.
.
.
بعد أسبوع من أستقرارنا بالرياض .. هذا أنا
في بيتي الجديد .. وحياة رغم أنها تغيرت بشكلها وتفاصيلها إلا إن محتواها هو هو ..
أحياناً مانمتلك في مواجهة الأمور إلي تتطلب قرار مصيري إلا الضياع .. رغم إننا نعرف
إنها بتكون الأكثر جرح .. وأنا كل ماتقدمت فالعمر أضعف أكثر وأكثر .. تلازم
هالضعف فيني بلقاي بجلوي إلي أصبح بحياتي ذا الحين مثل الندبه ماراح تروح ..
ذكرياتي أنا وجلوي تعدت مرحلة النسيان .. تسنا أنا وياه في عمر العشرين .. مانرسم
خطط لحياتنا .. إلا نحفر بالأرض الصلبه وجودنا .. أنا هالحين صرت أتيقن أن جلوي
شئ من الانسيان .. وأن عبيد هالأنسان إلي عشت معه أجمل سنين عمري ..
مثل حبوب المسكن .. تسان لابد لها من أنها تنتهي ولا يصرف منها مرتين ..
وش أبدى لكم أحتسي .. عن زواجي من جلوي وتسيف خان العشره مثل
ماتقول نوير .. أو بزواجي من عبيد .. أو أبدى باللحظة إلي رضيت فيها أنه يرجع
جلوي لحياتي من جديد .. كل محطة من هالمحطات بحياتي لو بحتسي عنها .. أنا
أبفتح على مشهد من عيونكم كل الألم .. كل هالتراكمات إلي رمتني لقاع الضعف ..
أنا أعرف أني مستلمه .. أني مهزومه .. وأني خسرانه ..
وأني واقفه على نقطه الصفر ولا زلت .. أتحرك فالمطبخ إلي هالحين صار ملكي ..
صوب أبريق القهوة .. أسحبه وأصب القهوة في الترمس .. الجميع أنهل بالأتصالات
على أمي يهنونها بالبيت .. بالمهر وبحقي إلي رجع .. وإن الله سبحانه نصرني ..
حتى فالحق يوم بغيته ينطق وينقال حتى يشفي مافي صدري..
صاروا مثل إلي يرشون الملح على الجرح .. بتقولون ليش وافقتي من البدايه
على جلوي .. لأني كنت في موقف صعب .. ماراح أرضى بالناس تتعرض
لي ولأهلي بالحتسي وإن ذياب تركها .. متخيلين لو أني رفضت في ذاك الوقت
الزواج من جلوي .. مثل لو أني أرمي نفسي وأهلي لعاصفة جدي وعماني
وأني إلي بكون سبب للقطيعه للمره الثانيه مثل مايشوفون إني أنا طرف منها
فالمره الأولى .. خفت بلحظتها من كل شي .. خفت على أهلي ومن جدي وعماني .. خفت
من عماتي .. خفت من أني أكون المذنبه بعيونهم من بعد هالسنين إلي ماهيب هينه ومرت .. وحتى بعد زواجي من جلوي خيروني إني أبيه ولا كلن
يروح لحال سبيله .. تخيلوا عاد أطلب الطلاق وأصير بعد الطرف الخسران في هالمعادله
كلها .. كثر ماأنا خسرانه كثير أشياء .. فكرت بوقتها وش تبعات هالطلاق لو جى من طرفي .. ليش عليه يكون من طرف النوق ويطلع جلوي أنه هو إلي سعى وسوى وشرى ..
ليش أنا إلي علي أدفع برخيص وكرامتي مالها ثمن .. فكرت كثير .. كثر ماسكت
عن قرارات نوير وأمي .. وكثر ماأشوف عمي عواد وجدي مايبون لهالطلاق طاري ..
إن كانوا يشوفون أن جلوي ماراح يفرط فيني .. وعمي عواد ذاك اليوم .. أقصد باليوم
إلي لزمت أمي عليهم إنه ينفذ الشرط الثالث .. سألها وش خايفه منه ..؟ سأل لأنه كان
واثق بجلوي .. ليش علي أنا إلي أطلب الطلاق وأثبت للجميع أن جلوي لازال عند ظنونهم ..
