ا ابو مخ بح خالص ولسان مفلوت واااارم وماااالص !!! ما أقول الا عليك من الله ما تستحق وحلال اللي يسويه فيك أرمل طليقتك حلاااال زلاااال عليه والله يقويه وينصره عليك !! وانت عاملي فيها هذا اخوي وما أزعل منه 😒😒😒😒 جعل اخوتك البط ما أقول الا مالت ومالت واتزحلقت وطاحت على نافوخك وتريحنا منك قادر يا كريم !! آااااااااااامين



الله لا يحطـني بمكـانك يافهــد ويلطف بحالـك على هالدعـوه ....ابليـس وازنكم انتي وشيمـو على فهد ومسلطكم عليه تدعون بآخر ساعه من يوم الجمعه... حاسبها صح ابليـــس... شيماء م دعت بس قاعده تحرضكك وهذا مو بصالحها لاقرت بـارت بكره "يقـال اني قد كتبته "
ماعليـنا لا تقرون اخر شي عشـان ابليس م يوزكم علي

روروو رييري ريرتي
عاد لو تدرين كيف حالي وانا اقرا البارت
يختي اولا انا مدمنة عصير عنب وصققيقتي الصقوقة بالكلية تقول الا ما يجيني يوم واشربه منتهي الصلاحية بدون لا ادري ووقتهاا .. 🍻🍺🍻🍺🍻
ثانيا
انا صحيت اصلي الفجر وارد اكمل نوم
صليت قلت ليش ما اشيك عالمنتدى وكذا الا لاقيت البارت
عاد خلصت قراءة ورديت بنفس الوقت وانا عين مفتوحة عين مقفولة مدري وش كتبت اصلا 😂😂
.
.
يعني عزيز ما كان متزوج 😱😱 اجل المخبل اخته من تقلده 😱😱
شكلي بقرا من جديد 😌
المهم
قلنا بندعي ع الفهد لين نعرف شسوى وعقب يصير خير >> ع الاقل عندي ولا ليلو تحقد من قلب 😂😂
امممم
زين انك طيبة مهوب نفسي
ذا الايام ابليسي مقوى وفيني شر الله لا يوريكم 😈😈😈

يســعد مســاكم بالطــاعه..
البـارت بيتـآخر شويتين..
يعنـي على الفجـر ان شـالله ينـزل.... البارت كله محتاج تركيـز وانا كاتبته بيـوم فصعب اني اعطيه حقه لذلك عطوني وقت للفجر ...

كونـوا بالقــرب ....

اوووكيييشنااات .. هذاناا جالسين
عاد بارت هدية ونعترض مش راكبة اصلا
😂

سلام عليــــكم ورحمــة الله وبركــاته

قبل آن نبدآ: لســـت من مــلائكة السماء لاكــون منزهه عن الغلط ...فآن وجـــد بالرواية غلط.. فآن النصح يجــدي
وآلتمســـوا لي سبعـون عذرا ..



لا اله الا الله ،وحــده لاشريـك له، له الـملـك وله الحمد، وهو علئ كل شيء قـدير


لا تلهــيكم الرواية عن العبادات..

بســــم الله نبـــدآ





فاروق جويدة

لا تحزني ...

إن الزمان الراكع المهزوم لن يبقى
ولن تبقى خفافيش الحفر..

فغداً تصيح الأرض .. فالطوفان آت
والبراكين التي سجنت أراها تنفجر..

والصبح هذا الزائر المنفي من وطني
يطل الآن .. يجري .. ينتشر ..

وغداً أحبك مثلما يوم حلمت ...
بدون خوف ...

أو سجون ...
أو مطر ...

..

البــــــ19ـــارت



( إِذْ جَعَلَ الّذِينَ كَفَرُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيّةَ حَمِيّةَ الْجَاهِلِيّةِ*

فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىَ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ*

