" البارت السابع والعشرين "
- اجمل من عرفت كان أسرع من رحل !
هـاهي الشمس أنتهت من جولتها في الجزء الشرقي من الأرض .. لتشهد على احداث مختلفة في غربها , على كل حـال هناك من استيقظ بالفعل , حتى قبل شروقها : كـالعادة انتي مبكرة !
ابتسمت بنعومة وهي تعيد خصله من شعرها وراء اذنها وترفع سلة الغسيل من الأرض : صبـاح الخير
تقدمت تلك المسنة وهي تنطق بقلق : سارا عزيزتي .. أأنتي على مايرام ؟! هذه الأعمـال لاتناسبك يجب ان تهتمي بحالتك اكثر
مسحت بيدها على بطنها البـارز وابتسامتها اختفت من ثغرها .. أتـاها صوت رجولي ساخر : أتركيها جدتي ! يبدو ان هوايتها هي ان لاتكون على مايرام
سارا اقتضبت ملامح جادة وصارمة في حضوره وقالت ببساطة وهي تسند السلة لخصرها وتتوجه لداخل المنزل البسيط : انطم !
ابتسم وهو يحيط بذراعه كتوف جدته : ارأيتي .؟! هاهي تسخر مني بالعربية مرة اخرى .. لن انساها لكي ايتها المشاغبة
تنهدت سارا وهي تحضر كوب قهوتها .. لتتناولها باصبعها الرقيقة وتصعد لغرفتها , وجود " جاكسون " بالمنزل يضايقها .. فهي لم تتوقع عندما لجأت لجدتها ان إبن خالتها سيكون يتيما وقاطنا هنا .. قاطع تفكيرها برفسة ناعمة , سارا بضيق : بس يا ماما من امس على هالحـال ؟!
فتحت جـوالها باصابع مترددة .. رغم انها مصممة على التجاهل التام .. إلا انها تعجبت انه لم يلاحظ غيابها حتى الأن فهو لم يسأل حتى وآخر ظهور له بال " واتس آب " متجدد .. لكن دون مبادرة ! نطقت والعبرة تقطع صوتها : جرب اســأل يمكن احتاجك كثـير ..
أنفتح الباب بهدوء لتدخل تلك المسنة .. وتجلس بحنان وهي تمسح على يدين حفيدتها : لما لا تشاركينا الإفطار ؟
سارا : لا تؤاخذيني .. فقط احتجت ان اكون لوحدي
لآنت ملامحها حزنا على حالها : أنتي تشبهين أمك كثيرا .. حتى غلطاتكم متشابهه
سارا بهم : لماذا تواصلين ذكر هذا الموضوع امامي .؟! اريد ان انساه
: أنتي لم تنسيه .. لذلك اذكره ..
سارا : ماذا أفعـل .؟! أريد ان اشعر كأن شيئا لم يكن وكأن كلاما قيل لم يقال ..
الجـدة حضنت يدينها : امضي بحيـاتك .. هو مضى وانتي كذلك وسلام على عشق ذبل ياعزيزتي
تنهدت سارا : لو أن طفله ليس بداخلي ماكانت امنية مستحيلة .. لكن هذا الرابط يربطني رغما عني
الجدة بضيق : دعي ايمانك بالله قوي .. لا شيء مستحيل استعدي للذهاب معي للسوق فجاكسون ينتظرنا
سارا بغضب : لن أذهب مع هذا المدعي جاكسون ! اذهبي لوحدك
اومأت براسها وهي تخرج ... اما هي فكانت غريقة الذكريـات ..
***
: بــــــــــــــــــــــــوم !
هيثم فتح عيـونه بعد ماقفزت بوجهه من احد منحنيات المستشفى : وش جايبك اليـوم بعد ؟!
اسماء ابتسمت بحيوية : كيف تقول كذا ؟! جاية احـاول اغير شعورك الغير متبـادل !
التفت الدكتور المرافق له بالمشي : دكتور انا سابقك
هيثم مسك راسه وهو مطبق شفاته بعصبية واضحه .. رفع عيونه بحدة لها : تقدرين تنسين كلامي لك آخر مرة ؟!
اسماء باحباط وبنبرة ممدوده : لييييييييييييييييييييه ؟!
هيثم همس بعصبية : قصري صوتك ! في بيت ابوك انتي ؟!
اسماء بحزن : آسفـة .. بس صدق ليه ؟! ماتدري قد ايش تعبت عشان تقول انك بتغير نظرتك ..
هيثم بعصبية خفيفة : حـاولي ! حــــاولي .. ! وش مفهومك للمحاولة انتي .؟!
اسماء ببساطة : الإصرار ..
هيثم رجع يمسك راسه : آسف .. انا اسحب كلامي . لا تحاولين ! ولعد اشوفك هنا ..
اسماء : ايه طيب ليه !؟
هيثم : من جدك انتي .؟! ماصدقتي قلت لك حاولي كل يوم تجين .. اسف مو كل يوم تجين باليوم مرتين ! ام هلال انتي ؟! ماتجلسين ببيتكم يومين على بعض ؟!
اسماء نفخت خدودها بزعل .. كان وجهها طفولي ببراءة , هيثم : واللحين سوقيها وراي شغل !
اسماء وقفت قدامه مرة ثانية : لحظة !
هيثم تنهد : وش بعـــد ؟!
اسماء : مشـغول ؟
هيثم : ايه ! لراسي كمان !
اسماء : طيب .. بروح بس ابي رقمك !
هيثم : نعـــــــــم ؟!
اسماء بتردد : أيـه .. يعني .. انا اجي كل يوم .. عشان مقدر اتواصل معك ..
هيثم باستبعاد : لا لا ! فاضي انا تفجرين جوالي مكالمات ! ... مجرد زيارات وماتقصرين
اسماء تكتفت بزعل : يعني اذا انت بتتضايق كذا .! ليش قلت لي احاول
هيثم ببرود : وهذا انا اقولك اني ندمت
اسماء : ما أقبل ندمك ... ابي احاول عطني فرصة !
هيثم تنهد يحاول يسايس اصرارها المجنون : أول تلميح ... انا احب البنت تقضب ارضها مو الداجة اللي كل يوم بمكان
اسماء حاست بفمها : يعني اذا قعدت بالبيت بتتغير نظرتك ؟!
هيثم : ماراح اقولك تتغير .. بس بقولك تتحسن
اسماء بتفكير : صعب والله ..
هيثم رفع حواجبه : خلاص بكيفـــك
اسماء : طيب طيب طيب ! بس متى اجي ؟!
هيثم: اقولك اجلسي ببيتكم تقولين متى اجي !
اسماء بتفكير : خلاص مره وحده كل اسبـوع ..
هيثم تنهد : اذا ربي باليني باليني .. خلاص مره وحده بالاسبوع بس وبلاها يكون احسن
اسماء بعدم اهتمام : سي يو نيكست ويك
وراحت بطريقــها وهي كل شوي تلتفت تطالعه حتى ضرب راسها بالجدار قدامها مسكت راسها باحراج وهي تكمل طريقها .. اما هيثم هز راسه , فعليا ماكان متوقع لما يقولها " حاولي " بتسوي كل هالزيارات ! وقف جمبه صديقه : ههههههههه شسالفتها هالبنت خويتك ؟!
هيثم ابتسم : يمـكن
فتح عيونه : من جـدك ؟!
هيثم هز كتوفه : ماتدري وش الدنيا مخبيه لك
: كأنك مبسـوط ؟! عاجبتك السالفة .. هذا اللي يكره الخفيفات
هيثم حط الملف بيده : خذ هالملف واترك حياتي الخاصة اقدر اسنعها انا .. وبالمناسبة اكره المصطنعات انا مو الخفيفات
عقد حواجبه وهو يشوفه يبتعد .. متغير هيثم هالفترة كل المستشفى ملاحظ انه مستمتع بجريانها وراه , والكل يتوقع علاقته مع هالبنت اللحوحه
***
وقفت سيـارة السواق ونزت وهي تضرب الجرس : مييييييييييين ؟!
: ميسون موجوده ؟!
انفتح الـباب ودخلت ... استقبلتها ميسون : هلاااااا والله ! وينك طولتي ؟!
اسماء تنهدت : اسكتي يختي بغيت ما أجي
ميسون : اوف يا ساتر .. ليه ؟!
اسماء : اولا ! فيه احد ببيتكم ؟!
ميسون : ايوه اهلي بس ماعليك تعالي نصعـد
بعد ماصعدت ورمت عبايتـــها جلست : تو جيت من المستشفى
ميسون : اقول اسوم كانك زودتيها كل ماكلمتك وانتي بالمستشفى ..
اسماء بضيق : لا تقلدين كلامه ! افففف شاسوي محد يفهم اني مقدر اقاوم اني اشوفه ..
ميسون : ايوه بس شتسوين هناك ؟! هو دكــتور .. مشغول يعني
اسماء ببساطة وهي متربعه على السرير : انتظره يخلص شغله !
ميسون : والله الفاضيه .. ايه وهو شخبـاره ؟
اسماء برطمت : يقـول لعد تجين
ميسون فجرت ضحك : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ! امانه اسوم يقولك كذا ؟! وعادي عندك ؟
رمت المخده بيدها على وجهها : اص يا حيـوانة .. " كملت بفخر " بعدين ماقال لاتجين تماما ! يقول تعالي مرة كل اسبوع بس
ميسون : هههههههههه طيب بما انك مزعجته بقلب ماتغيرت هالمشاعر ؟!
اسماء تنهدت : والله الظاهر محد يجالس يتعذب بمشاعره غيري .. " ضمت المخدة " تخيلي عقب اللي صار معاملته غير تماما .. يعني اكتشفت انه مو لطيف نهائـي .. بالعكس صارم واخلاقه حاده و ... تدرين شالقهر ؟! لما عرفت هالجانب صرت أحبـــه اكثر !
ميسون عقدت حواجبها : من جـــدك ؟!
اسماء : جد جدي بعد .. والله الظاهر اني مرضت بجد ميسون .. احس حالتي ماتسمح لي اراعي مشاعره يعني حتى لو مايبيني انا الي بخطبه وبدفع المهر بس عشان اشوفه على طول
ميسون ابتسمت : اقول اسماء .. كانك زودتيها عاد
" تررن .. تررن " عبست اسماء : ياويلي هذا فراس ! لي هالفترة ما اجلس بالبيت بيسوي سالفة ..
ميسون تنهدت : ارد عنك ؟!
اسماء بلعت ريقها وعدلت صوتها وردت : الــو ..... هلا هلا هلا .. .. عند ميسون ..... لييه طيب ؟! ... صديقتي وابي ازورها عادي ........ هي ماتمانع ! ............خلاص طيب برجع ... طيب طيب ..... ان شاء الله ... مع السلامة
سكرت السماعة وهي تطالع ميسون : انا لازم امشي !
