" البارت الرابع عشر "
ابتسام اللي مانامت .. شافت الساعة لما وصلت 8 ماعاد تقدر تضل مكانها وقامت بهدوء وهي تمشي على اطراف اصابعها لحد ماطلعت من الغرفة .. تنفست بارتياح لما طلعت ماتدري ليش الجو مكتوم بوجوده .. فز كلش فيها لما سمعت جواله داخل الغرفة يدق .. ويتبعه صوته النعسان وهو يرد : ايه نعم .... شنو ؟! ... لا يله انا طيارتي بعد ساعتين ..... اوك , باي
طلع عقب فترة وشكله مبهذل من النوم شعره منتفش وعيونه الناعسة ناعسة اكثر تثاوب : صحيتي ؟
ابتسام وهي تلم الروب بارتباك : ايه ...
نايف : مابقى شي على طيارتنا .. تجهزي عشان نطلع
ابتسام بغت تسأل عن اشياء كثيرة .. لانها اول مرة تطلع بحياتها من جدة للرياض وفجأة بتطلع من السعودية كلها لكن هالانسان ماكان يأهل .. فراحت تلبس ابرك لها تصير مملة ولا تطيح بنقاشات معاه لبست فستان ناعم سماوي كم ياباني ضيق لنص الساق مع حزام بنص خصرها وجزمة انيقة مرتفعة ارتفاع بسيط غير متعب .. وشعرها تركته مفتوح على طبيعته .. ومكياج خفيف اثناء ماهي جالسة ترتب اغراضها بشنطتها .. دخل الغرفة وهو لابس جنز موف طويل وبلوزة بيضاء فوقها جاكيت رسمي ابيض .. وجزمة رسمية بنية سحب شنطته من الدولاب ووقف قدام التسريحة وهو يزبط شعره .. طالع من انعكاس المراية وهي تطالعه :...............
انتبهت ابتسام انه يطالعها فرجعت تشتغل بشنطتها .. اول ماخلصتها جلست على الجلسة الناعمة بغرفة النوم وهي تطالعه : احم .. ممكن سؤال ؟
نايف وهو منسجم في شعره : اللي هو ؟
ابتسام : المكان اللي حنروح له ... فين بالضبط ؟ يعني أي قارة
وقف نايف من شغله والتفت لها : ماتعرفي جزر المالديف ؟
ابتسام ارتبكت : لا .. اعرفها يعني بس ماعمري جاني فضول اعرف فين بالضبط ؟
نايف : طبعا ماحيجيك فضول .. مو مستوى فضولك المالديف
ابتسام مافهمت : ..............
نايف رجع يشتغل بشعره : المالديف هي 26 جزيرة جنوب اسيا
ابتسام فتحت عيونها : 26 !!
نايف : يسموها الجزر المرجانية .. وعلى فكرة مجموعها الحقيقي اكثر من الف جزيرة , بس بشكل عام يقولو 26 بس
ابتسام طالعته باستخفاف : تلعب علي ؟
نايف : وش مصلحتي ؟ بجد اكثر من 1000 جزيرة بس مو كلها مأهولة للسكان طبعا يمكن 200 بس المأهوله واخر مرة رحت كانو يستوطنون جزر جديدة
ابتسام ابتسمت : مرة متحمسة اشوفها
نايف سحب شنطته : يله نمشي ؟
ابتسام راحت تلبس عبايتها .. وطلعت معاه وهي بداخلها فعلا متحمسة .. تجربه جديدة بحياتها وكان المشوار طـويل عشان يطلعون جوازها , وبعد تعب الجوازات والتصوير وكلش ركب السيارة ورمى عليها جوازها : راح نهارنا كله عند هالجواز !
ابتسام فتحته تطالعه وهي نص الكلام فيه مو فاهمته .. قالت بربكة : همم .. نقدر نمر أهلي ؟ قبل نمشي ؟
نايف طالع الساعة : يمدي بس على السريع
فتحت جوالها ودقت على غادة : الو
غادة : هلا ..
ابتسام : تجهزي انا بالطريق بمر اشوفك قبل اسافر
غادة : توصلي بالسلامة .. ولا تتعبي حالك انا بالطريق لجدة
ابتسام : شنو ؟!
غادة : ايه وش نجلس اكثر له ؟ وهيثم لاتتعبي حالك كمان .. راح يضل عندك بالرياض على طول
ابتسام : وليش ؟ وشغله ؟!
غادة : ما أدري .. اساليه , يله ابتسام انا بسكر مشغولة شوي .. كلميني وقت توصلي
سكرت غادة .. ابتسام قبضها قلبها تحس غادة فيها شي لها كم يوم ماهي على بعضها .. قالت بهدوء : لا تمرهم ..
نايف : مرهم لاتمرهم .. لعبه هي ؟
ابتسام ماردت عليه وهي تفكر وش ممكن يكون فيها ..؟ .... ان شاء الله خير ..
***
عصر تقريبـا /
ميهاف كانت بالصالة مع امها : شخبار نايف يمه ؟ كلمتيه ؟
ام نايف : ايه .. ومارد علي ارسل رسالة انه بيصعد الطيارة اللحين وطول فترة السفر مايبي يتواصل مع احد
ميهاف : ههههههههههههههه كأنه كرشك بطريقة غير مباشرة ؟
ام نايف : لا وش كرشني اكيد يبي خصوصية مع عروسته .. والله انا عارفه ان ابتسام بتجيب راسه اختياري هذي
ميهاف : على فكرة ماما .. انا لقيت لي وظيفة
ام نايف : وش وظيفته ؟ وش حاجتك فيها ؟!
ميهاف : مافيه .. مجرد تسلية مليت من الفراغ
ام نايف : براحتك .. وش الوظيفة عاد ؟
ميهاف : مو حاجة كبيرة .. بملاهي قسم النساء , احس حاجة توسع الصدر بجد
دق جوال ميهاف طالعت " عيوني " .. ابتسمت وخذت جوالها وقامت ... ام نايف : مين ؟
ميهاف : هذي نوال ماما
صعدت لفوق وردت : هالو
بدر : اخيرا .. اخيرا تزوج نايف وافتكينا منه .. اشغلني عنك واشغلك عني
ميهاف : ههههههههه تو نبي نكلمه ارسل رساله انه مايبي يتواصل مع احد
بدر : بجد ؟ انا تو مكلمه قبل اكلمك .. وعادي يرد ويسولف
ميهاف شهقت : حرام عليه ! يعني مايبي يكلم امي ؟ الحقير
بدر : ههههههههههه مبسوط حده .. تقولين حظ الدنيا كله بيده
ميهاف : اكيد .. مو تو عريس
بدر : لا مو عشان كذا انتي بعد .. تو راجع له جوازه وبيسافر وانتي تعرفينه عشقه السفر
ميهاف دخلت غرفتها : ايوه ماعلينا منه .. بس حط ببالك لما نتزوج ماراح تنبسط عشان بتسافر بتنبسط عشانك بتسافر معاي .. مفهوم ؟
بدر بحالمية : وهو بيدي ؟
ميهاف : هههههههه فديتك والله .. شنو تسوي اللحين ؟
بدر : موصل أمي للسوق .. وجالس اتمشى لحد ماتخلص
ميهاف : غريبة انت موصلها .؟
بدر : مو غريبة ولا شي .. طفشان وماعندي شي وهي تبي شغل فوصلتها
ميهاف : اهاا .. طيب حبيبي انا بسكر اللحين اكلمك بعدين ؟
بدر : وليش تسكري ؟ ايش عندك ؟!!
