كاتب الموضوع :
#الكريستال#
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: كنا فمتى نعود ؟
بسم الله الرحمـــن الرحيم
أحبكم .. وشكرا لكل من سجل حضوره من بدري .. تحمست معكم .. يازينكم بسسس ..و عن من سأل عن موعد البارت .. سبق وقلت لكم ياحبيلكم .. إنه موعده الثابت كل أحد الساعه 11 مساء بتوقيت السعوديه .. أحيان أكون مخلصته بدري وبنات السناب يطالبون بتنزيله بدري فأسوي هاليوم أستثنائي وأعطي خبر للجميع وأنزله .. لكن أبد ماهو دايما .. الله يسعدكم .. ولا زلت أردد
" اللهم أجعلني دايما عند حسن ظن من أحبني ووثق فيني "
لا تلهيكم الروايه عن الصلاة ..
(19)
أم جلوي صارت تأشر على نوق : شفتها ياجلوي ..شفتها لقيتها طالبه من أبوك يروح يجيب الجازي من بيت أهلها وأقنعته يحل الوضع .. ومادريت إلا بمنصور وليدي الصغير داخل علي وهي معه .. ماقصرت ماقصرت والله .. يالله إنك تخليها لنا
ظل يطالعها هي بعيون أتسعت بقوة .. هي إلي هالحين تجلس بدون عباه .. تلبس بلوزة واسعه على تنورة سودا سادة .. شعرها الأسود الناعم جادلته ويرتمي على كتفها .. وتنام نهاية هالجديله بحضنها .. شابكة أصابعها مع بعض كما العاده .. تخوض أصابعها معركة حاميه في من يبقى يضغط على الثاني أكثر .. واضح عليها كم يلعب فيها الأرتباك والتوتر ..
كم تحاول تكون قويه .. تحاول تسترجع بقايا من شي مات فيها .. كل الأسئله فيه عن مايصير
بهاللحظة .. يختصرها بسؤال ..
كم كان عليه يدرك إنه قبالها محتاج يتعرف عليها من جديد ...؟
أنه يخلع ذاكرته منها .. هي إلي عاشت جزء منه .. جزء ماقدر ينساه .. جزء عاش خارج الزمن والمكان !
أنحنى من سحبت أمه يده
أم جلوي : والله إنها سوت ماكان في بالي .. شفتها ياجلوي .. شفت أنها ماتبي لولدك يعيش بعيد عننا
حرك راسه يطالع الجازي بنظرة حاده لثواني ولحظات رجع يطالعها .. فزت واقفه نوق وفوزيه رفعت راسها تطالع بنت عمها إلي ماعادت تعرف وش تفكر فيه ..؟
نوق بهدوء غريب : عن أذنكم هالحين ..!
لفت منحنيه حتى تسحب عباتها وشنطتها ومن نوت تتحرك حتى يرفع يده بسرعه صوبها ويحركها لتحت وفوق
" دقيقه دقيقه .. وين وين يابنت عبدالله .. ماهوب تسذا اللعب ! "
وقفت وهي تلم عباتها وشنطتها لصدرها .. أتسعت عيونها الصغيره بشكل تدريجي وهي تشوفه واقف قبالها بطوله .. تصغر عيونه بنظره يشتعل فيها الغضب .. يطالعها وكأنه يسحب منها بساط القوة .. ويجبرها تعيش الخوف .. ماتدري ليش بدت تتوتر .. وقلبها تتسارع دقاته .. في بيت يتقاسمون فيه الذكريات .. رجعوا له من بعد الفرقا لا القلوب ظلت على ماهي عليه
ولا حتى الظروف !
تحرك بخطوات بطيئه صوبها و بربكة رجعت لورا خطوة .. وقف بطوله قبالها وهي رفعت راسها لفوق تطالعه .. صارت تضم شنطتها وعبايتها لصدرها بقوة .. غمضت عيونها فجأه حتى ترتفع كتوفها لفوق من أستقرت قبضة أيديه على كتوفها .. سحبها له .. هزها حتى يصرخ بوجها
" شايفتني محتاجن من يدير لي أموري .. شكيت لتس أنا ..؟ "
أنعقدت حواجبها بقوة وأحساس يلوح مثل الغيم في سماها .. يمطرها بشعور الهرب من هالمواجهه .. وهالتصرف إلي تتيقن أنه بيكون كما السم في عروق كل ذكرياتهم الحيه
إلي كان عليها تموت .. ليش عايشه لحد هاللحظة .. ليش ماتموت كل ذكرياتهم ..؟
بس لا .. لازم عليها تتسلق وهم الخوف .. فتحت عيونها ورفعتها له .. بلعت ريقها بقوة حتى تفك عبايتها وشنطتها من أيدينها من غرس أصابعه في جلدها ورفع أيديها بقوته لفوق .. رجع يهزها من جديد ..
" وش دخلتس أنتي .. وش دخلتس ..؟ "
أنتفضت أم جلوي حتى تتحرك بخرعه صوبه .. توقف مابينه وبينها .. تحاول تسحبه بعيد عنها
أم جلوي : فك الحرمه .. هذي جزاتها جايبه لك ولدك وزوجتك .. هذي جزاتها
جلوي وشي في صدره يدفعه للجنون .. صرخ : أحتسي !
تحركت فوزيه بسرعه حتى تسحب نوق بقوة وتخليها واقفه وراها
فوزيه بحده : جلوي .. أطلع برا وأتركها .. أطلع !
جلوي صرخ : من تحسبين نفستس أنتي ..
أم جلوي تحركت واقفه قبال ولدها : تهددها تسنها مسويه لك شي يادافع البلا ... ترا سوت ماكنت ناويه عليه ..
طالعته .. كنت أنا وياه قبل بنفس هالموقف في يوم من الأيام .. وتسان هو معي والكل ضدي .. هالحين الكل معي وهو ضدي ! ياغرابة هالزمن .. واقفه قبالي فوزيه .. وقبال فوزيه أمه .. وهو كان واقف يطالعني بحقد .. يهدد ويصارخ .. وش أكثر من هذي رساله ياجلوي !
ولا كنت أبي أحتسي .. لأنه أنتهى زمن هالحتسي من زمان .. يوم تسان لي صوت والكل رافض يسمع .. هالحين أنا من علي أسكت وكلهم عليهم يحتسون .. أنا أقدر آخذ ما أبي بهدوء .. بأعصاب باردة ولو أن قلب الخوف فيني حي ..
سحبتني فوزيه متمسكه بيدي .. تبي تطلع فيني برا الغرفه .. بس هو تحرك ساد عنها الطريق .. ثاير وملامحه تعيش القهر بكل معانيه ..
جلوي : والله ماتطلع .. هي تحسب حركتها ذي هينه
فوزيه بعصبيه : جلوي ولدك وراك .. أمسك نفسك لين تقعدون مع بعض لحالكم
ولا تسنها تكلمت أخته .. ماحسيت غير بقوة يده تجرني لدرجه أنحنيت لتحت أحاول أتوازن .. صار يسحبني لبرا الغرفه .. أسمع أم جلوي صرخت بخرعه وصارت تلحقنا تبيه يفكني .. وزوجته هاللي أسمها الجازي تنطق " خير وين ماخذها " !
حاولت أفك يدي من بين أصابعه بس ماقدرت .. أخذني صوب آخر غرفه وأظافره أحس فيها
تضغط بلا رحمه على جلدي .. تناديه فوزيه
" جلوي .. فكها لا تندم .. فكها وتعوذ من أبليس ولاّ والله دقيت على أبوي "
" بسم الله وش صاير "
تسان صوت البتول إلي جت ع آخر المسرحيه للأسف .. دفني بقوة لداخل الغرفه المظلمه حتى يدخلها ويسكر بابها .. يقفله وأنا رفعت يدي أفرك مكان أظافيره .. التسلب أوجعني .. شغل لمبه وحده وأنا بديت أحس بدموعي تبلل عيوني .. تطق الباب أم جلوي وبصوت عالي
" وش تبي فالحرمه ياجلوي .. أفتح الباب أحسن لك "
راح للباب حتى يضربه بأقوى ماعنده
" مالكم شغل .. تفهمون ولا لا "
يندفع صوت بتسا ولده بقوة .. لف لي .. حتى يتحرك بقوة ويضرب كتفي بقبضة يده ..
" وش تبين مني ذا الحين أنتي .. وش تبين .. وش تبين من جلوي هالحين "
يضرب كتفي بلا رحمة .. أكتفيت أطالع فيه وأنفاسه الحاره تندفع لي .. هاللحظة أبد ماهيب لحظة حتسي .. كنت أرددها بيني وبين نفسي .. وأنا ودي أقول إلي بخاطري .. أحس كتفي
بينخلع من قو ضرباته إلي تدفع كتفي لورا .. صرخ ..
" تكلمي "
لحظات وكأنه صحى على نفسه .. رفع يده لثواني .. تهيأ لي أنه صحى على نفسه ..
مكان ما كانت ضرباته القويه تطيح على كتفي .. سحب بلوزتي لفوق نطق وكأنه ضايع
" من أنتي .. أنا متأكد هالحين إني ما أعرفتس .. وإني ماأخذت لي إلا وحده غبيه .. لو تسان في عقلتس أصلا ذرة عقل ماسويتي إلي سويتيه .. بس غلطتتس هذي بتدفعين ثمنها غالي "
سحب بلوزتي دافها لورا بقرف .. وتحرك صوب الباب .. ورغم إن كلامه ومواجهته هذي جرحت فيني ماجرحت .. تقاويت أنطق بأسى
" ماعندنا وقت ياجلوي ندفع فيه ثمن شي .. أعتقد هالسنين كافيه علي وعليك ! "
وقف حتى يلف لي يطالعني .. هز راسه يأكد شي مابعد قاله وعلى شفاته أبتسامه غريبه نطق
" إلا هالحين .. وبعد ماسويتيه أبشرتس عندنا وقت وكل الوقت "
نطقت وأنا أنزل بنظره عيوني لمستوى رجوله ..
" يتهيأ لك "
سكت .. حرك جسمه لين مارجع مستقبلني.. نطق بنبره لازالت فيها ضحكة
" تعرفين إني قمت أحس إنتس فعلا ضايعه ولا تدرين وش تبين .."
لأول مره أحس في نبرة جلوي كره لي .. لقيت نفسي أغرق فالغصات الغريبه إلي أنفجرت داخلي رافضه هالكره .. على وشك أنهيار أنا .. حتسى وتسنه متقرف مني .. وقفت أحاول
أشد من قوتي .. ماهوب وقت ضعف وغصات لأنسان .. يوم جت له الفرصه يهيني ماتردد
لحظة وحده ..
" يعني متوقع مني وأنت معي أكون حيل عارفه وش أبي ! "
قلتها .. حتى أرفع عيوني له .. أطالعه كملت
" لا تنسى أن لقانا اليوم في بيت عواد .. لا تتأخر "
تحركت بسرعه صوب الباب حتى أمسك مفتاح الباب بأصابع ترجف .. وهو بجنبي يطالع فيني أحس بنظراته ومشاعره توصلني شفافه .. أفتح الباب بصعوبه .. وأنطق
" عشان بس تسمع ماتبي تسمعه من قرار "
وطلعت .. تاركته على أطراف النهايات .. أعبر الصاله وأم جلوي تسألني
" وش يبي فيتس "
أروح تاركتها طالعه من الصاله ومن البيت بكبره .. صوت بتسا منصور لازال يتردد على مسامعي .. يذكرني أنه تسان هالأسم في يوم من الأيام حلم حي مابيني وبينه .. وقدر الله له
يتكوّن في رحم وحده غيري .. أنا بينهم أحس روحي مثل أرواح الموتى .. أطلع للحوش متحركة صوب ظلال بالعافيه كانت تتكون حول شجر .. أوقف عليها وأنا أحاول أتنفس ..
شي غريب يكتم على صدري .. أبلع ريقي لعل هالعبره الواقفه في بلعومي تنزل .. أمسك رقبتي وألمسها .. صارت حرارة الشمس تاكلني .. وكنت أحتاج هالحرارة .. أحتاج شي يشغلني عن كل ما أحس فيه .. لحظات وتطلع فوزيه ووراها أمها .. توقف قبالي فوزيه بخوف
فوزيه : سوا لتس شي ..؟
هزيت راسي بالرفض ..
أم جلوي براحة : أجل ماعليتس منه ..
قالتها حتى تروح تبتعد عني .. أطالعها معطتني ظهرها وتبتعد .. كان سؤالها مجرد سؤال من باب أهتمام مؤقت .. فرحتها برجعة حفيدها ماتسع لها الدنيا .. كيف قدرت أزين فرحتها بهالشكل فوق خراب حياتي .. تختفي من قبالي ..
