كاتب الموضوع :
روعة النسيان
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: آنـي آرى العمـر بعينـيك مغفرة، قد ضل قلبي فقل لي كيف آهديه؟
لم تعير اهتماماً لسخرية ميرال وليان بعد ان اخبروها بعودته ...يكفي اطمئنان قلبها عليه بعد ان اشغلها بالتفكير به وخوفها من غيابه طوال الفتره الاخيره ...خرجت من الصاله بأختناق منها بعد ان اكتضت برائحة البخور واكتضت بالابخره المتصاعده بالارجاء،دلفت للمطبخ المزدحم بالعاملات بضخم تجهيزاتهم لضيافه ، لتخرج من الباب الخارجي للمطبخ الذي يطل على الباحه الخلفيه للمزرعه...جلست بركن منزوي عن انظار الماره ...متربعه بملل يتخلله ضيق وهم تجهل اسبابه..اخذت تعبث بالعشب البارد الذي تجلس عليه،وهي تنزع منه بأناملها بعضاً منه بقسوه..وقفت بضيق تمشي قليلا لتهم بالجلوس مجدداً تحت جذع احد النخيل المزروعه بكثره بالارجاء،..اصبحت مكشوفه ان مر احد بالقرب ولكنها لم تكترث وهي تسند رأسها على الجذع لتغمض عينيها بزفره من حالها المزري ....وكما اعتادت حين تمغض عيناها تهيم بأفكارها نحوه فلا احـد سواه يهيمن بجبروته بداخلها...رغم الخوف الذي دهاها عليه الا ان القهر يفيض بداخلها منه اايضاً،اذ كانت تملي على ذاتها بأنه لربمـا يشفق عليها بأتصال او رساله اعتذار عن ماحدث بينهما..رغم يقينها بأنه لن يفعل ولكـن تأملت لربمـا يفتقدها قليلا...ولكـن للتو علمـت بأنها لاشي له ...افترى على قلبهـا ببطشه ليغادر دون مبالاه بهـا ...لم ييكـن يعلم بأنه اصبـح يتربع بخيلاء بقلبها...وياليته يعلـم بأنه امسى مرسى راحتهـا...وان كابرت وان افتعلت مشاكل بينهما....لاتنكـر هدفهـا بالتمرغ بدفى دلاله وتوبيـخه لها كالطفله..تعشق ذلك واصبحت تحبذ ذلك المسمى وتحـن لسماعه من ثغره مردفاً بتوبيخ قاسي يعقبـه اعتذار مغلف بحمـود مكابر.....هل تقسـم بأنها اشتاقت له ...بل وفاض بها الشوق ذرعاً...ليخيل لهـا شوقهـا اختلاط رائحة عطـره بتعارك مع اكسجينها الذي تتنفسـه وقتذاك...جاهدت تلك الابتسامه التي غزت ثغرها بطفره طفيفه وهي تغمض عيناها اكثر مخافة ان تكـون رائحته حلماً تخشى زواله بأنغماس الضوء ....لم تكـن تعتقد لوهله بأنه قريباً منها الان لبعد خطوتان فأقـل، اذا انه ايضاً لم يكـن ليستوعب بأنه يملك ذلك الحظ الذي جعلـه بغمرة جلوسه بالمجلس يقف ليخرج خارجاً ينوي اجراء اتصال ...ولم يكـن ليضحك له ذلك الحظ لو ان ساقيه لم تقوده للباحه الخلفيه ليراها امامه لايرى سوا جانباً من وجهها ..اقترب منها ممعنناً النظر بها بلهفه وكما لو انه لم يراها دهراً ليس الا بضعة ايام
كانت تحتل بها تفكيره بتجبر وغطرسه...وقف متأملاً لها وسط استكنانها تحت جذع النخله...ليبتسم بلمعه تبلورت بعينيه حنيناً لها ولجنونها كمـا هي الان..يبدو بأنها بخضـم افكارها اذ لاحت ابتسامتها امامه لتنفرج ابتسامته بتوسع لرؤيته ابتسامتها...ليراوده الفضول لمعرفه سبب تلك الابتسامه
اقترب منها ليقف فوق رأسها وهو يستند بظهره على جذع النخله هاتفاً ببرود : وش اللي مجلسـك هنا بهالبـرد ؟!
