كاتب الموضوع :
روعة النسيان
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: آنـي آرى العمـر بعينـيك مغفرة، قد ضل قلبي فقل لي كيف آهديه؟
أنزل فنجان القهوه على الطاوله الصغيره بمحاذاته،لينصت لوالده الذي صدح صوتـه بالمجلس بجديـه : والله وأنا أخوك جايينكـم اليوم نبي نشوف اللي بخاطر بنيتنـا ونسليهـا.... والله مالنـا وجهه بعد اللي سواه طلال
*خطفت انظاره لطلال ليرمقه بعتب وهو يكمـل بحزم * لكن ابد
هذا هو طلال قدامك جاي بنفسـه يأخذ بخاطر بنت عمـه ويرضيهـا
باللي تأمر عليـه
تنحنح ابو خالد ليقول بهدوء : جيتكـم على عيني وراسي يابو طلال، وان كان ماجيت وتعنيـت وأنا اخوك ... مشاكلهم ويحلونهـا بينهم الاثنيـن
نطق ابو طلال بأبتسامـه مستبشره : ماتعنيت الا من غلاها يعلـم الله
ألتفت ابو خالد لطلال وبعتب قال: أنا ماادري وش اللي صار بينـكم ، ولاادري ان كان الخطأ من بنتي ولا منـك ... لكـن مهما كان الحرمه ماتنضرب وانا عمـك ..... وواثـق بفـرح مستحيـل تتمادى بغلطـها لو كان فعلا هي الغلطانـه....
ازدرد ريقـه بصعوبه ليهتف بصوته الاجش بأتزان: تكـرم ياعمي فرح عن الغلط وانشهد انك ربيـت وأثمرت تربيتك فيها....كل اللي صار سوء تفاهم بينـا وان شالله ماينعاد ...
وقف ابو خالد ليردف بهدوء : الحيـن أنادي فرح تتفاهمون ان كان لها خاطر ترجع معك ماني برادها وان كان باقي بخاطرها شي عليك اعذرني ياطلال فرح عندي بالدنيـا كلهـا ....
نطق بنبره واثقـه قبل ان يخرج عمه: ان شالله مايصير الا اللي يرضيها بنت فهد ....
عاد عمـه بعد دقائق طويله وهي بجانبه ،تمشي بخطوات متقاربه لتخفي العرج الذي برجلها،ولم يكن ليغيب عن عيناه التي تفحصتها من رأسها حتى اخمص قدميها ، اقتربت من عمها الذي نهض من مكانه بمحبه ،ليضمها بحنيه وهو يقول بعتب : حيا الله بنيتنا القاطعه..كذا تقطعين فينا مره وحـده !
ضحكت بخجل وهي تقول : السموحـه ياعمي والله ألتهيت بالاختبارات وبعدها زواج العيال
ضحك بالمقابل وهو يقول : مسموحـه وانا عمك
نطق والدها بترقب : سلمـي على زوجك يافرح
تعلقت أنظارها عليه اخيراً بعد ان حاولت ان تتجاهل النظر نحوه منذ دخولها ، لتراه يقف بأبتسامه طفيفه وعيناه تتفحصها بدقه،نطقت بأقتضاب : هـلا ...
ابتسمـا والدها وعمها باستنكار ليهتف طلال بهدوء باسـم : هلا فيـك
نطـق ابو خالد بترقب بعد ان جلست بجانبه : يابنتي يافرح عمك وزوجك جايين يأخذون بخاطرك ويردونك معاهم .... منتي مجبوره ترجعين معهم بس اجلسي واسمعي
اللي عنـد زوجك وحاولوا انكم تحلون اللي بينكم اذا فيه مجال لهالشي
ابو طلال بمداخله نطق بعطف: صدقيني يافرح اني اشوفك بحسبة بناتي
ومايغلونـك بالحب عندي وانا ماجيت واقف بصف ولدي لا والله الا بصفك واللي تبيـنه ويرضيك ابشري فيـه ...