فوزيه تطالعني وبحده : وش سويتي يانوق .. ليش .. ليش سويتي إلي سويتيه .. وش تسان حادتس يابنت عمي .. فيه وحده بعقلها تسوي إلي تسوينه هالحين .. الجازي عقرب .. شلون ترضين فيها تعيش من جديد بحياتكم ..؟
نوق : تعبت أقولتس مابيني وبين أخوتس أي حياه
فوزيه بعصبيه : حتى لو مابينكم حياه .. فكري بعقلتس وتداركي عمرتس معه .. ياما حريم بينهم وبين أزواجهم مشاكل وعاشوا .. عاشوا والله عوضهم بعيالهم .. وفيه من عاشت مع رجّال به من العيوب والبلاوي ما الله به أعلم وهذي عوضها ربي بشين ماتحلم فيه .. وأخوي مابه عيب .. ولا هوب راعي بلاوي .. أتركي عنتس العواطف والخرابيط ... لاتدمرين عمرتس .. والله جلوي شاريتس أقولها للمره الألف
نوق : بس أنا ماعدت أقدر أعيش ..
فوزيه رفعت أيديها لفوق بقهر حتى تنزلها بقوة .. تنطق : أففففف منتس
نوق : دقي ع أخوتس مشعل ياخذنا .. يافوزيه ..
حركت عيوني لورا فوزيه حتى أشوف البتول واقفه ورانا بجنب باب المدخل .. دايما بعيده .. صامته في مايصير بيني وبين جلوي ..
فوزيه : للأسف بيجي لتس يوم تندمين !
لحظات ويطلع جلوي قدامي شايل ولده منصور .. ووراه تمشي الجازي .. ماطالع فيني أو ألتفت .. كنت وأنا أتتبعه .. أجمع مشاعري إلي كانت مخيفه في تفاصيلها .. مرتب أطراف شماغه فوق راسه بفوضويه .. بطوله يتحرك من قبالي طالع من باب الشارع .. وفوزيه
لفت تطالع إلي أنا أطالعه .. وبسرعه صارت تضرب يدها على فخذها بقوة
" أنا بموت من القهر .. كيف قدرتي تسوينها .. ترجعين هالعقرب .. أبوي كيف طاوعتس "
عمي منصور !
عمي منصور يوم طلبته الصبح .. ماتردد يجي وأنا ماقدرت ع النوم .. كانت ليلة صعبه علي .. فكرت بخسارتي وربحي .. حاولت أجمع كروت الربح في ماصار من زواجي بجلوي ..
صليت ودعيت الله ألف مره يظهر لي خيرة الزواج .. دعيته يبان لي ع الأقل شعور من الراحة مجهول إن تسان فعلا رجعة جلوي خير لي .. كان ألم السهر لساعات عشان قرار مصيري بعد ليلة من التعب والفرح .. كثير علي ماقدرت أتحمله .. غفيت كم ساعه وصحيت وأنا مستمره في دوامات التفكير .. ولقيت كل مافكرت أكثر بذاك الماضي وبهالحاضر .. كأني
أحط كف كرامتي بجهه وأني أعيش وأستمر مع جلوي بلا كرامه بجهه ثانيه .. !
وجى عمي منصور .. قابلته وقلت له أبيك ترجع الجازي لجلوي .. حسيته يغرق بالدهشه قبالي من طلبت منه هالطلب .. رفض وقال ولدي أعرف بمصلحته وماهي حلوة في حقه .. قلت له أعرف بمصلحته لو كان هو وهي لحالهم .. لكن ولدهم وش ذنبه .. والناس لا تحط إني من سببت هالطلاق وأنا بعيده عنه .. ترجيته ... بس يروح عند أهلها ويكلمهم ويطلب منهم ترجع .. أكيد له قدر وأحترام وجيته ماهيب مردوده .. أعرف عمي منصور علاقاته ممتازه مع الكل .. والكل يحترمه ويقدره .. ومتأكده إنه لا زال .. رحت أنا وياه ونزلني في بيته .. جلست فالمجلس الخارجي لين مارجع وهي معه .. دخل علي .. قال لها
" هذي من طلبت مني يا أم منصور ترجعين .. عساتس تذكرين معروفها "
ولا تسنها شافتني .. طالعتني من فوق لتحت وصدت وهي تضحك .. كانت محتقرتني وكنت أنا مشغوله بالأهم .. مانيب فاضيه أنزل لأسلوبها .. ورحت داخله بيت عمي منصور ..
طقيت الباب .. وفتحت الباب لي أم جلوي .. من شافتني كشرت بس تبدلت هالتكشيره لفرح من شافت ماوراي !
وقالها عمي كل شي .. ورفعتني للسما .. مدح وترحيب فيني للبيت .. و أشياء ماكشفت لي إلا كم كنت غبيه على كثر ماصبرت منها قبل !
" أبروح أدق ع مشعل هاللي أعوذ بالله ماينشاف "
قالتها فوزيه من طال صمتي قبالها ,, وراحت تاركتني للقرار إلي يخفي نفسه داخل نفسي ونفسه ..!
.
.
.
" هذا إلي كنا نتمناه من زمان .. ما أدري كيف وافقتي ترتبطين بواحد نفسه أبصراحة .."
تجلس على كنبه طويله بجنب شباك الصاله الكبير .. تضم رجولها لصدرها وشعرها بلونه البني جادلته .. ترفع يدها حتى تلامس شعرها وهي تحس بصداع فضيع .. وكلام أختها تحس
أنه زاد الصداع فيها أضعاف .. أضعاف .. لحظات وتنزل يدها على خشمها الطويل .. تفركه
وتسحب هوا بقوة لصدرها .. تلبس بجامه واسعه على جسمها .. لاسمينه .. ولا نحيفه .. حريصه دايما على إنه يعيش جسمها حاله هالأتزان في معالمه .. تكره السمنه المفرطه
وبنفس مقدار هالكره يكون للنحافه الزايده .. ضمت شفاتها وبشرتها البيضا رغم البثور
المتفرقه بوجهها .. تزيد جمالها ..
" والله لو يعرف أخوي ممدوح أنك تبين الطلاق .. بيفرح كثير لأنه ياما تمناك لمشاري .. مشاري نفسه بيفرح "
ردت بضيق
" أنا أقولك بس .. ماقررت .."
ردت أختها بسعاده
" هذا بداية الخير .. فكرتي ..ياااارب لك الحمد .. من شفت هالعواد ما أرتحت له شايف نفسه ولا يشوف أحد شي .. وبعد يتشرط عليك ! "
نطقت
" أدق عليك بعدين .. لأني تعبانه هالحين "
أبعدت الجوال عن أذنها حتى تسحب شال واسع من على الطاولة .. تشمه ببطء لين ماحست صدرها يتشبع من ريحة العطر .. صارت تغطي بهالشال رجولها .. وهو من بقايا أشياء أمها إلي غادرت هالحياه تاركه لها شال وعطر مفضل عندها .. ولحظات تحرك أصابعها صوب وجها .. تغطيه بضياع وتبعد كفوف إيديها عن ملامح وجها .. ترفع عيونها تطالع الشباك
حتى يبان اللون الأحمر فيها .. إلي قاله عواد في حق أمها كبير .. أكبر من أنها تقدر تتجاوزه
مثل كل مره وتسامح .. ببساطه ماقاله مؤشر كبير لها إن هالعلاقه فسدت .. ومستحيل تقدر
تتجاهل كل شي وتستمر معه وتنجب عيال حتى يعيشون شي عاشت ألامه وجراحه .. ولا زالت تعيش منفاه .. تسحب هوا لصدرها حتى تسمع صوت باب الشقه يفتح .. يرتفع صوت أخوها
" هلا .. حياك الله "
أنتفضت بقوة من على الكنبه وعيونها بخرعه تطالع لقدام .. سحبت الشال وراحت تركض
لغرفتها وتوقف ورا الباب .. يقترب الصوت حتى ماصار بينها وبين أخوها إلي دخل الصاله ووقف إلا باب غرفتها ..
فارس يأشر لقدام : نورت الشقه يا عواد
عواد يطالعه وبإبتسامه : أشغلتنا بالترحيب .. تسننا ماحنا من الصبح مع بعض
فارس ضحك : لازم عاد أدخلك جو
عواد ينحني جالس .. يرفع عيونه لفارس نطق بصوت متوتر : تناديها ..؟
فارس بأستغراب : تتقهوى بالأول
عواد على طول رفع يده : لالا .. أبد مانيب محتاج قهوه
فارس أشر لباب الغرفه : دقايق بس ..
يتحرك فارس بخطوات متوازنه صوب غرفتها .. دخل حتى يوقف يطالع الغرفه الفاضيه ومايدري أنها واقفه وراه تطالعه بحواجب أنعقدت بقوة .. تدف الباب لين أتسكر وهو بخرعه
لف لورا ..
ناديه تأشر للباب : من جايب أنت ..؟
فارس بهدوء قبال أنفعالها : عواد طلب يشوفك وأنا وياه من الصبح قاعدين مع بعض
ناديه بتهديد : تروح أنت وصديقكك هذا وتطلعون من شقتي
فارس : قولي لا إله إلا الله
ناديه بصوت واطي حيل وبعصبيه : فارس .. أنا سمعته يقول نادها .. مابيني وبينه شي
( أشرت بأيديها ) أنتهى
فارس بضيق : أهدي طيب خليني أقول إلي عندي
ناديه بتأكيد : مابي أسمع شي
تحركت ببجامتها الفضفاضه حتى تمر من فارس رايحه صوب السرير .. أنحنت تجر لها كرتون من تحته وعلى طول فزت واقفه وهي تتمسك فيه بقوة .. وبخطوات واسعه رجعت لأخوها حتى تدف الكرتون صوب بطنه و يمسكه بعيون أتسعت
فارس : هذا أيش ..؟
ناديه : أغراضه .. ولا رجعنا لبيتنا بيوصله الباقي
فارس صار يطالع بوسط الكرتون : الله الله .. كل هذا شايلته معك للرياض ماشاء الله .. وأنا أقول شنط الأخت كثيره ع إيش ..؟
ناديه أتسعت عيونها : تستهبل ( دفت الكرتون لقدام وراحت راجعه للسرير ) خذه بس
فارس بهدوء : طيب .. كم عندنا ناديه
لفت تطالعه وهو راح يمشي فعلا لباب غرفتها .. يفتحه ويطلع .. ببرود !
جلست على السرير متوتره ومرتبكه .. خايفه من ردة فعله وهي تعرف أنه شخص أنفعالي درجه أولى .. رفعت أيديها وحطتها على أذانيها .. صارت تضغط عليهم بقوة ماتبي تسمع صراخه .. تبيه يطلع من شقتها بسلام .. مستعده هالحين تتركه يرحل .. غمضت عيونها
حتى تنزل براسها على ركبها .. بس بخرعه رفعت راسها من أنفجرت ضحكت فارس بقوة ..
تحركت واقفه وهي بذهول تطالع الباب إلي كان نصف مفتوح .. تزيد ضحكات فارس .. تتحرك بخطوات متقاربه صوب الباب .. تلامس أطراف أصابعها الباب حتى
تقترب بعينها من الفتحه الظاهره قبالها .. تشوف عواد منحني يفتش بالكرتون إلي بين رجوله .. مع فارس إلي كان متحمس وهو ياخذ كل غرض يطلعه عواد من وسط الكرتون ..
أبعدت عن الباب مغطيه وجها .. فارس و عادته السخيفه.. هالفضولي !
وهي الغبيه راحت مسلمته كل أسرارهم .. وكأنها تقول له هذا وقت التسليه بالنسبه لك يافارس .... كيف نست .. كيف ..؟
نوت تتحرك لقدام بس وقفت تعض أصبعها ويدها أستقرت على خصرها .. رجعت لمكانها
تبي تسمع وش بيقولون ..
فارس : دقيقه .. بشوف
عواد يرفع برواز : قصدك هذا ..
فارس ياخذه وهو يضحك : إيه
عواد أبتسم نطق بصوت دافي : هذا أذكر إن مره تهاوشنا وأرسلت لي تطلب أشتري لها ولي برواز صورة يوم كنت بدبي إذا بترضى !
فارس ظل يتأمل عواد وكأنه يفكر بشي نطق : ورحت شريته
عواد : وش تسان بيدي يعني .. أقول لا !
فارس هز راسه بأسف : برواز عاد .. متعب نفسك مره وعايشين جوكم للأسف !
