كاتب الموضوع :
روعة النسيان
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: آنـي آرى العمـر بعينـيك مغفرة، قد ضل قلبي فقل لي كيف آهديه؟
سلام عليــــكم ورحمــة الله وبركــاته
قبل آن نبدآ: لســـت من مــلائكة السماء لاكــون منزهه عن الغلط ...فآن وجـــد بالرواية غلط فآن النصح يجــدي
وآلتمســـوا لي سبعـون عذرا ...
-شكراً لتواجدگم بالمتصفح او خلف الكواليس
-شكراً لدعمگم،تقاييمگم،ردودگم المحفزه
لا اله الا الله ،وحــده لاشريـك له، له الـملـك وله الحمد، وهو علئ كل شيء قـدير
لا تلهــيكم الرواية عن العبادات..
بســــم الله نبـــدآ
..
هل أنت مثلي
هل أنتِ مثلي؟
أفصحي إن كنتِ مثلي ..
عندما أغضبُ من نفسي
أشتاقُ بِأن أقتصَّ منكِ
عندما أغضبُ منكِ
أجرحُ القلبَ بِهجرانِكِ
كي أدنوَ من روحِكِ
لا للبُعدِ عنكِ
أفصحي إن كنتِ مثلي ..
لـِ إبراهيم محمد إبراهيم ..
..
البـــ25ـــارت
()
دلـفَ مستعجـلاً للمجِـلس،وتعرُجـات الهَم وتجاعِيدهُ ..قدْ خطّت مسِيرتهـا بملامِحه، الوجـُع حليفـُه هذا اليوم، تسَـلط بعِنفوانه لتّوغْـل بتلابِيهِ..والتلاعُـب بآنفاسـهُ..يتمخّطـرُ محّدثاً رنِيناً مُزعـِج بدواخِـله، يتمخطّـر مغايضهً له..بلْ عقابـاً لفعْلته تلك..يشـعُر بخزيٍ منْ ذاته ،خزيٍ منْ قلبـِه..الذي وجْهَه له لكمهٌ مسْتميته بكَفِ مُلاكـِمٌ كَاذب!! خّدعها ! ! زيّف الحقائـِق ومارسَ الخّديعه!! ويحدثُ نفسه قائـلاً بآنه عاشـقً ..لا بلْ هو كاذباً حطـم مبادىُ العِشق ..زَعزَع صُفوفه..انتهَك محِارمُه..اغتصَب مشاعرهُ...وكذبَ!! .ايناً كانتْ كِذبتُه كبياضِ الثوبَ امْ اسْود من غَسقِ الدجُى يظَـل الكَذب بشريعهِ الحب محـرماً بل يصنف "بالردة" عنه ..!هُـو لم يكذبُ فحسب..لا بل طعـنَ و هَدر بالالَـم..ستظُل ندبهِ الكذبَ تلكْ راسخـهً كالوشّـمِ مهْما حَال عليـها الحَول من يوم !!.. ، وآي وشماً رسمتهُ بخداعي لك ..مارسّته عليكِ بآشنعْ آداوتهِ واختـرتُ آكثرها ٱلمـاً،آكثرها آثـراً، آوشـّم ببراعهً وآتقـانً ..بينما شّـجن تآلـمك يهّدر بسخاءً علئ مسامعيِ، فاصّمُ آذّني عن سماعِه..حتـى عندْما تهاوىَ الالمُ من عينيكِ ممطراً بغيمةً سوداءً..لم آُبالـيِ ..وحين رآيتكِ تلفظيـنَ الوجّع حتى عبر آنفاسكِ ! كانت حينها تلك الضربهٌ القاضيهٌ ..فلــمْ ينتهي حينها آلـمُ الوشمَ وبقي ندبهً على مَرِ الازمَان...ولم آمتنعُ عن آستباحت وجعكِ ..وآنا أوشـّم الالـم بكِ مجدداً !!!
آقترب نحـوها والخـوف ينهشُ بعضلهِ قلبـهُ، لاينقصُـه همً آخر!! ولـكن مايبدو من ملامحِ آمـُه بآنه هنالـكِ همُ منتظَـر!!
بعد آن آلتقطَ آنفاسـهُ لفـظَ بوهـنٍ وهو يزدريِ ريقهُ : يمــه شصاير!!
تمثلتْ آمامِه وهِي تثبتْ أنظارهَا لعينيهِ وبهدوءٍ متربصٍ:كل خير..أجلس..
هـز رآسـه بتوجسٍ وهو يتقدمُ للاريكـهِ الاقرْب لآقدامهِ،لتتبعهُ هِي الاخرىَ وتجلس مقابلٍ لهُ..آلتقطتْ نفسـاً عميـقاً ،لعَلها تلتقـْط بعض الاتزان..عوضاً عن مايملئُـها الآن من أخْتلاجاتٌ بداخلها، هـِي حقاً استدعُته وتجـَـهل ماتريـدهُ منهُ..او ربَمـا تجْهل مايجّـدرُ بهـا قَوله..وّضَعت بمآزقٍ مظلـمً..مابيـن سَعاده ابنهـا،والذي آثـّر حُبه على حِياته وتستشْعر حجـم سعادتِه بذلك ولا يتسَنى لها سَوا القبول وقّتذاك، وسعـاده آخُرى ..تُدرك مرَاره ماتجّرعته ، وبعيناهَا ترا رذَائـِل الحنظْل الذي آرتشْفت مِنهُ حتى ارتوتْ ،وتتمنَى لها السعاده بعَـد ان هّرمُ الصَبر بجِذروها دون ثمرٍ!!... تقـف بين جَحيمـن كِلاهُمـا مِحّطَبة نارٌ متعّطِشه، تنحنحَت وهُي تهتف بآستفسار :شلون سـاره؟! ..استنكـر سؤالها ذلك..والذي جاء على حين غرهٍ ويبدو بآنـه طرفِ خيطٌ لآمـرٍ آخّر،ليهتفُ بهدوء: خير يمـه صاير شي؟
ردت بوجومٌ :سآلتك شلون ساره؟ من متـى مارحت لها ؟
تنهـد وملامحه تتعجَن بضيِق،ليرد عليها بهدوءٍ : وش تبين توصلين له يمه؟
بللت شفتيها وهِي تهتفُ بِحزمٍ وحدهً منخفِضه: ابى اوصل للي يرضي ربي ورسوله..تارك البنت لحالها من تزوجتها! ماخفت ربي فيها!