لوى طلال شفتيه بأستياء من مبالغة عمه ووالده بنظره،ليرمقها بطرف عينه وهو يقول بخبث: ان شالله مابينـا الا كل خير بس تتغلى علينـا بنتك ياعـم
نطق ابو خالد بأبتسامه: مرتك وانت ابخص فيـها
وقف ابو طلال ليهتف : نخليكم انا وفهد تتفاهمون على راحتكم وتحلون اللي بينكم وان شالله تتصافى النفوس
خلا المجلس من كلاهما، ليقف طلال بهدوء مقترباً منها ليهم بالجلوس بجانبها ، لوى شفتيه بتفكيـر وهو يتفحص ساقها وبهدوء: شلون رجلك ؟
نطقت بجمـود :زيـنه
هز رأسه بهدوء وهو يلمح الزعل بنبرتها ليكمل قائلاً بسخريه لاذعه :
بعـده أبليس راكب راسك !!
ألتفت أليـه بحده وهي تقول : ايـه راكب راسي للحين ولبكره بعد
*اكملت بغيض وهي تتذكر رسالته* عاجبتني البزرنه اللي أنا فيها
فرك جبينـه بقلة حيله ليهتف بنرفزه : يعني من الاخر عاجبتك الجلسه ببيت ابوك !!
هزت رأسها بتأكيد لتجيب بشغب : اي مره عاجبتي احسن من الجلسه ببيتك ....
طلال بحده : وان شالله متى حضرتك طال عمرك تفكرين ترجعين لبيتك !!
لوت شفتيها بتفكير ساخر : اذا حجت البقره على قرونها برجعلك
قاطعها طلال بحيره : ممكـن اعرف وش اللي يرضي حضرة جنابك
عشان تمنين علينـا برجوعك وتنقضي هالسالفه !!
نطقت بترقب : ماراح ارضى ارجع معاك قبل ماأعرف وش قصتك انت وبنت خالتك وريـف
لوى شفتيه باستياء ليهتف باقتضاب : الحيـن صارت حجتك وريف وقبل وريف كانت مشاعل ...جد تحيريني فيـك يافرح عجزت افهم انتي وش تبين
بللت شفتيها بتوتر لتجيب : انا نويت افتح معك صفحه جـديده وحاولت اتجاهل وانسى اهانتك لي ...لكن ماراح ارضى تنفتح هالصفحه قبل ماتنطوي صفحه الماضي واكون على بينـه باللي فيها ...مابي اكون جاهله ومغفله ابي يكون لي موقف ثابت من اللي يصير حولي وماراح ارضى اعيش معاك بهالاستغفال
تنهد بضيق ليردف: بس وريـف ماضي وانا ماعندي استعداد انبش فيه لانه راح وماله رجعـه ....
فرح بقهـر : بس انا مصـره اعرف وش اللي كان بينكـم !!
طلال بطولة بال : وانا مـو مجبور ابرر لك اللي كان بينـا ومثل ماسمعتي كـان يعني ماضي مالـه وجـود بينا
*اكمل بأستياء* البنت ماتت ومايجوز عليها الا الرحمه واللي بينا اندفن معها وخلاص قفلي على هالموضوع لاني بديت اتنرفز
وقفت بقهـر : اجـل توكل على الله ماني راجعه معك لو تحب القاع
،
بعثرت اثاث غرفتهـا رأساً على عقب ، لتعيـد ترتيبـه مجدداً لعل ذلك يخفف وطئه الفراغ الذي اكتساها ، لاتود تنبيش انكسارتها المتهشمـه
خلفهـا !! لاتود التعثـر أمامها.... لاتود ان تخالف أعراف كبريائها العريقه ، وتطارد خلف أحلام منفيه ، يتلاعـب بهـا اشباه الرجال ؟!
لن تبالي وان انخدش قلبهـا الغض ،بعد ان تبلل بقطرات نديه تزهو حباً
فلن يصيبـه الجفاف مادامت رحمة الله تسيـر فوق كل شي
سيمسح على قلبهـا برحمتـه ، ويداوي اوجاعها البكماء بارداته ....
