كاتب الموضوع :
روعة النسيان
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: آنـي آرى العمـر بعينـيك مغفرة، قد ضل قلبي فقل لي كيف آهديه؟
يجلسا بكبينه مغلقه بأحد المطاعم المطله على البحر ...مللت من تأمل البحر من خلف الزجاج لتلتف له وهي تتأفف ..تجاهلها وهو
يتصفح قائمه الطعام التي امامه ...
لابد ان يلقنها درساً
يحبها ...ولكنه يكره عنجهيتها تلك
لايحبذ سطحيتها ببعض الامور ... لايليق بها ذلك البته
لاسيما وانها الان لاتعترف بفداحة غلطها ...تكابر وان أقرت بذلك بداخلها
ولكنه لها بالمرصاد ...!!
كلا لن يدع افعالها تلك تمر مرور الكرام
لابد ان تستفيق من غيبوبه عنجهيتها الممله
: وبعدين يعني اذا ماتداني تحاكيني ردنا الشاليه ابرك وش الفايده بجيتنا هنا ؟؟
نطق باستفزاز : جينـا عشان انا قلت نجي ..وبنرجع الشاليه اذا قلت انا نرجع
اتسعت عينيها بحده : متعب ...بلاش تعاملني بهالاسلوب ماادانيه انا
اكملت بعتب : جالس تحاسبني على شي مايسوى ...تبرير وبررت وش تبي بعد ؟؟
نظر اليها مذهولاً ليقول ساخراً : شي مايسوى !! ولا قصدك انك تافهه وافعالك السطحيه مأخوذ خيرها من شرها ؟!
ريم بغضب : وش سويت فهمني !! غصب عني هالشي مااداني اكل اكل مو لي
لو ادري انك تبيه ماقطيته خلاص غلطنا ومنك السماح ..
قاطعها بحده : بلاش تسوقينها علي وخليك واضحه وقوليها انك تتققرفين مثل ماعيونك تقول
قولي انك فعلا سطحيه ليش تنكرين !!
ريم بأنفعال : طيب وبعدين
هالشي يخصني مايخصك ...مالك داعي ابد تحاسبني على شي مثل كذا
يااخي انا انسانه كذا ماأحب اختلط باأحد ولااتقبل من احد شي
زفر بعجز من غرورها ليهتف بهدوء لاستمالتها : ريم
انا مااحاسبك انا تضايقت من اسلوبك ..هالشي ابد مااعجبني ابد وماتوقعته منك انتي بالذات
اكمل باإيضاح وشفافيه اكثر : هالامور السطحيه ماتوقعتها من جامعيه مثلك ... ادري انتي ماتقصدتي هالشي
بس تعودتي وانا ابيك تغيرين هالطبايع اللي اكتسبتيها من انطوائيتك
انا انسان اجتماعي وابي زوجتي مثلي اجتماعيه ...
نطقت بنبره هادئه :صعب اني اتقبل اشياء عشان ارضيك
انا كذا مرتاحه بحياتي ماني ملزومه اتحمل شي مايعجبني
اكملت بأيضاح : لاتقول بتقدرين ..هذاني درست وتخرجت ماقدرت احتك باحد معي بالدراسه ..ماقدرت اتكيف حتى مع بنات عمي وخواتك انا كذا مرتاحه وعندي اهتماماتي اللي تغنيني عن الناس
نطق مستنكرا: الوحده مهب بزينه .... والجنه بدون ناس ماتنداس
اكمل محفزاً : حلو لما تدخل مكان او تطلع منه وانت معروف فيه ..اذا غبت يسألون عنك ويذكرونك بالخير ...
ومايكون وجودك وعدمك واحد
قاطعته بصدق : ماجربت هالشعور ...حاولت اجربه بس ماقدرت ..مالقيت احد يفهمني ....ماحسيت اني انتمي لاحد او اني تكيفت مع احد
مالقيت احد يفهمني وافهمه
بتردد وضعت كفها على كفه لتكمل بخجل صادق : متعب ...انت الوحيد اللي قدرت تذوب الجليد اللي بصدري ...