ميهاف : بروح للملاهي
بدر : ههههههههههههه وش هالشطحة ؟
ميهاف : هههههههه مو شطحة ولا راح العب .. اشتغل هناك
بدر تغير صوته : من متى ؟
ميهاف : تو قررت هالاسبوع وبباشر اليوم
بدر : وليش انا آخر من يدري بهالقرار العظيم .؟؟
ميهاف : ماصارت مناسبة أقولك
بدر : تسوقيها ميهاف ؟! شنو ماصارت مناسبة ؟! وليش هالشغغل من الاساس ؟
ميهاف : اتسلى .. ولا هالملل اللي انا فيه كل يوم
بدر : ......................
ميهاف : الو ؟
بدر بحدة : روحي لوظيفتك لا أشغلك .. بس مرة ثانية ياليت تحطيني بالصورة
ميهاف :هذا أنت صرت بالصورة
سمعت ميهاف صوت ام فراس جمبه .. وسكر السماعة مباشرة طالعت بشاشة الجوال وهي عاقدة حواجبها
***
اسماء جالسة على الكنبة بشكل عكسي راسها على الارض ورجلها على ظهر الكنبة والملزمة بيدها وتدرس دراسة البركة لأن عقلها مب هنا .. عقلها بالعيون الرمادية الطافية والعيون الزرقاء الوسيعة : اكرها قسم بالله قبيحة ! اففف حتى هو سخيف .. توقعته محترم لما حط علاقته رسمية معاي .. شوي فالها مع هالبقرة !!
دخلت ام فراس وبدر البيت .. ام فراس : ما شاء الله .. تصدقتي على عمرك شوي ودرستي ؟
اسماء تصبر نفسها : ماعليه الويكند قرب خلاص ..
بدر صعد مباشرة .. ام فراس : اجلسي زي العالم وادرسي ..
اسماء عدلت جلستها : يمه !
ام فراس : هلا
اسماء : تتوقعين متى يرجع نايف وزوجته ؟!
ام فراس : وانا شعرفني .. ناس من ناس غير ..فيه ناس يتأخرون بشهر العسل ناس يعجلون , وش مشحنك انتي ؟
اسماء : ابي ابتسام ! حبيتها والله .. اول ماترجع بسوي لها حفلة استقبال ببيتنا
ام فراس : قومي شدي على حيلك وادرسي .. عشان لارجعت تخلصين هالصيفي اللي مو راضي يخلص !
اسماء : هذاي جالسة اخلصه يمه .. بعد الناس مقامات العقول مب سوا
ام فراس تنهدت بضيق : ادرسي وبس ..
اسماء : ماما فيك حاجة ؟ كانك ضايقة ..
ام فراس : وضع اخوك ماعاد يعجبني .. بنتم السنة وهو خلاص ماعاد استقر
اسماء : هذا شغله يمه
ام فراس : واذا ؟ والله اشتقت لعيشته هنا .. صرت ماعاد اعرفه وش فيها لو يشتغل وهو جمبي
اسماء : روقي يمه فترة وتعدي .. مستحيل يضل طول عمره كذا
ام فراس : حتى ماعاد له مجتمع ربع يفلها معهم ولا شي .. منغلق على هالشغل
اسماء : يمه فراس حتى لو بالرياض صداقاته قليلة .. مو من النوع اللي يصادق مليون واحد زي بدر
ام فراس : ولو هو متزوج كان .. جتني حره وانا اشوف ام نايف وفرحتها بنايف .. انا مايحق لي افرح به يعني
اسماء : هذا بدر عندك خاطب .. وقريب بيتزوج وخلاص فراس ترا شايب ماعاد ينشال همه , مو بزر للحين
ام فراس : انا رايحة لغرفتي انام لي ساعتين .. وانتي ذاكري ! ذاكري مو القاك حاضنه الكتاب ونايمة
اسماء : طيب حسبي الله بس على من اخترع الاختبارات ! وانا وش ينشبني بالصيفي بعد صدق غبية !
***
استغربت ابتسام بعد ماخلصو الجواز وقفوا قدام بيت فخم .. بتصميم رائع رايق بدرجات الابيض العاجي .. فتح الباب : انتظري شوي وراجع ..
طالعت ابتسام بفضول وهو يرن الجرس وبعد فترة طلع شاب شافته اكثر من مرة مع نايف , وسامته عربية بحته .. طولوا بالسوالف حتى انها ملت وهي تشوفهم , عقبها طلع ولد مراهق شكله عكس الرجال لمحته ناعمة وشعره يميل للاشقر , وابيض ونحيف كان شكله يفتح النفس ومعه كاميرا سلمها لنايف .. عقبها سلم نايف عليهم وركب السيارة .. ابتسام بفضول : مين بيته ؟
نايف وهو يحرك السيارة : بيت أم فراس , اكيد تعرفينها
ابتسام : اهااا .. يعني اخوان اسماء
نايف : يب .. يب
ابتسام طالعت بالبيت وهم يبتعدون .. اعجبها شكله تمنت تصوره , تنهدت داخلها بملل لما وقفوا عند مبنى ثاني بيت متوسط الحجم لكن تصميم امريكي ريفي فتح الباب وهو يقول : راجع !
لكن كان واضح انه بيطول من طفى السيارة .. تنهدت وهي تطالع المكان وهو واقف عند الباب .. انفتح نص الباب دون يطلع أحد ودخل هو لداخل وتسكر الباب .. تاففت ابتسام !! وش يحس به هو وهالمشاوير ؟!! .... طول طول لدرجة فكرت تضرب البوري لكن تراجعت ... فكرت تدق عليه لكن استوعبت ان ماعندها رقمه للحين ... ؟!! طالعت المكان هل بيكون طبيعي تنزل وتدخل .. لا لا ابتسام انهبلتي خلك مكانك .. !
داخل البيت /
فتحت الخدامة له الباب .. طالعها نايف : وين مدام ؟
الخدامة : مدام جوا .. تفضل
فصخ نايف نظارته الشمسية ودخل كانت جالسة رجل على رجل قدام التلفزيون وببجامة حريرية سيور وبرمودا حمراء .. وشعرها مصبوغ اشقر قصير مايغطي حتى رقبتها : هلا بالمعرس
نايف وهو واقف : هلا فيك .. فين يزيد ؟
نهى وقفت وجسمها كان مليان من ناحية الصدر مع ذلك لبسها كان فاصخ : يزيد بالحديقة ماشفته قبل تدخل ؟
نايف : اجل انا طالع اشوفه وبالمرة بطلع
نهى بدلع : وليش مستعجل ؟ اجلس تغدا معنا
نايف وهو طالع : وراي طيارة فرصة ثانية
نهى : وليش ماجبت زوجتك معك ؟ نتعرف عليها
نايف : مو ضروري تتعرفين عليها
نهى رفعت حواجبها : اهاا
نايف طلع لبرا لعند يزيد : يزيد بابا !
