كاتب الموضوع :
روعة النسيان
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: آنـي آرى العمـر بعينـيك مغفرة، قد ضل قلبي فقل لي كيف آهديه؟
سلام عليــــكم ورحمــة الله وبركــاته
قبل آن نبدآ: لســـت من مــلائكة السماء لاكــون منزهه عن الغلط ...فآن وجـــد بالرواية غلط فآن النصح يجــدي
وآلتمســـوا لي سبعـين عذرا ...
قبل نقرأ البارت خلوني اثرثر عليكم شوي ، اولاً الروايه قربت حيل لنهايه وتبقى 3بارتات بس عشان كذا ودي تكون طويله ومشبعه احداث وراح اقسم كل بارت لجزئين وان شالله يرضيكم هالشي لاني ماابي الروايه تزيد عن 43 بارت ...وبالمناسبه قارئاتي الجميلات شيماء علي وmisslilam هالبارت اهداء لكـم على توقعاتكم الجميله وايضاً هداياكم بالحفظ والصون وقريباً توصلكم بالخاص ..
وبما انه بارتات اخيره راح يكون كل جزء منها اهداء بأسم افضل وحده تعلق عن الاحداث واكيد راح تكون لها هديه رمزيه بيني وبينها تجيها على الخاص
[::
-شكراً لتواجدگم بالمتصفح او خلف الكواليس
-شكراً لدعمگم،تقاييمگم،ردودگم المحفزه
لا اله الا الله ،وحــده لاشريـك له، له الـملـك وله الحمد، وهو علئ كل شيء قـدير
لا تلهــيكم الرواية عن العبادات..
بســــم الله نبـــدآ
..
لا تُخْفِ مَا صَنَعَتْ بِكَ الأَشْـوَاقُ*
وَاشْـرَحْ هَـوَاكَ فَكُـلُّنَا عُشَّـاقُ
قَدْ كَانَ يُخْفِي الحُبَّ لَوْلاَ دَمْعُـكَ
الجَـارِي وَلَوْلا قَلْبُـكَ الخَفَّـاقُ
فَعَسَى يُعِينُكَ مَنْ شَكَوْتَ لَهُ الهَوَى*
فِي حَمْلِـهِ فَالعَاشِـقُونَ رِفَـاقُ
لاتَجْزَعَـنَّ فَلَسْـتَ أَوَّلَ مُغْـرَمٍ*
فَتَكَـتْ بِهِ الوَجْنَاتُ وَالأَحْـدَاقُ
لـ الشَّابّ الظَّرِيف
..
البـ39ـارت
(2)
يبس فاه ومسامعه متأهبه بأنصات لحديث الدكتور الذي يجلس خلف مكتبه وبنبرته الجازمه كان قد انهى حديثه قائلاً: ماراح نتسرع احنا بننتظر الساعات القادمه اذا صار واستمر النزيف راح نضطر لعملية اجهاض للاسف...
صمت الدكتور بترقب ، ينتظر منه استجابه ،بينما هو كان قد غاص بأفكاره بعوم ، طفلته حبلى !! تحمل بين احشائها من جيناته طفلا!!
ولكـن اين الفرح !! لما لم يدق اجراسه بعد !! لما يسبقه الحزن برياحه !!
ويحول بينهه وبين الفرح ....!!
لم يقتلع الحزن برياحه جذور تلك الفرحه ، قبل ان تكتمل بذورها !!
حين اخبره الدكتور بحملها ...كاد ان يتشدق مبسمه فرحاً ،ولكن تلاشت الفرحه حين فجعه بضروره اجهاض الجنين،ان كان يلزمه سلامتها..!!
أبلـه ذلك الدكتور!! أيظن ان هنالك مايقف نظيراً أمام سلامة حمامته!!
يكاد يرخص روحـه لاجلهـا فكيف بما دون ذلك!!
حسناً لايضر ان تنازل عن ابلغ أمالـه المنتظره مادام في ذلك خيراً لها .
نطق بمراره استحكمت نبرته : وليش تنتظرون اكثر!! دام حياتها في خطر انا مستعد اوقع على العمليه الحيـن ...
