالنا وراح نرجع باثنين
ابتسام باكتئاب : بس انا حطول ع ما اطلع .. سمعت ؟
نايف : أيه سمعت ... وترا غادة طالبه يكونون التوأم عندها لحد ماتخلصين
ابتسام تنهدت : مافيه غيرها اصلن ... " ابتسمت " سميتهم كويس
نايف : على شورك , اخخ بس يا ابتسام وش صار فيني امس , اكتشفت اني ما اسوى دونك صاير كاني المجنون ما ابي غيرك يهديني لان محد يقدر غيرك
ابتسام : يابعد عمري .. " تنهدت " بس انا مره كنت متحمسة اطلع بدري وارتاح واشوف حياتي مع عيالي ع طول
نايف وهو يمسح ع راسها : هششش .. ابدى ماعلينا راحتك وصحتك
ابتسام : ان شاء الله
دخلت الممرضة ومعها ممرضة ثانية وكل وحده معها سرير .. رفعت الممرضة واحد بخفة من السرير وهي تحطه بين يديه ابتسام ... ابتسام تحس قلبها بيوقف وهي تحس بهاللي يسلم بين يديها ابتسمت بحنية : صرت أم
نايف وهو يلعب باصبع البيبي .. : هذا مشعل
ابتسام وهي تهزه بنعومة : هلا يقلب امك .. هلا بحياتي , " باسته بنعومه " تعالي خذيه وعطيني دحومه
نايف : ههههههههههههههه دحومه وش هالاسم
ابتسام : معروف طيب عبدالرحمن دحوم ع طول
نايف : فديــتك والله انشهد ان حكيك على قلبي عافية
ابتسام كانت بعـــالم ثاني .. كثر ما تنبأت بشعورها بهاللحظة مافيه مثل الحقيقة وهم بين يديها ..
نايف : تبغين تعرفين كيف تفرقين بينهم ؟
ابتسام : مايحتاج .... فرقت , هذولي عيالي كيف ما أفرق
نايف : أمس جا ابوي وامي وميهاف وشافوهم
ابتسام عقدت حواجبها : وغادة ؟!
نايف : كلمتها والله ... بس ماجت يمكن مشغولة , بس اليوم اكيد الكل بيجيك
ابتسام وعيونها معلقة بولدها : حياهم الله ..
نايف : ياهوووه عطيني وجه انا اللي طاح قلبي خوف امس مو هم !
ابتسام رفعت راسها وهي تضرب بخفه على المكان جمبها : تعال هنـا تأمل هالجمال بس
ورجعت تحضن يد المولود باصبعهـا وتحس قلبها بينفجر ... انتبهت فجأة لفلاش ! كبست عيونها وهي ترفعها لنايف اللي نزل الكاميرا بعد مالقط الصورة : نااااااايفف !!
نايف جلس بالمكان جمبها بعد ماحط كاميرته ع الطاولة : اوشش ولا كلمة ...! " حضنها من كتوفها " تصدقين انا ما أفرق بينهم مضبوط للحين
ابتسام فتحت عيونها : معقولة ؟ وربي واضحين ... مشعل شعره اخف شوي من عبدالرحمن
نايف عقد حواجبه : مع وين وربي مافيه فرقق !!
ابتسام قبصت كتفه : لأنك خايب ! هذا وأنت ابوهم بعــــد
نايف : انا من اللحين حاقد ع عيالك هذول ! يعني متعب نفسي بالغرفة احسب افتكيت .. اللحين لازم نرجع نصممها بسريرين
ابتسام : اووه صحح الغرفة ... " كملت باحباط " على كذا راح تخرب الدريشة
نايف : شايففة !
ابتسام : يله عوافي اذا فضيت اليوم او بكرة رح جيب مصمم يعدلها
اقتحم المكان فجأة .. كانت ميهاف : ودي معطيتكم خصوصية والله وصابره برا .. بس مو مصدقة ابتسام صحت
ابتسام : هلا والله فيك ياقلبي " التفتت لنايف وهي تهمس له " قوم
نايف اللي جاالس جمبها ع سريرها وساند راسه على كتفها : ابد ميهاف خذي راحتك
ميهاف : امي وابوي بالطريق ترا فا أحسن لك تقوم !
