كاتب الموضوع :
روعة النسيان
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: آنـي آرى العمـر بعينـيك مغفرة، قد ضل قلبي فقل لي كيف آهديه؟
'
'
'
لايزال على الهاتف معها ،بعد طلبها ان لا يغلقه، آخبرها بوجـوده امام باب الغرفه ،لتهرول لفتح الباب وتلقي بجسدها عليه بعد ذعرها الذي عايشته منذ قليل..آستقبلها بيـن احضـانه برحابة صـدر، ضممها لصدره بقوه وهو يستشعـر رجـفة جسدها والتي لا تواري رجفه قلـبه الان مثقـال ذره:مــافيه احـد خلاص هــدي.
دفنت رآسـها اكثـر بصـدره ليخرج صوتها مكتـوم :بلى كـان فيه احد موجـود.
رفع رآسـها بين كفيه الغليظه وبنبره حانيه : دورت بالغرف كلها م فيه احـد ..انتي متآكـده سمعتي احد موجود؟
جوري بخـوف ونظرات تائهه اخذت تشـير بكفيها ع مقبض الباب:والله شفته يتحرك وحتى اسـمع شـوشره برا بـس مانتبهت لاني كنت مقفله البـاب.
فيصـل بآبتسـامه لتلطيف الجو:عـاد وش هالحرامي اللي يجي الصبـاح بعدين من وين دخل باب الشقه مقفول !!
جوري بخوف تشبثت بذراعه:يـمه فيصل تكفى كلم الشررطه،اكيد متخبي ماراح.
فيصـل بتمثيل وهو ينـظر وراها وبخوف مصطنـع:جـوري وراك..
قفزت فزعه وهي تختبى بصـدره مغمضـه عيناها بقـوه :يـممممه
فيصـل وسـعاده تنتشـيه بقربها :ههههههه ي مجنونه هدي م فيـه احد
ابتعدت عنه بآنفعال غاضـب: شـلون يعني تكذبني والله كان فيه حد يحاول يفتح البـاب
فيصـل وهو يكتم ابتسـامته:طيـب دورت بالشـقه كلها م شفت شي..
جوري :ابي ارجع السعـوديه المفروض غ...بترت سيـل كلاماتهاالحانقه بصـرخهه وهي تشيـر خلفـه ..آلتفت بخـوف تبعه بهــدوء ومن ثـم ضـحكه طويـله جعلت جوري الخائفه تقف بذهـول انتشلها منه نبـره مستنكـره وذاتها غريبـه على مسامعها: What's up Does my face all laughter"مالامر هل بوجهي مايستدعي الضحك "
فيصـل بآبتسـامه وهو يقترب منها: Oh lady here, really good to have you back
"اووه سيـدتي هنا ..حقا سررت برؤيـتك مجددا"
...انحنى وهو يآخذ الاكيـاس التي تحملها ليضعها علئ طاولة آمامه ،نظر لجوري التي تنظر بآستغراب وعيناها تلتهم العجوز الواقفه آمامها بتفحـص ..هتفت العجوز وهي تخلع معطفها وتنظر لجوري بتساؤل: Tell me if this girl"قـل لي اذا من هذه الفتاه"
آشـار بكفه لجوري الواقفه آمام باب غرفتها : My wife Jory آشـار لجوري بالاقتراب:السيـده ماريا.. صديقه عزيـزه علي..
السيـده ماريا بتساؤل ماكر : If those are your pet that she told me about her days"اذا تلك هي محبوبتك التي ٱخبرتني عنها يوما"
فيصـل بضحكه: Yes she is, baby can't you see happiness in my face
"نعم هي ياسيدتي الم تريـن السعاده بوجهي "
مـاريا بسعاده : Of course I see my congratulations to you, son"بالطبع آراها تهانيي لك يابني "
جـوري بحـنق :انتوا وشتقولون متآكـد تتكلمون انقلش ؟ ومن هذي اصلا ؟
فيصل بآبتسامه جلس بجانب السيده ماريا: هذي الله يسلمك جارتي ومعها مفتاح لشقتي تجي كل يوم تنظفها وتطبخ لي تعتبرني بحسبة ولدها،وصديقتي الوحيده طوال هالسنين ..