الوحيد اللي حسيت اني انتمي له ...حسيت فيه احد يهتم فيني ويهمه امري
مابررت لاحد قبلك مثل مابررت لك ألحين عشاني ماابي اخسرك
مابي اخسر الانسان اللي حسيت روحي تنتمي له
رفرف قلبه بسعاده وتراقص على بوحها الصادقق..ولكنه كبح ابتسامته وهو يقول بجديه اكثر :
انتي عطي اللي حولك فرصه وراح تشوفين شلون فيه ناس كثير يحبونك
ويفهمون لك ...دامك تقفلين على عمرك بنطاق محدود بعيد عن الناس عمرك ماراح تحسين باانتماء لهم
اكمل موضحاً : لو ماعاشرتيني وعاشرتك ...وخذنا على طبايع بعض وفهمنا بعضنا ماكان صار بينا انتماء لبعض ...بالنهايه ماكنت اعرف غير اسمك قبل نتزوج وماكان بينا شي لبعض
الا بعد ماصرنا قراب وكل واحد تعرف على الثاني ..
ريم بفهم : فاهمه عليك ...بس قدر ان هذا طبع فيني
مو باأيدي ...
اكملت بمنطقيه : محد كامل والكمال لله ..هذا انا يامتعب ريم الانسانه اللي ارتبطت
فيها ومثل ماحبيتني وتقبلتني زوجه مجبور تتحمل طبايعي بزينها وشينها
ظل محدقاً بها بشرود ...وبعد صمت وترقب من طرفها
نطق بنبره غريبه مبتسماً : خلاص قفلي على هالموضوع وخليه للوقت ...
واصل سريعاً وهو يشير لقائمة الطعام بحماس : وش رايك نحلي ؟؟
،
بدأت حرارة الشمس تضايقهما باأرسال اشعه حراراتها اللاهبه متصدره منتصف السماء...لم يأثر بهما حرارة الجو ...كلاً منهما يجلس بجانب الاخر مقابل الشاطى ...
مفترشان الارض ....ولم يتحرك منهما ساكن صوت انفاسهما يتعارك مع حركه الامواج والصدف المتناثره على الشاطى ....
دام صمتهما طويلاً لتقطعه بعد ان أصغت له واصغت ...والحرقه تمزق اجوافها جراء ماتسمعه منه بشأن والدتها ...
: شلون يعني كانت مريضه !!
اكمل موضحاً بهدوء: تعرضت لصدمه بوقتها ودخلت باأكتئاب لفتره طويله وعلى حسب اللي سمعته ان خالك وعمي اتفقوا يعالجونها بعياده نفسيه لان حالها كان متأزم بوقتها ... و...
نطقت بمراره : و ايش ؟ ..كمل ليش سكت؟
اكمل بزفره : العياده اللي كانت تتعالج فيها كانت مو عياده ..
نظر لااستفسارااتها بعينيها ليكمل : كانت عياده بالاسم بس بالواقع يتاجرون بارواح الناس ويصرفون لهم ادويه مو مرخصه ...
: يعني مخدرات ،!!!!
سألت ذلك بقلب يرتعد ليهتف هو : اللي كانوا يصرفونه للمرحومه
حبوب فلاكا للهلوسه
اكمل بضيق: بالرغم انه كشفناهم ببدايه تعاطي خالتي بس ..مفعول هالدواء كان قوي
للحد اللي استاءت فيها حالة خالتي..
تنهد حينها ليواصل بترقب وتوجس : وقتها خالك قط اللوم على عمي وكان بوقتها
متعين سفير باليونان و....
ببحه متحشرجه : وشنو بعد ؟
: قطع علاقته بعمي و زوج خالتي بصديق له وسافر مع هله لليونان ....
جحظت عيناها وبشهقه أليمه : شلون رضت تتزوج غير ابوي وهي بهالحاله ؟
شتت انظاره ليكمل : خالتي بذيك الفتره كانت فاقده الحس باللي حولها والحبوب مأثره عليها كثير
وكان خالك هو الوصي عليها وزوجها بموافقته هو بحكم وضعها ...
خذاها زوجها معاه يعالجها برا، تحسنت حالتها مبدئيا و قدرت تسترجع عافيتها كل مااستمرت على الادويه ...
لكن بس ينتهي مفعول الادويه ترجع لحالتها ....