كادت تنفرج ابتسامتها اكثر ظنهـا بأنها بحلـم ، ولكنها انتبهت اخيراً من سؤاله بأنه امامها...انتفضت واقفه وهي تحدق بعينيه بخـدر تـام
اخفى ابتسامته وهو يشيح نظرها عنه ليردف: وقت مغرب مو زين لك تجلسين بهالمكـان و محـد حولك ....*اكمل بتذكر* بعدين ليش طالعه هنـا بدون عبايه فرضاً احد مر من الشباب من هنـا!!
رفـت بأهدابهـا فلا زالت غير مستوعـبه بتواجده امامها...ليكمل وهو ينظر نحوها : جالـس اكلـم من انـا؟؟
لوت شفتيها بحنـق وهي ترفع حاجبها وبغيض: مو شغـلك ...بعدين انت وش جابـك هنـا اصلاً كنـا مرتاحين بغيابـك..
طلال بنظره متفحصه لوجهها الذابل : بايـن مقطعتك الراحـه ...حتى وزنـك زايد ماشالله *مستهزاً بجسدهـا الضعيف *
فرح : وجودك وغيابك واحـد ماتهمني....بعدين لو سمحت روح من هنـا ماتستحي على نفسك جاي لحوش الحريم ...البنات بيطلعون باي لحضه
طلال : محـد يطلع هنـا بهالبرد الا المجانين امثالك...واصلا مافيه اناره هنـا شوي ويعتم المكان...يلا قدامي اشوف ادخلي داخل وانثبري مع البنات
فرح بقهـر : مو شغلـك انا مجنونه وبكيفي بجلس هنـا ومالك كلمه علي لاتنسى حنـا بننفصل يعني لاتدخل فيني وضف وجهك
اخفض رأسه لمستواها وهو يقول بهمس: يفضل انك تمسكين لسانك وتدخلين برضاك قبـل اوريـك شلون تتجرأيين تقولين لي ضف وجهك
فرح بقوه : اذا فيـك خير ورني هذا انا جالسه هنـا لين *بتشديد *تضف وجهك
طلال رمقها بنظره حاده وهو يقول بزفره:وتلوميني اذا كسرت راسك وانتي اللي تدورين المشاكل دواره...
فرح بقهر :اكسر ايدك قبل تفكـر ...ايه لاتشوفني ضعيفه وبسكت عن حقي ...سكت وانا بيتك بس الحين رجعت لبيت ابوي ومالك سلطه علي
طلال بأستنكار ساخر : لا قويـه ماشالله....لاتنسين نفسك ترى للحين زوجتي وتحت عصمتي...واذا مكبره راسك عشان جلوسك في بيت هلك ..ترى جالسه برضاي لو ابي ماخليتك دقيقه وحده....*بغيض اكمل مكابراً* بـس انا اللي ودي فيك تجلسين عندهم ..
فرح بغضب حاد : ولاتحلـم اني ممكـن ارجع لـك وهذا وعد مني ..اذا انت بايع ترانـي عايفه ..
طلال بحـده : هه القرار الاول والاخير لي...لو ابي ارجعك علي بالحرام ماتمسين اليوم الا ببيـتي ....
فـرح بحده مماثله : تخـسى وتعقـب ....منت بكفـو واللي ماتطوله بأيدك وصله برجولك...