هتف مدافعاً عن حالهِ بنبرهً مهتزهً بحدهٍ: يمـه ماقصرت بحقها بشي
قاطعته منفعله بحـدهً:كـذاب لا تقول ماقصرت..الا قصرت ونص.. خالتك تقول صار لك اسبوع ماطبيت لبيت ساره وحتى مافكرت تكلمها تشوف اذا محتاجه شي..هذا غير المناسبات اللي تصير بالعايله وهي مو فيه!! ليش مو زوجتك هي بعد؟؟ مو تزوجتهـا برضــاك
احمـد يقاطعها بقهـر: يمــه تدرين بالاسباب اللي اجبرتني اوافق..
ام احمـد: وافقـت بآرادتـك وكنت راضـي وقبل هذا كله قلنـا لك ياولدي العدل، العــدل بس انت خذيتها وقطيتها ببيت لحالها وكذا تقول عادل..
احمـد : ماقدرت يمــه مانـي قادر اتقبـل وجودهـا..ندمـان قد شعـر راسـي ..ياليـتني ماتهــورت وقبـلت بهالزواج من البدايه..
تنهـدت بتعب وهي ترصٌ على جبينها بآناملها : فـات الفوت على هالكـلام ..الحيـن خـاف ربـك وآعـدل بين حريـمك..
تنهـد بعجـزٍ هو الاخـر وهو يهمـسُ بضعـف: مالـي حيلـه يمه على نفسي.. وقفت بضيـق وهي تقترب منه لتشاركه الجلوس على ذات الاريـكه،وتمسح على كتفـهِ بحنوٍ وحزمْ :النفس آمـاره بالسوء ياوليـدي
لا تطيـعها..نظر آليـها وهو يهمـس بقهـر : تبخسين سعاده ولـدك على حساب اختك وبنتهـا يمه؟!.
جفلت عينيها بجزع وهي تهتفُ بضـيق: لا تـظن بآمك السوء..بس مثـل ماأنت ولـدي بعـد حصـه اختي ماقدر على عتابها ولومها لـي..*وبتردد اكملت*وبعديــن أبي اشوف عيالك..ألى متى حارمني هالنعمه!!
قاطعها بوتيره القهـر ذاتها قائـلا:ومـرام يمـه ..ومرام!!
لـيش تنكريـن محاسنها معك لـيش تبخسينها بحقها؟! دايـم تشوفك مثل امها شلـون تبديـن ساره عليـها شلون؟! شلون تبيني اذبحها عشان العيال شلون؟؟ ...هتفت بآنفعال: احمـد لا تفتري علي بهالكلام..مرام حبها بقلبي مثل جيهان واكثـر بعد..بـس ساره بعـد زوجتك ...لازم تدري انت ومرام ان لسـاره عليـك حق مثـل ماعليك لمرام من حــق ..واذا ماأنت قادر تقولهــا أنـا بقول لهـا هالكـلام..
وقف وأوداجـه مملؤه أكيال من الغضب المكبوت قسراً كي لا ينصب امام والدتـهُ ويكون عاقـاً بها ..قائـلا بآنفعالٍ: لا تقولين لها يمـه ماهي ناقصـه..مايكـفي انك فجعتيـها بزواجـي ..*اكمل بقهر * ســاره
ماآبيـها يمـه ومستحـيل اقبل فيها بيـوم زوجه..رضت اختك وبنتها ولا
اسـف ماعنـدي استعداد اضحـي بزوجتي اكثر من كذا..ومثل ماحلل ربي الزواج حلل الطلاق..*بخفوت اكمل*اسف يـمه بس مابي عيـال امهم مهي مرام .. وقفت بصمـتْ وهِي تعقْد حاجِبيها بضِيـق ..ولكِـنه تكَلم بحـزمٍ لينهُي النقَاش قبل انْ تبـادِر بالقّول :عـن اذنك يالغاليـه
قبـل رآسـها الذي هزتْه بتفهـُم ..ليغـادر محملااً ببكّتيِريا الهَـم مجدداً ..
ولكـِن يصاحبهَا بعض الانفعال والغَضب المنتصّب بدواخله بحمّمّ بركَانـِيه،
يؤد ان يفرغـهُ ويصبـهُ على آحـد مّا لعلهُ يطّفى لهِيبـه المنصهرِ القاتـل قبل ان يسفـكُ بداخِـله آنفجـار مدويً ، غـادر المنزل وهو يركب سيارتهِ ..ويدفعُ رآسهُ بخشونهٍ نحْو المقّود ليرتطِم معَبرا عن قَهراً يحَلـقُ بسماءِ عافيتهْ..محَلقـاً بضبابٍ معّتــمٌ يكَاد انْ لايبصّر فِيه بصَيصْ النور، يلـوثّه
ويخنقُـه وغيـر ذلـك يعمِي آبصَـاره عن سَواء السّبيل...ويّوُلجُـهُ بغياهِيب الجبِّ المكللةِ بغيومٍ تمطّر بصواعقٍ وبروقٍ قاتِله...جافـه مِن قطَرات الغيث ورحمتـه...كاد ان يخرجُ من الحَـي ولكـنه استنكَر الضباب الذي يملـؤُ السماء بسوادٍ يتصـاعَد بوتيرهٍ واحـده، وذات الحزه وصَلت سيارتينِ للدفاعِ المدنـي وسياره اسعـاف للمنـزل الذي آمـامه.!!!!
ترجـّل من سيارته مسرعـاً بعـد ان ركنَهـا بالطريق بعجـلٍ، وهو يتلثّـم بشمـاغهِ ويتداخَل بعنفوانٍ بيـن جُمـوعًِ المتفرجِيـن ..وصل بعـد ان امتـد الشريـط الذي وضَعه الدفاع المدنِـي حرصاً علئ سلامهِ الاخرين ومنُعهم من الدخـول، حاول ان يمتطِيـه ولـكن منعه احـدهُم ولكـنه ابعده بقسوه وهو يهتـفُ مزمجِـرا: ابعــد ولـد عمـي وهله داخــل!!
هتف احـد رجال الدفاع المدني بحـزمٍ:البيت خالي ..رجاء ارجع لوراء
التقـط بعضـاً من الهواء وهو يتراجعُ بريبهً ويرفع هاتفه سريعـا كِي يتآكـَد ...
،
حـينَ يستعّمرُ الحُب قلباً، يجعْلـه يـركْع مقَدماً لهُ الطاعهْ..كمّـا حالِ قلبـهُ وقلبـِها الانَ..وهمـَا تحت اسّتعْمـارِ حبًٍ متسلـطٍ..تمكـّن من حِصار قلوبِهم تحـت رحمـةِ شوقً ذليلاً لمكابرتهمـا..عنيـفً بآهدارهٍ، كـلاً منهم عيـناه تسـاقُ قسـراً لمبايعهِ الحنينِ ملكاً تربـعَ على قلبِ كلاهُما للاخر!!