يزيد وقف وركض وضمه : بااااااااابااااا !
نايف : هههههههههههههه هلا بالبطل ... كيفك حبيبي ؟
يزيد بحماس : انا امس شفتك مع البنت
نايف : ايه وانا شفتك كمان .. شرايك بعمه ؟
يزيد عقد حواجبه : عمه ؟
نايف : ايه البنت اللي جمبي امس تصير عمه
نهى من ورا : رجاء نايف لاتعلمه على هالسوالف .. مابيه يقولها عمه !
نايف : خلاص حبيبي اسمع كلام ماما .. لاتقول عمه قول ماما
نهى بعصبية : نااااااااااااايف !!
نايف : هههههههههههههههههههههه شفيك نهى كأن مزاجك حاد اليوم ؟
نهى : مدري عنك .. عمه وماما !
نايف : خلاص يامعوده اللي يريحك .. قولي له وش يناديها
نهى : مو اسمها ابتسام ؟! خلاص يناديها باسمها
يزيد : ماما ابتسام حلوة مره .. لابسه ابيض حلو
نهى : طبيعي .. كل الحريم بالأبيض حلوات
نايف : صح يزيد .. ماشفت امك وهي لابسة الابيض حلوة جدا
نهى وهي ترمش : بجد ؟ من احلى بالابيض انا ولا هي
نايف : لا انتي ولا هي أنا !
نهى حطت يدها على خصرها : احححلفف ؟!!
نايف : احلفي انتي .. وش شغلة المقارنات هذي من احلى انا ولا هي !
نهى : ايه سؤال عادي
نايف طالع بساعته .. ثم باس يزيد بخده : يله انا تأخرت لازم اطلع .. يزيد حبيبي خلك مؤدب واسمع كلام ماما
يزيد : طيب
نايف : يله نهى انا رايح ..
نهى : كلمني اذا وصلت
نايف : لا ماراح اتواصل مع احد بهالسفرة .. فلا تعوري راسك وراسي
وطلع وسكر الباب .. وركب سيارته .. ابتسام ( الله لاكان جاب الغلا ؟ ) : ايش هالبيت ؟
نايف : بيت صاحبي .. يله مابقى شي على طيارتنا
وصلو لحد المطار وابتسام تحمد ربها ماوقفوا عند بيت ثاني بعد ويجلسون سنة !! اخيرا وصلوا للمطار وركبو مباشرة لانهم وصلو على الموعد المحدد للطائرة
ابتسام اول مرة تركب الطيارة بحياتها .. جلست وهي متوترة وتحس نفسها ضايق , " الرجاء من جميع الركاب الاستعداد للاقلاع " ...كانت ابتسام بجهة النافذة ونايف جمبها , المضيفة مرت من عندهم : تأكدو من حزام الأمان
نايف التفت لها تنهد .. ثم قرب منها وشبك حزامها , نايف طالع المضيفة : لاتيه مغربي لو سمحتي
أول ماتحركت الطيارة ابتسام تمسكت بيدين الكرسي بقوة وغمضت عيونها .. نايف طالعها : ههههههههه شفيك ؟
ابتسام وهي مازالت مغمضة : طرنا ؟!!
نايف : هههههههههههه لسى بالارض .. طالعي الدريشة وتعرفي لاطرنا
ابتسام : لا لا لا ماراح افتح لحد مانطير
نايف : لايكون تكرهين الطيارات ؟
ابتسام : ما أدري .. ماجربت قبل كذا
نايف : تفوتين لحظات مهمة اللحين ترا
فتح ابتسام عين وحدة ببطء وهي تشوف لسى بالمطار والطيارة للحين تمشي .. وترتفع ببطئ فتحت عيونها الثنتين بطبيعية ماكان الوضع مخيف وهي اللي مسوية سالفة ... التفتت لنايف : متى نوصل ؟
نايف : يمكن ثلاث ساعات
ابتسام : اهاا ..
نايف تسند وغمض عيونه وشبك السماعات بأذنه وصوت الموسيقى عالي حتى ان ابتسام تسمعه من مكانها .. ابتسام كانت تستكشف كلش الطيارة كيف شكلها والسماء والأرض البعيدة من تحت , وكلش فيها طاير من الوناسة
***
جـدة – بيت أبو احمد /
أول ماوصلوا .. دخلت غادة غرفتهم وهي تحس الفترة اللي ابعدت عنها كانت وهم كأنها ماصارت كانها امس كانت هنا ونامت وصحت .. وياليته كان صدق ولا راحت الرياض وصار اللي صـار , فصخت عبايتها وجلست وهي تطالع ببطنها وتمسح عليه وكأنها تستمد قوتها منه ... دخل أحمد وطالعها وهي جالسة وشعرها منسدل ومغطي وجهها : غادة
رفعت راسها : هلا
أحمد بارتباك : انتي زعلانة مني ؟ عشان اللي صار بالرياض ؟
غادة نزلت راسها بهدوء : وليش ازعل منك ؟ مو انت اللي تركتني وانا لسى بالمهد ولا انت اللي خبيت عني هالحقيقة وخليتني بعين الكل غبية
احمد جلس على ركبته قدامها وحضن يدها : يعني راضيه خلاص ؟ والموضوع لاتفكري فيه كثير .. هي الخسرانة
غادة : تلعب على مين ؟ انا الخسرانة مو هي .. ايش خسرت هي ؟ حياة فقر مع زوج مريض وبنات معقدات ؟ انا اللي خسرت حضنها واهتمامها .. حتى لمحات بسيطة عنها خسرتها .. هي ماخسرت شي
احمد تعجب من تفكيرها ونظرتها لنفسها .. كانت واثقة ومعتزة بنفسها رغم كلش لكن ماعادت نفسها اللي تزوجها تغيرت كثير صارت واقعية : ..............
غادة وقفت .... احمد : فين ؟
غادة : ببدل وبنزل اساعد أهلك بالشغل ..
احمد ( وكمان بتساعد دون مشاكل .. لو عارف من زمان رميت هالحقيقة بوجهها ) : ............
قبل تنزل رن جوالها " هيثم " ... حطته على الصامت ونزلت تشتغل ورغم الكلام اللي يرمونه ماكانت ترد واذا ردت تعتذر حتى لو ماغلطت وتكمل شغلها
***
سارا كانت بالشقة لبست عبايتها وخذت شنطتها عشان تطلع .. اول مانزلت انتبهت له متسند على سيارته , قوت نفسها ومشت لناحيته : ايش تسوي هنا ؟
لؤي وقف : عندي لك عرض !