جوري بآستغراب: جارتك وتو اشوفها ؟ وينها بنكمل شهر هنا وتو شفتها
فيصل:كانت عند ولدها بالمكسيك.. والظاهر تو جات اليوم
جوري بتوجس: يعني هي اللي كانت بالشقه!
فيصل بخبث: لا تو جات اللي كان بالشقه شكله حرامي
تآففت ماريا لعدم فهمها للغتهم لتهتف بضجر وهي تشير للاكياس: Came here a while ago and you were gone so I went down to buy vegetables to cook lunch I thought you're still lonely"آتيـت منذ قليل ولم آجدك لذا نزلت لاشتري خضروات لطهي الغدا ظننت انك لازلت وحيد "
فيصل ببشاشه: Thank you Maria is no longer need for cooking food for me, my wife will do so "شكرا لك ماريا لم يعد هنالك داعي طهيك الطعام لي فزوجتي ستقوم بذلك "
ماريا بمداعبه: Now no longer like my cooking if"الان لم يعـد يعجبك طبخي اذا "
فيصل بضحكه: No, but don't mind renewal"كلا ولكـن لا مانع من التجديد"
التفت لجوري التي تنظر اليهم بعدم بفهم:بعض العرب وعدونا بكبسه ، وشكلهم نسوا منها.
زمت شفتيها بحنق:آخيـرا تكلمت زين..وجع م فهمت من كلامك الا نو ويو وطقتها
ضحك بخفه ليهتف بآستنكار باد على ملامحه: ليش وين دراستك بالجامعه حاسب يعني اغلبه انقلـش.
جوري بحرج : عااد اعرف مصطلحات انقلش متداوله بس مو كذا مرا مرا افهم واتكلم انقلش.
فيصل: والله مشكله لازم تعرفين خصوصا انحن بنجلس هنا فتره شرايك ادخلك بمعهد ؟
جوري بتنهيده: مابى ابي نرجع السعوديه متى نرجع؟
فيصل بقهر :لهدرجه مانتي قادره تستحملـين العيشه هنا عشاني ؟
جوري ومزاجها سيء للغايه لتقف انذاك وببحتها القاتله: ماني قادره اتآقلـم هنا ، شفت من شوي لو كان احد بالشقه جد وآذوني وانا بعيده عن هلي محد راح يساعدني وانت مو موجود
فيصل بهدوء وهو يشتت انظاره عن النظر اليها :الدنيا مو سايبه كذا وبعدين ماريا اللي كانت بالشقه محد عنده مفتاح لشقه غيرها..وتآكدي انه م راح يضرك شي وانا موجود حتى لو كنت طايح من عينك مثل ماني شايف.
جوري بتعب والدمع ينسـاب بآريـحيه على وجنتيها: لا تفسر كل شي على كيفك..كل مافي الموضوع ماني قادره،احس بخنقه وانا بعيده عن هلي..مشتاقه لهم حيل، ماقدر اصبر على فراقهم
هرولت لغرفتها وسط ضجيج بكاؤها الذي فطر قلب ذالك القابع على الاريكه وينظر بسكون لمكانها الذي كانت تقف فيه هتفت ماريا بآستنكـار شديد: What happened between you"مالامر،مالذي حصل بينكما؟"
فيصل بهدوء: Don't worry about Maria nothing important"لاتهتمي ماريا ،لاشيء مهم "
هـزت رآسـها بصمت وتفهم لكونها مشاكل زوجيه لا شان لها بها وقفت وهي تودعه وتذهب لشقتها المجاوره لشقتهم...
'
'
صرخ بآنفعال :لجيـــن ي زفت لجيــن
هرولت من الاعلى بتآفف: هـــاه شتبي
عبدالعزيز بغضب:هويتي ببير،انزلي اشوف
نظرت اليه بتوجس وهتفت بهدوء:شتـبي!