ميسون : يوووه ياشينك .. بدري والله
اسماء : اففف تفاهمي مع فراس .. يقول اللحين تحضرين بالبيت له فتره ماسافر مدري متى بينقلع
ميسون : ههههههههه الله يعينك عموما الله معك اجل اشوفك قريب
اسماء : لا تبيني تعالي بيتنا ! من اليوم ورايح باقضب ارضي !
ميسون رفعت حواجبها : اخس اخس .. من متى ؟!
اسماء تنهدت : من اليـوم ... يله تشـاو
***
بجـلسة الغـداء في بيت أبو فراس :-
ام فراس بتردد : والله مدري يامك .. اخاف ترفض
فراس اللي كان يـاكل : وقتها تكوني سويتي اللي عليكي .. حنا أهل والقطيعة ماتجوز وماظنيت عمتي ترفض !
أنس : ليش عمتي زعلانه علينا ؟!
فراس : خلك بصحنك انت .. " التفت لامه " تمام ؟!
ام فراس هزت راسها : بكلمها وان شاء الله خير
فراس : بدر كلمـك ؟!
ام فراس : لا والله .. من سافر الله يحفظه ماسمعت عنه
فراس : ماشي .. ماشي ..
رفع عيونه بحده لساعته وكأنه يرتقب ... انفتح الباب بهاللحظة ! وتوجهت لناحيتهم وهي تسحب طرحتها : ااا تعبت وش هالحر ؟!
فراس وهو يأشر بعيونه للكرسي جمبه : أجلسي
اسماء : شوي بفصخ عبايتي وبنزل
فراس : لآحقة ! اجلسي اللحين
ام فراس : شسالفتك انتي وهالطلعات !؟ عيب فشلتينا وش بيقولون اهلها كل يوم والثاني عندها !
اسماء : عادي صديقات ونشوف بعض .. فيها شي ؟
فراس : لا مـافيها شي .. بس بكرة وبعده وبعده وللأبد لما اكون موجود وقت الوجبات تكوني قدامي !
اسماء : انت نفسك ماتكون على طول موجود وقت الوجبات ..
فراس : اذا انا مو موجود امي موجوده قابليها ! ولا جايبتك لهالدنيا عبث
اسماء بتفكير عشان تقصر الشر : معك حق .. اصلن بجد الطلعات الزايدة قلة ادب ومامنها فايدة بقضب ارضي
الكل رفع حاجبه تعجب من استسلامها المفاجئ : ................
اما اسماء رمت عبايتها على جنب وجلست تتغـــدا .. ام فراس : اسماء خلك جاهزة اليوم بنعزم عمتك
اسماء بانفعال : وليش ان شاء الله ؟! لاتعزمينها خلها بالطين لين يلين
ام فراس : مايصلح كذا ! هذي عمتك وانا غلطت يوم استعجلت ولزوم نراضيها
تو اسماء بتتكلم نطق فراس : خلاص بتعزم يعني بتعزم رضيتي ولا انرضيتي
اسماء حاست بفمها : كيفكم سوو اللي تبون ! الطيبة الغبية ذي مب نافعتكم
فراس : الطيبــة مب غباء .. الطيبة نعمة فقدها الأغبياء
انس اشر لاسماء : ههههههههههههههههعهه يالغبية !
اسماء بقهر : اقول انطم يالبزر لأشوه وجهك
فراس وقف وهو يمسح يدينه ووجهه : حمدالله
ام فراس : طيب العزيمة حريم بس ولا رجاجيل ؟
فراس كشر : لا مالي خلق رجاجيل .. خليها حريم وبس
اسماء بتصيد : لا !! مب ع كيفك حنا نعتذر ونعزم وانت لا ... وش بيقولون الرجاجيل مالنا قدر ولا قيمة
فراس هز كتوفه ببساطة : الرجاجيل لازم يقدرون ان مالي خلقهم وبس
ومشى بطريقه اما اسماء صرخت بقهر : اااااااااااا يققققهر .. خير ان شاء الله ! هو يغلط وحنا ناكلها
انس : هششش اقصري صوتك لايسمعك !
***
بــاريس – 5 عصـرا :-
رجـل على رجل بخف الفندق .. وشعرهـا الكـاكاو تلعب باطرافه باصبعها والسمـاعة باذنها:أيــوه .. وايش صار ؟!
أم نايف : وبس اليوم خالتك عزمت أم عبدالمجيد وان شاء الله خير
ميهاف : والله عمتي مدري ايش كانت تتـوقع .؟! يعني الكل كان عارف ومتأكد ان فراس
مو موافق
ام نايف : الله يهديها بس بعد ام فراس غلطانه .. هذي عمله تخطب للولد من وراه
ميهاف تنهدت : الله يعـين ..
ام نايف : وانتي وشفيك .؟! وينه رجلك ؟
ميهاف طالعت ارجاء الغرفة الفارغه : ما أعرف .. صحيت مو موجود اكيد طلع !
ام نايف بضيق : ميهاف صاير شي ؟! كأنك منتي على بعضك
ميهاف : مافيه شي ماما .. بس صحيت ماحصلته وطفشانه قلت اكلمك اشوف اخبارك
أم نايف : وشخبـار الزواج ؟! عسى مبسوطين واموركم تمام ؟
ميهاف : حمدالله .. كلش تمام
انفتح بـاب الشقة ودخل.. وبنطـال اسود ضيق مبرز طوله وبلوزة واسعه بيضا مع جاكيت قطني رمـادي رمى الأكياس اللي بيده على جمب: مساء الخير
ميهاف دون ترد صرفت نظرها عنه : أيـوه ولؤي شخباره بعد ماتوظف .. ان شاء الله متحسن ؟!
بدر احتدت نظرته فيها دون يعلق .. تجاهلها وهو يتوجه ناحية الـدولاب ويسحب شنطتها من فوق ويرميها قدامها ميهاف شهقت اثر وقوع الشنطة الكبيرة قدامها بشكل مفاجئ : ميهاف يمه شفيك ؟!
طالعت فيه وهو واقف قدامها ومتكتف : مو عاجبك الجو قومي لمي عفشك وفارقي .. اما سالفة على راسك وبنغص عليك هذي فكيني منها
ميهاف : لحظه ماما اكـلمك بعدين ..
سكرت السماعة وهي توقف : يعني انتا تنغص علي مو مشكلة .. بس انا لا مايصير ؟!
بدر ببرود : وانا متى نغصت عليك ؟! عشان رديت السلام عليها .؟!
ميهاف بقهر : حط نفسك مكـاني ماحتزعل ؟!
بدر بأنانية : انتي بنت ! انا رجـال مايعيبني
ميهاف : الجمـلة الرجعية هذي بالذات مامشت علي ببيت اهلي تمشي علي هنا
بدر : بيت أهلك ! هذاك اول ياروح امك ... اللحين المكان اللي انا فيه هو بيت اهلك ! مفهوم ؟!
ميهاف : لا تتكلم معي بهالطريقة لو سمحت ! مثل ما انت تطلب الاحترام انا اطلبه !
بدر : حقك .. بس بطلي حركات العنجهه ومن عيوني
ميهاف طالعت شنطتها : تدري لو الم عفشي مثل ماقلت .. وانقلع مثل ماقلت .. راح تكون أكبر خاسر ! لانك تدري ان حتى اهلك وقتها ماراح يوافقوك
بدر رفع حاجبه : المعـنى ؟! حتسويها يعني ؟!
ميهاف : لا .. ماني مجنونة بس انبهك ان محد بصفك , اخوك نفسه قبل زواجنا كلمني وعطاني خبر ان أي غلطة منك بحقي هو كافلها
بدر وهو شاد على قبضته بقهر من احقية كلامها : يقـالك تهدديني اللحين .؟!
ميهاف : لا .. لسى اول شهر من زواجنا مايصير نهدد بعض , بس لو يوصل الموضوع اكبر من كذا بطريقتك معي راح اسويها ..
مشـت بطريقهـا للغرفة الثانية تاركه الغرفة له من الكتمه اللي تحس بهـا ..
***
المــساء : -
اسماء : لا لا لا لا لا لا لا ! مو معناها كذا ..." غطت وجهها " اومق ! الا معناها كذا .. اااا شاسوي ؟!
صوت من برا غرفتها : اسسسسمااء بسرعه تاخرتي
اسماء كانت بعالم ثاني : لحظه .. أللحين هي بتجي اول مره اشوفها من لما قالي حاولي ! يمكن كلمها عني .. لا لا مستحيل ! عمومـــا .. يمكن يسألها عني يتاكد من محاولتي عشان كذا لازم اكون اطلق شي ..
: اسمااااااااااااااااااااء !
طلع صوت خالي من الأنوثة من غضبها من اقتحام افكارها : طيييييييييب ! اسماء اسماء اسماء ! تعبت نفسيا قسم بالله
نزلت وهي تضرب الأرض بعصبية حتى استقرت قدام امها : هلاااااااا
ام فراس : الله لا كان جاب الغلا ! ووش كل هالكشخــة ؟! عرس هو ؟
اسماء : حرام اكشخ يعـــني ؟!
ام فراس : خل مني .. روحي لغرفتي فوق جيبي حبتين دخون وعطيها الخدامه
اسماء : زين .. وبعد ؟!
ام فراس : وشيكي على صواني الحـلا جهزت ولا لا .. ثم تعالي
اسماء : ان شاء الله
مشت بطــريقـها : الله الله بالسنع يا أسوم .. !
***
تـأففت : الســاعة كم ؟!
كبست رنيم عيونها ببراءة وهي تخربط بالكلام كأنها تجاوب : .....
تنهدت غادة .. لها وقت ماتدري عن الوقت ماتعرف الا من الأذان غير كذا الساعة اللحين كم ماتدري .: اقول رنوم .. ظنك شأسوي ؟! هو وعدني يحطني ببيت لحالي .. " تنهدت " تحسين عذبناه ؟! صح اسلوبه ماش بس معروفه معانا كبير ..
رنيم هزت راسها دون تفهم كلام امها المتربع قدامها وتفضفض : ...............
غادة : معي حق صح .؟!
رنيم تثاوبت ... غادة : هههههههههه طفشتي ياخايسة ! ماتنلامي لي ساعتين مبثرتك
توسدت رنيم حضن امها ببراءة ونامت .. بينما غادة استلقت وهي تطالع السقف بملل وتتابع بعيونها الزخرفة فجأة انرسم براسها شـكله بذيــك الليلة .. كيف كان وديع .. هادي .. ابتسامته ساحره بسحر الليل تنهدت تنهيده طلعت من قلبها .. من يومـها ماشافته , معقولة اشتقت له .؟! لا بس عشان ماشفت خير اكيد .. انرسم بخيالي زي أمير احلامي من كنت بزر وسيم وغني صح مو لطيف بس ... جلست وهي تهز راسها تنفض الأفكار طالعت رنيم اللي نامت بسلام نطقت بسخرية على حالها : بالله عليك ياغادة مو عيب هالافكار وبنتك بحضنك .؟!