عواد أنحنى بسرعه يدفه : أقول أبعد عن أغراضها أجل
فارس يضحك : والله هي من سلمتني أغراضها
عواد : واثقه فيك
فارس رفع أيديه وبقلة حيله : للأسف إنها تعرفني والله
" فارس "
رفع عواد عيونه صوب باب غرفتها إلي كان شبه مفتوح .. توقف وراه ويعرف إن هالمره كسرها بشكل مايدري هل بيقدر يداويه أو لا .. تعرف أن عيبه الوحيد لا كان في حالة غضب
يقول كلام قاسي .. هذا طبعه .. حرك راسه فارس صوب باب الغرفه .. نطق بصوت عالي
" تعالي "
لف صوب عواد وغمز له .. وأبتسامته تتسع
فارس : شف كيف أبخليها تطلع
عواد ببرود نزل راسه .. صار يلم أغراضها : خلها على راحتها
فارس بقهر تحرك واقف : أشغلتونا ..!
توجه صوب غرفتها ومن دخل حتى يشوفها ورا الباب واقفه متكتفه .. تطالعه بعصبيه
فارس : بسم الله
ناديه بصوت واطي : ماقلت لك تعطيه الأغراض
فارس وهو يقلد نبرة صوتها: عطيته وحب يتفرج عليهم أقول له لا وهي أغراضه
ناديه سحبت هوا لصدرها بقوة حتى تفك أيديها وتصد عنه : يارب صبرك
فارس قرب منها حتى يحضنها : متى تكبرين أنتي
ناديه دفته بعيد عنها وراحت لسرير حتى تجلس وبحده : ترا الوضع جدا مايسمح لك تاخذه مزح وأستهبال يافارس ..
فارس طالعها : عارف وأنا قلت لك من الصبح وأنا معه ..
ناديه أتسعت عيونها وبأستهزاء : لا والله برافو عليك يافارس .. تقعد وتضحك مع واحد يشوف أمك .. ( أهتز صوتها وعلى طول أخذت نفس ونزلت بعيونها للأرض ) سواد وجه ..
رجع فارس لورا حتى يسكر الباب .. ويتحرك مقرب منها .. يجلس بجنبها
فارس وهو يحرك راسه صوبها : هو قالها وهو معصب ومصدوم .. وفي من قالها قاصدها والفرق بين الأثنين .. إن عواد دق علي وقابلني وأعتذر .. وأنا والله ماعرفت بالسالفه إلا منه
ناديه طالعته ولمعة الدمع تبان بعيونها .. هزت راسها : لا ماينفع أعتذار .. مستحيل أورط نفسي مع أنسان عنده قابليه يتعرى من وحده بتكون جدة عياله مستقبلا
فارس وهو يشبك أصابعه مع بعض : تعرفين أنه قال لي .. مستعد يراضيك باللي تطلبينه
ناديه بصوت واطي حيل : أنفصل أنا وياه هو بطريق وأنا من طريق
فارس بذهول : مجنونه
ناديه بضيق وهي ترفع يده بوجه أخوها : ليش تتكلم بهالبرود الغريب ..
فارس : لأني أنا وياه قعدنا وتكلمنا هو قال ماعنده وأنا قلت ماعندي
ناديه حركت راسها تطالع بإستقامه : كل شي أتحمله إلا إن أمي تنهان( أبتسمت من تذكرت حتى تفرك أيديها في بعض مريحتهم على رجولها ) تدري إن خالتي أمس أم بتار رجعت تعلنها قبال الجميع إن ماعندها إلا أخت وحده
فارس بسرعه صد وصار يفرك شعره : يعني بالله متوقعه تقول قدام الكل هذي بنت أختي
ناديه أندفعت : لا والله .. كثر الله خيرها يوم إنها ما أعترفت فيها .. ع الأقل فضلت تنساها ولا تذكرها لابسوء ولا بخير ..
فارس لف يطالعها : تعرفين أنك وحده تحبين الهم .. ليش تروحين لهم ؟؟ مادقت عليك إلا إن بناتها أصروا عليها تدق .. أو من باب أنا دقيت الله يكثر خيري .. مافي أحد منا متواصل معهم إلا أنتي
ناديه حطت يدها على صدرها وبحزن : صلة الرحم يافارس .. كيف أقطعها .. أبي أمي ترتاح
فارس بعصبيه : أمي هالحين ماراح ينفعها إلا الدعاء لها أو تتصدقين عنها بوقف .. بمشروع .. ماترمين نفسك للنار وتقلبين لنا صاحبة دين وعبادة
ناديه بصوت واطي حيل : لا تنكر إنهم من دمك ولحمك !
فارس رفع يده بقهر وصوته أرتفع : تبرينا من هالدم واللحم .. وإنتي خليك عايشه بعالمك ومثاليتك ..
ناديه رجعت لورا من صوته : طيب صوتك لا يرتفع
فارس فز واقف : أنا رايح للمطبخ أسوي لي ولعواد قهوة أفضل من أني أسمع ماسوته الخاله .. أطلعي له وأسمعي ماعنده وأنا ماراح أسعى للأنفصال نهائي .. هذا آخر ماعندي
حرك يده بوجها وكأنه يعطيها إشاره بإن الأمر منتهي
تحرك طالع من الغرفه .. تسمعه يقول " شوي وبتجيك "
أخذت نفس بقوة وأنفعال فارس أخلعها .. حطت يدها على صدرها ولا عادت تدري من الصح ومن الخطا ..؟ ضايعه مابين أنصاف الشعور والأشياء .. أرتفع صوته هو إلي خلا رعشات في جسدها تهزها ..
" بسرعه ياناديه "
كانت هذي المره الوحيده إلي يلزّم عليها باللقا .. يناديها كاسر حواجز العادات والتقاليد إلي حكمت على الرجل مايشوف زوجته إلا بليلة الدخله .. وإن المكالمات واللقاءات مابينهم حرام
في عرف الناس والمجتمع .. وهي بما أنها عاشت في مجتمع تحرر من هالقيود وهالأعراف .. لقت نفسها تحافظ وتميل لعاداته هو وتقاليده ..تحس بالولاء لها والتقدير ..ترفض الأختلاط مع غير محارمها .. ترفض
اللقاءات العابره مابين بنات وعيال العم .. ترفض السلام .. وهو يعرف .. يعرف إنها أبعد من
أنها تتحرر نفس ماحولها .. لكن ظل التذكير فيه من باب الخوف عليها .. يلزمها في كل مره يدق ويتأمر عليها .. لا تسوين .. لا تفعلين .. أنتبهي ..!
ماقدرت ترفض وفي نبرته هدوء غريب .. تحركت واقفه حتى تروح صوب الكبت .. تفتحه وتلبس عبايتها الكتف .. وتسكرها زين من قدام متأكده أنه مايبان شي نهائي .. تاخذ شيلتها
وتلفها حول راسها وتلبس نقابها .. تتحرك تاركه الكبت مفتوح وتوقف قبال المرايه .. تنحني تعدل نقابها وهي تحاول تخفي توترها .. رموشها الطويله تزيد من جمال نظرة عيونها ..
تتعدل بوقفتها وتاخذ نفس بقوة زافرته .. الأمور بخير وبتعدي .. رددتها بنفسها ..
وبخطوات متردده تروح للباب .. تسحبه وتطلع ..
توقف والرجفه لأول مره تتملكها .. تشوفه جالس وهو شابك أصابعه مع بعض .. أناقته وهيبته لا زالت تعطي لهاللقا رسميه أكثر مما بتكون عليه .. ماطالعها نهائي .. كانت عيونه
متوجه لزوايه أبعد .. نزلت يدها تلم عباتها والشيله مرميه على كتوفها .. سحبت طرف منها حتى ترميه لورا وتجر نقابها لتحت بعبث .. حركت رجلها لقدام حتى تستوعب أنها لا زالت
لابسه الشبشب إلي بشكل سنجاب .. وبسرعه تراجعت لورا بس وقفت من نطق
" تعالي .. تعالي ماهوب لازم تغيرينه "
فتحت عيونها على الأخر .. مسرع عليه ينتبه نزلت أيديها وصارت تجر عباتها لتحت .. نطق بدون مايطالعها
" والله ماهيب محتاجه كل هذا ! "
صارت بعبث تتلمس عباتها حتى تتقدم أكثر له .. تجلس على أقرب كنبه على يمينه .. برسميه .. تحط أيديها بحضنها .. ولا زال يبعد عيونه لا يطالع فيها ..
عواد ينحني حتى يدف الكرتون لها .. يضرب رجلها : أغراضتس هذي لا تفرطين فيها
ناديه سحبت رجولها لورا .. تميل بجسمها على طرف الكنبه : ..........................
عواد : أخبارتس ..؟
ناديه تلف للمطبخ إلي فيه أخوها وهي تسمع صوت حركته : بخير
عواد : نمتي أمس ..؟
ناديه لا زالت تطالع المطبخ .. تقلده وهو يبتعد بنظره عنها : الحمدالله
عواد حس فيها ملتفته .. حرك عيونه صوبها : جوالتس مقفل
أنحنت بسرعه للطاوله الزجاج حتى تحط كف يدها على شي .. عقد حواجبه بقوة ومايدري وش قاعده تسوي صار يطالع يدها البيضا .. سحبت كف يدها لجهته ومن رفعت يدها حتى يشوف شريحة جوال ع صغرها مقسومه لنصفين !
رجعت جالسه في مكانها ..
عواد : وش هذي ..؟
ناديه بنبره حاده : شريحتي
عواد بأندفاع .. مصدوم : كسرتيها
ناديه تتكتف وترجع تطالع المطبخ : مو بحاجتها
عواد بحده : ناديه طالعي فيني
ناديه : أطالع شخص مايطالعني
عواد بنبره مندفعه : ناديه أقول طالعي فيني !
ناديه : يكفينا ياعواد يكون سمعنا أقرب من عيونا .. صح ولا لا
عواد بسرعه حط يده على وجهه يفركه بقهر ويصد : أستغفر الله وأتوب إليه
ناديه رجعت بظهرها مريحته على الكنبه : .........................
فارس بالمطبخ : التمر وين ياناديه ..؟
ماصدقت يسألها .. نوت تقوم بس بسرعه نطق عواد بصوت مرتفع
عواد : أجيب لك تمر أنا بس أكرمنا بسكوتك ..
فارس : طيب
تمدد لحظة الصمت بينهم .. ينوي يكسره هو
عواد يطالع ناديه : شوفي أنا من صدمتي أمس قلت ماقلته .. لو أني عارف بالوضع تسان .. ناديه طالعته بسرعه مقاطعه كلامه: كان ما أستعجلت بالأمر ومارميت نفسك بسواد الوجه هذا
عواد ونبرته تحمل وجه الأعتذار صوب قلبها : والله العظيم طلعت مني غصب عني .. من صدمتي .. أنا ما كنت أعرف أسم هالحرمة إلي تبروا منها آل جهمان .. يعني يوم إني ولد وأنا أسمعهم يقولون فلانه .. تبروا منها أهلها وواصله بينهم للذبح .. ولا هيب ذيك العلاقه
مابينا وبين آل جهمان .. وإلي أعرفه زياده إن جهمان نفسه من فخذ ووأمتس وأهلها من فخذ .. عشان تسذا ألتبس علي الأمر ..
ناديه وكأن تبريره رفض يعلى على جرحه أمس : ماقلته مو بعذر
عواد حط يده على صدره : والله أعتذر .. تعرفين إني شاريتس وأخذتس وأنا عارف بحجم المشاكل إلي بتكون بيني و بين جدي وأمي .. وهالحين بتمسك فيتس وأنا عارف إن النار بذوقها من أبوي وأهلي !
ناديه وهي تشد على أيديها المتكتفه .. تهز رجلها وتصد عنه : ليه كل هذا .. عندك خيار ياعواد هالحين .. أنا بطريق وأنت بطريق
عواد : مجنونه أنتي !
ناديه لفت له وبقهر رغم أنها وهي منفعله كان صوتها الناعم .. يحتفظ بهدوئه : إيه أنا مجنونه .. لأن في كل مره تغلط علي وأطلب ( ضربت الكرتون برجلها ) أشياء تافهه ماتسوى .. وأمس .. أمس تطاولت على أعز ما أملك ياعواد .. شي أنت الوحيد إلي كنت تدري عنه وعن حجمه في قلبي وياما تكلمت لك عن أمي.. إتهمتها بسواد الوجه .. كأنها شي مقرف وعار .. تجرأت تتكلم عنها بكره وحقد ..
عواد برجا : ناديه أهدي ..
ناديه بصوتها الناعم المنفعل : وذنب أمي إنها قعدت تشوف عمرها يضيع محجره على أبن عمها الصايع التافه السكير .. ما هاجمه مجتمعكم ولا أنذكر لا بالعار ولا بالسو .. لكن هاجم أمي يوم طلبت حقها بالحلال .. وتزوجت بالحلال بالي يرضي الله ورسوله .. وأنت أمس
غرق صوتها بالعبره حتى تغطي وجها بسرعه وتنهار تبكي قباله ..