استفزته مجدداً لتحتقـن عيناها شرر قادح وهو يرفع يمينه بنيه صفعها على وجنتها...لتتجمد محاذاه منكبه وهو يكمشها بجمود وهو يراها تنكمش على ذاتها بشهقه شرخـت قلبه...استعاذ من وسوسه الشيطان وهو ينزل كفه ليمسح بها على وجهه ...كاد ان يتهور مجدداً ويبدد الجراح ثانيهً ....لتمنعه رده فعلها القاتله لقلبه...لم يكـن يعتقد بأنه اصبح يشكل رعباً لها بذلك القدر الا حين لامس الهلع برده فعها...شتم نفسه بداخله وهو يرص على اسنانه ...يود ان يبرر فعلته ولكـنه يعلم تماماً بشناعه مافعل وهيهات من ان يكون لها مبرراً على ذلك ..رفع كفه على جنبيها ناوياً ان يهتف بتبرير لتدفعه بكفيها من صدره للوراء ...مبتعده عنه بعد ان فشلت بدفعه للوراء امام ضخامه جسده ...
فرح بغضب: تافه و مستبـد تظـن نفسك كبيـر ولك هيبه وانت تستفرد عضلاتك علي ..تظنها رجـوله وهي بمنتهى الحقاره .. ؕ
*اكملت بقهر مبحوح*: وخالقـك مصيره يجي اليوم اللي بتندم فيه على فعايلـك .... ومن هنـا لهذاك اليوم ياليـت ماتشوفك عيوني
هرولت مبتعده عنـه وهي تجاهد فيضان البكاء الذي يعتصر بجبروت داخلها....تاركه طلال خلفهـا والندم ينهش قلبـه ولا زال قناع الكبرياء يصارع بوسط ساحه معركة الندم ولا حيله لـه سوا التذبذب والضياع ...
،
خرجت من الداخل مهروله بأتجاه سيارتهم التي يقودها السائق ، كانت قد ارسلته لجلب بعض الاغراض وهاهو قد عاد ..ولم تلقى امامها ايً من العاملات ...لتضطر هي للخروج بعد ان لبست عبائتهـا تحسباً لتصادف احدهم...ناولها السائق الاغراض لتحملها متذمره من ثقلهـا ...شاتمه كلاً من البنات الاتي رفضوا مساعدتها ....انحنت للارض وهي تضع الاغراض ارضاً كي تعيد حملها بترتيب،ليستوقفها صوته الحاد من خلفها :انتي شتسوين هنا!!
رفعت رأسها له بأستنكـار لتهمس بسخريه : ارقص مع محي الدين "السواق"
زمجر بسخريه واضحه بنبرته الحاده: ...هذا اللي ناقصنا بعد داقه حنـك مع السواق..مااكتفيتي من سواتك الرديه ...
اشتط وجهها بحمره غاضبه ،مشتعله لتهتف:الزم حدك ياناصر ولا تتعدا حدودك معـي ...واعرف شاللي جالس تقوله
ناصر بقـهر: وانتي لك عين تراددين بعد سواد وجهك.... مايكفي اللي صار ...
ليان بحده: وانت من عشان تحاسبني ليكون اخوي على غفله
ناصر بغضب: ياليتني اخوك عشان اسنعك بعد ماسودتي وجيهنا
لكـن الشرهه على اخوك الرخمه اللي رضا بهالمهزله وحط الحرهه
باللي تسواك....
ليان ببحه غاضبه: الرخمه اشكالك... والله العظيم لو مو خوف المشاكل لاخلي طلال يربيك ويوريـك شلون تعترض طريق الحريم...
ناصر بأمتعاض: فوق شينكم قوات عينكم انتي واخوك... لكن ماأقول الا حسافه صدمتيني بمعدنـك...
اقترب منها اكثر امام زوجان من الاعين تراقب من بعيد وبقهر هتف: ماتوقعتك رخيصـه بهالشكل
ليـان بقهر: حسبي الله عليك وعلى اشكالك....هرولت مبتعده عنه بأنهيار باكي...لتختبى بعيدا عن الانظار...اختلت بقوقعة بكاء مريره ..