حضنتها وهي توقف بثقل وتسدحها .. سحبت ايشرابها ولفته حول راسها رغم استبعادها ان شخص بيكون هنـا بهالوقت .. ساقتها رجلها للمكان نفسـه .. عند السيارتين المركونه ورا الفـيلا جلست القرفصاء قدام لوحة سيارته " ف ر س " رسمت بأصبعها النحيلة الأسم مع الحروف .. وقفت وهي تمسح على السيارة اللامعة بيـدها : صح حلوه بس مو كأنها قديـمه ؟!
حاست بفمها .. " بجد اذا كان بقلبه شي ليلتها ليش جالس بهالسيارة .؟! احد يجلس بسيارة وهو زعلان .. اكيد مميزة له بطريقه ولا ماجلس فيها ! "
***
تـأفف وهو يرمي الجـوال .. التفت له فراس : سلامات شفيك ؟!
لؤي بضيق : مافيه شي
عقد فراس حواجبه : اترك منك الجوال وركز على الطريق
لؤي : أقـول فراس .. عارف انك تكره هالموضوع بس بسألك
فراس : اذا اكرهه لا تسـأل .
لؤي دون مبالاة : قبل تجـي الرياض .. ماقابلت سارا ؟! او سمعت عنها ؟
فراس كان حاس ان هذا سؤاله .. بلش يحس بغيابها قال ببرود : واقابلها ليش .؟!
لؤي تنهد : بس اسـأل ..
فراس : ..................
لؤي : فين حاب اوصلك ؟!
فراس : ليش وين بتروح انت ؟!
لؤي : برجـع البيت طفشت من الفرفره
طالعه فراس لفترة ثم نطـق : ........................ الفيلا
لؤي : وش لك بالفيلا اللحين ؟!
فراس : بيتنا كله ضيوف مافيني ارجع وعندي شغله هناك
هز لؤي راسـه ووقف السيارة .. نزل فراس وهو يدخل المكان , مفروض معطيها فرصه يومين تقرر بس ورغم انها قررت كل هالاسبوع مافكر يجي ينفذ وعـده مشى بخطوات ثقيلة حتى وصل الحارس : كيف الوضع هالأسبوع ؟!
الحارس : هـدوء طال عمرك ..كلش تمام
هز فراس راسه وصل للملحق .. طرق الباب طرقتين مافيه استجابه , فتح الباب بهدوء ماحصلها تنهد : وانا امنيتي اجي مره واحصلها مكانها !
طالع ناحية رنيم النايمة .. تراجع بهدوء وهو يسكر الباب نادى الحارس : ماشفتها تطلع من الملحق ؟!
الحارس : لا والله .. انت قلت ماوقف قدام بابها
فراس : بس بس بس ماوراك الا الحكي انت !
عطاه ظهره وهو يمشي حـول الفيلا بخطوات هاديـة .. وصل ورا الفيلا حصلها جالسة قدام اللوحة ومتسمرة فيها ظل يطالعها " لاتكون جالسة تخربها ؟! والله تسويها ال .." سكت وهو ينتبه انها ساكنه تمام مجرد تطالع تسند على الجدار وهو يترقب وش خطوتها الجاية ..بعد فترة مو قصيرة وقفت وهي تتمغط سحبت الإيشارب من راسها .. وهنا انساب شعرها الطـويل على ظهرها نفضته وهي ترجع ترتبه وتلبس ايشاربـها وتعدله ... نزل عيـونه للأرض فور حركتها عقد حواجبه من حركته .. قرر يكسر غرابة الوضع بدخوله : وش تسوين هنـا ؟!
غادة التفتت وهي تطالعه .. حواجبه معقوده كالعادة عكس آخر مرة رجعت القسوه تاخذ وجهه , ابتسمت بطبيعية : اتمشى ..
فراس : ومالقيتي الا تتمشي هنـا ؟!
غادة بتذمر : مليت .. ورنيم نامت .. والتلفزيون كله ملل .. وعديت كم طوبة بجدار الغرفة وطقيت راسي بالطوبات كلها .. وصليت ... وزهقت مره ثانية و ..
قاطعها فراس : افكر جديا اوديك لأقرب خيـاط
غادة ببراءة : ليه ؟!
فراس : دون ليه يخيط فمك كل ذاه تجاوبين ع سؤال واحد !
غادة : ههههههههههههههههههههههههههههه ايييه انا قرقرتي واجد معليش
فراس حبس ابتسامة على اعترافها : ...............................
غادة اشرت لسيارته : بس سيارتك هذي قديــمة .. وراك صافطها هنا ؟!
فراس : مـالك دخل .. عموما انا جاي اقـولك تجهزين نفسك هالفترة ان شاء الله بيجهز بيتك وبنقلك له انتي وبنتك وعقبها انا مالي علاقة فيك نهائي اكون سويت اللي علي
غادة تفاجأت لكن قالت : اوه .. شكرا , بس ...
فراس رفع حواجبه : بس شنو ؟! ما عجبك توفرين اجل خل نوديك لاهلك ونخلص
غادة : لا لا لا .. بس يعني شكـرا بجد
فراس : لا تشكريـني ماسويته عشانك .. سويته عشان سلامة راسي
غادة بمقصد : ما أظن حتى بعد ما اروح من عينك بيسلم راسك
فراس : شقصدك ؟!
غادة : مو قصدي شي .. بس احس مشاكلك أكبر مني ..
فراس : لا فاهمه الله يحفظك وايش مشاكلي هذي سمعيني ؟!
غادة ترددت لكن قالت بتردد واضح : يعـني ...صح انت طلبت مني انسى اللي صار بطرابلس وسويسرا بس ... كان واضح منها ان عندك مشكلة كبيرة ... ولأني عارفه طبيعة شغل لورا يمكن صار معك نفس الشي ... عموما لاتزعل ترا بابا صار معاه وماوقفت حياته عاش وربانا و ..
فراس : مو على اساس ابوك ماتعرفينه ؟!
غادة كانت تتكلم بطبيعية .. وكلمته ذكرتها بواقع نسته لوهله اثناء حماس كلامها بلعت ريقها وهي تنطق بصعوبة : قصدي .. أبو هيثم
فراس : ابوك ابو هيثم .. ابو اللي هو لاتقارنيه فيني .. ولعد تسوين نفسك فاهمه
غادة بحمق : يعني كلامي مو صح ؟
فراس : ايه غلط !
غادة بتفكير بينها وبين نفسها : غريبــة والله كان واضح ان بينكم شي
فراس احتدت نظرته فيها : نععععم ؟!
غادة بخوف : ولا شــي سلامتك .... ! خلاص مو قلت هالاسبوع بروح بيتي شكرا ..
مشت ناحية جناحهـا ... لكن وقفت لبرهه والتفتت : ايه صـح ..
فراس التفت نص التفاته : وش بعد ؟!
غادة ابتسمت : رغم ان تحزيري غلط .. بس أنا متأكدة ان صاير معك شي ورغم اني مقدر انفعك بالطريقة اللي نفعتني فيها بس أقدر اقولك انو واضح انك قوي .. حتى قبل اقابلك من طريقة اهلك كان واضح انهم معتمدين عليك .. دام اللي حولك يحبونك ومهما كان بيضلوا معاك فراح يكونوا قوتك ...فبالتوفيق ! كان شرف لي اتعرف عليك بجد شكرا على كل شي
وكملت طريقهـا .. اما فراس وقف مكانه وتمتم بينه وبين نفسه لما اختفت : .... مو قلت لك كلامك واجد ..؟ كل هذا عشان تقولي شكرا ؟!
طالع نـاحية السيارة لفترة .. ثم مشى بطريقـه لبرا
***
جلست جمب امها وهمست باذنها : ماما ابتسـام تاخرت .. كلميها شوفي شصاير معها ؟!
ام فراس : من قالك ابتسام بتحضر ؟! اعتذرت تقول مقدر
اسماء فتحت عيونها : هاه !؟ من متى ؟
ام فراس : من أمس ! جعله يخلف عليك بس انتي تجلسين بالبيت عشان تعرفين وش صاير
اسماء طالعت بنفسها بقهر .. هالكشخة طلعت على الفاضي !! والله من اول اقوله ابتسام هذي ترفع الضغط مدري كيف صارت اخته .. والله الفستان غالي لو تاركته لمناسبة ثانيه كــــان ! اففففف
لكزتها ام فراس : قومي عند بنت عمتك اجلسي معهن وش ملزقك فيني هنا ؟
زفرت اسماء وهي تطالع ناحيتهن .. ثم قامـت بطريقها وجلست جمب وداد : فينها سجـى ماجت اليوم ؟!
وداد بانحراج : تعبـانه شوي .. فقلنا ترتاح احسن لها
اسماء : تعبانه ولا ماتبي تجينا ؟!
وداد : لا وش هالحـكي ؟ تعبانه .. " قالت بتصريف " شخبار العرسان بس مبسوطين ؟!
اسماء بملل : شايفتني معهم بباريس ولا جالسن بينهم .. علمي من علمك
***
إبتســــام : -
كانت بالمطـبخ تجهز لزيـارة " هيثم " لما دخل يزيـد مكشر وقال بشقاوة ووقاحه معتاده منه : من بيــجي ؟!
ابتسام دون تلتفت له لأنها ماهضمت شخصيته كطفل .. ولو صلاحيتهاا تسمح لها كان علوم : أخـــوي .
يزيد : وبابا ويـن ؟!
ابتسام : مـا أدري
يزيد : انتي زوجـته كيف ماتعلفين ؟!
ابتسام رفعت عيونها له : وانت ولده ليش ماتعـرف !؟
يزيد سكت وهو يتوجه للثلاجة يفتحها .. ابتسام : شتبغى ؟!
يزيد : جـويع !
تنهدت ابتسام : روح ارتاح بالصالة بسوي لك حاجة تاكلها
هز راسه برضا وطلع .. بينما ابتسام مسكت جوالها مباشرة واتصلت على نايف , بعد فتـرة جاها الـرد : هههههههههههههههههههههههههه هلا هلا
عقدت حواجبها : الو ؟!
نايف وواضح الإزعاج المعتاد حوله : هلا هلا معاك .. كيفك ؟
ابتسام : إنت فيـن ؟
نايف : مع العيال .. ليش تبغي حاجة ؟
ابتسام : ........ اليوم بتطـول برا البيت ؟!