ناديه : هذي أمي يابشر .. أمي والله حقها منكم ومن كل من تكلم فيها بتاخذه عند رب العالمين .. سبقتكم في اللقا كلكم .. سبقتكم
أنحنت براسها على ركبها تشاهق فالبكا ..أنهارت قباله لأول مره .. وبسرعه طلع فارس إلي راح لها بخطوات واسعه .. أنحنى حتى يجلس قبالها ويمسك راسها يبوسه
فارس : ندوش .. خلاص الأمور بخير
ناديه وصوتها يختفي : والله ماعدت أتحمل .. أحس نفسي خلاص ..
فارس وهو الوحيد الأقرب لها : هذا لأنك تسمعين وتكتمين .. كم مره أقولك دقي علي وتكلمي .. قومي .. قومي معي
تحرك وهو يسحب أيديها لين وقفت وبقوة حضنها .. تحركوا من قباله هو إلي ظلت عيونه تضيق بالحزن ... وش كان بينهم هالحين ..؟ ماغير منفى ووطن ..!
.
.
.
ينزل نعاله عند باب ديوانيه جده في وجه عبوس .. ضايق .. يندفع بجسمه داخل بعد ماطلع من المسجد مع جموع المصلين لصلاة المغرب في أبعد مسجد عن الحي إلي فيه بيت جده .. ولايدري ليش لقى في نفسه مشاعر تامره يمر على جده إلي كان مستغرب منه لا دق ولا سأل!
لكن هالخطوات المتقاربه وقفت من شاف حمد وفيصل جالسين حول صينية القهوة والشاي .. ضاقت نظرة عيونه أكثر والحقد الأسود دفنه داخل نبرته من نطق
" السلام عليكم "
أرتبك حمد من شافه وصار يحاول يبلع تمره حس أنها علقت في بلعومه .. لف فيصل صوبه حتى ينطق وهو يمد الكلام مد متفاجأ من شوفته ..
" وعليكم السلام .. هالله هالله وأخيرا شفناك .. وينك مسافر؟ "
ولا رد عليه أكتفى يتحرك وملامح وجهه بدت تمتلكها مشاعر الغضب .. يمر عابرهم لين جلس قبالهم في صدر المجلس .. وبجنبه المركه .. رمى جواله على الأرض وأنحنى متساند عليها وهو يشبك أصابعه في بعض وعيونه تنتقل مابين حمد وفيصل ..
حمد قام يبتسم بربكة : هه .. إيه .. إيه أخبارك يا بادي ..؟
بادي ظل يطالعه بصمت : ...................................
فيصل بأندفاع : وش فيك ماترد ... شايف نفسك علينا !
بادي ببرود يخفي وراه بركان رجع يطالعه : ..........................
فيصل : سلامات ياولد
حمد بسرعه ضرب يد فيصل : خله عنك .. يمكن معصب
" وين أبوي "
قالها عواد إلي ظل واقف عند باب الديوانيه ووجهه غرقان في عالم من الهم والضيق ..
حمد أشر بيده لورا : تلقاه فالبيت .. ترا مدري وش فيه بس ساكت ويهوجس !
ولا رد عليه على طول تحرك من قبالهم
حمد : وش فيهم اليوم ...؟
فيصل بضحكة : هذا ( أشر لبادي ) ونعرف مافيه ( حرك يده للباب ) بس ذاك تهقى وش مخليه بهالشكل إلي شفناه !
حمد بخرعه وعيونه طارت .. نطق بعصبيه : فيصل !
بادي مال براسه ورفع حواجبه لفوق : وش قلت
حمد نفض أيديه : خلاص فكونا
بادي هز راسه لفوق وتحت ببطء : لالا .. فعلا محتاج أعرف وش يعرفه عني
كانت هذي الفرصه الوحيده إلي حس إنها بتترك قلبه وكرامته في سلام تام .. هذي هي الفرصه إلي تأخر فيها كثير وهو يترك تصرفاته المؤذيه عشان فلان وفلان ..!
وأحترام لفلان ..!
وهو يحس إنهم ذات الأشخاص ماترددوا يمشون على قلبه .. وكأنهم يقولون لقلبه متى تموت عن الأحساس والغلا ماعاد يشبه نفسه !
فيصل رفع كف يده اليمين حتى يحركها يمين ويسار : علينا .. ترانا عارفين البير وغطاه
بادي يبيه يقولها بس : إيه عطني العلم يافيصل .. هات ماعندك
فيصل ولا كأنه قد طاح في شر لسانه من قبل : علينا يابادي .. الحب بنت العم إلي آخرتها طلعت متزوجه الله لا يبلانا وأطلقت على زوجها الرصاصه في بيت أختها .. وعاد ترا جدي حركته قويه فيك .. وهذا أنت يقال إنه يحبك ويغليك بس فالنهايه ماهوب صاير إلا الشي إلي تستحقه .. ماعليه ماعليه بتنسى
أنتهى من هالكلمات حتى تتسع عيونه بقوة من أنحنى عليه بادي بكل ثقل جسمه يجره مع ثوبه .. واللكمات ماتردد يوجها لملامحه وهو أنفجر وصار يصارخ
" أيا الكلب .. يالحقير .. "
أنتفض حمد بقوة واقف .. وتحرك حتى يطيح بصينيه القهوة والشاي .. وبادي قباله لازال يصرخ
" من زمان وأنا ساكت عنك لمتى .. لمتى يالنذل .. ياراعي السوالف ! "
صرخ حمد بقوة وبخرعه من شاف الدم ينزل بشكل غير طبيعي من خشم فيصل إلي ماعاد يقدر يتكلم .. وشماغه مع العقال طاحوا وراه ولا باقي غير طاقيته على راسه ..
" باااااااادي .. أتركه بيموت الولد بين أيديك "
تركه مقرر يوقف اللكمات وأيديه تبللت بالدم وبقوة جره لين وقف .. صار يهزه بجنون ويصرخ ..
" وش تبي فيني .. بيني وبينك مطالب ! "
فز حمد واقف وهو يتمايل من الكاسات والفناجين إلي صارت بكل جهه .. لف يده بقوة حول خصر بادي وصار يرجع لورا .. وفيصل بخرعه ومن الروعه يبي يهج ولاهو قادر .. لحظات
وقرر يدافع عن نفسه والخرعه شلت لسانه .. رفع رجله بيرفس بادي مع بطنه لعله وعسى يفكه .. وحمد بقلة حيل يجر بادي ألي طاح عقاله وبقى الشماغ حول كتوفه صرخ بفيصل ..
" وخر عنه .. وخر "
تمايل بادي من وطى على صينية القهوة والشاي .. يصرخ مثل المجنون
" ماكون ولد أبوي إن تركتك ياحيوان .. "
شد فيصل بجسمه لورا حتى تنفك أيدين بادي منه مستغل طيحته .. وبسرعه أنحنى ساحب العقال وبدى يضرب بادي ولا كأن الدم ينزف من خشمه .. غطى بادي وجهه وفجأه جر العقال حتى يسدد لكمة بكل قوته لبطن فيصل إلي ترك العقال وراح يركض بيطلع من الديوانيه ..
صرخ بادي بقوة ووجهه صار أحمر ..
" فككككني ياكلب .. فكني "
دفع أيدين حمد من حول خصره وراح يلحق فيصل .. يصرخ بصوته
" والله ما أخليك .. "
حمد راح يركض وراهم بروعه ويصرخ
" بادي .. باااادي خله "
زاد من ركضه وهو يشوف بادي لحق على ركضات فيصل الغير متوزانه .. رماه على الأرض وركب فوقه .. حط يده على راس فيصل وهو يرصه بقوة على السيراميك .. صرخ بادي بحقد وقهر والمراره في قلبه ماتوصف
" وش تبي فيني .. لمتى بسكت عنك ياحيوان .. تجيب سيرة بنت عمي وفوقها تحتسي عني بالمجالس يازباله "
قام فيصل ينتفض والدم بدى يغطي وجهه .. عيونه فجأه أتسعت وبدت تنحرف عن مسارها .. ولون بشرته يتغير للأحمر ويد بادي الثانيه صارت ترص على رقبته .. لحظات حتى يرتفع بادي بقوة لفوق و يرميه عواد لورا بأقوى ماعنده .. يصرخ فيه
" وش فيييك "
ولا كانت هالرميه لها ذاك التأثير وهو يشوف فيصل يتلوى على الأرض يحاول ياخذ نفس .. وقف مثل المجنون وراح يركض بكل قوته حتى يوقف له عواد ويجره مع ثوبه .. يعطيه كف بأقوى ماعنده ويهزه .. يصرخ بوجهه
" تبي تذبح ولد عمتك .. "
طلع بو عبدالله وهو يتعكز على عصاه ووراه أم عبدالله إلي صارت تضرب خدودها بقوة وترفع صوتها ..
" وخر ياعواد عن بادي لا تلمسه .. لا تلمسه "
عواد والصدمه باللي شافه ما أستوعبها .. ظل ماسكه يشد ثوبه من الصدر : ماتحتسي .. وش فيك أنت .. ( صرخ ) وش فيك ..؟
أبو عبدالله بخوف وخرعه حاول ينزل وهو بالعافيه ينطق : فكه ياعواد ..فك وليدي
عواد بعصبيه : ولدك هذا شكله بيصير عبدالله ثاني ويجيب لنا مصيبه !
حمد بقهر نطق وهو يأشر على فيصل : هذا الكلب هو من تعدى عليه بالكلام .. يستاهل ماجاه
تمايل عواد لورا بعيون متسعه من دفه بادي بأقوى ماعنده حتى يثور .. يصرخ
" أنا مانيب الحلقه الأضعف بينكم .. خلااااااااص .. فكووووني من شركم "
فتح منصور الباب حتى يوقف بخرعه وهو يشوف فيصل مرمي على الأرض والدم حوله وعلى ثوبه .. وبادي هناك بعيد أيديه وثوبه دم وقباله عواد واقف يطالعه بنظرات الشر ..
صارت تنتقل عيونه لأمه إلي قامت تبكي .. وأبوه المصدوم .. وحمد ..
أنتفض من سحب بادي جواله حتى يرميه على الأرض بأقوى ماعنده
" أنا ماعدت مرسال لأحد ولا بيني وبينكم شي .. "
طالع عواد وهو يصرخ بوجهه
" وأنتبه تتأمر علي وخل ذاك الزباله " أشر لفيصل " ينفعك هالحين "
تحركت أم عبدالله بخرعه وهي تتمايل بمشيتها من تحرك بادي صوب باب الشارع .. قامت تبكي وهي ترفع أيديها لمنصور عابره زوجها إلي ظل واقف بصمت غريب !
" تكفى إلحق وليدي .. لا تخليه يروح تسذا .. يامنصور خل الولد يرجع .. والله إن راح ماهوب معوّد .. يابادي تكفى لا تروح .. يابادي "
مر من عند منصور إلي مسك يده بس نفضها بقوة وطلع .. تحرك منصور طالع وراه .. يمشي بخطوات واسعه .. يناديه
منصور : بادي .. وقف .. يابادي
ولا كان راح يوقف ويسمعه .. مر عواد من عند منصور يركض له بكل قوته وهو يشوف بادي وصل لسيارته وفتح الباب .. يتنفس بقوة وجسمه يحس بحراره غريبه فيه.. أنحنى عواد له ساحب يده .. نفض بادي يده بقوة حتى يصرخ
" وخر عني .. وخر "
عواد : لا تروح وأنت تسذا
بادي طالعه بعيون متسعه .. رفع يده : توكل على الله
عواد : أنت .........
بادي دفه مع صدره بصراخ : أقول فارق عني .. فكني من شرك خلاص ..
مسك عواد يده بقوة يبي ينطق لكن بسرعه وقف مابينهم منصور .. صار يدف عواد بعيد
منصور بضيق : خلاص أتركه .. أتركه ياعواد
وبسرعه ركب بادي سيارته حتى يرتفع صوت السياره إلي أبعدت عنهم فجأه !
وقف منصور يطالع السياره تبعد عنهم مثل لمح البصر بشكل غير طبيعي .. وهو ضايع ووراه أمه طلعت من باب الشارع تبكي ..
" تركتوه يروح .. تركتوا وليدي ياحسبي الله عليك يافيصل ..! "
.
.
.
يركض بقوة داخل الأستراحة وهو ماسك الجوال ويصور سناب .. ينفجر يضحك أول ماسمع أخوياه يتوعدون فيه باللي سواه .. حرك الجوال لفوق من وقف حتى ينطق بأبتسامه وصدره يرتفع وينزل بقوة
" أكلوها ..مانيب قايل لكم ناطرهم ليلة غبرا "
أرسلها حتى يميل بقوة يركض صوب باب الشارع ويطلع وهو يحاول يتنفس من الضحك ..
