" البارت الثامن والعشرين "
البعض لو أعطيته إحدى عينيك
سيقول : تبا لم يعطيني إلا عينا واحدة !
أقفلت باب قسمها في وقت متأخر .. طالعت ساعتها : تأخر الوقت ..
تلاحقت خطواتها لقسـم نايف وطرقت الباب طرقات خفيفه لكن دون رد .. اتاها صوت السكرتير : الإستاذ نايف طلع من زمان
عقدت حواجبها متعجبه .. مو بعادته يطلع دون يقولها , عموما مو بعادته كمان يجلس بالدوام لهالوقت المتأخر .. دقت بجــوالها عليه تتأكد من وجوده بالبيت : ألـــو ..
: هلا ..
إبتسام : بالبيت إنت .؟! غريبة طلعت ماقلت لي
نايف : ايه طرا علي شي وطلعت .. انتي جايه .؟!
إبتسام : ايه بالطريق .. اخذت يزيد ولا آخذه انا .؟!
نايف مابغى يعاندها فكذب كذبه بيضاء : يزيد موجـود تعالي وبس ..
إبتسـام : اوك
تنهد وهو يسكر السمـاعة ويلتفت لغـادة اللي كانت جالسة بالكنبة وواضح من جلستها المشدوده توترها الـواضح .. : هذي ابتسام بالطريق ..
غادة بخوف : معصــبه مرة .؟! " كملت بخنقه " شاسوي نايف والله خايفه ..
نايف باسلوب هادي : لو خايفه كل هالقد .. ليش سويتيها وانحشتي .؟! وين كنتي كل هالفترة ووش صار معك .؟ والأهم كيف صرتي مع فراس بالأخير
سكتت وهي تنزل راسها ... طالع نايف برنيم اللي كبرت بشكل واضح من آخر مرة شافوها .. يمكن اكثر من 5 شهور من تركتهم : حتى رنيم تغيرت .. كبرتيها بعيد عن اهلك
غادة بدفاع شرس : بنتي وكيفي .. اساسا ماسويت كل هذا الا عشانها ..
نايف : طيب جاوبيني بس على هالسؤال .؟ شتسوي انتي وفراس سوا .؟
غادة بلعت ريقها وهي توقف وتتجه للمطبخ : عطشــانه ..
في طريق مشيــتها انفتح الباب ودخلت ابتسام .. توسعت عيونها وهي تطالعها , اما ابتسام عقدت حواجبها تعجب من هالمتبرقعه اللي ببيتها ؟! من بيكون عندهم هالوقت ! معقوله نهى جت تاخذ يزيد نطقت باستفسار : ميــن ؟
اما غادة وقف كلش فيها بهاللحظة .. لازم تبدا المواجهه من هاللحظه , وابتسام راح تكون اهون مواجهه: ...........
قربت ابتسام بخطــواتها وهي تعاود سؤالها : سالتك انا مين انتي .؟! شتسوين ببيتي ؟
تسمرت ابتسام وهي تشوف الطفلة بالعيون الرمادية تحبي بصعوبة بأرجاء المكان .. عرفتها مباشرة طالعت ناحية غادة وهي تسحب برقعها ويظهر وجهها الشــاحب وعيونها اللامعة بدموعها فتحت عيونها بصدمة وعدم تصديق للي قدامها ... تنهد نايف وهو يسحب نفسه من المكـان لازم يخلي لهن الجـو اللحين ... مابدأت الكلام ولا هي باشرت .. كل وحده تطالع الثانية قطع هالصمت المهيب بين نظراتهن صفعة قوية نزلت على خـد غادة .. : ...........................
رفعت غادة عيونها لإبتسام اللي كانت تطالعها بحده وعيونها تلمع دموع .. قالت بين اسنانها : وش تسوين هنـــا ؟! كيف تجرأتي توطين بيتي بعد اللي سويتيه فيني وفي الكل ! ....
غادة نزلت ركبها على الأرض وهي تغطي وجهها وتبكي .. وتنطق بخنقة : ما كنت أبي اجي .. مابغيت اوريك وجهي .. اذا تقدري تتجاهلي اني جيت وتتركيني اطلع اللحين راح اطلع .. " ارتفع صوتها وهي تصرخ " ماكنت ابي اجي !
ابتسام شدت على قبضتها : كمان ماتبغين تجين .؟! وناوية تنحاشي ثاني .. " نطقت ابتسام بنبرة جارحة " انا اشهد انك بنتها
غادة عضت على شفايفها حتى ادمت .. تقدمت رنيم وهي تحبي ببطء حتى استقرت عند فخذ غادة وهي تمسح عليها .. انحنت ابتسام حتى قربت من رنيم وضمتها بكل قوتهـا : الله يسامحك ياغادة كيف حرمتيني منها ..الله يسامحك وش حطيتي نفسك فيه .. " كملت بنبرة يائسة " وش بسوي اللحين ..؟! وش بقول لهيثم وش بقول للناس وش بقول لعماني
غادة ساحت دموعها ووزادت رجفتها : تكفين لاتقولين لعماني .. لا تقولينهم .. مابيهم يدرون احسبوني مت .. خلاص مت
ابتسام بلوم : لو كنتي جلستي .. كنا قدرنا نخلعك بسهوله اللحين شنسوي ؟!
غادة : ماكان واضح انكم بتخلعوني بسهوله .. هيثم كان بيرميني عليهم .. مابي ارجع لهم مابي ارجع لجدة لحالي
ابتسام وقفت ورنيم بين يديها ونطقت : تعرفين فين غرفتك .. انثبري فيها لحد ما اعرف وش ممكن اسوي بهالمصيبة!
غادة عضت على شفتها ونطقت بقهر : ورنيم ؟
ابتسام : اتوقع هي نفسها ملت من وجهك كل هالفترة .. اتركيها معي الليلة وانتي اجلسي فكري وش سويتي بنفسك .. وكيف ممكن تصلحين الوضع ..
انسحبت ابتسـام .. بينما غادة تكورت على نفسها وهي تحس برعب وهي تتذكر اسماء براسها " هيـــثم ! أحمد ! " لمت كتوفها وهي تحس برجفان فضيع .. تشكل قدامها صورة فراس وهي تقسي لمحتها وتنطق بقهر : كله منك .. الله لايوفقك .. كذاب سافل حقير !
بينمـا صعدت ابتسام وهي بعبايتها .. دخلت الغرفة كان نايف جالس قدام التلفزيون طفاه مباشرة لما دخلت وطالعها ونطق بقلق : كيــفك ؟
ابتسام جلست وهي تثبت رنيم بحضنها وتلعب بخصل شعرها : فين حصــلتها ؟
تنهد نايف : مو قلت لك اني ادورها هالفترة .. حصلتها عايشه بشقق مفروشة ..
ابتسام تنهدت بارتياح : اششوى ..
نايف : روقـي ابتسام .. واختك اكسبيها عشان ما تتكرر هالحادثة .. غادة ماتنفع معها القسوة
ابتسام : وانا وش حصلت من دلالها ؟ دللتها اخر مرة وهذا اللي صار .. اختي واعرفها اذا دلعتها تمادت ..
نايف : قــلتي لهيثم ؟
ابتسام : وانا وش مشغلني غير هيثم .. كيف بقوله ! حالف يقتلها لو تظهر قدامه مره ثانية ..هذا غير عماني ناوين عليها .. " تنهدت " صدع راسي مو عارفة شاسوي
وقف نايف وجلس جمبها وهو يحاوطها من كتوفها ويسند راسها لصدره : هدي بالك .. كلش بينحل ان شاء الله , نامي اللحين والصباح رباح
هزت ابتسام راسها وهي تحاول تسترخي قد ماتقدر ..
***
مدينة المـلك فهد الطبية : -
بالمكتب المشــترك للدكتور هيثم .. كان جالس على مكتبه ومتمعن ببحث وقدامه كومه من الأوراق جاه صوت شريكه بالمكتب : هيثم ترا الساعة 3 .. نام لك شوي يارجال ريح بدنك
هيثم وهو مستمر بشغله : نـام انت ماعليك مني
: وكيف انام وانت مجهر عيوني بهاللابتوب .؟!
هيثم : شف لك مكان ثاني تنام فيه
تافف : اقـول وينك اليوم تأخرت عن الإجتماع .. لا تقول جالس مع هالبنت مره ثانية ؟
هيثم ببرود : وإذا ؟!
: هذا اللي بيذبحني .. والله ماتخيــلتك من اللي يلعبون ببنات الناس , إلا اذا كنت جاد معها يعني ؟!
هيثم : سواء العب او جاد ما اتوقع بتغير هالمعلومة بحياتك شي
: لا انت ماتلعب .. المشكلة ترا شعور ملخبط لما تسوي نفسك مو مهتم بشخص وانت كل دقيقة تســأل الإستقبال عنها جت ولا لا ؟!
سكت هيثـم لأنه انكبش هنا .. نطق بتبلد : للحين مو فاهم كل هالإهتمام .؟! اذا معجبتك اقدر اشبكك معها ترا ..
قال بمزح : لاا حششى لله تعجبني خوية خويي ..! ما اسويها
هيثم : هيه تراك تحمست .. لا خويتي ولا شي فاركد
وقف وهو يطلع من المكتب : اوك دكتور هيثم مابينكم شـــي
مجرد ماطلع وقف هيثم من الكتــابة .. او اساسا ماكان يكتب مجرد توتره من الموقف تركه يشخبط على الورقة دون هدف .. استرخى على الكرسي وهو يحس بنرفزة صدق .. فعلا هو وش قاعد يسوي .؟! شدخلني انا هي اللي تجي .. ! وقف بقوة وهو يقطع افكاره ويسحب الكتـاب من الرف يكمل شغله .. تهاوت ورقة من الكتاب حتى استقرت بالطاولة .. مسكها وهو يشد بقبضته عليها (
لما تحس ان فيه شخص خطفك من نفسك ؟
مستوطن تفكيرك طول الوقت حتى وانت وسط الناس تلاقيك سرحان فيه
لدرجه انك تدعي له وتنسى نفسك ...
عموما .. أدري انك تقرأ وتعرف انك المقصود
طيب .. انا ضعت فيك
ومثل ماقلت بغض النظر عن الجواب .. انا مقدر اكبت هالشي خصوصا وهو واضح للكل )
ظل يتـأمل الورقة بصمت لفترة .. رمى جسمه على الكرسي وهو يفتح الدرج ويدخل الورقة ويسكر الدرج بقوة : وبعدين يعـني ؟! والله مصخرة
رجع يفتح اللابتوب يكمل شغـــله هالتفكير كله ماراح يوديـه لشي ..
***
: يؤسفني أن اخبرك ان الامور ليست تتحسن .. آنسة والكر انتي تدركين ان هذا الحال لايجب ان يستمر
طأطأت راسها : نعـم ادرك ذلك
: سأصرف لك بعض الفيتامينات .. يجب ان تساعدك
وقفت بثقل وهي تنطق : شكــرا ..
طلعت من العيــادة الصغيره وهي تتنهد بضيق .. حملت طريقــها حتى وصلت للبيت , فتحته بهدوء وهي تدخل استقبلتها الأصوات الحيوية بغرفة المعيشة : كيف حـال موعدك ؟!
التفتت نص إلتفاته ونطقت بهدوء بالعربي : والله مالي خلقك جاكسون
: اخبرتكي ان لاتتكلمي بالعربية ايتها الجبانة !
جلست بهدوء على الكنبة : انها لغتي سأتكلم بها كما اريد
جاكسون : كما تشائين . . لكن لن تجدي أي شخص قريب لك لتتواصلي معه هكذا
سارا : لم أعد تلك القريبة لأحد .. الجميع لديهم من يعوضهم
جاكسون : لديك أنـا .. انا اكبر صفقة تعويضية ستعقدينها بحياتك
سارا ابتسمت دون نفس : اخشى اني سارفض هذا العرض المغري
جاكسون : أتعلمي سـارا .؟! انتي موسوسة .. بحق
سارا بغضب خفيف : ولمـاذا ؟!
جاكسون : في كل ليلة تعقدي جلسة وسوسة مع نفسك .. ان من تريدينه سوف يبحث عنكي سوف يعود ! استيقظي من احلام اليقضة فلا أحد بالطريق
سارا وكأن تفائلها الخفيف بكل ليلة أحبط : ...................
