كاتب الموضوع :
#الكريستال#
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: كنا فمتى نعود ؟
بسم الله الرحمن الرحيـــــــــــــم
حيا الله حبايبي وخواتي وأغلى من في قلبي .. أمم قبل أبدى البارت .. بقولكم شي ..
ماقالته ليلو ترا أنا من طلبتها تلعب عليكم شوي والله .. حبيت أشوف وش راح يكون مشاعركم لو كان فعلا الأحداث نفس ماقالت ليلو .. الله يسعدكم .. وترا أنا من طلبت منها
وهي يشهد الله رفضت تقرا البارت إلا معكم .. << قلوب لها جعل ربي يخليها ..
ماهان عليها تقرا البارت قبلكم وبس ..
(18)
تغيّر صوتها من ذكر أسم ولد خالتها بالأسم وماتدري كيف أصلا عرفه
" إيه "
حرك يده بأنفعال وهو يشد عليها ويتحرك مبتعد يمشي على التراب ..
" تغشيني ياناديه .. تغشيني وأنتي أهلتس .. أهل ابن جهمان .."
ظل الخط مفتوح بلا صوت منها .. كأنها في حالة تفكير بهالأنفجار إلي ماتعرف سبب له
ولا حتى كيف عرف أهل أمها .. !
ردت بهدوء وكلمات موزونه ..
" عواد .. أتكلم معك لا هديت .. والله لا أنا فاهمه منك شي ولا أنت بتفهم شي إذا ثاير
بهالشكل " !!
رجع يصرخ
" مالتس شغل فيني ياناديه .. مالتس شغل .. أحتسي قولي لي شلون أهل جهمان هم
أهل أمتس .. ماعمرتس قلتي لي ! "
ولا كأن صراخه أثر فيها .. كانت تحاول تحافظ على هدوئها ونبرة صوتها الناعمه
" شوف عواد .. أنا وعدتك قبل إن عمري ماراح أتناقش معك وأنت معصب .. عندك خيارين
يا أنك تحاول تهدا وتفهمني عشان أفهمك إلي تبيه .. أو أسكر ولا هديت دقيت عليك "
رص على أسنانه وهو يرفع يده وينزلها .. ملامح وجهه تثور بشكل غير طبيعي
" إن سكرتي بتندمين ندم يابنت عالي .. ندم يخليتس تدفعين ثمنه غالي "
سكتت .. وظل الخط مفتوح بلا صوت منها .. رفع صوته
" ألو .. ألو "
أبعد الجوال عن أذنه حتى يطالع الشاشه ويرجع يحطه على أذنه .. أخذ نفس بقوة حتى يتحرك بخطوات واسعه من بدت السيارات تزدحم .. وهرن قوي من بعض السيارات يزيد
بشكل مزعج .. لف بعصبيه يطالع البيت والشارع إلي قباله ما عاد فيه مكان من الزحمة .. نطق بقهر
" ناديه ردي .. ردي يابنت الحلال "
رفع يده إلي بدت ترجف لأول مره .. لأول مره يحس إنه طاح في حفرة مستحيل بيطلع منها سالم .. مستحيل ..!
صار يبتعد أكثر وأكثر عن بيت نوق .. يلف حتى يستقبل بيت أبوه والأشجار المتراميه
عن يمينه ويساره .. نطق بصرخه
" ردي !!!! "
نطقت ولا زال الهدوء في نبرة صوتها يستفزه
" أنتظرك تهدى "
ضرب جبهته .. خلاص ماعاد قادر يصبرر
" تستهبلين أنتي .. تحسبين الوضع هين "
ردت بنبرة فيها أستغراب
" خلني أعرف الوضع .. بعدين أحكم "
عواد وهو يجمع أصابعه مع بعض نطق بصوت واطي : أنتي تدرين وين داخله .. هذا بيت أخوي .. وأنا واقف قبال بيته هالحين.. شفتتس بعيوني .. ولد خالتتس هذا ماخذ بنت أخوي عبدالله
أتسعت عيونها بقوة وهي أنعزلت عن الكل واقفه بمسافه بعيده عن مدخل البيت الرئيسي ..
بجنب غرفة بابها بالضبط يوقف على يسارها .. بزخارفه إلي تمتلك اللون الذهبي ..
يتنصت عليها وعلى دهشتها باب من حديد .. رفعت عيونها صوبهم وهي لابسه نقاب يغطي
ملامح وجها ولا يبان غير عيونها إلي يجملها الكحل بهاللحظة .. تمتلك رموش طويله
وكان هالشي الوحيد الملفت فيها .. على عباية كتف واسعه .. صارت عيونها تتنقل
مابين زحمة هالحريم والتراحيب .. تبحث عن أهله .. عن بنات أخوه إلي ياما تمنى
أنه يجتمع فيهم من جديد .. عن أمه الثانيه ( أم عبدالله ) .. بنات أخوه منصور ..
وعبدالعزيز .. ومين بعد ..أم نوق .. تبي تشوفها بعد ! قعدت تسأل من تبي تشوف من فرط الفرح .. في بيتهم
هي .. في بيتهم .. حست بقلبها يتعاظم بالسعاده متجاهله كل طيور للرحيل كانت تشوفها من بعيد .. السعاده إلي كانت تركض وراها في كل
وقت بسيط يسمح فيه وقته بمكالمه .. بلقا عابر مكتفي يجلس بمسافه بعيده عنها .. يحادثها برسمية .. هو إلي دايما مايكون إلا للمهمات الصعبه ولا عاش حبه إلا
وسط ألغام خفيه .. سمعته يناديها بالجوال كأنه يصرخ.. ثبتت السماعه على أذنها نطقت برعشه تهز صوتها ..
" هلا "
نطق بأمر وهو ثاير
" أطلعي من البيت هالحين "
ضاقت عيونها من هالأمر الغريب
" وين أروح "
أندفع بالكلام ..
" ترجعين للفندق إلي قاعده فيه .. وأنا منبهتس ألف مره سواق لا تركبين معه .. لا تركبين وجايه معه وتسن أني مانبهت ولا حتسيت بشي "
مرت من عندها بنت فوزيه جود بفستانها الأبيض وشعرها الناعم إلي يتمايل على فيونكة كبيره مثبته على ظهرها و بسرعه تتحرك صوبها تمسكها موقفتها .. تحط أيديها ورا ظهرها بهدوء وتنحني بظهرها مقربه عيونها باتساع من جود الصغيره
ناديه بصوتها الناعم إلي تعمدت يكون واطي : حبيبتي .. تعرفين عواد
جود هزت راسها بحماس : إيه
أنحنت على رجولها بدون ماتجلس حتى تمسك إيدين جود النحيفه وتحط بوسطها
جوالها .. ظلت جود تطالعها وعلى وجها الطفولي ألف من علامة أستغراب وعجب
ناديه بصوت واطي حيل : شوفي حبيبتي .. أطلعي هالحين برا دوري عواد وعطيه هالجوال
قولي من حرمة .. طيب
جود بسرعه هزت راسها : طيب
تحركت من قبالها تركض بفستانها الأبيض والجزمات بأناقة الأطفال إلي تسحر العين قبل القلب .. توصل للباب وشعرها الناعم يطير من هوا تهب مندفعه صوبها .. ترفع رجولها حتى تفتح الباب وتطلع مسكرته وراها .. أخذت نفس بقوة .. تحس أنها ضايعه في مكان المفروض يكون ينتمي لها نفس ماقالها عواد قبل .. فجأه تشتغل مكبرات الصوت بشيلة
" تراحيب المطر " لناصر السحيماني .. ويطلعون بنات بفساتينهم من باب المدخل الرئيسي شايلين المباخر وتوزيعات الأستقبال .. ينزلون من الدرج وعيونها مافارقتهم نهائي ..
أخذت نفس بقوة والهوا معطره بريحة البخور بشكل أشبع صدرها .. ظلت عيونها تتأمل
طول هالبنات .. شعورهم .. مكياجهم .. كل شي كانت تتأمله وكأنها تبحث عن دم عواد
إلي يشاركهم فيه .. بس كل وحدة منهن تحمل ملامح مختلفه عن عواد .. وقفوا
قبال باب الشارع إلي مفتوح لكن محتاج من يدفعه حتى يفتح أكثر .. الشمس على وشك الغياب
والسما بدت تتلون باللون البرتقالي .... رجعت تاخذ نفس وتزفره وهي متوتره .. يضئ
الحوش فجأه بالإضاءه إلي معلقه على سطح البيت وتمتدد لين السور .. رفعت عيونها
تطالع هاللمبات .. كان شكلها خورافي .. ينفتح الباب ويدخلون حريم .. تحركت وهي
تثبت الشنطة الصغيره على معصمها .. تمر من عند مكيف صحراوي حتى فجأه تنفك عباتها
كلها كاشفه عن البنطلون إلي لابسته وبسرعه أبعدت عنه وصار تلملم عبايتها بربكة .. ماتدري ليش حست نفسها لابسه شي غلط وكأنهم يعرفونها !! .. مع أنها متعودة بحضور إي زواج بعيد تلبس شي بسيط ولا تتكلف باللبس .. خصوصاو إن هالدعوة ماتوقعتها من خاله ماتشوفها بالسنه إلا مره وحده .. مره وحده عشان تحس إنها وفت بذكرى أختها الله يرحمها!
" ياحيا الله من لفانا .. يا حيا الله آل جهمان .. عز الله إن منزالكم هذا نورن لنا "
يرتفع صوت هالحرمة الكبيره حتى تسرع بخطواتها ..
تتعدى البنات بربكة و تدخل في زحمة الحريم .. توقف ورا ندى بنت خالتها وهي تشوف
أم بتار تتحرك صوب وحدة كبيره فالعمر .. تسلم عليها بحراره ..
أم بتار بصغر حجمها وسمنتها تمسك أيدين أم عبدالله : الله يعز مقدارتس .. ترا أنا ما أعرفكم
أم عبدالله أنحنت تسلم عليها وهي ترفع يدها : ياهلا ياهلا
تقرب من أم بتار وصوت الشيله يتردد بالمكان .. تنحني لها وهي تضرب صدرها ..
لابسه جلابيه بلونها الأحمر وشيلتها الواسعه تغطي جزء من جسمها ..
أم عبدالله : أنا يالغاليه أم عبدالله .. حفيدتي النوري .. وشفتي هذي
صارت تتمسك بيد أم بتار بقوة والفرح يتراقص على نبرات صوتها .. تلف صوب أم نوق إلي توقف وراها
أم عبدالله : وهذي أم نوق .. بنتها نوير
أم بتار بسعاده : ياهلا .. ياهلا بام نوق ..
أم نوق تقرب منها وتسلم عليها : حياتس الله في مكانن هو مكانتس
أم عبدالله ولا زالت متمسكه في أم بتار : وشوفي هذي فضية بنيتي عمة نوير .. وهذي نوره .. وهذي أم حمد زوجة وليدي عبدالعزيز .. وهذي زوجة وليدي البكر منصور ..
أم بتار وهي تسلم عليهم وحده وحده : ماشاء الله تبارك الله .. ماشاء الله
أم نوق : حياكم .. حياكم .. هنيّا تفضلوا .. حياكم
يتحركون الحريم يمشون على السجاد عابرين الطاولات صوب المجلس الخارجي إلي كان
قبالهم بالضبط .. صوت الشيله الترحيبيه لازالت تتردد على مسامعهم تخالط صوت صرخات
الأطفال ولعبهم بالحوش .. وهناك عند باب الشارع تنحني شيما منزله المبخره حتى تتعدل تمسح على شعرها ..
عهد بجنبها ماسكه الورد : بنات ياكثثثثثرهم ..!!
هيا تأشر لعهد قبالها : مكياجي .. فيه شي غلط .. فركت عيني ناسيه
عهد تبتسم لها : رهيب مكياجتس والله
وعد بصوت واطي : لمتى بنظل تسذا واقفين تسننا فرقة طقاقات
ساره أنفجرت تضحك وهي ترفع فستانها عن الأرض : تونا ياحلوة ..
يفتح الباب ويدخلون حريم شايلين شنط يحطونها عند الباب ويطلعون .. تمايلت جود
بشفاتها والحريم للحين ماوقفوا يدخلون أكياس وصناديق وشنط .. !
رافعه شعرها كله بتسريحه بسيطه مظهره تفاصيل وجها .. تحركت بسرعه حتى توقف بالجهه إلي واقفه فيها شيما وعهد ..
جود تحرك يدها : بنات تعالوا ..أوقفوا هينا لا أنفتح الباب ينكشف الشارع لنا
تحركت وعد مع ساره .. ولحظات لحقتهم هيا
ساره : من إلي حاط هالشيله ... ماهيب ضابطه
عهد تطالعها بطرف عين : عاد السحيماني ماعليه حتسي
ساره ضحكت : أسمعي الكلمات يابنت .. غلط ماتصلح نشغلها ترحيبيه
عهد بسرعه تحط يدها على خصرها : والله يومني أشاوركم وكلن تقول مدري ..
وعد وهي تطالع المجلس وتشوف البتول وريما يدورون بالقهوة والحلا : بنات شوفوا البتول واضح عليها متوهقه .. رايحه فيها ..!
الكل ظل يطالعها من بعيد وهي وقفت تطالعهم وملامح وجها تغرق بالربكه ..
شيما عطت وعد المبخره : أنا بروح أقهوي الحريم وأخليها تجي
جود : قدها بنت عبدالله
سكتوا من أنفتح الباب وأقبلوا الحريم عليهن يسلمن ..
عهد وهي ترحب فيهم : حياكم الله .. تفضلوا ..
تطلع أميره تركض من باب مدخل البيت صوبهم بفستانها الوردي .. تمسك يد هيا وبسرعه تهمس بإذنها ..
" أمي تقول بسرعه تعالي "
هيا أنعقدت حواجبها : طيب تعالي وقفي بمكاني وخذي هالسله ..
أميره بحماس : طيب ..
تترك المكان وتتحرك تمشي بخطواتها المتوازنه تمر مابين الطاولات والكراسي إلي أمتلى فيها الحوش ..صارت تسمع صوت جدتها وهي لازالت ترحب بالجميع .. تدفع جسمها داخله من باب المدخل حتى تروح بخطواتها الواسعه صوب المطبخ .. ومن دخلت إلا نوق وفوزيه واقفات والضيق باين على ملامحهن ..