نايف بنبرة جـذابه : والله بإيدك
ابتسام : دام كـذا انتظرك أجـل .. لا تتأخر , اوك ؟
نايف استغرب .. من ايام شهر العسل ماكلمته بهالطريقة والصوت الرايق : من اللحين اذا تبغي اجيك
ابتسام : ههههههههه لا اللحين هيثم بيجيني ومو فاضيه لك .. بس اذا بتجي تتقهوى معنا مانعيف
نايف : لا اعفيني من اخوك ..
ابتسام بحمق : وش فيه اخوي ؟!
نايف : مافيه شي يابنت الحـلال بس بيسأل عن وظيفتي وعن وضعي وكلامه كله رسمي .. ومايناسب جوي نهائي الساعة 12 بكون بالبيت
ابتسام : لا 12 متأخر ! تعال 11
نايف : من عيوني كم ابتسام عندي انا ؟!
ابتسام ابتسمت : مدري .. كم ؟!
نايف : وحده الله لايخليني منها بس .. اشوفك الليلة ياعمري اجل
سكرت السماعة وهي تتنهـد .. خلاص يكفي زعل مو ؟! مو بإيدك ابتسام لمتى يعني ناويه تخربي بيتك انتـي ..
***
لــؤي : -
كان يمشي بغرفته روحه وجيـه .. واصبعه بفمه وواضح من حالته متوتر , رمى جسمه بتعب على الكنبة : فييين اختفيني ؟!
مسـك جواله مره ثانية باصرار واتصل على رقم محدد حط السماعة باذنه ينتظر الـرد .. بعد فترة جاه صوت ملهوف : الو !
لؤي : هلا هيفــــاء .... كيفك ؟!
هيفاء بتوتر : تمــــام .. انت وين بالكويت ؟
لؤي : لا .. بس ابسألك سارا حولك ؟!
هيفاء بهم واحباط .. الظاهر حتى هو مايدري فين اختفت : لا ... سارا لها شهر مختفيه ولا ادري لها ارض من سما !
لؤي وقف بفزع : ششـــنو ؟!
هيفاء : كنت معها على طول .. بيوم انشغلت عنها ولما رجعت ماحصلتها !! أي دليل لها مو فيه شغلها شقتها كلش !
لؤي :...........................................
هيفاء : الــو ؟!
لؤي بربكة : هيفاء واللي يعافيك تأكدي مو معقوله تكون البنت اختفت فجأة !
هيفاء : متــأكدة .. هي تعبت بآخر فترة من غيابك وحملها ويمكن ..
قاطعها لؤي بصــدمة : شــنو قلتي .؟ غيابي وايش ؟
تذكرت هيـفاء انه مايدري .. وقد أيش كانت سارا متلهفة تزف له الخبر : ............ اللي سمعته
انتابته دوخـه قوية .. جلست بتعب وسكر السمـاعة بهدوء .. حامل ! واختفت .؟! خذت ولدي معها وراحت .. فقدت ثنين يالؤي مو واحد .. ثنين .. انا الغلطان ماكان لازم احقرها انا الغلطان .. سند راسه على يدينه وهو يشد على شعره بقوه ويلوم نفسه .. ودمعه دون احساسه نزلت على خـــده : ويــنك .؟! ليش ماخذيتيني معك ..؟ اشتقت لك والله " شد على صدره بتعب " والله العظيم اشتقت لها يارب رحمتك .. ليش تركتيني وراك في دنيا بدونك .. ليش تركتيني هنا ليش ؟
***
ســارا : -
دخلت البيـت بعد جولتها في السـوق .. جلست بتعب مباشرة : أمتعبـه !؟
التفتت بسرعة وهي تحصله قريبها " جاكسون " ويديه بجيب بنطاله جلس جمبها برواقه : كنتي أطلبي مسـاعدتي اذا كنتي ستتعبي ؟!
سارا باقتضاب : لا أحتاج مساعدتك ! ولا احتاجك انت ايضا !
وقفت مباشرة هنا مسك يدها يمنعها تمشي : أعترفي سـارا .. لقد تركك اليس كذلك ؟! لا تتوقعي ان تعودي فجأة بإبن شخص آخر ونرحب به تماما .. الكل هنا سينظر لك بنظرة دونيه .. وتقولي انك لاتحتاجين مسـاعدتي ؟! استطيع ان أكون وآلد هذا الطفل ؟!
سارا سحبت يدها بحده : هـذا الطفل ليس يتيم بعـد ! .. وإن كان يتيم فأنت آخر من اريد ان يتولى حضانته
جاكسون : تعلمين أن أي فتاة اخرى كانت ستقع لعرض كهـذا ؟!
سارا : وانا لست أي فتاة اخرى .. انا متـزوجة وأم فأحذرك ان تمارس الاعيبك علي .. فهمت ؟!
جاكسون : فهمت أنكي ام .. لكن متزوجة ؟! اين هـو اذا ؟! الا يعلم انك تحتاجينه هنا .. ام تم هجرك كما أتوقع !
سارا ابتسمت : انـا افهم الآن .. لطالما كنت معجبا بي منذو المراهقة .. والآن تظن ان حالتي هذه ستسمح لك بإتخاذ خطوه اتجاهي .. يبدو انك لاتعرفني بتاتا
جاكسون : سنــرى .. الأيام القادمة ستوضح كل شي .. ونعم انا احمل مشاعر اتجاهك حتى الآن لطالما فعلت .. فلا تتنمري كثيرا .. وزوجـك هذا لايحبك على الأطلاق .. فمن يحب لايغيب
سارا اختفت ابتسامتها وهي تتجاهله وتدخل للداخل .. تم الضرب على وتر حساس
***
إبتسـام بفرحة : وربي ان شوفتك تسوى وتستوي ! بس طل علي كل شوي مو ضروري كل مره اعزمك البيت بيتك
هيثم : وانا محصل وقت وعايف شوفتك ؟!
ابتسام : تفضل حياك داخل البيت بيتك
هيثم : رجلك موجـود ؟!
ابتسام : لا والله مو فيــه .. ارتاح بجيب القهوه وجايتك
دخل هيثـم وهنا حصل يزيد جالس قدام التلفزيون .. تعجب " من هذا ؟! " عقد حواجبه لما طالعه الطفل بنظرات مشؤومه .. لكن قرر يطنشه وأخذ مكـانه وجلس : .........................
يزيد : من أنـت ؟
هيثم : أنت اللي مين يابطـل ؟
يزيد : انا يزيد !
هيثم ببساطة : وأنا هيثم
دخلت ابتسـام .. هنا طالعها هيثم : ابتسام من هـذا ولده ؟
ابتسام قررت تكون طبيعيه .. صح ان هيثم مايدري بس احسن شي ياخذ الموضوع طبيعي : هذا يزيد ولد نايف
هيثم : نايف مين ؟!
ابتسام : هاو مين نايف يعني ؟! نايف ماغيره
هيثم بصدمة : لاتقولي ؟!
سكت هيثم احترام لوجود الطفل بس نظراته كانت تدل على استنكـاره للوضع تماما : ........... وليش أنا اخر من يعلم؟
ابتسام : والله ماطرى علي قبل كذا وعلى بالي عندك خبر
هيثم بانفعال : من وين عندي خبر ! ....اساسا مفروض أبو نايف ما اغفل هالمعلومه المهمه وقت خطبك مني !
ابتسام طالعت يزيد بانحراج : حصل خير هيثم .. بعدين !
هيثم طـالع ناحية يزيد بقهر .. اما يزيد ارتعب داخل نفسه من نظراته فقرر ينسحب من المكان ..
ابتسام : حرام عليـك الولد حس !
هيثم : ماقلت له شي ! بس فعليا حاجه ترفع الضغـط .. ايش كنتي بتخسري لو كنتي قلتي لي , لا واللي يضحك بكل عزايمهم اشوفه مع بزارينهم ولا خطر ببالي حتى انه ولد نسيبي
ابتسام اخترعت طريقـة تقصر فيها مشكلة ممكن تسبب اضرار كثيرة : والله ما أدري ليش عمي ماقالك او اذا نسى .. بس خالتي من لمى كلمتني أول مره قالت لي انه مطلق وما أتوقع ان هالشي يعيبه
هيثم : ما يعيبه ماختلفنا ... بس لما عرفتي من خالتك مفروض عطيتيني خبر ولا راح اعارض مجرد اكون بالصورة
ابتسام : حصل خيــر .. عموما انت شخبارك شخبار شغـلك ؟!
هيثم : كلش تمام حمد الله
ابتسام : هيثم بكلمك بموضوع بس ترا بجد
هيثم : الله يستر .. وش ؟
ابتسام : ما بخاطرك تتزوج .. انا ابي اخطب لك باقرب فرصة مو معقول عمرك وللحين ماتزوجت
هيثم باستدراج : واذا قلت لك تم من راح تخطبين لي ؟
ابتسام : والله انت تقول الشمري ما أبيهم ولا فيه كثيرات ... بس بدور لك في غيرهم رفيقاتي بالشغل كثيرات
هيثم : ريحي ابتسـام .. انا وقت أبي اتزوج راح اجيك واعطيك اسمها واقولك اخطبيها
ابتسام : ببالك احد يعني ؟ " مسكت قلبها " لاتقول وحده من الدكتورات معاك ؟
هيثم : المعنى اني ما أحب احد يدور عروستي باختصار ! نظرتك غير نظرتي ولا راح تختارين اللي تناسبني
ابتسام بقهر : وش هالــتحطيم ؟! اجل عجل هات اسمها الله يجعله خير بس
هيثم : ليش ماشربتي فنجالك .؟! لي ساعه اتقهوى لحالي
ابتسام : لا مو مشتهيه .. دامي جالسه معك معناها مو تتقهوى لحالك
هيثم : اما ابتسام مو مشتهيه قهوه ! وش صاير بالدنيا .؟!
ابتسام بفرحه : والله ابتسام مو مشتهيه قهوه لأن الوحام معذبها
هيثم وقف بنص فنجاله .. ابتسم بوسع : اما عـــاد !
ابتسام : هههههههههههه تدري انك اول واحد يدري .. حتى نايف لسى ماقلت له
هيثم : بجـد .؟! والله لي الشرف .. ان شاء الله الف مبروك
ابتسام : انبسط بتصير خال للمره الثانيه
اختفت ابتسامته وهو يتذكر بنت اخته الأولـى ... ارتشف فنجاله بصمت وسط ذكر طاريها قـدامه . .