جاكسون عندما رأى الاحباط بعينيها نطق بمزح : اتعلمين رحيل الشيء للأبد اهون بكثير من العيش على أمل عودته ولا يعود .؟
سارا : إذا ؟
جاكسون : اذا اخبريني عن مكــانه وسأقتله وهكذا لست مضطره لأن تنتظري من جثة شيء
سارا رفعت حواجبها : تصدر منك عروض مغرية كالعادة .. لكني اخشى اني ساتنازل هذه المرة ايضا
حملت نفسها وهي توقف وتصعـد وصوت جاكسون ياتيها من بعيد : ستندمي لاحقا ! فانا لا اعيد عروضي اكثر من مرة كما تعلمين
***
: لــــؤي ! .... لؤي !! ... هااااااو لؤي !
استيقظ من غفوته وانتبه لأمه وابوه يطالعون فيه بجلستهم : هلا لبيه سم
ابو نايف : شفيك وانا ابوك .؟ تعبان شي ؟
لؤي بنبرته الهادية المعتادة : سلامتك يبه مافيني شي .. انت شبغيت ؟
ابو نايف مد فنجاله : ابيك تصب حاجرن على الدله بيدك ومفهي
استلم فنجال ابوه وهو يصب له .. وكلام فراس يدور براسه " يمكن ابوك " ... لا مستحيل اذا ابوي اللي سواها راح يواجهني , ماراح يعاملني طبيعي كذا .. فرك عيونه بتعب وهو يوقف ..
ام نايف : وين ؟!
لؤي : اخليكم براحتكم انا بصـعد انام
ابو نايف : نوم العوافي اجل
ام نايف بعد ماصعد : شفيه الولـــد ؟!
ابو نايف : مافيه شي يابنت الحلال يمكن تعبان مثل ما قال
ام نايف تنهدت وهي تطالع يزيد : غريبة نايف حطه ظهر ويقول بمره وللحين ماجا ؟
ابو نايف : الوقت متأخر اذا ماجا اللحين معناها ماراح يجي ولا انشغل مع مرته .. لا تخلين الولد سهران نوميه
هزت ام نايف راسها : ان شـاء الله
صعد ابو نايف .. اما ام نايف ماقاومت مسكت جوالها وهي تدق على ابتسام , لكن مافيه رد تنهدت بضيق : حتى لو بيتركونه يكلمون اقل شي !
***
صبــــاح لاستقبال يوم يحمـل الكثير .. خصوصا لها , وبمناسبة ذكر " لها " عيونها ماغفت من ليلة أمس , مازالت تمشي بالغرفة روحه وجيه .. وتجلس وتوقف .. درجة التوتر بالمكان فضيعـــه , بلعت ريقها وهي تعض اظافرها : شاسوي شاسوي شاسوي ..؟!
خلخلت اصابعها بشعرها وهي تحس بتعب نفسي بجد : شاسوي .؟
الإكسجين معد يوصلها .. كلش مكتوم بطريقة رهيبة مجرد ماسمعت صوت برا وقفت وهي تفتح الباب وتاخذ نظرة كان نايف وجمبه ابتســام .. راقبتهم وهو يتكلمون بصوت خافت بس الـواضح انهم يتكلمون عنها .. , انتهت محادثتهم بان طبع بوسة بخد ابتسام وطلع .. بينما ابتسام تنهدت تنهيدة من قلب وهي تجلس بكنبة الصالة وتمسك راسها وواضح جالسة تفكر .. فتحت الباب وطلعت , التفتت لها ابتسام ونطقت بهدوء : ... قمتي ؟
غادة بهدوء اكبر : فين رنيم ؟
ابتسام : نايمة اتركيها ..
غادة سكتت وهي مازالت واقفة ... : ............................
ابتسام فتحت فمها تتكلم وهنا دق جوالها .. تنهدت وهي تطالع المتصل " خالتي ام نايف " من امس وهي تدق ردت مباشرة : هلا والله
ام نايف : هلا فيـك عيوني .. كيفك علومك بخير ؟
ابتسام : حمدالله نشكره .. انتي كيفك وكيف عمي ؟
ام نايف : كلنا طيبين حمدالله .. وينكم امس استغربت تباطيناكم انا وعمك ويزيد
يزيييد ! كانت ناسيته تماما توترت وش تقول : ايه معليش امس انشغلنا الله لا يوريك وماقدرت ...
ام نايف : عاد اهم شي لاتنسونه اليوم .. ادري انه صعب عليك بس ترا الوالد صغير ويحس
ابتسام ماتبيه يحضر جو البيت هالأيام .. : ...... ان شاء الله ع خير ..
سكرت السماعة ومباشرة دقت على نايف ..: هلا والله
ابتسام : نايف على السريع .. امك كلمتني من شوي تقول لاتنسون يزيد اليوم
نايف : ايه اشوفها داقه علي بس مارديت ..
ابتسام : انا قلت لها ان شاء الله .. بس انت تعرف مستحيل يظل عندنا هالفترة معليش حياتي كلم اهلك وتفاهم معهم
نايف : فاهم فاهم .. ماعليك خلاص بكلمها
ابتسام : مشكور والله وتدري البيت بيته بس الحال مب بيدي " قالتها وهي تطالع غادة "
سكرت السمــاعة وهي تطالع غادة : اجلسي ليش واقفة ؟
غادة طالعت الكرسي لفترة وهي ماتحس براحة .. لكن جلست : ...................
ابتسام : فين كنتي هالفترة ؟ تدرين ماتركنا مكان مادورنا عليك فيه
غادة وهي تذكر تهديداته الصارمة .. ممنوع احد يعرف انك قابلتيني حتى : .... اخذت لي شقة بفلوس نايف وجلست فيها
ابتسـام : معترفة يعني انك سرقتي من نايف .؟! وانحشتي وهذي عمله ماتسويها الا ... " استغفرت بقهر "
غادة بقهر : لا تحمليني كل شي كانكم انتو ماغلطتوا ..
ابتسام بصدمة : وبإيش غلطنا ؟! غلطنا عشان دلعناك ..!؟ غلطت عشان اخذتك من زوجك اللي كان مجرم وجبتك انتي وبنتك باحسن مستشفى واحسن مكان واحسن عيشة ممكن تعيشينها .؟! غلطت لما حطيت كل فلوسي بين يديك وقلت اللي تبغينه حاضر !! هذي هي غلطتي مو ..؟
غادة بين دموعها : شحي بهـــا ! فلوسك ما ابيها ! ولا ابي بيتك ! ... مابي فلوسكم اذا بنهاية اليوم بيجيني هيثم وبيحطني بيزه ما اسوا .. على بالك اني عايشه عندك وبعزك وبكل مناسبة ببيتك اسمع كلمة هذي اختها المطلقة عندها .. هذي اختها اللي ناشبه فيها ..
ابتسام : ولا يهمك راح اشح بها .. وراح اشح بها كويس كمان , رغم كل القرارات الغلط اللي تبعتيها بحياتك غادة ماعمري ماوقفت معك رغم موقفك .. وكذا تقابليني ؟!
غادة : أي قرار غلط .؟! قصدك زواجي .؟ ليش ابتسام ناسية انك شكرتيني وقتها اللي تزوجت ودفعت قيمة البيت اللي بدونه بنكون بالشارع .. ؟ معك حق قرار غلط كان مفروض اتركها تصير ...
ابتسام : لا تحمليني مسؤولية مو مسؤوليتي ! كنتي موافقة دون احد يضغط عليك ورغم ان هيثم رفض واافقتي .. على قولتك ماكنتي تتحملين حياتنا .
غادة وقفت وهي تضرب بالارض ناحية غرفتها : مابي اجلس اسكتي خلاص .. مابي اسمع شي ولا ابي اعرف شي ! ودقي على احمد بعد بسرعة يجي ياخذني ويقتلني مره وحده .. اصلن امنيتك
تنهدت ابتسام بضيق وهي تمسك راسها والصداع مايوقف .. خذت نفس عميق وهي تطلع للحديقة اول خطوة راح تكون " هيثم " وبعدها هي وياه يقررون وش المفروض يصير مع احمد وعمهم : ................................
دقات قلبها تتسارع مع رفعته للتليفون وهي تدعي ربها هاليوم يمضي على خير : هلا بسمة
ابتسام بربكة : هلا .. هلا هيثم .. صباح الخير , كيفك ؟
هيثم : صبـاح النور .. حمدالله , انتي شلونك كلش تمام .؟
ابتسام : تمام ....
استغرب هيثم الصمت : الو ؟
ابتسام : ايه هلا معاك ..
هيثم : ههههههههههههه شفيك ابتسام الحمل لاعب فيك اجل داقه علي وتسكتين ؟
ابتسام : ايه لأن ابي اقولك شي ... ولا عارفه كيف بقولة ولا شلون بنطقه .. ولا ..
هيثم : روعتيني ابتسام شفيك شصاير .؟! حاجه حاصلة معك ؟
ابتسام : لا انا ماعلي .. بس " استنشقت الهواء وهي تحس بدوخة فضيعة "
هيثم وهو يحثها تكمل : بس شنو ؟
ابتسام نطقتها باسرع ماقدرت .. تبي تلفظها من صدرها وتخلص : حصلت غادة وهي عندي اللحين !
وقف هيثم لاشعوري من صدمة الخبر بالنسبة له .. : .................................
سكتت ابتسام لفترة وهي تحس بهول اللي راح يصير نطقة بقلق بعد فترة : هيثم ؟
هيثم شد على قبضته حتى تهشم القلم بيده .. رجع يسترخي بجسمه على الكرسي ونطق بهدوء مخيف : طيب ؟
ابتسام : شنـو طيب .؟ اقولك هي عندي يعني ... رجعت وابي اعرف شاسوي عماني و ...
هيثم : دوري أهلها وناقشيهم امورها .. ووصلي لها كلمة وحده بس بكل قوتها تبعد عني حتى لو اضطرت تنحاش ثاني .. لاني لو اشوفها قدامي بذبحها
سكر السمـــاعة مباشرة .. بينما ابتسام تطالع الجوال ومنصدمة من ردة فعله ماتوقعت هالرد منه مسكت راسها وهي تحس بصداع بجد وش بتسوي وش تقدر تسوي ! مو معقولة بتكلم هي بنفسها عمانها .. اصلن بأي حق تكلمهم عقب اللي سووه معها .؟! .... ياربي شاسوي صدق الوضع معاد بالسيطرة ..
***
شــركة أبو نايف :-
لؤي كان جالس بمكتبه .. ورجله رافعها على الطاولة ويضرب القلم بالطاولة وتفكيره يضرب يمين ويسار , مهما راح ومهما جا يرجع لشخص واحد .. هو محد غيره بيقدر يخشها بهالشكل خصوصا انه قال انه بيسويها اكثر من مرة مسك جواله ودق عليه : هلا
لؤي : هلا فراس .. وينك انت ؟
فراس : شبغيـــت ؟!
لؤي : تقدر تمرني بالشركة .. وعقبها نطلع نتغدا احس مره اخلاقي قافلة وابي اطلع
فراس : خلاص تمام جايك بعد نص ســاعة .
لؤي : يله اجل
سكر السمــاعة وهو يفكر كيف يطلع الجواب منه .. كيف يعرف انه صدق مو سبب اختفائها هذا , فتح درجه وهو يطلع بطاقته ويشوف اسمها تحت اسمه " سارا والكر .......زوجة " مسح باصبعه على اسفل البطاقة .. خلال هالسنة مفروض ينضاف اسم جديد لهم ... دخل بطاقته وهو يسند راسه والشوق ينسج بين ضلوعه تفاصيلها يكره الرغبة اللي تجيه فجأة ويصير يبغاها اكثر من أي وقت بحياته !
دق جـواله ليقطع خلوته مع طيفها .. تنهد وهو يرد بصوت متعب نفسيا : هلا يم
ام نايف : هلا يمه .. وينك انت بالشغل ؟!
لؤي بكئابة : وانتو تركتوا لي مكان ثاني اكون فيه غير الشغل .. طبعا الشغل
ام نايف : مو هذا موضوعنا .. اللي بيسمعك بيقول حارمينك من كل مكان , المهم نايف اخوك وينه حولك ؟
لؤي : مدري ...ليه ؟
ام نايف : لأني ادق عليه مايرد .. مدري وينه هالولد جواله مامنه فايده ماعمري دقيت عليه ورد
لؤي وقف : اصبري بشوفه لك .. خليك على الخط
مشى حتى وقف اثر اعتراض طريقه من السكرتير : اهلين استاذ لؤي
لؤي يكلم الجوال : لحظه يم .. " التفت له " هلا فالح .. شبغيت ؟
فالح : فيه اوراق ضرورية محتاجينك تخلصها
طالع لؤي الأوراق : طيب رئيسة القسم وينها .؟! مو هذا شغلها
فالح : ماحضرت اليـــوم وحنا مضطرين عليها
لؤي : اوك حطها بمكتبي
كمل طريقه وهو يكلم امه : ترا ما اظنه مداوم لان زوجته غايبة
ام نايف : هـاو .؟ ابتسام غايبة ! صاير عندهم شي هالثنين .. امس ماجو ياخذون يزيد واليوم ابتسام ترد تسلك لي ونايف مايرد !
