كاتب الموضوع :
روعة النسيان
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: آنـي آرى العمـر بعينـيك مغفرة، قد ضل قلبي فقل لي كيف آهديه؟
كانت نظرتها الاخيره موجعه حد النخاع ، اصابته بمقتل وهو يقرأ الخوف والضياع بهـا ...تستنجـده بضعف ابكـم !!!
نظرتها تلك شرخت قلبه لأنصاف مدميه ..عاجزه ...مكلومه ...
اصبحت تثرثر له بعيناها المكلله بخبايا جاهد على معرفتها بعد ان فقد الحيله بصوتهـا الذي تلاشـى مودعاً حنجرتهـا منذ ان حاصرها الوجع باستسلام منها دون فرار ...
حاول جاهداً ان يفهم تلك النظره التي اودعتهـا اياه قبل ان تغادر لعالم الاحلام اثر أحد الابر التي اصبحـت روتيناً لابد منـه منذ مجيئها هنـا ..
اه من وجع استبرح منتصف قلبه بجبروت طااغي ...واه من هم ترعرع بجوفه حتى هرم به الصبر وشاخ ...
تتكالب عليه الهموم من كل جانب ...بينما هو لازال يدثر روحه بصبر متهالك ... مرهـق...!!
يقسم على ان يهب كل مايملك مقابل ان تعود الحياه لمبسم تلك المفترشه على سريرها امام ناظريه بضعف وعجز مغاير لصبا عمرها/ريعان شبابها
استنزف طاقته جمله وتفصيلا معها منذ الصباح ....منذ ان دخلاا هرعا
مذعورا وخلفه امها تلهث بفزع على صراخهاا المؤذي بوجع واستنجاد
كان وقتها قادما مع امها بطلب من امها التي رضخت اخيرا للواقع وتقبلت وجود ابنتها هنا بعد ان رأت بأؤم عينها ذبول ابنتها المتفاني بعمرها ...لتعتاد على زيارتها معه بين الفيه والاخرى وكانت زياراتهم لها تعود على صحتها بالافضل ...
هرع إليها وهو يرأها تضرب برأسها بأحدى زوايا الغرفه المنزويه بها وكأنها ترتجي الولوج لداخلها والاختباء بها ....
اوقفها عن فعلتها التي على أثرها تناثرت قطرات الدم من بين خصلات شعرها الاشعث ...ونشيج امها الباكي المتوسل له يمزقه من الاعماق
: تكفـى يااحمد بنتي بنتي بتروح من بين يدي تكـفى وقفها عن اللي تسويه ...
ثبت معصميها بحده مجبرا وهو يضمها ظهرها لصدره بكل مااوتي من قوه ...
قرأ عليها بعض الايات ببحه مكلومه...تتدفق بها عبرات مدفونه ...
انهـى تلاوته بأيأت السكينه...
لعلها تستكيـن عن ذلك الجنون .... وتهدأ من ضجيج صرخاتها التي تسلهم كالسهام التي تلظى لتخترق روحه بوجع مدمي ....لا خلاص منه!!
نطق ببحه مختنقـه ...ذائبه بحمم موجعه بعد ان طمر صراخها بجوفها : وش فيك ياساره !! كنتي بخير وش اللي قلب حالك فجأه !!
اشقيتي قلبي معك تكلمي يابنت الناس..
انكبت والدتها بجانبه لتجرها لاحضانها وببكاء مرير جازع نطقت :
الله لايبيحني يوم خليتك وراي الله لايبيحني .....تكفين يمه لاتضيعن مني بعد مالقيتك ..
طالعيني يمه وقولي لي وش مشقي قلبك!! مامدامي افرح انك بخير وش اللي قلب حالك
تشبثت بوالدتها ونظراتها المذعوره تحدق به بتحفز وحياديه جعلته ينكس رأسه هارباً من نظراتها وعذابها الصامت له ....ليقف فور دخول الدكتور والممرضتين من خلفه ...