عض على شفتيه ليكمل : تقفلت قضية العياده وتعاقب بس الطاقم الطبي اللي فيه بس ، بعدها بعد بسنتين كنت ماسك قضيه وصادف انها مشتركه بقضية العياده ولحقت وراء هالقضيه حتى اكتشفت ان خالتي كانت ضحيه ، فتحت ملف القضيه واستأنفتها وصرت مسؤؤل عنها ..وكان ملف عمتي دليل قوي قدام العصابه اللي تصنع هالادويه وقتها كانت بخطر واضطريت اجي عندها ...منها احميها ومنها كنت مثلك جاهل
كثير امور
عرفتها منها
اكمل بحنين :ما توقعت اتعلق فيها هالكثر ...صرت قريب منها ودايم تنتظر جيتي مثل مااكون انا متلهف على شوفتها ...
همست ببحه تلوع شوقاً وعجز استكان بين اضلاعها: الله يحاسبكم على قد شوقي لها
علق انظاره بااهدابها المبلله ليهتف بنبره هادئه: كنتي اكثر سوالفنا ...
فركت جفنيها بعد ان حجبت الدموع عنها الرؤيه لتهتف بغصه حاده : وبعدها ..شلون ماتت؟
هز رأسه بصمت ليقول : خطفوها العصابه عشان يساوموني فيها مقابل اغلاق القضيه
اغمض جفنيه بهم ليتنهد قائلا : سويت اللي يبونه ورديت خالتي من عندهم بس......
بعجز كلب حنجرته بحشرجه قاسيه : كانوا يعطونها هالحبوب كل ماانهارت عليهم
لين زادوا لها الجرعه ورااحت الروح لخالقها...
عند اخر حرف نطقه جثت برأسها على ركبتيها وانخرطت ببكاءاً سرمدياً تتفاقم خلفه شهقات كادت تقتلع روحها من قسوتها ...
لو الحزن يعي مايفعله بها الان لخر اسفاً امام سيل دموعها المنهمر ....ولكنه وأسفاً لايعي..
لايعي اي روح يسكن ...واي وجعاً يخلف بها
الحزن قد استهان بقلبها العليل ...استلذ بمسامرته والتبدد به
برح به واجهض منه امل الفرحه ...واستدامتها
رباه مالذي لم تذقه امها من وجع بعد !!!
كيف بالله استحملت وصبرت على تلك الاوجاع ..
حتى الان لاتجرؤ على تخيل ماحدث لامها بمخيلتها ..
ذلك مؤلـم ..تالله مؤلم حد الانهزام
اقترب منها مطبطباً على ظهرها ...لتدفعه بوجع وهي تقف باانهيار حاد
: بعد عني ..... لاتواسيني وانت بنفسك مجرم
كلكم مجرمين ..محد منكم بيفلت من ذنبها
انتوا السبب انتوا ...ذبحتوا امي الله ينتقم منكم
اقترب منها باشفاق حين شعر بأنها على شفا حفرة من الانهيار الكامل..ولكنها جابهته وهي تضربه بعنف بكل ماأوتيت من قوه
: الله ياخذك يامجرم رد امي ردها...انت السبب انت السبب
: فرح
كان صوت متعب الذي هرول إليهم وخلفه ريم المذعوره ...اقترب منها بالوقت الذي تهاوت بجسدها ليلتقفها طلال بحذر ، حملها امام غضب متعب الذي نفث به من عيناه استياءاً من وجوده: شفيها ؟؟
لم يجبه طلال وهو يتعداه بها لداخل الشاليه ليلحقه ناطقاً بوعيد شديد وهو ينتزعها من بين ذراعيه : هين ياطلال هين مااحد وصل اختي لهالمواصيل غيرك صدقني بتندم لو صابها شي
،
اخذ منها كأس الماء بعد ان ارتشفت منه وهو يقول بنبره حانيه : يلا نامي ولاتفكرين بشي عشان خاطري اذا لي خاطر عندك ...
هزت رأسها بصمت ليخرج هو بالوقت الذي رفعت به هاتفها الذي بجانبها وبرعشة اصابعها كتبت رساله نصيه سريعه لترسلها حيث الرقم الذي حددته بخانه المستقبل
انهت الارسال لتلقي بالهاتف بعبث وتستلقي بضيق حين داهمها النوم بفعل المهدۍ الذي تناولته ...
بجانب اخر وبللاسفل ....كان الجو مشحوناً بينهما
ونظرات الغضب متبادله من كليهما ..