ستمـر الايام تلو الاخرى !! وستتهاوى معها من ذكرياتهـما اعظمها فأعظم،
حتـى تتهاوى أخرها وتصفـو ذاكرتهـا تماما من أنعكاس شبح ذكرياته المؤرقه ، لن ينصفهـا حبه مادام هو بنفسه تحت سلطة قيود أمه
بل هي لن تحتمـل ان تعيش بظـل رجلٌ أخرس أمام هيمنة أمه المتفرعنه ، لاتكاد تصدق ماحدث ليومها هذا !! وان حدثهـا احداً بأن هنالك من يسير تحت عصمة أمـه بذلك العمر ، لن تصدقه؟!
مهما بلغ البر ذروتـه ،ومهما كان حبـه لامه ، ليس من الممكن ان يكون بمثابة التيس الارعن تسيـره والدته حسب مبتغاها!!!
كم من مرة حذرتـه وكـم !!.....دائماً مايضايقها افراط والدته بدلالها واهتمامها المبالغ بـه ....لم يكـن يومها غيرة فهي لم تكن تلك العاشقه المغرمه....
ولكنهـا كانت تتملكها خيفة وتوجس من ان يزيد ذلك الدلال حتى يصل حده ....تخاف ان يتجرد من المسؤؤليه يوماً ويركنها بكماليات حياته ، تخشى ان ترتبط به وهو ذو شخصية مهزوزه تسير طواعاً لرغبات والدته ، لاتود ان تنظلـم معه بحياة كتلك ، وهذا ماكانت تخشاه قد وقع
توقفت عن تنظيم غرفتهـا بعجز وخمول ،لتخرج من غرفتها بعد ان شعرت بالجوع يتسلل لمعدتها،مررت من جانب غرفة والدتها المؤاربه بابها ،لتقف بغته وخطاها تسيرها قسراً للاقتراب اكثر منها، شعرت بشي ما يشدها ان تقترب من الغرفه ليتسلل أليهـا صوت والدتها المندهش بصدمه: متـزوج!!....
كتمت أنفاسها لبرهه ولاتعلـم لما كتمت انفاسها وكأنها لو تنفست سيتشتت ذهنها عن التركيز ولن تنصت جيداً للحديث اذ سمعت عبد العزيز يردف
: اي يمـه متزوج ...وعنـده عيال بعد وهو بنفسـه قالي اقولكـم
نطقت أم عبد العزيز بأسى : أخخ ياعزيز شلون قويت تقولي !! ليش ماخليتني على عماي ..... صحيح كنت متأكده انه متزوج وانـه ماغاب عن بيته وعياله كل هالسنين الا فيه اللي يشغله عنـا بس كنت اكذب ظنوني
كنـت متأمله في ابوك خيـر ....
عبدالعزيز بضيـق : لاتضيقيـن عمرك يالغاليـه....صدقيني ماراح يلاقي
مثـلك ولو يحفـي على رجوله
ام عبدالعزيز بتنهيده: ياليتـه علمنـا بزواجه من أول مو ألحين وعنده عيال ....مافكر شلون بيكون موقفـه قدامكم !!
دلفـت أليهم بخطى متخاذله لتقف بجمود أمامهم : من اللي تزوج !!
اقتربت ام عبدالعزيز منها وهي تهتف بنبره خائفه : لجيـن يمه وش مصحيك هالوقت؟
نطقت لجيـن بحده ملغمـه بعبرات مختنقه: من اللي تـزوج يمـه .....قولوا انه مو هو اللي تتكلمون عنـه وانه شخص ثاني
*اعتلت نبرتها بحده تعاركت مع نشيجها الباكي* قولوا مـو أبـوي !!
نطق عبدالعزيز بحنيه : لجيـن هدي الموضوع مايستاهل
نطقت بأنهيار غاضب : وش اللي مايستاهـل!!.... ابوي متزوج تفهم وش يعني متزوج وعنده عيال !!....