وأن أنا إلي علي أتنازل وأقول وأنطق .. خلاص أنا ماعاد يهمني من بايعني ومن شاريني ..
إن جدي ضرب الصدر وقال أن جلوي ماراح يفرط فيني .. نساير الركب ونشوف آخرتها ..
وذيك الساعه إلي يقرر فيها جلوي وش مصير حياته معي يحلها الله سبحانه .. وأنا ماتنازلت
عن الشرط حبن في جلوي .. أبيه لو قرر الطلاق يوم من الأيام مايكون هالشرط عائق
له .. مايكون في شي يمنعه .. وكرامتي ماهيب للبيع .. يبيعها وأستلم الثمن ..
يبقى لي أنه من جلوي !!
تعرفون إني أنا تسذا ولا تسذا .. خسرانه .. !
فــ ليش أختار الفرقى أنا وأرمى على ظهري كل عتبهم وظنونهم السيئه وأخطائهم ..
وأفك جلوي من ذنب هالظنون ..
سحبت الترمس وتوجهت للطاوله إلي تنتصف
المطبخ وعليها الصينيه أحط فيها الترمس .. وأخذ الصينيه طالعه من المطبخ للصاله إلي كانت
أمي جالسه وبجنبها الراديو .. مشغلته على إذاعة القران .. طبعا البيت تصميمه
حلو .. الطابق الأرضي فيه غرفة منعزله شوي عنه هذي خليناها غرفة النوم لي ولجلوي مع حمامها ..
وهو ولله الحمد ماأشوفه إلا بعد يومين .. وبالدور إلي فوق خليناه لخواتي كله
وفي
مطبخ وصاله وكل شي .. ومجلس خارجي للحريم وجاراتنا إلي حضروا
نزايل البيت .. وأمي وأبوي الله يخليهم لنا .. غرفتهم بالدور الأرضي ..
أنحني حاطه الصينيه قبال أمي وعلى طول أبوس راسها .. يالله يوم شفتها بعد رجعتي من مكه .. طحت عند رجولها أبوسها .. كانت شايله علي بشكل كبير .. لدرجه
طلبت من نوير تطلعني عنها برا .. بس رجيتها تفهمني .. رجيتها ترضى في قرار
أول مره أتخذه بحياتي وأكون راضيه فيه .. رجيتها تفهمني وتسمع لي مثل ماسمعت
بشور نوير إلي ماكانت لها علاقه بهالزواج .. ولا لها علاقه بهالحياة .. أنا وحدي من
أعيشها .. وسكتت .. سمعتني .. وأكتفت تهز راسها .. تقول لي بتهديد
" لا عمرتس تشتكين من جلوي وأنتي فكيتي الحبل من حول رقبته "
وهزيت راسي .. وعدتها ماأشتكي من أحد .. أبرضى بالصمت إن تسان فيه رضاها ..
ورضت الحمدالله .. قلت لها وأنا أرجع أبوس راسها
" يمه ماهوب كل ماشفتيني طقيتي هالتكشيره .. قسم بالله إن قلبي يعورني "
لفت بضيق تكابر فيه الغاليه .. حتى تسحب الراديو تقصر ع صوت القران ..
نطقت بدون ماتطالعني وأحس قالتها بهم
" أنا ماوراي إلا أنتي ونوير .. ولا بنياتي الثانيات والله إني ماشلت همهن .. مير عواد مايدري وين يوديهن ... سبحان هالمحبه إلي زرعها ربي في صدور عمانكم وصار لي دوا "
مايمديني أبتكلم .. إلا تنزل نوير من الدرج بقميصها الروز .. شعرها كله رافعته لفوق
ولافته بشكل دائري .. بانت تفاصيلها النحيفه .. وبالحقيقه نحفت نحفت أختي ذي ..
ومن قالوا لي عن هالقولون إلي فيها ضاق صدري بزيادة .. هذا وهي تحرق عمرها
بعمرها .. وتشيل هم شين لاصار ولا أستوى .. متشائمه أحيان .. ماأدري تسيف بتحل
وضعها والعافيه لازم تتمسك فيها .. ولاّ طاحت ولاحدن درى عنها ..