هيا : وش السالفه ..؟
نوق متجاهله كل إلي صار لها نطقت بقهر : جدتي الله يصلحها
هيا بخوف : وش فيكم أخلعتوني
فوزيه : طلعت داقتن على قرايبنا وجيرانا تعزمهم
هيا طارت عيونها : هاااا
فوزيه أشرت بيدها لقدام : ماشفتي جارتنا وبناتها .. وقرايب ماعمري شفتهم بأفراحنا جايين!
هيا هزت راسها برفض : ماأمداني أشوف مير دخلوا الحريم مره وحده .. وزحمه عند الباب
فوزيه حركت كتوفها لفوق : ولا قالت لنا ولا شي .. ماراح يكفيهم المكان .. جدتي تحسب الليله ليلة الزواج الله يهديها .. وزيادة ماراح تكفيهم لا ضيافه ولا مكان وبعدين غلط يجون أساسا .. !
تدخل أم حمد بخطوات عجله .. وقفت من شافت نوق
أم حمد : حبيبتي .. مبروك هالفرح عليكم ماشاء الله
نوق أبتسمت : الله يبارك فيتس
أم حمد : القهوة وين هي .. المجلس مع أنه وسيع وشرح يالله يالله كفّى حريم آل جهمان
هيا لفت تطالع أم حمد بربكة : ..........................
تحركت نوق بسرعه صوب الطاولة حتى تسحب ترمسين من القهوة وتروح لأم حمد
أم حمد وهي تاخذها : ها متى بنشوف العروس ..؟
نوق : بإذن الله تنزل بس للحين الكوافيره عندها ..
أم حمد طالعت فوزيه : وش فيتس
فوزيه بضيق : تخيلي جدتي عازمه جراتنا وقرايبها للملكه ..
أم حمد ضحكت : يابنت الحلال يقعدن بالأرض إن ماكفى المكان .. تساهيل الأمور
فوزيه ترفع عيونها للسقف وتلمس رقبتها : يارب لك الحمد إني كنت حاسه إن القهوة ماراح تكفي وجبت ترامس زيادة
نوق ضحكت غصب : خلينا نطلع يالله ترا طفشت من مقابل المطبخ
فوزيه : يالله ..
طلعت أم حمد مع هيا ومن نوت تتحرك نوق حتى توقف تطالع إلي دخلت عليها ..
ماتدري ليش من شافتها بطولها والفستان الفخم إلي لابسته .. حست بقلبها ينقبض ..
شعرها الحرير رافعته من قدام حتى بانت ملامحها أكثر جمال .. نطقت بصوتها
الناعم
" السلام عليكم "
أبتسمت فوزيه ببرود من شافتها قالت
" هلا بام منصور .. أخبارتس "
حسنا بنعومه : بخير .. ( طالعت نوق ) أخبارتس نوق ..؟
رفعت فوزيه حاجبها اليسار بحده حتى تلف لنوق إلي ماتدري وش جاها أرتبكت .. ونزلت عيونها بالأرض حتى تنطق ..
" بخير "
طالعتها حسنا من فوق لتحت وهي تتفحص جسمها وجمالها وكأنها تقيمها بنظره سريعه .. وبسرعه طالعت فوزيه
حسنا : محتاجين شي ياقلبي
هزت فوزيه راسها برفض وهي تمد يدها ساحبه نوق بقوة لها كأنها تقول لها أرفعي راسك ..! شبكت ذراعها بذراع نوق
فوزيه : لا أبد اليوم أنتي ضيفتنا يام منصور .. وحياتس الله
حسنا ورد فوزيه أربكها : الله يحييتس
تمايلت لقدام بخفه حتى تسحب فستانها من تحت وتطلع من المطبخ وبسرعه فوزيه ضربت
يد نوق
فوزيه بتهديدوبصوت واطي : هييه ياحرمه .. أنتبهي توضحين لهن ضعفتس حطي عينتس بعينها
نوق تحاول تغيّر السالفه : ماهمتني .. أمشي خلينا نروح نسلم على الحريم ..
ظلت فوزيه تطالعها وبسرعه فكت يدها حتى تسبقها للباب .. بلعت ريقها بقوة من تذكرت
أول مره جلوي قالها عن ولده منصور .. بالمزرعه .. ضحكت من داخلها على ذيك الذكرى ..
ياغبائك ياجلوي .. لا زلت تثبت لها إنك الحلقه الأضعف هالحين .. مرت من عند حسنا إلي رفعت عيونها تطالعها بأهتمام .. تحس بعيون حسنا تلاحقها ولا أهتمت .. طلعت للحوش حتى
توقف تطالع الطاولات ولحظات تكمل خطواتها للمجلس .. الشيله مع صوت الفرح على ملامح
الأطفال وصوت المكيفات يختلط على مسامعها .. دخلت المجلس حتى يندفع هوا المكيف البارد صوبها دافع خصلات شعرها الطويله لورا أكثر .. محمل بريحة البخور والعطور ..
تستقبل المجلس وهي تشوف جدتها وأمها جالسات في صدر المجلس إلي فعلا كان ممتلي
على الأخير .. حتى ماكان لها هي مكان تجلس .. ترفع أم عبدالله يدها إلي كانت مزينه بالحنا
وهي أمس أنعزلت في بيتها تتحنى وتتجهز عشان ليلة النوري ..
أم عبدالله : هذي بنيتي الغاليه نوق .. البكر ..
تبتسم نوق وتتحرك لداخل أكثر وعيون الكل تحس أنها توجهت لها فجأه .. تدخل وراها فوزيه وحسنا إلي كانت على مسامعها الكلمة مثل سهم من القهر أنغرس في صدرها ..
" زوجة وليدي جلوي .. ولد منصور البكر بعد .. غلاها من غلا أبوها وأخوه ..
مايعانق غلاها أحدن عندي "
أنعقدت حواجب حسنا بقوة حتى توقف وتمر من جنبها فوزيه .. الكل وقف يسلم على نوق وهي أبد ماقدمتها أم عبدالله لأحد يادوب نطقت أسمها على السريع .. وهذي نوق تتقدم بالمجلس على أنها زوجة جلوي على مشهد من الكل .. تتحرك بخطواتها صوب كنبه في زاوية المجلس حتى تجلس
وتحط رجل على رجل .. تشبك أصابعها مع بعض بقوة وبذرة الغيره أنغرست في أرضها
فجأه ..
" ياهلا .. ياهلا بنوق "
تنطقها أم بتار من أقتربت لها نوق .. تبتسم بخجل
" الله يحييتس ياخاله "
تتبعها فوزيه حتى توقف وراها وتسلم على أم بتار من أبعدت نوق لجهة اليمين .. تجلس أم بتار ببطء .. المجلس الواسع يتوسطه طاولة يزينها باقة ورد وصينية القهوة والشاي .. وتوزيعات الحلا وصحون الفطاير ..
تقترب شيما من أم بتار حتى تنحني تسحب فنجانها وتصب لها قهوة ..
أم بتار وهي تاخذ الفنجان : والله أن شوفتتس يام عبدالله أعتبره يومن سعيد
أم عبدالله تأشر لشيما : قربي التمر يمي لأم بتار ووزعي الباقي ع الحريم .. أريه ع الطاوله ماحدن وزعه
شيما بصوت هادي : تامرين جده
تحرك يدها تحطها على يد أم بتار
أم عبدالله : نحمد الله إلي تمم هالفرح علينا بخير ..
حركت أم بتار عيونها صوب بناتها إلي ظلوا يطالعونها بصمت .. أبتسمت بربكة وهي لأخر لحظة كان بتار يوصيها تمسك كلامه زين وتعطي العلم إلي قاله لخواته .. وتنسى نهائي كل ماصار
أم بتار حاولت تغيّر الموضوع : هذولي بناتي كلهم ..وحفيداتي وقرايبنا ومن يعز علينا
حركت يدها لجهة اليسار حتى تأشر على مجموعة حريم جالسات ..
أم بتار وهي تأشر على وحده : وهذي أختي الشقيقه .. أم شويمان وماعندي غيرها
أم عبدالله ترفع صوتها : حياكم الله جميع .. حياكم الله
أم بتار تكمل : الله رزقني بتسع بنات وآخر مالله رزقني فيه هو وليدي بتار.. وربي مارزقني من العيال غيره ..
أم نوق أتسعت عيونها : ماشاء الله ..
أم بتار تلف لأم نوق : وترا كل وحدتن منهن جهزت هديتها للعروس .. وجبنا جهازن يليق في زوجة وليدي الشيخ بتار .. ووالله إني حالفه حلف ألبسها الذهب بنفسي .. ذهب مختارته
أنا ماشاركني فيه أحد ..
ألتبسها الصمت فجأه وعيونها بذهول توجهت لأم عبدالله إلي قامت تضحك وتشد على يد أم بتار .. تردد " الله يتمم عليهم بخير .. الله يتمم عليهم بخير "
ماكانت تدري إنهم بيلبسون البنت الذهب وهي على عاداتهم الأمر مايتعدى شوفه أهل الزوج للبنت وهذا من حقهم .. لكن تلبسها الذهب !!
أبعدت عيونها عن أم بتار بربكه .. حتى تطالع بأستقامه .. البنت يالله يالله أقنعوها إنها تطلع .. كيف لا عرفت إن أهل زوجها جايين وبيلبسونها الذهب !
أم بتار تنادي : ياغزوى .. هاتي جهاز زوجة الشيخ بتار ..
تفز بنتها إلي كان واضح عليها أنها كبيره فالعمر وبناتها بجنبها .. وقبال ماينقال هذا كله ..
تميل نوره براسها تطالع أم شويمان إلي تقعد بجنب أم جلوي .. تحط رجل على رجل وتتكتف وهي تحس في صدرها شي ينتفخ بالقهر ..
نوره بصوت واطي : تشوفين إلي أشوفه
أم جلوي تتمايل على نوره : ماشاء الله .. وش هالحريم يادافع البلا يالله يالله كفاهن المكان
.. والله والله إن أم نوق وبناتها حظوظهن بالسما
نوره تاخذ نفس بقوة وتزفره : شفت .. شفت .. وأمي ماقصرت تقدم نوق قدامنا كلنا
أم جلوي ماعطت سالفة نوق أهتمام : تخيلي .. جايين كلهن عن بكرة أبيهن عشانه وهذا ينقال إنها منطلقتن عليه رصاصه .. لو أنها ذابحته وش بيسوون ياحظي يدخلون عليها بصكوك أراضي !
نوره : والله تسنتس تقرين إلي في خاطري .. هو أخذ شيخة أبوه من متى ..؟
أم جلوي تنعقد حواجبها وتطالع نوره بعيون متسعه : من توفى .. أنتي معقوله أنقطعت أخبارتس عنهم
سكتت نوره وبنفسها " لو أدري أبروح أجيب لهم الولد على طبق من ذهب !!"
على الأقل ماتكون هي من عجلت بالأمر .. !
ضمت شفاتها بقوة من دخلت أخت بتار " غزوى" تشيل شنطتين حتى تحطهم قبالهن بالضبط ..
غزوى : بدريه وشيهانه .. تعالن عاونني بالباقي ..
تتحرك بدريه ووراها شيهانه حتى يطلعن من الغرفه ..
أم جلوي تطالع الشنطتين بفضول : تهقين ذهب !
نوره وهي ترفع حواجبها وتميل بيدها مغطيه فمها : والله علمي علمتس لا تستبعدينه .. ماتسمعينها تقول ولدها الوحيد .. أكيد بتكرمه وتكرم من بتكون زوجته
أم جلوي صارت تردد : ماشاء الله .. ماشاء الله
يرتفع صوت الأذان " الله أكبر .. " وبسرعه أم عبدالله تنادي البتول
أم عبدالله : يالبتول .. خليهن يسكرن هالبليه نبي نصلي ونتسنن ونذكر الله ..
تتحرك البتول طالعه من المجلس .. بخطوات متسارعه
أم نوق تفز واقفه : أبجيب لكم السجادات .. والفرح توه في بدايته يام بتار
أم بتار : إي والله صادقه
تتحرك أم نوق بخطواتها الواسعه ماره مابين المعازيم تمشي بإستقامه .. عابره خوات بتار إلي لا زالوا يشيلون الهدايا ويرتبونها وسط المجلس .. تطلع من المجلس حتى تدخل بيتها .. تلف لورا من حست بأحد يتبعها
أم نوق أبتسمت : هذا أنتي يافضيه !
فضيه : قلت أساعدتس لا تشيلين السجاد لحالتس ..
أم نوق : الله يعافيتس
فضيه : ماشاء الله خواته كثار
أم نوق هزت راسها : إي والله
فضيه تتقدم لأم نوق من دخلت غرفة التلفزيون : والله إن هالنوري ماخذت إلا من يستحقها
أم نوق تشغل اللمبات : الله يوفقها ويسعدها و عسى إلي بخاطرها يطيح
فضيه مافهمت : وش إلي بخاطرها
أم نوق بنبرة حزن والغرفه أنارت حتى تظهر تفاصيلها : عشاني خليتها تروح تملك لحالها .. أنا عارفه إنها ماخذه بخاطرها بس والله وش تسان بيدي وهو ينقالي بيبلغ عنها الشرطة !
أم فضيه تنحني تجمع السجاد الجديد إلي شاريته نوق : البنات بختيارهن ولا دونه يام نوق .. والله مايعرف مصلحتهن إلا أهلهن .. وأنتي شايفه من أخذها ماشاء الله حسب ونسب وغنى
أم نوق : إيه بالله وأنا أشهد
تضم فضيه السجاد لصدرها وتلف واقفه قبال أم نوق .. في فمها كلام ولا تقدر تقوله .. ورغم أنها كانت متحمسه لشور بنتها لكن ماعادت تقدر تصبر .. دام إن ولدها راح يتعالج وهي ودها تفرحه بالخطوبه .. ودها بهالشي
أم نوق حست أن فضيه ماهي طبيعيه : فضيه عندتس شي تبين تقولينه..؟
فضيه بربكه :إي والله ياوخيتي أنا عندي شين ودي أقوله لتس .. وماعندي غير يوم هالفرح أفاتحتس بالموضوع
تحركت أم نوق بسرعه حتى تمسك يدها وتجلسها .. تجلس جنبها
أم نوق : تسان إن الموضوع لي فيه يد وأقدر عليه مانيب مقصره عليتس فيه
فضيه أرتاحت من كلامها .. حاولت تبعد الربكة تبتسم : يام نوق أنتي تعرفين إن وليدي متعب تسان له مكانته بينا وولد حفر بالصخر لين حقق مستقبله .. وقدر الله عليه هالمرض .. أقدار
الله مانقدر فيها إلا نرضى بأمر الله وبكون معتس صريحه .. تراه تقدم لبنت منصور
ورفضت أمه هالخطبه لأنه مريض
أم نوق بضيق : لاحول ولاقوة إلا بالله
فضيه : وأنا جايتتس اليوم أبي بنيتنا شيما له .. والله يومني شفتها ماتمنيت إلا إنها تكون لمتعب
أم نوق بصمت غريب : ..................................