نايف بوز : مابي ! حرام عليكم تو صحت المخلوقة تقتحمون المكـان كلكم
ابتسام همست له : ناااايف .. سو اللي تبغى بس وربي لو يدخل ابوك وامك وانت بنفس المكان فانا اكيد قاتلتك
رفع نايف عيونه باستسلام وهو يوقف ويكش على ميهاف بطريقة قبل يطلع : استانسي
طلع نايف بينما ابتسام رجعت تطالع المخلوق الملائكي بين يديها وتحس اليوم شعور بداية جديدة تماما
أول مـــاطلع نايف قابل ابوه واقف مع فراس .. سلم على فراس , فراس : على البركة الشباب الله يخليهم لك يارب
نايف ابتسم : يبارك فيك وعقبـــالك .. ومشكور مقدما
فراس عقد حواجبه : مشكور ع ايش ؟
نايف : ماعرفت ؟ عيالي بيغثونك ببيتك بطلب غادة ... لأن ابتسام راح تطول بالمستشفى وهم راح يصرفونهم
فراس رفع حواجبه : لا والله أول مرة اسمع بهالمعلومة .. بس عموما حياهم الله العين أوسع لهم من المكان
نايف : يعــــطيك العافية اجل .. جاي لحالك ولا الأهل معك ؟
فراس : الأهل بالطريق .. انا جيت من الدوام مباشرة
ابو نايف ابتسم وهو يأشر لهيثم من بعيد : ابو مشعل هنا حياك
وقف هيثم وهو يكلم الدكتور اللي معاه يكمل الطريق وتوجه ناحيتهم : الدوام صاير كأنه ديوانية هاليومين
نايف : هههههههه جزاهم خير عيالي خلوك تقابل العالم بدل هالعزلة
هيثم : مافيه اعتراض !
فراس : يله أجل انا استأذن .." سلم نايف ظرف " على البركة مرة ثانية
طـلع فراس بطريقه وقفته ام عبدالمجيد تسلم عليه هي وبناتها ....
ام عبدالمجيد : شخبار التوأم شفتهم ؟
فراس : لا والله سلمت ع نايف وباركت وهذاي بطلع
ام عبدالمجيد : هاو دامك جاي جاي شوفهم طيب
فراس : فرصة ثانية ان شاء الله
: فراس ؟!
التفت لامه اللي تو وصلــوا ... وقفت ام فراس واسماء عنده بينما غادة مافكرت حتى كملت طريقها , ام فراس : غادة وين ؟! تعالي بندخل سوا
غادة دون توقف : سابقتكم .
ابتسمت سجى برضى .. شكل فعلا امورهم مو تمام .......
فراس : مطولين هنا يمه ؟
ام فراس : ع حسب ... بس أكيد ماحنتأخر
فراس : يله اجل انا ماشي وبرجع البيت بدري وبنام .. انتو لا تأخرون
طـلع وقبل يركب سيارته .. انتبه لسيارة مألوفة راكنة قدام المستشفى ! ترجل من سيارته وهو يوقف قدامها وتعابيره انقلبت لابتسامة شقت وجهه وهو يضرب الدريشة ...
فز صاحب السيارة وهو يلتفت .. فتح الدريشة وهو ينطق : خضيت قلبي !
دخل فراس يده من الدريشة وهو يفتح القفل من داخل ويفتح الباب : انــــزل انزل اتفاهم معك
تنهد لؤي وهو ينـــزل ... ابتسم بوجهه الشاحب : مو معقول اخوي جاه ولدين وما أجي ... مو !؟
فراس ابتسم وهو يصافحه : هذي الأصول
لؤي كان لابس ثوب .. دون غترة او غيره وناحف بشكل واضح لكن التفكير الطويل دايم ينقذ , نطق بتوتر : ابوي داخل ؟
فراس : ايه داخل .. روح فرح قلبه بشوفتك
لؤي طالعه برجاء : تدخل معي ؟
فراس : اللحين اكنسل اجتماعي وادخل معك ...
لؤي : شكـــرا بجد
سكر لؤي باب سيارته وهو يدخل : وانت هاليومين صاير ما اشوفك
فراس : تبي تشوفني اطلع للعالم وتشوفني ! خل منك العزلة اللي مالها طعـــم
لؤي تنهد بضيق : عزلة مالها طعــم ؟ ماتدري وش المر اللي بفمي يارجال .. احسني بغبط نايف على ان الكل فرحان بعياله .. وانا بنتي ماحركت شعره في أبوي
فراس : توكل على ربك ولا تستسلم .. الامور العظيمة هذي تاخذ وقتها
لؤي كمل طريقه دون تعليق .. لحد ماوصل لغرفة الأطفال وين ماكان نايف وأبوه قدام سريرين واضح انها المقصودة ... وقف لفترة لحد ماحس بيد فراس على كتفه وهو ياشر له : أدخل وش تنتظر ؟
لؤي استنشق هواء ينظف فيه رئته من شوائب خانقته .. ودخــــل مباشرة ................