لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-01-17, 08:35 AM   المشاركة رقم: 211
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قاريء مميز


البيانات
التسجيل: May 2016
العضوية: 316282
المشاركات: 6,307
الجنس أنثى
معدل التقييم: فرحــــــــــة عضو جوهرة التقييمفرحــــــــــة عضو جوهرة التقييمفرحــــــــــة عضو جوهرة التقييمفرحــــــــــة عضو جوهرة التقييمفرحــــــــــة عضو جوهرة التقييمفرحــــــــــة عضو جوهرة التقييمفرحــــــــــة عضو جوهرة التقييمفرحــــــــــة عضو جوهرة التقييمفرحــــــــــة عضو جوهرة التقييمفرحــــــــــة عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1401

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فرحــــــــــة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : منى لطفي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: كبـير العيلة

 
دعوه لزيارة موضوعي

غاليتى
منى لطفى
وبارت فى منتهى الاثارة والتشويق
ام ستيت لقت حتفها على يد واحد ممن اذتهم
وكان من الافضل ان يتصلوا بالشرطة لانها جريمة قتل
ولكن ان تحرق هى ودارها وتطمس معالم الجريمة
اذن فهناك قاتل حر طليق لم تأخذ العدالة مجراها معه
بالنسبة لسلافة فهى تتصرف تصرفات غير منطقية
لانها حتى لو كانت تفكر بالزواج باخر فلا تفكير الا بعد انتهاء عدتها
وخصوصا انها تعرف ان طلاقها رجعى
الجد عبد الحميد لاغبار عليه فى كلامه المنطقى لحفيده
اما مافعله غيث فاعتقد انه ردها الى عصمته اولا وخطفها ثانيا
ولكن ارى انه ليس من اللياقه ان يخطفها وحتى ان كانت زوجته
لان ذلك قد يعقد الامور اكثر مما يحلها
وفى الختام لك منى كل الشكر والتقدير
وانتظر الجزء القادم بشوووق
دمتى بكل الخير
فيض ودى

 
 

 

عرض البوم صور فرحــــــــــة   رد مع اقتباس
قديم 11-01-17, 03:41 PM   المشاركة رقم: 212
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 216585
المشاركات: 468
الجنس أنثى
معدل التقييم: منى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1595

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
منى لطفي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : منى لطفي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: كبـير العيلة

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فرحــــــــــة مشاهدة المشاركة
  
غاليتى
منى لطفى
وبارت فى منتهى الاثارة والتشويق
ام ستيت لقت حتفها على يد واحد ممن اذتهم
وكان من الافضل ان يتصلوا بالشرطة لانها جريمة قتل
ولكن ان تحرق هى ودارها وتطمس معالم الجريمة
اذن فهناك قاتل حر طليق لم تأخذ العدالة مجراها معه
بالنسبة لسلافة فهى تتصرف تصرفات غير منطقية
لانها حتى لو كانت تفكر بالزواج باخر فلا تفكير الا بعد انتهاء عدتها
وخصوصا انها تعرف ان طلاقها رجعى
الجد عبد الحميد لاغبار عليه فى كلامه المنطقى لحفيده
اما مافعله غيث فاعتقد انه ردها الى عصمته اولا وخطفها ثانيا
ولكن ارى انه ليس من اللياقه ان يخطفها وحتى ان كانت زوجته
لان ذلك قد يعقد الامور اكثر مما يحلها
وفى الختام لك منى كل الشكر والتقدير
وانتظر الجزء القادم بشوووق
دمتى بكل الخير
فيض ودى