لؤي : كل اللي صاير عندهم شوي خصوصية طبيعية بين الزوجين .. ليش مستغربين يعني ؟
ام نايف : هاو وانا وش قلت !
لؤي وقف لما حصل نايف الجالس بين مجموعة موظفين ويسولف : نايف ممكن شوي .؟
نايف : شي ضروري .؟
لؤي مشى ناحيته وحط السماعة عند اذنه : نااااااايف ؟!
عض نايف على شفايفه وهو يعبس بوجهه ويوخر السماعة ويطالع لؤي : ليش ماقلت لي انها امي !
ام نايف : اسمعك ترا .. وينك ماترد على جوالك ؟
نايف : هلا هلا والله يمه .. مدري ماشفت مكالماتك
ام نايف : ماتشوفها ولا ماتبي تكلمني !
نايف : افا يم .. من مايبغى يكلمك .؟! واحد يعيف ؟
ام نايف : خل مني هالحكي والخرابيط .. كلمت ابتسام بس الظاهر انها ماقالت لك يزيد متى بتاخذه .؟
نايف : على بلاطة ؟! راح يضل عندك لين تجي امه
ام نايف : وليه مرتك وينها ؟
نايف وهو يوقف ويبعد عن الموجودين : مرتي مب امه .. وهي تبيه يجلس عندنا بس انا رافض يزيد مو مبسوط هنا يجلس عند فهود احسن له
ام نايف : حياه الله .. بس ليش مب مبسوط عندك ؟! ما اتفق هو وابتسام هجل ؟
نايف : لا والله شكل نهى معبيه راسه عليها .. عيا حتى يحاكيها
ام نايف : والله تسويها نهى هالحيه .. ها من اول كلم وقولي مو اتحراكم امس وحالتي حاله
نايف : والله نسيت راح عن بالي .. بس هاه ارتحتي عرفتي ؟
ام نايف : ايه .. يله اجل في امان الله .. ومرة ثانية ! رد على جوالك
نايف : ههههههههههه من عيوني
سكر السمـــاعة وسلم لؤي جواله .. طالعه لؤي : شالسالفه شعندك ؟!
نايف هز كتوفه : ما عندي شي بس خبرك امي تسوي سالفة من لا شي
طالع لؤي ناحية فراس اللي تو دخل .. اشر له من مكانه : هنا فراس
التفت له فراس وعيونه طاحت على نايف ... طالع ناحية نايف لفترة وكانه يحاول يحزر وش ممكن صار , ثم التفت للؤي : هلا .. هاه عندك شغل بعد ولا خلاص ؟
لؤي : لا خلاص بنطلع اللحين
فراس طالع نايف : كيفـــك نايف .؟! ان شاء الله امورك تمام ؟
نايف اللي فهم مقصده : نقول ان شاء الله انها تمام .. انت كيفك عسى ارتحت ؟
فراس رفع حواجبه : عسى ارتحت .؟! احد قالك اني مو مرتاح ؟
نايف : واحد قالك ان اموري مو تمام ؟!
فراس : وانا قلت انها مو تمام ؟!
لؤي : فراس مشينا ... وانت نايف رد على جوالك بالله مو ناقص يكلمني احد ثاني يدورك بعد
ظل فراس يطالع نايف لفترة دون تعليق .. ثم مشى بطريقه مع لؤي ... التفت له لؤي : وين حاب نتغدا ؟
فراس دون نفس : اللــي هو .
لؤي : تفضل اجل
***
اثناء ما إبتسام بغرفتها بعد نقاشها الحاد مع غادة .. كانت تطالع برنيم اللي تلعب وتحبي بالمكان ابتسمت وهي تمسح على بطنــها : الله يسهلها ياحبيبتي بس .. قولي آمين
دق جــوالها طالعته بكسل وهي تسحبه .. فتحت عيونها بصدمة " عمي " بلعت ريقها وهي تستوعب , غريبة داق عليها كيف عرف !! ... لا مستحيل يكون عرف من وين .. وقفت وهي ترد : هلا
: لا هلا ولا مسهـــلا !!
ابتسام : شصاير سلامات ؟
ابو احمد : ماكنتي ناويه تعطينا خبر ان غادة رجعت
ابتسام بصدمة : شنــــو ؟
ابو احمد : لا تسوين حالك مب عارفه .. هيثم بنفسه قالي انها رجعت
ابتسام انصدمت ماتوقعت يروح هو يقولهم : هيثم ؟!
ابو احمد : ايه كلمته اليوم ومن حسن حظي اني كلمته عشان اعرف .. آخخخ بس فوق سواتها تخشون عليها ! عموما انا بالطريق جاي .. وقولي لها الجاي مب بصالحها
سكر السمــاعة اما ابتسام ضغطت على الجـوال بقهر .. بس هيثم معه حق بالأخير لازم يعرفون , تنهدت بتعب وهي تمسح على وجهها .. عمانها بالطريق , يالله يستر بس ..
رجع جوالها يدق قالت بتمتمه : وانت ماتسكت شوي !
مسكت جوالها وردت : نععم
نايف : ههههههههه بشويش علي بسم الله !
مسكت ابتسام راسها : آسفه نايف مانتبهت .. هلا
نايف : شفيك ليش مزاجك معكر كذا ؟
ابتسام تنهدت بضيق : عماني عرفوا ان غادة رجعت ..
نايف : كيف عرفـــوا .؟!
ابتسام بضيق : تخيل هيثم بنفسه قالهم ..
نايف : هيثم درا .؟! ايه وايش صار .؟
ابتسام بضيق : مو عارفه نايف .. قال مالي دخل ! صدمني حيل .. وفوق كذا يخبر عماني عنها كأنه يقول اذا مو على يدي على يد غيري
نايف : الله يهـــديه.. وكلمتي اختك ؟
ابتسام : كلمتها .. بس مافيه فايدة مثل مايقولو شين وقوي عين فوق انها تنكر غلطها تحطني انا الغلطانة كمان
نايف بنبره لها الف معنى : ابتســام ... اقدر اساعدك هالمرة مو ؟!
ابتسام : تساعدني بإيش .؟!
نايف : بوضعـــك , ماراح ترفضي مساعدتي كالعادة .؟
ابتسمت وهي تستشعر لهفته بصوته : محد حولي هالمرة .. حتى هيثم ساحب نفسه .. فطبعا راح استفيد من مساعدتك
ابتسم نايف حتى بانت اسنانه : اجل اعتبري كل مشاكلك محلوله
ابتسـام : والله بجد نايف مو عارفة وش ممكن يصير وقت يجي عمي .. شايل بقلبه كثير
نايف : ابتسام عمك نظامه واضح .. اشترني تراني رخيص ! يعني شوي فلوس بيعطيكم ورقتكم وفوقها حبة مسك بعد
ابتسام : لا نايف مابيك تدفع له .. مابي نوع المساعدة هذي
نايف : شف بس ! كأني خويك مو زوجك .. ياعمري فلوسي فلوسك .. وبعدين انتي بنفسك تقدرين تدفعي له ترا راتبك اكثر من راتبي
ابتسام : ههههههههههههه يصير خير .. وقت يجي بنتفاهم ان شاء الله
نايف بحالمية : ايه اضحكي الله لايحرمني هالضحكة بس ..
وردت خدودها وهي تقول : شكرا نايف .. بجد ماراح انسى لك انك حصلت غادة و وقفتك جمبي
فجأة جلس قدام نايف بالطاولة عبدالمجيد : شتسوي انت ! تضيحك مع نفسك بالجوال
نايف : احاكي المدام شتبي انت ؟!
ابتسام : هههههههه يله سكر بروح اشوف رنيم
نايف : اوكيه حيــاتي انا ساعه كذا وبكون عندك
سكر السمـاعة وهو يقابل نظرات عبدالمجيد المحتده فيه : من متى .؟! حياتي والبسمة شاقه فمك ..
نايف : طيب ؟! وش الغريب بالموضوع
عبدالمجيد : سلامتك بس يخي ملل قم نشوف لنا شغله
نايف : مقدر ماني فاضيلكم اليوم .. شف لك احد ثاني تسكع معه " شرب قهوته بنفس واحد ووقف " بيجيك الحساب ادفع
****
ارتشف فنجاله : من وين بتعرف وان لك فترة عايش عزلة عن العالم ؟
لؤي : يخي تجيني حاله تخليني مو بس ابي انعزل وابعد عن الناس .. تخليني اتمنى ابعد عن كل عين تشوفني وكل حس يزعجني
فراس : وش هالحاله المزعجة ؟
لؤي بمقصد : معك حق بس الظاهر هالحاله بتظل ملازمة لحد ما أعرف فين هي
فراس : للحين تتكلم عن هي .؟! مازهقت يخي ..
لؤي بكئابة واضحه : ما عاد الموضوع يتعلق بهي وبس ... " كمل " اكتشفت انها حامل ! تخيل يا فراس ولدي جالس يكبر بعيد عني ..
فراس وهو يسحب سيجارته لفمه .. ويتكلم بنبرة هاديه : وانت شعرفك .؟
لؤي : تواصلت مع رفيقتها .. وكذا قالت لي , كانت ناوية تقولي وقت ارجع من الرياض .. بس صار اللي صار
فراس : وليش متأكد ان رفيقتها جالسه تقولك الصدق ..؟
لؤي : مالها مصلحة تكذب ... بس اللي تاركني اضرب اخماس بأسداس , اني مو فاهم كيف تختفي بحيث محد يعرف عنها شي نهااااائي
فراس تنهد وهو ينفث دخان سيجارته : لاتعور راسك ولا غيره .. شف الموضوع بإيجابية اكثر هي راحت تشوف حياتها .. انت شوف حياتك واكبر بعين اهلك .. وخلاص
لؤي اللي كان متمعن بكلامه : فــراس .. انا متاكد انه مو صعب عليك تعرف وينها هذا اذا ماكنت تعرف بالفعل .. ماتبي تساعدني كيفك بس اتمنى من كل قلبي مايكون لك بيد بكل هاللي صاير لان لو يكون لك طرف فيه وقتها انا ...
فراس رفع حواجبه : ملاحظ انك تتهمني دايم بامورك اللي انا مالي فيها ..
لؤي : وما أذكر اني اتهمتك باطل بيوم .. كل ما اتهمك يكون اتهامي بمحله
فراس : لا واضح ... اذا عازمني اليوم عشان تلومني وتحملني حالة يأسك وفر انا رايح اتغدا بالبيت
لؤي : لا ارتاح بنتغدى اللحين .. بس تذكر الكاس اللي تذوقه غيرك ماحتموت حتى يذوقك الله منه بيد غيرك .. اذا خير فخير واذا شر فشر
فراس ببرود : طمنتني اجل .. معناها راح احتري كاس الخير اللي اذوقك منه طول عمرك تذوقني اياه " سحق راس سيجارته بالإناء قدامه وهو يرميها " عندي موعد مقدر اتاخر عنه اذا بتتغدا عجل اطلب
تنهد لؤي وهو يوقف : ثواني وراجع لك
بمجرد ما ابتعد لؤي .. تنهد فراس وهو يسحب سيجارته الثالثة من جلس : ليش عنيد كذا يالؤي .؟! لمتى راح تضل متمسك فيها مو عارف
***
بــــاريس :-
ميهـااف ممـدده رجليها على الكنبة وبحضنها مجلة تقلب فيهاوجوالها بإذنها : ايه ماما وبعدين .؟! عادي
أم نايف : لا والله مب عادي .. ابتسام مو عوايدها احس صاير عندهم شي
ميهاف تنهدت : روقي اذا صاير شي راح تعرفينه بس جايز يبون خصوصية .. ومو انتي اللي تبي نايف يتزوج ويستقر .؟!
ام نايف : انا ماقلت شي .. بس اقل شي يقولون لي وش صاير عندهم
ميهاف : اساسا والله ابتسام مدري كيف رضت يكون يزيد عندها ! انا لو مكانها لا اشوفه ولا يشوفني
ولا يطب بيتي حتى ..
ام نايف : خلينا منهم .. انتي اشوفك 24 ساعة على هالجـــوال .. وينه بدر ماتطلعون ماتروحون ؟!
طالعت ميهاف ناحية غرفة النوم المسكرة ومازال نايم : نايم للحين .. قلت ماحزعجه لما يصحى نطلع
ام نايف : ماينفع قومي صحيه واطلعوا واستانسوا .. بتخلص سفرتكم بالفندق على كذا
ميهاف : اوك مـــاما .. اكلمك بعدين اجل ..