سارا : ............ ما أبي عروضك , ابيك تبعد عن طريقي وبس
لؤي : مستحيل ابعد عن طريقك .. خصوصا وانا اعرف انك تجبرين نفسك تبعدين عني
سارا : ما أجبرت نفسي على شي ..! انت كنت زميل عمل واللحين ماصار فيه عمل يجمعنا
لؤي : عشان كذا انا جاي .. عندي عرض شغل لك
سارا : أي شغل له علاقة بالشمري ما أبيه
لؤي : وماله علاقة بالشمري ... مبنى قديم بالكويت انا ناوي ارممه , بس محتاج مشروع فيه , ومقدر افكر بشخص انسب منك
سارا : يعني باسمك !
لؤي طلع من جيبه اوراق وحطها بيدها .. سارا عقدت حواجبها وفتحت الأوراق كانت باسمها طالعته : شنو هذا ؟!
لؤي : باسمك , يعني مالي أي حق فيها وتقدري تسوي فيها اللي تبغي حتى لو ماتبيني جمبك .. بس كنوع تقدير لهالمعروف اتركيني اقل شي اقابلك
سارا : لا لؤي مقدر اقبلها
لؤي : راح تقبليها .. اعتبريها اعتذار مني على تدمير مستقبلك المهني
سارا كانت تحب الشغل بجد تكره تكون عاطله .. وهالعرض اكثر من رائع بالنسبة لها : شكرا
لؤي : سارا .. انا راجع اشتغل بشركتنا , بس ماراح يرتاح ضميري ارجع وانتي كذا فخذي هالمبنى واشتغلي واعرف انك راح تنجحين
سارا : ...........
لؤي : سارا .. أنا احبك
سارا اول مرة تسمعها صريحة منه ... لؤي كمل : انتي تعرفين هالشي وانا اقولها لك بجد انا احبك , مابي منك رد ابدا بس ابي ارتاح , مابيها تضل عالقة بخاطري
سارا ويدها اللي ماسكه الورقة ترتجف .. قالت تبدل الموضوع : راح اشتغل فيها .. وشكرا مرة ثانية
لؤي ابتسم على تجاهلها التام لكلامه : اوك .. وقت تفتحينه رسمي تقدري تعزميني للافتتاح
عدل وقفته وراح يركب سيارته : تقدري تروحي مشوارك .. ودي اعرض عليك توصيلة لكن عارف الجواب
تحرك بسيارته وسارا تشوفه يبتعد وكلش فيها متحطم ... لو بس انولد بعائلة ثانية ..
***
اثناء ما ابتسام غاطة بنومة فتحت عيونها على اعلان وقت الهبوط .. التفتت لنايف كان نايم طالعت من النافذة بحماس بس مافيه شي مهم ! مجرد المطار هزت نايف بنعومة : نايف .. نايف ..
فتح نايف عينه .. : وصلنا ؟
ابتسام : ايوه
قاموا ونزلوا من الطيارة .. ابتسام : اللحين وصلنا لمالديف ؟
نايف : لا اللحين بكولمبو عاصمة سيرلنكا .. وبنركب اللحين طيارة مالي
ابتسام : مالي ؟
نايف : عاصمة المالديف
ابتسام بحماس : وبنطول كمان بالرحلة ؟
نايف : تقريبا
الاعلان على طيارة مالي .. حست ابتسام بارهاق طيارتين ورا بعض تعب بجد اما نايف كان متعود احيان يركب خمس ماعنده مشكلة .. عقد حواجبه : اكره الخطوط السيرلانكية
ابتسام : ليش ؟!
نايف : لأنها فاشلة ..
ابتسام عقدت حواجبها ومشت وراه .. لحد ماركبوا الطيارة اول مانطلقت بالجو صارو فوق طبيعة خلابة .. ابتسام فتحت عيونها وهي تشوف الخضار بكل مكان الاخضر بدرجاته الفاتح والغامق وجنة الله في ارضه قالت دون شعور : واو
التفت لها نايف وهو يشوف المنظر : هذي سيرلانكا
ابتسام وهي فاتحة عيونها وشاردة بالمكان : سبحان الله
نايف رجع يطالع بجواله متعود على كذا اما ابتسام كانت تراقب بذهول وطول الرحلة وهي ماملت المنظر البحار والخضار . كانت جنة بجد تمنت لو غادة معها تشوف بس ..
***
بدر كان جالس بغرفته .. راجع من النادي الساعة 5 ونص , مسك جواله ودق على ميهاف لكن مافيه رد , حاول مرة ثانية ردت على اخر رنة : هلا
بدر : فينك ادق ماتردي ؟
ميهاف : سوري بيبي بس مشغولة .. اكلمك بعدين
بدر : انتي وين ؟
ميهاف : بدوامي
بدر : للحين ؟!
ميهاف : ايه هذي وظيفة مو زيارة واطلع .... يله اكلمك بعدين
سكرتها حتى دون تسمع رده , طالع بالجوال ثم رماه على الطاولة بقرف : الملاهي اللحين صارت شغلة مهمه تاخذ وقت ؟!
تافف بملل ومسك جواله ورد على اقرب عزيمة جته وطلع , واحد يتزوج ويسافر ووحده تشتغل ومعد تفضى !
***
مساء .. الساعة 10 ونص /
غادة كانت جالسة معاهم بالصالة .. بس عقلها مو معهم وشاردة .. دخل أحمد ..
ام احمد : هلا والله
احمد طالع بغادة حتى مارفعت راسها .. جلس جمب امه : هلا فيك .. كيفكم ؟
شوق : حمد الله .. اليوم جت خالتي وبصراحة كان فلة مره , كان نفسها تسلم عليك
احمد : يسلمها ... ابوي فين ؟
هند : من زمان جا ونام
سحر قامت تمشي وبطريقها دون قصد طاحت بيالة الشاهي الحارة على رجل غادة , الكل طالعها لكن ماكانت معاهم
احمد صرخ : غاااادة !
رفعت غادة راسها بتبلد : ايوه
كلهم طالعوها .. معقولة مو حارة ... هند : رجلك ؟
غادة طالعت برجلها ثم شهقت واحساس الالم تو يوصل عقلها .. قام احمد من مكانه واخذ مناديل ومسح رجلها : تعورك ؟
غادة وقفت رغم انها تحرقها : مافيه شي ..
احمد مسك يدها لحد ماجلست : ماتعورك يعني ؟!
ام احمد : قالت مافيه شي خلاص لاتشحن روحك !