تسلمي حبيبتي على تعليقك العميق للاحداث، بالنسبة لأم ستيت فالقاتل زي ما شوفنا مش حرامي، هو قاتلها انتقام منها فبالتالي موتتها دي انتقام، ولو كان لاقاها عايشة كان هو الي هيقتلها بنفسه، عيلة الخولي بتحكم بقانونها، ودا مش غابة لا دا في عُرفهم هما أنهم بيطبقوا العدل، وبالتالي هما لو بلغوا بيأذوا واحد سبق له وأنه اتأذى من الشيطانة الملعونة، تماما زي ما أخد ليث بتاره من قاتل أخوه وقتله بنفسه، ما بلغ الشرطة، لانه من عاداتهم انهم اللي بياخدوا تارهم بيدهم، هنقول انه دا غلط وفيه قانون، تمام سلافة كان سبب رفضها الاساسي لغيث كدا، لكن لما اتوضعت بموقف مشابه، وصاحبتها اغتصبوها وقتلوها وقتلوا خطيبها بالسجن عشان هما مجرمين ما تشهد عليهم، شعرت باحساس غيث وليث وكانت عاوزة تاخد بتار صديقتها، فبالتالي سبب رفضها لغيث انتفى ولو انه كان جواها تخوف بسيط من الارتباط بيه...
فكان القرار انه يطمس اي معالم للجريمة لان مرضعة ابليس دي ما تستاهل انه حد ينأذي بسببها كفاية اللي الاذى اللي سببته لغيرها...
سلافة وارتباطها بغير غيث... مفاجأة هتتفجر في نهاية بارت اليوم ان شاء الله..
غيث وخطفه لسلافة... اتق شر الحليم اذا غضب، وسلافة برعت في اثارة غضبه بشكل منقطع النظير ....
في انتظار تعليقك على احداث ابارت الجديد غاليتي.. دمتي لي بود...

 
 

 

عرض البوم صور منى لطفي   رد مع اقتباس
قديم 11-01-17, 03:46 PM   المشاركة رقم: 213
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 216585
المشاركات: 468
الجنس أنثى
معدل التقييم: منى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1595

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
منى لطفي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : منى لطفي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: كبـير العيلة

 