يلحقه صديقه عمار بالعصا بقميص النوم وشعره مبعثر في كل جهه
عمار : والله لا ترجع لك يامشعل
مشعل يركض بأقوى ماعنده فالشارع : عشاني خربت نومكم ..
رفع راسه لفوق والضحكات ترتفع .. وعلى طول فتح السناب ورفع الجوال حتى يلتقط فيديو لخويه إلي يهاوشه ويحاول يلحقه ..
مشعل وهو رايح فيها من الضحك : طالعوه .. الوعد للباقين أوريكم أنا ..
ومن أرسلها قطع ضحكه مكالمه من أبوه .. هدا من سرعة خطواته وهو يلف براسه حتى يشوف عمار وقف منحني .. حاط يده على صدره وجسمه السمين ماكان يساعده يركض كل هالمسافه .. وقف وهو يحاول يتنفس بصوره منتظمه .. أخذ نفس بقوة والضحكة غصب عنه
لازالت عالقه في شفاته .. فتح الخط حتى يستقر الجوال عند أذنه
مشعل : ألو
منصور بضيق : هلا .. دق على بادي خله يجي بسرعه لبيت أبوي
مشعل صار يحرك يده بعبث : وين يبه .. بادي من زمان ماشفته ولا واجهته
منصور بعصبيه : أقولك دق عليه ..
مشعل أنعقدت حواجبه : صاير شي يبه
منصور أرتفع صوته أكثر : وش تدري عنه أنت .. ماغير مقابل أخوياك أخويا الدجه والهياته وقل العلوم
مشعل بصوت أنخفض قبال صوت أبوه : يبه .. ما أتوقع إن مقابلتي للبيت بتعجبك .. وبعدين أنا ماأروح للأستراحة إلا يادوب كم يوم .. الباقي ورا رزقي .. وأنت عندك علم وكلكم تعرفون إن رزقي بالجوال والتصوير هالحين .. ما أظن بيضايقك هالشي
منصور : خل عني هروجك ذي .. ودق على بادي
مشعل : طيب علمني
منصور وهو يتكلم كأنه مجبور : تهاوش فيصل وبادي ببيت أبوي .. والهوشه تسبيره ..
مشعل أتسعت عيونه : ألله .. عسى ماحدن تعور
منصور زفر هوا بحرقه : إلا فيصل راح للمستشفى وماعليه طيب .. بس أبوي راح معه أرتفع عنده الضغط وتعرف أبوي مايداني على بادي شي
مشعل بضيق : طيب وش إلي خلاهم يتهاوشون
منصور : ماتعرف ولد عمتك .. هاللي لسانه برين منه .. وزياده طلعت لنا علومن ماخبرناها .. بادي تقدم لبنت عمك نوير وأبوي رفضه وشكل الولد حزة بخاطره وهو جاين يمه
مشعل بصمت غريب : ..................
منصور : والله يومني سمعت ماقاله فيصل له .. قلت ليته دبغه زياده .. إخس ع قل المراجل والعلوم .. لا بارك الله في سواياك يافيصل
مشعل : طيب بدق عليه وعساه يرد والله
منصور : إن مارد رح لبيت خواله وخل واحدن منهم يدق عليه .. أكيد بيرد عليهم
مشعل : تامر .. يلا فمان الله ..
.
.
.
تتمايل بسعادة وتحط رجل على رجل ..
" والله قلت لازم أدق عليتس وأبشرتس بهكا البشاره الزينه "
نوره : أقول والله يا أن شكل نوق عندها نيتن ماهيب طيبه .. بس أقنعيني من حبها لحريم جلوي .. شلون تعرفهن عشان تكرهن ولا تحبهن ..!
أم جلوي بصوت واطي وهي تحرك راسها لليمين واليسار .. تطالع باب الغرفه : أسكتي .. شكلهم بيتطلقون
نوره بأندفاع : مستحيل
أم جلوي : أنا سامعتها بإذني تقول لفوزيه مابيني وبين أخوتس حياة .. خليها تتطلق كود ربي يرزقها بواحدن تقضي تالي عمرها معه .. خلاص الحرمه كبرت وجلوي ماهوب فاضي يقوم فيها .. عنده زوجاته وعياله .. وبيرزقه الله زود .. بس هي الحرمه ماتجيب عيال .. ترضى بأمر الله وتبعد أفضل لها ..
نوره : إلا هي وش بلاها .. طولت ترا .. عمر 35 ماهوب هين
أم جلوي : على ما أعرف إن عندها مشاكلن لها أول مالها تالي .. أذكر يومنها بنيه أبلشت وليدي بالمراجعات ماترك مستشفى ماراح لها الله لا يعيدها من أيام .. ياخيه مايطوّل الجنين برحمها إلا متوفي وتنزله .. فيها بلا مانعرف أو هي يمكنها لا زالت جاهله .. مدري عنها .. تترك ولدي وأبدعي لها
نوره : غريبه ما تعالجت .. زوجها هاللي أخذته بعد جلوي يومنه توفى ماورثت منه شي ..
أم جلوي : علمي علمتس
نوره : إلا تبينا نروح عند الجازي ..؟
أم جلوي : ماعندي أحد جلوي من أخذ زوجته ماعاد بيّن .. ومشعل تعرفين وش مشغلن فيه .. وقاعد هالأيام يدوّر له محل يبي يفتح مشروعه
نوره : الله يوفقه شعولي .. هذا وليدتس عاد يستاهل كل خير ... وأنا ماعندي إلا ريان ومعاذ مقابلين البلاستيشن كالعاده .. تجهزي لين ألبس عباتي وأقولهم ..
أم جلوي : طيب ..
تبعد الجوال عن أذنها وتتحرك واقفه .. تطلع من غرفة التلفزيون بخطوات بطيئه .. تكمل خطواتها صوب الدرج بس وقفت من لمحت طرف من جسد بنتها في غرفة المجلس .. وضحك عيالها ولعبهم بالطابق الثاني فجأه أرتفع .. تحركت صوبها توقف عند باب المجلس ووجه بنتها أبد مايطمن
أم جلوي بخوف : وش بلاك ..؟
فوزيه ترفع الجوال وهي تحاول تتكلم : توي مكلمه أبو محمد
أم جلوي : طيب
فوزيه تبلع ريقها وعيونها تضيق بقوة نطقت : صوته يمه ماهوب عاجبني .. أعرف زوجي وبس يوصيني على عياله .. يوصيني أكثر شي على أميره .. لأنها قبل شوي مكلمته وقعدت تبكي
أم جلوي : ماعليه خلاف بإذن الله وسعي صديرتس
فوزيه طالعتها : تسنك ناويه على طلعه يمه
أم جلوي بأبتسامه : بنسير ع الجازي
فوزيه بسرعه صدت ونطقت بطفش : ياااااارب
أم جلوي بضيق : وش فيتس
فوزيه تتحرك واقفه : وكالعاده هالمسيار برعايه العمه نوره ..شوفي يمه شكلتس نسيتي أنتس بملكة أختها بغيتي تخربين الفرح كله .. ولا أحد درى للحين باللي صار حتى أبوي ومع هالشي نوق جت اليوم .. بروح ولسان حلو نفس ما أعرفها وأنتي تعرفينها ..
أم جلوي : يووووه .. يابنت أبعدي عني النكد .. ولا أسكتي عني أكرم لتس
فوزيه بقهر : أجل لمعلوميتس دقي على هاللي بتروحين لها يمكن .. ( رفعت أيديها ) أقول يمكن ماهيب فاضيه لكم !
أم جلوي : إذا ماتعرفين زوجة أخوتس .. لا تظلمينها
فوزيه : قادر الله يوريتس بيوم .. يمه إنتس كثر ما تغضين الطرف عنها وعن تصرفاتها العوجا وقلة أدبها .. بترجع عليتس ترا
أم جلوي بشهقه : هذا عاد قلة علم
فوزيه بقهر ترفع يدها ماره من عند أمها : أنا يكفيني بعد زوجي عني وحاجته لي ومانيب قادره أروح له يعني خلاص مانيب مستعده أحرق عمري على أحد !
تمايلت شفاة أم جلوي من عبرتها بنتها بقهر .. تروح تصعد الدرج وهي ترفع صوتها
" يابنااااااااااات .. خلاص .. بس أزعاج "
لحظات ويدق جوالها .. تفتح الخط حتى ترد نوره بعجله
" هذاني بطلع من بيتي .. تجهزي "
أم جلوي : يلا يلا
أسرعت بخطواتها صوب الدرج ... متوجه لغرفتها .. تاخذ عباتها وشنطتها على عجل وتنزل وهي تلبسها .. كانت عجلة بهالزياره على غير عادتها .. تركب السياره إلي يسوقها
ريان .. ياخذها مع نوره لمحل الفطاير والحلى حتى ينتهي بهم المطاف في بيت جلوي .. تدفع باب بيت ولدها وتدخل الحوش إلي كان عباره عن مكان مظلم يحاوطه الصمت .. تلمح سياكل عبدالله ومنصور مرميه قبالها ..
نوره تدخل وراها : ليش مايشغلون اللمبات يادافع البلا ...؟
أم جلوي تأشر على درج حديد : خلينا بس نروح لها
نوره وهي تدخل أكثر وبيدها الأكياس : يالله نلحق قبال يأذن العشا .. شايبي لا يرجع للبيت ويبلشني .. مانيب ناقصه هذره منه
أم جلوي تضحك : ماراح نطّول بإذن الله
يتحركون صوب الدرج الحديد المغطى كله .. صاعدينه ورغم التعب إلي بدى يحاوطهم من درج حديد .. يوصلون لباب الطابق الثاني .. والظلام يشتدد أكثر .. تتنفس أم جلوي بصعوبه وهي تلملم عبايتها ..
أم جلوي : يادافع البلا .. كم مره قايله لهالولد يشوف دبره لهالدرج .. يقطع النفس ياساتر
نوره وهي تنزل الأكياس وتمسك ظهرها : آآآه ياظهري .. بلاها رحمتن من الله يومنها ماتعزمنا إلا تحت بمجلس الرجال .. يارب ترحمنا برحمتك .. أقول متهاوشين حريم عيالك مع وزارة الكهربا !
قالتها بقهر حتى تميل بجسمها تضرب يدها على مكان تشغيل اللمبات .. وفجأه ينير الدرج كله .. تلف نوره بخرعه وهي تشوف الدرج الحديد قبالها ..
نوره : وي وي .. ياططططوله طولاااااه
ترفع أم جلوي يدها تطق الباب .. وهي لا زالت تحاول تتنفس بأنتظام والحر بدى يمتلكهم ..
ولا أي رد .. ترجع تطقه من جديد .. ونفس الصمت .. لحظات وتسمع صوت منصور يبكي ..
أم جلوي بأستغراب : هذا صوت منصور ... وراها ماتفتح الباب
نوره وهي تنفض عباتها من الصدر تبي الهوا يبرد عليها : طقي ما أمداها تسمع !
ترجع تطق الباب وصوت منصور وبكاه يقترب منها .. لحظات تسمعها هي تهاوشه
" ياولد مافيه جوال خلاص "
تطق الباب بقوة وتنادي " الجازي .. يالجازي .. أفتحي الباب "
ولا كأنها تسمع شي ..
نوره تتحرك ماره من أم جلوي : وخري خليني أنا أطق كود تسمعه ..
وبقوة تطق الباب وجسدها يهتز من قوة ضربها للباب .. تسمعها تنطق بهواش
" سلامات .. من يطق الباب كذا "
ينفتح الباب على خفيف .. يادوب إلي خلا جسدها كامل يوضح قبال أم جلوي ونوره .. لابسه قميص روز وشعرها لامته كله لفوق .. وبنظرات ملل قامت تطالع أم جلوي ونوره
الجازي : نعم !
نوره بصدمه : وش هالأستقبال
الجازي : تعرفين رقمي ورا مادقيتي علي .. فيه زيارات بهالوقت
نوره بقهر أنفعلت : الجازي وش بلاتس
الجازي تترك الباب وتحط يدها على خصرها وهي تتمايل فيه .. تنطق بوقاحه : والله ضربه وحده فالراس توجع يانوره .. والواحد بشدته يعرف من عدوه .. ومن صديقه
نوره تلف لأم جلوي إلي من قوة صدمتها ظلت واقفه مثل الصنم : وش قاعده تقول هذي ..!
يجي ولدها يركض ويميل براسه من شاف جدته حتى يزيد فالبكا ويمد يده لها .. وعلى طول الجازي تمايلت بخرعه على الباب مانعته يطلع ..