لم تعلم كم من الوقت استمرت تبكي ...حتى انتبهت لتواجد رفيقه دربها...وساعدها الايمـن بالمحّكات الصعبه ...مسحت دموعها فلا داعي
للبكاء مادامـت ميرال بجانبها والتي همست بأستنكار: ليان شفيك ؟
ليـان ببحه مخنوقه: كنـت متضايقه شوي... وبس
ميرال بزفره: لاتقولين عشان سالفه الصوره ؟!*اكملت بقهر بعد ان هزت ليان رأسها بتأكيد * مو من جدك ماقلنـا خلاص نقفل الموضوع! !
ليـان: اذا نسيـت غيري مانسى ولا راح يخليني انسى
ميرال بنهر جاد: اللي مايبي ينسى بالطقاق.... الموضوع تقفل لاعاد بفيد الندم ولا الحسره....ودامك واثقه من نفسك بالطقاق بغيرك
ليان بهـم : صعب ياميرال بالحيل ...شلون بيوم وليله انسى ان صورتي انتشرت بدون علمـي بكل مكـان....افكر كم واحد شافها وبكم جوال موجوده....وفوقها اشوف اللوم علي وانا مالي ذنب ...
ميرال : وش بيدك تسويين !! هذي حكمة الله مافيها اعتراض ...والله اعرف بالنوايا ...ومحـد له الحق يلومك وانتي طاهره...
ليـان بتساؤل باسم:غصب يعني تهزميني بأيجابيتك!!
ميرال بغرور: تعلمي بس.. *ضحكت ليان لتكمل بهدوء باسم * ايه اضحكي هذي هي الحياه يوم حلو ويوم مر.... ومافينا الا نسايرها عشان نعيشها صح...
ليان بأبتسامه: ماشالله درر درر...
ميرال بضحكه: لايكثر قومي شوفي عمتنا الجديده وبناتها متأكــده بتحبينهم اذا شفتيهم... عاد كأنا نعرف بناتهـا و صادفناهم بيوم بس ماراح اقول اذا شفتيهم بتعرفين...
وقفت ليان بحماس لتنطق: تحمست اشوفهم يلا ندخـل...
،
استأذن منهم بألرد على هاتفه وهو يغادر المجلس،مجيباً علئ والده الغاضب حين علـم بوجوده بين اهل والدته...ليقول له بزمجره قاسيه :
وينـك فيه !!
عبد العزيز بأحترام : عند خوالي يبه مسوين لامي عشا
والده بقسوه:ماتستحي على نفسك تلاحق العزايم واخوك بالسجن ..وبكره محاكمته ..ماتتحرك يالكـ**** وتشوف له مخرج
عبدالعزيز بقهر :يستاهل يبه لاتكلمني عنه...وعساه يروح اعدام
والده بانفعال غاضب:اعقـب يارخمـه ...امدأ لعبوا بمخك خوالك يالتيس
لكـن الشرهه مو عليك علي اللي أرخيـت لكم الحبل وماربيتكم عدل
عبدالعزيز بهم : اطلب اللي تبيه الا اني اخدمك في يزيد لاترتجي هالشي .....وانا بخاطري ياخذ جزا اعظم من اللي بينحكم فيه
والده بسخريه: ومفكرني بخلي ولدي يتحاكم وانا اتفرج...هين اما ووريتـك انت ووظيفتك اللي ماستفدنا منها خير ...
اكمل بقهر: هذا وماصارلك من شفت خوالك الا كم ساعه غسلوا مخك لو تعرفهم من زمان شاللي كان ممكن تسويه هاه!!
عبدالعزييز : والنعم بخوالي يبـه ...ياليتني كنت اعرفهم من قبل بس الشكوى لله وحسبي على الطمع اللي تسبب بهالقطاعه ...
والده : ماعاد استحيت على وجهك تحسب على ابوك وهو يسمع ياولد امك ....ماتنلاام اطباعك ماتختلف عن اطباع الكـ*** اللي انت عندهم
عبدالعزيزبضيق : يبه مااقصدك لاتفهمني غلـ...