التّقْوَىَ وَكَانُوَاْ أَحَقّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللّهُ بِكُلّ شَيْءٍ عَلِيماً )*[الفتح:26]
آنهـى تلاوتـه الخاشعه بآيـه السكيـنه تلـك ليغلق مصحفـه ...رغـم مانزلت تلاوتـه على روحه من سكيـنه اخشعت قلبه الا آن رؤيـته لآبنته وهي تقترب منـه بملامح شاحبه وكآن آبنته كبرت عن عمرها آعوام مديـده... توغلـت بتلابيب قلبـه خشية وريبـه مما حـل بها،اقتـربت منـه مسيـره خلف حاشية آلمـها، بملامح هالكـه،آغتصبـها الوجع لسنين مجبره، بوحشـيته وعنجهيته البتـه.. انحـنت على ركبتيـها آمـامه وهي تضـع كفيـها البارده المرتعشـه على ركبـته.. انزل نظارتـه الطبيه وهو يضعها بجانب مصحفه ويهتـف بنبـره متوجسـه وهو يمسح على رآسها بكفه الحانيه :فـرح شفيـك شصـاير؟
هزت رآسـها نافيـه اي مكروه،وارتعاشـه فكـها تلخـص له قصـة بكاء اوشـكت على مشارف بدايتها...آختلاجات حنجرتها لخصـت ٱلمها بحشرجـة بحتها الخافتـه بذبول:ليـش طلقتها!
ارتسمـت ملامح الغضب على ملامحه بآنعقـاد حاجبيه وتغلص جبيـنه المتجـعد،زم شفتيـه كبحـا لضبـط.آنفعاله وهو يهتـف بنبره بـارده آنسـابت معاكسه لانصهار مشـاعره الملتهبه: وبعـدين يافرح متـى تفضينها سيره وتنسـين الماضي وتتقبليـن وضعك متـى!
عضت على شفتها السفـلى بقهر، وخيـبه متوقعـه، ولكنها تسلحت بشجاعتها البته وهي تهمس بآنفعال ونبرة بها من الخيبه اكيال: شـلون انسى شلون وهي ماراحت عن بـالي، *رصـت على اسنانها بيآس وهي ترفع كفيها وتشد بها خصلات شعرها بقهر*يبـه طمن قلب بنتك قلها امك ماهي سيئـه مثل مانتي تظنين ومثل ماكلهم يظنـون..قلها امك بخير وتنظـرك..طمنها بس تشوف بنتك تتعذب ليش ماتطمنها ليـــش.
اغمـض عينيه بيآس تكالب على ظهره حملا فوق حمـلا، وابنته تصر على ان تودع قلبه الى سبيل الهلاك ان آطالت بالعند..تؤذي قلبه بآصرارها..وهي تجهـل مالا تفقه..تقيـده بسـلاسل مـاض عقيم وتسكب على وجعه كآس من حميـم ...نطـق ببحه مستكيـنه بحمم من وجع:وش تستفيدين من مـاضي ماراح ينفعك الا بيزيدك ضرر .
آزدردت ريقها بعبره مكتظه وهي تمسك كفه الحانيه وتشد عليها بآنهيار مصاحب لنبرتها الممتلئـه شهقات مسـانده لحرقة آحرفها:امي شسوت يبه شسوت ليـش نفيتها ليش حرمتنـي منها، ليـش بخلت علي حتى بريحتها ، وش سوت! ليـش الناس مارحموها وجالسين يتكلمون عنها لليوم ليـش محد رحمها وقال مـاضي، وانت ليـش مارحمتني وخذيتني لها وقلت مـاضي، وقف بآنفعال وهو يدور كآسـد ثائر ، دون بصيـره، دون سبـيل ...بات غارق بوحل لا مفر منـه بعد ان آضـاع سبل الهدايه بضياعها وطغى عليه ظلمات سبل الظلال بظلمها ...هل كان منك آيا آبنـتي ان تضيعـني مجددا بي غياهيب المـاضي الحرق بدلا ان تنتشليـني من مستنقعه وتعفيـن عما سلف!...فرك جبيـنه المعرق بجـهد وهو يهتف بحدهه رقيقـه : ليـش مصره تعذبين نفسك وتعـذبيني؟ ليش مصره حتى امك بقبرها تعذبينـها بتنبيـشك في مـاضي ماعطانا الا الاوجاع..