نطقت وهي تقرب مننا ..
" تسني سمعت طاري "
على فكرة نوير أختي شي ثاني .. من قعدت أنا وياها لحالنا .. قعدت تهزأ فيني وتسن هي الأخت الكبيره .. وأنا إلي أصغرها بتسع سنين .. أحبها وأكثر وحده من خواتي
قريبتن من قلبي .. المجنونة .. ترا فيها خبال مايظهر إلا بأوقات غريبه .. مافي أكثر
من أنها تاخذ وعد من أمي إنها ماتقابل أحد من عماني نهائي لين ماتقول هي .. وجدي
تسلم عليه وهي الماشيه .. أمس .. جدي شك بنفسه .. سأل عهد ..
" أختتس فيها شي ولا أنا يتورى لي "
تسنه أستغرب هالعقل إلي نزل عليها .. والهدوء والرزانه بالحتسي .. وهو يعرف أنها
شايله عليه وهو بعد جدي .. شايلن شين تسثير من جهتها لأنها الوحيده إلي حتست وواجهت
ياما قلت لها .. الناس ماعادت تتقبل الحق وتسمعه من تسبير .. تسيف لاتسان منها هي ..
ماقلت لكم مجنونة .. وطبعا .. كنت معها على موعد مع أحداث مع عمي عواد ..
هالعم إلي أخطا خطا كبير إنه يقدم لها شيك .. يغنيها عن الوظيفه .. ماأدري من قال له إننا نحتاج دراهم ماهي من تعب جبينا !!!
أنحني جالسه وترمي نوير أخييتي جسمها على الأرض .. تنزل براسها على فخذي ..
نطقت وأنا أمسح على شعرها
" تقهوي يلا وأفطري وعلاجاتتس لا تنسينها ترا كلها ساعات وبنروح نسيّر على بيت جدي من زمان عنهم .. مسويه لجدي قرصان أبيه يفطر عليه "
نوير : أنا معطاه الضوء الأخضر ..
أم نوق بضيق : جبتي لنفستس الحتسي .. مير كلن يسأل ليش ماعاد تنشافين
نوير وهي تحرك راسها صوب أختها .. تطالع فيها : شوفي روحي أنتي هناك وأن شفتي البيت مافيه أحد نهائي إلا جدتي والبنات وجدي .. دقي علي وأبجي طيران غيره لا
أم نوق صدت : يالله يارب ثبت علينا العقل
نوير تطالع أمها وهي تأشر عليها : أسألتس بالله يوم إني أنقطعت عن هالبشريه .. تسيف صرت .. تغيرت ولاّ ماتغيرت .. يمه أسبوع كامل ماأسمع طاري لا عمي منصور ولا عواد
ولا أحد .. وجدي أسلم عليه وأنا ماشيه .. قسم بالله الراحة وأنا أشهد لدرجه حسيت إني
كنت ظالمه نفسي .. ماأدري وش تسان حادني ع مقابل أحد .. والأمر بسيط ..والله مايصير حاطيني قبل في قدر ضغط ..لازم الواحد يرتب حساباته .. وأنتي يمه قلتي لي ذاك اليوم أوعدتس ماأغصبتس تقابلين أحد .. صح يمه ولا لا ..؟
أم نوق : أنتي بتذليني يابنت على هالتسلمه ..؟
نوير بأبتسامه : يمه سؤالي .. تغيرت ولا ماتغيرت
أم نوق بعد صمت : من ناحية تغيرتي إيه بالله تسني أشوف إنتس راكده ولاعاد به لسانن طويل
سحبت أخييتي راسها من على فخذي ورفعت أيديها لفوق حتى تصرخ
" الله أكبر .. الله أكبر "
فقعت ضحك من طارت عيون أمي وهي تطالع فيها .. ولحظات حركت عيونها صوبي ..
" والله لو أني داريه إن دوا هالبنت هو بعزلتها كود تركد ... تسان من البداية
عزلتها وأرتحت من وجع الراس "
هو فعلا تغيرت .. نفسيتها وأبتسامتها ماشاء الله فوق .. فوق ..