غادة خذت صينية الشاهي واخذها للمطبخ وغسلت المواعين ونظفت المطبخ .. واحمد كان بالصالة وشارد فيها في المطبخ .. والسؤال الوحيد براسه " بتكون بخير كذا ؟ "
بعد ماخلص سوالفه مع اهله دخل المطبخ يشوفها ماكانت موجوده .. معقولة صعدت ماحس فيها , صعد كانت نايمة بالفعل تنهد وسكر الأنوار ونام وهو يتأملها وسكونها وتنفسها المنظم بين شهقات مو بيدها , ودمعه على خدها
***
اخيرا وقعت الطيارة الثانية .. نايف كان صاحي هالمرة ويقرا مجلة سياحة بحضنه وابتسام طول الطريق تتأمل المناظر الخلابة من فوق نزلو من الطيارة واستلمو شناطهم ... ابتسام كان تطالعه تنتظر منه تعليق عن ايش بيسووا او أي حاجة , استغربت لما وقفوا بنص المطار وواضح من عيونه يدور حاجة .. : ايش تدور ؟
نايف وهو مستمر تحديق : دوري لوحة مكتوب عليها جميرا فيتافيلي
ابتسام : جميرا فيتالي ؟
نايف بتشديد على الحروف : جميرا فيتافيلي !
ابتسام : ايش هالاسم ؟
نايف : جزيرتنا اللي بنروح لها
ابتسام : ماحنضل بالعاصمة ؟
نايف : نو .... هذا هم تعالي
وصل لعند الموظف : hi I am naif
الموظف : hello sir , we've been waiting for you
نايف : so will we go ?
الموظيف : there's another family coming we must wait
نايف : understand .. so we will be there when they arrive call for us
الموظف : get it
ابتسام وهي تدحرج راسها وسط حكيهم : مين هالرجال ؟
نايف : مسؤول الجزيرة .. راح يوصلنا لهناك
ابتسام : ايوه يله ماحنروح ؟
نايف : لا فيه عائلة ثانية بتجي .. بننتظر شوي
تسند نايف على الكرسي ورفع رجلينه على الطاولة .. ورفع نظارته الشمسية وهو مسترخي وبيده الكاميرا ييضبط خصائصها لان قدامه جلسة تصوير .. اثناء انغماسه .. ابتسام كانت تطالع بالمكان بفضول وتطالع نايف اللي كان منشغل تماما واضح من تعابيره المنسجمة في الشي اللي يسويه ...بعد فترة جت العائلة ..كانت عائلة يابانية او كورية .. وقف نايف وهو معلق الكاميرا على رقبته .. ابتسام عقدت حواجبها بضيق وفتحت فمها وهي تشوف مراهقات العائلة يفصخن شيرتاتهن .. حتى جلسن بشورت واندر وير للبحر .. ! طالعت بنايف كان يطالع فيهن .. انقهرت من هالداشرات .. لكن راحن من بالها وهي تشوف اول ماطلعوا من المطار كان القارب ينتظرهم : حنركب القارب ؟
نايف : راح يوصلونا لجزيرتنا بالقارب
ابتسام بحماس : بجد ؟!!
قفز نايف لحد ماصار على القارب والعائلة ركبت .. ابتسام كانت المسافة واسعة نوعا ما بين القارب والارض .. انتبهت لدليلهم السياحي يمد يده لها عشان يساعدها فتحت عيونها وهي تشوف نايف مو يمهم ! قالت بصوت خافت : نايف
الدليل : what's wrong ? hold my hand
التفت لهم نايف وقالها بضيق : ايش فيك بسرعة اركبي !
ابتسام بهمس غاضب : شنو هذا يبيني امسك يده ...؟ تعال انت
نايف طالع الوضع وزفر بضيق وهو يقرب ويمد يده لها : ماراح ياكلك ترا .. بس بيساعدك !
ابتسام : واذا يساعدني ؟ باي حق يمسك يدي ؟
مسكت يده وسحبها لحد ماركبت القارب .. تنفست الصعداء وهي تشوف كيف كلش يفتح النفس منظر البحر غير عن بحر جدة منعش اكثر .. كانه مكان بأحلامها اما نايف كان مشغول تصوير , وحده من بنات العائلة الثانية معاهم : hi hansom can we have a photo ?
ابتسام مافهمت كلامهن .. لكن انصدمت وهي تشوف نايف جالس يصورهن , شاحت بنظرها بضيق وقالت بهمس : قلة ادب فعلا !
اما نايف فعقب التصوير انسجم سوالف معهن ويضحك ويسولف .. وهي مالتفتت حتى مجرد تسمع طلاسم مافهمت فيها شي !! عكر عليها جوها ومنظر البحر الخلاب ... اول ماوصلوا للجزيرة كانت بأخلب صورها وكان قدامهم استقبال بالطريقة المالديفية ...مجموعة رجال ونساء كبيرين بالعمر ويطبلون ويغنون ابتسمت ابتسام وهي تشوفهم حركة تفتح النفس بجد .. تمنت احد جمبها تشاركه هالوناسة لأن نايف مرة مو معها منسجم تصوير وسوالف معاهن ! حست انها تزوجت انسان ثاني تماما عن أي رجال عرفته بحياتها .. عكس هيثم تماما بكل شي , وهيثم كان يمثل الرجولة بالنسبة لها .. مستحيل كان يرضى لها رجال يمسك يدها او انه يتكلم مع بنات بهالطريقة اما هذا بنظرها الرجولة تتبرى منه !
نايف كان مستمتع برحلته ومو ناوي يعكرها عشان تزوج اصلن هو ماصدق ترجع حساباته وجوازه ... لكن مجرد نزلوا الجزيرة انفصلوا عن العائلة , وهنا التفتت لها نايف وهو يطالعها من فوق لتحت : بتجلسي بعبايتك ؟
ابتسام انصدمت وش قصده يعني ! : ايه .. فيها شك يعني ؟
نايف عقد حواجبه : نامي على الجنب اللي يريحك .. بس حبيت اقولك اني ما أمانع تفكين عبايتك
ابتسام احتقرته : اها .. لانك رجال ما شاء الله عليك
نايف دون اهتمام : ادري
قدام استقبال الطبول جلسة بسيطة بشراب منعش .. جلس نايف بروقان يشرب طالعها وهي واقفه : بتضلين واقفة كذا؟
ابتسام : مالي خلق اجلس ..
نايف طالعها من فوق لتحت : اجل خلك واقفه .. ( والتفتت لموظف الاستقبال يسولف معاه )
حست ابتسام انه يطول بالسوالف عشان يقهرها ... لكن هي اعند وماجلست ظلت واقفة تطالع المكان , بعد ماخلص مشروبه وروق وقف .. ابتسام كان تبغى مكان ترتاح فيه من امس لليوم تعب ! خصوصا ان الوقت كان ليل الساعة تقريبا 10 .... مشوا بطريقهم مع موظف الاستقبال وطول الطريق كان مروق يسأل ويشوف ويدخل أي مكان يعجبه في الطريق ومطنشها كان عايش جوه بجد .. وصلوا لكوخ بنص البحر اعجبها شكله كان روقان بجد .. وانسحب منهم موظف الاستقبال لما دخلـوا , كان كلش جميل بالمكان !
واغراضهم كان موجودة واصلة قبلهم .. اعجبت ابتسام بالخدمة رايقة بجد فصخت عبايتها وهي نادمة انها لابسه كعب وضيق يقالها كشخة بينما ماكان لبس مريح بالسفر , فتحت عيونها وهي تشوف بنص الجلسة مجهزين لهم مشروب " خمر " شهقت .. التفت لها نايف : شنو ؟!