سكرت الجــوال وهي تكمل تصفح : حشى لمتى ناوي يضل نايم ..
بعد فتــرة انتهت من تصفح مجلتها وقفت وهي تكلم الروم سيرفس وتطلب لها غداء .. اثناء مكالمتها طــلع بدر وفي حالة المكركب من النوم جلس بكسل وهو يطالعها : اطلــبي لي معاك
سكر السمـاعة بهاللحظة : اطلب لنفسك .
رفع بدر حواجبه : طـالع لك ريش انتــي !
ميهاف وهي ترجع تجلس وتاخذ مجلتها : لا ريش ولا غيره كل السالفة اني كنت استغبي واتفنن بالاستغباء عشان خايفة اخسرك .. لما خسرتك بطلت اخاف وبطلت استغبي
بدر : اوف .. لما خسرتيني مره وحـدة ! مصلين علي الجنازة امس وانا مدري ؟
ميهاف : بالنسبة لي ماعدت احس بشي ناحيتك .. ولا يهمني وش بقلبك علي اللي يهمني انك تعاملني بما يرضي الله وتكون لبق معي وولد ناس اللي غيره مايهمني بشي صدقني
بدر : الموضوع مو استغباء وولباقة مثل ماتقولين .. الموضوع انك ماعدتي تحبيني زي أول .؟! او ان مشاعرك رخيصة من أول عشان كذا كان سهل تفلين
ميهاف بقهر : كلن يعاين الناس بعين طبعــه .. وبعدين ترا عادي تحب انسان وفجأة تبدا تكرهه بسبب تصرفاته الزبالة وياك .. وين المشكلة يعني .؟!
بدر : ماراح اتعب نفسي معــاك اللحين .. بنوصل لحظه تعقلي فيها وتعرفي ان اللي جالسه تسويه الحين جنان
ميهاف ببرود : متحمسة اشوف نفسي اعقل .. الله يبلغك ويبلغني بس
طالعها بدر بنص عين وهو يوقف : انا طـالع .. حابه تجي اهلا وسهلا تبغي تنثبري كيفك
تجاهلــته ميهاف وهي مستبعده خطــة انها تطلع معاه اساسا .. باختصار صارت معاد طايقته
***
فتحــت ابتسام غرفة غـادة بخفة .... حصلتها متكورة على نفسها ودافنه راسها بين ركبها .. حست ابتسام بضيق كيف بتقولها اللحين ان احمد عرف عن مكـانها : ...... غادة
ماكان من غادة إلا التجاهل التام : ...........
ابتسام تنهدت : غادة ردي اكلمك
غادة : وانا اخترت ما أرد عليك !
سمعت ابتسام صوت الباب ينفتح بهاللحظه .. اكيد نايف طالعت الساعة " 6 مغرب " معد بقى شي عمانها بأي لحظة بيكونوا هنا .. والحـل ياربي .؟
سكرت باب غرفة غادة وطلعت لنايف .. نايف : وش هالكرب كله ابتسام قلت لك خلاص هدي ..
ابتسام وهي تضم ذراعها لصدرها : مو عارفه .. حاسه بضيق من كلش , مهما قلت مراح يتم كلش مثل مانبي
نايف : وهيثم ماعنده نيه يجي .؟! ترا مهما كان تضل اخته
ابتسام : يمكن احسن مايجي .. لأن موقفه مو بصالحنا
نايف : استغفر الله ياربي ... والله انا ماخذ وحده عندها اهل متخلفين كويس اللي طلعتك منهم
ابتسام ابتسمت دون نفس : مو على اساس انا متخلفه كمان .؟
نايف ابتسم : غيرت رايي
" دن .. دن "
انضرب قلب ابتسام مع دقت الجرس : يمه هذا اكيد احمد وعمي
نايف : روحي كلمي اختك انا رايح اشوف ميــن
طلع نايف لبــرا وهو يفتح الباب كان الـواقف أبو أحمـد وأحمد الواضح من لمحتهم الفورآن من الغضب .. سلم عليه أبو احمد برسمية بينما أحمد نطق فورا بحده : ويـــنها ؟!
نايف : هد أعصـــابك وبيتصلح كلش .
احمد : معاد فيه هد اعصابي .. بسبب انها في بيتك انحاشت لها نص سنه ماندري عنها
نايف : ودك تدخل ولا كنه عاجبتك عتبة الباب ؟
أبو احمد : لا بندخل .. تفضل يابوك
ابعد نايف بقرف من قدامهم وهو يحس باله طويل اللي صابر على هالأشكال يصيرون نسايبه .. دخل وراهم لداخل حصل صوت بغرفة غادة اكيد ابتسام هناك وقف قدام الباب : ابتســـام ..
طلعت له بعد فترة : هاه هم مو ؟
نايف تنهد : ايه هم .. وبالمجلس طالبينها ورنيم
التفتت ابتسام تطالع غادة ثم طالعته : خلاص ثواني وبنروح لهم
سكرت الباب وهي تقول : مالك مهرب .. اطلعي برا , هذي غلطتك لازم توقفين وتتحملين عواقبها
غادة برجاء : طلبتك ابتسام مابي .. بسوي اللي تبين بس تكفين مابي اقابلهم صدقيني بيذبحني والله بيذبحني
ابتسام بصرامة : كان فكرتي بهالشي قبل تتركين الكل ولا تلتفتين وعلى بالك الدنيا ماحترجعكم لبعض بالاخير
غادة : حرام عليـــك ابتسام .. لهالدرجة ماعدت اسوى خلاص !
ابتسام طلعت لبرا : اخلصي اطلعي ..
كبست غادة بعيونها بخوف وقلق وربكة .. التفتت ناحية رنيم ثم رجعت تغطي وجهها بإنهيار : شاسوي .. شاسوي .. مابي اشوفهم مابي ..
بـــرا : -
طلعت ابتسام لنايف اللي متسند على الجدار .. طالعها باستفسار : بتقابلهم ؟
ابتسام بصرامة : غصب عنــها .. وربي بموت من هالبنت فوق غلطها من رجعت وهي محسستني حنا الغلطانين عليها
حضن نايف يدين ابتسام : حياتي انتي اسلوبك معها غلط .. يعني البنات وخصوصا غادة لانها صغيره وقت تعصب لا تجادلينها ولا تاخذي كلامها بجدية خليها تقول اللي تبغى دون تردي عليها لأنها وقت تعصب تصير كانها بزر " ابتسم " والبزران يحتاجون حضن وقت يعصبون مو هواش .. وقتها بتلين معاك تلقائي
ابتسام رفعت حواجبها : باللهـــي .؟ وش هالخبره يا استاذ
طلعت غادة بهاللحظة .. وهي لافه طرحتها طالعتهم بنظرات نارية ثم مشت بطريقها ..طالع نايف ابتسام : بتتركينها لحالها معاهم ؟
ابتسام : ايه .. اتركهم لحالهم اللحين , وقت يتأزم الوضع راح ادخل
هز نايف راسه : عـلى هواك .. " طالع ساعته "
ابتسام : عندك موعد شي .؟! تقدر تروح عادي ترا
نايف : لا ماعندي شي .. اليوم كله لك لحد ماتخلصين هالمشكلة
عـــند غادة :-
طالعت برنيم لفترة طــويلة قبل تفتح مقبض الباب .. وقلبها يقبضها وهي تسمع اصواتهم داخل وجملاتهم التهديدية " وينها أنا اوريها !! " .. استمدت قوتها وهي تفتح الباب بيدين مرتجفه وتدخل ..انتبهت للعينين اللي شخصت فيها .. بلعت ريقها وهي تنطق بجرأة تعتبر جزء من شخصيتها حتى بلحظة خوفها العظيمة : هــذا انا قدامك .. وش توريني ؟
بسـرعة البرق .. ماتدري كيف بلحظة صار قدامها ومحاوط عنقها الطـويل بيدينه : كــيف حالك يا **** ؟ اشوفك مسترخية بالنسبة لأنك مقبله على اسوأ لحظه بحياتك
غادة ضوقت عيونها بألم من ضغطه على عنقها .. بينا رنيم كانت تبعد يدينه بهلع في لحظة خطفت رنيم من يدها كأن ابو احمد اللي يطالعها باكبر نظرات احتقار .. وهو يفتح الباب ويترك رنيم برا : ماله داعي بنتنا تشوف هالمــنظر
فتحت غادة عيـونها بخوف وهي تشـوف يد أحمد تنمد عليها وتصفعها حتى ضرب ظهرها بالباب وراها .. عضت على شفتها ودمعتها تنزل .. صرخت فيه بقهر : كان مفروض تطلقني .. لو طلقتني طبيعي ماكان كل هذا صار !!
سحب شعرها وهو يصرخ فيها : بعيــــد عن عيونك .. بعيد عن عيونك يافاجرة .. الطلاق للشريفات مو لك .. ماتتطلقين تجلسين تلعبين بذيلك .. بتجلسي زي الحمارة معلقة عندي .. وابشرك حياتي مو واقفة عليك تزوجت وحده غيـــرك مع ذلك بترجعين وانتي كلبة
غادة وهي تمسح يده تقاوم سحبه لشعرها : شششعري ..
أبو احمد بقسوة : انشهد ان اخوي ربى له بنت ! تربية شوارع ... مدري وش اخذنا منك غير العنا والقرف !!
غادة بقهر : اخذتو عقلي وقت خطبــتوني .. عقبها جسمي لما تزوجت النحس ولدكم عقبها وقتي في اكلكم وراحتكم كلكم عقبـها صحتي وانتوا ترمون علي اهاناتكم من كل مكان .. وتقول وش اخذنا منك ؟! " صرخت بقهر " اخذتوا عمري الله ياخذ عمركم .. ضاعت حياتي معكم
صرخ ابو احمد فيها بقهر : قص يقص لسانك وتردين .. احمد كمل عليها الموت حلال فيك انتي
بالخــارج :-
ركضت ابتسام تشيل رنيم مجرد مارموها برا ... وترجع تدخل بها .. اما نايف كان مقطب حواجبه بضيق من الأصوات اللا إنسانية والكلام القاسي اللي جالس يسمعه .. طالع ابتسام اللي كان جالسة ورنيم بحضنها ضامتها وتعابيرها جامده : ابتسام !
ابتسام رفعت عيونها له : ...................
نايف : ادخلي وقفيهم ولا رحت انــا .. مو معقولة كل هذا !
ابتسام سكتت وهي تطالع رنيم ... سكت نايف لوهلة ينتظر ردة .. لكن بمجرد ما أنطلقت صرخة مدوية من غادة هز راسه وهو يصلب طوله : انا مقدر اتحمل رايح اوقفهم !
ابتسام : ناييف اتركهم مايحق ..
قاطعها نايف بعصبية : وش مايحق لي ! يحق لي ونص .. بيتي واخت زوجتي .. وفوق كل هذا ضد إنسانيتي .. شوي ويذبحونها ! رجعيه هي
وانطلق لداخل الغرفة مباشرة ودون مقدمات .. المشهد كان ابشع ماراح يشوف بحياته ابو احمد جالس يراقب بينما احمد منطلق ضرب تعذيبي .. سكتوا وهم يطالعونه وغادة حالته رثــه ... نطق بصبر وهدوء : يكــفي .. غادة برا
احمد : مو بكيفك ! ماراح تطلع الا للشارع معي
نايف طالع ناحيته بحــده .. وتقدم بخطوات هاديه واثقة وهو يسحبه من قدامها حتى تفلت يدينه شعرها ويطالع ناحية غادة بحده : اطلعي برا
بهاللحظة وقفت بســرعة وهي تطلع ومو مصدقة انها انقذت .. احمد بقهر : مالك علاقة انت !
نايف افلت يده بقرف : إذا مبادئك تسمح لك تمد يدك على حرمه .. انا مبادئي ترفض تماما اشوف هالشي واسكت , واذا انت ببيتي احترم نفسك لو سمحت يكفي اني سامح لك تدخل
جلس نايف على الكنبة بأناقة : ارتاح اجلس .. نقدر نتناقش مستقبل هالموضوع
جلس احمد بقهر : مافيها نقاش .. قوم قولها تجهز هي وبنتي بنطلع
نايف باشمئزاز : بنتــك !؟ بنتك اللي وقت ماشفتها ما اهتميت حتى تطالعها هاجمت امها مباشرة ورميتها برا .. عموما ماراح اناقشك بانسانيتك لأنه واضح انك متخلي منـها .." طالع ابو احمد " البنت طلبت الطلاق قبل نص سـنة وللحين طالبته .. " كمل ببرود " وتبي المختصر البسيط .؟! طلقوها بالطيب قبل تطلقوها بالغصب
احمد : تحلم تطلقـها انا ..