قاطعه والده بأمر: واضحه مايحتاج...مير العلم معك بناتي لايجلسون ان كان امك تبي تجلس مع هلها تجلس بالطقاق ...لكن البنات يرجعون بدري ...ولا مايحصلكم طيب....اغلق بوجهه دون ان يمهله رداً
تأفف بضيق وهو يلتفت للوراء يود العوده للمجلس بعد ان ابتعد عنه لداخل المزرعه.. استوقفه صوت بكاء انثوي قريب منه... التفت للبحث عنه ليرى ظل اسود بين النخل... غض بصره عنها رغم انه لم يرى وجهها ..كان سيستدير للعوده ولكنه تراجع وهو يختبى خلف جذع النخله التي بجانبه ،بعد ان لمح احد الفتيات قادمه ...منعاً ان يحرجها او يحرج نفسه
...وانتظرها حتى اقتربت من الاخرى والتي هدأت من نوحها واخذت تقص عليها ماحدث ...لايعلم لما وقف دون ان يتحرك ...لما رضى على حاله التنصت ...ولكنها اجبرته بفضفتها بالانصات لهـا حتى اخر رمق من حديثها ومغادرتها مع الاخرى لداخـل ....
،
بداخـل تلك الاجواء الحميميه،وبعد اللقاء الذي خلف ذلك البعد الذي استدام الـ18 عاماً ...البعض مندهشاً بفرحه من ذلك اللقاء رغم جلهم باسباب ذلك البعد...والبعض كان تواقاً لذلك اللقاء فرحاً حتى كادت الفرحه تطفر بقلوبهم فلا زالت ذكراها متربعه بقلوبهم ...ولا يتسنى فرحهم امام فرحه تلك الام الكهلى بعوده تلك الغائبه لاحضانها وكادت ان تسقط صريعه امام خضم تلك الفرحه....دام السلام لدقائق احتضنها الشوق واللهفه ...لتقف الجده ممسكه بكف ابنتها مستأذنه من الجميع بالانفراد بهـا كي تروي تعطشها من اخبارها طوال الاعوام التي مضت
في حين ظلتا ابنتيها بين جموع نساء خوالهم الاتي رحبوا بهم بغزاره..
والفتيات والاتي رغم جهلهم بتلك العمه او ربما بفعل النسيان ...فـ عند رحيلها لم تكـن تتجاوز اعمارهم سن الطفوله ..الا انهم كانوا فرحيـن بتواجدها بينهم وبناتها.... هتفت جيهان بود : سبحان الله طلعتوا تعرفون البنات من قبل؟
حنين بهدوء باسم : اي فرح معاي بنفس القسم ولما ولدت جاتني بالمستشفى ومعها ليان وميرال ...
جيهان بأبتسامه : سبحان الله للحين مو مصدقه ان عمتي دلال معانا وصار عندها بنات بهالكبر ..
ريم بهمس خجول: مااذكرها انا ابداً شلون تذكرينها ؟
جيهان : راحت وانا عمري 8 سنوات ..
حنين : انا مااذكر شي رغم اني كنت كبيره وقتها على كلام امي
مرام وعيناه تشير لطفل النائم بجانب حنين وبتساؤل:ولدك؟!
حنين : اي تو طالعه من الاربعين ..
مرام بحماس: ماشالله مو واضح ابد ..
لجين بتشديد: الله يسـلم الرجيم ولا كانت برميل وهي حامل
جيهان بضحكه:الحال من بعضه ...
حنين بتساؤل: الا فرح وين ماشفتها !!
جنى بهمس: طلعت ميرال تناديها هي وليان ...
لجين بتساؤل: الحين باقي احد منكم ماشفناه ولا ماشالله بس انتوا؟
ريم: : باقي ثنتين جوري بنت عمي عبدالله متزوجه اخوي ومسافره معه نيويورك يكمل دراسته....ومها اختي بتجي بعد شوي...
اقتربت جيهان من جنى وبأستنكار هتفت: فيك شـي ؟؟
جنى بابتسامه خادعـه : لا مافيني شي ليش تسألين ؟
جيهان بأستغراب: مدري وجهـك يقول فيه شي..