مالذي جرى لها !! لقد كانت حالتها متحسنه فوق المعقول ... يزورها مع امها كل صباح وبعد الظهيره حتى تنتهي الزياره وبالمساء تأتي مرام لمرافقتها ... لايفارقونها طويلاً حتى حين بدأت بالاستجابه للعلاج ....مالذي جعل حالتها تنتكس هكذ!! يجزم على ان هنالك مكروهه اصابها ، ليؤيده الدكتور ويحرص عليه قبل خروجه منذ قليل ان تلك الانتكاسه ليس بصالح حالتها وقد تعرقل خطة علاجها
وهذا مالا ينتظره ...
فهي ومنذ فتره استجابه للعلاج وبدأت تستجيب لزيارتهم ولو انها لازالت صائمه عن التحدث معهم الا انها بدأت تبادلهم ابتسامه مرهقه وباهته في حين رؤيتها لزياره احدهم لها ...
انتبه لهمس والدتها المخنوق وهي تقول : احمد ...
نظر لها بضياع لينتبه لوجود الممرضه بجانبها: سمي ياخاله...
: ماسمعت الممرضه تقول نطلع ونخليها ترتاح وبنجي لها العصر
هز راسه بموافقه ليغادر معها بعد ان رمق ساره بنظره مملؤه اسف ،بينما والدتها اقتربت لتقبلها
وهي تهمس لها بالوداع بنبرتها الملتاعه ...غادر الغرفه لتقترب منها الممرضه لتعدل لحافها وتجري بعض الفحوصات البصريه على حالتها لتأكد من اسجابتها للمهدأ ، كانت ستغادر لتتراجع للخلف مفزوعه بعد ان صدح بمسامعها صوت بالخزانه الكبيره المركونه بالجانب الايمن من ناحيه السرير
،اقتربت منها بخطوات متردده /متحفزه وهي ترخي مسامعها لعلها تسمع الصوت مجددا
لم يفصلها عن الخزانه سوا بضع خطوات لتلتف مفزوعه على صوت صديقتها انتي هنـا وانا ادورلك
وضعت كفها على صدرها وبخوف : خوفتيي الله يهديك ..كنت اتطمن على ساره واعاينها
نظرت صديقتها جواهر لساره وبتعاطف : نايمه ماراح تصحى الا المساء امشي الغدا برد
مشت معهـا بهدوء متجاهله شكوكها من ذلك الصوت الذي هيأ لها انه من داخل الخزانه ،لتغلق باب الغرفه وتذهب مع صديقتها للاستراحه لتناول غداؤهما ...
ماان عـم الهدوء على الغرفه فتحت الخزانه على مصراعها من الداخل ليخرج منها وهو يتنفس بغضب حاظ بعد ان كاد ينكتم بهـا لمكوثه الذي طال بداخلها منذ دخول احمد ووالده ساره صباحا حتى الان
رمق ساره بنظرات غاضبه /ممتعضه وهو يقول عاضاً على نواجذ: الله ياخذك ويفكنا منك بالوقت اللي قلت بستفيد منك تمرضين يالك****
تأفف مجدداً بحده معترضه على مايحدث، ليغادر الغرفه بحرص شديد بعد ان تأكد خلو الممر الخارجي
صباحاً...
بعد ان علم بانها تخضع للعلاج النفسي باحد المصحات ،جن جنونه ولكن ليس من أجلها بل من اجل مصالحه التي تقتضي بمساعدتها له .... وهو الذي ظن بانها ستكون ذات منفعه لاولى مره بحياتها وتساعده بجلب ذلك الملف الذي شددا شركائه على ضروره تلفه لما يحتويه من معلومات ربما لو اعاد طلال فتحه مجددا امام الادعاء سيدينه وشركاؤه لما يحتويه من ثغرات / فجوات دمحت وقتها بمجنهم ومساعده احد رجالهم بالامن ...ولكـن ماان ينفتح مجددا ذلك الملف هذا يعني بأنه وشركاۏه بدائره الخطر ...
هذا غير ان ذلك الملف يحوي على معلومات عن نوعيه تلك الادويه الي رصدت بملف مريم ولو عاد لربطها مع تلك الشحنه التي ادين بها ناصر لأفضحت مخططاتهم وكشف امرهم
لذ لابد من تلك الغبيه ان تعود لعقلها كي تجلب له ذاك الملف ليتلف قبل فوات الاوان ...
تسلل باللولوج لغرفتها الذي علم بمصادره الخاصه برقمها ..