قاطعه نايف : ماكمـــلت كلامي !! " طالع احمد " تلاحظ اني وانا اتكلم اطالع ابوك ما اطالعك مالي كلام مع البزارين فخلك ساكت ..
تو بيتكلم احمد قاطعه ابو احمد : احمد اسكت شوي ... " تنهد " كمل يا ابو يزيد اناشهد ان الكرامة لك مو لها
نايف باسترخاء : أيـوه كذا نقدر نتفاهم .. اللي سمعته ان ولدك خريج سجون , انا راح اوفر له وظيفة محترمة براتب موظف 10 سنين بشركتـنا .. ومجموعتنا خريجين جامعات مايدخلوها بالساهل فأتوقع العرض اكثر من كفاية " كمل بتشديد " ويكـــون بعلمك انا اقدر اطلقها منك غصب عنك ودون اعطيك فلس .. بس انا اقول تجي بالساهل احسن
احمد بهياط : ماتهمني فلوسك ولا وظيفتك انا ابي مرتي وبنتي ..
ابو احمد بعصبية : احــــــمد اسكت !!! " طالع نايف " وانا موافق .. اذا الوظيفة بتتوفر لنا وبنتأكد منها ورقة طلاقها بتوصلها مباشرة وفوقها حبة مسك ... انا قايل من أول ان خاطرك غير يا أبو يزيد وانت تامر امر " كمل بنبرة متملقة " الله يلعن الشيطان وينها ابتســـام نشوفها نسلم عليها ؟
نايف : دام اتفقنا أجــل تفضلوا .. ووظيفتك بتكون جاهزة هالاسبوع , وبالنسبة لإبتسام لاتجيب طاريها على لسانك يكون احسن ..
سكت أبو احمد وهو ينصاع ويوقف يستاذن يطلع .. دام ربح من ولد الشمري صفقة هالشغل خلاص مايحتاج شي اكثر
دخـل نايف لداخل بعد ماوصلهم للبـــاب .. طالع ابتسام اللي كانت بنفس مكانها : شخبار اختك .؟!
ابتسام بهم : دخلت لغرفتها مباشرة بعد ماسحبت رنيم من يدي ..
نايف جلس جمبها : تصالحي مع اختك ابتســام .. خصوصا انها بتضل عندنا طول العمر ماينفع تجلسوا كذا
ابتسام عقدت حواجبها : ليش شصار مع عمي واحمد .؟! طولت معاهم
نايف : مو قايل لك اني بحل لك المشكلة .. خلاص وافق ورقة طلاقها بتوصل هالأسبوع
ابتسام بدهشة : بجد .؟! ... بس كيف مو كأنه انحلت بسهولة ..
نايف : كلش بسيط اللي ماتفهمي فيه لا تتفلسفي فيه وتستقوي وانا اللي بحل كلش .. أتركيه للخبره يحلها , كل اللي ابيه منك تسندي كتفك علي اتركيني اشيل همك مثل ماتشيلي همي
ابتسـام وهو كابر بعينها : بجد مشكــور نايف .. الله لايخليني يارب
***
: هيـــــثم .... هيثـم !! دكتور !! دااك .." رفعت نبرتها " دكتور هيثم !
كبس وهو يصحى من شروده وينتبه للممرضه قدامه : ايوه !
الممرضة بإستنكار : are you fine doctor ?
هيثم بنرفزة : ايش بغيتي ؟
مراد التفت له : هد اعصابك شوي ... شفيك انت اليوم مو على بعضك نهائي " كمل بمزح " لايكون عشانها ماجت اليوم
دق جوال هيثــم .. طالع المتصل ورد مباشرة : خير ؟
ابو احمد : خير بوجهك ! رد زين لاجيت ترد على عمك
هيثم : من الآخر وش داق تبي !
ابو احمد : حبيت ابشرك واقولك ورقة اختك بتوصلها الاسبوع الجاي .. اكيد وصلك خبر
هيثم رفع حواجبه وهو مستغرب هالانصياع .. لكن لما تذكر من يكون زوج اخته استوعب قال بهدوء : طيب .؟ والمطلوب مني ؟
ابو احمد : لا بس قلت لازم يعرف ..
سكر السماعة دون مقدمات وهو يحس بغبـــنة .. كلش تسهل لها و بتطلق ! ماراح تاخذ حتى نص جزاها ؟! ولا كانها انحاشت ولا شي ... تافف بقرف : بلعنه فيها انا وش موجع راسي !
***
طـلع فراس من مكتب أبو نايف وهو يمشي بطريقة انتبه لمكتب لؤي يشتغل .. استغرب للحين هنا طق الباب بخفة وفتح الباب كان جالس قدام شاشة الحـاسب ومسترخي : انت للحين هنا ؟!
لؤي وهو يعدل جلسته : ايه فيه شغــله ضروري اخلصها .. وعقبها بطلع
جلس فراس وهو يطالع المكتب النظيف : مايوحي بمكتبك ان عندك شغل .. جايزة لك جلسة المكتب اجل ؟
لؤي بملل : نوعـا ما .. سمعت انك مسافر ؟
فراس : أيـه بعد يومين ان شاء الله
لؤي : لويـن ؟!
فراس : الكـويت أبي انقل الإدارة للرياض ..
لؤي : كيف يعني .؟ بتستقر هنا ؟
فراس : أيــه .. معاد له لازم ابعد واترك اهلي وهم مالهم غيري , خصوصا عقب زواج بدر
لؤي وهو يتذكر ام فراس وكلامها له اخر مره : معـك حق .. خلك قريب من امك المسكينة مالها غيرك
فراس طالع السـاعة : يله كنت طالع من عمي مخلص كم شغله واللحين ماشي
لؤي : انتبه لنفسـك .. بكرة مرني هنا نقدر نطلع نشوف لنا شغله شي
فراس : يصيــر خير اذا صحيت
بعـد ماطلع فراس .. تنهد لؤي وهو يطـالع صفحة سارا , تو يدخـلها اليوم على أمل دليل لها .. لكن ماحصل غير كتابات لها صـدمته وتركته في عجز فوق عجـزه :
نامت المدينة .. إلا فتاة تبحث عن رجل
وعدها أن لايغيب .. وغاب !!
المرعب في دعوة المظلوم .. .
أن الله وعدها بالنصر .. ولو بعد حين !
لاتظلموا مهما كانت أسبابكم فلا شي يزيل النعم
ويغير الحال من حال إلى حال كدعوة المظلوم ..
من أبكى أنثى ظلما أبكاه الله قهـرا ..
مسك راســه بقهر .. اذا البكاء قهر بيرضيك .؟! فانا بكيت حتى انتهيت وجفت دمـوعي , لا تتركيني اظلمك اكثر وارجعي ..
***
اسمــاء : -
: الســـاعة 10 حلو لسى بدري !
لفت طرحتــها وهي تثبت النظارات على وجهها الطفــولي .. وتبتسم لنفسها بعد ما انتهت من اناقتها ونزلت بخطـوات متسارعه جاها صوت امها : على وييييين بعد ؟!
اسماء باستعجال : ما حتأخر مامي .. مشوار قصير وراجعه
لما جت تفتح البــاب انفتح مسبقها وفراس يدخــل .. طالعها من فوق لتحت : خير ؟
اسماء : خيـر بوجهك .. عندي شغل بروح له وبجي
تكتف فراس : باللهي ؟ شغل .؟ وش هالشغل !
اسماء بزعل : يوووه فراس السواق ينتظر برا .. بتحقق اللحين بعدين لارجعت !
فراس طالع ساعته : انا مو قـايل للسواق بعد 10 مافيه مشاوير ! الظاهر بتنبسطين اكثر وقت اطرده مو ؟!
اسماء برجاء : بس هالمـــرة وش هالسخافة !
فراس ابعد من قدام الباب خطـوتين حتى وقف على جمب : هذا الباب قدامك .. تقولين فيني خير يله اطلعي
اسماء بربكة وهي تنقل بصرها بينه وبين البـــاب .. بعد ياس ضربت برجلها بقهر : فراااااااااااااااس
طلعت ام فراس من الصالة : هذا انت جيت .؟!
فراس وهو مازال ثاقب نظره في اسماء : ايه جيـت ..
ام فراس : والله اني خابره انك جيت من طلع صوت اسماء .. " طالعت اسماء " هاه وش عندك تصايحين يالجه انتي ؟!
اسماء بشكوى : فراس يقول لاتروحين .. وانا مواعده البنت ابي اروح
ام فراس : المـواعيد تتكنسل مب مشكله فرصة ثانية .. وبعدين كل يوم تروحين لها ماشبعتي ؟
فراس وهو يطالعها من فوق لتحت : وش هالعبـــاية ؟!
اسماء وهي تطالع عبايتها : عبايتي الجديـدة عادي ..
فراس : الجديدة .؟! ابشرك انك ضيعتي فلوسك على الفاضي
اسماء شهقت : غاااااااااالية !
ام فراس : اسماء وش هالصداع عبايتك القديمة ازين .. وش هالملونة هذي
فراس : لا يمه جزاك الله خير .. تو تنتبهين لها ؟! وينك عنها يم شرتها
ام فراس : والله تو اشوفهــا وش يدريني عنها ..
اسماء بقهر : خلاص بغيرها وبروح !
فراس بحـده : مافيـــه طلعه .. والسواق حسابه عندي اللي مشغل سيارته عقب 10 , وانتي لزوم القى لك صرفه مع هبال الطلعات كل يوم ..
اسماء بقهر : بس هالمـرة طيب
فراس : والله لو احكي على حمار كان فقه ! قلت لك مافيه
اسماء بغميصة : طيب لاتصارخ .. " ومشت بطريقها لفوق وهي بتكسر الدرج بطريقها " كلش لا لا لا
فراس : وانتي يمه تشوفينها طالعه وعـادي ؟!
ام فراس : والله هالبنت مقدر على لسانها .. عناديه بتسوي اللي براسها
فراس : انتي امها كيف ماقدرتي عليها ..؟ كسري راسها غصب
ام فراس : الله يعين على هالبنت .. بس يله دام جلست حمدالله والله يعين على زعلها , انت يمه تعشيت ولا ؟!
فراس : لا ماتعشيت ..جهزوا العشاء على ما اصعد ابدل .. " وقف قبل يصعد " يمه ماكلمك بدر !؟ ماقالك متى بيرجع ؟
ام فراس : لا والله مــقال .. بس توهم اكيد مطول
فراس عقد حواجبه : كيف بيطول ؟ رمضـان على الأبواب .. بيصوم هناك اجل
ام فراس : والله مدري عنــهم .. بكلمة وبشوف وش عنده
***
: ســـارا .. سـارا ..
لايوجد رد .. جاكسون المقابل لجدته بالجلوس على المائدة : لا أتوقع ان تحصلي على رد منها ..
الجـدة : لكن الدكتورة اليوم اصرت على أن صحتها ليست على مايرام ..
جاكسون : ربما اذا غادرت سترتاح اكثرر .!
الجدة : هذا هراء .. سأذهب لاحادثها
اتكأت على الطاولة حتى تقف .. وهي تمشي بصعوبة لتصعد للدور العلوي فور وصولها لغرفة حفيدتها طرقت الباب دون رد .. فتحت الباب وهنا وجدتها مستلقيه نص استلقائه على سريرها وبأذنها سماعات .. فور رؤيتها لجدتها نزعتها وهي تعتدل بجلوسها : جــدتي .. لماذا صعدتي كنتي اندهي علي وسآتي بالفور ..
الجدة وهي تجلس على طرف سريرها : ندهـت .. ندهت كثيرا لكنكي لم تستجيني
سارا بذنب : آسفـــة لم انتبه ..
الجدة : لما لاتتناولي معنا العشاء اليوم ؟
سارا : لا أشتهي شيئـا ..
الجدة بحزن : قولي بربك هل يستحق رجل في العالم ان تفسدي حياتك لأجله ! ايستحق رجل كل هذا ! ايستحق شي ما في هذا العالم ان تفسدي اعواما من التعب في بناء مستقبلك .. أنظري الى نفسك , على شاهدت وجهك في المرآة ؟! هل شاهدت هذا الشحوب والهالات السوداء أسفل عينيك ؟! افيقي ... افيقي قبل فوات الأوان
سارا والعبره تحتضن صوتها : لو كنتي عرفتيه ياصوفي .. لعلمتي انه يستحق , لم اجمح في حياتي لرجل فارغ , هو ليس أبي صدقيني .. لكني مازلت اجهل كيفية حدوث كل هذا .. كان يمتص شحناتي السلبية ويتحمل فضفضتي وعنادي وصوتي المرتفع .. لهذا اشعر بفراغ مخيف في غيابه ..