صمتت جنى ولاتزال ابتسامتها الزائفـه تعلو ثغرها رغم الالم الذي
يعتصر بداخلها.... فرؤيتـه معـها خارجاً يؤكـد علاقتهمـا الاثنان لها
بعد ان ظنـت بانهـا مجرد اوهـام ....!!
،
تجلس بجانبها وكفها مرتبطه بكفها وهي تمسح عليها بحنو هامسه :اشتقتلكم حيـل يمه حمـده ....انا بحلـم يمه ولا فعلاً انتي جنبي؟
ترقرت عينيها بحسره وهي ترد : اغفري لنـا القطاعه يادلال ..مالنا عذر ادري بس والله مانسيتـك يابنتي لا انا ولا ابوك ولا حتى اخوانك..
دلال : الغلط مني انا اللي رضيت باللي صار ..كنت ضعيفه ونقطهة ضعفي عيالي...خفت افقدهم...
همست لها بابتسامه ود: اللي راح راح وانا امك...بشريني عنك وعن اخبارك...ابي علومك كل هالسنين..
ضحكت دلال بفرحه: مثل ماتشوفين كبرنا وعيالي صاروا طولي
ابتسمت الجده حمده لتهتف :اي مشالله يازيينهم بناتك ..بشريني تزوجوا ولا باقي...وولدك وينه ابي اشوفه
دلال : برا عند خواله بيجيك لاتخافين...وابشرك بعد بكره زواج لجين بنتي الحمدلله اللي بزوج بنتي وانتوا معـي ..
الجده : الله يوفقها يارب والله مير ارقص بعرسها من فرحتي..
دلال : انتي اللي قوليلي شلونك يمه شخباركم ..اخواني وعيالهم...زوجات اخوانـ...*بترت كلمتها وبتذكر هتفت* يمه مريومه وين ماشفتها من دخلت ولا شفت بنتهـا ؟! بشريني ان شالله جابت غير فرح؟*اكملت بلهفه * يالله مشتاقه لهـا ولأخبارها بالحيل ..
صمتت والدتها ليحتقن وجهها ببوادر الضيق ،استنكرت دلال ذلك لتهمس: فيك شي يمه؟
الجده حمـده بتنهيده متعبه : مريم الباقـي وجهه الله يادلال !!
،
نزلت من الطابق الاعلى بعد ان اخبرتها ميرال بوصول عمتهم وابنائها ،واخبرتها بوجـود مفاجاه تنتظرها بالاسفل...لم تعيرها حماساً ولم تكترث ...اذا عدلت هندامها وهي تلحق بها دون ان تبنس ببنت شفه،حتى انها لم تهيأ ذاتها ...او تلتفت لزينتها ...لازال اخر لقاء جمعها بطلال يعصر قلبها قهرا ...وتود لو تفرغه ببكاء او صراخ ...ولكـن لاتعلم سبب ذلك الجفاء بداخلها...او ربمـا الخمول حتى من البكاء بحـد ذاته...
نزلت اخر خطوات السلم ...لترى والدها واعمامها امامها مع الفتيات ومن بينهم تجلس فتاتان استنكرت وجودهم ببادى الامر.. ولكن ربطته مباشره بعمتهم... بعد ان رأتهم كاشفين عن وجهيهما امام والدها واعمامها... التفت لباب غرفه جدتها التي بجانب السلم...وهي ترى خروج جدتها وبجانبها امراءه حسناء خمنت بأنها عمتها...ولكنها استوقفتها وهي تراها تخرج مهروله بأتجاه والدها...
خرجت من الغرفه بجانبها وملامحها التي تتلون بألوان الفرح قد تلاشت !!اكتساها ضجيج حزن غامض ...من يراها قبل. ساعه ويراها الان يقسم بشـتان مابين حالها...حين رأته امامها لم تحتمل القوه...بعد ان جاهدت والدتها على توصيتها بأخفاء ماسمعت ونسيانه...وعدم التطرف له امام اخيها كي لاتنفتك جراحه ..ولكـنها انهارت تماماً لتقترب منه وتهم بأحتضانه بمواساااه هامسه بصوت ظهر للجميع :ياويل قلبي عليـك ياخوي كل هذا يصير فيـك وانا مانيب حولك...الله لايبارك فيني ولا يسامحني ...