ابتسام اشرت له بخوف : ايش هذا ؟!
طالع نايف العلبة وقال ببرود : ايش شايفة انتي ؟
ابتسام فتحت عيونها : خممر !!
نايف : خمر حلال لاتخافي
ابتسام حطت يدها بخصرها : لا ياشيخ ! وش حلال .. الخمر كله حرام
نايف : ايش يعرفني انا هما يقولوا حلال .. بذمتهم مو ذمتك
ابتسام فتحت عيونها : يعني حتشرب ؟
نايف هز كتوفه : اذا عطشت
ابتسام : لا ! فيه موية اشربها لا عطشت
نايف : هههههههههههه لا ؟!
ابتسام انحرجت .. تحمست بالحكي من جد : قصدي يعني . مو مضمون لاتشربه
نايف : ماعندك خبره انتي .. هذا خمر بنكهة التمر وبصراحة طعمه لذيذ
ابتسام بصدمه : يعني جربته ؟
نايف : اجل كيف بقولك لذيذ
ابتسام كل شوي تحتقره زياده .. وش هالمخلوق !! طلعت من الجلسة وراحت لشنطتها احتارت ايش تلبس بالضبط .. الوضع مربك لكن استقرت على قميص ناعم ستايل طويل خوخي كم نص وشعرها الأسود جففته وتركته مسدول على وجهها , طلعت من الغرفة ماحصلته .. لكن طالعت بالجلسة والخمر مشت لناحيتها واخذت العلبة وفتحتها وفرغتها كلها بالمغسله حتى صارت فاضية ورجعت العلبة مكانها ( اذا هو ناوي يخربها لايخربها وانا على ذمته ! )
ثم جلست بالجلسة الرايقة وهي تحس بإرهاق فضيع ..السفر فعلا متعب وكلش هنا غير السعودية حتى الهوا غير .. استنشقت الهوا اللي يهب على الجلسة من النافذة الكبيرة المفتوحة ...
نايف طلع وهو ماخذ شاور ولابس روب .. وقف عند المغسلة يغسل وجهه كشر وهو يحس بريحة عفنه من جد .. طلع مكشر : ايش هالريحة بالمغسـ .....
سكت وهو يشوفها سادحه راسها على الطاولة ونايمة والهوا يحرك شعرها بخفه , شكلها كان متناسق مع الجو ونسيم الليل سكر الشباك عشان مايتعبها الهواء .. وجلس بكرسي مقابل لها تنهد بضيق ( ماتناسبني .. مستحيل تناسبني مجرد اليوم بالرحلة معي اكتشفت قد ايش حنا غيـر ) وقف بيرجع للغرفة وسحب معه قنينة الخمر انتبه لها خفيفه فتحها كان فاضيه طالع المغسلة وابتسم وهو يفهم السالفة اللحين ! ( ههههههههههههه كبتها ! , لو تدري بكم بس ) رجع لغرفته وبدل ملابسه وطلع .. بالنسبة له هذا مو وقت نوم هذي بداية الفله ! وفيه صداقات قديمة له بالمالديف لازم يزورها
***
صحى بدر من النوم ظهر .. وهو معبس من اشعة الشمس اللي مصوبه على وجهه جلس بضيق : كلش بهالرياض قرف ! حتى الشمس على راسي !
سحب جواله وفتحه ومزاجه قفل زيادة .. ولا حتى رسالة !! هذا وهي تعرف انه متضايق ؟!!
صحى من سريره كان لابس بنطال بجامة بس .. سحب بلوزته ولبسها وهو نازل لتحت .. قابلته ام فراس : ياصح النوم ! بغيناك تفطر معانا صبح بس ميت
بدر دون نفس : صباح الخير
كانت اسماء تتجول بالصالة والسماعة باذنها : ايوه .... هههههههههههههههههه تخيلي بس ! ( طالعت ببدر ) يمه وشفيك مكشر !
بدر جلس والريموت بيده : خليك بحالك
اسماء : لا مستحيل اليوم ... ليش ماتجي انتي ؟ ..... اها اوك تمام ..... نسيت اقولك تخيلي اخر مره صديقتي تسأل عنك تقول من هذي امي تبغاها ..؟ قلت هذي ميهاف زوجتنا المستقبلية
بدر طالع باسماء وضيق عيونه : من تكلمي ؟
اسماء : ميهاف !
بدر : اها عندها وقت تكلمك ؟!
اسماء : طبعا .. وش وراها غيري
بدر تجاهلها وهو يبدل بالقنوات واعصابه ضاربه ... اسماء رجعت تكلم ميهاف !
ميهاف : من تكلمي ؟
اسماء وهي تصعد لفوق : بدر .. مدري شعنده مصبح علينا .. ماعليك منه المهم شخبار نايف وزوجته ؟
ميهاف : ايش عرفني ؟ ندق عليه من امس مايرد .. وهو اساسا قبل يروح قايل ماراح ارد عليكم
اسماء : طيب دقوا على ابتسام بترد !
ميهاف : يمكن يبغوا ينبسطوا بلاش نزعجهم
اسماء تنهدت : معك حق .. هذي المالديف عاد ياحظهم
ميهاف : يله اسوم لازم اسكر اكلمك بعدين
اسماء : اوكيشا !
رجعت اسماء تنزل كان بدر على حاله .. جلست برواقه : وش هالفيلم ؟
بدر كان يطالع بتحديق : ايش عرفني !
اسماء : طيب رد زي العالم ليش معصب ؟
بدر ارمقها بنظره ورجع يطالع ... رن جواله بمسج " ليش حبيبي معصب ؟ "
كتب " ابد مافيني شي .. بس حبيبتي مطنشتني من امس وعلى بالي مشغولة طلعت تسولف مع الكل ماعداي وعادي مافيني شي "
ميهاف طالعت مسجه بذهول معقوله معصب من كذا .. دقت مباشرة قبل اخر دقة رد عليها : فضيتي تدقي اللحين ؟
ميهاف : ايش صاير بدر ؟ بس ما أكون انا سبب مزاجك هذا ؟
بدر : ايش رايك انتي ؟
ميهاف : شنو ايش رايي .. رايي ان الموضوع مو مستاهل كل هذا
بدر : اها ... يصير خير مايستاهل !
ميهاف : مافهمت !
بدر : مايستاهل هذي مو عندي .. انا بدر اذا انتي ناسية واقدر اجيب مليون وحدة غيرك تعطيني وقتها , فاذا كنت مختارك معناها انا فوق الكل وقبل الكل ... مو تنشغلي بوظيفة منتي محتاجتها وماتسوى ولا هي مقام خطيبتي اصلن !
ميهاف : باللهي ؟ أيش هالعجرفة !!
بدر : عجرفة ؟!!! هذي مبادئي اللي تقولي عنها عجرفة يا هانم
ميهاف : بجد ع بالي فيه سالفه .. طلع كل هذا عشان بس انشغلت ؟!