أشرت أمي بيدها صوب نوير .. قالت بحزم
" لا تطولين بس .. ترا ماهوب زين تسذا تقطعين ..ووالله إن منصور ماله يومين ناشدني
عنتس وضايق لأنه ماشافتتس نفس خواتتس .. وأنا عارفه أنه يدق وأنتي مركيتن عليهم بالصمت حتى أن عمتس عبدالعزيز أخذ رقمتس ودق عليتس مع عواد .. واصلتني العلوم "
رفعت حواجبي بأستغراب .. عمي عبدالعزيز داق .. هذا إلي مبعدن بخيره وشره .. ماله إلا فاللي يخصه .. وش عنده داق .. لفيت لنوري .. قلت لها أبتأكد
" دق عليتس "
أنعقدت حواجبها ومالت بجسمها على الأرض حتى ترجع براسها مسندته على رجلي ..
وبدون أهتمام ..
" جوالي أساسا مانيب يمه .. ولاأدري من إلي داق .. خلاص .. أبعدت بفكهم من شري
ومن لساني .. ( طالعت أمها ) .. يمه خليتس طويلة بال معي .. قسم بالله إني أنام
وأصحى بدون تفكير .. متى ماشفت نفسي متجهزه يمه أبروح بنفسي لهم وأسلم "
حطيت أيديني على راسها ورفعته بقوم ..
" النوري أنسدحي على المخده إلي وراتس بقوم أكمّل باقي شغلي "
نطقت بأستغراب
" وش وراتس "
تحركت مسنده بيدي على الأرض حتى أقوم ..
" ملابس جلوي .. وأبوي خليني أرتاح وأشرها ع المنشره بالشمس برا "
" الله يفكنا من سيرته "
أخذت نفس بقوة وتجاهلت هالدعاء بس وقفت من نطقت أمي
" لارحتي لجدانتس أحذري تقابلين نوره .. ترا خربت مابينها وبين عواد .. والله يستر من تاليها "
ظليت أطالع أمي .. تسان بنفسي أقول لها ومن قالتس أني حريصه ع شوفتها .. والله كل من شفتها أحس قلبي بيوقف .. أخاف ترمي حتسي علي منا ولا منّا وأنا مانيب ناقصه خلقه ..
موكلتن أمري لله فيها ..
تكمل أمي
" تقوله شيما سمعت عواد يصارخ بالجوال ويحلف أنها لا تعتذر غصبن عنها في بيته
قبل أمس يومنهن راحن يشوفنه "
حسيت بخوف والله .. الله يستر لا تحطني أنا بعد براسها وأروح فيها .. والله مالي خلق لها ..
يارب تكفيني شرها بس .. تحركت بضيق وأنا ماشفتها .. جيت وبجيتي تسانت ثايره
مابين جدتي وبنتها وعواد .. عشان تسذا ماعادت تلفي ع بيت جدتي .. وذا الحين
وضحت أنها خربت على الأخير .. طلعت من الصاله للحوش .. رفعت يدي حاطتها فوق
عيوني من الشمس .. الساعه ماأدري كم .. 9 أو 8 .. ماأدري رحت أمشي فالحوش
وقفت أطالع ف أبوي جالس على فرشته الصغيره ... في الظل وماد رجوله لقدام .. وعصاه
يرفعها لفوق وينزلها .. شي غريب كتم على صدري خلاني أترك وجهتي صوب غرفة
النوم حتى أتحرك صوبه .. أمي كل صبح لازم تروشه وتعطره وتقعده فالحوش حتى
مايختنق من الحبسه فالبيت .. وبين فتره والثانيه تاخذه وحده من خواتي لبيت جداني
إلي قريب منا ينام عندهم.. أقترب منه ووالله كل ماشفته تثور فيني حرايق أخمدها في صدري
ولا أظهرتها خوف من أني أجرحه بتسلمه وأجرح نفسي قبل لا توصل لمسامعه ..