،
وقتذاك كانت متكوره على اريكه جانبيه وبين اناملها كراسه رسم ...اهدتها اياها احد الممرضتان المسؤلاتان عن حالتهـا ...
تشكر الله كثير على وجودهمـا فهمـا كان خير أنيس لهـا بهذا المكان الموحش...
اذا انهمـا كان يجاهدان على اشغال وقتها الفارغ بمـا يعود عليها بالفائده ..
فأحداهمـا نمت بها هوايه الرسم التي دفنت بقسوه طفولتها ...حتى انها حين امسكت بالكراسه الفارغه
احتارت كيف تخط على بياضها بالقلم !!
ولكـن مع الوقت اصبحت ترسم بنهـم ...تفرغ به امور شتى تختنق بداخلها بصمت ..
كانت قد انتهت من رسمتهـا تلك والتي لاول مره تكون رسمتها خاليه من الكأبه ...
كانت قد خطتها بالوان الباستيل الملونه..لم تكفي بمرسام اسود ...
كان صباحها مفعم بالحياه ...وروحها ترفرف بالعلالي سعيده ...لم تكـن تنتظر دخول
اعصار الشر بغتـه ...!!!
لم تكن تترقب مجيئ محطمها وقاتلها بتلك اللحظه...ولكن
أبت الحقيقه النكران وهو يقف امامها بجبروت وطغيان
عيناه ترسل إليها إشعاع من نار ثائره ....تتقادح الشرر منها بثوران /هيجان
حبست انفاسها بصدمه/ذعر ....يبس فاهها بترقب خائف، وارتعدت اطرافها بقشعريره ذعر مقيته
تشبث بطرفي الاريكه الجلديه لتغرس اظافرها بها ترتجي الاختباء بداخلها....
اقترب منها وبنهر عاضب نطق : انتي وش مجلسك هنا !! وش مسويه عشان زوجك يدخلك مستشفى المجانين !!
هزت راسها بعجز ليكمل بغضب : تبين تفضحينا انتي !! ناقصين فضايح حن والله لو يدري ابوي عنك يذبحك تدرين وش يعني يذبحك !!
هزها بغضب : تكلمـي وش جابك هنا !!
صمت متفحصاً الذعر الذي يترنح على ملامحها الذابله والتي تتعارك مع بكاء صامت
نطق بعد صمت بغيض شديد : انتي ياك**** هنا جالسه وانا انتظر متى تجيبين اللي
طلبته منك
هزها بأستنكار حاد : تكلمي يا**** جبتي الملف ولا لا !!
ابعدته عنه بعنف وهي تركض لاحد الزوايا لتختبى بداخلها وصوت مكتوم يصدر من حنجرتها
تستنجد بعجز ابكـم ...تود ان تبكي ولكن بكاۏها اخرس ...صوتها ذااااب كما ذابت روحها
يالله....تنظر للباب من خلفه برجاء ...بضعف وهزل لاتستطيع مجابهته ظلمه و فتكه
لما لا احد يدخل الان لينقذهـا منه قبل ان يقتل بقاياها المترممه ...
اقترت منها بغضب جم : ان من احاكي يابنت **** الملف وين !!
ناولته ظهرها وهي تقابل الجدار لتضرب راسها بكل مااوتيت من قوه ..
مره ومرتان وثلاث...كالمجنونه اصبحت توذي نفسها لعله يغرب عنها ليرتفع صوتها المكتوم
بعواء كان اقصى مااستطاعت ان تصدره من حنجرتها الخرساء ..
جزع بكلمات غاضبه موبخه وهو يحاول الهرب قبل ان يكشف امره ولكنه لم يستطع
حين لمح احمد مقبلاً وبجانبه امرااه باتجاه الغرفه ..
عاود للاختباء بالخزانه الكبيره والفارغه سوا من بضعه ملابس لها ....
،
اتكأت عليه منذ ان ترجلا من السياره ،ليدلف بها لمنزلهما الذي فارقاه منذ اشهـر ...ظلت انظارها تتقافز يمنه ويسره بتأمل للمنزل الذي تغير مئه وثمانين درجه بعد ان تهشمت جدرانه واثاثه وسط نيران الحريق من عده اشهر ...
ابتسمت ببلاهه/اشتياق وحنين فذكريات هذا المنزل البارده كانت جميله حين انهالت على مخيلتها الان
بالرغم انها لم تعيش به سوا بضعه اشهر ولكـن ....