دارت تحت احتلال ثورة براكيـن غضبها وهي تهتف بآنفعال بـاكي : انا بعد ابي اذوق هالوجـع انا بعـد ابي آقاسمكم وجعكم ..الى متى تبيني اضل مثل الاطرش بالزفه ..انا كبيره ومن حـقي اعرف ليش خذيت امي مني.نظر اليهـا بحـده وعيـناه وسط تجمـهر شرر غاضب واحمرارها آثر انفعال حمم غضبه: منـتي بكبيـره بعدك ع هالاوجـاع طفله..صدقيـني جالسـه تضغطين على نفسك بدون فايده ..للاسف ماعندي شي اقوله
وقفت مقابله بجمـود ..وآنظارها بعينيه شاخصه مرهقه ..وبلمح البصر جثت على ركبتيها وهي تتشبث بثوبه بيآس ونبرتها المنتحبه بتعب اعتلت مسامعه كسهام اخترقت قلبه :الطـفله تبي تكبر بحضن امها رد لها امها
ابيها ..انت ماتحـس شلون قضيت هالسنين بحرمان وضيم! ماتحس بوجع بنتك يابـوي..هو انت ماجربت اليتم! شلون تيتـم بنتك وامها موجوده..ردلي امي يبـه وعهدن علي انسـى المـاضي بس انت ردها
انحنـى اليها بهـم شاخ وهرم بحناياه ...ارتوى طيلة حياته بعلقم وقهر ..وتهدمت صروحه وقواه طريحة الالام العجاف..ربتت على ظهرها وهو يضمها وسط تنـاهيده العاجزه عن البوح: شـلون تصدقين انها ماتت..والله العظيم يابوك انها ماتت و ماعاد ترتجي منا الا الدعاء...
ابتعدت عنه بآنهيار متهالك ..انهيـار دون انفعال بحواسها..لا بل انفعال داخلـي بذاك القابع بيسارها...تهز رآسها بعنف...ونشيــج خافت يتمـرد بين الحين والفيـه من حنجرتها تحاول كبحه بكفها المرتعشه وبنبره مترجيه متوسله:لا تحـلف تكفى لا
كل ماسالتك وين امي تقول ماتت بس م تحلف..ليش هالمـره تحلف ليــــش ..يبه تكفى لا تحلف اكذب علي تكفى بس نبرتك ذي لا تعيدها ..ليــش احسك صادق فيها غير عن كل مره *تصاعدت وتيرة حنجرتها بآنفعال اقسى من ذي قبل *يبــــه عليك الله لا تحـلف ولا تعيد نبرتك الصادقـه ذي ...كذب علي عـادي مسموح بس لا تحلـــف *انخفظت وتيرة صوتها لهمـس اقرب لليآس والتعب* اسفه والله اسـفه معاد بفتح هالسيـره ..انا بنسى هالسالفه وانت ماراح تحلف مره ثانيه ..انزين خلني بآوهامي خلني ارسم آمالي واني بيوم بآلاقيها ..بس تكفى عشـاني بنتك لا تذبحـني ...آنهارت بضعف وهي تسقط رآسها بضعف على رخام الصاله الصقيعي وتضج بنشيج باكي وشهقات تطمرها بكفها شديده الاحمرار وبيآس صاحت منتحبــه :آبــي آمـــي ..يمـــــــااااه
اقترب منها وانتشلها من على الرخام واحتضنها عنوه وهو يغض نظره عن منهم خلفها كي لا تتضـح لهم دموعه التي تساقط مسانده لانهيـار ابنته:اسف ياروح ابـــوك اسف...تكفين بس ارحمـي هالشيبات اللي براسي..ارحمـي ابوك وقلبه تراه جاه من الوجع مايكفي ويزيد
ازاحت وجهها عن حضنه لتقابله وجها لوجهه،وهي تهتف بخفوت متوجس والدمع يسبـح بفضاء وجنتيها : يعنــي امي ماعاد بشوفها ..ولا اشم ريحتها..معاد اضمها؟؟؟
حاول بكفه ان يمسـح بقايا دموعهها التي بتساقط متزايده وبمواساه مرهفه:بالجــنه ...بتشوفينها هناك اذا ربي كتب ...