كانت هذي الفرصه الوحيده إلي أشوف فيها أبوي بعيد عن أي أحد .. أحتسي معه
ومايسمعني إلا هو .. أنحنيت بجسمي قباله .. طالعني بأستغراب حتى ينطق بأنفعال
وجسمه أهتز من طلع سؤاله المعتاد " من أنتي ..؟ "
مديت يدي لين ماحضنت يده بقوة حتى أسحبها وأبوسها .. قلت له
" النوق يبه .. تذكرها .. تذكر النوق الصغيره إلي خليت جدي من يسميها ولا أختار لها
إلا نوق .. أحب وحده من الأبل عنده قبل لا يبيعها "
رفعت عيوني أتأمل عيونه إلي صارت نظرتها هاديه .. ضايعه .. من بعد ماكانت قاسيه .. ثايره
سحب يده من بين أصابعي وكأنه تضايق من قبضة يدي إلي كانت تشد على يده ..
هز راسه برفض
" ماأعرف نوق .. "
رجع يعيد السؤال " أنتي من بنته ..؟ "
أبتسمت .. بلعت ريقي وأنا أحاول أرتب الحتسي إلي بقوله .. حسيت بقلبي يدق بقوة
وكأن أنه على موعد مع الرهبه والخوف .. تسانت هذي أول مره ودي أقول له بقايا
الحتسي الأخير والخيبه إلي ماتت فيني ولا ظهرت لأحد .. أنا إلي أنجبرت في حضرته
أنهان .. أتألم .. وأكون سارقه .. خاينه .. وأقفي عن كل هذا وأروح ..
دون ماأحاسب أحد .. نفس إلي تذوقه أختي نوير من عماني خصوصا عواد ..
آلمنا كلنا .. هجرنا بذنب أبوي كلنا .. ست بنات تسانت معادلتهم قبال جبروت أبوهم
صفر .. ويوم رجعوا .. ماكلفوا أنفسهم بأعتذار .. بتبرير .. تسان كل واحد
منهم جاي يبي يفرض نفسه .. يحاول يرقع مكان الجرح .. ماألوم نوير ..
لأنها ذاقت من المرارة نفسها إلي ذقتها .. لأنها بس عاشت في زمن هالمشاكل ..
نزلت عيوني لصدره ... ثوبه الأبيض إلي كانت يتحرك بهاللحظة من هوا تهب قويه
وتختفي ..
" تتذكر يبه .. عبيد وأخوي .. يوم ماتوا بحادث كلهم وغابوا تحت التراب ..بتسيت عليهم
وتعبت وبعدين تسنك قررت تغيب نفسهم لكن وأنت موجود معنا "
صغرت حدبة عينه .. نطق بصوت واطي " عبيد "
كملت .. ماكنت أبي شي يقطعني .. أبي أتكلم عن إلي بصدري .. أبي أواجه
أبوي وأقوله كل شي فيني حتى لو تسان مايدري ولا يحس .. تتزاحم براسي أفكار
تسثيره .. وأبلع ريقي بعجل .. خفت تموت داخلي وتبقى غصتها فيني
" وأنا رجعت لجلوي .. رجعت يبه له وتسن هالزمن ماتغيّر .. 15 سنة على فراق
جرحه يبه أحسه للحين في صدري .. "
أنحنيت لأبوي وأنا أتعدل بجلستي لين ماصرت جالسه على رجولي ..
أسندت بكوع أيديني على ركبي .. صرت أجر أكمام قميصي أبي أكمّل بهالحتسي ..
قباله إلي تسان أول مره يكون فيها المستمع ..!
" تخيّل يبه أحس إن عمري مانسيت جلوي بس وجود عبيد غطى جروحي كلها ... ولو أن
عبيد يرجع لهالحياة من جديد .. أبسأله كيف قدر يخليني أتناسى وجعي .. تسيف قدر "
أخذت نفس وغصه أحسها ماكانت في داخلها رحمة كأن ودها تذبح مشاعري حسب أصول
الذكريات القاسيه .. تظّل معلقه في الحلق .. قبال ألف من سؤال ولا ترحم !
وحتى الدمع كان أكثر جفا .. أكفتى يبلل عيوني ولا يغمرها بدموع ماتنتهي .. طالعت أصابعي إلي قمت أفركهم ببعض .. ليت عبيد يرجع .. ليته !!