كان لها ذكرى فريده لديها...
هنا عنادته و استفزته كثيراً ...وهناك ارتمت بحضنه باكيه وشاكيه ...وكم من ذكريات جميله جمعتها به
لاتعلم لما كانت عمياء عن حبه ...لما غاب عنها ذالك الحنان الذي يتدفق من عينه
تمردت كثيراً بارجاء هذا المنزل على عصيان اوامره ...ولكنها كانت تتلقى العقاب منه فورا مما يغضبها
ازدادت ابتسامتها بأتسـاع وهي تنظر نحوه قائله : اشتقت له
ابتسم نص ابتسامه وهو يراقب تاملاتها للمنزل وبغموض : وانا بعد اشتقت
اعترض حديثهما خروج خالتها ام خالد من المطبخ بأبتسامتها الحنونه : هلا والله وغلا نورتي بيتك يمه
اقتربت منها لتقبلها في حين همست فرح بسعاده : منور بوجودك ياخاله ..
اكملت بحماس : يمــي اشم ريحه طبخ تفتح النفس
ام خالد بضحكه : اي مسويه لكم ربيان يحبه قلوبكم انتي اطلعي غرفتك ريحي شوي على مايجهز
نطق طلال بابتسامه : جعلها تصح يمينك ياخالتي تعبناك معنـا ..
ام خالد بابتسامه مؤنبه : افـا وش تعبتوني معكم احد يتعب مع عياله !!
اكملت بحنان : اذا ماتعبت لعيون فرح بنتي اتعب لعيون من اجل !!
اكتفت فرح بابتسامه ،متاثره من حنان خالتها الذي تودغها فيه دائماً دون ان تنتظر منها عطاء
نطق طلال بنبره متفحصه / حنونه : اجلسي هنا ماله داعي تطلعين الدرج اخاف يتعبك
ام خالد بمرح : لا بسم الله عليها ماراح يلحقها شر لاتكتم على نفسها الله الحافظ
طلال : اي بس الحذر واجب ....،
ام خالد بطمانينه: لاتخاف الخوف بالثلاث الشهور الاولى وعدتها خلاص
اكملت بتذكر وهي تلتفت لفرح : يا اني مجهزه لك مفأجاه تاخذ العقل بس اول نبي موافقه طلال
قطبت فرح حاجبيها بتساؤل : شنو !!
ام خالد لطلال : ابي تسمح لها تجي معي بعد العصر لبيت متعب فيه ضيوف يعزون عليها ابيها تقابلهم ..
طلال بهدوء : مره ثانيه.. شوفه عينك تو مطلعنها من المستشفى وعلى مسؤليتي بعد اخاف تتعب وانتي ادرى بهالامور
ام خالد بمحاوله : انا متاكده انها بترتاح نفسيتها لاشافتهم انت قل تم وازهلها علي انا اهتم فيها
فرح بفضول : مـنو خالتي !!
ام خالد برفض باسم : اذا رحتي تشوفينهم لاتحرقين على عمرك المفأجاه ..
طلال بتفكير متردد: مايصير يجونها هنا اخاف تتعب من السياره ..
ام خالد بمداعبه : لاتبالغ بخوفك ماعليها الا العافيه هذا حنا قبلهم حملنا وولدنا بظروف اصعب من ظروفهم ....
فرح بتساؤل مصر: اول قولي من والله مااقدر اصبر لين اروح ..
ام خالد بابتسامه هادئه : مو شغلي يلا روحي بدلي ملابسك بجهز لكم الغدا
واسبقك لريم على ماتجهزين ..
،
رتبت الاطباق بتشذيب على طاوله التقديم المرموقه ، لتعاود ادراجها
للمطبخ لتختتم تجهيزاتهـا بتجهيز دلال القهوه ...
رغم امتعاضهـا وعدم تقلبلهـا لمجيء جيرانهم والتعرف عليهم،
ولكنها لاتتؤانى عن عمل افضل استقبال يليق بها ...فهي اصبحت ربه هذا البيت ...سيدته الاولى...
فلابـد منها ان تبادر بازهى مالديها ليكون الانطباع الاول عنها عظيم
كما ترى هي ذاتها بتلك العظمه...