الجـدة : لن اناقشك هويــته الآن .. كل ما اريده منك ان تشاركينا وجبة العشاء اليوم الم تسمعي ماقالته الدكتورة اليوم .؟ وايضا لقد صنعت اليوم وصفتي الشهيرة للبط المشوي لاتريدين تفويت ذلك ؟
ابتسمت سارا : حسنـا اسبقيني سآتيك فورا ..
الجدة : بوركت ياحبيبتي .. لا تتأخري فلن اباشر حتى تكوني بجانبي
***
صبــــاح يوم جديد – شركة أبو نايف : -
دخل نايف مكتب أبــوه : صبـاح النور يبه
ابو نايف : صباح الخيـر .. الله يجعله خير وش هالزيارة ؟
تنهد نايف وهو يسترخي بجسمه على الكرسي : ابـي منك طلب ..
ابو نايف : وش هالطلب ؟
نايف وهو يشبك يدينه ببعض : اولا انا عارف ان امي هالفترة مو مرتاحة وتحسب صاير شي .. وايه صاير شي وعاجلا او اجلا هالشي بينتشر .. فانا باقولك من الحين
ابو نايف بقلق : سلامات شصاير ؟
نايف : تعرف اخت ابتسـام .. اللي انحاشت ؟
ابو نايف : ايه ؟!
نايف : رجعت .. وهي عندي اللحين
ابو نايف وكأن طاريها ما اعجبه : وانا وش عـلاقتي بهالموضوع ؟! انا اقول كافيك الكلام اللي جاك لما انحاشت رجعها لزوجها وافتك من فضيحتها
نايف : لا يبــه كلامي انا غير .. ابتسام تبينها تتطلق لأن الرجال مو سنع , وانا اقنعته يطلقها بس مقابل وظيفه بشركتك انا اقول ارم عليه أي مكان هنا بالشركة ولا راح يضرك شي
ابو نايف رفع عينه بحده لنايف : نعععم !!! خريج سجـــون يتوظف عندي بمؤسستي .. وعشان وش تتطلق وحده مالي دخل فيها .؟! وانت وش حاشرك بالسالفة اصلن تقنعه ولا غيره ..
نايف : هذي اخت زوجتي .. ويتيمة وانا مستحيل اشوف وضعها متأزم كذا وما اساعدها وانا اقدر
ابو نايف : لا ماشاء الله عليك راعي خير .. معناها قواك الله ساعدها انت انا مايتوظف بشركتي
نايف : يبه ماحينقصك شي كلها وظيفه ترا ! ماراح تعطيه عيونك ولا قطعه من لحمك
انطرق البـاب بهاللحظة ... ابو نايف : مين ؟!
لؤي : هذا انا يبــه لؤي وفراس معاي
ابو نايف : تفضــلو " لما دخلوا طالع نايف " نايف انا عندي شغل مع ولد عمك وهالموضوع انساه لي .. ولا اسمع انك متدخل فيهم مره ثانية ياويلك ! يكفي اختها والكلام اللي بيوصلنا من وراها
استغرب فراس ولؤي المــوضوع .. اما فراس بدا يحلل ان الموضوع يتعلق فيها جلسوا بصمت : ....................
اما نايف نطق بعصبية : يعني ماراح ترحم ولا راح تترك رحمة ربي تنزل !! واذا متفشل من الكلام اللي بيوصلك من اختها فانا اسف بس تراهي اختيارك .. واللحين ما اسمح لك تتنمر علي ولا عليها .. واذا ماحصلتها منك بحصلها من غيرك
ابو نايف نطق بعصبية وهو يضرب على الطاولة : نـــــــااااايــــــــــــف !!!!
نايف بقرف وهو يوقف : اعتبرني ماجيتك اصلن غلطان يوم احسب اني بحصل من بخيل مثلك شي .. اشبع بحلالك وانا مالي شغل هنا تبي تجمد بطاقاتي من اللحين لاتقصر
وسكر الباب باقوى ماعنده .. هز ابو نايف راسه اما لؤي نطق باستغراب : شصاير يبه شفيه نايف ؟
ابو نايف بعصبية : اخت زوجته المنحاشه رجعت !! ويبي يطلقها على حسابي وتسكن عنده .. حنا وش ذنبنا فيها ! يتولونها اهلها
لؤي : كيف يطلقها على حســابك ؟
ابو نايف :زوجها مارضى يطلقها الا بوظيفه عندي .. وانا يخسى هو واشكاله اوظفهم في الشركة اللي فنيت عمري فيها .. لا وفوق كل هذا وقاحه انا ماصدقت يتزوج ويستقر بوظيفته انقلب كلش ضده العرس والوظيفة
فراس كان يراقب بصمــت وكلامها يتردد براسه
(( فراس : ما اشتقتي لأهـــلك .؟ اللحين بعد ما عرفت من انتي .. دورو عليك كثير على فكرة
غادة بصوت حزين : مو أهــلي .؟ كيف ما اشتاق لهم
فراس بهدوء : اجل ليش ماترجعي لهم ؟
غادة : مقدر .. حياتي مو عندهم .. اختي متزوجة وجودي عندها مجرد عبء عليها , اخوي مشغول ووظيفته صعبه ... " كملت بصعوبة " زوجي سكير ومجرم ماراح يكون مناسب اربي بنتي عنده .. ))
.. نطق : نقدر نأجل شغلنا وقت ثاني .. اذا مشغول
ابو نايف : لا لا .. تفضل مافيه شي يحمل
فراس : اتركها وقت ثـاني .. طرا علي شي لازم اخلصه
ابو نايف : بكــرة اكيد اجل ؟
فراس : ان شاء الله
وقف فـراس وهو يطلع من المكــتب .. ويتوجه مباشرة لقسم نايف طرق باب مكتبه جاه صوته المنزعج : ممممن !!
فتح فـراس الباب ونطق برزانه : سمعــت من ابوك بس مو فاهم .. الرجال طالب وظيفه مقابل ورقة الطـلاق ؟
نايف : وانت ايش يهمك ؟! على اساس مالك دخل
فراس : حسن اسلوبك قبل اسحب نفسي .. اتوقع مافيه فرق بين شركتي وشركة عمي .؟!
ضوق نايف عيونه وهو يستوعب : يعــني راح توظفه .؟
فراس : ليش لا .؟! الخير واجد .. و وظيفة وحده مابتأثر فيني
نايف بعد تحديق طويل : اموت واعرف وش صار بينكم ؟!
فراس : لا تفـكر كثير .. اللي اعرفه ان زوجها مجرم وعندها بنت صغيره يحق لها تكبر ببيئة سليمة , واذا ناوي تعقد السالفة انا اسف مو ضروري يتوظف عندي ومالي علاقة ..
نايف : لا لا !! ما صدقت القاها ولا كان رفض يطلقها .. دام كذا مشكورماقصرت
انسحب فراس من المــكتب وهو يهمس لنفسه : اتوقع بعد كذا معد تقدر تلومني على كذبتي عليها .؟!
***
غـــادة : -
صــحت بدري من النوم وهي تطالع نفسها بالمراية .. من قابلت احمد امس دخلت ونامت مباشرة وحتى اذا فتحت عيونها ماتقوم من سريرها .. طالعت نفسها برثاء القميص اللي تبدله بقميصين ثانيه هالشهر .. وشعرها منتكش اثر معركة امس غير الجروح الكثيرة بجسمها .. طالعت ناحيــة دولابها ابتسام ماغيرت فيه شي من راحت للحين .. توجهت للحمــام ومعها علبة الصيدلية وهي تاخذ شاور يريح جسمــها .. وتضمد جروحـها الكثيرة بكل مكان وتحس جسمها تبلد ناحية الضرب .. تبلد كثير طلعت وهي تفتح الـدولاب وعيونها تمسح على افخم الماركات عندهـا كانت مهووسة فترة اقامتها عند ابتسـام تجاهلتها وهي تحاول ماتندم على شي قد ماتقدر .. وتدور حاجة مريحة تلبسها تقضي فيها هالكم يـوم لحد مايكتب مصيرها مسحت بيدها على شعرها المبــلول .. طوله مبالغ فيه وصل لتحت خصرها لكن مالها خلقه رفعته على فوق وهي تنتبه لجـوالها بالكومدينة .. ماشافته لها نص سنة كان طافي رجعته لمكانه متجاهلته .. ماراح تحصل شي يسعدها فيه بكل حال .. جلست جمب سرير رنيم وهي تهزها بهدوء .. لو كان بس صادق معـها .. لو بس كان اللي وعدها فيه حقيقة كان اللحين هي وبنتها باحسن مكان واحسن عيشة .. بعيد عن كل هذا .. القسـوة اللي حست بها بآخر دقيقة معاه مراح تنساها .. من جـدك غادة تفكري بهذا اللحين؟ فكري باللي جايك بالطريق اللحين .. سندت راسها بيأس على طرف سرير رنيم وهي تستشعر العكسيات بحياتها ...
وقفت وهي تطـلع من غرفتها .. ماحصلت احد بالدور السفلي , ندهت : ابتســام ..
مافيه رد .. صعدت للدور العلوي وهي تنادي : ابتســــام ..
جاها الرد من غرفتها : أيـــوه ؟! استني عندك ببدل وجايه
هزت راسها وهي تجلس بمكــانها تنتظرها .. اما ابتسام كانت بغرفتها وهي تطالع بطنـها , للحين مافيه أي وضوح مجرد قلبة كبـد ومنقرفة من كلش وفوق كل هذا الفوضى بحياتها العائلية ماخذه حقهـا منها .. بس لمتى بالاخير بيوضح لازم تقول لنايف باقرب فرصــة .. حتى اذا وضح لها انه مو مستعد حاليا .. لبست على السريع وطلـعت مباشرة , تفائلت لما شافتها مبدله ملابسها وشكلها مرتب : صبــاح الخير
غادة بضيق : ماكان أبي ازعجك .. بس ابي اعرف ايش صار امس ؟!
جلست ابتسام جمبها .. وقالت بهدوء : راح اقــولك بس قبل شي ابي اتكلم معك .. غـادة انتي عارفة انك مسويه غلطة كبيرة مو ؟
غادة هزت راسها بإقتناع : أيــه ..
ابتسام : انتي غلطتي بحق نفسك وبحقنا وبحق بنتك وبحق الـكل .. واذا انتي نادمة هذا اهم شي , غادة انتي عارفة انك اغلى ماعندي انتي اختي وبنتي ومابي أحس بينا حاجز عشان كذا جالسة اعاملك بهالطريقة ..
غادة : ابتسـام ماله داعي كل هالمقدمات .. قولي لي شصار .؟! اجهز نفسي ارجع لجدة ..؟
ابتسام : انا قلت لك اني كنت ناوية اطلقك لو ما انحشتي .. وهذا اللي بيصير ..
غادة بيأس : ماراح يوافق .. اعرفه مستحيل يتركني بحالي
ابتسام : لا أبشرك .. تكلم معه نايف ووافق يطلقك وبيطلقك هالأسبوع , " ابتسمت " يعني راح تضلي عندي على طول وهذا كل اللي احتاجه
غادة رفعت راسها بدهشه وتعب : بجـــد ؟
ابتسام : ايه .. خلينا ننسى ان كل هذا صار ونعيش حياتنا , خلاص بتخلصي منه
غادة بعدم تصديق : جـد جد ابتسام ؟! وافق ..
ابتسام : ايه امزح معـاكي انا ؟
غادة : كيف وافق ..؟ حالف هو مايتركني بحالي
ابتسام : مالك بكل هذا .. المهم انك بترتاحي منه وتعيشي حياتك ..
دق جـوال ابتسام .. طالعت غادة : لحظه شوي " ردت " هلا والله
نـايف : هـلا فيـك .. مابي اشغلك بس ابي رقم احمد او عمك ماعندي ولا واحد فيهم ومحتاج اتواصل معهم
ابتسام : عشان إيش ؟
نايف : عشان اتفاهم معاه على موعد المحكمة وكم شغله ثانية ..
ابتسام بانحراج : خلاص اوك .. معليش بجد نايف عارفه اني جالسة اعذبك معاي بهالشغلات
نايف : يالله يا ابتسام كم مرة قلت لك تبطلي هالإسطوانة .. صدقيني ماعذبت نفسي ولا شي , لو معذبها اجل وش بتسوي .؟
ابتسام : بس بجد احس تعب عليك تروح للمحكمة معاهم لحالك .. بكـلم هيثم يروح معاك مو حلوه كذا
نايف : اساسا لازم توقيع ولي أمر .. يعني ملزوم يحضر مو بإيده ..
ابتسام : معناها بكلمه اجل ..