***
بــاريس – التـاسعة مساء :-
كـانت جالسة بحمق على الكنبـة وبقميصها النـوم الناعم وبحضنها مجله .. شهر عسلها انقلب كأبوس ! يرجع ويحتد النقاش بينهم ويطـــلع .. ! هذا فارس احلامها وحبيبها اللي سهرت الليالي تحلم بزواجهم .. وهذا اللي حصلته جحيم بدل النعيم .. هي الغبية ! كل ماطلب تطلع معه ترفض وتعصب وتهاوش ويطلع لحاله وهي الخســرانة بالأخير .. باريس مدينة احلامها اختارها لشهر عسلهم لأنه يعرف انها تحبـها .. مدينة العشاق وهذا هي جالسة فيها مهمومه ومنقهـــرة من كلش ...
سمعت صوت الباب ينفتح بعد فترة وهو يدندن : الله ما أكبر غلاك .. ينبض بحبك فؤادي من يشبهك ياملاك ~
دخل الغـرفة ورماها بنظرة وهي جالسة وتجاهلها بعدها وهو يبــدل : اقول ماحامت كبدك من الجلسة بالفندق نهارك كله ؟
ميهـاف : أبدا .. تو حامت كبدي اللحين بس
التفت لها مباشرة بحده : نعم .؟! وش قلتي ؟
تجاهلت ميهاف وهي ترجـع عيونها للمجلة .. اما بدر سمر فيها لفتره ثم سحب بوكه ومفاتيحه من جاكيته للطاوله وقال بهدوء : مـتى آخر مرة كلمتي فيها أمك ؟
ميهاف باقتضاب : اليوم
بدر : ومتى آخر مرة كلمتي فيها امي ؟
ميهاف : ماكلمتـها من جينا باريس .
بدر : طيب كلميـها .. اللحين !
ميهاف : مالي خلق اللحين .. بكلمها بكرة
بدر : لا تجادليني ميهـاف .. ما أذكر اني خيرتك انا قلت كلميها اللحين يعني كلميها , ببدل اللحين وبنكلمها سوا
ميهاف سكتت مالها عذر قدام أم فراس ... بعد فترة جلس جمبها وجواله بيده وسحب المجله من يدها وحطها على الطـاولة : تكملي بعدين !
تكتفت بقهـر وهي تطالعه يفتح المكالمة ويتصل لكن ماكان فيـه رد : اكيد فرق التوقيت نايمين اللحين
زفرت ميهاف وهي تسحب مجلتها : قاطعتني على الفاضي يعني !
بدر بحركة سريعة سحب المجلة مرة ثانيه ورماها بالزبالة : ممكن تحترمين نفسك معي ! ترا مو اصغر عيـالك ياهانم تكلميني بهالطريقة !
ميهاف : ليش رميتها !؟
بدر : تستـــاهلي مرة ثانية شاوري عمرك قبل تزفرين بوجهي .. وعلى فكرة بكرة معزومين عند مسؤول العرض حقي وبتروحين وبتستانسين وبتكشخين ! ابي الكل هناك يعرف اني ماتزوجت أي كلام
ميهاف : ماني مجبوره أروح !
بدر : لا ماحزرتي .. مجبورة وبتروحين وانتي ماتشوفين الدرب
لمعت عيـونها بقهر وهي تشيح بنظرها للجهه الثانية بعيـد عنه .. تنهد بدر لما انتبه لدموعها وجلس جمبها : ما قصدي ميهاف تدرين اني احبك وماتهون علي دموعك .. بس انتي الله يصلحك يعني ماله داعي كل هذا عشان موضوع مايسوى يعني لما سلمت عليها صرت احبها .؟! تدرين ان مافي القلب غيرك
ميهاف بقهر : من تلعب عليه بـدر .؟! انت ماتحبني انت تحب حبي لك يغريك اني متعلقة فيك لهالدرجة ويعجبك تشوف انسانه غبية تسامحك كل ماغلطت وتنتظرك مهما غبت .. ماتزوجتني الا عشان هالاسباب لاتوهم نفسك انك تحبني ..
بدر : وش هالحكي ميهاف .. مو صحيح ! انا ما أحبك حرام عليك ..
ميهاف : لو تحبني ماحيكون صعب عليك تقطع علاقاتك النسائية عشاني .. بس مين انا اساسا ؟!
بدر : هذا موضوع يتعلق بقناعتي .. ماله علاقة فيني وفيك
ميهاف هزت راسها بهم : اوك صــدقتك .. مافيني حيل بروح انام تصبح على خير
وقفت تاركته بينمـا ظل هو بمكانه وصراع بين عقله وقلبه
***
إبتســام :-
بعد ماخلصت ترتيب البيت وقفت عند اصعب مهمــه : يـزيد حبيبي متى النوم ؟!
يزيد : إذا جا بابا !
ابتسام تنهدت : بابا بيتأخر .. نام اللحين وبكرة تشوفه
يزيد بحمق : مابي مابي .. ابغى بابا
ابتسام بضيق : بس مو زين عليك السهر .. وبعدين " مسكت الريموت وسكرت التلفزيون " الشاشه راح تعور عيونك خلاص سكرها
يزيد طالعها بحمق : ليش سكرتيه .؟!
ابتسام : لأنه مو وقت التلفزيون .. خلاص عناد يزيد عشان بكره نروح لفهود
يزيد : بكرة بلوح لفهد وما ارجع هنا " ومشى بطريقه "
تنهـدت ابتسام وهي تطالعه يدخل الغرفة ويسكر الباب .. طبعه عصبي مرة ! ماطلع لنايف اكيد هذي امه .. تاففت وهي تصعد بحـماس فتحت دولابها تحتاج تكـون بأحلى طلـه وهي تزف له هالخبر وتبتسم بلا شعور وهي تتخيل ردة فعله وتختار كلماتها في نطق الكلـمه له .. احتارت بين الفستانين الأسود والخربزي , بين الأنوثة والنعـومة .. نايف يحب اللوك الجريء أكثر استقرت على الأسود .. ولبسته وهي ترسم مكياج صارخ يناسبه وكعب عالي يزيد أنوثتها انوثة .. وقفت قدام المـرآة وهي تتطمن على طلتها
الــدور السفلي :-
دخل نـايف البيت ومـزاجه عالي .. اعترافا بالحق هي انسـانه تمتص شحناته السلبيه بشكل عجيب مايتخيله حتى الصداع النصفي ينحني احتراما بحضـورها جنبه نادى برواقه : إبتســـام !
صوت متقـطع بكاء : بابا
التفت نايف لمصدر الصوت .. يزيد ببجامته وواقف قدام غرفته وهو يتبلع عبراته : شفيك يـزيد ليش تبكي ؟!
يزيد : ابي ماما .. مابي اجلس هنا
نايف تنهد وهو يمشي ناحيته ويجلس القرفصاء قدامه ويمسح على راس يزيد : مابقى شي حبيبي وترجع ماما كلها اسبوع
يزيد وهو ينـاهج : مابي .. ابي ماما .. ولا عمه ميهاف مابي اجلس
عقد نايف حواجبه : ماما مسـافره وعمه ميهاف مو فيه .. ليش حبيبي ماتبي تجلس هنا معي ؟
يزيد وهو يمسح دموعه بصعوبه : هنا انت ماتجلس معي .. مابي اجلس معها لحالي مابي
نايف : افا كذا تزعلني منك .. عمه تحبك مسكينه يتزعل لو تدري انك تقول كذا عنها
يزيد : لا ماتزعل .. تصارخ علي .. واليوم رجال خوفني
نايف : حصـل خير ياحبيبي مو قصدها .. ارتاح اللحين
يزيد : ابي اكلم ماما
تنـهد نايف : وبعدين يزيد الوقت متاخر ماما نايمة اكيد
يزيد بانكار : لاااا ! ماما تقول تبيني كلمني
نايف سحب جواله من جيبه : أممري لله . . بس مو تقولها انك زعلان كذا تزعلها عليك ! سامع ؟
هز يزيد راسه بموافقـه
بعد فتـره جاه الصوت الأنثوي : هـالو ..
نايف باقتضاب : هذا يزيد يبي يكلمك خذيـه
مد السمـاعة وهو يراقب يزيد اللي يتكلم بالكلام العاطفي مع أمه والسؤال الغالب " متى ترجعين ؟ " بعد ماخلص مد السماعة لنايف : تبيك
اخذ السمـاعة : هلا ..
نهى : شصاير نايف شفيه ولدي .؟! كانها مرتك مضايقته !
نايف : لا تضيعين بالطوشه الولد بيكلمك مشتاق لك وخلصنا ! ولا ماتعودتيه يشتاق لك يعني .؟!
نهى : الشوق غير وانه مكبـوت ..
قاطعها نايف : اقول نهى استانسي باجازتك .. يله باي
سكر السماعة وطالع يزيد : شفت شلون نشبتني معـها وش بيفكنا من لسان امك الطويل اللحين ؟!
يزيد مد لسانه : أحسن
ضربه نايف على راسه بخفه : يالعيـار انت .. قدامي يله نام
باس يزيد خده برضا : تصبح على خيل
نايف : ههههه وانت من اهل الخيل
تعـدل بوقفته وهو يطـلع الدرج .. استغرب انها مو تحت مو عادتها تترك يزيد لحاله خصوصا وهو زعلان وهي فوق ! دخل الغرفة ماكان فيها احد .. : ابتسـام ؟!
جاه صوتها من الغرفة الثانية : هنا هنا .. ثواني وطالعه لك استنى
حاس نـايف بفمه وهو يستلقي على السرير .... بعد فترة صمت وهو ينتظرها نطق : صاير شي اليـوم ؟!
ابتسام عضت على شفتها وقالت بغموض : يمـكن ..
نايف : كنت حاس ..
ابتسام وقلبها بيطير : بجـــد ؟!
نايف : ايه .. قولي شصاير .؟! اخوك قايل له شي
ابتسام حست نفسها مو فاهمه حاجه هنا : اخوي ؟!
نايف : ايه هيثم قايل شي ليزيد ... ؟!
ابتسام : على حد علمي لا !
نايف : اجل وش فيه مو على بعضه .. ما احسه مرتاح هنا وانتي نفسك ما احسك مرتاحه له اذا كان خل نوديه عند فهود وجدته وبس
كـان طريقة نايف بالكلام طبيعية .. وعلى حد تفكيره ماكان يلومها نهائي مجرد كلام طبيعي في مصلحة الجميع , اما ابتسام اعتبرتها اهانه لكمالها وامكانياتها : من قـالك مو مرتاحه له ؟! اذا هو مو مرتاح مو مسؤوليتي
نايف التمس انها تحسست من كلامه : ماني جالس ألومك ابتسام .. بس انا بجد احسك تجبري نفسك عليه وماتنلامي بعد كلش هو مو ولدك ولا انتي ملزومة فيه
ابتسام : هوا قايل لك شي .؟
نايف : ايه قبل اصعد لك حصلته يبـكي وزعلان ويبغى امه وما أدري ايش .. مو ناقص انا بعدين يتكلم عند احد ويقولو اني مقصر بحقه
ابتسـام فتحت الباب بقهر وطلعت له وقالت بعصبية واضحة : لا سلامتك الواضح ان المقصر الوحيد هنا هو انا !