تتحـاشئ النـظر إليـه..ولكـِن عينيهَا تتمـردُ عنوهً لرؤيتهِ بينَ الفيهِ والاخرى..ولكـن مايجـدُر بها النظرَ نحـّوه حتئ تتلاقَى عيناهَا بروامقِه..فتنحَنـي بالنظَر للفراغِ حِينها ..او للفتيات وتحاول الغوصَ بآحاديثهـمٌ..تهتـف بجانبهاَ مهـا بتشويقً واثارهً: روعــه ان شالله اول اجازه لماجد بنروح لها مره ثانيه..
هتفت ليـان بآستخفـافٍ: والله ماظنتي تطبينها بعد مااحدثتي ضجه حتى الصحف التركيه كتبت عنـك الله يفشل هالوجهه.
ضحكت بحماس هاتفه:ماكتبـوا عني ولا ياليـت بس كتبوا عن الحاله فقط
آصـلا كان فيه صحافـه وقتها كان يبون يسون معي مقابله بس النذل طلال كرشـهم ..لو طالعه كان آلحين من مشاهير هوليوود .
شاركتهمٌ آخيراً الحديث ضاحكهً: الله حسيبك ..يطقطقون عليك مو لسواد عيونك يسون معك مقابله..بس آحسن فيك اللي سواه طلال *قطبت حاجبيهاَ بمكرٍ ساخرٍ*زين انه كان موجـود ولا كان فضحتينا يالهبله وبكره طالعه بقنوانت تركيه ..وترطنين تركي مكسـر ..
مهـا بقهر: محـد خرب سفرتي الا زوجك الموقر ..مدري وش الجنون اللي تلبس امي وخلته يجي*اكملت بتحلطِم*يازيني ولدت ولا خبرتكم لين اكمل سفرتي واحذ راحـتي ..
ليـان بضحكه : ليـه شسوى جزاتـه خلص اوراق البيبي و اوراقك!!
مهـا بتذمـرٌ : صح ماقصر بس النذل شافني لابسه بالطوا ومتحجبه بس بغى يكسر راسي ولبسـني العبايـه غصب..ومجود قبل يجي كان وش حليله بس بعد ماجاء صار شديد ويعنني هيبه ...
ريــم بذهولٍ:شلــتي عبايتك هنـاك؟!؟
رمشت بآهدابِها ببراءهُ:بس العبـايه والنقاب بـس ..
فرح بآستنكـارٍ شديد:بــس!!! ليش لايكون كان عندك نيه تشيلين الحجاب؟
مهـا بعُبوس:شفيـكم لابسه بالطوا طويـل ومتحجبه ..ماتبرجت..
ليـان بحمـاس:الله ونــاسه شلون كذا وانتي تمشين بدون نقاب وعبايه!
مهـا بحماس مماثِل: والله كذا احس اني تمشيت اشوف زين واتنفس زين
ريـم بآستخِفاف: فرحـانه انتي وجهك ..هذا وانتي الكبيره..
مهـا بضِيق: طيب بس وجهـي اغلبهم هناك حتى الحجاب شالوه..
فرح بضِحكه: اللي هو احمـدي ربك طلال ماخذا عقاله معه ووراك الويل
مهـا بضِحكه: اي والله الحمدلله يومـها كان رايق عصب شوي بعدين طخ لما شفنا رسامه بالشارع رسمها يجنن وخليتها ترسم قرودي..
فـرح بغِيره: والاخ طخ ليــش!! ليكـون آغرم بالرسامه من النظره الاولى
مهـا بخبثْ: اشهـد انه ماينلااااام تجنن..عيونها زرقاء..والشعر اللهم صل على الرسول ماشالله اشقـر وبيضاء تلق بيـاض والجسم عارضه مافيها كلام.. فرح تلوي شفتيها بضيق وهي تنظـر نحوه بتـوعِد..لم يخْفى عنْه..
هتفت مهـا بخفوت وهي تحدثهم:وراها صوره وخلاها ترسمها
بـس ماشفت الصوره مدري منهـي له *نظرت لفرح بتوجِس وهي تبتسم* صورتك صح اعترفـي!؟
هزت رآسـها نافيه : لا والله اصــلا تدرين كنسلنا المصوره بزواجي..وماعندي صور لنفسي حتى فكيف تكون معه صوره لي!!
بللت شفتيهَا وهي تقْذفه مجدداً بتلكِ النظرات الملتهِبه..وكآنها ادركْت من تكـون صاحِبه الصوره التي رسَمها...كما تعتقّد بآنهـا لحّبيبته الذي باحّ عنها يوماً آمـامِها..لا تعلـم بما تشْعر الان ولكـِن..عيناهَا تلتهب بنار الغيرهِ علئ الارجّح..وخيبهً تعتلـيِ قلبها لتضيق فيِـه كَفتحِه الابّره.....!
هـُو كان منْهمكِـا بآنصاتٍ لآحاديـثَ والده عن الشركهً وتطوراتهاِ..ويتشيره ببعضْ الا مورويسّـدِي عليه بين الحيِن والفيّه ببعضِ الاستفساراتِ القانونيهِ..ولكـّن عيناهُ كانت فوُق آرادتهُ وهِي تقذفُها بكُـل ثانيهٍ والاخرى بنـظرهً، غامضــهً لا بل "خاصـهً" يجهـل هو ماهيتهـا..ويستصّعب التحَامل عليهَا، لم يخْفيه تشّتتها بالنظر لسِواه..ولكن استنكر أخيراً نظرتها الممتلئهِ بشررٍ وكآنهـا ترمِق عَدوها
هز رآسه حينها مستنكراً وهو يقذفها بنظره خاطفه "مترقبـه" ولكنها بادلتهُ الهّز برآسـها كِنايه النفـي، وهِي تتجاهَله وتعاودِ الولوجَ بآحاديثَ الفتياتٌ،استدار لابيه بعد ان رمَقها بحدهً وهو يَرفعُ حاجبهِ مستنكراً، ليهتف والده وهو يتثاوب بنعاسٍ ويقفُ منتصباً: يالله تمسـون علئ خير تآخر الوقت
*استدار لابنهِ متسائـلا* بتنامون هنا ولا بتسرون بيتكم؟
طلال بآتزانً :لا الله يطول لي بعمرك يبه بنسري بيتنا بعد شوي..