فضيه : وكل ماتطلبونه نلبيه .. وإن تسان بترفضونه عشان هالمرض إلي فيه ترا ..
أم نوق على طول قاطعتها : شوفي يافضيه حنا نشري الرياجيل شرا .. والمرض والعافيه ماهيب بيدنا .. ياكثر من وحدتن أخذت واحدن متعافي وصابه المرض .. والتعب والبلا ..
هذي ماتخلينا نحكم على فعول الرياجيل .. بس الأمر ماهوب بيدي .. الأمر بيد البنت وعمها عواد .. يافضيه ..
فضيه : أنا أبيتس تشاورينها .. الولد والله بيكسره لا تعنينا يام نوق وأخرتها مايصير النصيب
أم نوق بتردد خفي : أنا ماعلي إلا أشاور .. تسان رضت البنت ورضى عمها أنا بنفسي من أدق عليتس وأبشرتس وإن تسان مافيه .. بيعوضه ربي
فضيه بسعاده وهي كانت خايفه من ردة فعلها : الله يجزاك خير يام نوق .. والله عاد إني كنت خايفه من قولتس لا فتحت هالسيره
أم نوق تتحرك واقفه :كل شي قسمه ونصيب .. خلينا نعجل عشان الصلاه
فضية : يالله
يطلعون من الغرفه حتى تقبل عليهم وعد .. توقف قبال أمها
وعد : يمه وش رايتس بمكياجي .. ماعطيتيني رايتس ..؟
أم نوق : ماشاء الله .. بس أختتس عهد وراها مكثرته تسان خلته زين نفس شيما ونفستس
وعد : لا يمه أنا وشيما طالبينه خفيف
أم نوق ترفع يدها وتمسح على شعر بنتها : الله يحفظكم .. ولا تتعودين ماسويتيه اليوم ترا أنا الخبال والعلوم الناقصه ما أدانيها أحمدي ربتس إن الرجال بقدره تحمل سواتتس !
تبتسم فضيه وتتحرك تاركتهم .. تطلع شايله السجاد للمجلس الخارجي .. ومن دخلت المجلس حتى تنطق "ماشاء الله " والهدايا بوسط المجلس أخذت مكان كبير ..
فضيه : من يبي يصلي .. هذي السجادات ..
تنحني حاطتها ع أقرب طاولة بجنب الباب .. وتطلع ..
أم عبدالله : يالله .. يالله نصلي ونكمل فرحنا بعد الصلاة
أم بتار تسند يدها على المركة وتوقف تأشر ع بنتها غزوى : بعد الصلاة .. أفتحي الشنط ياغزوى ..
غزوى : إن شاء الله ..
تتحرك أم بتار بخطواتها البطيئه وهي متمسكه بيد أم عبدالله .. يطلعون من هالمجلس إلي لا زال العجب يعانق أنظارهن قبال ماجى من هدايا وتجهيزات لنوير ..
أم جلوي بصوت واطي لنورة : ماشاء الله .. هذا جهاز كامل من .. إلي شكله
نوره بدون نفس : الله يهني سعيد بسعيده !
تلف أم شويمان " خاله بتار " لأم جلوي ..
أم شويمان : أنتي تقربين لبنتنا نوير !
أم جلوي بسرعه لفت لها : أنا الله يسلمتس زوجة منصور .. عم نوير الكبير
أم شويمان : ماشاء الله .. والله إن تسان ودنا بالزود لها بس الوقت القصير .. كلن جابت ماتقدر عليه .. من زمان وحنّا ننتظر هاللحظة
أم جلوي تبتسم : ماقصرتوا ( أشرت للهداياهم ) ماشاء الله عليكم ..
أم شويمان ضحكت : بتار وليدنا له مكانته وقدره .. وقدر نوير من قدر هالولد .. عسى الله يوفقهم جميع
أم جلوي بضحكة عجب وأستغراب : ماشاء الله عليكم يام شويمان .. على ماصار جايين ومكرمين البنت ... والله إنكم سويتوا الشي إلي يبيض الوجه
سكتت فجأه أم شويمان حتى تبان أنعقادة حواجبها .. نطقت بأندفاع
" ووش إلي صار "
أم جلوي : هما البنت مطلقه على ولدكم رصاصه ودخلته المستشفى
أم شويمان أنتفضت بخرعه : أعوذ بالله وش قاعده تقولين ياحرمة أنتي !
تمايلت نوره براسها وهي تشوف إلي حول أم شويمان أنتبهوا لنبرتها بالكلام .. لفت أم جلوي براسها لنوره وهي راحت فيها من الربكه ..لحظات ورجعت تطالع أم شويمان بخرعه من ألتزمت نوره الصمت .. ماتوقعت أنهم مايدرون ..!
بان عليها التوتر والخوف بشكل واضح .. تمايل جسمها على نوره بخرعه من نطقت أم شويمان
" أنتي وش قاعده تحتسين فيه .. متى البنت أطلقت على الشيخ وتسيف مادرينا "
رفعت فوزيه راسها لأمها من حست أن الحرمه إلي جنبها منفعله وثايره وأمها تطالع فيها بخوف وربكة .. وعمتها نوره مكتفيه إنها تطالعهم بصمت وكأنها عاجزة ترد .. أو تقول شي .. أتسعت عيونها بقوة من رفعت أم شويمان يدها لخوات بتار إلي قاعدين حوالي فوزيه ..
ثايره تأشر بيدها
" بتّار متصاوب ولاحدن علمني وقالي ! "
الكل فجأه غشاه الصمت والصدمة .. رجعت تصرخ
" مصوبتن عليه البنت إلي جايين حنا نعزها ونكرمها .. هااا "
تمايلت حسنا براسها وهي كانت تجلس آخر المجلس .. وعلى طول طالعت نوق إلي وقفت وهي غارقه بالخوف .. أبتسمت غصب من غيره ثارت بصدرها .. والسبب فيه أم عبدالله ..
يعني هالحين بتشوف آخر خراب هالمجلس إلي تقدمت فيه نوق عليها وهي كانت الأولى
بالترحيب .. هي .. موب غيرها !
وما كان لصمتهم إلا إنه تزرع هالحقيقه في نفس أم شويمان إن فعلا بتار متصاوب وعلى يد مين .. على يد زوجته ..
على يد من جايبين جهازها كامل على قدر زواج الشيخ .. على قدر الغلا إلي بنفوسهم
صوب بتار .. فزت واقفه وهي تلم عبايتها .. إلي طاحت على كتوفها .. ترفع يدها إلي مليانه
تجاعيد وتحركها لليمين ..
" والله مالي قعدتن في مكانن إنهان فيه بتار .. ( أشرت لخواته ) أبتس أنتن تسيف
جايات وأخوكن متصاوب على يدها .. وش فيها عقولكن "
غزوى حلفت : والله ياخاله إن جيتنا بأمره
أم شويمان : تخسين ويخسى من يقول هالقول .. بتار ماراح يفعل هالفعل
غزوى رفعت أيديها حتى تأشرها صوبها وتحلف : والله العظيم .. ولا حنا أكيد ماحنا راضيين باللي صار
أم شويمان تلف لبناتها : قومن .. قومن خلن هالبيت لأهله ..
تفز شيهانه بسرعه تتحرك صوب خالتها .. تحلف عليها
" والله ماتطلعين .. والله "
أتسعت عيون ناديه حتى بسرعه تلف لندى ( أخت بتار ) وهي قاعده بصدمة تطالع الوضع الصعب وآخر ماكان يتوقعونه إنه من يقول هالشي .. هم أهلها .. أهل نوير ..
يعني شين وقواة عين !!
ولا كان على ناديه إلا تدارك هالوضع بسرعه ..
ناديه بربكة تسحب الجوال من يد ندى : أبيه شوي ..
تتحرك بخطوات واسعه تركض طالعه من المجلس لأن إلي صار شرارة نار تعرف إنها ماراح
تعدي ع خير وأهل أمها نارهم كبيره ودمهم حار .. شيلتها طايحه على شعرها بلونه البني إلي يوصل لحد كتوفها ... تفتح جوال ندى وتروح للرسايل تكتب له
" أنا ناديه رد علي ياعواد بسرعه ! "
راحت تمشي بخطوات واسعه والأصوات بدت ترتفع .. حست بقلبها يدق بسرعه والأجواء
بدت تتعكر .. لفت براسها لورا ولحظات صار تطالع المعازيم إلي جالسين ع الكراسي
ويطالعون المجلس بفضول ودهشه .. كتبت رقمه ودقت عليه .. وعلى طول رد بصوته الضايق
" تسان دقيتي على جوالتس "
حطت يدها على خصرها وهي تمشي مبتعده عن المجلس .. الهوا تهب دافعه عبايتها لورا
حتى يبان أكثر البنطلون إلي لابسته .. والبلوزه البيضا وتوصل لحد ركبها ..
ناديه : عواد .. خالتي الثانيه عرفت أن بتار متصوب .. ويقولون من أطلقت عليه بنت أخوك ..
أخذت نفس بربكة وهي ضايعه كملت
" أنا مدري وش إلي صاير بس خالتي ثارت وحلفت إنها ماتقعد .. قل لبتار إلي صار هو أكيد بيعرف كيف بيتعامل مع الوضع .. أنا خايفه ياعواد .. خالتي إن ثارت والله لا تقلب هالليله
فوق تحت "
عواد بضيق : وشلون عرفت
ناديه : مدري تسان قاعد جنبها ثنتين من أهلك ماأعرفهم وفجأه ثارت ..
عواد وصوته تغيّر : طيب .. خلي هالجوال معتس .. وترا لنا حتسي طويل
ناديه بقهر : أنا وين وأنت وين .. بسرعه أصواتهم ترتفع والحريم بيحتسون
عواد بأستغراب : وش فيتس خايفه تسذا
ناديه : ممدري .. بسرعه قل للولد .. بسرعه !!
عواد : طيب
ينزل الجوال ويتحرك داخل للمجلس الكبير بإضائته وفخامة تصميمه .. يمشي بخطواته المتوازنه ورجال على يمينه ويساره متوجه مكان مايجلس بتار وبجنبه أبو عبدالله ..
عواد أنحنى لبتار : دق ع أهلك فيه مشكله هناك
بتار بحده طالعه : وش فيه
عواد : بسرعه دق وبتعرف ..
رفع أبو عبدالله عيونه صوب ولده
أبو عبدالله : وش فيك ..؟
عواد تعدل بوقفته ورفع أيديه : مافيه شي
أبو عبدالله طالع بتار إلي ملامح وجهه تغيرت : وش بلاكم .. والله إن فيه شي
بتار بلا ملامح وبدون مايطالعه : مافيه إلا كل خير
سحب عصاه حتى يتحرك متساند عليها .. يتحرك يمشي وعواد جلس بمكانه يطالعه ويتمنى يحل الوضع .. وهو مستغرب إنهم مايدرون بسالفة نوير معه .. شكلهم تفاجأوا فيها ومايدري فيها إلا أمه وخواته أكيد .. يتحرك بتار صوب خاله جاسر ..
بتار : هات جوالك يالخال
جاسر بأستغراب رفع عيونه لملامح بتار : ليه
بتار بضيق : جوالي ناسيه .. ومحتاج أدق على أحد بسرعه
أنحنى جاسر وحمد وقف قبالهم معه القهوة ويقهوي الرجال .. سحب جاسر جواله حتى يسلمه لبتار إلي تحرك يمشي صوب باب المجلس ..
حمد : تقهوا
جاسر يمد له فنجانه : .......................
ضغط بتار رقم أخته غزوى الكبيره .. حط الجوال على أذنه وظل الرقم يدق لين أنتهى بعدم الرد .. أبعد الجوال عن أذنه بقهر ورجع يدق عليها .. يطلع من المجلس مستقبل الحديقه
إلي تتزين بالورد والشجر .. يمشي على الرصيف حتى ينطق بأندفاع
بتار : ألو .. وش صاير
غزوى : زين دقيت .. ألحق .. خالتي أم شويمان عرفت باللي صار وهي حرمتن تسبيره مالها إلا الظاهر .. تبي تطلع هي وبناتها وتبي أغلب جماعتنا يتركون المكان .. السواه يابتار فيه ضيوفن مانعرفهم من أهل البنت وكلن يسأل وش السالفه
بتار بعصبيه : تسيف عرفت بالسالفه .. تسيف ياغزوى
غزوى بخوف منه : والله ماهوب حنا من حتسينا .. وحدتن من طرفهم الله لا يسامحها زودن ع أننا تحملنا سواة بنتهم وجايين نكرمها ونعزها بعلومن بيحتسي فيها القاصي والداني رايحاتن يقولن لخالتي عن إلي صار
بتار بعصبيه : البنت كرامتها وعزتها مايحتاج من يجملها ياغزوى
غزوى بصمت : ......................................
بتار : عطي خالتي الجوال
غزوى : ماهيب يمه .. قاعده تخانق خواتي .. ماتركت تسلمتن ماقالتها
بتار بتهديدد : عطيها الجوال ياغزوى !
غزوى : طيب .. طيب
صار يتمايل من يرمي بحمل جسمه على العصاه إلي يتساند عليها .. يزفر هوا قوي من خشمه وهو يتحرك خطوة ورا خطوة .. لحظات ويسمع صوت خالته تنطق بعصبيه
" ألو "
بتار : وش العلم ياخاله
أم شويمان : العلم إن أمك وخواتتك عازيمنا على مجلس بنتن مطلقتن عليك النار .. تسيف يابتار ماحدن يقولنا إلا وحدتن تحذفها بوجهي تسنها ولا شي !!
بتار : خاله .. إنتي جاييه تفرحين فيني ولاّ تخربين هالليله علي ..؟
أم شويمان شهقت : أخرب ليلتك ..! لا والله إني جايتن أفرح عشاانك وجايبتن لها ماتستاهله زوجة الشيخ بتار على قل الوقت .. بس ماسمعته يخليني ما أقدم لها ولا شي
بتار بقهر : أجل لا تقدمينه ياخاله يومنه بيجي بدون طيب خاطر .. زوجتي ما تاخذ شين ماهوب من رضى صاحبه
أم شويمان بصدمه : وش تقول ياولد
بتار بصوته الحاد .. : هذا أنا أحتسي معك ولا فيني إلا العافيه .. ومستقبلن أهلي وجماعتي بمناسبة ملكتي على بنت عبدالله .. إن تسنت أنا بنفسي فرحان .. أجل من يغليني بيفرح لي
أم شويمان : وماسمعته هالحين ...؟
بتار : ماسمعتيه إن ماجى من طرفي ياخاله .. تقفين عنه وعن صاحبه
أم شويمان ضاعت : بس ..