نايف جلس من استلقائه وابتسم لا شعوري من جاذبيتها : الله .. كل هـذا مره وحده !
ابتسام تكتفت بقهر : مو وقته نـايف ! وبعدين انا ماكنت ابي اقول هالكلام عشان ماتزعل بس كمان ولدك واضح راسه معبى عـلي .. نافر مني بقوه مايبغاني اتكلم معه واحسه احيان يسوي تصرفات قاصد فيها يعاندني او يكسر فيني ..
نايف : انا معـاك هو بشكل طبيعي بينفر منك انتي مو امه
ابتسام رفعت حواجبها : اهـا .. واللحين صرت انا العمه الشريره اللي تبغى تاخذ دور الأم ومو عارفه ..
نايف : لا تصيري دراميه إبتسـام .. انا مجرد اقولك ان علاقتك انتي ويزيد طبيعيه وماراح تتفقوا بسهوله , هذي فطرتكم
ابتسام : لا نايف يزيد مهما كان طفل .. ماراح ياخذ موقف لحاله ! اكيد امـه .. ماراح اتوقع منك تلومها بعد ماعرفت علاقتكم كيف !
نايف : يالله يا ابتسام ! وش جاب نهى اللحـين .؟ ياشيخه اتركينا مروقين اسف اللي فتحت الموضوع
ابتسام تنهدت بقوه وهي تستجمع هدوئها : اسمعني نايف .. يزيد ماراح يروح لأهلك ! عارفه اني مو امه ولا لي سلطة عليه .. بس انا عارفه ايش راح يقولوا الناس وقت يشوفوه عند اهلك بيقولوا بيت ابوه موجود ! واكيد عمته ماتبيه .. انا انجرحت بما فيه الكفاية من طريقتك مع امه .. وانجرحت بصدمة كبيرة ان لك عائلة ثانية ما اعرف عنها ! وهذا يكفي وزياده .. كلمه زيادة بهالموضوع ماراح اتحمل
نايف : ايش اسوي يعني .؟! اترك الولد مندمره نفسيته هنا .
ابتسام بسياسة : اوك نايف رجعته لأهلك .. وتكلموا الناس وراح اتجاهل كلامهم .. برضو اوك ! بس بالمستقبل وقت اجيب عيـال ويصيروا اخوانه .. ايش راح تسوي .؟! انت اللي حتاكلها اذا تركته من اللحين ياخذ موقف .. خله يتعود علينا من اللحين قبل يكبروا ولا يعرفوا كيف يصيرون اخوان
نايف مسح على شعره بربكة : وقت يكبر راح يفهم .. اللحين عمره حساس وراح انتظره يكبر قبل افكر اجيب له اخوان
ابتسـام بصدمة : شـنو .؟! كيف يعنـي ! انت جالس تشوفني اروح لدكتوره ومواعيد .. كيف انتظره يكبر ؟
نايف : ماقصدتها كذا , وبعدين هالمواعيد تطول لحتى تجيب مفعول .. عموما ما ابي افكر اللحين اتركيها لوقتها
ابتسام سكتت لفتره ثم نطقت اخيرا : ... ع قولتك .. لوقتها .
رفع نايف راسه وابتسم : خلصنا هالنقاش السقيم .؟! اقدر اغازلك اللحين .؟
ابتسمت بهدوء : أيـه تقدر ..
***
واقفة قدام نافذة غرفتها .. لها ساعة .. واخيرا حصل اللي تنتظره سيارة فراس طلعت من البيت : يسسس !
ركضت تسحب عبايتها وتكلم السواق : ع كيفه يقول يمر اسبوع ... 3 ايام واحس اني جالسة على جمر
نزلت الدرجـات بانطلاقه .. جو الصبح مافيه زيـه وقفت عند كافيه وطلبت فطـور لها وله وهي تحس بحماس فضيع .. اول ماوصلت المستشفى وقفت عند الإستقبـال الله صاروا حافظينها ونطقوا مباشرة : دكتور هيثم مو موجود !
اسماء شهقت : وينه اجل ؟!
موظف الإستقبال بملل : مابنعرف .. طلع لبيته لحياته ..
اسماء هزت راسها بخيبة : صح اكيد عنده بيت ...
سحبت رجـلها بخيبـة وهي ترجع للبيت .. وتطالع فطورها تاففت : انا غبية مفروض سالت وين بيته !
شهقت بينها وبين نفسها : بيته ! لا لا شكلي انهبلت ... استحي يا اسماء عيب
***
فـراس :-
رفع جـواله وهو يدق لمرة الثالثة واخيرا وصل الرد : أيـوه ..
فراس : وينك انت ؟! لي ساعة ادق عليك
لؤي تنهد : بالمـزرعه ..
فراس عقد حواجبه : غريبة .. شتسوي هنـاك ؟ ماعندك دوام
لؤي : راح اتـأخر شوي .. مالي خلق اداوم اللحين
فراس : اقول انا جايك بالطريق
سكر السمـاعة وهو يحس حالة لؤي الإكتئابية بدأت تعاوده .. معقوله يكون عرف شي .؟! اولا واخيرا بيعرف .. ومايلزمه الا مكالمة وحده وبيعرف انها راحت من حياته .. : ياليل يالؤي باللحظه اللي قلت فيها انك عقلت
اطلق امره للسواق : المـزرعه !
فور وصـوله حصله بجلسة بالحديقة وشارد بالمكان .. سحب له كرسي جمبه وجلس : صباح الخير ..
لؤي بنفس الشرود : صبـاح النور
فراس عقد حواجبه : شفيـك ؟! تو صرت تضحك قبل يومين ..
لؤي : ............ اختفت
فراس بإستغباء تام : ميـن .؟!
لؤي : المـرة الأولى اللي غابت عني .. كنت انت السبب , هذي المرة الثانية اذا انت السبب تكلم
فراس بهدوء : للأسف ما ادري عن هالموضوع شي
لؤي التفت له : مستحيل تختفي بشكل تام .. دون تكون له علاقه
فراس : قلت لك مالي علاقة ! عموما تقدر تفكر بغيري كثيرين .. مثلا ابوك اكتشفها
لؤي فتح عيونه : نعم !
فراس : مو جايز .؟ مو معقول ؟ كلش جايز " وقف " عموما انا رايح تجي معاي ولا اجلس اندب حظك كالعاده
لؤي : تقدر تروح .. ماطلبت منك تجي من الأساس
مشى فراس بطريقـة .. وهو ينتظر اللحظه اللي يكرهه فيها لؤي بسبب هالموضوع , كرهني او غيرها ماتفرق .. بيتذكر بعدين اني معاي حق ..
ركب سيارته وظل شارد بالطريـق ... عقد حواجبه وهو يستوعب هالطريق , نفسه اللي قابل فيه البنت اليائسة ! اللحين لاتذكر وربط الأمور هي نفسـها .. مو امه تقول هي اخت زوجة نايف , هي اللي كانت تلحق سيارة لورا .؟ صح هي نفسها ! ... لا والحقير زوجها يقولي مجنونة .. ظل شارد بالطريق وشكلها بليلتها يتردد بعقله كانت يائسة بجد .., وش شعور الإنسان وقت تتعلق بإنسان مايبيك .. ويركض بكل قوته يبعد عنك .. تنهد بضيق وهو يردد بعقله لازم يحسم كلش .. نطق للسواق : الفيـــلا ..
مجرد مـاوصل نزل بخطـوات متثاقله حتى وصل للمــلحق .. تردد يطق البـاب لكن الهدوء الغريــب المنبعث من داخل حمله يحافظ على هدوئه ويفتح البـاب بهدوء : ............................
استقبله هبـوب هواء بارد .. والعجـيب كانت نايمة وجمبها رنيم تردد يرجع .. لكن دخل بخطوات هادية وقف بهدوء وهو يراقب نعومتها الفايضه وهي نايمـة وشعرها متناثر حـولها .. طالما كـان من عشاق الشعر الطويل , تنفسها منتظم وسلام مسيطر على لمحتها .. سلام مضاد لحالتها بالواقع والبراءة الكامنه برنيـم وهي تمص اصبعها .. نطق بهدوء : بجد خاتم سليمان ..
تنهـد وهو يدير ظهره ويطـلع من الملحق ... فتحت عيونـها وهي تتكئ وتجلس وتطالع الباب يتسكر .. عقدت حواجبها : وش قصده بخاتم سليمـان .؟! .. غريبة دخل وطلع بهدوء كذا .. شصاير ..
***
فتحت عيـونها .. أو بالأحرى ماتسكرت عيونها اساسا ابعدت يـده المحاوطه خصرها وقامت , كانت ماخذه إجازه اليوم بس الظاهر بتكنسلها .. ماعاد يستدعي الموضوع تاخذ اجازه بدلت لبسها وحطت عبايتها على كتفها .. : ماكنتي ناويه تصحيني .؟
التفتت له وهو جالس بكسل ويطالعها ورافع حاجبه : قلت اتركك تشبع نوم ..
نايف وهو يقوم : مافيه داعي يا حنينه .. انتظريني بلبس وجايك
إبتسام : انا سابقتك تحــت ..
نزلـت لتحت ودخلت المطبخ مباشرة .. جهزت فطور خفيف لها وله وجلست بهدوء تــاكل وتفكر كيف كلش انقلب لحظتها .. بس مهما كان مفروض قالت .. تنهدت وهي تــأجل كيف تقوله وهو مايتوقع حتى ..
دخل المطبخ بحيوية وهو يمسكها من كتوفها ويطبع بوسه على خدها ويجلس بمقعـده : شرايك نسحب على الـدوام ونطلع نتمشى .؟
ابتسام : لا مقدر عـندي شغلات ضرورية لازم اخلصها .. عموما كيف بتداوم ؟! قصدي يعني .. ويزيد ؟
نايف حس بترددها وهي تنطق اسمه : راح احطه عند أمي لحد ما اخلص واخذه
هزت ابتسام راسها وهي توقف وتنظف صحونها .. نايف : خلصتي ؟
ابتسام : ايه حمد الله
نايف : طيب ليش قمتي .؟! اجلسي انا لسى ماخلصت ..