الجازي : هذا إلي كان ناقصني والله ( طالعتهم ) أنزلوا تحت الله يعافيكم وبتجيكم القهوة والشاي ..
مسكت ولدها دافته حتى تنحني وتسكر الباب .. والصدمه وقعها على أم جلوي أكبر من أنها تتحمله .. ظلت واقف ونوره بقهر لفت لها
نوره : التسلبه قليلة التربيه والأصل .. سكرت الباب بوجهنا !
أم جلوي وهي بالعافيه توقف : ......................
نوره بصراخ ترفع يدها : أوريتس يالتسلبه .. أوريتس وأنا إلي كنت معتس بس وش نرجي منتس ..
حركت أم جلوي يدها برجفه حتى تمسك فيها الحديد تبي تنزل .. خطوة ورا خطوة وهي تاركه أكياس الحلى وراها .. تحس إلي صار حلم .. لا .. كابوس مزعج .. وهي مالها كم من الساعات فرحانه برجعتها هي وولدها ولا بان في عينها .. حتى ماتدري ليش أنقلبت بهالشكل .. وكيف تتجرأ تستقبل حرمة كبيره بهالأسلوب ! .. توصل لأستراحة الدرج ونوره وراها قامت تلم الأكياس بسرعه ..
نوره : ماأخليها عندها التسلببه .. هاللي ماحشمتنا عسى ربي يوريني فيها يوم .. !
تكمل خطواتها أم جلوي .. توصل للحوش وتطلع من هالدرج .. يصرخ عبدالله من شباك وهو كان يرمي كيس الفشار ..
" جده ! "
أبعد عن الشباك فجأه .. وأم جلوي لا زالت من شدة ماصار ماتدري وين تروح ..
تتلفت بلا وجهه .. تدوّر الباب وهو قبالها .. تسمع عبدالله بصوته العالي يصارخ
" ياماما بطلع .. بطلع ! "
الأصوات بدت تتحول لأصداء ألم .. وضلع القوة تحسه أنكسر !
راحت تمشي .. توصل للباب .. تجره أكثر تفتحه وتطلع وهي تتساند على كل شي حولها .. مافي أعظم من أن حرمه في عمرها يتسكر الباب في وجها .. لحظات وتلحقها نوره وهي تردد
" حسبي الله عليتس .. حسبي الله عليتس ! "
رفعت يدها بصدمه تمسح دموع نزلت من عيونها غصب عنها وسهم القهر ماسدد جرحه إلا في صدر قوتها وفرحها .. وقفت وركبها ترجف .. إلا جسدها تنحني جالسه تحت الشجر ونوره بخرعه وقفت تطالع فيها
نوره بعيون متسعه : وش بلاتس !
أسندت أم جلوي يدها على ركبتها حتى تستقر أصابعها على عيونها تغطيهم .. واليد الثانيه أرتفعت صوب نوره .. حاولت تنطق
أم جلوي : م .. مافي شي
نوره : والله ماتنلامين .. سوت فينا سواه .. والله ماشفتها بحياتي كلها .. ( قالتها من قلب ) الحيه من تحت تبن .. ربي يوريني فيتس يوم
يطق ولد نوره الهرن .. ترفع نوره عيونها له وتشوفه يأشر لها بمعنى " وش السالفه "
وهي بخرعه يطالعهم .. وبسرعه تحرك أم جلوي تحاول توقف .. تحاول تلم روحها وترجع لبيتها ببقايا كرامة .. !
أم جلوي : يالله ..
نوره تحركت : والله لا تشوف يومن أسود ..!
.
.
.
الساعه 8:45
تنحني وعد .. ترسم الكحل على عيون نوق إلي مغمضتهم ببطء وحذر بما أن عيون نوق صغيره .. ومن خلصت من العين اليمين توجهت لليسار ..
وعد وهي ترسم : ياخيه غريبه .. أول مره تطلبين مني أرسم عيونتس
نوق بهدوء : أبي أكون اليوم غير
وعد أبتسمت : عشان تحلوين بعيون جلوي .. تراتس حلوة بدون شي .. تصدقين نوق أنا ماعمري أهتميت أنبهر بجمال أحد .. أحس تعامل الشخص وروحه أهم عندي من شكله
نوق رفعت يدها بخوف : خلي الفلسفه وركزي بعيوني .. أبيها حلوة
وعد وهي شادة حيلها .. أبعدت وبيدها رجعت شعرها لورا أذنها : أختي العزيزه .. لو أنتس متعلمه أفضل لتس .. وبعدين دام وعد من ضبطتتس .. بتكونين سندريلا
نوق : خلاص !
وعد : دقيقه .. بنحط الماسكرا مره وحده ..
نوق لا زالت مغمضه : طيب
وعد وهي تضم شفاتها بقهر : أقول بحط ماسكرا لازم تفتحين عيونتس
نوق فتحت عيونها .. رفعت أيديها لفوق وهي تطالع السقف : يارب تستر علي لا تكون قالبتني مهرج
وعد بسرعه ضربت كتفها : أندزلعي أقول ..
نوق تحركت واقفه من على الكرسي .. توجهت للمرايه تطالع نفسها : ماشاء الله والله حركات ياوعد ..
تمايلت بملامح وجها للمرايه أكثر .. خصلات شعرها الناعم تتمايل بطولها على كتوفها ..
ووعد وقفت تطالع أختها بذهول من رجعت من بيت عمها وهي فرحانه ومبسوطة .. وقالت تبي تروح السوق تتقضى لنفسها .. وتشوف وش إلي ناقصها وناقصهم .. والعصر كله بالمطبخ تسوي كيك وحلا وفطاير .. رغم إن حلا الضيافه لملكة نوير لازال في الثلاجه كثير
وأمها أقترحت ترسله لأحد العمال بالشارع .. صدقه لعل الله يدفع بها سوء مايدرون عنه
وعد وهي تنحني تحط الكحل بشنطة مكياجها : أنا متأكده إنتس سامعه خبر حلو
نوق وهي تمسح على شعرها وبإبتسامه : خبر عن وش !
وعد : مثلا لقيتي من يشري بسطتتس إلي لا زالت فالمستودع
نوق أنفجرت تضحك : وش جابها على بالتس هالحين
وعد : مدري .. إنتي مايفرحتس إلا سوالف البسطات والبيع والشرا
نوق تحركت راجعه للكرسي .. تجلس عليه : بسرعه حطي الماسكرا وراي مشوار مهم
وعد طارت عيونها .. طلعت الماسكرا : قولي لي .. تحسنت العلاقات مع أم زوجتس ..؟
نوق هزت راسها برفض : وهذي بعد ماهمتني .. ترضى ولا تزعل مالله مواخذني فيها أبشرتس .. بعد مافرحتها اليوم
وعد بقهر وهي تنحني لها .. تحط الماسكرا على رموشها : ترا هروجتس ألغاز بألغاز حتى ماقلتي لي وين أنتي رايحه
نوق بأبتسامه : بروح مع جلوي
وعد بفرح : موعد غرامي
نوق وهي تسحب الماسكرا بقهر وتقوم من الكرسي رايحه للمرايه : أنا أحطها وفكيني من هذرتس .. شوفي .. تلقين بالمطبخ سلال الحلا والقهوة طلعيهم برا ... بسرعه
أنطق باب قسمها حتى يفتح الباب ويرتفع صوت أمها
" يانوق "
لفت نوق لوعد إلي أنتفضت بقوة وراحت تركض عند الكبت تحسب أنه جلوي .. تبتسم لها وتتحرك ماره من عندها .. تضرب راسها
" ياخوافه "
نوق بصوت مرتفع : هلا يمه حياتس .. بغرفه النوم حنا
لحظات وتدخل أم نوق الغرفه حتى بسرعه تأشر على وعد وبحده
" أطلعي برا "
طالعت وعد أختها بعيون متسعه وبسرعه تحركت بدون أي كلام ..
نوق تطالع أمها : وش فيتس يمه
أم نوق بعصبيه : إنتي وش إلي ببطنتس ..؟
نوق أشرت على روحها وبدهشه : أنا
أنعقدت حواجبها من شافت بنتها لابسه فستان ناعم وشعرها الناعم الحرير يغطي ظهرها كامل .. المكياج الناعم بهاللحظة رسم ملامح الدفا والنعومه على تفاصيلها ..
أم نوق بشك : وين أنتي غاديه ؟
نوق بأبتسامه : يمه قايله لتس .. أنا وجلوي بنطلع
أم نوق ماعادت فاهمه بنتها : بتطلعين وأنتي أمس معطتني العلم إنتس بتتركينه ؟
نوق : يمه .. يايمه أنا مانيب هيا ولا وعد ولا عهد .. عمري 35 سنه .. أعرف وش أنا بسوي ووش بفعل .. رجاءا يمه .. قلت لتس خليني أسوي ما أبي
أم نوق : تسوين ماتبين ورايحتن ترجعين زوجة جلوي وأنتي ناويه تفارقينه
نوق تكتفت حتى تصد بدون نفس : داقتن عليتس فوزيه !
أم نوق : طالعيني يانوق وأحتسي زين .. وأنا من دقيت عليها وأنتي من جيتي مارضيتي تقولين لي شي
نوق لفت تطالع أمها : أبي له الخير يمه .. أبي مثل مادخلت وعلى ذمته حرمتين .. أطلع وعلى ذمته نفس الحريم ..
أم نوق بحده رفعت يدها حتى تندفع بالكلام : هو ماهوب رجالن علومه بيده .. وهو أدرى لا تسان يبي الحرمه ولاّ يفارقها .. وش حشرتس أنتي بين الرجال وحرمته .. سواتتس قلة عقل وتربيه !
نوق : والله عاد يمه .. ماشاء الله على طول أخذها وراح معها وأم جلوي شوي إلا تطير فيني ومستانسه ..
أم نوق أبتسمت بأستهزاء : عز الله إنه رجال يومنه سكت عن سواتس ذي
نوق ضحكت غصب : وراتس يمه قلبتي الأيه .. يعني صار رجال بعلومه ذي .. ماراح يقدر يمد يده وأبوه من جاب زوجته ماهوب أنا .. أنا ماغير أقترحت بس
أم نوق بعصبيه : ياحرمه فكي نفستس من الهم وأشري راحة بالتس .. أدعي الله إنه يسخر لتس هالرجال يمكن ينصرتس نصرن يذكرونه الخلق .. يابنتي الله سبحانه وتعالى ماقدر لتس هالزواج من مضره ... شوفي رغم إننا مانبيه ونقول فرقاه عيد إلا إن ربي سخر له من يوقف معه لين تم هالزواج غصب عننا .. وأنتي إنسانه أنظلمتي مالله ناسيتس .. والله إني أدعي لتس ليل ونهار .. إن الله يرضيتس باللي قدره عليتس .. وشوفي بملكة أختتس .. قدمتتس
أم عبدالله بين حريم آل جهمان كلهن وهالتقديم وهالتقدير بيوصل للجميع .. كلن بيحتسي فيه
نوق ببرود : بإذن الله بيكون فرقا جلوي خيرتن لي من حيث لا أعلم
أم نوق نفضت أيديها حتى تصد وهي تزفر هوا بحرقه : ................................
نوق : يمه لا تتعبين روحتس معي .. هالحين القرار قراري يمه .. لا قرارتس ولا قرار عماني ولا قرار جدي حتى ..
أرتفع صوته الي طلع من شفاته جاف .. ضايق
" نوق ! "
لفت أم نوق بخرعه لورا وكأنه يتهيأ إن هذا صوته ...!
تحركت بسرعه نوق تركض صوب سريرها .. تسحب عباتها تلبسها بربكه نطقت
" جايتك .. دقيقه بس "
وأم نوق ظلت واقفه بذهول .. ناداها وهو واقف برا حتى مادخل .. تحركت بسرعه حتى تجر عباة بنتها بعصبيه ..
أم نوق بصوت واطي : شلون جاتس وأنتي ماعندتس جوال .. ماقلتي لي إن جوالتس خربان
نوق وهي تلف شيلتها حول راسها وبهدوء : يايمه .. أخذت رقمه من فوزيه وأرسلت عليه من رقم عهد .. قلت له تعال الليله ليلتنا وبضيافتي
أم نوق طارت عيونها : وش قاعده تقولين
نوق بسرعه أنحنت تبوس راسها : أدعي لي يمه .. لا تتركيني من دعواتتس !
أم نوق لا زالت متمسكه بعباة بنتها مافكتها : ليش مادخل
نوق بملل : لو يبي دخل .. يلا يلا فمان الله يمه
راحت تمشي وهي تلبس نقابها .. أنحنت ساحبه شنطتها حتى تطلع .. تشوفه واقف .. الجوال بين أيديه الثنتين .. وسماعه تمتدد من هالجوال لأذانيه .. يسمع شي وعيونه ضايقه بشكل غريب .. حواجبه تقترب من بعض .. تحركت وهي تشد على الشنطه وتثبتها على كتفها ..