عبدالعزيز وهو يحاول ضبط اعصابه:انزلي هنا قبل اجي واسحبك من شعرك.نزلت وسط غرابة آنفعاله، ولا تنكـر الخوف الذي دب بقلبها
عبدالعزيز وهو يراها تجلس مقابله :ممكن افهم الحركه الوقحه اللي سويتيها في الرجال وش مبررها؟
لجين بهدوء:اي حـركه؟
عبدالعزيز بصوت مرتفع:انتي ماتستحين وانتي مفشلتنا قدام الرجال
خرجت امه من المطبخ وخلفها حنين :خير يمـه شصاير؟
عبدالعزيز بغضب:اسالي البزر بنتك وش مهببه من وقاحه هالمـره.
حنين بهدوء اقتربت من لجين:وش مسويه؟
لجين بحنـق:ماسويت شي جاي يتهمني على غير سنع.
عبدالعزيز بحـده:ماسويتي شي! وانتي بكل وقاحه سبحتي الرجال بكاس العصير وطاردته.
ام عبدالعزيز بآستنكـار :وشو؟
عبدالعزيز بقهـر:يمـه بنتك ذي مو وجهه زواج ورجال وانا داخل الا حمد خارج وهو كله على بعضه مبلل بالعصير لما سالته كان معصب وقال الهانم بنتك طردته من البيت .
لجيـن بآندفاع :يستــاهل مح ...
بتر كلامها بصرخته وعيناه تقدح شرر:انكتمــي لاتبررين فعلتك ، منتي كفو حد يعطيك وجهه،رجال متحمل غثاك وبثارتك مفروض تحطينه فوق راسك مو تاخذين اهتمامه مسخره وتمسخرينه ع كيفك .
حنين بقهر:لجيـن ممن جدك طارده حمد من البيت؟
لجين بكت وهي تصغي لتوبيـخ امها القاسي:وبعدين يالجين لي متى؟ متى بتخلين عنك هالمسخره وتعقلين متـــى ؟ شلـون تتجرآين وتطردينه من الييت وتقلين ادبك عليه؟
لجين بآنفعال بـاكي:ايه احسـن يستاهل ،طردته وكبيت فوقه العصير وتكلمت عليه لانه يستاهل
عبدالعزيز اقترب منها وهو يهزها بعنف:ليش شسوا؟ اذاك؟ سوى شي غلط؟ تكلمــي
ابتعدت عنه بقوه:لاا بس دايم اقوله هلك لا يتدخلون فينا بس هو غبي شخصيته ضعيفه كلمه توديه وكلمه تجيبه من امه وخواته
عبدالعزيز بعصبيه:وش دخلك فيه وفي هله بحريقه شعليك فيهم؟
لجين بقهر اخذت تدور بالصاله :مهم مخليـني بحالي ،كله يقهروني ويدقون بالكلام ولما اقوله يقول لا هلي معهم حق وهلي وهلي جعله فحريقه هو وهله.
حنين بتوبيخ :لجيـن وجع لا تدعين عيب زوجك وهله احترميهم
عبدالعزيز وهو يحاول كبح غضبه:وتروحين تهزئينه وتطردينه عشانه ما يبي يتمشكل مع هله!
لجين بقهر: عقلي مو صغير لهالدرجه وبعدين مالكم شغل هالشي بيني وبينه وارد واقول يستــاهل
ام عبدالعزيز: شوفي يالجين من اليوم وطالع احلمي تشوفين حمد لين يحدد زواجكم وان هون عن الزواج فبيض الله وجهه لانه جد ماتستاهلينه
اتجهت بعد كلامها للمطبخ ، بينما لجين اخذت تشد شعرها بقهر وهي ترآ تكاتف آهلها معه ضدها، لازالت محقه بما فعلت ، هو يسـتحق حقا الاسوا من ذلك، لما لا يستوعبون ذلك ، التفت لهم وهي تصـرخ بآنفعال باكي
لجين: من قال اني باقي ابيه ،ابي يطلقني الكلب لاني ماعاد ابيه
عبدالعزيز بعصبيه: ياليته يطلقك لانك مو وجهه زواج بزر حقت مشاكل وعناد بس
لجين بقهر: مو شغلك عزيز لاتدخل فيني بحريقه انا بحيـاتي لاتدخل
عبد العزيز بسخريه: هذا انتي مثلك مثل غيرك لا لقيتوا اللي يحبكم كبرت روسكم بس نهايتك صدقيني مثلها منبوذه وتذكري كلامي.. هرول لغرفته بمزاج لا يسمح بالنقاش اكثر..وقتذاك هتفت لجين بحنق وصخب صوتها قد وصل لمسـامعه وهو بالاعلى: يقـارني فيها! ليـش هو حـمد كان مثله في يـوم! عشـان اوصـل لمواصيـلها..يظ...