اكملـت بنبره تربعت على عرش الالم مكلله من خيبه ووجع، اكملت وكآنها تحدث نفسها بنفسها متجاهله ردهه: آمي ماتت!! بس هي ماتت والله *نظرت اليه بنظره تائهه كالطفل * ياويل قلبي منك يبـه علقتنـي بسراب طوال هالسنين ياويله منك..*وضعت كفها على قلبه وبخفوت * ليش قلبك قاسي؟ حرمتني من شوفة امي وهي ميته... بخلت عليها ابكي عليها واوقف بعزاها... كنت متآمله انها عايشه.. لاني قـ ـلت ..قلت ابوي مو قاسي لدرجه انه يحرمني شوفتها وهي ميته..بس ماتوقعت انه قلبك قاسي تجيني بدم بارد تقول امك ماتت انسيها وتروح.. توقعتك تكذب ..قلت امي زعلته اكيد بس مصيرههم يتصالحون ..انتظرت يبه شهر شهرين سنه ...وهذي هي خمـس سنين وش اللي سوته يومك تدفنها منبوذه ..وش اللي سوته عشان تحرم عليها بكاء بنتها ودعواتها..
*ضربت صدره بكفيها بآنفعال*خمـس سنين ادعي ربي يجمع بيني وبينها
خمس سنــين يبه وهي مدفونه تحت التراب مادعيت لها بالرحمه ...كنت ادعي ربي يحمعني فيها ...بس بسبتك بخلت اقول الله يرحمها..ماصدقتك لانك ماكنت صـادق..عيونك كانت تبطل كلامك يومها ..والله العظيم ماكانت نبرتك صادقه يومها لـــيش اليوم تصدق ليــش ليــش
كنت خليتني اغرق اكثـر بآوهـامي...كنت مرتاحه يبه والله اقلها ماطحت من عيني . ثقل لسـانها ...وتهاوت انفاسها بهواده ...تنهدت بعجز..لتقف بتخبط روحـي...ورعشة حواسها تواسي تخبط آوجاعها بآختلاجاتها...
لم تكتـرث لوقوفهم خلفهـا ..ولم تبـالي لتعثرها بخطواتها التائه..تود ان تشم هواء...فآوكسجين الصاله لم يعـد يسعفها.. خرجت لتقف بباحة المنزل الواسعه والتي تتوسطها اشعة الشمـس الملتهبه...تهاوت على عتبات السلم بخيبه والشمس تنخـر عضامها....التحقـا بها الاثنان بشفغه وحرقه عليها ..كان يحاولا اسنادها ولكنها منعتهما وهي تبعدهما بذراعها ليهمس متعب برجااء:فرح وانا آخوك ارحمي حالك وارحمي ابوي ..رفعت طرحتها وهي تلفها برجفة اناملها وتحـاول تثبيتها حول فكها المرتعش متجاهله الخوض بالحديث معهم ،نظرت خلفها وهي تراهه يقف على الباب وينـظر اليها بهدوء...تنـظر اليه برجاء مرهق ...تستحثه بنظراتها المتوسله ان يفهم شفراتها ويآخذها من هنا..فلا قدرة لها على القول... وكآنه فهم عليها وهو يقترب منها ويضع الزائد من طرحتها ع وجهها ويقودها بخفه خارج المنزل مشد على يدها بمسانده وكآنه يخبرها بقربه..كان متآكد كونها ليسـت بخير..منذ وصولها لمنزل عمه ...دلف هو للمجلس برفقة اخوتها ..بينما هي اتجهتت لداخل .. لم يمر على دخولها لداخل سوا بضع دقائق...لينتشـله وتيرة صوتها ....كما انتشلته يوما ما بموقف مرادف لهذا...لم يكترث بحرمة المنـزل وهو يدلف مع اخوتها لداخل بفـزع ...لتلجمهم ..وتجبرهم على الانصيـاع لانفعالها دون تدخل منهم...كانت تصـرخ..طفلتـه كانت تكتم بكاءها الذي يتمـرد بنشيج مكابر..
تنفعـل تـاره وهي تفض حمم من آلم من بركة آنينها ...وتاره تنتحب وترتجـي تطلب آمها...وتكتـض بحيرتها السوداء بدم الابرياء...