نايف : قولي له الموعد الليلة .. يعني لا يتأخر
ابتسام بدهشه : يمه بدري كذا ! ع بالي بعد فترة
نايف بثقة : انا نايف الشمري ما تتأخر قضيتي .. فورا يدخلونها
ابتسام : ياعيني .. ههههه يله اجل اعجله قبل يصير مشغول وتروح علي
نايف : اوك قلبي باي
سكـرت السماعة وجتها نبرة غادة اللي تراقب بحرص : ايش محكـــمته ؟
ابتسام : الليلة بتطلع ورقة طلاقك..
غادة وشعور غريب اتنباها " ورقة طلاقك .. بتصير مطلقة بجد " : اهــا ..
ابتسام وهي توقف : روحي شوفي رنيم اسمع صوتها اكيد صحت .. وانا شوي وجايتك
هزت راسها بهدوء وهـي تنزل .. اما ابتسام فتحت جوالها وهي تدق على هيثم جاها الرد بعد فترة : أيـه ؟
ابتسام : سـلام عليكم .. كيفك هيثم ؟
هيثم : ماعلي .
ابتسام وهي مستشعره الضيقه واضحه بصوته .. كيف لا قالت له الخبر اللحين : ماقصدي ازعجك او شي .. بس الليلة بيطلق احمد غادة , ونايف مرتب معاهم بس برضوا محتاجين ولي امر .. يعني ؟
هيثم بنبره بارده : يعني احمد بيرتاح وانا ببتلي بترجع تحت مسؤوليتي !
ابتسام : حرام عليك هيثم وش هالحكي ..؟ هي غلطانة صح بس اسلوبك هذا ماينفع
هيثم : وفري وعظك .. وأمري لله بروح ! شي ثاني ؟
ابتسام : للحين مصر ماتقابلها ..؟ رمضان بالطريق مو زين تضلون كذا صفوا نفوسكم
هيثم ببرود : دام مافيه شي اجل مع السلامة
وسكر السمــاعة .. طالعت ابتسام بالسماعة وهي تتنهد بضيق , هيثم بشكل عام صعب التعامل معه كيف بلحظات غضبه ..؟
***
بيــت أبو فراس .. وقت الظهيرة :-
اسمـاء ضــربت الكورة بكل قوتها : قـــــــــــــول !!
انس اللي رابط ثوبه على خصره .. صرخ بقهر : وين قول ؟! رميتي الكورة عند الجيران وش بيرجعها اللحين !
اسماء : لا تصارخ علي يالبزر لأجيك اللحين .. الأمور تحت السيطرة بجيب لك الكورة اللحين
مشت حتى وقفت قدام الجدار مباشرة : حمييييييييدان ! باسسل ! قمممراااء !! " طالعت انس " وش اسم خدامتهم ؟!
طلعت ام فراس من البيت وهي تهاوش : من تصارخين انتي عليه من ؟!
اسماء بوقفتها العربجية جمب انس : الجيران كورتنا طاحت عندهم
ام فراس بعصبية : اقول ادخلي انتي وياه داخل ... الوقت ظهر والناس راقدين وانتو الله يفشل العدو بس !!
انس : والله انا قلت لها عيب نلعب وقت الظهر بس هي
اسماء : اسمعوني انا فيني حـــرة خلوني ابردها بالحوش في الكورة والجيران .. احسن ما ادخل وابردها فيكم
ام فراس : وعلامك محترة وش جاك يالمدلعة ؟!
اسماء بقهر : وش مـــاجاني ..؟! جاني القهر والذل والحره .. والله بجد يمه هذا فراس كلميه لايعاملني بهالطريقة وش هذا بزر انا ..؟
ام فراس : مزدي مير .. عسى فيك قايله لك لاتطلعين وماتسمعين كلامي
اسماء : لي الله قلب راسك علي مالي احد خلاص !
ام فراس : وبعدين البنت وقت تنقهر تحط حرتها بالطبخ .. بالمكياج بالكتب بشي !! انتي تحطينها بكورة
اسماء : يمه انتي تعرفيني وقت اعصب انوثتي تقولي يلا اشوفك بعدين .. تتخلى عني نهائي
ام فراس بقلة صبر : اسمعي عاد يا اسوم ان ما دخلتي اللحين قفلت الباب واجلسي بالشمس خل تصهرك
اسماء وهي تمشي معصبة لداخل : زين زين داخله
ام فراس : وبعدين انتي خلي مشاويرك بدري عشان ما تتمشكلين وتوجعين راس اللي حولك
اسماء بتفكير : صادقة .. اجل اليوم خلاص بروح من مغرب على طول ! عشان مايجي علي حجه ويسكت فراس
ام فراس : ايه ازيـــن فكي عمرك وفكينا
اسماء وهي تسترخي على الكنبة وتسحب الريموت من ياسمين : يله انتي طيري ابي التلفزيون
ياسمين بدلعها العفوي : ماااابي انا جلست عليه قبلكي
اسماء : اقول اذلفي من وجهي ان شاء الله جالسة عليه من السنه اللي فاتت بتقومين يعني بتقومين !
ياسمين والدموع شقت طريقها : اسسسماااء ياسخيفة ..
حست ام فراس بالفرج وهي تسمع الباب ينفتح وهي تهمس لهم : احسن جا فراس خلكم كذا
اسماء بهمس منقهر : بكت بكت الدلـــوعة ! اللي بيشوفك بيقول ذابحينك
دخل فراس وهو يجلس : السلام عليكم ...
: وعليكم السلام
طالع ناحية ياسمين اللي تحبس عبراتها وسط نظرات اسماء التهديديه : وانا ما أدخل الا اشوفك تبكين ! خير ان شاء الله ؟
ياسمين اطلقت دموعها : اسماء اخذت الريموت مني ..
فراس : روحي لتلفزيون الصالة الثانية ولا روحي تلفزيون غرفتك ! تصرفي مو تبكين ..
ياسمين بقهر ان ماوقف بصفها صعدت مباشرة ... ابتسمت اسماء بفخر اللي وقف معها , التفت فراس وملامح وجهه انقلبت للتقزز : وش هالريـــحة .؟! " استقرت التفاته ناحية اسماء " الله يحوم كبدك وش هالريحه قومي تروشي
اسماء بانحراج : اناا .؟!!!!
فراس : ايه انتي وش ذاه قلبتي كبودنا .. لا ومتربعه بعد قومي
ام فراس : هذا جزا اللي يجلس بالشمس الظهر كله عسى فيك
فراس : وانت انس ماعليك قصور قم بعد انت خيستونا
اسماء : ما اشم شي مهولين
فراس : معناها قومي اجلسي بمكان ثاني لحالك !!
ام فراس : اسماء قومي والله ريحتك ريحة شمس
اسماء تاففت : قايمه قايمه ..
صعـــدت اسماء وهي تنوي تستعد اصلن وتتروش عشان تطــلع بدري اليوم وتغنم فرصتها
***
الســاعة 5 عصر .. بعد انتهاء جلست المحكمة هيثم ونايف بالسيارة :-
نايف : حمدالله اللي خلصتـــوا منه .
هيثم كان يطـالع الطريق بصمت دون تعليق : .......................
نايف : وين حـاب انزلك .؟ ولا اقول تروح معاي البيت تشوف خواتك ؟
هيثم : المستشفى !
نايف : ايه بس انت للحين ماقابلت اختك .. وابتسام مضايقها الموضوع مره هذي اختك هيثم اذا بقلبك عتب لها رح واجهها , لاتجلس نفسك شايله عليها كذا ..
هيثم : خل نكون واقعيين , اوك ؟! هي عارفه الشي اللي يضايقني وتعرف الشي اللي بيطرحها من عيني للأبد ورايحه تسويه .. مافيه داعي للعتب .
نايف : هي غلطت ما اختلفنا .. بس وضعكم مايمشي ! تعال معي البيت اللحين وماراح يصير الا كل خير
هيثم : انتي اللي حصلتها ؟!
نايف : ايه انا ..
هيثم بين اسنانه : وين ..؟
نايف : لاتخاف بشقــق معروفة ولما سألت صاحب الشقق عنها قال ماعمرها طلعت ولا عمر احد زارها ..
هيثم وعيونه مازالت على الطريق : ....................
نايف : هاه وش قلت ؟
هيثم : ماقلت شـــي ..
نايف تنهد : معنــاها راضي وبتروح معي .. وقت تشوف رنيم بس بتنسى كلش كبرت وصارت قمر
سكت هيثم دون رد وعيـونه بالطريق .. استجمع كل ذكرياته معها يمكن قلبه يلين عليها شوي .. لكن هيهات وصــلوا لبيت نايف و قلبه أبرد من الثلج .. نزل بهدوء وهو يراقب نايف يفتح الباب ويرحب فيه يدخل ..
نايف : ابتســـام ..
طلعت ابتسام من داخـل .. ابتسمت وهي تطالع هيثم : هلا والله . . مرحبا ومسهلا نورت والله
نايف : جهـزي لنا قهوه نروق عليها و ..
قاطعه هيثم : لا قهـوة ولا غيره ... وينها !؟
بلعت ابتسام ريقها وهي تستشعر نبرته الحـانقة : ............. داخل .
هيثم : ورنيم ؟
ابتسام : معـاها ..
هيثم : خذيني لغـــرفتها .. ورجاء محد يتدخل , انتوا اللي اخترتوا اقابلها ولا انا كنت راحمها وحاشم نفسي من شوفتها
نايف ما استوعب .. معقولة قصده حاقد عليها ؟! سكت وهو يراقب وجه ابتسام المرتعب من اللي بيصير وتنطق بمحاولة تهديه : هيثم كلش بالهون .. تعال معاي نكلمها سوا و ..
قاطعها هيثم بحـدة : محد يدخل معي .. مو رجعت اصير ولي امرها .؟! اجل خل تعرف
ابتسام فتحت عيونها : الطلاق تم .؟!
هيثم بسخرية : ايه ابشرك صارت مطلقة !!
مشى بخــطوات هادية حتى وصل لغرفتها .. ابتسام كانت تمشي معه ومو عارفه وش المفروض تسوي , نطقت بخوف : خلاص هيثم مو ضروري تشوفها !
هيثم : ماعاد خيارك .. خل على قولتك نصفي النفوس قبل رمضان
طق الباب طق خفيف .. وملامحه احتدت اكثر وهو يسمع صوتها : ميـــن .؟! ابتسام ؟
حتى هاللحظة كان يظن انها مارجعت .. بس هذا هو صوتها فتح الباب وهو يدخل لما حاولت ابتسام تلحقه ماعطاها فرصة وهو يسكر الباب ضربت ابتسام على خـــدها بقلق ورهبه .. نايف عقد حواجبه : هـدي ابتسام مو لهالدرجة اتركيهم
ابتسام : ماتعرف هيثم انت ماتعرفه ... لا يغرك هدوئه !! الله يستر
نايف طالع ساعته : ابتسام انا مضطر اروح اعـطي احمد وظيفته .. ااجلــها ولا كيف ؟
ابتسام : لا نايف يكفي اللعوزة اللي صارت لك روح انا هنا .. وان شاء الله خير
هز نايف راسه : اوك تمام اجل .. ماحطول
طــلع بطريقة وهو يدق بجـوالة على رقم معين : الو .... فراس انا جايك اللحين مع الموظف ... ايه تم ..
عــند غادة :-
انشـــل كل تفكيرها وهي توقف بعجز متسندة على طرف السرير وهي تشوف الشخص اللي دخل غرفتها .. طـوله الفارع مع نظرته البــاردة هذي المواجهه اللي مخوفتها اكثر من كل شي ... حتى انها ما استجابت لرنيم اللي تهز ساقها وسط نظرتها المرتجفه ونظرته الثاقبة فيها وللحين بنفس مكانه .. شهقت وغمضت عيونها لا إرادي وهي تشوفه يتحرك بخطوات للامام .. رجعت تفتح عيونها وهي تشوف رنيم بين يديه ومبتسم ابتسامه لاتكاد تستشعر : كيفك خالي ..؟! " طبع بوسه بخد رنيم ثم رجع يطالعها " تروحي تجلسي مع خاله ؟! لأن ماما مشغولة اللحين ..
مشى لعند الباب وهو يفتحه .. وقفت ابتسام بسرعة وهي تشوفه يعطيها رنيم ويرجع يسكر الباب طالعت رنيم وهي تنطق بخوف : الله يســتر ..
غادة كانت على نفس وضعها واقفه وتطالعه ورجلها ترجف فيها .. اما هيثم اخذ لنفسه مقعد وهو يجلس ويأشر لها الكرسي اللي قدامه : انثبري
مشـت وهي تستجيب لأوامره . . يمكن هالإستجابة تمرر كلش على خير : ........