الدكتور: متفهـم خوفك على زوجتك بس حنا مانقدر نسوي لها الحين
عمليه الضغط مرتفع عندها ونبضات قلبها ضعيفه ماراح تخضع لتخدير
نطق بحده رقيقه..: وانتوا وش فايدتكـم هنا ..! دكتور واخصائي ولاقدرت تعالجـها !!
كان يسيره خوفه عليها لذا بدأت نبرته فظه بوجهه الدكتور المسن والذي نطق بهدوء: ياأبني المريضه تعرضت لحادثه صعبه ،اكيد راح تأثر على نفسيتها وانا هنـا سويت اللي علي الباقي يترتب على نفسية المريضه ومساعدة اللي حولـها طبعاً...
زفر طلال ليكبت غضبه وهو يقول بأتزان كاره: اذا ممكن تكتب لها خروج!! ابي انقلها مستشفى ثاني ..
هتف الدكتور باسيتاء بعد ان نفد صبره: ياأبني زوجتك تحت رعاية طبيه ممتازه وحنا مسيطرين على الوضع الحين ماراح نسمح لها تطلع لانه هالشي مو لصالحها ابداً ...
طلال بأصرار: لاتطلع مو مشكله...يجيها افضل اخصائي لهنـا ان شالله
تنرفز الدكتور ليهتف بزفره محاولاً كبت اعصابه المتنرفزه احتراماً لوظيفته : اللي تشوفه ... بس حبيت اذكرك أحنا هنا الذمه والضمير قبل كل شي ..مستحيل ياأبني نتهاون بعملنا تظل اروح ناس وبأرقابنا ..
لوى طلال شفتيه باستياء واضح ليهتف بسخريه لاذعه : الله يقويـكم ...
،
انتبه لإستعادة وعيها ،ليضع قلمه بجيبه بعد ان انتهى من الكتابه على جبيرتها الملتفه على ساقها، وقف ليسحب الكرسي الذي يجلس عليه
بالقرب من رأسها ... جلس امامها ليرفع كفها المتصله بأنبوب المغذي
،قبلـها ليهمس بنبرته الحانيه..: صح النوم ياكسوله....صرنا العصر وانتي بعدك نايمه...
ازدردت ريقها الجاف لتهمس باختناق: طـلال..
أجابها بخفوت حاني: سمـي ياقلبـه..
قطبت حاجبيها بألـم لتخفض انظارها لكفها الاسيره بكفه، شدت على كفه وكأنها تخشى ان يغيب عن عينيها ، أغمضت عينها مجدداً بعد ان استشعرت الامان بوجوده وبهمس خافت : تعبانه ..
وخز كالابره أصاب يسار صدره من نبرتها المرهقه، افلت من زمام
التحكم بمشاعره،لينجرف خلف نبرتها التي بعثرت اختلاجات صدره ..
انحنى مقبلاً جفونها التي تتأهب بدموعٍ بقيت عالقه على أهدابها
همس بألتياع هالك حد النخاع: ياليتـه بجوفي ولافيك ..
أفرجت عن أهدابها لتعانق عيناه التواقه عن كثب، لفحت فكه بأنفاسها المضطربه من قربه وهمسه الدافئ الذي اخرسها عن الرد ...
ظل محدقاً بعينيها الناعسه بنهم، ولازال بأنحنائته لم يرهق...قد كان النظر لعيناها طويلً جهاداً شاق على قلبه ..لوهله قادت به عيناها
لوادٍ غير ذي واد...للبعيد !! لاحد هنـاك سواه مشدوه بتأمل جنة عيناها الحوريتان .. أبحر بوجهها بألتياع أكثـر فأكثر.. وانساق خلف قبلاته المباغته/ التواقه، بقي عالقاً دون حول منه امام سد ثغرها المشيد بحصونه المغريه، لم يكن به ان يقاوم مشاعره الضاميه التي انسدلت
عليه من غير لايعلـم ..ليغوص عطشاً غير ابهه بالغرق الاتي لامحاله..!