حنين بصرخه صـارمه وانحيـاد تام:لجيـن خلاص لا تنبشيـن باشياء مالها داعي..خلاص غلطتي اعترفي بغلطتك وانتهينا .
لجين بقهر :ماغلـطت ..هو الغلطـان ويستـاهل .
'
'
'
مسـحت آخر دمعه تمـردت على وجنتيها، لتعلـن مقلتاها عن الاستسلام للجفاف بعد غيث تسـاقط بكرم ، بقـي قلبها لازال رطب غارقا بسيـل من الاوجـاع، لا تعلم لمابكـت!! هل من شوق لوطنها كما آدعت! ام من فرط دلاله لها مقابل نكران قلبها الاشر! ام من اوجاع تكالبت على عرين كبريائها ليقارب على شفا حفره من الانهيـار وسط وحل غرق ! آخترقت رائحته حاسه الشم لديها وهي تلمـح ظله ينطبع على رخام ارضيه الغرفه المظلمـه، رائحته التي باتت تسكـنها ، وتستدل بها بصيرتها ، تراه يقترب وهو يـرفع ستـار النافذه لتندفق ٱشـعه الشمس لزاويا الغرفه البارده كبرودة قلبها ، وقفت متحامله على آلامها على موعدا باللقاء بهـا حين تختلي بنفسها مجددا كما اعتادت ، كان قد آقترب منها انذاك وهو يرسم بآقدامه دوائر يجهل معناها تعبيرا عن جهلـه عما سيقول ، تنهد وهو يتلقى جواب صمته، صمت مرادف منها، رفع آنظارها اتجاه وجهها الحزيـن وهي تخفضه للاسفـل بترقب لما سيقول، زم شفتيه آخيرا وهو يزدري ريقه وبتساؤل حنون:ليـش تبكيـن!، صمت مترقبا لاجابتها التي جاءت صادمه له وهو يراها تحاول كبح شهقتها التي آنبثقت متمرده من بين شفتيها، لتندفع ورائها اثنتان وثلاث، مجددا انهـارت قوات محاجرها وهي تسكب بسخاء ، كريات الدمع مجاريا لاختلاجات عبراتها وتزاحم زخم الشهقات بحنجرتها، الرد جاء صادما لها ايضـا، حاولت مرارا ان تسيطـر على فيضان مشاعرها الذي انهـار بعصيـان، ولكن محاولاتها باءت بالفشل وهي ترا شهقاتها في تزايد منـدفق و دمعها قد تطاول على وجنتيها ليتجاهلها ويسقـط تمـردا على رخام الارض الصقيعيه ، تلاشت الرؤيه لديها ولم تنتبه لكونه اقترب منها اكثر الا عندما ارتطمت بحضنـه الدافى الذي جاء معاكسـا لمقاييس البروده الصقيعيه برجفه جسمها ورخام الارض ، ليمتص به شحنات حزنها السالبـه والتي تدفقت بتجاذب لارواحهم المتقاسمه للوجـع ذاته، وانسـابت بآستسلام على معطـفه الذي جذبها برحابة صدر، تشبث به بضـعف وببحه تجرعت علقم العبرات مرارا:اسفـه
مرغ آنفه اكثر بين خصلات شعرها وهو يستمـع لآعتذارها، وشدها لصـدره آكثر كي لا تنطق، فلا مجال للاحاديث والعتاب ، فما الداعي وهي الان متشبـثه به، وقد كانت اقصى امانيه همسه من ثغرها،فكيف بحضن آرتوى قلبه العطشـان منه وآدمنـه، احتضنها لصدره بيوم واحد مرتـان!!! اهو محظـوظ وهذه فاتحه خيـر وبشرى لآنين الوجع الذي نخر بقلبه ،ام انه مكتوب عليه الشقاء ومجرد صدفه وستكـون اخر مره! اطال عناقها وهو يخبئها آكثر بصدره حين توقف تفكيره هنا، ولو كانت آخـر مره دعونـي اطيل العنـاق ،وارتوي من رائحـه شعرها المنساب،ولو كانت آخر مره آلتمـسي لي العذر لو آطلت بحبس آنفـاسي لاحتفظ بعبق رائحتك بدلا عن.