هيثم بحـدة وهو متكتف : من الألف لليــــاء .. تكلمي وش صار بالضبط من اللحظة اللي طلعتي فيها حتى اللحظة اللي رجعتي فيها لهنا ... واي حاجة تنقصينها او تزيدينها بتشكل فرق لحالتك طول عمرك
بلغت غادة ريقها وهي شادة بيدها وتحاول تسيطر على نفسها وتستجمع كلام تقوله : .....................
هيثم نفخ بأقوى صوته : مــــــــا تنطقين !!!
غادة بربكة : مـ ... مدر .. ي .. مدري مدري .. " بلعت ريقها وهي تحاول تجيب جواب يكفيها شره " استاجرت لي شقة وجلست فيها .. ماصار غيره صدقني ..
هيثم بحدة : كذبتك هذي مشيها على ابتسام تمشي .. بس مب علي , انتي ماكنتي بشقة ..
غادة ارتعبت معقولة يكون عارف شي .. لما زار فراس بالفيلا معقوله شافها !! لا لا اذا كذا ماكان راح يتركني : ............
هيثم : كــذا يعني ؟! ماراح تقولي ..؟
غادة وهي تحاول تسيطر على نفسها : اللي عندي قلته .. هذا اللي صار معي ..
هيثم ارتفعت نبرته : وانا ماصدقتك !!! حليها عاد
غادة هزت راسها ودموعها تنزل : صدققني هذا اللي صااار وش اقول غير كذا ؟!
هيثم : قولي الصدق .. ولا عارفه شلون بلاها ! بشقق ولا بغيرها ماراح يغير نظرتي بشي
سحب ورقة من جيبه وحطها قدامها .. رفعت عينها برعب له : وش هذا ؟!
هيثم : تقدري تشوفيها .. هذي شهادة نجاحك بالحياة
خذت غادة الورقة .. ورقة طلاقها شدت على الورقة وهي مو عارفه شتقول : .........................
وقف هيثم بهاللحظه قدامها .. وغادة رجفتها تزيد بكل حركه من حركاته : عبري لي .. وش شعورك بعد هالورقة ؟! مبسوطة ؟ فخورة بنفسك ؟
غادة وشفاتها ترجف مو عارفه وشلون تتجاوب معه : ......................
هيثم سحبها من شعرها : تكلـــــمي .. قولي قد ايش مبسوطة !! عارفه اللي مثلك حتى الشارع يكرم يعيشون فيه .. وفوق كذا جالسة ببيت ناس اوادم .......بأي حق تعاملين هالمعاملة بأي حق .؟
غادة وهي تبكي وتمسك يده : هيثــم اتركني يااالم شععري ... والله ماسويت شي ليش تعاملني كذا !
هيثم وهو يصرخ فيها بشكل مرعب ويهزها بقوة : ماسويتي كييييييييف ماسويتي شي !! انتي سويتي اللي مايتسوى حتى هالعهر مايسوون اللي انتي سويتيه ... لااااا وتحسبين عادي ؟! اوك ؟! تنامين وتاكلين وتلبسين طبيعي ... على جثتي يانجسه .. سامعععة ؟!
غادة وصوتها يتقطع من اللي جالس يصير لها : هيثم اتركني تكفى .. والله آسسفة اسفه اتركني
ابتسـام هلعت وقت ارتفعت الأصوات فجأة .. وقفت وهي تحاول تفتح الباب " مقفل " طقت الباب بقلق : هيثم ... هيثثثثم !!!! مجنون انت افتح الباب
غادة وهي تحاول توصل للباب بس مستحيل : ابتسااااام تكفين الحقيني
هيثم وهو مندفع بضرب اجرامي .. صفعها بكل قوته حتى طاحت وشعرها طايح عليها اثر معركتها : لا تستفزعي بها ! انتي مالك حق تصيرين اختها حتـــى .. ابتسام اكرم من انك حتى تتنفسين نفس الهوا اللي تتنفسه دخلتك حياتها ولوثتيها بفسقك
غادة وهي تسعل بتعب .. وكلامه يطعن فيها اشياء كثيرة .. مالي حق اصير اختها ؟! معه حق ماني اختها : ...............
هيثم جلس القرفصاء جمبها وبابتسامة ساخرة على فغره : شفيك .؟! تعبتي ؟ لا انتي تو ماشفتي شي .. تحسبي نفسك مظلومة والحياة قست عليك .؟! انا بفهمك كيف الحيــاة تكون قاسية بجد .. " صرخ فيها وهو يضرب راسها " ابو هيثم بقبره يشكي اسمه اللي لوثتيه يابزر ... مفروض بالمحكمة اليوم رفعت قضية تبري مره وحده
غادة بخنقه : الله يرحـــمه ..
هيثم بقسوة : ترحمي على نفسك مره وحده معــه .. مفروض الموت خذاك ولا خذاه بس هذي هي الدنيا الطيب يروح والنجس يضل
غادة وهي تبكي : آمين .. آمين ليته خذاني ولا عشت بهالدنيا ليته خذاني وارتحت
هيثم باستهزاء : لا كسرتي قلبي يامسكيـــنة .. " حاوط عنقها بيده بكل قوته " اذا هذي امنيتك انا مستعد احققها لك
غادة وعيــونها فتحتها برعب وتحس الهواء بدا يختفي .. وماتشوف غير نظراته المحدقة فيها ببرود , نطقت بخنقة : بمــ...وت
افلت عنقها بهاللحظة وهو يطالعها بازدراء : الموت رحمه للي مثلك وانتي ماتستاهلين الرحمة ..
غادة طالعته بقهر : يكـون بعلمك .. قد ماندمت على اشياء كثيره لما انحشت ندمت على ابتسام ندمت على كل من عرفته بحياتي .. إلا انت واحمد ولا بلحظة ندمت عليكم ..
هيثم توسعت عيونه بغضب لحظتها وهو يسحبها من شعرها : والله لسـانك فيه حيله يتكلم عقب كل هذا .. بس ماتنلامي حماره متعودة على الضرب !
صوت ابتسام من برا بهلع : هيييييييييييثم افتح الباب مجنون انت بتذبح البنت
هيثم بقرف : لا للاسف حيـــه ..
ابتسام : طيب افتح الباب تكفــــى خل نتكلم نتفاهم شوي
غادة وشعرها بين يديه نطقت بقهر : على بالك اني معد اسوى .. انوثتي تلوثت ومحد يبيني عشان انحشت .. عشان تطلقت .. ماراح اخالفك بس الرجولة لحظات تتلوث بعد .. وقت تمد يدك وتستعرض رجولتك على بنت معناها مافيه فرق بينا
هيثم بانهيار وهو ينفلت عليها بالضرب : انا تشبهيني فيك ., شايفه سيرتي على كل لسان ولا شايفه قضاياي بالمحكمة ماتخلص ... ولا بشهادة متوسط وفاشل زيك ..
ابتسـام بلعت ريقها معد تقدر تصبر .. هيثم رسميا انفلت ركضت نحو جوالها وهي تدق على نايف رد عليها : الو
ابتسام بهلع : نايف تكفى قول ان فيه مفتاح ثاني لغرفة غادة ..
نايف : بسم الله شفيـــك شصاير ؟
ابتسام : تكفى نايف بسرعة بيذبحها
نايف وقف بقلق وهو ينطق : هدي هدي جايك .. المفتاح تحصلينه بدرجي الأول بمكتبي .. اخوك هذا انجن يقتلها وينا فيه ؟
فراس اللي كان جالس ينتهي معاملات التوظيف .. استطرف انتباهه كلام نايف الهامس بزاوية الغرفة : ........
سكر نايف السماعة وهو يلتفت بقلق : خلصت .؟! معليش تستعجل شوي
فراس : تقدر تروح .. انا وقت اخلصها برسلها لك ..
ما انتظر نايف لحظة وهو يطلع مباشرة .. اما فراس تنهد .. " انتي سبب نفسك بكل هذا .. وش كنت متوقع يافراس من اهلها غير كذا ؟ "
***
فتحت ابتسام الباب بسرعة وهي تدخل .. شهقت وهي تشوف غادة بزاوية الغرفة وهيئتها تتكلم عن الإجرام الحاصل هنا , اما هيثم كان شكله فوضوي وثوبه مفتوحه ازاريره وجالس ويمسح على عينه بتعب .. طالعها بنظرات ثاقبه لما دخلت ووقف وهو ينطق بهدوء : ... وبعد كذا لعد تطلبون مني اقابلــها . .. " طالع ناحية غادة " اعتبري نفسك ميته بحياتي
ابتسام كانت واقفة بذهــول وسط كل هذا بينمـا هيثم طلع مباشرة برا البيت وواضح على هيئته التعب النفسي اكثر من الجسدي : ........................
مشت ناحية غادة وهي تنطق بقلق : غـــادة ...
دفنت غادة راسها بين ركبها : اطلعي ابتسام ... اتركيني تكفين مافيني حيله " زادت الخنقة بصوتها " تعبااانه خلاص .. ابي اموت .. ابي اموت .. ابي اموت
ابتسام شهقت : لا تقولي كذا بسم الله عليك ..
غادة بصوت هادي منكسر ميت : قالها هيثم .. الموت رحمه .. رحمه
ضمتها ابتسام وهي تحاول تهديها : وانا ناقصة ناس يموتون بحياتي .. حمدالله اللي ردك لي لاتقولي كذا .. هيثم معصب وانتي تعرفيه مصيره يهدى و ..
غادة ماعلقت حتى... عيونها متسمرة على الورقة بالطاولة .. " مطلقة .. ام .. مالها أبو .. مالها احد .. بتعيش عاله هنا ... هذي هي المعاني اللي صحاها هيثم عليها " : .....................................
***
اسمـاء : -
نفخت بلونـــة علكتها بملل وهي تتمشى بارجاء المستشفى : وينــه اليوم ؟!!!
طالعت ساعتها : 9 ونص .. اف لي ساعتين هنا , شكله مب موجود برجع قبل يسوي فراس سالفة اللحين
مشت بتملل بطريقـها لبرا ... وقفت لوهله وهي تلتفت للجهه اليمنى بالحديقة " هذا هو .؟! لا مستحيل " .. ضوقت عيونها " إلا هو !! " كان شكله غريب بالثوب الابيض وجالس على كرسي الحديقة وواضح عليه التعب .. ثوبه مبهذل وشعره مبهذل .. ومسند راسه على يديه وهو جالس .. " غريبــــة وش فيه .؟! " طلعت جوالها وهي تلقط صورة بحماس ..: شكله وهو تعبان كذا يخقق ..
دخلت جوالها شـــنطتها وهي تمشي بهدوء ناحيته ثم تقفز كعادتها : بـــــــــــــو!!
طالعها بطرف عينــه ثم رجع يطالع قدام ومتجاهلها : ..................
اسماء : تصدق بغيت ما اعرفك .. شكلك غريب بالثوب .
هيثم بصوت هادي ببحه اثر صراخه : شتسوي هنا .؟
اسماء : يحق لي اجي وازعجك وقت اشتاق لك !
هيثم : ..........................
اسماء عقدت حواجبها : شفيـــك حالتك غريبة .؟! تعبان شي .؟
وقف بهاللحظة بهدوء وهو يمشي ناحية المستشفى ... عقدت اسماء حواجبها وهي تلحقه : ... هيثــم !!
التفت لها بنظرات غاضبه ونبرة غاضبه : لا تنطقي اسمي !! باي حق تناديني بهالششكل ؟! تعرفيني اعرفك ؟! .... عجزتي تفهمي اني مستحيل ارتبط بوحده رخيصة اربع وعشرين ساعه قدامي ... قال ايش قال اغير شعورك .؟!
مشى بطـــريقه لداخل وهو يحس بغبنه من كلش ... اما اسماء توسعت عيــونها بصدمة من كلامه بلعت ريقها تحاول تمشي الحصا بحلقها بس مافيه فايدة .. سحبت رجــلها تركب السيارة ودموعها عالقه بمحاجرها ...... وكلمته تتردد بعقلها " مستحيل ارتبط بوحده رخيصة .." : ...............
ضلت ساكته طول الطريق حتى وصلت ... استقبلها صوت امها : بدلي حبيبتي وتعالي تعشي
اسماء بصوت مخنوق : بنام .. مابي اكل شي
وصعدت مباشرة وهي تدخل غرفتها وتسند ظهرها ودموعها شقت طريقها مباشرة كأنها كانت تنتظر الوقت المناسب .. غطت وجهها وهي تبكي بقهر .. هذا هو ؟! .. ليش حبيتي انسان قاسي كذا يا اسماء ... ليش ؟!