ابتعد عنها بعد ان اقتحمت مسامعهما طرقات ثقيله على الباب، اعتدل بجلسته بدخول والدها الذي اقترب وملامح الخوف تتضح بوجهه:
السلام عليـكم ....
سحبت نفساً لعله يعيد لون وجهها المخطوف ،لترد السلام معه بخفوت:وعليكم السلام...
اقترب منها ،ليقبل جبيها بعمق مردفاً بنبره متوجسه : شلونك ياعيني !!
طمنيني عنـك ..!
ابتمست بأرهاق لتهمس: طيبـه ..
نطق والدها بخوف اكثر بان بنبرته: فجعتي قلبي عليك الحمدلله انك بخير.....*اكمل ببحـه متهكمه* قلب أبوك للحين مفجوع من الفقيده ماانبرى توه ....
تأثرت من كلامـه لتلوي شفتيها محاوله كبت عبرتها ولكنها فشلت فشلاً ضريع، حين باغتتها العبره بشهقه عميقه انتهت ببكاءُ مرير وهي تتشبث بصدر والدها الحاني ..
احتضنها والقهر على حالها يزيده غيضاً واشتعالاً على الاوغاد الذين تجرؤا على أذيتهـا وبنبرته الحنونه: كفكفي دموعك ياعين أبوك ...بنتي الذيبه ماتبكي ..!
كان يراقب بكاؤها على صدر والدها بضيق ...وبداخله كان يتوعد
توعداً قاسياً بمحاسبه من تسبب بأذيتها ....
نطق بمداعبه: انشهد انها ذيبه ..يقولون قفزت من السياره وهي تمشي
ابتسم والدها لها وانظاره تتعلق بساقها الملتفه بالجبيره ،تنهد وبرفق همس مقبلاً جبينها مرة اخرى: جعله فيني ولافيك ياعصبة راسي ..
بللت شفتيها وببحه هتفت : بسم الله عليك من كل شر ..
رن هاتفـه بجيبه ،ليرفعه بهدوء بعد ان ابتعدت فرح عن احضانه، تجاهل
المتصل وبوجوم رفع رأسه لطلال مردفاً بحزم ووجوم: تعال ياطلال ابيك شوي برا
تشبث بكف والدها وبرجاء مخنوق: لاتخليني وتروح..
هتف بنبرته الحانيه: راجع ياعين ابوك ...أبي طلال بشغله بس انتظريني
دقايق وارجع لك ...
أشأر لطلال ان يلحقه ،ليغادر الغرفه وهو يغلق الباب خلفه..
استدار اليها طلال بعد ان اغلق عمه الباب ليلوي شفتيه باستياء واضح والغيره تتأكل نيرانها بصدره : خفي على ابوك بهالدلع ...مافيك الا العافيه لاتخوفينه عليك فيه اللي يكفيه ...
قطبت حاجبيها باستنكار لتهتف بقهر : مو من جدك كل هاللي فيني وجالسه اتدلع !! اوك خلاص اتدلع شعليك انت ، انا وابوي ننجاز !!
بللت شفتيها وبنبرتها المقهوره اكملت: وانت مو قلت اتدلع اجل توكل على الله وروح تعنيت بهالجيه ....ماله داعي جالسه اتدلع عليكم بس
زفر طلال ليردف : وانتي على طول تفسرين كل شي على مشتهاك !!
هتفت بحده متنرفزه: وش تفسر كلامك اجل له تفسير ثاني يعني!!
اكملت بضيق: انت بالذات مالك حق تتكلم ، ماشفتك اهتميت اني كنت بروح بستين داهيه ....ولا اهتميت شلون جيت للمستشفى ومن اللي جابني....شفت الموت بعيوني واخرتها تقول اتدلع بالله !!
شد على اسنانه بحده وهو يقول: تعتقدين اني ماتضايقت من اللي صار ولاشبه بضلوعي نار من القهر !! عمري ماحسيت بضعف كثر الضعف اللي حسيته اليوم لماحسيت امي ممكن افقدكم او تتأذون .... قهري عليكم اليوم كان ممكن اقتل بسبته اللي تجروأ واعترضوا طريقكم
ولازلت مقهور ان موتهم ما كان على يدي ...