بالرغم انه لم يروق لها منزلها ..والذي كان يسكنه بالغابر عمها وزوجته السابقه ام فرح ....
فالطالما حدسها لايخطى ...فـ منذ ان خطت قدميها عتبات هذا المنزل
لفحها زمهرير من الضيق الذي خيم كالغيمه المكتظه اعلاها ...
شيئا ما انفرها من منزل لايضاهى بجماله منزل اخر ...
ربما اتسااعه العميـق ...ولكونهما اثنان لايلوق بهما ذلك الاتساع ؟
او ربما انفرها من سقوفه الشاهقه واضاءاته الموزعه بكل جانب منه كما القصور المعموره ؟
وبرودته العاتيه وضجيج جدرانه الصامته الذي اوجس قلبها الذي وان كان بذلك البرود فهذا لا يمنع بأنها تأنس ان كان هنالك احد يرد لها الصوت بهذا المنزل الكبير ولكن لااحد سواها ومتعب الذي عاد لممارسه عمله
وانغمس منذ مجيئهم بقضيه اخيه ناصر مما جعلها تشعر بالخواء والوحده
اكثـر هنا ...ولكنها لم تقصر فهي ايضا لاتجلس هنا سوا اثناء عودته مساءا فتقضي يومها كله بمنزل والدها ..
قطع تفكيرها رنين جرس المنزل ، نظرت لشاشه الكاميرا التي ظهر بها من خلف الباب امراءه لم تتعرف عليها
لترشح بأنها هي جارتها بدريه كما اخبرها متعب ..
زفر بتوتر وحيره كيف تستقبلها !! ...كانت تظن بان امها او احدى خالتها ستأتي باكرا وتتكفل هي بالاستقبال..
اخذت شهيقا عالياً لتفتح الباب بعد ان رسمت ابتسامه مجامله /زائفه كاد ان يتشنج على اثرها ثغرها المزموم: هـلا وغلا ارحبـي ...
تقدمت نحوها امراءه بعقدها الرابع لترفع الخمار عن وجهها الاسمر ..
تجمـدت ربم باستنكار صادم من هيئه المراءه التي امامها ذات البشره السمراء القانيه : المرحب باقي فديتك ..
بادلتهـا ريم السلام بخدها ببرود تخلله نفور طفيف طغى على ملامحها بعد ان عجزت امام اخفاءه ..
لم يخبرها متعب بان جارتها تنتمي عروقهـا لسمر "الخوال "
ولم يكن لديها ادنى توقع بذلك ...!!
ربمـا كان ذلك سبب نفورها الطفيف او انهـا حقاً تنتمي لتلك العقول السخيفه التي تشدهـا تلك التفاهات ...!!
جلست بهدوء صاخب تجسد بخجل اعتلى وجنتيها بحمره ، لتتبادلا اطراف الحديث برويه وبالاحرى كان قد اقتصرا حديثهم على السؤال عن الحال وماشابه...
حتـى انضم لهمـا والدتها وخالاتها وبناتهـم ...
،
خرجت من الحمام بروب الاستحمام الابيض وهي تتلفت بأرجاء الغرفه لتتأكد من عدم وجوده ..
فهي الان اصبحت تقطن بغرفته بعد ان اصبحت الغرفه التي تسكنها فارغه ...
تعلم انه لعين وقد تعمد ان يخلي تلك الغرفه من الاثاث لتضطر للعيش معه بذات الغرفه
لم تستطع ام تغضب عليه وقتها ولو انه كان ينتظر منها ذلك ولكنـها كبحت غضبها على مضض
لتقبل بمشاركته غرفته ...اقتربت من الخزانه بعجل بعد ان اخبرتها خالتها بانها رتبت لها ملابسها بها
ابتسمت لحب لخالتها والتي استحاله ان تراها بمثابه امرأت ابيها قط...
ولكنها تلك هي خالتها حتى قبل ان تتوفى والدتها..منذ نعومه اظافرها وخالتها تعاملها كبناتها واكثر
وقت جلوسها بالمستشفى كانت يأسه ...... والخواء يعبث بنفسيتها
ولكن خالتها وخواتها مرام وميرال لم يسمحان بذالك وهم يترددون عليها كثيراً
ازداد حبهم بقلبها وزادوها شجاعه على التغلب على عثرات الحياه ...