هتفت امه بحنانٍ وهِي تقف بجانبِ زوجها: امـسوا الليله ياوليدي وبكره
روحوا بيتكم الوقت تأخـر ..
قذف فرح بنظرهً خاصهً ارعّبتها وهو يعاود النظَر لامهِ مبتسماً: خيرها بغيرها يمه ..بكره بداوم وبدلتـي هناك
هزت رآسـها بتفهم وهي تتبع زوجها بعد ان ودعَتهم..بينمَــا هي كانتْ هنالكَ جيوشٍ دبتْ بقلبهِا من الرعُب والخوف..لكِونها ستعُود معُه لبيت يغلقُ عليهُما بهِ وحۛداهما تحت سقف واحدَ..ارعّبها ذلك !فالايامِ التي قضتها هناا كانت كّما نزههً لقلبها وتخلصتْ من قِيود الخوف والارتباك..ولكْن الان ايقنت بآنه عَـاد..ولم تغِـب عن ناظرها نظرتهُ تلك الاخيرهِ..والتي اصابتْ بسهامِها قـعر خوفها الذي لا يتغّيب عن حياتها منذ ارتباطهما!!!
ليسـت بجاهلهٍ كَي يخفـىَ عليها ماهِيه نظرتــُه الاخيره ..والتي سبقها
تلميـحاتٍ عدهٍ منذ عودتهُ...سرتْ القشعِريره بجِسدها وآكسْجيـن الصاله قدْ بخُـل عليـها ببضعَه هواءٍ نقـيٍ، تشنج فكُها ببرودهً ليمنعهُا مشاركِتهم الحديثَ او تبادِر بآبتسـامهٍ وهي تستمع لآحاديثهِ مع آخوتـه ..
وقتـذاك كان يرمِقـها بنظراتهُ المتفحصـه..يعلـم بما يدور بداخلها من اختلاجاتٌ ويبصـم بكلتا كَفيهِ بآن تفكيرهَا الان انحْـدر للمسـار ذاتَه الذي رمزّ به بتلميـحَاته..قرأ بعينيـهاَ الخوفَ والرعبَ ...ولكنهُ يخشـى انه لم يصبّ بتحليلـه وربـما ذلك "رفـض" ولـكنه يـدعو الله ان يصبّ !!..فهو لن يحتملٌ الرفضَ بعينيـها وستهْـدم بذلـِك بنايتهِا الشـاهِقه بقلبـه، تجاهل ذلك وهو يتنهـُد بضيـقٍ ويهتفُ بوجوم: فرح عطيـني مويه ..
قفزتْ برعبِ وهي تنحنـي لطاولهِ وترفعُ ابريقَ الماء وبكَفها الاخرى ممسكهً بالكآس لتسْكُب بداخِلـه وبآعيـاء سّكبت المَاء بشدهً ليطّـفو من الكآسْ ويتنثِر آضعـافُ مايملئُ الكآس بالارضْ..ارتعش فكِـها وهي تـرتـد للخلف بفـزع..وانفاسُـها لاتهدآ وبهيجـانٍ ملتهـبً بجوفِهـا.. جفلـتْ عيناه على أتسـاعِها مندهشـاً من شدهً هلعهـا الذي أنعكَس علئ أفعالهـا بوضُوح "الشـمس" نطق بوجوم وهو يرأ الذهول يرتسـم على ملامِـح الجميـع: حصـل خيـر ...ازدرتْ ريقهـا لعلها بذلك تطّفـي بعضاً من اللهبِ المتهيجُ بداخِلها،وهي تنتصـبُ أمـامِـه وتمُـد الكَأس برجفةِ كفِهـا،امتدت يـدهُ ليلتقط الكأس مِن كَفهـا ولَكـنه آمسَك كَفها بكَفه وهو يهمسُ بخفه:أجلسي هنا..كان يقصـدُ ان تجلس بجانبهِ..ولكـِنها لم تعِي ذلك وهي تتجمْـد بوجومٍ امامـه دون حركَه..كتـم أبتسَامته قسراً فليس بحال يسّمح لتلك الابتسامه التي تحَاول التمَرد مِنه عبثاً..وهُو يلتقطُ الكأس بكُفه الاخُرى ويسحَبـها لجانبه..نفضْت كفهـا من كَفه الغليـظه بعّد ان دهَاهَا الاستيعابُ لتـَو، وهِي تحاول الاعتدالَ بجلوسِهـا ومحاولهً لتخفيفِ الضيق الذي تجلاهَـا..ارتشفَ الماء دفعـة واحـده لعلـهُ يطفىء حريقـاً شب بداخلـهَ، التقـط بعد ذلـك أنفاسـه وهو يرتد بظهرهِ للخلف وأنظاره للكآس الفارغِ بكفـه وهو يتلاعبُ به هاتفـاً بخفوت : تصرفـاتك علئ قد ماهي غريبـه على قـد ماتنـرفز على فكـره ...ارتعشت أهدابُها وهي تغمضُهـا بقـوهً من همسِـه الذي جاء دلالهً على فْهمه لما بداخلـها لتهمس بذات الوتيره الخافتِـه: شقصـ ــ ـدك؟! عض باطـنِ خده وهو يقول بخـفه : لا تظاهرين بالغباء..متنـاقضه بكـل أفعالك *بلل شفتيه قائـلاً بهمس * عيونـك لهـا كلام ..وافعالـك كلام ثـاني..من الصـادق منهـم!!؟
ارتفـع الادْريناليـن بداخلـهِا ليزدادَ تسارعِ نبضاتهِا وانقباضاتهِا ،وانفاسُهـا بتسارعٍ بين كرٍ وفرْ،لتهمـس بعجلٍ محاولهً طرد الضعفِ بجلب القوهٌ المصطنعهٌ : ماني فاهمـه انت وش تحاول توصله.. انت الحين تنصب نفسك محلل وتحاول تطلع فيني عقد ولا جالس تحاول تستفزني عشان تنكـد علي وكآنـه صار ادمان عندك هالشي؟؟
صـعِق بصدمه من تفكيرها وهُو يهتفُ بآقتضابٍ على مضضٍ : على فكره ماني صبور لدرجه اللي راسمتها ببالك..فاأنتبهـي تخدشين صورتك اكثر
أخرس انفاسهمُ المكتضـَه بأضْطّراب رنيـنُ هاتِفـه الذي صـَدح بالمكان..ليخرس ايضـًا نظراتُ الفتيات المستنكرهِ من همسِهم والبادي على ملامحهمٌ بأنفعالٍ لا يقل بِهدرهُ عن وجههُ الاخِر،رفعه بكَفه وهو يهتف بهدوء : هلا أحمـد.... ثوانً واتسعتْ عينيهِ بجمودٍ وهو ينتفضً من مقْعده ويلتقطُ شـماغُه ويهرعُ للخارج دون أستجابهً لنداء الفتيات والاتـي تدافعـنّ خلـفه بفـزع...سواها!!! لم تقفْ ليس عدم مبالاهً بل الخَوف دب بجِسمها ليجْعل ساقَيها عاجِزه عن الحَركه..تود الالحاقُ خَلفه ولكَن خانتهَا ساقيِها وهِي تتمردُ وتعْلن العصِيان عن الحَركه..ولكَنها لم تعلن العصيان على الرجفه التي تتوغَل بعروقها!! ليست رجفه وحسب بل كما لو أن هنالك تيـارٌ باردً يسريِ بساقَيها يتوغْل بين العُروق..انتبهتْ لها ريـم وهي تقترب منها بأستنكارٍ شـديد : فــرح فيـك شـي؟!