آنفاسي، سكـنت عبراتها وانتظمت انفاسها وهي تسنـد رآسـها على صدره بعنفوان وجعها الذي ابى ان ينطمـر سوا بين ذراعيه، تسـللت الراحه لقلبها كشمس نهارا انسلخ من خيوط اخر ليلة شتاء قارص ، ليتسلل معها خجل فطـري لكونها لازالت بين احضانه ،ابتعدت عنه بهدوء وهي تمسح بقايا آثـار حرب دموعها الطاغيه على احمـرار وجنتيها، هبطت بآنظارها لكفيها وهي تفركهما ببعض بتشتت وضيـاع..اعتلت ابتسـامته آخيرا وهو يرى خجلها يهـزم حزنها ليطغى جمال خجلها على جمال حزنها هتف وهو يبلل شفتيه وبنبره مرحه محاولا تلطيف الجو:اممم صرنا الظهر باقي على وعدك تسوين كبسه ولا الم نفسي وانزل اجيب لنا غدا ؟؟
انسابت ضحكتها الخجوله بخفه وهي تهتف:ماعندك ذوق تبيني اطبخ وانا تو كنت ابكي هذي مراعاه المشـاعر عندك .
فيصل بمداعبـه: امشي ولا يكثر مشـتاق للكبسه وتطمني بسـاعدك
'
'
'
ٔخـرجت من قاعه محاضرتها بعد آنتهائها،وهي تشعر بضجـر اتجـهت لزاويه لتجـلس بها وهي تعبث بهاتفـها بآنتظار مجيئ ميرال وليـان
نظرت بريبـه للفتيات الاتي يمـرون من آمامها ونظراتهم تتفحصها بشك، ترادفها همسـات خفيه تكاد لا تسمع..تجاهلتهم بآزدراء من تلك العينـات التافهه فلربما، يسخـرون بهندامها او ربما شيئا تافهه كتفاهة تفكيرهم
آخذت تبحث عن رقمه بآبتسـامه لا تعرف ماهيتها، اصبحت بالاونه الاخيره هي من تحتك به، بينما هو لم يعد يكترث بوجودها حتى انه لم يعـد يوبخها علي سهرها او جلوسها الدائم على هاتفها، اصبح ينعزل بمكتبه من حين عودتـه من عمـله لسـاعات متآخره من الليل ، لا تراه سوا عند ذهابها للجامعه برفقته او عند عودتها فقط ..رفعت الهاتـف لمسامعها عند سمـاعها لصوته :هلا!
تنحنحت بحـرج وهي توبخ نفسها على فعلتها واتصالها:امم هلا فيك .
بصوته الهادى جاء على مسامعها مستنكـرا:فيـه شي؟
فـرح بتوتر وتلعثم بآحرفها:لا ولا شـي بس بغيت اسالك شي ونسيت..
رفع حاجبه الايمـن بهدوء وآبتسامه صغيره تعلو ثغره ، استنتج من اتصالها انها لا تريد شيئا همس لها بهدوء وهو يسمع طرقات على باب مكتبه:دقايق خليك ع الخط ...هزت رآسـها بصمت وكآنه يرآها،تتنفس بعمق والهاتف لازال على مسامعها، وتنتظـره بهدوء وهي تسمع آوامره الذي يلقيها على الذي يحادثه ..آبتسمت رغم خوفها من نبرته الجاده التي تسمعها، لو آنـه يحادثها يوما بهذه النبره لبكت ولو كان يمازحها، هي تخافه ونبرته حانيه، فكيما بنبرته تلك الشرسه، تخيلت نفسها ان تكـون يوما من احد جنـوده الذي يقودهم، لربما هي هكذا فرغـم حنيته معها لطالما يتخللها بعض الصرامـه ، مـاذا تفعل بي! اصبحت احب ان اشاكسك ولطالما كنت يوما آنطوائـيه آمشي معاكسه لطرق الشغب والعناد، لمـاذا حينما آراك استمتـع بالمشاكسه وكآنـي طفله الاثنى عشر!