انتقت لها على عجاله فستان ناعم يناسب كونها حامل اذا انها بطنها اصبح منتفخ قليلا بعد دخولها الشهر الرابع ...
قذفته على السرير لتعاود ادراجها لترتيب الخزانه ليشدها تلك الخزانه المرفوعه على احد الكومندينات بزاويه الغرفه ...
اقتربت منها بفضول لتتفاجى بانها مغلقه برقم سري ..تاففت باستياء وبداخلها تود تتسائل مالذي قد تحويه بداخلها ...
قفز على ذاكرتها كلام ذاك الاخرقان اللذان اختطفاها بذلك اليوم ...
كان يتأمل وجهها المكشوف بخبث مكتفاً ذراعيها بوسط عراكها ومحاولاتها بالابتعاد عنه : الله يأخذك من وين جايبه كل هالزين !!
نطق الاخر بخبث مماثل وهو يقود راصاً على اسنانه بالم : جابته من امهـا اكيد
الله يخرب بيتهم العايله شكلهـا كلها حلوه اخ بس لو اخذنا *** الثانيه معنـا
وضع كفه على فمها وبحده غاضبه نطق : وبعدين معك ماراح تنكتمين ولا شلون !!
نطق الاخر توتر والدماء تغرق وجهه: وين نوديها الحين هالعله !! يعني نبتلش فيها مثل ماابتلشنا بأمها قبل !!
الذي بجانبها بضحكه ماجنه : الله اعلم نهايتها بتكون مثل امهـا ...
اكمل متعمداً ان يسمعها ماقال بتشديد : بس مااعتقد طلال يضحي في هالزين مثل ماضحى بأمها
فلتت نفسها منه وبصرخه مختنقه : انتوا عن من تتكلمون شدخل امي وطلال ومن انتوا !!
بمكر ثعلبي ونبرته الخبيثه نطق : على هونك على هونك ياحلو قدامنا وقت طويل وعد مني بس نستمتع سوا اقولك اللي تبينه ..
كان قد ارخى ذراعيها بوسط حديثهما لترفع كفهـا بصفعه وسمت على وجنته اثر فراره دمها من تلميحاته القذره...
اشرأب عنقه بغضب ليصفعهـا على وجنتها بكفه الغليظه ليشد بكفها على فكها وسط احمرار وجهها من شده الالم وبغضب اكمل : قلنا نبقا حبايب عشان ماتخليني ااذيك بس انتي مصره وشكلك غاويه
شقا ...
نطقت بتوعد : اغبياء مفكرين طلال راح يسكت لكم هين والله ليندمكم على سواتكم
بتشديد حاد : غبيه متعشمه بطلال خير !! اذا طلال هو نفسه اللي تسبب بموت امك تنوقعين بيوحق عليك !
صاحت باعتراض باكي : كذاااب كذااب ياحقيـر والله لاخليه يندمكم على كلامكم والله
ضحك وبخبث واصل : اي هين غبيه اذا باقي مو مصدقه كلامنا ... اقولك طلال اللي قتل امك تعرفين
شيعني هو اللي قتل امك !!
ولا وش كان يسوي سنتين بـ لندن لاشغل ولامشغله !! هذا غير ملفهـا الطبي اللي يحتفظ فيه عنده اذا مو مصدقه نجييبه لك ولايهمك ..
كل شي واضح بس انتي غبيه ..
نطق الذي يقود بضحكه مستخفه : غبيه بس حلوه بنت اللذينا ...
قفزت بذعر من تلك الذكرى على لمسه كفه لكتفها ..
رمقها بنظره حااده من ذعرها الذي بات يصاحبها باالاونه الاخيره ليردف بتشديد :
شفيـك !!
بللت ريقها بتوتر وهي تشد بذراعيها على روبها : مافيني شي ..
زفر بحده / بصبر وهو يقول بتحذير : سكوتك مو من صالحك صدقيني ...
نطقت بنرفزه حاده : انت ليش مصر اني مخبيه عليك شي !! وش بخبي يعني !!
طلال بجمود : تدرين اني اقدر اطلع اللي مخبيته لو ابي غصب عنك بس انا ماسك نفسي غصب ابيك انتي تتكلمين ...