أنحنت صوب الثلاث سلال ومن نوت تسحب وحده .. كانت أصابعه أقرب لحزام السله ..
حركت عيونها صوب ملامحه وكتفه القريب من وجها .. وبدون مايطالعها
" أنا بشيل الأغراض "
أبعدت بربكة .. وعيونها تطالع عوارضه .. عيونه إلي كانت أبد ماتلتقي فيها .. حط جواله في جيبه وسحب الثلاث سلال بأيديه حتى يلف معطيها ظهره ويمشي ..وقفت تطالع فيه مقفي
عنها .. كانت هالمره بأختيارها .. لكن بالأولى قفى عنها بأختياره .. أخذت نفس بقوة وأضاءه هالحوش الخلفي للبيت منتشره حواليها .. تحركت تمشي وراه وهو يمشي ببطئ .. حرك السلال كلها لجهة اليمين حتى يشيلها بيد وحده .. يميل من ثقلها واليد الثانيه دفنها بجيبه .. حتى يطلع الجوال .. تخف خطواته وهو يطالع بالشاشه .. وهي أقتربت منه .. كانت متوتره ولا تبي تتعداه أو توقف جنبه .. نطقت بتوتر .. " أشيل عنك " ولا سمع لها رفعت عيونها تطالعه .. بسرعه مدت يدها ساحبه سماعته وهو بسرعه لف لها بعيون متسعه ..
أنكمشت على نفسها بخرعه من نظرته .. نطقت " هات السلال "
ضم شفاته بقوة وكأنه ضايق منها حتى يمدها كلها لها .. وبدهشه سحبتها .. تحرك بسرعه تاركها .. ظلت تطالعه يتحرك بخطوات واسعه لين ما أختفى من قبالها ..
" أسأل الله إنه يرجع لتس عقلتس .. أسأل الله أنه يهدي قلبتس "
لفت براسها لورا حتى تشوف أمها تردد هالكلام وهي تمشي بخطواتها لين مادخلت من باب المطبخ الخلفي .. وببطء حركت عيونها تطالع السلال .. ماعليه .. كل شي بيهون عليها ..
هي مرت بالأصعب .. مرت بظروف كسرتها فوق ضعفها .. وش راح تتأمل أكثر معه ..
هي فعلا بسواتها اليوم .. سممت مابينهم من ذكريات حية لكن عمرها ما نستك ياجلوي ..
كنت في حياتها كل شي وكانت مستعده تتنازل عن كل شي عشانك .. وفعلا تنازلت لين مابقى لها إلا كرامتها إلي ماترددت تدوس عليها وترحل .. اليوم .. راح تكون بضيافتها الأخيره .. في مكان آمن .. بعيد عن الكل .. بعيد عن أماكن تتعرف عليهم
بلا أسم .. تثير حزنهم كما لو أنهم ماغادروها عمر .. تحركت وهي تحاول تشيل هالسلال .. تطيح شنطتها من كتفها .. توقف تحط السلال على الأرض وهي ترجع بحزام الشنطه على كتفها .. تشيل السلال من جديد وبخطوات متسارعه راحت تمشي رغم ثقلها .. تطلع للحوش الواسع الأمامي وهي تشوف سيارته الجيب تظهر لها من باب الشارع المفتوح كله .. ماتدري ليش
ما سألت نفسها ليش رد على طول " بتم " وهو كان ثاير بعد ماسوته ..!
كان له يقولها ولا يجيها ..يخليها رد أعتبار للي سوته .. بس هي كانت واثقه أنه بيجي .. ماتدري بعد ليش .. وصلت للباب .. شافته جالس على السيت عيونه لا زالت على جواله ..
مشغول .. جاها وهو مشغول .. ياترا من مشغله .. هي حتى ماعمرها سألته وش يشتغل ..؟
هل عنده شغل إضافي .. أو راس الحلال والبيع والشرا فيه .. أسست حياته .. عاطل أو كمل دراسته .. صارت تتحرك أكثر للسياره .. تفتح الباب إلي بجنب السايق ... طالعته
" الأغراض وين أحطها "
جلوي لف ماد أيديه لها : هاتيه ..
ماتدري ليش من شافت أيديه بهالشكل .. حست بكهرب يحتوي قلبها .. ورعشات تسري في عروقها .. حطت بسرعه شنطتها على السيت .. وصارت تعطيه السله ورا الثانيه بدون ماتطالعه .. ركبت وسكرت الباب .. ريحة عطر هاديه تلف هالجيب .. بعد ماكانت تشم ريحة الغنم في سيارة ددسن .. كانت تركب فيها والسعاده في قلبها تلامس سقف الحياه كما لو أنها تمتلك فلوس هالعالم أجمع ..
وهالحين تغادرها وتتمنى جزء بسيط منها .. أشتاقت لطعم فرحها ذاك ..!
حطت أيديها في حضنها وهي تفركهم ببعض .. وهو بجنبها يقترب خصره منها .. راجع لورا يرتب أغراضها لا تطيح .. تطيح عينها بلعبة " سبايدر مان " صغيره بجنب رجولها .. يعصر قلبها إحساس غريب .. وتنحني بتردد ماخذه هاللعبه .. ضمتها بين كفوفها .. كما لو أنها إشاره لشي ظهر بوجها بلا ملامح .. يقترب منها .. يقول لها .. ماتعرفيني .. أنا حلمك المسجون .. متى تطلقيني ..؟!
بلعت ريقها وهو أعتدل بجسمه محرك السياره .. تسير في وجهه كانت تعرف مصيرها وهو يمكن يجهلها .. رفعت عيونها لقدام .. تعبرها الأرصفه الكئيبه .. والشوارع الحزينه ..
والذكريات في قلبها تحمل وجهين .. وجه الفرح من ماضي عبر .. ووجه الحزن أكثر ألم في حاضر بيغيب .. !
كان بجنبها يلتزم الصمت وفي الحقيقه ..ماتدري إذا السماعات لا زالت في أذنه أو لا .. تجرأت تلف براسها له .. تلقي نظره على ملامحه الكاتمه ضيقها .. عابس هالمره وكأنه على غير أستعداد للكلام .. ماشافت السماعات تمدد لأذانيه .. نطقت
" ممكن نتكلم "
ظل صامت لثواني حتى ينطق
" لا "
ردت بسرعه ..
" بس أنا بنفسي نتكلم هالحين قبل نوصل للمزرعه "
نطق بدون مايطالعها .. وكأن عيونه صايمه عن النظر لها
" تبين تسولفين مانيب ماسكتس ! "
حركت راسها بإستقامه تطالع قبالها حتى تلف صاده عنه للجهه الثانيه .. يخفف من سرعه سيارته حتى يتحرك جسدها من مطب .. يرتفع صوت غريب وكأنه إشاره لشي مافهمته .. ولحظات يزيد من سرعة سيارته .. يبتعدون عن زحمة هالعاصمة .. والشوارع .. تلف له
" اليوم التاريخ كم "
يرد ببطء وهو يصد عنها
" 14 من الشهر "
كان نور القمر أكثر وضوح .. أبتسمت حتى تميل براسها على الشباك ..
" صدز ظالمين أنفسنا بقعدة البيت .. بالقصيم مايحتاج نطلع ديرتنا نور القمر فيه واضح "
رد بدون نفس
" ماهيب ديرتكم .."
لفت له وبهدوء ردت
" كل شي نعيش فيه ويكون له ذكرى حلوة .. بيكون ينتمي لنا "
رد بعجب
" ذكرى حلوة !! "
هزت راسها برضى
" جاراتي .. صديقاتي .. عزايمنا وفرحنا كلها ذكريات حلوة .. هذي ديرتي حتى لو أني عايشه فيها وأنا مانيب من قبيلتهم .. "
أبتسم ومن بين شفاته الساخره نطق
" عشتي 15 سنه فيها وصارت ذكرى حلوة .. وإلي عاش فيتس من ذكريات من طلعتي على هالدنيا .. هذاتس تحاولين تقفين عنه ! "
رجعت تطالع شباكها ..
" حتى وأنت تقارن ماتقول الحق ولا توزنها بميزان العقل .. هالديره إلي عشت فيها 15 سنه دخلتها وطلعت وهم محافظين علي وعلى قدري وأحترامي .. وماتقول عنه من ذكريات رمتني! "
ضمت شفاتها بقوة مانعه نفسها تكمل أكثر .. لفت له وهي تغمض عيونها .. كأنها تتذكر شي .. نطقت فاتحه عيونها له
" إيه تذكرت شي أهم من سالفتنا .. ترا ناقصنا أكواب بلاستيك كبيره وصغيره .. عشان القهوة والشاي "
حرك عيونه صوبها يطالعها بنظره صامته لها ألف من معنى .. مال بظهره يرصه على السيت أكثر ويصد عنها .. وهي رجعت بتوتر واضح تطالع الشباك .. يمر الوقت بينهم بطئ .. حتى يدخل بوابة الأستراحة إلي وكأنها تنتظرهم بأبواب مفتوحه على الأخير ..
نوق : أنت معطي أحد خبر كأنه في أحد عنده علم وفاتح لك الأستراحة ..؟
جلوي : أستراحة عواد من بعد ما راحوا عماله أستأجر من يجي ينفض له هالأستراحة وأكيد إن هذا يومهم
نوق بخوف : يعني فيه عمال
جلوي لف لها : يعني إني معك !
تعدلت بجلستها أكثر وهو صار يمشي والأستراحة لمباتها كلها مشتغله .. ترتمي هالأضاءات عابره جسدها تمشي عليها وتغادرها .. كانت تتأمل هالجمال بالتصميم والفخامه
إلي تشوفها .. نطقت ماشاء الله .. بينها وبين نفسها .. تميل براسها على الشباك .. ينفتح فجأه شباكها منه هو يوم شاف فرحتها .. يزداد ضجيج كفرات سيارته إلي ترتطم بالحصا الصغير مختلط مع صوت هالنوافير المتفرقه .. والشجر يلفها مع الورد ..
نوق : ماتوقعت إستراحة عواد تسذا
جلوي وهو يحاول يبتعد أكثر عن مقدمة الأستراحة : لو أن عندنا وقت وريتتس إستراحتي
نوق بسرعه لفت له .. بعيون أتسعت : أنت
جلوي لف لها : ليه ماهوب مالي عينتس
نوق تداركت كلمتها : بس ماحد جاب طاريها
جلوي : لأنتس أول وحده أقول لها هالشي
نوق بعدم فهم : يعني توك شاريها
جلوي هز راسه برفض : لا يمكن لي سنتين والأستراحة أقساط.. سخر الله لي واحدن معرفه .. يعرف واحد طول عمره عايش بقطر ولا يجي للسعوديه إلا قليل .. ونوى يبيعها .. عاد توسط لي أخذها بس أقساط
نوق : أها ..
توقف سيارته وهم وصلوا للمكان الآمن
نوق وهي تنحني تسحب شنطتها : طيب ليش ماقلت لأحد
جلوي : تخبرين نظرتهم لي
نوق لفت له بصدمة تطالع فيه : ...................
جلوي بضحكة غريبه : ترا هي هي .. وأنا قررت أكّون لنفسي أشياء بالخفا تكون لي أمان وماهوب لازم يعرفون .. متى ماحسيت إنها تتوسعت ع ماأبي .. بقول
نوق بربكه وهي عرفت عن أي نظرة تكلم : بس .. يعني ..
جلوي قاطعها مكمل : مثلا مهرتس .. تدرين إن كلهم تجمعوا من وراي وتقاطوا فيه ولا تسني شايل عمري وتسبير .. وحتى فالبيت ..نفس الحركة
نوق تتعدل بجلستها .. تطالع فيه وهي ترخي بظهرها وراسها على السيت : أنت ياجلوي قادر ولا ماهوب قادر
جلوي بأندفاع ثاير : قادر طبعا
نوق تفتح الباب : أجل وش يهمك .. أخبرك ماتهتم بظنونهم .. أو .. زمان أول تغير عن زمان هالحين !
ظل يطالعها تنزل .. وتسكر بابها تروح للباب الثاني تفتحه وتبدى تنزل السلال ..
مايهمه إلا إنه أنجرح عشان الأمر كان يخصها .. وثار عشانها .. كره البعد والمسافه والغياب ويمكن من شدة تملكه لك .. ماعاد قادر يوصل لها.. ولا قادر يعبر لها أو يفتح صفحات ماضيه ماعاد يدري من الغلطان .. هو أو أنتي ..؟
أخذ نفس بقوة وفتح بابه حتى ينزل ..سكر الباب ..يلف حول السياره بطوله .. يشوفها واقفه تطالع لقدام ورا بشكل متوتر ..