رغـم صرامتك و عنفوانـك التي آخافها الا آني آتمـرد على خوفي رغما عني وافتعل المشـاكل و العناد حتى تصرخ علي بتوبيخ و يتقادح الشرر من عينيك ،حينها آخـاف منك واستسلم ، فما الحل بربـك!!!
آطال آنتـظارها فيبـدو بآنـه ٳنشغل مع الذي يحادثه بعمق، آلتفت يمينها وسط آزعاج الفتيات الاتي يجلـسن بجانبها ولكـن سرعان م تحولت نظراتها للفتاه والتي تبدو بآوج نشاطها اثر ركضها والحمـاس البادى على وجهها ..اقتربت من صديقاتها وهي تلهث بحمـاس :يوه ي بنــات م ..م سمعتوا؟؟
هتفت آحد الفتيات بضحكه:خـير يآم خمـاس وش جديدك اليوم؟
نـظرت اليها بحنق وهي تآخذ منها قنينة الماء لترتشف منها دفعه واحده:ام خمـاس بعينك ..المهم اسمعوا ولا يكثر ..
هتفت آخرى بحمـاس:اجلـسي اجلـسي شكل عندك علوم زيـنه .
تربعت بحمـاس بينهم لتردف: تعرفون جنى الخالد اللي بقسم التربيه الخاصه..
هزوا رؤسهـم بتآكيد لتكـمل:هذا الله يسلمكم هالسنه بنات عمها يدرسون معنا تعرفونهم ميرال وليـان اللي حسبناهم تؤام ؟
هتفت احدهم :ايـه ي زينهم يشبهون بعض بكل شي .
كملت الاخرى وهي تهز رآسها بتآكيد:ايه بس مهم سالفتنا ، قبل اسبوعين قالوا اخت ميرال من ابوها المتزوجه تداوم معهم بس هي تدرس عن بعد تجي يومين هنا
اخرى:ماقد شفناها..
واخرى:ايه انا بعد اول مره اسمع عنها غريبه م شفناها.
اكملت الفتاه المتربعه بحمـاس :عاد تخيلوا انا م شفتها بس يقولون جميللله وزوجها جميــل هذا كلام رانيا معهم بالدفعه وتقول يجيبها كل يوم وهو يجي يآخذها نهاية الدوام ..بس ع كل هذا م يحبها تخيلو مغصوب عليها ..
تفاوت اصواتهم بآستغراب وفضول:اما، ليـه ، شلون
اكملت وهي تعجن ملامحها بحزن: تخيلوا امها ماتت ولا حضرت عزاها ولا شافتها رفض ابوها يشوفها قالها انسـي انك تشوفين امك
شهقت احدهم بصدمه وبحزن هتفت:ي حــرام ليش!
:يقولون امها غلطت وكشفها ابوها وعاد طلقها ورماها ع هلها بعد م ذبحها ضرب، ومنع بنته منها وزوجها ع طول لولد اخوه عشان م تغلط مثل امها عـاد الولد يقولون كان يحب وحده تخيلوا، ومعاملته معها جلفه م يحبها ويجيبها للجامعه بنفسه هو ويرجعها عشـانه يشك فيها اكيد
تفاوت اصواتهم بتحليلات وحزن هتفت احدهم بحمـاس:ودي اشوفها امشوا نسآل عنها
وقفت تلك الثرثاره :الجامعه م عندها سيره الا فرح الخالد وحياتها ، امشوا نسآلهم عنها ...
وقفوا جميعا لتهتف احدهم بهدوء:بـنات حنا شدخلنا فيها! عيب صراحه امشوا نرجع لمحاضراتنا وش بنستفيد لا شفناها؟
اخرى بحمـاس :شنو ورانا خلينا نروح نطقطق شوي ونآخذ اخبار ونسآل اكيد احد عنده تحديث لسالفتها.