استدارت مها وليـان لهمْ بخوف لحاله فـرح تلك والتي لم تكن لتحدث لها من قبل سوا مرهً واحدهً ..اقتربت منها مها وهي تسْكب لها الماء بذات الكأسِ الذي شَرب منه طلال قبلها لتناولها اياه وكَفها لازالت متوثقه بالكأس معها كَي لا يسْقط منها...بعـد ان ارتشَفـت قليلاً منهُ بدأت تسترجَع عافيتها قليلاً وتخفُ وطئةً الرعشـهِ بجَسدها..لتهمس ليان بخوف: فـرح وش اللي يوجـعك؟!!
هزت فرح رآسهاَ بوهنِ قائله: مافيني شي ..بس بـ ـس خفت وكذا تجمدت رجولي ماقدرت اتحرك*اكملت بخوف* شصاير ليش طلع مفزوع!
مهـا بتنهيـدهً: الله اعلـم ان شالله خير...انتـي ارتاحـي لايصيرلك شي
ريـم بعـَطف: لا تضغطـين على نفسـك من شوي خفت تتشنجين ..مو صاير مكروه اكيد شوي ويكـلمنـا .. هزت رآسـها وهي تلفظُ بلسانِها بعض الادعيـه والاستغفار لعلُ الراحَه تتسَلل لقلبـِها...وحَالتها منذ قليل كانتْ قد هيضَـت أوجَاعُها تلكْ التِي جّثىَ عليها الزمان بالنسيانْ ...!!!
،
استلقـتْ على ظهْرها بآرهـاقٍ بعـد انْ أرضّعت طّفلـهَا ووضَعـتْه بالعربه جانباً،تعلقـتً أنظارهَا بسقْف الغرفه وآفكـارهُا تحَلق للمدى البعيد..لآبعـد مِن السَقف الذي يرتفـعُ عن الارضَ بآمتارً..لضالتِهـا..لغائِبـهَا..والذي لا تفصُله عنهَا فقط امتارَ بل اميالاً وأميالاً..تجْـهل وجُوده بأي أحَـد المناطِق الجَنوبيـه!! او انْ كـان علئ الحدُود او خَارجِـها!!! وهذا مايفتُـك بداخِلها ألـمً لا يرحـمُ..لا يشفقُ علئ حجمْ قلبهَـا..ولا على مدى حاجتِهَا وحنينهـا له!! هل تسأمُ الانتظارَ؟!
امۛ لا تسأمـه وتظل بركّنِه حتى تهْرُم دون أمَل؟...أمـلً!!
ايعقـل بأنناَ احسنَ الظن بـكَ ياأملُ لدرجهِ السذاجـهَ!!!..
أكنت يوماً خادعاً وبحوزتكَ الاسكـار علئ تمويهـكَ لمشاعِرنا..!!
ام اننَا أميّـون لا نَفْقَـه النطَق ولا نعرف كَيف تصَـاغ الاحَـرف!!
وجَهِـلنا بمعانِي احْرفك والتي تُشير عنْ ملل مصـدره"أمُل"
أكنت بهذاَ الدهاءَ يوماً كِي تجعلنا نحۛسن الظن بكِ بينمَا انت ترافقۛنا بسخريهٍ ولديكَ علماً بأن نهايه -المطاف- ملل!! ويخلفـُه نسيان!!؟
عجباً...! هل سيأتِي الدور علي وسأسّتبدل الامَل بمـَللّ واستمُـر ركضاً خلفَ ملذاتِ الحياه وأنتْ خلفـِي ضميرٌ غائـِبٌ لأجلً غير معلومٍ!!
كلا لن يأتِي ..أعِـدك غائبي لن يأتي الدور علي..أنـا هُنـا ..لا مللّ ولا كللّ...هنـا انتظرك والله وحَده ممسِكاً بقلبي ويمُدني بالقوه..ولكـن أرجـُوك كنْ عجِـلاً بالاقبـالِ علي ..قبل انْ أهْـرم وتتجَعد ملامِحي وتجهل التعرفَ عليـهَا وقّتذاك وأنـا اقفُ بين جموعِ الفقـّد !!!
قطبـتْ حاجِبيها بضيقٍ وهي تغمضُ هدبهَا بقوهً من حِده سمفونِيه فتح مقبضَ الباب ..التفت بتنهيـدهً ولجيـن تقبل عليهَا وبفوضَويتها سقطت جانبهَا على السرير وهي تسْتلقي علئ بطْنها وساقيهَا تتدلى بالاعلى وبضجرٍ هتفت: ماجــاني نوم وكذا اوسوس..
ابتسمت بحنوً وهي تهتف : ليـش كل هذا عشان تحدد زواجكم؟!
لجين برهبهً ورعبً: أيـوا مرااا قريب يمه احس انه بعد بكره يجي
ضحكت بخفهـ وهي تقول: مايسوي عليك الخوف باقي شـهر كامل
لجيـن بشغبٍ وهي تنظر لساعتهاَ لتبتسمْ بخفه:باقي تسعه وعشرين يوم و خمس دقايق..جفلت حنين بصدمه وهي تقول بأستنكار شديد: مو لهدرجه عاد تحسبينها بالساعه !
تآففتْ تلك بضجـرً وهي تسّحب خُصله من شعْرها وتداعِبهُا بأنامِلها: ياختـي مدري كيف احس انه مايمدي اجهز وماراح ألحق بس بنفس الوقت احس بخمـول مافيني اسوي شي واظل اشوف التاريخ وكم باقي ..