بتار : لا تقولين شي ياخاله .. هداياتس .. لا شفتي إنتس بتعطينها لزوجتي ومايدنس نوايا هديتتس هروج غيرتس .. بتستقبلها وتاخذها
أم شويمان : ماسويته من غلاك ياولد ..
بتار : أجل خلي الحتسي ينرد على صاحبه .. وأنا لو أني متضرر ياخاله ولاّ فيني قل عافيه ما عزمت وخليت العرب يتعنون للرياض عشاني
أم شويمان وكأن صوتها هدا : صدقت ياولدي صدقت ..
بتار : أخليتس ياخاله هالحين ..
أبعد الجوال عن أذنه مسكر الخط ثواني ضغط رقمه إلي ظل يدق ويدق وما أحد يرد ..
هالجوال إلي كان يغرق في الظلام وفي مساحة ضيقه من عطاه لنصفه الثاني .. تضيئ
شاشة جواله داخل الدرج ولا كانت تدري عنه لأنها تركته على الصامت .. عازمه أنها ماتفتح الجوال
ولا تمسكه وهي ماعرفت وش نيته في إنه يعطيها جواله .. توقف قبال المرايه
بعد ماضبطت الكوافيره مكياجها وراحت .. تحرك أيديها حتى تمررهم على خصرها إلي الفستان التركوازي يرسم تفاصيله بأناقه عليها .. تطالع طقم الذهب إلي طلبت
منها أختها نوق تلبسه .. والألم في بطنها رغم إنها أكلت شي بسيط إلا إنه يختفي ويرجع لها
من جديد .. تبلع ريقها وتسحب الساعه بلونها الذهبي متجاهله طقم الذهب .. تثبتها
على يدها العاريه بهاللحظة ولا يغطيها شي .. ماكرهت بهالفستان إلا إن أيديها مافي
شي يغطيها .. تسحب الخاتم وتلبسه
وبنظرات ذابله ترجع تطالع ملامح وجها إلي رغم المكياج الناعم والكحل .. ماتشوف
في ملامحها شي يبعثها للفرح .. ماتدري ليش لقت نفسها تتمسك بكلام عمها عواد ..
نبرة صوته الواثقه قبالها خلتها تحس بالأمان .. بس هو ليش طلب فرصه بهالليله بس .؟
ليش .. حتى أنها ماسألته ولا لزمت عليه تعرف .. ترفع أيديها وتحضن كفوف أيديها
ملامح وجها النحيفه .. عيونها إلي تتسع بهاللحظة وكأنها تحاول تتعرف على ملامح وجها الحزين من ينتمي له .. على شعرها يستقر الطوق التركوازي العريض وهو يعطي لملامحها
أنطباع الهدوء .. تنعقد حواجبها وهي كأنها تسمع صوت صراخ ماتدري تسمعه أو يتهيأ
لها .. صوت المكيف المرتفع كأنه يثبت لها إن إلي تسمعه خيال .. !
تبعد أيديها وتتحرك راجعه جالسه على السرير ..
تشبك أصابعها مع بعض بقوة وماحد جى عندها ع الأقل يونسها .. ملت من وحدتها .. لحظات ويدق جوالها .. تسحب الجوال بسرعه ومن شافت الأسم فتحت الخط ..
نوير : هلا عمي
منصور : ياهلا بعروستنا .. أخبارتس ..؟
نوير بصوت بالعافيه يطلع : الحمدالله
منصور : أنا قلت أدق عليتس يابوتس وأكلمتس بنفسي .. لأني مانيب قادر أجيتس وأترك المجلس والمعازيم كثير
نوير : ماقصرت ياعمي .. الله يخليك لنا
منصور : لا تزعلين يابوتس مني .. وأنا ان شاء الله إن حصلت وقت مريتتس
نوير وهي تعقد حواجبها .. تهز راسها : لا تكلف ع نفسك ياعمي .. يكفيني أتصالك
منصور : الله يوفقتس .. أجل فمان الله
نوير : ياهلا ..
نزلت الجوال وعمي من يقول " الله يوفقتس " أحس أنه يقولها بحسره .. صوته ومكالمته الرسميه غريبه .. مدري أول مره أحس بهالأحساس .. الصداع في راسي كل ماتكلمت أو فكرت يدق طبول داخله .. أحس
بألم في أطراف جسمي ماأدري من وش .. وخمول .. خمول يخليني أتمنى لو أرجع للسرير
وأنام .. أنام وأصحى من باتسر كل شي منتهي .. كل شي .. ماني قادره ألملم نفسي ..
عاجزه .. مقيده بالضعف الغريب .. أول مره أحس فيه .. وماعدت ألوم أختي وهي أنكسرت
ألف مره .. أنكسرت من ثقتها بالحب إلي أسسته مع بايع العشره جلوي وآخر شي تنتهي بكلمة وحدة .. كلمة وحده قدرت تهدم هالحب وكأنه ماتسان .. أنكسرت من أبوي إلي رماها للجهل وهي تحملت وكانت راضيه .. والله إني ما أذكر إنها أشتكت من أبوي .. وأنكسرت من الفقر إلي مرينا فيه وخلاها تطلع تبيع .. أنكسرت من موت عبيد .. بعد هالأنكسارات كلها تسيف كنت أستغرب أنها تغيرت .. لو أنها ظلت قويه .. تسان أستغربت وسميتها المرأه الحديديه ..هذا أنا بزواج بغرفة مستشفى لقيت نفسي نفس الغصن الأخضر إلي أنكسر قبل يزهر !
أصوات تصفيق وشيلات وضحك أرتفعت فجأه تكسر السكون إلي يلفني .. أختفت لفتره ورجعت من جديد .. أرفع عيوني للشباك واللمبات بإضائتها الصفرا واضحه لي .. يهالفرح تسيف بحس فيه ..!
حتى والله ماأدري وش جابوا وتسيف أستقبلوا الحريم .. ماشفت إلا فساتين خواتي ومكياجهم .. وبنات عمي منصور وعبدالعزيز وعمتي فضيه سلمن ونزلن ..
زفرت هوا بحرقه وأنا خلاص ودي أنسدح .. ماأدري ليش جايين الحريم .. مستعجلين على شوفة العطيه ياحظي .. يمر الوقت وأنا جالسه على السرير .. ولحظات ينفتح الباب تدخل أمي
وهي تنفض يدها ووراها نوق
" عسى الله يحط كيدها في نحرها "
فزيت واقفه من كلمتها مدري من تقصد .. تقترب مني أمي وعلى طول تحضني بقوة وتبوس راسي ..
أم نوق : يشهد الله يمي إن هاليوم ما أدري فيه أفرح أو أحزن
قالتها لي وحسيت فعلا تسني بروح .. وأنا ما أبي أروح سحبت يدها أبوسها بقوة .. نطقت وأنا أجاهد أتكلم
" وش له يمه هالحتسي "
نوق تقاطعني
" يالله ياعروس الكل منتظرك .. "
رفعت عيوني أطالع وجه أختي .. ماحسيتها على بعضها فيها شي .. أعرف النوق لو أنها تحاول تخفي مايضايقها .. حسيت في قلبي يوجعني وأبي أقولهم ماهوب لازم أشوف أحد أنا ماأقدر .. تعبانه .. كل شي تعبان فيني .. أنتظروا شي لين أتقاوى .. وأحس نفسي قادره بس ماقدرت أتكلم .. تتمسك أمي بيدي وتمشي فيني .. تسنها تخاف أقول لا ماأبي ..
أمر من عند نوق إلي توصيني
" أقري أذكارتس .. أقريها "
بس فجأه تسحب يدي .. تنطق بخرعه
" مالبستي الطقم .. مجنونه "
تلف لي أمي تطالعني من فوق لتحت .. ماعدت أحس بشي .. نطقت أمي
" بغينا ننزلها تسذا وهي ساكته "
أنفجرت نوق تضحك .. تروح لطقم الذهب تسحبه وترجع لي .. توقف وراي حتى تبعد شعري
حاطته ع كتفي .. ماأدري وش بسوي أو كيف بنزل ..
أم نوق : قريتي أذكارتس ..
نطقت " يمه للحين أحس فيني تعب "
نطقت " هذا من الخوف بس أنا بكون معتس .. كلنا يمه كلنا "
ومن لبستني نوق الذهب .. تحركت أمشي ورا أمي .. أشيل أطراف فستاني من تحت وأنا لابسه صندل خفيف .. لو ألبس كعب يمكن يصير فيني شي .. أنزل بالدرج وأضواء الحوش
والأصوات تقترب مني .. أحس بركبي جتها فجأه رجفه .. وقلبي .. قلبي يدق بقوة من عانقت
خطواتي أرضية الصاله .. ألف صوب باب المدخل .. أشوف البنات واقفين كأنهم ينتظروني ..
وتسني أنا بطلع لمسيره .. أقترب من الباب .. والأزعاج كأني بوسطه !
أطلع للحوش حتى أوقف بذهول .. الحوش مليان حريم .. تشتغل شيله مدري وش ..
أحس ماعدت أقدر أمشي ..ولا أسمع .. الكل يطالعني .. الكل مدري ليش ..!!
وما أخبر تسذا ليالي الملكه .. إلي أعرفه أن الملكه المفروض مافيه إلا أهلي وأهله ..
وإلي أشوفهم ذولا حريم ماأعرفهم ..
بلعت ريقي وصار جسمي كله يرجف .. تلتف يد نوق حول خصري وتوقف بجنبي تسنها تساندني .. تقول لي
" للمجلس يالنوري "
أرفع عيوني لخواتي إلي واقفات وكل وحده منهن بيدها هديتها .. جود .. ساره ..
حتى بنيات فوزيه .. يأشرون لي .. رحت أمشي لهم وأنا بالعافيه أحاول الرجفه ماتوصل
لشفاتي .. تحضني شيما بقوة .. تقترب منها وعد .. تميل براسها على يدها ..
شيما : مبرووك يالنوري مبروك .. وترا هدايانا كلها بتلقينها بغرفتتس ماأظن لتس حيل تشيلينها
وعد : والله بنفقدتس
حسيت فالعبره تعلق في بلعومي .. وأحاول أبلع ريقي .. صرت أرفع عيوني لفوق بذهول
لحظات أنزل فيها أطالع حولي الإضاة والحوش المفروش بالسجاد .. الطاولات والحريم .. الحريم جيتهم بهالشكل أخلعتني .. فجأه ينجر فستاني .. أنزل بعيوني لتحت إلا بنات فوزيه .. وسن تمد لي وره تطالعني بعيونها ووجها الدائري
" هذي مني أنا .. "
توقف بجنبها جود وتمد لي وردة ثانيه
" وهذي بعد "
حركت يدي وبرجفه أخذت الوردات إلي صارت تهتز بيدي .. أضمها لصدري ..
عهد ترفع أيديها وبقوة تحضني : مبروك مره ثانيه وثالثه ورابعه بعد
هيا : إي والله لين ليلة الزواج بنبارك لتس
جود : تكفين .. لا شفتي هديتي لا تضحكين .. ترا الوقت ماكان يساعدنا
ساره : إي والله ..
البتول : إلا هديتي أكيد بتعجبتس
لقيت نفسي أبتسم غصب .. شعور فجأه غريب ماأقدر أوصفه .. أسلم على الباقين
وأتحرك صوب المجلس .. إلي من وقفت عند بابه حتى أحس بدوخه .. وبالعافيه قدرت
أتوازن .. المجلس زحمة بشكل غير طبيعي .. أشوف بوسط المجلس هدايا وصناديق
وشنط تسذا فوق بعض .. تدفعني نوق لقدام وأحس هوا المكيف المعطر بريحة البخور يدفعني لورا .. تتحرك جدتي بخطواتها المتمايله عابره مابين الحريم وانا أتحرك مقبله عليها
متعلقه بنظرة عيونها إلي فيه فرح ماله وصف .. تقترب مني تحضني وهي تذكر الله .. مدري ليش حسيت إن جو هالغرفه غريب .. ماحسيت براحة له تتركني أمي لجدتي .. إلي صارت تشد على يدي .. تاخذني لحرمة كبيره تقول لها ..
" وهذي بنتي النوري .. زوجة ولدتس .. الشيخ بتار "
أقتربت مني أمه إلي فاجأني كبرها وسلمت علي .. قالت لي
" زوجة بتار مالها منا إلا كل التقدير والإحترام "
وأبعدت .. ماصرت فاهمه شي من حتسيها .. يقتربون مني حريم .. تقول جدتي خواته ..
خواته كبار حيييل .. غصب طالعتهم بعيون متسعه .. سلموا علي وأبعدوا .. الرجفه لا زالت
تحتويني وبهاللحظة أشد .. وحريم يسلمون علي .. تقولي " أنا فلانه " تعرفني بنفسها
وأنا بنفسي ماأدري وين الله حاطني .. أحس بكتمه .. أنفاسي تضيق وحلقي يجف .. من الزحمة .. ماأدري من خوفي .. أو من رهبة اللحظة هذي وأنا كأني ضايعه في زحمة ..
أسمع وحده تقترب مننا .. تقول .. وصلوا .. لفيت لجدتي .. خلاص ماعدت أقدر
قلت لها " بجلس " وعلى طول سحبتني لين جلست .. صرت أدوّر أمي ..بقولها بطلع
خلاص .. أنا أنتهيت ماعدت أحس بشي تحط جدتي يدها ع راسي .. وتعطيني علبة مويه
" أشربي يمه .. أشربي "
صرت أحاول أفتحه .. وأنا أشوف حريم يطلبون من الكل يطلعون .. صرت أحاول عجزت .. ماقدرت
رفعت عيني لجدتي إلي ظلت واقفه بجنبي والغرفه بدت تخف من الحريم .. قلت لها
" ياجده عجزت أفتحه .. "
أطالعها وأنا رافعه راسي لها .. لفت لي حتى تصغر عيونها من أبتسامه واسعه .. ترفع يدها
تجر نقابها وتسحب العلبه من يدي .. تفتحها وترجعها لي .. قالت
" هاتس يمي "
أخذتها وشربت هالمويه لعلها تدفع بعروقي الحياه .. أبي أتنفس الراحة .. أسمع فوزيه
تنحني لجدتي على السريع وتقولها بقهر
" غلطتتس رايحه تعزمين ياجده وهو المفروض عائلي "
تقعد جدتي تحرك يدها بالهوا وتسنها متوهقه فعلا !