بدر : لا ياروحي انتي ما انشغلتي انتي تكلمي الكل عادي وتعطيهم وقتك .. اذا عندك مشكلة معاي تكلمي اسمعك !
ميهاف : ماراح اقول شي .. بس لما قلت ان هالوظيفة مو مقام خطيبتك ! انا اقولك هالاخلاق مو مقام خطيبي .. واذا عندك مشكلة مع هالمقام تقدر تعطيه احد ثاني !
وسكرتها وهي منقهرة منه ... بجد تافه ! ايش قصده مستكثر علي اكون خطيبته ... بجد ماله معنى جتها رسالة مباشرة " تذكري تقفيلة الوجه هذي "
رمت جوالها وهي قرفانة من كلش .. حتى انها كلمت وظيفتها واعتذرت !! وهي رايحة تدق عليه ع بالها معكر صاير معاه شي طلع عشان مشغولة عنه ؟!!!
***
صحت ابتسام من النوم .. وهي تحس بضيق بسبب نومتها ابتسمت وهي تطالع المكان وتذكرت هي بالمالديف !! مو وقته النوم ... وقفت وراحت بالكوخ كله تدور على نايف ماحصلته .. يمكن طلع قبلها .. الساعة 10 معقولة نامت كل هذا .. دخلت الحمام تستحم وتبدل ملابسها كان الجو مداري فلبست لبس يناسبه ويناسب كونها عروسة ومريح بنفس الوقت فستان سيور قماش ناعم ابيض لركبتها مع جاكيت جلد احمر مع بوت قصير عودي جلد .. وقلوس خفيف بيج وكحل على السريع رشت من عطرها لكن حضرته للحين مو هنا مسكت جوالها تدق عليهلكن كالعادة رقمه مو عندها وهي للحين ما أخذتهدقت مباشرة على غادة تطمنها على انها مستغربةانها مادقت عليها .. توقعتها تزعجها جاها الرد :هلا ابتسام
ابتسام بحماس : هلااا غدوششة شخبااارك ؟؟ وشخبار الكرشة ؟
غادة : انا حمد الله ., والكرشة تمام عقبالك
ابتسام : تخيلي وصلناا للمالديف
غادة : ايوه وكيف ؟
ابتسام توقعتها تتحمس اكثر : لسى للحين ماطلعنا نتمشى بس بصراحة الطيارة كانت حاجة ثانية والمناظر حاجة ثانية .. تخيلي اول ماوصلنا ياخذونا بالقارب من المطار للجزيرة .. ولا استقبال الطبول كلش كان جنان
غادة : الله يهنيك
ابتسام هنا تأكدت فيها شي : شفيك غادة ضايقة شي ؟
غادة : لا ... ليش ؟
ابتسام : ما أدري توقعتك تتحمسي اكثر .. ردودك مو ردود غادة !
غادة : ايش تتوقعي اظل مهبولة لآخر عمري ..؟ كلنا مصيرنا نكبر ونعقل
ابتسام : الله الله .. من متى هالكلام ؟
غادة : من صار فيه روح داخلي لازم أصير قوية عشانها
ابتسام : قوية مو معقدة !
غادة : ايه ابتسام انا معقدة ...
ابتسام : شكل الحمل عامل عمايله معك .. كم صرتي اللحين ؟
غادة : الشهر السادس
ابتسام بحنان : باقي 3 شهور ..؟ يالله ياغادة قد ايش متحمسة اشوفه
غادة والحياة رجعت لصوتها : انا اكثر ..
ابتسام : شرايك تجي تولدي هنا بالرياض ..؟
غادة : لا مقدر ..
ابتسام : وليش لا .. انا بكلم لك عمي بنفسي تعالي عندي ادير بالي عليك
غادة بحدة : لا !
ابتسام : طيب ليش مصرة كذا ؟!
غادة : لأن عائلتي هنا
ابتسام : افا .. وانا وهيثم مو عائلتك مو بالرياض ؟
غادة بخنقة : انتي صار لك عائلة ثانية .. وانا عائلتي وحياتي مع احمد فمكاني جدة مو الرياض
ابتسام ( مسكينة ياغادة .. ماتوقعت روحتنا الرياض بتأثر فيها كل هذا ) قالت بمرح : خلاص ولا يهمك انا اجيك جدة
غادة : اللحين انتي ليش فاضية ؟ ماوراك تتمشي وتطلعي ؟
ابتسام : والله صحيت ماحصلته وانتظره يرجع عشان نطلع
غادة : اها .. عموما انا اجهز القهوة لعمي .. باي
ابتسام بإحباط : باي
سكرت السماعة .. وتاففت بملل وينه بجد !!
***
غادة بعد ماسكرت من ابتسام .. طالعت الساعة 6 حكم .. لازم تنزل تركب القهوة عشان تلحق نزلت وركبها والكل مبسوط على وضعها الصامت تخدم بصمت وهذا اللي يحتاجونه ! بعد ماركبتها صعدت تصلي المغرب , ثم نزلت وصفت الفناجيل وجهزت الصينية وجهزت الشاهي مباشرة وعقبها طلعت .. جاها صوت أم احمد : على فين ؟
غادة : صاعدة لغرفتي .. محتاجة شي ثاني ؟
ام احمد : ايه والله .. الملابس غسلتها الشغالة بس غسلها مو مزبوط ياليت تغسلينها انتي
غادة بخضوع : ان شاء الله
طلعت تغسل الملابس .. هي ماتخضع لكل هالطلبات لمجرد انها تبلدت وماتبي مشاكل , لا كان تشوف فيها انشغال عن الموضوع اللي بيفجر راسها ومو مخليها حتى تنام ! دخل احمد البيت حصلها تنشر الملابس على حبل الغسيل بالحوش وشكلها مرهق ماعادت زي أول كاشخة على طول .. قميص طويل تقليدي وشعرها البني لخصرها ممسوك بمغاطه باهمال وخصل متناثرة على وجهها وشحاطات ودون ايش ذرة مكياج وعيونها تحتها اسود كشر وهو يشوفها بهالهيئة : غادة !
التفتت له غادة : هلا ..
احمد : مو كأنك مهملة بنفسك بهاليومين بزيادة
طالعته ببرود ثم رجعت ترمي اللي بيدها على حبل الغسيل : ان شاء الله
احمد : ان شاء الله ؟
غادة طالعته : ان شاء الله .. راح اعدل شكلي
احمد قبضه قلبه على حالها مشى لعندها ومسك يديها واخذ اللبس من يدها وجلسه وابعد خصله طايحة على وجهها : شدعوة هالاسلوب غدو ؟! وين حبيبتي الأولى ؟
غادة : حبيبتك الأولى كان غبية
احمد : وليش غبية ؟ وربي كنت احبها من قلب
غادة : بالضبط .. كانت غبية عشان حبتك وصارت حبيبتك
احمد : حتى حاليا انتي حبيبتي
غادة : لا .. انا زوجتك وبس
احمد ويده تمسح على خدها : انا مابي زوجة بس ابي حبيبتي
غادة بألم : ليت كلش نبغاه بهالدنيا نحصله .. ماكنا انا وانت بهالمكان لكن حمد الله على كل حال
احمد : انتي زعلانة مني ..؟ لا تقولين لا انتي زعلانة
غادة : ماني زعلانة احمد .. ولاني راضية .. ما أحس بشي خلاص الشي الوحيد اللي أحس به هذا ( وهي تمسح على بطنها ) محد يستاهل حبي وزعلي غيره
احمد : افا .. انا ترا ابوه !