'

'
مكــه..اطهر بقـاع الارض.. يشتاق لها الفؤاد المتيـم، وتهفو اليها الارواح متعطشه ..لترتوي برحـاب مشاعرها ... وتتنبـثق منها الطمائنيه على قرار القلوب الخائفه من خلف تلاوة الشيوخ الخاشعه اثناء الصلوات،وتبلل جفـاف ريقها من مياه زمزم الذي تفجر من آراضيها الطاهره.. و التي تملآ منها كآسها الان المتشبثه به كفها البارده وهي تقف على شرفة جناحهم المطـله على سـاحة الحرم المكي، وانظارها معلقه نحوهم تحت اشعة الشمـس يستلقون بآريحيه.. آمرآه تسقي آطفالها وترش على رؤسهم من ماء زمزم الموضوع بكل بقعه من بقاع الحرم المكي..وكهل يمشي على عكازه وحيد ناشدا الدخول للبيت العتيق ...وآطفال ينشدون التكبيرات شجنا وفرحا خلف ابيهم ولباسهم الاحرام ..اغمـضت عينيها وراحه تدغدغ قلبها الذي يجهلها من ذي قبل..لازالت تشعر بغرابة مشاعرها..حتى انها الان تجهل نفسها ان كانت تسكن الواقع او الخيـال ..هـي هنــا! بمــكه! وآي مكانة باتت بها هذه البلاد ؟! ...وأي حــب ٌ لها سكـن الفــــؤاد ؟! واي شجـن عزفت به من الرحمة ببقاعها آوتـار؟!..وآي بقـعه بقاعها خلــت من حمم وخبث الاشرار؟!...هي هنا بمكـه! منذ خمسـة آيـام...لم ترتوي..لم تكتفي..حتى انها تخشى الوداع ومغادره ارض الرحمن..ورمز الايمـان... تخشى البعاد عن ارضها وهي التي آعادت الرغد للوجدان... وصنعت من يآسها آمل مشرق ومن الراحه بستان... آستذكرت اول يوم قضته هنا...اول ماخطت قدمها الحرم ورآت الكعبه آمامها ..ضخت عروقها ..وجف ريقها..واختلجت حواسها.. وقفت لبرهه من الوقت..نظرت له وهو يرتدي الاحرام ويشد على كفها كي يكملا السير منعا للازدحام..كان قد علم حينها بآنها تسير بلا هواده منها او وعي..رآت الكعبه وتدفقت انظارها وحواسها نحو الكعبه ..لم تلتفت حينها لاحـد ولم تنتبه لتزاحمهم بالقرب منها..خطاها تسيرها لن تقف...اثنان وعشرون عاما ممسككه عن القرب منها ...اثنان وعشرون عاما ..تتجرع الحرمان وترتوي من علقمات اشكال وآلوان...لن تقف لاحد...لن تسمح لهم بآن يبعدوها عن بيت الله،هي تقترب منه الان!! لم يبقى بينها وبينه سوا بضعه آقداام ..اجبرها ان تقف وهو يخبرها انهم لابدا ان يبدآن بالعمره ..هزت رآسها وهو يجرها خلفه وانظارها من خلف خمارها للكعبه فقط...لاتدري ماذا يهمس وماذا يخبرها...لم تنتبه له وهو يرفع صوته بالادعيه كي تردد خلفه...انظارها للبيت العتيق* الشـامخ امامها..رجفه تدب بآوصالها..رهبه تحيط بها وهي ترا عظمة الكعبه وعظمة رؤيتها عن كثب...ترتطم اكتافها بالاخرين دون ان تستشعر ذلك او تتآوه آلم..تمـشي خلفه ممسكا بها جاهله عن ماذا تفعل الان...كل ماتعلمه انها بكل شوط تقترب من الكعبه ..فكونها مع بدايات الفجر تخـف فيها الزحام...بالشوط الخامس لم يبقى بينها وبين الكعبه سوا بضعه اشخاص..لم تحتمل... صامت اعواما واعوام تكفي..لن تصبر ماتبقى من دقائق ...افلتت يداها يومها بنشوه وهي تقترب من الكعبه لتجثو على ركبتيها وتتشبث بجدارها ...آختلطت عبراتها بزخم من الشهقات المنتحبه ...بكت ..وكاد قلبها ان ينفطر يومها..بكت
ضـعف ..انهيار ..ويآس...بكت طفوله وشباب وحياه ميؤسه...بكت خوف ورجاء ..بكت خشوع وذلا ورهبه وخشيه وحسره ..لم يتآثر هو قط..فقط اشفق عليها احد الشيوخ الذي يقف بجانب الكعبه كي ينهي البعض عن التبرك او اي فعل خاطى رق قلبه لبكاؤها وهو :استهدي بالله ياحاجه وفري طاقتك لاكمال عمرتك.. ماراح تقدرين تكملين عمره وانتي بهالحاله. اقترب منها احمد الذين كان يقف بجانبها وهو يرفعها عن الارض ويسندها بذراعه وبهمـس:بتتعبين اذا بكيتي كثير وماراح تقدرين تكملين* نكمل ولا تروحين ترتاحين؟هززت رآسـها بنفي وهي تحثه على اكمال العمـره...انتهى طوافهم وبدؤ بالسعي والراحه شيئا عن شيئ تقترب وهي تداعب قلبها كنسيـم بارد ...انتهت من عمرتها وهي ترتوي بظمآ من مياه زمزم ...تشرب بنهم...وترش نفسها بنشوه...لعلها تستفيـق ان كانت بحلم ...فلذته انهگت قلبها ..عادت لواقعها وهي تسـمع همسه :بيآذن الظهر الحين ..تنزلين الحرم معي؟
التفت اليه بآبتسـامه وهي تهز رآسه حمـاسا:اكيد بس اوضي والبس عباتي...ابتسم هو الاخر بصمت ...مابدر منها اول ليله هنا شرخ قلبه وتآثرت به حواسه..ليمدد جلوسهم هنا وهاهي خمسه ايـام ولازال يرا العطش واللهفه بعيناها للحرم ..منذ مجيئهم وهي تقضي اليوم كله برحاب الحرم..دون آعتراض منه ..فمن له القدره على الاعتراض واللهفه تتدفق من عيناها...نظـر اليها وهي تهمـس بخجـل :احمد ممكن طلب؟
نظر اليها بترقب وهو يشير برآسه:آمـري ؟
تلعثمت بآحرفها لتهمـس آخيرا:ممكن يعني اذا مافيه مشكله بخاطري اسوي عمره ثانيه ..الاولى كنت جاهله فيها م احس اني اعتمرت ..
نظر اليها بصفاء لينطق:آبشــري اليوم نروح ونحرم وبعدها نعتمر ولا يهمك..