فرح بتلعثم : مافيه شي لاتسوي فيلـم ..
طلال بعدم اقتناع :اتمنى ..
نطقت بتصريفه : ممكن ابدل ..
رمقها بنظره متفحصه ليهتف ببرود : بدلي من منعك !!
لوت شفتيها وهي تقول : اطلع طيب عشان ابدل ..
جلس امامها على السرير وبرود استفزازي : اسف تو جيت اطلعي انتي بدلي برا ..
هتفت بحنق : شلون يعني!!
استلقى وبابتسامه ماكره : يعني اطلعي وطفي النور معك ابي انام ..
بحده : ياسلام وين اجهز ان شالله..وبعدين من بيوديني لبيت اخوي !!
طلال : بنـام على ماتجهزين حالك ..
فرح : زين اطلع نام برا بالصاله ابي اجهز بالغرفه ..
طلال باستفزاز : وليش انتي ماتطلعين !!
فرح بغضب : مو حضرتك مو فاتح الا هالغرفه كل هالغرف الباقيه فاضيه ..
نطق بتذمر : زين اجهزي هنا بس بدون ازعاج بناام ..
استلقى على بطنه لتستشيط غضباً منه وهي تتجه لتبدل ملابسها بدوره المياه ..
،
خرجت لصاله الجانبيه بعجل لتجيب على مكالمته بعيدا عن ضجة احاديث الفتيات ، سحبت ايقونه الرد الخضراء وبنبره مشتاقه /متلهفه : ألـو ...
اروت مسامعه الضاميه بنغمها الفاتن لتنفرج شفاه بابتسامه مشرقه وبألتياع ضامي : اشتقتلك اضعاف المسافه اللي بيني وبينك ..
غرقت بضحكه خجوله ...والسعاده تراقص قلبها على ترانيم غزله العذبه
: وانا اكثـر ..
لوى شفتيه بمـجن وهو يقول : مو كثر شوقي لك
جوري بحماس يتقافز منه حباً يانعاً : بلى كثره وازود ..
اكملت بتساؤل حاني : شلونك طمني عنك وعن دراستك !!
زفر بتـوق استوطن قلبه العاشق لينطق بهمس خافت : ناقصني شوفتك بس انتي بشريني عنك ان شالله مرتاحه
جوري بأعتياديه : بخير الحمدلله من جيت عزيمه وراء عزيمه ..
ضحك ليقول مداعباً : ياويلك اجي والاقيك مثل البرميل من ورا هالعزايم والمفطحات
ضحكت بخفه لتقول: والله ما اوعدك اليوم عند ريـم حنا وبكره جوج مسويه حفله لي ولريوم وجنى
بأبتسامه صافيه نطق متسائلاـ: مستانسه !!
جوري بضياع : ناقصني وجودك عشان تكمل وناستي ...
واصلت بضيق: تدري ياليتك منعتني ارجع قبلك ...
نطق سريعاً بتوجس : ليش احد مضايقك !!
هزت رأسها بنفي وبخفوت مبحوح : لا بس ماتحملت فراقك .....علقتني فيك لدرجه وانا هنا بدونك كأني بغربه اسوا من الغربه اللي كنت فيها معك ...
اكملت بنبرتها المتحشرجه بالعبره : فرقااك حيييل يذبح ...
اغمض جفنيه بتنهيده تمادت على حنينه أثر دفى صوتها و جنون بوحها الصادق ...
لايود ان يستفيق من غمره ذلك العشق اللذيذ بسكرته المباحه ...
لايود ان يغيب صوتها الفاتن عن مسامعه ببوحه الذي اغرقه بـ ٌجب الاحلام الهانئه
واخيراً ...افرجت عن العشق الذي طالما انتظره من خلف زنزانه الكبر والعند
افسحت لحبهمـا مكلأ بساحه العشق الحلال ... ليهنأن معاً تحت ظلال الحب الوافر ..وبدفى الالتياع والتوق والطاهر ..
همس بنبره ثمله عشقاً : مو مصبرني على بعدك الا ريحتك اللي بقت تواسيني بمخدتك ..
وياخوفي يزيد الشوق وماتشوفيني الا قدام عينك والف سحبه على نيويورك وباللي رابطني فيها...
يتبع #
|