تبتسم لي وتقولي " عسى الله يكون بعونتس " وتروح تركض طالعه من الغرفه إلي أتسكر بابها .. نزلت العلبه من يدي وأنا اطالع الموجودين .. ما أعرف إلا أمي إلي واقفه عند الباب
تسنها تنتظر أحد .. وجدتي إلي بجنبي بس .. وأمه وحريم ماأعرفههم كثار .. لحظات وينفتح الباب تدخل عمتي فضيه بعباتها ونقابها مع عمتي نوره ..!
ماأدري وش السالفه .. وش فيهم كأنهم ينتظرون شين عظيم .. صار همي بس أطلع حتى أمه ماأحس مهتمه كثير تطالعني .. واقفه عند الشنط وتفتح فيهم .. وتقول للي قبالها
هاتي هذا وأتركي هذا بعدين !
ما أدري وش وضعي أنا هينا ..رجعت أشرب مويه حتى ينفتح الباب قبالي فجأه على خفيف ..
ماهوب كله .. إلا يادوب إلي خلا جسمه يدخل .. يتمايل داخل أكثر ومن شفته أنتفضت
راميه علبة المويه وفزيت واقفه لاصقه بيد جدتي .. سمعتهم يسمون .. نزلت بعيوني
لتحت والأصوات بدت ترتفع بالتراحيب الحاره وهو بصوته الغليض إلي فيه بحه غريبه
يرد عليهم .. يزداد الترحيب أكثر وأكثر .. أرفع عيوني لفوق وجدتي ماسكه يدي تسمي
علي .. كأنها حست بالرجفه إلي بدت تنفضني .. صرت أشوف طرف من كتوفه مابين الزحمة
إلي قباله .. روس الحريم تغطي وجهه كان بهاللحظة على مستوى نظري أطالعه ..
ليش ماقالوا لي أنه بيدخل علي .. وإني برجع أشوفه من جديد غير شوفة المستشفى ..
يردد على مسامعي " الله يبارك فيتس .. الله يبارك فيتس "
يضحك لوحده ويقولها " بنردها لتس بفرحتس "
يبتعدون عنه لين ماشفت ملامحه قبالي .. شفتها من بعيد وهو يتمايل بمشيته ويسلم عليهن..
تسان أكثر رسميه .. أكثر هيبه .. يرتاح على يده بشت ماأدري ليش مالبسه .. توي أستوعب إنه ماهوب ضخم لكن خوفي من خلاني أشوفه تسبير .. تسبير يخلع !
أسمر .. ملامحه تسنها تقاسم الصحرا والأبل وحياة البدو بمشاعر لقيتني أتعلق فيها ..
لكنته بالحتسي غريبه ..
صرت أتلمس أيدين جدتي وأشد على جلابيتها بقوة وأنا تسني بطيح في حفرة .. لدرجه لفت لي ونطقت بضيق
" وش بلاتس يالنوري .. مانيب ضايعه أنا ! "
إلا أنا إلي بروح فيها .. نزلت بعيوني من جديد بالأرض وأنا أحس فيه يقترب مني .. خلاص
ماراح أقدر أصبر أكثر .. بطيح .. بطيح بأي لحظة .. شفت نعاله بلونها الأسود تستقر قدام
عيوني وطرف من ثوبه .. تتحرك بثقل ماشيه ع المويه لين ماوقف بجنبي .. هو جنبي هالحين يارب .. يارب عاوني .. عاوني أكون ع الأقل صابره بهاللحظة .. تمرني ريحة عطره العود ..أحس إني بستفرغ المويه إلي شربتها ..
" ياولدي أنتبه من هالمويه .. تراها طاحت بليا قصد "
جدتي وين وأنا وين .. يرد بجنبي ..
" ماعليتس ياخاله "
أخذت نفس بقوة وزفرته وصوته لا سمعته تسذا ينفضني ... تميل جدتي لي .. تنطق بعصبيه
" أوقفي زين " قالتها ولا حتى عطتني فرصه أحاول .. جرت يدها من أيديني .. دفتني أوقف زين تحركت مبتعده عني ومن خلاص تيقنت أنها أبعدت .. نزلت بأيديني وتمسكت بفستاني بقوة ..
تسنا .. أنا وياه قبالهم .. تنحني أم بتار ساحبه شنطه تحطها فوق الحلا إلي على الطاولة ..
تنطق
" أنا حالفتن زوجة وليدي مايلبسها الذهب إلا أنا "
صارت تسحب من الذهب وتقترب مني يعاونونها الحريم إلي ماأعرفهم شايلين الشنطه وراها .. تقترب مني وبيدها الهامه .. ترفع أيدينها بس أنا أطول منها .. تضحك أمي من بعيد ..
" يمي نزلي راستس عشان تلبستس "
للأسف تسان عندي الفهم بطئ ..صرت مثل الصنم واقفه لا حركة ولا شي .. وعلى طول هو سحب هالهامه من أيدين أمه .. ينطق بصوته إلي بدى مرتبك ..
" ماعليه يمه أعاونتس أنا بعد "
أحس فيه يتحرك خطوة لين وقف قبالي .. بالعافيه أشوف رقبته وطرف من ذقنه .. عجزت
أرفع عيوني لفوق .. لأني لو رفعتها بشوفه على مستوى نظري .. عيونه بعيوني .. ! تتحرك أيدينه مرتفعه حتى أحس بأصابعه تستقر على الطوق .. يسحبه وأميل غصب من جر جزء من شعري معه ..وشكله أبتلش .. نطق بصوت واطي حييل ..
" توهقت "
البشت فجأه صار ساد عني كل شي من رفع جسمه أكثر ..يرمي الطوق وراي و يحط بدال هالطوق الهامه ..
" ماشاء الله " تطلع من شفاتها لها ثقلها ووزنها .. لدرجه أحسها ثقيله على سمعي مدري ليش .. يتحرك يتمايل بمشيته راجع واقف بجنبي ..تسحب أمه يدي و تلبسني البناجر ..
بأيديني الثنتين .. وأنا على خفتي مانيب قادره أوقف .. تسيف والثقل بأيديني وراسي
أحسه يزيد .. أيديني من خلصت نزلتها وأنا أحسها تسحبني لتحت والبناجر بتطيح من يدي
كبيره على نحافة يدي ! صوتها وهي تضرب ببعض يتردد ... تبتعد وحده بشنطة وتجي ورا أم بتار وحده ثانيه .. تلف لورا تسحب حزام من ذهب .. تقترب مني وهي تردد
" تستاهل زوجة ولدي .. تستاهل "
تلبسني هالحزم على خصري وأنا بسرعه طالعت أمي من بعيد .. أترجاها تقرب ..
تقول خلاص .. أنا بروح من عدم بأي لحظة .. ومن خلصت لفت ساحبه شي كبير ..
و ثقيل تثبته على رقبتي وأحسه طبقات .. غطت الفستان كله من قدام .. ضيعت أسمه ..
ومن خلصت .. أحس فيه يتحرك بجنبي حتى فجأه تنحط على كتوفي بشته .. أرفع عيوني غصب عني أطالعه .. عيوني تلتقي بعيونه إلي نظرتها دافيه .. تسنه يعرفني ..
يعرفني من زمااان .. يعرفني وأنا ماأعرفه .. من هالشخص .. من هاللي أقتحم حياتي
بدون مقدمات .. من هو .. يقترب مني أكثر .. يرتب أطراف البشت على كتوفي .. وقبل
لا يبعد ينحني يهمس بأذني ..
" هذا بشت أخوتس نادر رحمة الله عليه ..تسان على كتوفي ومايعانق غير كتوفتس ! "
تتسع عيوني وأنفاسه الحاره تسنها كوت أذني .. من أنا بالنسبه له ..؟
أي وحده كانت بمكاني هل بيلبسها الذهب بهالطريقه .. ويحط على كتوفها البشت .. قدام من يقرب له .. أو أنا غير .. لقيت نفسي وسط خوفي وربكتي وضياعي .. أغرق في كومة هالأسئله .. طيب ليش كل شي فيه أحسه مرتبط بأخوي نادر الله يرحمه .. ربطة شعري إلي سحبها نادر وصلت له .. وهالحين هالبشت يقول أنه بشت أخوي نادر .. من يكون هو ..؟
من يكون !! أحتاج أجلس من جديد ماعدت قادره أتمالك جسمي إلي رجع يهتز من جديد .. ألف له بدون شعور أقوله برجا
" أبي أجلس "
من طارت عيونه .. أستوعبت وش أنا قلت .. قمت أتلفت والنفس ينقطع مني .. أبي أطلع
قمت أضرب أسداس بأخماس عنده .. رجولي جمدت من النفضه وقلبي من قو دقاته أستغفر الله أحس بيوقف .. أيديني بدت توجعني من الهزه إلي لازالت تمتلكها .. حرك يده فجأه حتى
أحس بأصابع يده تتشابك مع أصابع يدي .. يشد عليها بقوة ويضرب ظهر يدي بيده الثانيه
" ماعليتس خلاف .. أرتاحي يابنت الأجاويد "
قالها حتى يفك أيديه عن يدي .. أنحني جالسه غصب وأنا قمت أحس إن هالأنسان المفروض
عايش بزمن جدي وجد جدي .. يكسر الحتسي بطريقه غريبه .. ويقوله مدري تسيف .. يعني
إن حتسى أحس عمره فوق الخمسين .. تقرب مني أمي أخيرا وتنحني تبوس راسي ..
" الله يوفقتس يمي "
أحس الحريم بدوا يطلعون .. وعمتي فضيه قربت مني .. تسلم وتبارك لي .. إلا
عمتي نوره .. رفعت عيوني حتى أشوفها واقفه من بعيد قبالي .. متكتفه بطريقه غريبه وعيونها فاتحتهم على الأخير .. أنا قلبي أنقبض من نظرتها مدري وش بلاها تسذا ..
وش شايفه شي مخليها بهالوضعيه .. يطلعون الحريم وأمي مع عمتي فضيه أبتعدوا عني وهو ظل واقف بجنبي .. وتسنه ماصدق الكل يبعد .. نطق بصوته الغريب وكأنه يامرني
" جوالي لازم تشوفينه .."
ولا تسنه حتسى .. أنا لو قمت هالحين خلاص بطلع .. تعلقت عيوني فالباب إلي دخل منه جدي .. أبتسمت لا شعوريا .. أبتسمت غصب وأنا أشوفه يتعكز على عصاه ويبتسم لي بوجهه إلي يمتلي بالتجاعيد .. يبتسم وكل الذكريات الحلوة من قبل القطيعه ترجع لي ..
أحس بمشاعرها .. بكل شي ووراه يدخل عمي عبدالعزيز وعواد .. عشان تسذا دق
علي عمي منصور !
يمرون من عند الهدايا ويرتفع صوته بذكر الله .. يوقف مستند بعصاه صوب أمي
أبو عبدالله : مبروك هالفرح يام نوق
أم نوق : الله يبارك فيك يابو عبدالله ويطوّل بعمرك ..
أبو عبدالله يأشر بيده صوبها : ترا آل جهمان ماهم أطيب منّا بالعطايا لبنتنا .. بيوصلها ماهو على قدرها ..
يضحك عمي عبدالعزيز حتى ينطق
" إي والله تستاهل "
لحظات وتدخل جدتي وراهم وهي طلعت مع أم بتار لبرا .. تسكر الباب وعمي عواد على طول لف لها
عواد : يومن الحريم تسذا مزدحمين وراكم ماقلتوا لنا
أم عبدالله تنفض يدها بوجهه : أنا غلطت غلطتن مير الله يعدي ليلتها على خير
عواد بضيق : أنا يوم دخلت الحوش تفاجأت .. ذولا كلهم حريم آل جهمان
أم عبدالله : لا .. جيراننا هنيا وقرايبنا
عواد بحده : أففف .. وش جايبهم .. هذا ماهوب زواج !
بتار وهو يطالع عواد : تراي أسمعك
حسيت بغصة الفرح تندفع صوب شفاتي .. عيوني تغرق بالدموع وأنا عشت يومين من أصعب أيام عمري .. أحس نفسي تسني بصحرا ومن بعد العطش وريحة الموت .. أطيح ببركة مويه تروي عروقي .. يقترب جدي مني وعلى طول قمت له .. لو أحد يقولي إن جدي
بيوقف معي هالوقفه عمري ماراح أصدق .. هو الأنسان إلي ماتوقعت منه إلا الكره ..
الكره لبنت ولد ذاق منه العقوق .. وصار يخاف مننا .. هالحين يقول بنتي .. بدال بنت
عبدالله .. أنحني أبوس راسه وعلى طول مسك يدي وصار يشد عليها
أبو عبدالله : والله مايناسبتس يالنوري إلا الذهب
أبتسمت بقوة والدموع نزلت غصب من عيوني .. ودي أطير من الفرح .. يكمل
" تعرفين إنتس غاليه "
هزيت راسي .. حرك راسه صوب بتار
" الله يوفقكم "
جى عمي عبدالعزيز وسلم علي .. وبعده عمي عواد إلي من وقف قبالي نطق
" لا تنسين لنا حتسي خاص بينا "
حرك يده حتى يحضن خدي ..
" خلي هالدمع من عيونتس ينتهي .. الفرح مقبل يالنوري "
أبعد عني وباين أنهم مستعجلين بالطلعه وماأرتاحوا .. وما أدري ليش أدخلوا علي ..
هل هم بيعوضون إلي صار .. أو أحد طالب منهم .. أو ..
قمت أشوفهم فجأه قبالي يختفون .. وظلام غريب يغطي عيوني .. أحاول أوقف ماقدرت
شي غريب يسحب كل قدره فيني وكل شعور .. وأغيب .. أغيب فالظلام
.
.
.
" حنا جايين نخطب بنتك " سجى " لوليدي بادي "
يقولها جد بادي إلي يجلس على كرسي متحرك وماسك عصاه بإيديه الثنتين .. على يساره
يجلس بادي بكشخته وهدوئه .. وعلى يمينه كل عياله حاضرين هالخطبه عزوة لولد أختهم
إلي غادرت هالحياه دون رجعه وماتركت لهم من ذكرياتها غيره هو .. يكمل
بو حمدي : وشف يابو غنّام .. كل ماتطلبه البنت وأمها من شروط ماحنا مختلفين فيها .. وولدي بادي ماقاصره شي .. تعرف إنه معيد .. وسيرته بالطيب كلن يشهد لها
بو غنّام : وأنا أشهد يابوحمدي إني ماذكرت بادي عند أحد أو أنذكر قبالي .. إلا سبقته العلوم الطيبه .. وعلوم أبوه قبله رحمة الله عليه
رفع بادي عيونه يطالع بو غنّام حتى تتحرك شفاته " الله يرحمه " وأشلاء الحزن في فقدهم
هي ماجابته هينا لعلها تغطي جروح هاليتيم إلي لازال يتألم داخله ..