نطقت وأنا كل مازدت فالحتسي .. أتوجع أكثر .. تسني أقترب من أني ألامس جروحي كلها ..
" تصدق يبه .. أنا عمري ماأشتكيت منك .. عمري بحياتي يبه ماقلت حتى بيني وبين نفسي
أبوي ظلمني .. أبوي ماعطاني .. أبوي حرمني .. حتى بعد إلي سويته فيني مع جلوي
ودمرت كل شي بينا .. أنا يبه مانيب عتبانه عليك "
رفعت عيوني له .. مد يده صوبي وصار يتلمس خدي بأطراف أصابعه الباردة بهاللحظة..
وتسان فيني مشاعرمتناقضه .. ياأسكّر هالباب والعتب الفاضي وأقوم .. ولاّ أكمل لعل فيه دوا
لي .. يطالعني بنظرات مافهمتها .. تسنه يدوّر عن شي يتعرف فيه علي ..
" تدري يبه ليش ماأعاتبك لأن جلوي رماني بدون مايسألني .. رماني وقفى عني بدون مايحتسي بشي .. أنا أكرهه ووالله أن نفسي عايفته .. وجاي بعد هالسنين يبي يبني فوق المقابر بيوت ! "
سحبت يده مبعدتها عني حتى أرجعها لحضنه
" أبيك يبه تجاوبني بأيه أو لا ..حتى لو أنه تسذب تحسسني إن لي قدري ومكانتي في قلبك .. زمان أنت يبه ظلمتني .. أو ماتفرق معك ؟؟غاليه عندك أنا ولاّ تسان حياتي وكرامتي ماهيب أهم من الفلوس إلي تبي تاخذها ظلم .. ودي أعرف يبه .. "
تسان ودي أنفجر أبكي قبال هالبوح القديم ولاقدرت .. ومشاعر غريبه تمطر
فجأه على ذاكرتي .. كملت وكل شي في صدري يثور
" سلمتك يبه أوراق جلوي مجبوره وحلفتك بالله .. تعتق جدي من هالأمور إلي ماهوب حملها مايتحمل وتتركنا حنا بسلام .. سلمتك الأوراق إلي تثبت إن أنت مالك حق ولا مطالب .. وإن هالأوراق لو تقدمت للمحكمة تبي تقلب الأمور عليك .. وش صار يبه .. وش سويت وعشان مين .. تسيف صرت أنا السارقه .. أنا إلي ثوّرت الدنيا .. ولاتسان عندي وقت أسأل أحد ..
تطلقت أنرمى عفشي يبه .. أنهنت وأنا .. أنا إلي تحملت زلات هالجلوي وبلعت
أشياء تسثيره .. تحملته بفقره .. تحملت يبه أمه .. وقفت معه بشدايده
قبل رخاه .. ويوم إن الأمور إنقلبت وصرت أنا صاحبة العسر .. مانشدني ..
مافكر يجي ويسألني رماني بالتهمه وأصدر الحكم ... ولحد يومك هذا ... أكتشفت إني أكبر خبله يوم إني ماحبيت إلا جلوي .. بكل وقاحه جاين يقولي أبوتس جاني .. قال وقال وقال ..
بعد 15 سنه يبه أعترف تخيل !! "
رصيت على أسناني بقوة .. أبي أتماسك .. أبي أقول الكلام بوضوح بدال ماهالحين
أقولها بهالسرعه .. مندفعه .. بصوت عالي أتكلم .. نطقت
".. متناقض .. نذل وخسيس .. "
حسيت جسمي صار حار ودمي يفور ..وأنفاسي متسارعه ..
قمت على طول .. مبتعده من فرشته .. والعبره ماقدرت تنفجر دموع ..
مثل السحابة السودا أحسها فوق راسي .. وقفت من رفع صوته أبوي بقوة
صرخ
" من أنتي يابنت "
وقفت أطالع تفاصيل الحوش قبالي .. وين أنا ولمين أحتسي .. ؟!
ومن بيسمعني ويدلني .. ويفهمني ..؟
من ..؟