ابتسام : بالمناسبة .. اليوم يمكن اتأخر فيه شغل مراكم وابي اخلصه
نايف : على هـواك .. " بعد فترة صمت " ابتسام لايكون زعلانه من كلامي امس ؟
ابتسام : لا شدعـوة ماقلت الا الحق .. بس بالله تخلص بسرعة مابي نتأخر
نايف وقف : يله اسبقيني السيارة .. بصحي يـزيد وجايك
طــلعت ابتسام دون معارضه .. يمكن لأنها ماتبي تشوفه غيره فضيعه ناوبتها وهي تشوف وجهه لما طلع مع نايف .. غيره على ولدها , كيف ان مكانته من اللحين مهتزة ومرفوض وجوده .. عشان اخوه بعمر حساس وبينجرح من هالشي .. ركب نايف ويزيد السيارة نطق يزيد : وين بنلوح .؟ ماما جت ؟
نايف طالع ابتسام اللي ماعرف يحزر وجهها تحت الغطا ورد : لا بوديك عند فهود تلعب معه لين اخلص شغلي
يزيد بفرحه : بناااام هناك
تنهد نايف : مافيه يزيد .. العب معه وارجع نام عندي وبسك نقاش
طول الطريق وسط سوالف يزيد الكثيره مع نايف احتفظت بالصمت .. خصوصا مع ذكر نهى الدايم على لسان يزيد .. حتى بعد مانزل يزيد عند جدته اختارت الصمت ومكالمة بدر لنايف ماكلفته يلاحظ صمتها : ...............
وصلــوا الشركة نزلت ابتسام مباشرة .. اثناء ماهم يمشون استوقفهم صوت : نايف ..
التفت نايف لفراس اللي كان جالس بالصالة الرئيسية وكأنه كان ينتظره .. وقف نايف وقال بازدراء : خير
فراس : خير بوجهك .. بكلمك بموضوع
نايف : فراس بجلالة قدره يبيني انا بموضوع .؟
انسحبت ابتسام بطريقها .. وهنا قدر فراس يتكلم براحته : صدقني ما اتمنى اكلمك انت بالذات بهالموضوع .. بس الظاهر مافيه غيرك
حاس نايف بفمه وقال : تفضل اجل
جلسـوا بجلسة بالمقهـى ... وفراس كان يحتسي فنجاله بهدوء , بينما نايف كان يطالعه وينتظر تعليقه .. بعد ما يأس من مبادرته : بتتكلم ولا شلون .؟
فراس قرر يباشر بالموضوع مافيه جدوى من التأجيل اساسا : اخت زوجتك !
فتح نايف عينه بدهشه : ....... غــادة ؟!
فراس : أيـه .. رغـم اني ماعرفت انها هي إلا متاخر بس انا متـأكد انها هي
نايف بصدمة : شلون متأكد ؟! وين حصلتها .؟! " وقف بانفعال " وش مجلسنا قوم وصلني لها !
فراس بهدوء : اجلس واستهد بالله .. مالي ميانه اتكلم مع اخوها ولا اتكلم مع اختها , مالنا بالطويلة البنت بالحفظ والصون عندي .. الليلة الساعة 9 راح تكون عند بيتك هنا انا اخلي مسؤوليتي
نايف : مو بكيفك فراس ! عن الأنانية مايحق لك تخليها عندك ثانية ... اللحين اروح معاك واخذها
فراس رفع حواجبه : مافيه شي ضد رغبتي يصير .. ودام قلت لك الليلة معناها الليلة
نايف بتشكيك : وليش مو اللحين .؟! ... لايكون مسوي بالبنت شي ..
فراس : احترم تفكيرك ياراقي .. بزر زيها بفكر فيها بهالطريقه " شدد على الجمله كانه يثبتها لنفسه " .. عموما انا قلت اقولك ..
نايف : فين حصلتها .؟! ومن متى .. ووش صار
فراس : مالي صلاحية اتكلم عن حياتها .. وقت تجيك الليلة هي تختار تقولك او لا ..
نايف : وبنتها ؟
فراس بهدوء : برضو موجودة ..
نايف : صحتها شلون .؟
فراس : مو ضيوف فراس اللي ينخاف عليهم .. قلت لك البنت عندي يعني ضيفتي , ماراح توفر لها حالة احسن من اللي هي فيها اللحين
نايف : قوم معاي اللحين نجيبها سوا .؟ ادري انك رافض بس بعيد عن كلش مالك صلاحية تخليها عندك ..
فراس : ماخلصت كـلامي ! ........ وقت اوصلها لك مابي جنس مخلوق يعرف انها كانت عندي .. حتى زوجتك بنفسها
نايف رفع حاجبه : وليش خايف ؟
فراس : مابي يلوثني شي من سيرتها .. واذا ماتقدر تمسك نفسك ماني ملزوم ارجعها
نايف : ماراح اجيب سيرتك ... بس مثل ماقلت لك اللحين لازم نرجعها
فراس وقف يمشي بطريقه : قلت لك الليلة ..
استرخى نايف بجسمه .. وهو مو مصدق .. احتار يقول لإبتسام اللحين .؟! لا وقت يقولها راح تسوي سالفة لحتى تجيها .. خلها لليلتها ... لاااااا ! هيثــــم !! واحمـــد !! وش بيخلصنا اللحين ... " تنهد " معك حق فراس اتركها عندك ترتاح هالساعات قبل تكتشف وش ينتظرها هنا ..
***
بــــاريس :
بالإيشارب السكري المطرز باللؤلؤ الفاخر .. كانت جالسة بمقعد بالحفله المختلطه بمعارف بدر من كل مكان والكل حضر فضــول يشوف من هي زوجته .؟! من استحقت هاللقب .. كان جمبها ويسولف مع الكل بينماهي محتفظه بصمتها وترد على الكلمه باختصار .. وتطالع من خشم مرفوع وكأن محد عاجبها : .......
هزها بدر بكوعه : بسك تكشير .. اللي يشوفك مايصدق انك عايشه بكل هالعز ؟
ميهاف بهمس : قايله لك ما أبي اجي .. انت اللي أجبرتني
بدر : وإذا .؟! افردي وجهك عشان صورتــك قدام العالم
ميهاف باحتقار : هالعالم اللي تتكلم عنهم مايهمـــوني .. ورجاء خل نطلع بسرعه مو نطول
تقدمت مجموعة وجلست معهم : ماخلصتوا اسرار ياعرســان ؟!
ابتسم بدر : هههههههههه ولا راح نخلص .. بس معليش كرمالكم
أنثى بكامل اناقتها وجهت حديثها لميهاف : بيجنن فستــانك من فين ؟!
ميهاف بغرور : جايني هديــة من مصمم .. ولا أتذكر مين !
ردت البنت : ههههههههه ايه بيحق لك .. بس عموما جمال الفستان بجسمك ما شاء الله
ميهاف : طبعــا .. عاد انا احمد ربي على طول اللي رزقني الجمال والكمال ولا كان وقفت حياتي ..
صديق من اصدقاء بدر : هو صح الجمـال مطلب اساسي .. بس كمان البنت البشعه او العادية ماتوقف حياتهم الكل تمشي حياته باهتماماته
اصوات من كل مكان موافقة لكلام الشخص اللي رد عليها ... ميهاف : بجد اعجبتني , طول عمري كنت امشي على هالمبدأ وأشوف فعلا ان جمال الشخص جوهره , بس في مجتمعي يعاملون البنات كانهن كتب اذا ماجذبك غلافها ماله داعي تقراها .. وهنا تظلم المحتويات
الشخص نفسه : ايه بس مو شرط .. صح فيه ناس كذا بس برضوا فيه كثيرين يهتموا بالجوهر , انتي نفسك مايهمك جوهر الإنسان .؟
الكـل انشد للنقاش الداير بس زوجة بدر وصديق بدر اللي وظيفته كاتب ويعتبر فيلسوف .. ميهاف : سؤال يحير .. بس لما افكر فيها اللحين لا مايهمني الجوهر .. ولا لو الجوهر يهمني كنت حتزوج بدر ؟
بدر اللي كان متــابع بصمت .. فتح عيونه بدهشه من كلامها : ..............
الكـاتب : افهم منك ان جوهر بدر سيئ .؟
قاطع النقاش بوقوفه .. والتفت لها بحده وهي تشوف العصـبية الواضحه بعيونه مسكها من معصمها بكل قوته ونطق : اعذرونا لحظة
وقفت مجبره اثر سحبه لها .. ومشى بخطوات متسارعة حتى طلع من القاعة الرئيسية ووقف بممر خالي وافلت يدها وهو يثب يده على الجدار وهي قدامه ونطق بكل عصبية : يااا ............ " مسك لسانه لايتهور بكلمه يندم عليها " .. لهنــا وبس ! مصـــخت .. توصل فيك يامحترمة تتكلمين بهالطريقة قدام محيــــط عملي كله .؟! " ارتفعت نبرة صوته " تبغي الكل بعد هالليلة يقول زوجة بدر قالت كذا ونطقت كذا وعلاقتهم كذا ..
ميهاف وعيونها لمعت بقهر : وليش الكذب .؟! هذا الحق .. علاقتنا مو كويسة .. انت مو الإنسان اللي تصورته
بدر بين اسنانه : كـــذا يعني .؟! ... اوك تمام وقت يطلع كلامك للكل .. ويصيرن الجلح يشدن حيلهن بعلاقتنا الفاشله ماراح اردع ولا وحده فيهن ... خل نتخيل ان علاقتنا سيئة لهالدرجة
ميهاف بقهر : بيـــديك ورجليك .. والله والله يابدر حتى لو يصير هذا كله ويجوك كل حريم الدنيا ماراح تلقى وحده غبية مثلي تصبر عليك .. ماراح تلقى لي شبيه ووقتها ماراح تلقاني انا كمان
بدر ونبرته مازالت مرتفعه بشكل مخيف : اللي خلقك خلق غيرك واخير منك ! غيرك راح تحترم نفسها ولا راح تتكلم بهالطريقة وتفشل نفسها ... اللحين ترجعي تعتذري عن الكلام اللي قلتيه !!
ميهاف : على بــالك انا مثل أول .؟ كنت اعتذر لك ولا ادري وش غلطت فيه اساسا كل همي كان ما افقدك تذكر كنت .. لكن مو اللحين مو بعد اليوم ..
بدر : م فيه احد ملزوم يبقى معاي ميهاف . .بيريحك البعد ؟! الله معاك
ميهاف بقهر : ماعاد عندي شي اقــوله ..تعب الكلام من الكلام ..
انسحبت من محيط نظراته ويديه .. ومشت بطريقها : انا راجعه الفندق .. ماعاد لي مزاج احتفل ..
***
هيثـــم : -
دخل المستشفى بحلول الساعة 8 ... اليوم اخذ استراحة بما فيه الكفاية بجد فور دخوله قفزت بطريقه كالعادة : انا جيت!