تشبثت أصابع كفيها المرتعشه بذراعي والدتها وباختناق اكملت بخفوت:وحن يمـه !!.... انتظرته سنين عمري كلهـا واقول بكره ابوي يرجـع ....بكره ابوي بيكون ابوي ....اوهم نفسي كل يوم انه يحبنا وبيجي يوم يلمنـا بحنانه ....
بس ماتوقعـت انه يكون متزوج وعنده عيال
ماتوقعت انه مغرق غيرنا بحنانه وكل يوم يشوفونه
وانا اللي ارتجي شوفته بالشهور واذا شفتـه تمنيت أني ماشفته لما يكسر شوقي له ببروده
مسحت دموعها العالقه بأهدابها بقسوه وهي تكمـل بحرقه :
وحنـا يمه !!..... مو عيالـه مو من حقنـا يحبنـا !!.....ليش هو ابونا طيب !!.... بأي حق يكون ابونـا بأي حـق!!....والله حرام فيـه الابوه والله حـرام
نطقت والدتهـا بحسره : بس يمـه لاتبكيـن ولاتضيقين خاطرك ...
الله العوض عن ابوكـم مادمت باقيـه لكم ....انا امكم وابوكم انـا
لجـين بضعف لم تعهد بـه من قبل ، انزاح يومها قناع الكبر الذي تغشت به منذ نعومة اظافرها : وش بقى ارتجيـه منه يمه !! اذا حتى بعز حاجتي له ماوقف جنبي وتناسى منـي وش ابي ارتجي منه بعدها !!
كل اللي ذابحنـي انه كريـم بحنانه على غيرنـا وحنـا حتى كرهه منه ماجنينـا ..... ياليتني ماعرفت وظليت انتظر مثل قبل متى يرجع ابوي
واقط اللوم على الشغـل ياليـت يمـه ....
تقدم مهرولاً أليها،ليقف أمامها وهو يحتضنهـا هامساً بحنو بالغ :
ابونـا بيظل ابونـا يالجيـن مهما كان قاسي عليـنا ..... بداخلك تحبينـه
ادري بس انتي شايله بخاطرك كثيـر وتكبتين وجاء الوقت اللي تطلعين كل اللي بقلبك وتتصافيـن مع نفسك قبل اللي حولك ..
واصلت بكاؤها بضعف وهي تقول : مابي منه الكثير بس كنت انتظر منه يكون جنبي بعز حاجتي له ،دست على اوجاعي وظليت انتظره لقبل دقايق..... أليـن خيب هقوتي فيه وياحسافه انتظاري له ....
صمت عبدالعزيز ووالدته بعجز ،يعلم بأنها تفتقد والدها كثيرا ، ويعلم بمدى حساسيتها تجاه ابتعاده ....لذا يرى نفسه عاجزا ان يبرر لوالده
لعلمه بقرارة نفسـه بأنه مذنب بذلك البعد الذي اختاره لهم ...
رفعت رأسها عن حضنه بهد ان خف نشيجها ،ليتضح احمرار وجهها الباكي أمامهم...
مسح عبدالعزيز على رأسها بهدوء وهو يقول بممازحه لطيفه : الحمدلله طلعتي تعرفين تبكين
ضربت كتفه بخفه وهي تقول بحنـق : تافهه
ضحك وهو يقول مردفاً : جد والله من صغرك وانتي ماتعرفين تبكين
حتى لما نضربك انا وحنون كنتي تأخذين حقك غصب منا وبالاخير احنا اللي نبكـي..
ابتعدت عنه وهي تضحك بخفه مجامله له، لتهتف والدتها بابتسامه: كنتي تحارشين عليهم عندي واضربهم ويبكون وانتي طايره من الفرحه لاني خذيت حقك
رفعت حاجبيها بمكر لعبدالعزيز وهي تقول بنشوه من بين دموعها المتساقطه : احسـن فيكـم كنت أخذ حقي منكم دبـل
ضحك عبدالعزيز وهو يقول: مو ابليـس طال عمرك كان متربع فوق كشتك الطايره ماتجي مشكله الا انتي وابليسك وراهـا .....
يتبع(:
|