أخفضت انظارها لاصابع كفها المتعرقه وبضيق نطقت: تأخرت على ابوي ينتظرك برا...
وقف بضيق ليردف: لاتزيديني حسره وقهر للحين النار تحرق جوفي
ولا طالع بيدي شي أسويه مجبور ابلع هالقهر واصبر عشان تعب هالسنين مايروح عبث ...
نطقت بخفوت متوجس: ماني فاهمه مقصدك بس انا اسفه
اكملت ببحه تهكمت بها العبره :ماكنت اقصد اقط اللوم عليك بس اللي صار اليوم ماكان هين ..من هذول وش يبون فينا !!
مسح وجنتها بكفه الدافئه وبخفوت اردف: انسي اللي صار وارتاحي
ألحين ...ريحي راسك من التفكير وارجعي نامي ...
خرج بعد ان أطمئن عليها،ليقترب منه عمه وبزفره نطق وهو يغلق هاتفه: خالد تو كلمني يقول ناصر مسكوه بالمطار..
طلال باستنكار : خير ان شالله ماقالك ليش!
ابو خالد : لا ماقال بروح لهم الحين واشوف...انت خلك عند فرح
مو متطمن انها تجلس لحالها..
طلال : الا نروح سوا وفرح ماحولها شر الدنيا امنه ...
ابو خالد بنرفزه: طلال لاتعاند ..مابي يلحق بنتي أذى وأنت فاهم علي
وبس اخلص من موضوع ناصر نتفاهم على هالعله اللي صارله سنين يتمادى وماوقفته عند حده للحين ...
طلال بتشديد: تكفى ياعمي لاتسوي شي من راسك وتخرب علينا شغل سنين ، صدقني قربت نهايته هو واللي معاه..
ابو خالد بحده: من سنين اسمع هالكلمه منك ولابه جديد، على العموم هذا مو موضوعنا الحين ، راح تظل عند فرح حتى أأمن لها حمايه هنا
مو بعيده هال**** يلعب بذيله هنـا ..
لوى طلال شفتيه وبثقه نطق: تطمن ماني غافل عن هالشي ، فرح بحمايه كامله هنا..التفت يمينك وشمالك وتأكد من نفسك..
ألتفت ابو طلال ممشطاً الممر الذي يملوه عده رجال مدنينين كلاً منهم
منشغل بعمل حتى لايثيرون الشكوك حولهم .....
،
أتبعته بخطى خجوله ،حتى وصلا لمواقف السيارات ، انتبهت له يشير على السياره التي اصدرت صوت حين فتحها بجهاز التحكم الذي بكفه
،ركبت خلفه مباشره والحراره تطبخ جسدها فوق حراره الطقس بتلك الحزه ..فتح التكييف ليقود بصمت وعيناه لم تقع عن الطريق،بينما هي
دون شعور لم تنخفض عيناها عن المرأه التي تعكس صورته امامها بوضوح....
مشدوهه بجماله ، والذي ابهرها بشده بياضه يالله ماذا لو وقعت عينه على كفيها السمراء!... اخفضت انظارها لكفيها البرونزيه لتدسها بعباتها
بحرج وبداخلها تتذمر وتتوعد بالبدء بالاهتمام بنفسها و بجلب اقوى الخلطات مفعولاً فلطالما يضايقها سمار بشرتهـا ....
انتبهت له يقف أمام السوبر ماركت الصغير،ركن السياره امام الباب
ليترجل منها دون ان يؤصد الباب خلفه ...
شهقت بفزع حين رآته يختفي داخل السوبر ماركت وباب السياره
من جانبه مفتوح على مصراعه ...انحنت للامام بخوف لتغلقه بغضب اخذت تتأكد من ازارير الابواب الاربع جميعها ان كانت مؤصده...
زفرت براحه فالمسلم لايلدغ من حجر مرتين ...وتلك الحادثه المقيته جعلتها تكره الركوب بالسياره لمفردها...