احتواها بذراعيه لتتعلق انظاره بفرح الواقفه بأستنكار وبهمس خافت: فرحان بشوفـتك لاتخربين فرحتي فيك وتفتحين جروح عيت تنجبر
ابتعدت عن حضنه لتقبل كتفه وتردف ببحه : لله درك على صبرك ...الله يعوضك خير الله يعوضك خير ويرحمها ويغفر لها...
التفت بوجهها بغته لجانبها لترى فرح تقف علئ بعد خطوات متفاوته منهم ...لم تكـن لتتعرف عليها لو انما ذلك الشبهه لم يكـن...رأتها وكأنما رأت
والدتها تماماً تشبهها... لم تكن تعي وقتها صوت شهقتها المتلهفه وهي تمد ذراعها لها تطلب منها الاقتراب منها...اقتربت فرح بتوتر لتقف امامها هي ووالدها مباشره ...احتضنتها العمه دلال بقوه وسط تأثر بالغ من الجميع...حتى هي رغم استغرابها الا انها شعرت بشيئاً يشدها لعمتها..وكأن لديها رغبه عارمه للبكاء...ودت ان تبكي كما بكت عمتها بحرقه وهي تشد بأحتضانها والذي زاد هلعها بكاء عمتها بحرقه وهي تحتضنها بقوه ...ظنت انه شوقاً لهم ولكـن العمه هتفت ببحه مخنوقه جعلتها ترتعد بتقاذف العبرات بحنجرتها: اه ياريحتها ...ياحسرتي عليـها وعلى اللي صار لهـا ...
اقترب منهم وهو يرى ارتعاش ابنته ليحتضنهم وهو يهمس ببحـه :كافي يادلال الله يخليك...مانسيناها عشان تذكرينـا فيها ..
دلال بحسره : ياليتنـي شفتهـا ...ياليتنـي وقفت معها بضيقهـا...لاتلوموني ابكيها تكفون
ظلت تبكي بوجع لتشاركها البكاء الجده ونساء اخوانها بصمت ،وقف ابو طلال وهو يقترب منهم وبمواساه هتف: استهدوا بالله ياجماعه وش اللي قلب حالكم ....مايصير تجزعون على قضاء الله وقدره...
ايده ابو احمد قائلاً بتأثر :ليش البكاء الحمدلله اللي تجمعنـا علئ خير...والميت ماتجوز عليه الا الرحمه
لم تكـن بحاله استيعاب لكلامهم...تتأرجح بين الوعي واللاوعـي...كما الريشه ترتجـف بأحضان عمتها وولدها ....واهدابها تتغشى بظلام دامس تاره وتاره تتداخل الرؤيه الرماديه...فزع والدها وهو يستشعر ثقلهـا على صدره ....ابعد رأسها عن صدره وهو يطبطب بكفه على وجنتها وبهلع :فرح تسمعيني!!!
ابتعدت دلال بخوف وهي تمسح على وجهها وبخوف : غابت عن الوعـي ...فرح ...فــرح
رفعها والدها عن الارض وهو يتجهه بها للاريكه الطويله هاتفاً بتوتر :جيبوا مويـه ...بسرعه
اسرعت ريـم للمطبخ لتجلب كأس الماء لتناوله عمها وبتساؤل متوتر : بتأخذونها المستشفى اجيب عبايتها ؟!
ابو احمد وهو يمسح على رأسها : الحين تقوم بس الضغط ارتفع عندها شوي ...جيبوا لها شي تأكله
بدأت تستفيق ليهتف ابو خالد بحنو بالغ : فروحه انتي بخير ؟يوجعـك شي ؟ تبين المستشفى؟
فرح ببحه وهي تعتدل بجلستها بحرج :لا يبـه بخير ...ابي ارجع بيتنـا بس
يتبــــع ~
|