حنـين بأتزانَ: كذا غلـط لا انتـي اللي خلصتي ولا الايام وقفت بأنتظارك تستوعبين..حاولي تكونين جديه انتي خلاص قريب بتصيرين حرمه مسؤله عن بيت وزوج وبالمستقبل عيال..قاطعتها لجيـن بتقزز وامتعاض:بس بس لا تكرهيني بالزواج من ألحين جايبه طاري العيال.. .مافيه عيال يبي هو
بتزوج*صاحت بفزعً لترعْب حنين بذلك* لالا اقصد يتبناله اذا وده
ضحكت حنين بيأسَ قائله : منـك لله اجل ماتبين عيال بس لا يعرس على كيفك هـو؟! لوت لجين شفتيها بتأفف: شوفي حاليا بيكون زواح شكلي ان اعجبنـي وكذا كملت ما أعحبنـي رجعت للعزوبيه ..
جفلت حنين بذهول: من جـدك!!! ضحكت لجين بخفه والبراءه ترتسم علئ ملامحـها: زواج تجريبي ...تخيــلي بس
حنين بجديهً: لجيـن حبيبتـي اذا منتي قد زواج ومسؤليـه زوج تونا على البر ياعمـري لا تورطين نفسك توك صغيره اذا تفكرين الحياه هبال بهبال
ازدردت لجين ريقهـا بتوتر وهي تقول بوهـن: صارلنـا سنتين متملكـين
وش بيقولون النـاس!!*اكملت بقناع الجنون* تدرين قلتله يحجز لنـا شهر العسل باليابان ..
حنين بأبتسـامهً مستنكـرهً:شمعنـى؟؟ تربعتْ لجين على السرير وبضحكه ماجنهً هتفـت: عشـاان ماتزحلق عيونه هناك على البنات ..اليابانيات كلهم عيونهم ممطوطه مايمدي يطل بوجيهم...وكذا احسسه اني نعمه
ضحكت حنينَ بصدمهٌ: الله والتفكيـر ماشالله ..
علئ بعـُـد خطـواتً بغرفـه أخّـرى..يعبـثُ بأدراجِ التسريـحهً بحثـاً عن مدونـهٍ فارغـهٍ يـدونَ بداخـِلها بعضَ الافكَـار المتشابـِكه بالقضيَه الذي يترأسها..استدار للبحِث بالكومندِينات المرفَقّـه بسَريره ..فـتحَ اوسطها وأثناءِ عبثْ كفيه بين تلك الاوراق لامسـتْ كـــفُه ورقه ناعِمـه ليسَت ورقه عاديـه ربمَـا استشْعر كَونهـا ورقه تحْميض..سحَبهـا بخِفه من بين تلك الاوراق المتناثره..لتسقطه الصدمهَ لقعْـر جَحيم الالـَم..وتفطـر جرحاً غائراً كان قد سُتر خلف ثوبٍ من الزمن..احتقنتۛ ملامحـهُ فيضاً من الالـم
،النـدم،وأكتسى قلبـهُ بروده كتلك القشعريره التي سَرت ببدنه..امتعـض من كـَونه لازال يحتفـظُ بهـا بيـن آشّيائـه.وارتعـّد من كون الماضي لازال يركّن بقلبـه ينتظر ان يهتدي طريق العوده!! لذا كَمش بكفه بقوهً وهو يراها تتكوُر بداخلهَا وتتعجن..ليعاودَ البحث بالادراج عنْ شيئـاً اخر غير الذي يبحثُ عنه..يآس وهو يقف دون العثور عليها..ولكـن راودته نفسه بأمـر اخر وهو يتجه لدورات الميـاه..وبجـنون مجروح..يدمـيِ قهراً..وتتفجر ينابيع الضيق به من كُل جانب..اقترب منْ المرحاض*اكرمكم الله* وهو يقطّـعُ تلك الصوره لآشلاءً تتناثر تباعا للاسفـل ..انتهـى من ذلك وهو يسحبُ المياه لتنجرف تلك الصور تباعا مع ضجيجَ الماء...وتختـفي من أمــامُه...كمـــا حدث مع صاحِبهـا بالواقــعَ ..!!!!
،
*السـاعه الرابـعه صبـاحاً*
قبل ذلكَ بسـاعات ...كان يهُرول مسرعاً بعد ترجُله من السياره ليتداخل بين جُموع الناس وينتصُب واقفاً امام الشريط هاتفاً بحـزم: انا اصاحب البيت ابعدوا بدخل..نظر إليـه رجُل الدفاع المدنـِي بترقب ولكـنه لم يمهله وهو يهتف بحزمً بعد ان اخرجَ من جيبه بطاقته العسكريهً:اللواء طلال سليمـان للمره الثانيـه ابعد قبل انسفـك من مكانك...ارتعب رجل الاطفاء وهو يفتحُ الشريطَ ليدلفَ طلال وخَلفه دلف ابناء عمومتهِ بعد اتصال احمد بهمُ..اقترب وهو يرئ رجال الاطفاء يخرجون منْ المنزل بعـد ان اصبـح اشبه متهالكً بالسوادَ المعُتـم..اقترب احدهم و المسؤؤل عن مجموعه الاطفأء:السلام عليـكم.. ردوا السلام عليهِ ليهتفُ الرجل موجهاً حديثه لطلال:الحمدلله على كل حال ..زين ماكان فيه احد موجود بالبيت..
هز طلال رأسـه وهو يهتف بوجومٌ:فعـل فاعل؟!!
المسؤؤل: للحين البحث الجنائـي داخل مع الشرطه ويحققون بالموضوع بس ما آخفيـك واضح جدا انه بفعل فاعل لان الحريق من كل جهه بالبيت اشتب وبنفس الوقت.. دار بعينيهِ بأرجاءِ المنزِل لمحّ بجانب المدخلَ كيس ابيضً مغُلق..اقتربَ منهُ بعجلً متوجـِس ممابداخِله
وهو ينحِني ويلقِي نظره خاطِفه قبل فتحه...اسّتنتج مابداخله وهو يرأ بعضاً منها يطفوا على الكيس..فتح الكيس وطفاية الحريق تتضح له ولكن كان هنالك ورقه ملصقه بمقبض الطفايه..انتشلها مسرعاً لتجفل عيناها مما قراءهُ" المره هذي فالبيت المره الثانيه صدقني بأهل البيت..لاتفتح ملفات مسكره اذا تبي تكون بخير انت واللي حولك او بالاصح «أهلك» "
رفـع هاتفه وهو يهتف بحـزم ووجوم: جهـز لي فرقه من افضل العناصر عندنا وارسلهـم للحي اللي ساكن فيـه حالاً...