اخرى بآزدراء:عـاد الله يعينها من هنا لسنه قدام وسالفتها بالجامعه خصوصا انها بنت عايله معروفه يعني بكره تلاقين بنات الجامعه بالانستا منزلين بوست ع السالفه .
اخرى بضحكه:لا تستبعدينها العام ولعوا الانستا ع سـالفه حصه هذيك اللي كذبوا وقالوا فيها وفيها عشـانها استئذنت مع اخوها ويحسبونه صاحبها .
اخرى بخزي:حسبي الله ونعم الوكيل مو مصدقه انه اخر كورس وافتك من الجامعه ومشاكلها .
آلتفتوا بخــوف من صرخة الفتاه التي بجانبهم:فــــرح
جلست ميرال بحانبها بخوف وهي تهزها بعنف وليان تجلس مقابلها بهلع ممسكه بكفها البـارده ، ارتعبوا مجموعه الفتيات وهم قد تعرفوا على هويتها هذا يعني بآنها سمعت م دار بينهم تعالت شهقاتهم بخجل وهم يهرولون مبتعدين ..وسط ذهول ميرال وليـان وجهلهم لما حدث، التفتوا لفرح التي تنظر للفراغ بهدوء مخيف، ووجها اصبخ خـال من الحياه، تحيطه هالة بروده مرورا بآصفرار لشفتيها بعد توردها، لم تعد تستنشق هواء كتمت تنفسها بجمــود والهاتف بحضنها بعد سقوطه منذ سماعها اسمها بالحديث الذي سمعته..لم تعـد تستجيب لعالمها الخارجي، فكرها ارتحـل مهاجرا لزمـن بعيد،، لموت امها، قسوه ابيها، ولعـنة ماضٍ يحيطه غموض اباها ورحيل آمها، بعالم رمااادي لا يوجد به سواها وابيها ينـظر من بعيد وامها تنتحــب وهي تنـظر اليه ومن جميع الاتجاهات تحيط بها احاديث الفتيات عن امها وعنها ، لم تنتبه لصوت هاتفها الذي اجابة عنها ليان سريعا وهي تهتف بخوف للمتصل:مـدري جينا ولقيناها جالسه لحالها ومتجمده ماتسمع لنا، م تسمع لنا نحركها ولا تطالع
....م راح تكلمك شلون اعطيها الجوال اقولك مو راضيه تطالع فينا
.... زين تكفى بسرعه ننتظرك .
اغلقت الهاتف بآرتباك وهي تمسح ع شعرها بخوف بينما ميرال احتضنتها من جهتها واخذت تقرآ م تيسر من حفضها وقفت ليان بهدوء:لبسيها عبايتها طلال بيجي بعد شوي بروح اكلم الاداره عشان تطلع
هزت رآسها ميرال وهي ترتجف بخوف على حال اختها المريـب
'
'
'
آستفاقـت من عالمها الرمادي بآفكـاره وهي تآخذ عبائتها من ميرال وتلبسها بهدوء كانت ستسندها ميرال بجانبها ولكنها رفعت كفها برفض ووجوم مرسوم على ملامحها الخاليه من التعابير،تناولت شنطتها بيدها لتتجهه للخارج، لاول مره تراه يقف امام البوابه بآنتظارها،فبعادته لايترجل من سيارته حين ينتظرها، اقترب منها بخوف باد على ملامحه
كان يريد ان يسندها هو الاخـر ولكن تنحت عنه بنفور وهي تتجه لسياره
تبعها بآستنكار لحالتها،دلف خلفها لسياره ليلف بجسمه اليها وبسكون ضم كفيها البارده بين كفيه الدافيه وبحنـو هادى:شصـايرلك؟
هزت رآسهـا بهدوء، ولسانها يخرس عن النطـق، حتى عيناها تبخل هي الاخرى بالرد، هتف بذات النبره:تعبـانه،اوديك المستشفى.