دلفت ريم حامله بين كفيها كأسين من العصير ..مددت لطلال احدهما
ليهز رأسه برفض ووقف قائلاً : يعطيك العافيه بمشي
نطقت باأعتراض : تغدأ معنا وين بتروح؟؟
هتف بضيق : بمشي الرياض مستلم .. اذا صحت طمنيني عليها
ريم : ولايهمك ...الله يحفظك توصل بالسلامه
خرج بعد ان ودعه متعب ببرود ...
ألتفت متعب لريم بعد ان غادر وبحده: انتي اللي دليتيه على مكانا؟
ريم بتبرير : كان عنده خبر انحن بالشرقيه انا عطيته عنوان الشاليه بس
متعب بنرفزه : انتي تدرين فرح تعبانه هالفتره وجايبها هنا ترتاح تقومين تدلينه على مكانا ليش
ريم بعقلانيه :متعب ترا غلط اللي تسويه تأخذ حرمته بدون اذنه وفوقها
ماتبيه يجي يتطمن عليها !
تمتم على مضض: اي مافي جيته خير شوفي وش سوا فيها
قبل يجي كانت مرتاحه ..
ريم : لانكذب على بعض بلاش ... فرح لايمكن تتخطى هالمحنه الا
لما تحس بوجود اللي تحبهم حولها مو تهرب منهم ..
صدقني وجود طلال مهم جنبها بظل هالظروف
،
استيقظ مرهقاً ولم ينم سوا سويعات قليله ..كان قد وصل فجر اليوم من سفره ...
بعد ان وصله خبر وفاه اخيه سافر مباشره تلك الليله وأطال سفره كي ينهي إجراءت نقل جثمان اخيه لسعوديه ...وبالوقت ذاته كان هو من وقف على رأس جنايه اخيه
ولم يجلب ذلك منفعه ...ليعود فجر اليوم خالي الوفاض بعد ان اغلقت القضيه كلياً
بحث بعينيه سريعاً باأرجاء الغرفه باحثاً عنها ولم يجدها ... عدل ياقته امام المرآه استعداداً للخروج
بالاسفل ...
تجلسان مقابل بعضهما ويحتسيان القهوه العربيه وسط احاديث متبادله بينهما ...
: وانا اقول لجين ليش متحمسه لدوام اليوم
ضحكت ليان لترد : حسافه ياليتني رحت معهم
هتفت الاخرى باأبتسامه : الله يسعده ناصر والله جنى تستاهل ..
ليان بصدق: ايو الله انه كفو ومو غريبه عليه وجنو بعد تستاهل
: صبااح الخير
ردت مع عمتها بصوت خافت : صباح النور
التزمت الصمت بخجل تاركه المجال لعمتها التي واصلت بأبتسامه حانيه : وش مصحيك ياامي الحين ماصارلك كم ساعه من نمت ...
جلس بجانبها بعد ان قبل والدته ليجيب بنبرته الهادئه : نمت اللي يكفيني وراي دوام ..
وقفت وبتوتر همست : تبي قهوه ولاحليب ؟؟
حدق بها بتفصيل ليجيب مبتسماً : حليب ..
ظل يلاحقها بعينيه وهي تسكب له الحليب ليلتفت لامه التي هتفت بعتب : ياولدي وش هو له الدوام وانت ماصارلك متزوج الا من اسبوع
تناول من ليان الحليب وهو يقول لوالدته : كم شغله يمه ضروري اخلصها ..
واصلت بعتب واصرار : ولو ماقد جلست مع حرمتك من اعرستوا الا امس مايصير لازم تاخذ زوجتك وتمشيها وتونسون عماركم
نظر لليان لتخفض رأسها سريعاً ...من ثم نظر لوالدته وبتوضيح نطق : على خشمي يمه ماني مقصر من هالناحيه لكن مب الحين ...تو يزيد متوفي ماصارله اسبوع
ألتفت لليان ليواصل : العذر منك يابنت سلمان ظروفي حاليا ماتسمح امشيك
لكن الجايات اكثر ان شالله
احمر وجهها توتراً لتجيب بربكه: عادي ولايهمك ..
وقفت ام عبدالعزيز بحماس لتهتف بمكر : خلك مكانك لاتحرك بروح اجيب شغله وارجع
|