اغلق هاتفهِ وهو يرى احد رجِال الشُرطه يود البدء باجراءتَ التحقيقِ
اقترب منه بحـزمً وهو يرفع هويته:السلام عليـكم..اللواء طلال سليمـان وصاحب البيت...انتصب الشرطيِ وهو يرمِي التحيه العسكريه لكونه يعتليه بمرتبه مرموقـه...ليهتفُ طلال بأمر: اذا تفضلت سكر محضر التحقيق وفيـكم تتوكلون وتمشون الموضوع سلمـته للمركز التابع لي..
هتف الشرطي بترددٍ:البلاغ وصل علئ مركزنا..
قاطعه قائـلاً بحـزم : انا صاحب البيت وابطل البلاغ تقدرون تمشون...
وهاهـو الان..عائـداً لمنزل والده بأرهـاقً بعد ان اجـهد نفسه بشقاء ولـم يهدأ لـهُ بـالٍ فهذه هِـي المـرة الاولئ التي تقحّـم حيـاتهُ الخاصه بعملـه..وهذأ مابدئ يؤرقـه ويجَعـله يشـّدد الحراسه اكَثر من ذِي قبـل حَول منـزله..فالتـوُ ايقـّن تساهلـه مع أفراد تلكِ الشرذمهً وداخـله يغـليِ وعيـداً لدنـوُ العقابَ منهـم تنـهَد وهو يحـكم اغلاق الباب بعـد انّ تلفت بحذرً بالجوار.. ولكـنه جَفل وهو يرى أخواتـِه بأنتظارهِ بالقرب من البابَ لذا همـسَ بذهُول:باقي صاحين؟! تدافعوا امامِه بخوف لتهتف مهـا بتوتر:وش صاير تأخرت وخفنا عليـك !! ابتسـم بأرهاق ليطمنهـُم :تطمنـوا الحمدلله بخير..ألتقـطوا انفاسـهم براحهً لتهتف مها بتساؤل:ليش تأخرت؟
خفــنا عليـك والله ولا رديت على جوالك..تنهد وهو يرفع هاتفه :طافـي
*اكمل بترقب*بيتـي احترق..اندفعت من خلـفه شهقـه كانت لوالدته التي ترجلت من السلـمِ بفزع:كنت حاسـه ان فيه شي والله قلبي كان قارصني
استدار وهو يقترب أليـها ويمسكُ بعضدها قائلاً بسكينه:استهدي بالله يمـه ماصار الا كل خير..الحمدلله البيت يتعوض .
مهـا برعُب: من شـنو ..وشلون؟!..هتف بتأنـي: الظاهر العداد انفجر
والدتـه بضِيق:لاإله الا الله لاإله الا الله...لاحول ولاقوه الا بالله..الحمدلله اهم شي سلامتكم ياوليـدي الحمدلله..
هز رأسـه بتأييد وهو يقبلُ راسها:روحي ناميي بالغاليه وبكره يوم لا تضيقين خلقـك .هزت رأسها وهي تتقول بضِيـق:معاوض بخير يمـه الحمدلله ماكنت فيـه..اردفت وعينيهَا تدور بالوسطَ بتساؤل:وينهـا فرح؟؟! استدار للبحث عنهـا بأستنكار لتحثه مها علئ الانصاتَ لها وهي تقول بضيقِ:تعبـانه شوي وغـفـت بغرفتهـا من شـوي وحن ننتظر طلال
اكملت ريـم بذات الوتيره: ماتنلام كلـنا خفـنـا صاير شي..
هتـف بخوفً يتدفق من محجرهُ: من شـنو تعبــانه؟؟!
مهـا بأتزان: مافيها الا العافيه بخير بس كانت ضاغطه علئ اعصابها وكانت بتتشنج..
ليـان بتوضـيح: جاتها هالحالـه بوفاه خالتي مريـم الله يرحمها..عشان كذا خفنا ..
ام طلال بخوف: ليـش ماصحيتوني؟! شلون لو صار فيها شي؟
مها :يـمه الله يطول لنا بعمرك مايحتـاج ..قلتلك هي بس كانت خايفه وضاغطه على اعصابـها...
طلال بهدوءٍ لانهـاء النقـاش..: اذا احتاجت مستشفى اكيد بأخذها .. يمه انتـوا الحين اطلـعوا ارتـاحوا ..*نـظر لساعته وبأستنكـارٍ*أووف مابقئ الا نص ساعه على اذان الفجـر ...بطـلع اريـح شوي للاذان ..
تخطـئ السلالـمِ بعجلً وداخِله يتوقُ خوفاً من رؤيتها..ريبهً اقتحـمت قلبه حيالـها منْ انّ تكون مُتعبه..سابقَ خطواتـِه وهو يدلَـف لغرفِتـه الواسِعه وعينيِه تائِه يمنهً ويسرةً للبحثِ عنـهَا..كـان سَيغـادر الغُرفه لكِـونه استنتـَج انها بأحِـد الغرف التابعـِه لاخواته..ولكـَنه لمحْ أخيراً جسدهَا الملقى علئ الاريـكهَ المحاذيه لطرفَ الباب..تقـدم أليـها بعـّد ان اغلق الباب خلفهُ..ليتضحْ له وجَهها المُسّجى بخصَلات شعْرها المُبعثره..انتصَب امامهـَا وهو ينحنِي بالقُرب مِنها بعدَ جلوسِه على الطاولهَ التابعهُ للاريـكه..بلل شفتيه وهو يرفـع أنامِلـه لازاحة شْعرها السّرمـدي ليتجْلى وجُهها وظّلال هُدبها المسّجيه بؤرة عينيهَـا السوادء بفِتنتها..تكّنـز شَفتيها المتوردِه وخَشمـُها الواقِف بوجِـوم وشامِخ كشُموخِها..حَصّحَصّت مشـاعِره المخِتبئـه خَلف وجومٌ مكابرهً وهو يقْتربُ منـها مسيراً لقلبـه..لجنون عشقهِ الذي بات بالعلنَ فضحاً...تنهـد بقلهً حيلـهٍ وأنفـه الشـامخَ يلامـسُ انفها الممَاثل لشمـوخِه..بقي عاجزاً ..حائراً..يخـاف الغوصَ دون نجاهً من الغرق بمعّصية ثغرهِا ..يخشَى الضيـاعَ بغهـِب عينيهِا والاشتـعَال بحطبِ شموخها!