حمدي بإبتسامه : وحنا يابو غنّام شارين نسبك
بو غنّام : عز الله إن جيتكم كبيره لي .. عني ياحمدي والله إني شاريه .. بس لازم أشاور البنت وبإذن الله تبشرون بالخير ولاني لاقي أفضل من بادي لبنتي
حمدي يطالع أبوه بفرح ويرجع يطالعه : الله يسلمك يابو غنّام
بو حمدي : أجل نترخص منك
بو غنام أنتفض واقف : والله تتعشون عندي
محـــمد خال بادي : ورانا أشغال و..............
بو غنام : نجهز عشانا من بدري .. تقهووا .. تقهواا ووالله تتعشون عندي الليله .. جيتكم غاليه عندي ..
يتحرك بعجله طالع من المجلس حتى يلف حمدي صوب بادي
حمدي : شفت يابادي .. هذا الترحيب ماهوب جدك هاللي حتى ماحشمك !
بو حمدي بضيق : حمدي .. صح أنه غلط بس بو عبدالله أعرفه يغلي بادي غلا كبير و يمكن عنده وجهة نظره ماندري عنها .. أنا لا شفته بكلمه
حمدي : يبه وش تكلمه فيه .. إلي سواه ماهوب هين
بو حمدي ياخذ نفس ويزفره : شف ياحمدي ماسواه بو عبدالله مايخلينا ننسى إن مافي الولد من علومن طيبه ومرجله .. هي من تربيته وأهتمامه ..
حمدي صد عن أبوه : ..........................
بو حمدي يلف لبادي : ها ياولدي عساك راضي
رفع عيونه لجده حتى يهز راسه بالرضا .. ويرجع يطالع جواله وهو يتصفح سنابات
معاذ وريان إلي مصورين أستراحة عواد وصحون العشا والضيافه للرجال إلي جايين من طرف زوج نوير .. طلع بسرعه من برنامج السناب حتى يحط الجوال جنبه ويرفع راسه ...
ينحني ساحب فنجان القهوه بصمت ويشرب منها ..
كل شي أنتهى وبتبدى حكايه جديده في حياته .. ليش قاعد يتعب نفسه أكثر ليش !!
.
.
.
داخل سيارتها تجلس وهي تطالع شوارع الرياض بصمت .. تميل براسها أكثر وتتكتف وكلن راح مع أهله .. تاخذ نفس بقوة والدهشه في نفسها لا زالت تتسع لصدر أحلامها ..
رغم كل توقعاتها لنهاية علاقة عميقه نفس علاقتها بعواد وكل اليأس والأحباط والأكتئاب إلي أصابها بعد لقاها المفاجأ مع أمه .. هالحين تدرك أنه مهما توقعت بالنهايه
بتظل ماعندها أدنى فكرة عن إلي ينتظرها .. أبتسمت من تذكرت أهله .. عرفتهم كلهم وهي تجلس في المجلس وتحاول تحفظهم .. يالله .. شعورها كان غير وهي تلقى نفسها فجأه
وسط أهله .. أهله إلي ماكانت تعرفهم إلا بكلامه .. كان هو بوابة العبور لهم .. الساعه تقترب من 12 .. يدق جوالها إلي جابته لها جود من جديد .. قالت لها هذا من " رجّال " وضحكت
ضحكت وهو يحاول بيأس يستفزها .. تفتح الخط ويستقر الجوال على أذنها
ناديه : هلا ممدوح
ممدوح : هلا ناديه .. وينك ؟
ناديه : والله بالسياره .. بطلع للفندق
ممدوح : سمعت أنك رايحه لزواج أهل أمي ..
ناديه بصوت هادي يغلبه التعب : إيه رحت لأن خالتي بنفسها من دقت علي
ممدوح بتهديد : آخر مره تزورينهم وماتقولين لنا
ناديه تعدلت بجلستها وبضيق : ممدوح .. لا تحاول تهددني
ممدوح بعصبيه : ما انتي خايفه على نفسك منهم .. هذولا كانوا ناوين يذبحون أمي الله يرحمها وهي أختهم من دمهم ولحمهم ..
ناديه رفعت يدها بربكه حتى تغمض عيونها : كانوا .. كانوا ياممدوح .. كانوا
ممدوح صرخ : شوفي هالكلام ماينفع معنا .. وحنا كلنا موب راضيين تروحين لهم ولا تقابلين وحده من هالخالات إلي مايربطهم فينا إلا إن هم خوات أمي .. عسى شافوك خوالي لأنهم لو عرفوا بوجودك بيطردونك .. خصوصا هالجاسر ولا تستغربين لو قال بذبحك
ناديه بملل : وين حنا عايشين .. هذا كله كان زمان يا ممدوح الناس تغيرت وأفكارهم تغيرت
ممدوح لا زال منفعل : بس عاداتهم ماتتغير يتوارثونها ياناديه .. يتوارثونها كأنها تمشي بعروقهم وحنا عندهم عيال دمنا ملّوث بالعار .. وأصلنا مشبوه لأن أمي قبيليه وأبوي مجنس وموب قبيلي !
ناديه بعصبيه : ليش كل ماشفتني ذكرتني بهالشي .. وأنت متزوج وماخذ بنت الأصل والحسب والنسب .. وخواتي نفس الشي .. وعايشين حياتكم بالطول والعرض وما أشوف منكم إلا أخوي فارس .. ماتدق إلا عشان تذكرني وكأن هالشي يخصني أنا وأنتم
طلعتم سالمين منها وقدرتوا تعدلون خطا أمي
ممدوح : إيه قدرنا نعدّل خطا أمي .. قدرنا
ناديه أتسعت عيونها أنطقت بأندفاع : ممدوح أحترم نفسك .. لآخر مره أشوفك تقول هالكلام عن أمي الله يرحمها
ممدوح بأستهزاء : ماتسألين نفسك أبوي وينه .. هذا هو ما أخذ إلا إلي من أصله وعايش بالأمارات .. ولا بغينا نشوفه رحنا له
ناديه قامت تضحك بعجب : هالحين داق علي تطلب مني أبتعد عن خالاتي وتحذرني .. وأنت نفسك تفكر نفس تفكيرهم .. ليش تلوموهم أجل .. ماتخلينا نقول ماسوته أمي خطا ونرتاح !
ممدوح : مستحيل بنسى سواتهم فينا وهم يشوفونا نكره حتى مجالسهم قالوا أنها تتعذرنا .. لكن هالحين من ورا شنبهم كلهم يحترموني ويحترمون أخواني لأن مكانتنا تخليهم ينزلون روسهم لا شافونا .. وبيجي الوقت إلي بيدخلون عليه فينا وبقولهم مجلسي يتعذركم
ناديه رفعت صوتها بحده : مع السلامه ..!
رميت الجوال بجنبي وتكتفت أطالع الشارع وكل شي يمرني عابر .. أحس بغصه عالقه في حلقي .. أنطق " أستغفر الله وأتوب .. أستغفر الله " أخذ نفس بقوة وأنا أرص على أسناني بقوة .. وأحاول أبعثر هالعبره مني .. الله يرحمك يمه .. الله يرحمك .. أخوي ممدوح أكبر أخواني مسؤول بشركة أرامكوا .. عايش حياته ومايدق علي إلا لا سمع بطاري خوال أمي
ولا أدري كيف عرف إني بالرياض ورايحه لملكة ولد خالتي .. !
يدق عشان يذكرني باللي سوته أمي .. يثبت لي أنه عار فوق عار .. أمي إلي كبرنا معها
مانملك خيارات كثيره .. ولما وصلنا لمرحلة الأختيار الحقيقي غادرتنا وراحت .. وأخترنا
مانبي دون ما أحد يجبرنا .. غادرت وتركت فيني الإيمان التام بالحب .. وتركت لأخواني وخواتي .. الإيمان بمعتقدات أهلها وأفكارهم .. تركتهم في تناقض مع هالأشياء ..
مثلا ممدوح يثور لا سمع بطاري خوالي .. ودايما يحمل الحقد الأسود تجاههم .. وفي الحقيقه هو بنفسه كان يبحث عن من يطهّر دمه من حقيقه أرتباط أمي فأبوي .. تناقض !
وتزوج من ذات النسب والحسب .. وبحث لخواتي كلهم بنفسه عن أزواج يحملون ذات الأصل والنسب ومن مكانه تناسب مكانته في المجتمع .. وكان هالشي بالنسبه لخالاتي وخوالي يشفع لنا .. مع أنه في الأصل .. موب حنا من أخترنا نطلع لهالدنيا من أم قبيليه وأب مجنس !
أنا ضد هالتصنيفات المقيته .. ضدها .. لكنها تجبر نفسها بيننا ..
يوم ماتت أمي .. ولأني آخر من أنجبتها.. حسيت إني عايشه في خط فاصل مابين الموت والحياه .. مابين الحزن وأشباه السعاده .. مابين فقد ملتهب فيني على رحيلها ومابين محاولة العيش من جديد بدونها .. بعد أمي .. أبدتت رحلة البحث عن شريكة حياه لأبوي .. تركنا ببساطه لأننا كبرنا وهو محتاج من يعينه على الحياه ومتاعبها .. وأبدتت بعد مهمه أخوي
إنه يزوّج خواتي كلهم .. مهمه عظيمه لأخ متناقض في أفكاره وتصرفاته !
وخواتي كانوا معه قلبا وقالبا إلا أنا .. لما جى دوري رفضت .. رفضت أتزوج بهالطريقه ..
رفضت أكون تحت سلطة قناعات غريبه .. يمتلكها هو وأكرها أنا .. وقامت الحرب مابيني وبينه وبين خواتي إلي كانوا معه .. توقف السياره قبال الفندق .. أفتح الباب وأنزل .. بعد ماسحبت شنطتي وجوالي إلي ظل يدق .. أدخل الفندق متوجه لشقتي رقم 3001.. أفتحها والتعب بدا يتملكني بقوة .. أدخل غرفتي وأروح صوب السريرأرمي عليه الشنطه وأجلس وعيوني على شاشة الجوال ..
وبملل أفتح الخط وأرد
" ألو "
ينطق أخوي فارس
" وينك "
رديت
" من تحت القبر أكلمك والله ! "
نطق بحده
" ناديه ! "
رديت بقهر
" تو داق علي ممدوح .. يهددني يافارس ولا أدري من قاله إني وصلت الرياض ورايحه لزواج ولد خالتي .. "
فارس : ريماس من قالت له إني أنا وياك بالرياض.. هي هناك عنده
ناديه بذهول : ماشاء الله ..
فارس بتوتر : متى أخر مره كلمتي أبوي ؟
ناديه : أممم .. يمكن قبل ثلاث أيام وقال لي إنه بالسعوديه
فارس : ماطرى لك شي بخصوص سالفته مع زوج سلمى بنت خالد
ناديه بخوف تحركت واقفه : وش فيه يافارس .. صوتك مايطمن
فارس نطق بسرعه : لالا .. مافيه شي بس ترا ماراح أجي للفندق إلا بكره
ناديه : ليه ..؟
فارس : عندي شغل .. يلا فمان الله
ناديه بسرعه نطقت : فارس ..دقيقه
فارس : هلا
ناديه بصوت الخوف : مدري ليش قمت أحس إن أكبر غلطه يوم سمعت شورك يافارس
فارس بنبره غريبه لامستها : المشكله لا شفتي ماسويتيه أنتي برضاك أكبر غلطه
ناديه ضاعت : ماعندي شك بعواد يافارس .. بس شف حياتنا كيف وهي للحين مابدت .. شف أخوي ممدوح إلي عارف وضعي وداق علي يتأمر .. شف خواتي إلي يعاملوني وكأني موب أختهم ولا معتبريني أساسا شي لأني رفضت من جاي من طرفهم ولأنهم ماخذين من نفس العايله ومشاكلهم وأمورهم وحده وأنا أبعدت عنهم .. شف أهله .. أمه إلي رافضه علاقتنا .. حتى أني فكرت بعد ماجتني يافارس ينتهي مابيني وبينه .. خلاص أحس
أرتباطي أكثر بعواد .. معناته المستحيل !
فارس : يعني تبيني أكلمه وأقوله كلامك هذا كله ..
ناديه بخوف وأندفاع : لا مهبول أنت يافارس
فارس : يعني ماتبين أقوله وبنفس الوقت تعترفين إن علاقتك مع عواد .. أكبر غلطه .. خلاص أدق عليه وأقول أنت من طريق وناديه من طريق .. وهات ورقة طلاقها
ناديه بعصبيه : فكني من شرك يافااااااارس
فارس أنفجر ضحك : والله ماعرفت لك
ناديه : أنا أتكلم لك من جد وأنت تضحك علي
فارس : والله ما أنتي صغيره ولا هو صغير .. وتكلمينه وهو يكلمك .. قولي له ماعندك .. صح هو عنده تحفظ لبعض الأشياء في عايلتنا .. ونبهني أكثر من مره ما أخليك تروحين مع سواق .. ولا تقابلين أغراب .. ولا تشتغلين في مكان مختلط ولا تكشفين وجهك لأحد....
ناديه : بس بس ..
فارس : من كثر مايرددها علي .. مستعد أرسلها لك واتس
ناديه برجا : والله يافارس ضايعه ..
فارس : عنده الحل أنا متأكد أنتي هالحين زوجته .. زوجته ياناديه من حقتس لا لقيتي شي تخافين منه تصارحينه .. وأتوقع مكالماتك له مافيه غلط ..لأنك زوجته على سنة الله ورسوله هو محتاج بس وقت يقول لأهله السالفه .. وأنتي عارفه بوضعهم
ناديه بعد صمت : طيب تامر على شي
فارس: سلامتك .. فمان الله ..
وسكر الخط .. بعثرني فارس وهو يدفعني لعواد .. يذكرني إن عواد هو من كنت أبحث عنه .. ينقذني من هالبؤس .. مد عواد يده لي .. مدها وترددت كثير حتى أمد يدي له وأمسكها ..