هيثم وهي يمشي بطريقه وببرود : ما مر اسبوع ..
اسماء وهي تمشي جمبه ومبسوطة بشوفته : ايوه ايوه عارفه .. بس انت قلت لي قبل لاتدعين شي غير حقيقتك وانا الصدق حقيقتي ما اقدر اصبر عنك اسبوع .. مو في حدود استطاعتي يعني
هيثم وقف والتفت لها : اشوفك فالتها .. معد فيه حيا يعني ؟!
اسماء بقهر : إلا ... استحـــي .. بس ابي افهمك اني صدق ماقدرت ..
هيثم وهو فعلا يحب شعور اهميته اللي يحس به معها .. يرضي غروره : خلاص فهمت ..
اسماء : اليوم جيت صبح ماحصلتك .. وعصر برضو .. فين كنت ؟!
هيثم : مايخصــك .. ما شاء الله هذي ثالث مره تجين هنا اليوم يعني .؟
اسماء : هههههههههههه ايه اليوم محد بالبيت فطفشانه وماخذه راحتي شوي ..
هيثم : شـــوي ؟!!!
اسماء : المهم لا تغير الموضوع .. بجد فين كنت ؟!
هيثم : مايخصك ... " وقف عند الإستقبـال " عملية المريض بغرفة 422 متى ؟
: بعد ساعة ان شاء الله
هيثم : اوك تمام
مشى بطريقـــة .. واسماء اللي كان تمشي معه : ............
طالعها : بتضلي تلحقيني .؟!
اسماء هزت كتوفها : أيــه وش فيها .؟ ابي اعرف شغلك كيف
هيثم : مثل ماسمعتي باقي ساعة على عمليتي ... " حاس بفمه " دامك هنا خل منك فايدة وجيبي لي قهوه
اسماء طارت فـــرحة : جد . ؟ اجيب لك صدق ؟!
هيثم : العب معاك انا ؟
اسماء وسعادة الدنيا كلها فيها : اللحيييييييين دقيقة وجايه
ركضت بطريقها وهي تختار قهـــوته ونوع كروسان معها ... ورجعت وحطتها قدامه : تادااا
هيثم : قلت قهوه بس مو كروسان
اسماء باحباط : ماتحبـــها ؟
هيثم : لا ما احبها .. عموما انتي وش تدرسين ؟! بما انك كذابه واضح وماتدرسي طب
اسماء بانحراج : ههههههههههههههه للحين تذكرها .. انا ادرس فنون
هيثم : سنــة كم ؟
اسماء : ثالث سنـة
هيثم بوضعية التحقيق : وكم معــدلك العام ؟
اسماء وهي رافعه نفسها درجه : بي بلس
هيثم وهو يرتشف قهوته : وايش ناويه لمستقبلك ؟!
اسماء : وش هالأســـئلة ؟
هيثم : يعني اقول دامني جالس اعطيك فرصة .. لازم اتطمن على مواصفاتك يمكن ماتناسبني
اسماء فتحت فمها : هااااااه !
هيثم : ايه يعني لما قلتي بي بلس كاني تراجعت شوي ..
اسماء بربكة : صدق ..
هيثم : لك فرصة تو ماخلصت الاسئلة .. وش ناوية لمستقبلك ؟
اسماء بربكة بجد : يووووه ارتعت .. غششني طيب وش اقول ؟
هيثم ابتسم على ربكتها : .........
اسماء وهي تطقطق اصابعها : مستقبلي مستقبلي ... " يمكن يحب البنت ماتشتغل .. او تشتغل .. او اهدافها عاديه" اففففففف صععب
هيثم طالع ساعته : اقول خلك تبحصين بسؤال واحد .. انا وراي شغل
اسماء : لحظظه
هيثم وهو بطريقة متجاهلها : شكرا على القهـــوهه
كمل طريقه وهو يكلم نفسه : هههههههههه ماكان فيه داعي قهوه .. هي لحالها كافيين ..
***
غـــادة : -
كانت جالسة على عشب الحديقة ورنيم قدامها جالسه بصعوبه .. وغادة ماسكه يدينها عشان ماتطيح وللحين تفكر : وش يعني خاتم سليمان .؟ قصة الملك سليمان مو .؟ اففف اخذناها بالتاريخ ليس ما اتذكرها !!
انفتح الـــباب ودخل بسيارته ضوقت عيونها من انارة السيارة ..نزل من سيــارته ووقف قدامها دون يجلس .. قرر يختصر قد مايقدر : شقتك جاهزه ... مشينا ..
غادة فتحت عيونها : بجـــد .؟! بهالسرعة
رجع يركب سيارته وهو يقول : اعجلي !
بوزت بفمها : رجع لطبيعته يمتي !
توجهت للملحق ولبست عبــايتها وهي تطالع ملحقها .. ماتقدر تسميها ايام سيئة كانت جميله قد ماتقدر : ......
طلعت ورنيم .. احتارت وهي تشوف جالس قدام المقود ( وين اركب .؟ ) بعد تفكير فتحت الورا وركبت جاها تعليقه الحاد : سواق ابوك انا ؟!
غادة : هاه .. لا مب قصدي بس اخاف ماتبي
تافف فراس وهو يحرك السيارة : خلك مكانك خلاص ..
طـــلع سيارته وهو يحس بصعوبه .. يمكن لانه كذب عليها ؟! كان ساكت وافكاره تدور .. وش ممكن يصير فيها بعد مايوصلها ..
غادة اللي كان تفكر وش ممكن يكون شكل البيت .. دامه منه هو اكيد بيصير غير ... قررت تقطع الصمت بسؤال : عادي اســأل سؤال .؟!
فراس : ....... اســألي
غادة : وش معنى خاتم سليمـان ؟
فراس فتح عيونه وقال بحده : جالسه تمثلي النوم انتي ووجهك ؟!
غادة : هاه وشهــو لا مب كذا ... كنت راقده
فراس : سبحان الله . .. كنتي نايمة بس سمعتي ؟!
غادة : ايه فجاه قمت شاسوي يعني انط بوجهك ؟!
فراس : لا اجلسي مثلي انك نايمة يا مصطنعه
غادة : طيب حتى لو وش معنــاه مافهمت !
فراس : ماتعرفي الملك سليمــان .؟
غادة : ناسيته ..
فراس تنهد : اجل خل اعطيك معلــومة تعبي راسك المقرقع ... " تغيرت نبرته للطبيعية وهو يقص لها احداث " حسب اساطير القرون الوسطى خاتم سليمان هو خاتم كان مملوك من طرف سليمان .. وهالخاتم عطاه قدرة قيادة الجن .. هالخاتم له تاريخ كبير حتى ان بعض الدول الإسلامية استعملته رمز لها مثل الأناضول
غادة كانت منسحره لصوته الروائي واسلوبه وهو يقص لها ويسوق .. حتى ان رنيم احتفظت بالصمت وسط حديثه : .............. اها , طيب ليش قلت خاتم سليمان وش دخل ؟
فراس هز كتوفه : كيفي اقول اللي ابي .. لا صار لسانك تعالي حاسبيني
غادة : لا بس بجد انا اذكرك بسليمان ولا علي خاتم ولا شالسالفة ؟!
فراس: خاتم سليمان يرمز للفم الصغير ..
غادة وردت خدودها : شــنو ؟!
فراس بجدية : ايه عشان كذا قلته .. " كمل باسلوب عنجهي " فمك صغير كانك سمكه مدري شلون
غادة اختفى حياها طلع يسبها : سمــــكه !!
فراس سكت لأن قصده كان غير تماما : ....................
غادة حاست بفمها : ................. هممم بعد ماتوصلني للبيت يعني ... معد اقدر اتواصل معك ؟
فراس : وانا اذا ابي اتواصل معك بشتري لك بيت .. بتركك عندي وبس
غادة سكتت كانها استوعبت غبــاء سؤالها : .........
فراس بعد صمت طويل : ....................انتي .. بما انك سألتي سؤال اجل اسمحي لي بسؤال
غادة طالعت ناحيته وهي تنتظر السؤال : ..............
فراس : ما اشتقتي لأهـــلك .؟ اللحين بعد ما عرفت من انتي .. دورو عليك كثير على فكرة
غادة بصوت حزين : مو أهــلي .؟ كيف ما اشتاق لهم
فراس بهدوء : اجل ليش ماترجعي لهم ؟
غادة : مقدر .. حياتي مو عندهم .. اختي متزوجة وجودي عندها مجرد عبء عليها , اخوي مشغول ووظيفته صعبه ... " كملت بصعوبة " زوجي سكير ومجرم ماراح يكون مناسب اربي بنتي عنده ..
انقبض قلبه وهو يستوعب انه جالس يرميها بهالدوامة : ....................
غادة : والأهــم ... انا مو بنتهم .. عمي ماعاد عمي .. اخوي واختي قاطعين علاقتهم بأمي من زمان يعني مو ملزومين فيني ..
فراس : الــدم مايصير ماء .. لو كل من كره أهله وقرر يغيرهم قدر كان الدنيا فوضى , يعتبرون اخوانك للحين
غـادة استغربت كلامه عن اهلها .. لكن ماطال استغرابها استوعبت لما وقفت سيــــارته قدام بيت نايف فتحت عيونها بوسعها ومباشرة فتحت الباب بقوتها تبي تبعد لكن كان مقفل : .....................
طالعت ناحيته بقهر وتبي تتكلم تبي تفرغ ... نطقت بقهر : ياكذاااااااااب ..
فراس دون يلتفت لها .. مسك جواله ودق على نايف : انا برا
غادة جن جنونها وهي تفتح الباب بكل قوتها : لااااا .. ماااااابي .. افتتتح البااااااااب ماببي اتركككني .. ليش تقول كلام مو قددده
فراس بصوته المهيب صرخ فيها : بـــــــــــــس !!! شايفتني ملزوم فيك ولا لك معروف علي تعاتبيني ... تاكلين اللي انتي خابره وتحمدين ربك اني ماضيعتك وتركتك بحياتك الصايعه .. حطي ببالك انك مديونه لي طول عمرك اني حصلتك وحفظتك .. ولا كان دربك اللحين درب امك
غـادة بلعت ريقها بصعـوبة وكلامه الجمها .. التفتت ناحية النافذة وهي تشوف نايف ينزل وبصعوبة بلعت ريقها بقهر:.......
لكن بعد تعليقـــه معد تقدر تسوي شي .. قالت بهدوء : افتح القفل بنزل ..
فتح القفل ومجرد مـــانزلت حرك سيارته مباشرة ... حتى دون يشوف وش صار أول ماقابلت نايف , يبغى يبعد وبس ..