غادة : ولأنك ابوه اقولك شكرا واخدمك واقوم بحقوقك .. بس ما أظن تحتاج شي مني غير كذا ؟
احمد طالع بالارض وقال بقهر : معك حق !
ونزل يده من خدها ودخل لداخل ( ايش اسوي لها اكثر من كذا يعني ؟ تعاملني كأني انا اللي مهرب امها ! )
***
دخلت سارا مقهى المستشفى وهي تنتظر تشوفه ... جاها من بعيد اشرت له وهي جالسة واتجه لطاولتها وجلس .. رفعت حواجبها : ماشاء الله تبتسم ووجهك منور !
هيثم : ايش رايك يعني ؟! مو مصدق اني هنا !
سارا : بس مو كأنه الشغل هنا بيجي اثقل واعصب
هيثم بحماس : وهذا المطلوب .. ايش ابغى بالسهل ؟ ابي تحدي
سارا : هههههه افهمك صدقني .. وجه الشبه الوحيد بيني وبينك
هيثم : ايوه .. راجعه للكويت ؟
سارا : ايه .. جاني عرض من صديق ورايحة اجربه
هيثم : اهم شي لاترجعي لشغل الشمري !!
سارا : لا ماراح ارجع .. شخبار خواتك ؟ ابتسام سافرت ؟
هيثم : كلهن سافرن .. غادة رجعت مع زوجها وابتسام سافرت مع زوجها
سارا : الله يوفقهن .. يله عقبالك كلن تزوجن باقي انت
هيثم : استني أركز نفسي وابني مكاني هنا .. وقتها راح اتزوج
سارا : بالتوفيق .. يله انا جيت اشوفك واتطمن عليك قبل اسافر
دق جوال هيثم .. ابتسم ورد : هلا لؤي
فز قلب سارا وهي تطالعه !! .... هيثم : هههههههههه ايه والله مديون لك بكلش بهالوظيفة ؟ ايه حياك الله باي لحظة .... انا اللحين ماعندي شي تعال نشرب قهوه ونروق..... اوك تمام
سكر السماعة .. طالعته سارا : مين لؤي ؟
هيثم : هذا اخو زوج ابتسام ... والله رجال طيب وسنايد ! تخيلي هو اللي ساعدني لحد ماتوظفت هنا
سارا ( تعلمني عنه .. انا اكثر وحده اعرف انه طيب وسنايد ) : وجايك اللحين ؟
هيثم : ايوه
سارا وقفت : انا استأذن اجل ..
هيثم : متى طيارتك ؟
سارا : بكره صباح
هيثم : خساره كان بوصلك المطار بس مشغول .. يله توصلي بالسلامة
سارا : يسلمك
طلعت بسرعة ورجلها تعاندها تبي تجلس تقابله بس تجاهلت نفسها وراحت بسرعة ! راح تقابله بس وقت تبني المبنى وتأسسه ويصير لها مكان ..لانها لو تقابله اللحين بيأثر عليها ويمكن تحطه شريك معها
***
دخل نايف الكوخ .. الساعة 12 ونص , كانت بالغرفة تصلي اخذ له ملابس ودخل الحمام , خلصت ابتسام صلاتها وطالعت جهة الحمام وهي منقهرة لها ساعتين تنتظره تو يشرف .. ولا كلف نفسه حتى يقولها قبل فين رايح !! جلست بالجلسة وفتحت الشباك وهي تحس ميته جوع ومو عارفة من وين ممكن تجيب الأكل هنا حقدت على المالديف .. حاطين لهم خمر ولا فكروا يحطون لهم اكل صاحي .. بعد ساعة يمكن سمعت صوت الباب ينفتح وصوته بالغرفة وهي جالسة مكانها ( ساعة يتسبح !! مايشوفني ربع ساعة ومخلصه ) طلع من الغرفة وهو لابس بنطال قطني اديداس رمادي وشيرت ابيض علاق دون تفاصيل وشعره مرتبه على ورا وريحة النظافه تفوح منه : صحيتي ؟
ابتسام تنهدت : ايه .. من زمان , ليش ماصحيتني معاك ؟!
نايف جلس على الكنبة : مانمت اساسا عشان كذا انا داخل اللحين انام .. لو ايش مايصير لاتفكري تصحيني لحد ما اصحى لحالي
ابتسام فتحت عيونها بقهر : بتنام ؟! طيب ... ( ترددت تكمل )
نايف : شنو ؟!
ابتسام : يعني .. انا تو صحيت وابي اطلع اشوف المكان .. يعني لو نطلع اللحين ونرجع بدري وتنام
نايف : طيب اطلعي مين ماسكك ؟
ابتسام انصدمت : لحالي ؟
نايف : لا فين لحالك ..؟ خذي معاك المرشد السياحي حقنا بيدبر امورك .. لااا صح ماتفهمي لغته , استني اذكر فيه مرشد سياحي مصري بكلمه لك ...
ابتسام طالعته يفتح جواله يعني من جده قاطعته : لا شكرا !!
نايف : ترا ضيعتيني ..؟ شو بتطلعي شو ماتبي !
ابتسام تنهدت وحطت عينها بعينه : اوك حنا مانعرف بعض .. لكن خذها من اللحين عشان ماننحرج بمواقف ثانية .. انا مستحيل اخالف تقاليدي عشان طلعت برا السعودية ؟! يعني حركات المرشد يمسك يدي يساعدني .. واشرب خمر .. واطلع معاه اتمشى .. هذي من سابع المستحيلات اسويها
نايف عقد حواجبه : صدق مو وجه تسافرين وانا على بالي مسوي فيك خير !
ابتسام : خير من هالنوع انا ما أحتاجه .. ( كملت ببرود ) ولا يهمك مو ضروري اطلع بنتظرك تصحى ونطلع سوا
نايف : ههههههه من قالك هامني ؟ انا بنام وانتي سوي اللي تبغي .. المرشد موجود والفيلا موجوده تبغي تطلعي اطلعي تبغي تجلسي هنا اجلسي
ودخل الغرفة ينام .. اما ابتسام عضت على شفتها بقوه واضح انها راح تتعب مع شخصيته العوجا , بس اكثر شي هامها انها جويعة .. جويعة مرة !! ليش ماتجرب تطلع لحالها وتشتري ؟! لا كيف بتقدر تتفاهم معهم ... حست بيأس وطلعت من شنطتها بسكوت وكلته تصبر نفسها لحد مايصحى من نومته ..