هـي...كـانت تغوصُ بسبـاتً اشبه بالعمـق..لم تلبثُ ساعهً او اقِل ولكـنها كـانت متعبهً بالحق الذُي يجعَلها تتغمسُ اللوّلوُج بالسَبات..وكان لهـا ذلك..فكّما لو أنهـَا لم تنـمْ من زمـِن..ولكن انتـفضً قلبـهِا بقـوهً وهي تدبُ من سباتُ احساسهِا بأستشعـارُ شيئـا مّايداعـِب أرنبهِ انفـهاَ..وأنفاسُ مشتعـلهً ترتطـمُ بها..رويـداً رويداً كانت اهدابها تندفعُ لنور والرؤيه بتأنـي وينقشع الظلامَ..ولكنها جفلت!! بل ذُهِلـت وعيناها ترتطـَم بعيناه عن كَثّب ليس الاّ قَدرُ أنْمِـلهۛ ..انتفضـتْ بخوفٍ وهي تبعـدهُ بكفيـهاِ بخوفٍ ضـخّ بأوردتهَا لتكتسيـهَا حمرةً تصاحبهـا رجفهً مدويهٍ..استجـابَ لكَفيـها وهُو ينتصّب بجلسِـته ويلتهـِي بفرك جبينه بأحدى كَفيه..توتَـر وانظارهُ تجـُول بالغِرفه حضَراً من النظرِ أليـها وبداخـلهِ يسبُ ذاته مائـة مره..بلل شفتيـهِ وهو ينطقُ بتصريفه: اممم قالوا البنات تعبتـي اليوم!!..تبين المستشـفى؟؟ ارتعشـت اهدابهـَا وهي ترمشُ بهـا كّره تُخْلفُ الاولئ وتلك الحركـهً تضعفُ مقاومتهِ علئ عداءِ مشاعرهُ المتعطشهً..ليكـمل متجاهلااً النظر أليها بحدهً رقيقهً: تكـلمي من شـنو تشكين؟! سرت القشعريه بجسدهِا كالتيار وهي تهتف بخفوت:مافيني شي... زم شفتيهِ وهو يهتف بتقريعٍ حاد : دام مافيك شي لا تحاولين تخوفين الناس عليك...وخـلي عنك حركات الدلع الماسخ...
جفلت عينيهاَ علئ اتساعِهـا بذهولً وهي تجاهِد التغَلب علئ عْبرتها قائله بتبريرٍ واهِن: ماكنت اتدلــ ـ ـع..بترت بقيه حديثها وهي تطبقِ شفتيهَا بصمت بعد ان استشّعرت بلوغ العبره ذروتـُها..هز ساقه بتوتر وهو يقول منفعلاً بحدهً بعد ان انتبههَ لعبرتهَا: تقولين ماتدلعيـن ..وانتي علئ اتفه شي تشتغل دموعك!!*اكـمل محذراً* قلتـها لك واكرر ماني بصبور لا تطلعين من طوري بأفعالك وحاولـي تعتدلين *وبتشديد اكمل* وتحطين ببالك انك زوجـه وعليك حقوق وواجبات..بدل من طوله لسانك ودلـع الماصـخ على كل كلمه والثانيه دمعه..
حبستْ دمعتها وهِي تهـْتف بقهْـر: ماطلبتك تصبر علـي ..ماحد يصبر علئ شي مجبور عليه..دامك مو متحملنـي ومجبور علي ليـش صابر للحين؟؟
ضحك ساخراً كَي يستفزهـُا قائـلاً ببرودٍ قاتِل شطّر جَليد قْلبها: انتـظر اشوف المهزلـه ذي لويـن بتوصل...وبعدين مهو طلال اللي ينجبر على شي يمـكن تقوليـن عايفنك او كارهه وجودك بس مزاجي يحب الطقطقه
لذلـك احاول اسايرك واطقطق شوي انتظر يا أمـل او انغمس فيك اكثر
انخرسَ لسانها وألتجّـم بصَمت مُطْبق منْ هَول حَديثهْ الذي بطشَ بقلبـِها دون عطفً او شفقهً..كادتْ تصرخُ فيه وتمزقهُ بأسنانِها..هذا انْ لمْ ترتكب جنونً أكبر وتُودِعَه قتيلااً بين كَفيها...ولكَن انخرستْ..تجمدتْ حواسهَا..وهدأتْ ثوره اختلاجَاتها..حفِيفٌ باردً يلُفهـا ...تتعّرى منْ ذاتها بليلةً ظلماء قارصهً ..والبردُ ينخرعظامِها بقسوه..لاتدري مامصْدر تلك البروده التي تحتضنها!! أهي من نافذه الغرفه المترسِب عليها قطراتُ الندى البارده؟ ام من كلماتِه تلك المسمومـه؟! اهي من نظراتهُ الجليديه امْ من فاهه الذي يهْدر بزرعِ جُرعات الوجَع بقلبِها دون زهـدٍ!!
انتشلتهَا من تلك البروده التي كادت تجمدها...صوتٌ دافىٌ اذابَ الجليد بدفى مايرددهْ..كان صوت الاذان الذي صّدح بأن واحــدً من جهازيهما الاثنان، انصتت له بخشوعً وعيناهَا معلقه بعينيه المقابله لها بوجوم..
دقائـق لينتهـي المؤذن وهي تقف بذات الصمت وتتجهه لدورات المياه..
بقـي ينـظر خلفـها بذات الوجـوم..ولم يخفى عليه ألمها المتناثرِ كالشظايا من روامِقـها..لايعلـم كيف صـاغ ذلك الحديث..لايعلم من أيـن استمد ذلك الطغيان والاستبداد...استنكر طلال العاشق ان يتفوه بما تفوهه به من بضعهً دقائق..استنكر البرود بعد ان رسم ذلك العاشق بظلالً وافرهً مثمـرهً من الدفئ والعطاء...من السخاء بالحب كما السخاء بثمرها..ايعقل ان تلك الظلال المثمره قد حّل عليها الخريف!! وقرعت علئ جذورها طبول الحصاد وحل الاصفرار محل خضارتها....تجُف، فتقسَى..فتتساقطَ دفاعاً واحدةٍ تلو الاخرى..وتتعرى الجذور متهالكه بلا ثمرٍ وبلاورقٍ كما تعرى هو من العاشقِ بلا دفىٍ وبلا حنانٍ..تنهـد بضيق وهو يزمُ شفتيه بغضب ويقف هو الاخـر بعـد ان اعلنت عن خروجـها من دورات المياه وقطرات الماء تبللُ وجهها..تجَاهل النظر أليـها وهو يندفعُ لدوره المياه محدثاً دوياً مفزعاً من صوت الباب.... !
،
يتبـع
|