آعادت الكره وهي تهز رآسها مجددا ليهتف بآستنكـار:فرح شفيك؟
حاولت مرارا ان تستجمع بضعه احرف وتصفصها بجمله مفيده تستطيع قولها ولكن خارت قواها بالنطـق سوا ب:بــروح لابـــوي
كان سيسآلها ولكنه صمت متكهناا بعدم ردها ،شغل محرك السياره بعد ان اعتدل بحلسته ليتـــجه لبيت عمـه وبين الحين والفيه ينظر اليها وهو يرا ارتجاف جسمها المريب وتنفسها البطيئ..يتسائل مالذي حدث لها! عندما جعلها تنتظره على الهاتف انشغل ونسي منها تماما ولكنه حين تذكرها ورفع الهاتف لم يسمـع سوا صرخات مناديه بآسمها وعدم استجابه منها ،لذا اغلق الهاتف بتوتر حينما لم يسمع اجابه لمناداته بآسـمها، واعاد الاتصال لتجيب اختـه بدلا عنها وهي تخبره بغرابة حالتها المفاجئه..لم يتوانى عن الذهاب اليها متجاوزا السرعه المسموحه للقياده،
بينما بالجامعـه،كان قد ضـج الوسط بتجمـع الفتيات بحلقه حولها وهي توبخ شاباتان وبجانبها الاخرى والتي اشتد غيضها هي ايضا مما سمعت:لو فيـك خير، انتي وهي عيـدوا اللي قلتوه الحين .
همست احدهم بتوتـر وخوف وهي ترا تجمهر الفتيات حولهم:مهو كلامنا الجامعه كلها تتكلم عن هالسـالفه .
ليان بغضب: وتقومون ترددون وراء بعض زي الكلاب وتفترون على خلق الله.
اعتلى صوتها الصاخب بقهر وانفعال ليدب الخوف بقلوب البعض من نبرتها:والله بعـالي سماه لو وحده منكم اسمعها تتكلم وتفتري على فرح بهالكلام ماكون بنت فهــد الخالد اذا ما طلعت كلامها من عيونها
اردفت ليـان ايضا بنبره محـذره:اللي تداول بينكم كذب ، ومصيـرنا نلاقي اللي طلعت هالاشـاعه وياحنا ياهي بهالجامعه ..هذا اذا ما تعدا وعيدنا برا الجامعه .
همسـت آحد الفتيات التي شهدت الحديث بحقد : والله عـاد ماطلعنا خرافات من عقولنا السـالفه واضحه واصلا لما خبرت اهلي اكدولي صحة هالخبر ليش تكابرون وتصرفون انفسكم وهذا الواقع للاسف .
ميرال بتهور وهي تندفع تجاهها:لاسف انك اللي جنيتـي عن نفسك .
تعاركتا وسط ضجيج وصراخ الفتيات المبـالغ بحدته، والذي يزعم لجلب الضجه والتضخـم، ولكن سرعان مااقترب بعض الفتيات العاقلات وفرقتهم عن بعض وسط تهديد ميرال الصارم وهي تلف شعرها الذي تناثر بتمرد وسط العراك:ورب العزه والجلاله لو اسمـع وحده مره ثانيه تكرر هالكلام لتذوق الويـل وماتكتفـي ...
'
'
'
هرولت من الاعلى بنشـاط يداعب حواسها وهي ترتدي بجامتها القطنيه لممارسة رياضتها التي اعتادت عليها كل صبـاح وسماعاتها تعانق اذنيها ..رفعت هدب عيـناها لتراه مسترخي على احد الارائك وينظـر اليها وآبتسـامه خبيثـه تعلو ثغره ليـدب الخـوف بقلبهـا وتهرول عائـده للاعلـى برجفه سكنت حواسها ،دلفت لغرفتها وهي تحكم اغلاقها برعشه كفيها، ليآتي صوتها مستنكـرا من خلفها :شفيـك؟
'
'
'
نقــف هنــا()
همسـه:
سئل ابن القيم رحمه الله :إذا أنعم الله على الإنسان بنعمةكيف يعرف إن كانت فتنة أم نعمة ؟قال :إذا قربته من الله فهي نعمة وإذا أبعدته فهي فتنة.
دمتــــمٌ بخيــر
/روعــة النسيـان
|