لم تكـن تعلم بانه رأها من خلف زجاج المحل المكشوف ، اقترب
حاملاً بكفه قارورتان من المياه... فتح الباب يود الركوب ولم يفتح
اذ انها اقفلته بالزر من الداخل ...ضرب على النافذه بهدوء مشيراً
للباب، اكتستها الحمره بحرج من فعلتها تلك...لو انها فتحته قبل ان يأتي
حتى لاتقف أمامه بذلك الموقف الذي لايسحد عليه ...فتحت له
وهي تعاود للخلف وتدس وجهها بالجانب الاخر بخجل ....
اخفى ابتسامته وهو يدلف لسياره ليناولها القاروره وبتشذيب نطق:
مايحتاج كل هالخوف ...الدنيا أمان
انتبهت لكفه الممدوه بالقاروره،لتتناولها منه بطرف اصابعها التي جاهدت على دسها بكم عبائتها....
خيم الصمت لثوان اثناء قيادته لسياره،ليهتف بهدوء متزن بعد ان شارفا على دخول حي منزلها : اذا تسمحيلي فيه موضوع ودي افاتحك فيه
فزعت من صوته بغمرة السكون،لتنظر لعيناه بالمرأه بتشكيك ان كانت تتوهم سماع صوته ام انه بالفعل يخاطبها...
لمح انظارها المشككه ليكمل بحرج: ادري مالي داعي اخذ واعطي معك وحنا بهالوضع..بس اذا صار وربي كتب بينا نصيب لازم تكونين على بينه باللي عندي ....
تجمدت اطرافها برجفه متوتره ولم تستطع على مجابهته بالرد،ليكمل متفهماً سكوتها كونه خجلاً: ابي تعرفين هالشي قبل مااعرف رايك بخطبتي لانه هالشي اكيد راح يكون عايق لنا اثنيننا اذا ماكنا صريحين بالبدايه...
صمـت لوهله ليكمل بصمود وثبات: انا مطلق ....*نظر لعينيها المندهشتان من المرأه ليكمل * اكيد امي ماحبت تخبركم لانه بنظرها ماضي بس من حقك تعرفين اني كنت مطلق ...
لوى شفتيه بتفكير ليردف : كل اللي بينا فتره ملكه وكلها سنه او اقل
وبعدها مااتفقنـا وكل واحد فينا راح بطريقه ...
اطبق شفتيه بصمت مترقب،ولكنها كانت جامده وصارمه بصمتها
الذي انتهى بوصولهـا امام المنزل ،
هتف قبل ان تغادر بتشديد: انتظر ردك واحترمه سوا رفض او قبول ...
بس تأكدي ماقلتلك قبل نرتبط الا عشان اذا صار فيه نصيب تتقفل هالصفحه ولاتنفتح ابد ...
هرولت لداخل أمام عينيه المترقبه،ليزفر بحده بعد ان غابت عن عينيه
وبداخله يسب حاله على طريقته الفظه بالحديث....أصيب بتوتر بليغ
جعله يندفع عليها بالحديث دون تهميد له .....ضحك بسخريه وهو
يسترجع طريقته بالحديث من ثواني معها،مستنكراً ذلك التوتر الذي لم يعتد عليه حـتى مع ندى والتي كانت أول أمراءه بحياته...
تنهد بحسره حين لاحت ذكرياتها كمالبرق الصاعق بمخيلته وهذا ماكان ينقصه بتلك الظهيره الحاره والتوتر الذي تلبسه بلهيب اشعل وجهه
بنيرانه...لتأتي تلك الذكريات وتنسكب على مخيلته كالحمم البركانيه
افرق قاروره الماء التي بجانبه بجوفه ليبلل بها ريقه الناشف، لم يعد يربطه بماضي ندى سوا ذكريات باليه لاذائقه لها...وستمر كمرور تلك الايام القاسيه بمحنها....لديه عزيمه على دهسها خلفه ليعيش عيش الكرام، متيقيناً بمقدرته وشجاعته وهو كفلٌ لذلك ....
،
رصت على اسنانها بغضب وهي تنظر لساعتها التي دخلت لساعه الثانيه منذ ان تركها خلفه وذهب للاستفسار عن حقائبهم...