تعرفت على عواد عن طريق أخوي فارس .. جمعهم فالبداية سفرة عمل لماليزيا .. وهناك تمكنت العلاقات مابينهم أكثر .. صاروا يسافرون مع بعض .. أعمالهم .. مشاغلهم .. مايفترقون إلا بالسعوديه .. فارس أخوي مستقر بالجنوب .. وعواد حياته وأعماله وأشغاله كلها بالرياض العاصمه .. وللأسف كانت الغلطه الوحيده عند فارس .. هو يوم وثق العلاقات
مع زوج أم عواد .. ودخلوا في مشروع ضخم وهو تأسيس سلسلة فنادق خمس نجوم يكون
مركز أنطلاقها بالباحة .. ومن دخل بالمشروع ثلاثه .. فارس وأبوي لأنه صاحب الفكره وزوج أم عواد ( أبراهيم ) .. وتأسس أول فندق .. ودفع فيه أبوي شي كثير ..
ولأن أبوي عايش ومستقر فالأمارات .. عطى أخوي فارس إدارة المشروع والفندق كامل
لأنه صاحب أكبر نسبه .. ومن هاللحظة بدا أبراهيم على قول أخوي فارس يحاربهم ..
ويطالبهم بنسب أرباح محتاجين فتره حتى يحصلونها .. ولأن أبوي يوم أحتاج مبلغ يدعم
هالمشروع .. فارس أستشار عواد إلي شار عليه يروح لجده .. وما كان يعرف إن جد عواد يحترم أبراهيم ويقدره بشي فوق التوقعات .. وقدر هالابراهيم يستغل هالنقطه ويشعل النار في نفس الجد وزوجته علينا كلنا وموب على أبوي وأخوي بس .. أم عواد ما أقول حقدت علي لكن وبما أن عواد من البداية كان واضح معها بخصوص علاقتنا .. أستغلت علاقتنا في إنها
تضغط على عواد يفك شراكة هالمشروع ويبعد عننا .. بعد ماذكر لها زوجها من يكون أبوي .. وقصته مع أمي إلي تبروا منها أهلها ولاحقوها يبون ذبحها يوم فضلت تتحرر من ظلم أهلها وتتزوج بعد ماتوجهت للمحكمة طالبه من القاضي يزوجها من يكون كفؤ للزواج وهي راضيه فيه .. وماكان أخوي فارس من عليه يواجه أبراهيم .. صار على عواد يواجه أمه إلي يدفعها أبراهيم ..وفي الحقيقه أبوي وفارس ماقصروا معه .. عطوه النسبه إلي دفعها للمشروع وبعد نسبة تعويض للخساره .. كنت أأسف كثير على ماواجهه عواد .. وقلت له لو لقيت نفسك وطاقتك فوق هالحمول .. أتركني ياعواد وأقفي .. أنا عارفه إني من بعده ماراح أظل على حالي
وممدوح وخواتي ينتظرون هالطلاق حتى يربطوني باللي يبون .. أقوم من على السرير
وأنزل عبايتي راميتها على الطاولة قبالي .. أتمدد على فراشي وأطالع السقف ..
يا شعور الفرح بشوفة أهله .. أبتسمت غصب .. وتمنيت لو أني أخذت رقم أحد منهم
حتى أتطمن على نوير يوم أغمى عليها .. مسكينه البنت .. ترتفع نغمة الجوال وألف أطالع الشاشه .. أرفع يدي ماسحه على شعري ومرجعته كله لجهة اليسار واتحرك منسدحه على يميني هذا هو دق علي .. مايقدر مايدق ويهزأ .. !
أفتح الخط وأحط الجوال على أذني وأنا باليد الثانيه أرفع رجولي أدفنها تحت البطانيه
" مسكره باب شقتتس زين "
ناديه تضحك : ما أظن داق علي عشان هالشي
عواد بعصبيه وحده : ردي على قد السؤال
ناديه أختفت أبتسامتها وبأستغراب : إيه ياعواد .. مسكرته
عواد وهو ياخذ نفس : شوفي ناديه .. حركات الحريم هذي ما أدانيها .. من بداية علاقتنا وأنتي عارفه إني إنسان بعض التصرفات يمكن تخليني أجن .. ولا تحسبين إنتس هالحين مانتي محسوبه على أحد .. أقسم بالله إن ركبتي مع سواق مره ثانيه لا أكسر رجولتس !
وتنامين بفنادق لحالتس مافيه
ناديه بصمت : ............................
عواد رفع صوته بقهر : .. ماتردين !
ناديه بهدوء : كم عمري أنا ياعواد ..؟
عواد : والله ع ماأعرف أنتس بشهر 8 بتدخلين عمر ال29
ناديه : وأنت دخلت 37 .. صح ولا لا ..؟
عواد ياخذ نفس بقوة ويزفره : إيه
ناديه : يعني أعمارنا على قولك " تسبيره " عيب تتأمر علي وكأني بنت العشرين .. هذا أولا .. ثانيا ياعواد .. لو كلفت نفسك تسألني من جيت معه .. بقولك مع أخوي فارس إي أني ماعمري نمت بفنادق لحالي لا قبلك ولا بعدك .. ثالثا والأخير .. أنا ماجيت مع سواق لحالي ركبوا معي بنات خالتي .. وأضطريت أرجع لحالي لأنهم قالوا بيمشون للقصيم على طول ..
عواد بحده وأنفعال : ناديه .. لا تقعدين تردين علي بتبرير .. هذا أنا وهذا تفكيري
ناديه : طيب ماعندك أعتذار على إلي قلته لي اليوم ..؟
عواد بأندفاع وبدون نفس : أعتذار على وش
ناديه بصوتها الناعم ..: على كلمة غشيتك !
عواد : والله مانتيب متوقعه مني أفرح على إلي صار والقهر إن حتى فارس ماعمره حتسى لي إن أمكم هي إلي من قبيلة آل جهمان و سالفتها كلن يعرفها .. صح ذكر لي أسمها وتفاصيل بس ما تخيلت أنها هي .. هي أمتس هاللي سامعن بسالفتها وتبروا منها أهلها !!
ناديه بسرعه رفعت جسمها مسنده يدها على الفراش : يعني كنت تسمع فيها
عواد بعصبيه : ومن مايعرف بسالفة أمتس وسواد الوجه إلي سوته .. كنت أسمع في بنت فلان بس عمري ماسمعت باسم زوجها ولا أسمها .. حتى أمي يومنها تجيب الطاري ماذكرت أهل أمتس وأنا الخبل إلي كنت أقاطعها وما أخليها تكمل .. أعرف أن أهل أمتس من القصيم وقبايل القصيم وفخوذهم متفرعه .. كنت أحسب الأمر عند أمي مايتعدى كونه حول النسب !
أمر أمك أكبر .. أكبر ياناديه ولو أن أخوك متأكد أن أمر أمه هين ماخباه عني وغشني ولا قالي السالفه كلها .. ماغير تفاصيل لا تودي ولا تجيب
ناديه بصوتها الناعم إلي أنهار للقاع فجأه : أجل حقكك علي ياعواد يوم ماعرفت بسالفة أمي إلي عار علي بشيله على كتوفي لين ماموت .. غشيتك ياعواد .. لالا .. مو أنا إلي غشيتك .. بعد هذي أعتذر لك فيها .. غشك الدم إلي أشيله بعروقي وجرح حضرتك .. سواد الوجه ياعواد .. أعتذر لأن أمك صادقه .. من أنا .. حتى لو أني عفيفه .. أمي ماتركت لي مجال أستعف من الظنون .. يعني أهلي ماتركوا لي مجال أعيش في مجتمعك المنزه من العيوب والذنوب .. والمثاليه إلي مايتطاول عليها أحد ..
عواد يحاول يقاطعها : ناديه ..
ناديه ثارت متمرده على هدوئها وطبعها : أنا ما أنتظر منك ولا من أي أحد شهاده براءه من أشياء أنولدت مرتبطه فيني .. هذي أمي .. أمي .. وهذاك أبوي .. أتبرا منهم عشان ترتاح .. عواد خلاص .. هذا أنت عرفت بكل شي .. علاقتنا من البدايه مستحيله .. من إبراهيم زوج أمك قام يأذي أهلي .. وهالحين أعتقد وصلت لطريق مسدود .. أطلق سراحي ياعواد خلني ألحق عمري وأنت بعد .. الله يوفقك .. باللي كامله وأهلها كاملين ..
عواد صرخ : ناديه .. !
ورغم إن صرخته كانت لها القدره تصم أذنها اليمين من قوتها .. حركت يدها بسرعه حتى ترمي الجوال بقوة بعيد عنها .. يطيح على الأرض و ينطق هو دون مايوصل لها الصوت
" شاريتس أنا .. حبيتتس وكأنتس أول وآخر من أحب .."
" ألو ناديه "
" ألو "
" ناديه ردي علي "
" ناديه "
كانت هاللحظة تشبه اللحظة نفسها إلي نقرر فيها نتوقف من كل شي .. من التفكير .. من الحزن .. من السعاده .. ونظل نشاهد كل شي بعين الغريب .. !
.
.
.
منحنيه تلم أغراضها إلي قدر جلوي يحتفظ فيها ل 15 سنه .. أحتفظ فيها حتى يبرهن لها كم كانت حياتها معه عباره عن أكبر مأساه عاطفيه من كل الجهات .. تركتها ولا زالت بعد الرجوع على قيد الحياه .. للأسف من قرر يتكلم كانت أذانيها ترفض تستمع لحزنه المزيف ..
لكلامه إلي كان عباره عن أبرة مخدر يحاول يغرسها في صدر حزنها ويتركها تحت تأثير
هالتخدير .. مايدري أنها في مرحلة غيابها الطويل .. ياما راهنت على رجوعه ..
حتى مات مافيها .. وقررت ماتبحر في ماضيها معه إلا عشان شئ واحد .. شي تنتظره
من رب العالمين .. ماتنكر أنه كان فيها بقايا أماني .. بقايا أماني ماتت حتى قبل لا تشوف النور بداخلها .. تمسك قطعة القماش تلمها من زوايها الأربع وتتساند بيدها حتى توقف وهي
تضم قطعة هالقماش بأيديها الثنتين .. لابسه عبايتها وبرقعها .. تتحرك صوب باب قسمها المفتوح على الحوش .. وكل شي يغرق في السكون .. تتحرك طالعه والظلام يقاسم سقف
السما والأرض بتفاصيله .. ماغير نور خفيف يطل من باب قسمها ويادوب ينير جزء
من المساحة إلي قبال هالباب .. تشيل ذكرياتها وأحلام المراهقه في قطعه قماش ..
تلمها بقوة لصدرها وتكمل خطواتها صوب باب خلفي للبيت .. تفتحه بهدوء ويتردد صوته
بقوة .. تطلع لبرا وتتحرك صوب حاوية الزباله الكبيره .. تقترب منها وهي تضم هالذكريات
لصدرها بقوة أكثر وأكثر .. خسرت عمر ومابقى إلا ذكريات جايبها لها .. ذكريات كان
عليها تتمسك فيها بقوة .. لأنها الشي الوحيد إلي بقى لها ... بس لا .. عليها هالحين
تنقذ حياتها .. تنقذ كرامتها من هالدمار .. مستحيل بتتركه يدمرها من جديد ..
بعد ماعاش حياته .. ترفع أيديها وترمي قطعة هالقماش بالزباله .. تلف بسرعه
راجعه للباب وهي تلم عبايتها .. تدخل وتسكر الباب تظل متسانده بيدها لقدام وهي
تسحب برقعها باليد الثانيه .. لو هي ضعيفه لازم تكون قويه .. لازم .. !
ومن رفعت راسها إلا تشوفه واقف قبالها وملامح وجهه تغرق فالهم .. حرك يده
ببطء " وين طالعه بهالوقت "
قالها وأزارير ثوبه مفتوحه .. على شعره ماغير طاقيه وعقال .. شماغه يرتمي على كتفه ..
شبكت أصابعها مع بعض بتوتر .. صارت تتصدد عنه بأي شكل .. نطقت
" أرمي زباله "
أتسعت عيونه أكثر ونطق بدهشه
" فيه وراتس فتحه للزباله ما أنتبهتي لها ..؟ "
لفت لورا حتى فعلا تشوفها موجوده .. تبلع ريقها بالعافيه وتتحرك بخطوات متسارعه بتدخل بس وقفت من نطق
" أنا مالي دخله على قسمتس إلا من أعرف وش قررتي "
صارت معطيته ظهرها .. أخذت نفس بقوة وهو في كل كلام .. في كل تصرف .. ولحد هاللحظة يثبت لها أنه أنسان يعيش حاضره .. متى مابغى يتزوج بالحيله تزوج .. ومتى مابغى ينهي كل شي بينهيه .. ويبيها تكون رهينه لماضيها .. يبي يروح ويترك لها
بقايا .. أبتسمت .. غصب عنها وإلي قاعد يصير لها سخافه فعل من أنسان طق باب الأربعين و كان عليه يكون أكثر حكمة .. لفت له وهي تسحب هوا لصدرها رغم أن خوف غريب يحتويها وربكة صارت متعلقه بأطراف جسمها .. عليها تخلع الخوف نفس ماخلع صدقه ولجأ للخداع ..
نوق : الليله ياجلوي ماهيب ليلة قرار .. باتسر أوعدك بتكون ليلة قرار وخل لقانا في أستراحة عواد أو بيته .. ( حركت يدها بأتجاهه ) وتذكر إنك قلت لي إنك أنت من بتقول إنك من طلبت ماطلبت ..
جلوي بأستغراب : وش معنى باتسر ..؟
نوق : لأن بيننا أشياء كثيره .. محتاجين نقعد فيها مع بعض ونحتسي
جلوي ماقدر يفهم كلامها : مثل ...؟
نوق وهي تحاول تمثل الهدوء : لا تستعجل
جلوي : خليتس واضحه
نوق بأستهزاء : صبرت 15 سنه شايل أغراضي .. مانت قادر تصبر لين باتسر .. وعلى فكرة أنا بروح عند أختي نوير أتطمن عليها .. إن أحتجت شي نادني ..
رفع عيونه للسما حتى ينطق " يارب الصبر " وهي راحت تمشي داخله المطبخ .. إلي
مليان بضيافة المعازيم بعد ماوزعوا إلي يقدرون عليه ولا زال باقي الكثير .. تطلع من المطبخ وتمشي
وهي تنزل برقعها عن وجها وتبعد شيلتها ساحبتها لورا لين بان شعرها .. توقف رافعه
يدها إلي شافتها تهتز من الخوف بس ماعليه .. قدرت تفوز بالجوله الأولى .. زفرت
هوا بقوة حتى تكمل خطواتها صوب قسم أمها .. توصل لباب غرفتهم تفتحه .. تميل براسها
وسط الظلام
نوق : يمه
أم نوق بسرعه فزت رافعه جسمها : النوري فيها شي
نوق بصوت واطي حيل : مانمتي يمه
أم نوق : والله إني أدوره .. وعلى بالي كلكم نايمين ..