'

'

'

تنطـوي الايـام يوما خلف يوما ،بينما هي لازالت تنطـوي علئ حزنها على سريرها الاثيـري...بعد تلك الخمس السنوات والتي كانت تُمّلـي عليها بآمال واهنه..هاهـي تقيـم عزائـها بمراسيم الحزن الوخيـمه،يالاسخـريه؟!..
هل تبكـي الان ؟! هل تنـوح؟! هل ترثي حالها؟! بعد خمـس سنوات تشعر باليتـم ؟! وتشـرع في عزاء متآخـر ..بعـد ان جف قبرها..وواصبحت عظامها رميم! ..ربااااااه انت وحدك تعلم بآني اقف على ناصيه آمـل متهالك.. وآني الان اسقـط جاثيه منكسره ..فآربط على قلبي ..رباااه انت وحدك آعلـم بوقوفي بآناء الليل ودموع السحر...متمسـكه بركـام آمـل اصـبح بيني يدي الان حطام..رباااه انت وحـدك تعلـم وهم لا يعلمون.. حزن يتكسع بخيلائه حولها.. ونشيـج يلف عبراتها...ملامحها تتوشح بسواد اليآس والكربه... تضـم ساقيها بذراعيها،عائده برآسها للخلف..وقابعه وسط قوقعه ذكرياتها..
تسـلل الضوء من خارج الغرفه ليطل هو بظله الذي انعكس على جدار غرفتها المظلمه،انآر الاضواء بالغرفه، نـظر اليها لوهله وهو واقف وعيناه تشـرع بتشخيص حزنها النرجسي،ملامحها الشاحبه،دموعها الساكنه، تسـكن بجناحها منذ ذلك اليوم ..وهي تدفـن نفسها بحداد حزنها كبرت؟!! ايكذب لو قال بآن طفلته بآسبوع كبرت؟! الحزن يشـيخ بملامحها..والدمع يهرم على وجنتيها..والفؤاد بحرقه يرثي ملامحها
يود ان ينزعها من جذور الحزن التي تتوغلها... ويزرعها بجفونه
يحامي عليها برمشـه.. ويدثرها من الحزن وكروبه...ترتكبين معصيه بحرمه عينيك.. آيـاك والخلود فيها..فآن استغنيتي عنها يوما فآنا المتيـم بها...اقتربي مني وانزعي ثوب الحزن ودعيـني اخيط لك ثوب بآلون الفرح ..يغار منه قوس قزح... اطمري الماضـي واقبلي ٳلـي واعدك ببناء مستقبل زاهــي،آنا وانتي وهو، وضيفنا مدى الزمان الهوى..
تقدم بخطواته المسيره ليجلس بالطرف الاخر من السرير بصـمت..
هو يعلـم بآنها لن تتكلم.. وواثقا بآنه حتى وان تحدث فجوابه الصمت منها
ولكن همـس لفـح سكون الغرفه البـارده وارتد على مسامعه طعن شكوكه :الاقدار تعاندنا* ؟
نظر اليـها بآستنكـار..لتكمل وانظارها بالفراغ: انتظرتها خمس سنين ولا جات بس الحين ببكيها يمككن القدر يعاندني وترجع..
همس بنبـره غريبه على مسامعها: فـرح
قاطعته هامسه بذات الخفوت: تحسبني انجنيت؟ *نظرت اليه بملامح خاليه من الاحساس*ماانجنيـت تطمن بس هذي الحقيقه اللي اشوفها
زم شفتيه وهو يتنهـد :مادري وش اللي صـار وووصلك لهالحاله بس ترا غلطانه وآوجعـتي ابوك وهو مايستاهل.