اخفت انهيارها وخذلانها خلف غضبها الذي كمن بهز ساقيها برجفه على احد المقاعد ... لم تستطع من رجفتها ان تقف حتى للبحث عنه وحتى ان هاتفه مغلقاً....
والله سيزهق قلبها لو ظلت تسايره ببروده ...لايطاق العيش معه بظلال ذلك البرود المقيت...
تالله لايخجل على وجهه وهو يدعها بالانتظار طوال تلك الساعه دون أن ينتابه الخوف عليها وهي بمكان عام وبالكاد تفقه امور ضئيله لاعتيادها
على والدها واخيها واللذان يفوقانه بدمائهما الحاره ..ولو كانت معهم
لما طال انتظارها هنا لاكثر من دقائق تكاد لا تحسب..
انفجرت من غيضهـا وهي تسمح لعبراتها التي استحكمت حنجرتها بالانفلات، اعتلى صوت بكائها مسامع الماره من حولهـا...
ليقترب السكيوريتي الذي يقف على بعد خطوات منها وبتساؤلات متوجسه: عفوا اختـي محتاجه مساعده!! احد معك هنا من اهلك !!
وقفت بفزع لتهتف بتهكم : لا شكراً
هرولت مبتعده عنـه بقهر تملك اعصابها المنهاره ، خطاها متعبه
ومتعرجه وكانها ستقع من الارهاق بأي لحظه..
استندت على سور الدور الثاني وهي تعيد الاتصال به بأصابع مرتعشه، انتبهت لرقم مميز يبتر اتصالها،لم تجب وهي تتجاهله،ليعود الاتصال مجدداً،رفعته بنرفزه بليغه: نـعم ...
أجابها من الطرف الاخر بحرج: هلا جنى...انا خالد ولد عمك..
عضت شفتها السفلى بخجل لتجيب بأرهاق: هلا هلا حياك الله..
نطق مباشره بتوتر: جنـى انتي وين بالضبط!! انا بالمطار ناصر بيجلس حتى توصل الشنط وطلب مني اجي اخذك...
فغرت بصدمه ليكمل بإيضاح: انا قدام البوابه رقم 2 تجيني او اجيك!!
أشرآب عنقها بغضب بليـغ ..وبداخلها تتوعد به بشراسه مطلقه
: انا بالانتظار بالدور الثاني ...اسفه يابو فهد تعبتك معنا بس انا بنتظر ناصر ونرجع سوا ...
زفر بقلة حيله ليجيب: جنى الله يهديك انتي تعالي وانا افهمك السالفه بالسياره ..صدقيني الموضوع بيطول ..
خجلت الاصرار بالرفض،لتنصاع لذهاب معه وهي تتجهه للبوابه الذي ذكرها ...
صافحته بطرف كفها بحرج،ليستدير امامها وهو يطلب منها الالحاق به
ركبت خلفه من الجانب الاخر لتهمس بهدوء متوجس: جوال ناصر مقفل شلون قدرت توصله!!
انخطف وجهه بتوتر بالغ، وبداخله يصارع الحيره بأخبارها او لا ..
: اي قالي بيطفى جواله من الشحن ..
نطقت بأرتياب وبداخلها اختلاجات لاتهدأ: امنتك الله يابو فهد وين نااصر !!
تلعثم بنبرته وهو يقول : ماعليـه خلاف ان شالله ...
اكملت بأصرار : قول وش مخبي يابو فهد تكفى انا داريه وراك علم ..
مسح على وجهه بأحدى كفيه وبضيق نطق: اسمه طلع معمم عليه بالجوازات وخذوه لمركز الشرطه ..."تسللت شهقه خافته من شفتيها ليكمل بمؤاساه" ان شالله ماعليه خلاف العيال قدامه هناك ، ازهليها يابنت عبدالله ان شالله مايمسي الا ببيته ان شالله ...
أطبقت شفتيها بصمت،وافكارها المتزاحمه تتدرج عليها تباعاً....
ولم تكـن لتنكر تلك الدموع المنسابه بصمت مماثل على وجنتيها..
ولكنـها لاتعلم ان كانت خوفاً على ناصر ...ام رثاءً على حضها العاثر!!
يتبـع #
|