تترك الباب وتمشي بخطواتها البطيئه صوب سرير أمها الواسع حتى تنحني جالسه على ركبها وترفع راسها لفوق متمسكه بيد أمها بقوة ..
نوق : يمه راضيه علي ..؟
أم نوق بأستغراب من هالسؤال : إيه يمي .. وش يخليني ما أرضى عليتس
نوق بنبره غريبه : طيب يمه .. لو أنا سويت شي أشوف فيه راحتي بعد هالعمر بتزعلين علي
أم نوق بخوف وقلبها أنقبض : يمي وش فيتس ترا والله من بعد طيحة أختتس وانا قليبي أحسه مايتحمل
نوق أبتسمت بسرعه : أقولتس شي بيسعدني وفيه راحتي ..
أم نوق : إذا يسعدتس لا بالله .. إني بمشي ورا سعادتتس ..ومانيب بزعلانه
نوق على طول قامت .. سحبت يد أمها حتى تبوس : الله يخليك لي
نوت تتحرك بس أم نوق تمسكت بعباتها
أم نوق بحزن : وش ناويه عليه ..؟
نوق : ناويه يمه على شين بيخلي جبال الهم تنزاح مني وتطلق روحي للسما
أم نوق وصوتها غرق بالحزن كأنها حست : فكري بعقلتس .. وعمرتس فكري يمي فكري
نوق رجعت تبوس يد أمها من جديد : تكفين يمه تمشين ورا رايي مثل ماعشت حياتي أمشي ورا شوركم ولا قلت لا .. وأنجبرت بعدها بشور غيري إلي جاايين من بعد 15 سنه يرسمون حياتي بمزاجهم وكيفهم .. وش بقى من عمري يمه كثر ماراح .. وش بقى
أم نوق صارت تشد على عباتها : لا تغلطين وترجعين للنار من جديد وتفتحين عليتس بابن من حتسي الناس
نوق : حتسي الناس ماعاد هو أهم من كرامتي .. قولي لي من إلي عمره سلم من حتسيهم عشان يعطيني الوصفه السحريه .. ! والراي اليوم صار رايي وأنا من بيقرر
أم نوق لآخر محاوله : الرجال على كثر عيوبه إلا إنه ماينعاف يابنت
نوق : بس مانيب مرتاحه معه .. وأنا من عايفته أنا يمه ..
وأخيرا قررت بنتها تقول ماكانت حاسه فيه ومتأكده منه .. نزلت يدها على ركبتها تردد
" لاحول ولاقوة إلا بالله .. لاحول ولاقوة إلا بالله .. قادر الله يعوضتس .. قادر الله يعوضتس يمي "
عقدت حواجبها بقوة وهي تبلع العبره إلي حست فيها .. تنحني تداري حزنها حتى تبوس راس أمها وتتحرك طالعه من الغرفه .. كان عليها هالحين ترد أعتبارها لشخص شافت
فيه كل هالحياه .. شافت فيه كل ماتبي تشوفه وتحققه لين ما كسرها ورماها للموت ورحل
.
.
.
الساعه 12 الظهر ..
" أنفضحت بين العرب .. أنفضحت حسبي الله عليك "
صارت تضرب خدودها وهي تدور بالغرفه نفس المجنونه وولدها جالس متسعه عيونه بقوة .. هو كان متوقع تخانقه بس تتصرف بهالشكل .. !
وقفت قباله وهي تحط أيديها على راسها ..
" يارب تستر علي .. يارب .. حسبي الله عليك من ولد .. حسبي الله عليك من ولد "
قالتها حتى تنحني له تضربه بقوة .. وهو أنتفض متوجع حتى يوقف وبقهر ينطق
فيصل : وش أسوي يمه .. قام يسألني عن أبوي وماكان لي إلا أقوله إنك من قلتي له
نوير بصرخه : وش تبي فيه .. وش حذفك عنده لا بارك الله في عدوك
فيصل : وش يدريني إنه تسذا .. والله يمه حسيت أنه بيوديني بداهيه
نوره رفعت أيديها وصارت تأشر عليه : ليتك رحت بداهيه .. وفكيتني من هالمصيبه عساه بس مايروح ينشد عني
رفع يده حتى يحك شعره وملامحه لا زال يمتكلها النوم ..
فيصل : وش بلاتس تسذا ثرتي علي .. وش أنتي مهببه يمه وبشين ما أعرفه
نوره شهقت بقوة حتى تتحرك صوبه وهو ركض بخرعه للباب : مهببه .. أنا تقولي مهببه جعلك للي مانيب قايله ..
فيصل : هالحين ماتركتي دعوه وتحسب إلا قلتيها لي ويوم أنتهى كل شي دعيتي باللي مانتيب قايلته !
نوره بتهديد وهي ترفع يدها لفيصل : أذلف من قدامي لا أوريك نجوم القايله
فيصل : طيب طيب هذا وأنا إلي قلت أعطيك خبر
نوره صرخت : ليتك سكت ولا قلت لي يالخايب .. ليتك سكت !
.
.
.
تجلس في صالة بيتها وهي ماده رجولها من التعب والإرهاق .. مالها ساعه صاحيه وهذي أول مره تنام لهالوقت المتأخر .. قبالها صينية القهوة والشاي وقرص مسويته نوق لهم ..
تطلع نوير من المطبخ شايله صينية فيها تمر وهي أبتسمت غصب من طالعتها جدتها بنظره
غريبه .. يرتفع صوت التلفزيون فجأه ..
أم عبدالله : قصري الصوت ياوعد .. قصري
وعد من داخل غرفة التلفزيون : ياجده بيطلع مسلسل تركي أتابعه
أم عبدالله ترفع يدها وتنفضها : أتركينا من هالبليه وتعالي سولفي علي
وعد غصب ضحكت : وش أسولف فيه ياحظي بنتكم وأغمى عليها وخربت ليلتها ..أنتهت السالفه ..!
تنحني نوير حاطه التمر عند جدتها
أم عبدالله وهي تحاول تضغط ع ركبها : ها يمه أخبارتس هالحين ..؟
نوير بسرعه قربت من جدتها : أهمز رجولتس
أم عبدالله تميل بظهرها لورا وترفع أيديها تتمغط : إيه بالله يمي .. يوجعني من صحيت
نوير صارت تضغط عليهم : تعبتي
أم عبدالله تنزل أيديها نطقت بنبرة أمتلت بأبتسامتها : ذبحتس الدلع .. والله يوم أنه أغمى عليتس أنتفض هالبتار نفضتن أخلعتنا زود
نوير وهي غصب حست بالحيا وبصوت بالعافيه طلع : لا عاد ياجده .. لا تبالغين
كانت جالسه على رجولها .. تضغط على رجول جدتها بأماكن متفرقه .. من صحت والسعاده تعانق قلبها وشفاتها لقت نفسها مغطاه بالبشت في غرفة الحريم ولا طلعت لين راحوا الجميع .. ماتدري ليش تحس نفسها هالحين أنسانه غير .. ونفسيتها تعانق السما .. فرحانه ماتنكر ..
ولا تقدر تتجاهل هالفرح إلي يتعاظم بصدرها ويختلط بأنفاسها .. ترفع عيونها وشعرها الناعم كلها نازل لتحت .. تلامس أطرافه رجول جدتها .. شافت وعد متكتفه تطالعها ماهي مصدقه
وعد تتمايل على طرف الباب : وش صاير بالدنيا .. وش صاير بالدنيا .. نووير على سن ورمح مستحيه !! لا عاد ماهيب بصاحيه من صحت وهي بس تتبوسم
نوير بسرعه سحبت كاسة الشاي ورفعتها بوجه وعد : تسلبه !!
أم عبدالله بخرعه رفعت أيديها تبي تاخذ الكاسه : وش جاتس ياحافظ تونا نقول البنت عقلت
وعد أنفجرت تضحك : ياجده يااااااجده أبو طبيع ماتعرفينه .. تراه يسلم على الجميع
أم عبدالله لفت لها : وش تقولين أنتي ..؟
وعد تدخل الغرفه وهي تضحك : ولا شي
أم عبدالله تفطنت : إلا نوق يمي وين راحت ..؟
نوير جلست حتى تحط أيديها بحضنها : جى عمي منصور سلم علي قبل أجيتس وأخذها
أم عبدالله بشك : تسيف أخذها وين بيغدي فيها
نوير هزت كتوفها : والله ما أدري .. دقيقه بدق ع أمي
أم عبدالله : إيه بالله دقي .. خلينا نعرف
أنحنت ساحبه جوالها حتى تضغط على رقم أمها وتدق عليها .. لحظات وترد هيا بصوتها البطئ
هيا : ألو
نوير : ماصحصحتي
هيا مستغربه : أنتي وش إلي عندتس من قمتي وأنتي تدوجين فالبيت قروشتينا .. لاعمري أشوفتس بغرفتي صدز .. صاير دمتس ثقيل
نوير : كنت أبيكم تقعدون معي وتسولفون
هيا : لا ياشيخه .. فيتس شي ..؟
نوير وهي ترفع يدها وتمسح على شعرها الناعم الطويل : ليش
هيا : ماتسنتس إلي لها يومين منسدحتن بالفراش تقل ملتبستس جن
نوير بخرعه : بسم الله علي .. إلا أمي تعرف نوق وين هي رايحه
هيا : سألتها ولا ردت علي
نوير : طيب .. طيب
تبعد هيا السماعه مسكره الخط .. تتثاوب بقوة وهي تغطي فمها بيدها .. ولحظات تسمع شيما تصرخ
" لا يمه لا لا "
حطت يدها على صدرها بخرعه حتى تتحرك أكثر لغرفة المجلس .. تشوف أختها واقفه وعيونها ثايره بالعصبيه وأمها تطالع فيها بخرعه
أم نوق بهدوء : وش بلاتس تراي ماغير أحتسي معتس ... إن قلتي لا ماحدن غاصبتس وإن قلتي إيه لتس ماتبين
شيما بقهر : شلون تجيب لتس طاري هالموضوع أمس .. من فاضي لهالسوالف
أم نوق وعصبيه بنتها مالها تبرير : يابنت .. عمتتس تبي خطبه بس وهي أكيد لقتها فرصه
شيما وهي تبلع ريقها بصعوبه وتنطق : لو ولدها هذا آخر من يبقى لي ما أخذته
أم نوق : عشان مرضه
شيما : مابيه لو متعافي .. يمه مابيه .. ما أبيه
تحركت بخطوات واسعه حتى تمر من هيا مندفعه وتطلع من الباب
أم نوق ترفع يدها : يادافع البلا .. وش أنا قايله مير شفتها بوجهي وقلت أقولها ماعندي وليتني مافتحت الموضوع .. بغت تاكلني !
هيا بصدمه : متعب متقدم لها
أم نوق : أمه أمس جابت لي الطاري
هيا رفعت حواجبها حتى تفتح فمها : أها وأنا أشوف أخته جود تحاول تتميلح بأخوها عند الخبله وذيك مير تسنها زئبق تروح يمين ويسار
أم نوق : وش بلاها
هيا لوت فمها : علمي علمتس .. إلا يمه أنتي وراتس مانتيب على بعضتس من طلعت نوق من البيت
أم نوق نفضت يدها : روحي وراتس عني ..
هيا شكت فالأمر : فيه شي
أم نوق بعصبيه : قلت لتس روحي وراتس عني .. ولا جت خليها تمرني
ظلت تطالع أمها بعدم فهم حتى تتحرك طالعه من الغرفه وتاركتها ..
.
.
.
يدفع باب الشارع بيده والأنفاس تضيق بداخله من قام من الصبح نهائي ماراح لبيت حسنا .. جالس بأستراحة الشباب وهو محتاج ينعزل عن إلي حوله لفتره لكن مكالمات أمه
أربكته وهي تترجاه بسعاده يجي لبيتها .. ولايدري وش فيها ..!
يتحرك بطوله وأطراف غترته البيضا رافعها لفوق كلها بعشوائيه .. تستقر بين أصابعه
سبحه صغيره .. والشمس بحرارتها تندفع صوبه .. تصغر عيونه حتى ينحني يصعد الدرج ويوقف عند باب مدخل بيت أبوه .. ومن نوى يرفع يده بيطق الباب حتى فجأه يوقف ويلف لورا من جاه ولده منصور وهو يصرخ كالعاده ..
" بااااااااااااااابا "
يحضنه بقوة من ورا .. ولحظات ينفتح باب المدخل حتى تتسع عيونه
بقوة وهو يشوف الجازي بكشختها من تفتح له الباب .. نطقت بخجل
" أهلين جلوي "
حس ببرود غريب يلفه وماقدر يفهم وش جابها في بيت أبوه مع ولده منصور .. وهو متأكد أنه أمس نزله عند بيت أهلها .. غرقت ملامحه فالصمت وولده لا زال يحضن رجوله ..
نطق بجمود لها
" وش جابتس "
أنعقدت حواجبها من رده ومن طريقته بالكلام معها .. ولحظات ينجر الباب أكثر
تطلع أمه وهي تمسك يده
أم جلوي : تعال يمه .. تعال بقولك السالفه كلها ..
تحرك غصب والصدمه تعلق على شفاته وملامحه .. يدخل للصاله ويتحرك صوب غرفة المجلس وأمه تنطق بسعاده " تعال .. تعال " .. والجازي وراه شالت ولدها حتى تلحقه ..
ومن دخل حس بقبضه من حديد تمسك قلبه .. تعصر عليه بقوة وكأنها تبي النبض يتوقف
عنه إلا مالا نهايه .. أتسعت عيونه بقوة من شاف النوق تجلس بجنبها فوزيه إلي متكتفه بقوة وملامحها تغرق بعدم الرضى وتشاركه بالصدمه نفسها .. ساكته يضيع الكلام منها ..
ظلت تطالعه وكأنها نفسه تحاول تلقى تبرير .. بس ماقدرت !
أم جلوي صارت تأشر على نوق : شفتها ياجلوي ..شفتها لقيتها طالبه من أبوك يروح يجيب الجازي من بيت أهلها وأقنعته يحل الوضع .. ومادريت إلا بمنصور وليدي الصغير داخل علي وهي معه .. ماقصرت ماقصرت والله .. يالله إنك تخليها لنا
.
.
.
كــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت
أستودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه
|