فـرح بقهـر : مايـسـتاهل؟! وامي بعـد ماتسـتاهل..وانا بعد ماآستاهل
طـلال : محـد منهـم طلع ربحـان من اللي راح ...لا تزيدين خسارته وتخسرينه انتي بعـد
فرح بآنفعال: خلاص انا الغلطــانه...انا ،وهو ماله ذنب...وحتى امي غلطانه وكانت تستاهل انه ينفيها..خلاص اوك هو الصح وحنا غلطانين
طلال بحـده:اللي تتكلمـين عنه ابـوك احترمي اسمه على الاقل
فرح بقوه:مو شغلك انا وابوي ننجاز مو شغلك لا تدخـل ..ماتحس بالقهر اللي فيني عشـان حضرتك تتكلم
طلال بقوه وقهر: مو لآنك ماتدرين وش القهر اللي تتكلمين عنه ولا عمرك ذقتيه...لا تقولين انك ذقتي القهر، ماذقتيه !!اللي ذاقه ابوك، تجرعه لسنين ماهو بيوم..بس بعزمه وايمانه ماتكور على نسفه طول هالسنين تحامل عليه وقف يكافحه وهذا هو ماتنام له عيـن وناقصكم شي ..لاتجحدين ابوك محاسنه عليك اكبر من اللي انتي فيه الحين..لا تقابلين حبه لـك بجحـود ونكـران ...
فرح بآنهيـار عصبي: لا تدخل بيـني وبيـنه ..مو شغلك مو شغلك
طلال بغضـب وقف :قلعتـك ..ارجعي لحزنك وعيـشي بالسواد اللي رضيتي فيه..اللي امثالك بالحياه يستاهلون لانه سبق وقلتلك ماعندك ايمـان بالله..وش ارتجـي منك وانتي حتى لنعم ربي جاحده...
ابتعـد بآنفعال غاضب ليطفى الاضواء بغضب كي تعود لحالتها اتجهه للباب ليخرج ولكنه شهقاتها المنتحبه هزمتـه وهو يقف بمكـانه مغمض عيناه بشده ..تنهد بقـله حيله وهو يعاود الرجوع اليها...
رفعت انـظارها وهي تراه يعاود الرجوع لها ومن بين نحيبها وبنبره مبحوحه تتقطع بحده بسعال من اقسى جوفها وكآنها تحتضر من شده بكاءها :روح شتبــى خلـ ـ ـــني اعـ ـيـ ـش بجـ ـحودي شعليك مني روح مالكم شغل فيـني انا راضيه مابيـكـم ابـي امـــ ـ ـ ــي بس يمـ ـ ـــاه
انتشلها بقـوه وهو يزرعهـا بحضنه بتملكك ...حتى حزنها يغـار ان تختلـي به سيشـاركها ايااه لن يسمـح لها بالخلوه معه..همـس بهدوء :تذبحـين نفسـك والنفـس امانه ربي عندك لا تآذينها..
تشبثت بقميـصه بقوه وسط نحيبها الممتلئ عبرات وسعال يعصر آحشائها بقسوته..من حيـن دخوله عليها واقتحامه مراسيم حزنها...اخذت تلقي على عاتقه مايسحق قلبها..اخذت تفرغ انفعالها عليه..ولكنه خيب هقواتها وهو يوليها ظهره ويهم بالخروج ومغادرة عالم احزانها وهي خلفه سجينه...لم تحتمل رؤيته يذهب ووساويسها تخيـل لها بآن الكل يتخلى عنها وهو منهم...لذا انفجرت بنحيب وبكاء كبتته لسنوات كانت فيها وحيده .. .هتف بهدوء :وش بيفيـدك الحـزن علميني؟!


يتبـع..