جلوي : وش فيك
نوق بعدم إستيعاب : أستراحته كبيره شكلها
جلوي هز راسه : كبيره .. كبيره ترا
لفت لورا تطالع نفس السياج من شنكو يقابلها بمسافه ماهي بعيده .. واقفين على رمل ناعم .. رجعت تطالع قبالها وهي تشوف الأرض الخضرا والكراسي متفرقه .. والغرف !
مايضئ بهالمكان غير نور القمر فوقهم والسما صافيه ..
جلوي بملل ينحني ساحب السلال : مطوله
نوق تحاول تخفي خوفها : لا بس شف
أعتدل جلوي بوقفته وهو يطالع فيها .. ينتظرها تتكلم
نوق تحرك يدها بوجهه : لو .. يعني نركب ونبعد عن هالمكان ونرجع نقعد قدام ... ع الأقل نور اللمبات يسطع علينا
جلوي بأستهزاء : يم السطوع .. مانتيب قبل شوي داخله مديح بديرتتس ( قالها بتشديد ) .. جبتتس للمكان إلي يخليتس تقولين لهالديره باي باي ..
تحرك تاركها وهي ظلت تتلفت .. راح عابر سيارته .. بمسافة الخطوات حتى ينحني منزل السلاسل .. يرجع صوب سيارته يفتحها من الخلف ويسحب فرشته بيد .. وعزبته باليد الثاني ..
جلوي : سكريه لا جيتي
تحرك مبتعد عن سيارته وهي بسرعه مشت حتى تسكر الباب بأقوى ماعندها .. لف بعصبيه وهو يشوفها تتمايل بمشيتها من الرمل والفستان إلي تبان أطرافه من تحت ..
جلوي : بشويش ..
نوق تقرب منه تسحب الفرشه وتمدها بسرعه على الأرض : .....................
صارت تقرب السلاسل .. وتنحني جالسه .. يقرب هو منزل عزبته على طرف الفرشه .. يفسخ نعاله وينحني جالس .. متربع .. صارت قباله .. تنزل برقعها حتى تبعده عنها ويبان تفاصيل ملامحها إلي أشتاق لها .. ولحظات تبعد شيلتها وتسحب شعرها الكثيف الناعم ..
ترميه لورا ظهرها .. وبدون شعور ظل يتأملها بجوع .. تتسلق نظرات عيونه على كل جزء يظهر قباله .. وهي مشغوله تفتح السله الأولى تمد قباله السفره .. تسحب ترامس القهوة والشاي حتى تحطها بجنبها .. لبى دعوتها حتى يشوف ضيافتها هل هي نفس مايعرفها أو تغيرت ...
وماكان يحتاج يبحث عن إجابة هالسؤال .. وهي متمثله بثلاث سلال مليانه بضيافه متأكد أنه
كلها من صنع يدها .. وش ببالها يوم فكرت بهالشي ..؟ لكن رغم كل التساؤلات ماقدر يمنع
نفسه من أنه يبتسم وهو يتأملها .. يحرك أيديه حاطهم بحضنه ثواني ويرفع عيونه للقمر إلي بيكون ضيفهم اليوم دون موعد .. نوره يحاوطهم بدفا ..
نوق مدت يدها له : هات الفناجيل
جلوي فتح العزبه حتى يطلع منها أثنين : هاتس
نوق وهي تنحني لقدام تسحبهم : حلو .. أفضل من الورق
جلوي بصمت : ........................
تصب له قهوة ومن نوت تمده .. فزت واقفه حتى تتحرك على يساره .. تجلس بجنبه وهو بداخله ذهول من هالنوق إلي تتمثل قباله .. ماضي وحاضر .. هذي هي نوق إلي يعرفها .. هذي هي ..
نوق تبتسم : عشان بس تكون قريب مني وأنا أقهويك
جلوي طالعها : نوق من الأخير .. وش تبين نوصله ..؟
نوق تمد له الفنجال وبإصرار : خذه بالأول
جلوي يسحبه من بين أصابعها : .................
نوق تاخذ نفس وهي تزفره نطقت بشي من الربكه : ليلتنا طويله ياجلوي .. طويله !
.
.
.
منحنيه بجسمها على الجدار وهي لاصقه بكتفها عليه .. تقترب حواجبها بقوة من بعض بضيق وماصار كله من خناق وهواش كان على نظر عينها وسمعها .. ترفع يدها بخوف لا أحد يسمعها أو يحس فيها وهم أكيد من هول ماحدث .. ماعاد أنتبهم لوجودها أو نسوها .. تسمع صوت عواد الواطي وهو يحاول بأمه تهدا ..
" يمه .. خلاص بتسا .. الولد بيلقونه .. وين بيغدي "
ماترد نهائي عليه ... كأنه فجأه يوجه حديثه لأبوه إلي من جى من المستشفى وهو متمدد على فراشه .. يغطي عيونه بيده اليمين وساكت ..
عواد بحزن يحاول يخفيه : يبه ترفق بحالك ..
منصور يطالع أبوه : أهم ماعليك صحتك ومشعل ترا دق علي ويقول خاله دله على مكان بادي بعد مارجاه .. وهذا هو بيروح له ..
عواد يصد عنهم : لاحول ولاقوة إلا بالله
منصور بعصبيه : فيصل لا عاد يطب بيت أبوي .. ولا أبي أشوفه هالخسيس
عواد بضيق يطالعه : وكّل الله
منصور بحده وأمر قاطع : أنتهى .. هالمره أستلمه بادي .. المره الجايه أنا وبالعقال
أم عبدالله رفعت عيونها لعواد : لا تغلط على وليدي ياعواد .. مرتن ثانيه
عواد والضيق يقتله : ماكنت أعرف باللي صار .. أنصدمت يمه
أم عبدالله بعصبيه وعيونها تتلون باللون الأحمر : كفة وليدي بادي ماتوازيها كفه .. تفهمني أنت
عواد بسرعه فز واقف .. ينحني يبوس راسها : تامرين أمر .. وتراي بمسك خط سفر يلا فمان الله ..
رفعت أم عبدالله عيونها صوبه متفاجأه .. وهو قرر أخيرا الأنسحاب .. كل ماحاول يحل وضع كسره أكثر .. لازم ياخذ له فتره راحه .. كل مابداخله منهار وهو من الخارج يمثل ع الكل أنه متماسك .. صاحب الراي ..!
منصور بأندفاع : وين أنت رايح
عواد يرفع عيونه للسقف يحاول يتنفس الثبات ينطق : مسافر لأهلي
أبو عبدالله بسرعه تحرك يحاول يستند بإيديه : وماتتركنا إلا بوقت حاجتنا
تحرك أكثر حتى يوقف عند الباب يلبس جزماته .. وعيون أبوه مافارقته ..
عواد : يبه ولدك بوضعه حاليا والله ما أنت مستفيد منه إلا زيادة مشاكل
أبو عبدالله يرفع يده ببطء وبضيق : لا تروح
منصور بقهر : إلا بنستفيد منك بالوصاه
عواد تمايل على الجدار ماسكه بتعب وهو يحاول يستوعب : وش وصاته ...؟
منصور حرك يده : وصاتك ع البنات !
عواد للحين ماقدر يوصل للي يبون يقولونه : وش بتفيدكم وصاتي بسالفة هالحين
أبو عبدالله قالها بحسره وهو ينزل راسه بالأرض : بادي رايحن مع خواله يخطبون له
ظل يطالع أبوه بعيون أتسعت هو يشوفه بالعافيه رافع ظهره وهو من سمع بهالسالفه ماقدر ماينهار و الولد رباه وكبر تحت إيديه .. حط كفوف أيديه إلي تغطيها التجاعيد على الأرض .. تنثني ولحظات يتمايل ببطء يرمي راسه على المخده وهو منهار على الأخير ..
تطلع " اأأخ " من شفاته متشبعه بالحرقه .. ترفع أم عبدالله شيلتها حتى تغطي عيونها بشيلتها وتبكي .. تبكي وهو من قالها ماسمعه من جيرانه إلي جايين يباركون له .. ماصدقت .. كذبته وقالت مستحيل بادي بيروح يخطب وينساها هي .. هي إلي قالها إن أول من بيشوف عروستي أنتي يمه .. لكن فالأخير طلع ماقاله زوجها صح .. دل دروب الرحيل هالولد في شي فرحته كانت تتمناها .. !
عواد بعدم تصديق : مايسويها بادي .. ( حرك يده بقهر لأبوه ) ماتسان يفارق أبوي أبد
منصور بضيق : بادي جى لأبوي لحاله وطلب نوير لأن الولد متعلقن فيها من زمان وأبوي رفضه بعصبيه وأنت خابر طبع أبوي .. وحزة بخاطره حيييل لأنه تسان يشوف أبوي كل شي ويحسب أنه رفضه عشانه ماهوب كفو .. وزاده فيصل تدري أنه حاتسن بسالفة رفض أبوي له بالمجالس ووصلت لخواله .. وثاروا وحنا ياغفلين لكم الله .. الخسيس !
عواد على طول نزل نعاله .. تحرك حتى يجلس بجنب الباب بذهول : تقوله أنت صادز !!
أم عبدالله بقهر نطقت : ضغطتوه من كل جهه .. لين ماعاد الولد يتحمل
عواد لف لأمه : البنت لو أبوي وافق أو رفض .. تسان بيمنعه نصيبها إلي من زمان تسان بيد واحد غيره
أبو عبدالله بصوته إلي كان منهار على الأخير .. مليان حسره : والله إنه ياما تسان يحتسي لي عن فيصل .. ( صام عن الكلام لثواني قبال سقف القهر إلي يغطي قلبه وعقله ..حاول ياخذ نفس ) .. بس ..
ولا قدر يكمل .. صار يبلع ريقه بصعوبه .. يشتدد جلده وهو بقوة يرص على أسنانه ..!
عواد بحده : يبه .. قم .. قم خلنا نلفي على خواله ..
منصور وهو يرفع يده بتأييد : والله إني من سمعت السالفه من حمد قلت مالها إلا نروح عندهم بس أبوي ..
عواد لا زال يطالع أبوه : يبه السالفه .. ( ضرب صدره ) جايتن في سيرتنا ولا وقفت عند بادي بس .. بيحسبون إن فعولنا ناقصه .. قم يبه .. والله مايشافيك ويشافي بادي إلا مقابل بو حمدي .. وتسان بقلبه شي تشيله يبه وتوضح أمرك معه
أم عبدالله حركت يدها : ماتقومون لين تتمون موضوعن ثاني .. ( أشرت على منصور ) وأنت تخبره
عواد طالع منصور : ..................................
منصور : نبي بادي ياخذ هيا بنت عبدالله .. ماراح يرضينا ولدنا يترك بنت عمه وياخذ الغريبه
عواد بأندفاع : منصور .. ترا عندك من تكون بنت عمه بعد .. بنتك البتول .. وبنات عبدالله ماينحطن تحت كفى الرضى لأحد .. تبيه تاخذه .. ماتبيه يتوكل على الله ..!
منصور : بنات عبدالله بناتي ..ياعواد مانيب مختار لهن ...
عواد قاطعه : لا تختار .. ولا أنا أختار .. الأمر يجي من بابه .. بنات أخوي مابهن قل يومنكم تفكرون فيهن .. بهالمصيبه .. وقاعدين تحرجون على من بياخذ بادي
منصور سكت وصار يتصدد : ................................
عواد تحرك واقف : نوق وزوجناها بظروفن تسان الله يعلم فيها .. ونوير .. نصيبها راح على ماصار لرجالن كفو من أهل شيوخ ونسب كلن يشهد فيه .. وسبحانه يومنه نوى أبوها لها بشين سو وأراد الله بلطفه يكون خيرن لها .. والباقيات .. ( رفع يده بحلف ) والله العظيم ما تاخذ إلا من يطق الباب نفسه نفس غيره .. ويجي بنفسه لي طالبها .. وأن مابغاها .. قولوا
له درب المراجل مايخاوي غيرهن !
نطق بحده ..
" أنا برا أبنتظرك يبه .. شد حيلك وتقاوى لجل خاطر العافيه وخاطر من تعبت عليه بالتربيه والعلم الغانم " !
طلع ... تاركها هي وراه فالممر في حالة صدمه وأندهاش .. تحركت تمشي حتى تدخل باب الصاله .. يختنق شي بصدرها وعلى طول أنحنت تلم عبايتها ونقابها .. تتحرك ناويه ترجع لبيت أمها .. واصله فيهم يحرجون عليها عند أنسان ماكان يحب غير أختها !
.
.
.
كـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت
أستودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه
..
|