كبير العيلة
الحلقة (39)
بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)
أخذت ألفت تسير جيئة وذهابا والقلق ينهشها على صغيرتها بينما كان رؤوف يحاول الاتصال بها على هاتفها الشخصي للمرة العشرين، أغلق الهاتف وهو يتأفف حنقا:
- أووف... بردو مغلق!!!... ، نظرت اليه ألفت وقالت بصوت مرتجف خائف:
- وبعدين يا روؤف؟.. سلافة المفروض كانت هنا من تلات ساعات، الساعة داخله على 9 بالليل، هنعمل إيه؟...
رؤوف بنزق:
- أنا مش فاهم لازمته إيه الموبايل بتاعها طالما مقفول؟.. هي سلافة كدا على طول بتنسى تشحنه، أعمل إيه بس يا ربي؟!!!!..
ليقاطعه صوت رنين هاتف المنزل ليسارع بالاجابة تلحقه ألفت التي أسندت رأسها الى كتفه لعلها تسمع ما يطمئن قلبها على صغيرتها، ولكنها لم تستطع سماع شيء وبدلا من ذلك فوجئن برؤوف وهو يهتف بعد أن رحب بالمتصل:
- انت بتقول إيه يا سامي يا بني؟... وما كلمتناش من بدري ليه؟.. على ما عرفت تجيب نمرة البيت عندنا، آه.. لا لا لا اطمن، أكيد هنطمنك، لا لا لا ما تقولش لحد حاجة....
نظرت اليه ألفت بتساؤل وقلق ليردف وهو يطالعها بأسى لتقابل نظراته بأخرى مصدومة:
- مهما كان دا ابن عمها.. غيث عمره ما هيأذيها!!!!1
لتشهق ألفت في هلع وتهمس بصوت مخنوق فيما أغلق رؤوف الهاتف:
- غيث!!!... غيث عمل إيه يا رؤوف؟..
رؤوف بصوت منهك:
- غيث تقريبا.. خطف سلافة!!!!!!!!
لتصيح ألفت عاليا وهي تخبط على رأسها:
- بنتي!!!!!!!!.... ، ثم أسرعت أليه تمسك بمقدمة قميصه وهي تتوسله بقلب أم يكاد الخوف والقلق يقتلانه على صغيرتها:
- غيث هيعمل إيه في بنتي يا روؤف؟.. عاوز منها إيه تاني؟.. مش كفاية اللي جرالها؟.. هو مش طلقها وخلاص؟!!!!!!
قبض رؤوف على يديها المتشبثتين بمقدمة ثيابه وهو يهتف بقوة:
- اهدي يا ألفت اهدي، غيث مهما كان ابن عمها وراجل، عمره ما هيعمل فيها حاجة وحشة، عموما ما تقلقيش أنا هعرف أوصل له ازاي...
بعد ما يقرب المحاولة العشر للوصول الى غيث ليمنّى رؤوف بالفشل كسابق محاولاته نظر الى ألفت وهو يقول بتصميم:
- ما بدهاش بقه...
ليضرب بضعة أرقام في هاتفه وينتظر قليلا قبل أن يتحدث بجدية بالغة قائلا:
- أيوة يا شهاب يا بني... ، رفعت ألفت عينيها أليه ترمقه بنظرات متلهفة فيما أردف:
- الحمد لله يا بني، انت ازيك وازي سلمى والحاج والحاجة وأبوك عامل إيه؟.. بص يا شهاب.. انا يا بني ما كنتش عاوز أقلقكم لكن للأسف أخوك قفلها خالص!!!
على الطرف الآخر من الهاتف كان شهاب يجيب مقطبا بينما حوله سلمى والجدة و.. الجد:
- غيث!!!!.. غيث عمل ايه يا عمي؟...
ما ان طرق اسم غيث سمع سلمى حتى نظرت الى شهاب في قلق وريبة، بينما قطب الجد فيما أكمل شهاب في ذهول وصدمة:
- ايه يا عمي؟.. معقول؟!!!.. خطـ... خطف سلافة!!!!!!!!!!!!!
لتشهق سلمى عاليا وتسارع بكتم شهقتها بينما نظرت الجدة الى شهاب في ذهول فيما أطلق الجد لعنة مكتومة من بين شفتيه بينما تابع شهاب بتأكيد:
- لا لا لا يا عمي، ما تقلقش حضرتك، انا هجيبوه من تحت الأرض.... اطمن حضرتك وطمن مرات عمي، في أمان الله يا عمي، يوصل ان شاء الله كلهم بخير وبيسلموا على حضرتك...
ما أن أنهى شهاب المحادثة الهاتفية حتى أسرعت سلمى اليه هاتفة وعينيها مليئتان بالدموع:
- شهاب.. غيث خطف سلافة يا شهاب؟... معقول!!.. احنا فين هنا؟!!.. بقه أنا اللي كنت عاوزاهم يتصالحوا يعمل كدا؟!!.. أيه فاكرها معزة يجرها وراه مطرح ما هو عاوز؟!!!!!!!!
قال شهاب في محاولة منه لتهدئة روع سلمى:
- اهدي يا حبيبتي، انتي عارفة غيث لا يمكن يأذيها!!..
سلمى بذعر وهي تطالع شهاب:
- دا لو في حالته الطبيعية، انما مش واحد عرف ان مراته وافقت على غيره، لو انت مكانه كنت عملت إيه؟..
شهاب باندفاع:
- كنت هدّيه درس أحرّمه يبص لها بطرف عين حتى!!!... ، سلمى بجمود وهي تطالعه بنظرات مرعوبة مما حدث لشقيقتها الوحيدة:
- وهي؟.. ، شهاب بتلقائية مندفعة:
- كنت ربيتها من أول وجديد وورِّيتها وش تاني خالص عمرها ما شافته قبل كداولا ييجي في بالها انها تشوفه!!!!!!!!!!....
ليصمت فجأة وهو يراها تنظر اليه بخوف ممتزج برعب قبل أن تقول بأسى:
- عرفت بقه أنا مرعوبة ليه؟!!!!!!!!..
صوت عال صدح آمرا:
- ممكن أعرِف ايه اللي بيجرا من ورايْ؟...
نظر شهاب الى جده وهو يزفر بانعدام حيلة قائلا:
- هقول لحضرتك كل حاجة يا حاج.....
صاح الجد بذهول بعد انتهاء شهاب وسلمى من سرد ما استجد من أحداث بين سلافة وغيث:
- بجاه ديه كلّأته يوحصل وما حدش فيكوم يّفكِّر انه يجول؟...
شهاب بضيق:
- يا جدي احنا نعرف منين انه الامور هتوصل لكدا؟.. بصراحه انا قلت انه آخرها هيقولها كلمتين ويمكن جدا يتصالحوا ما جاش في دماغي خالص انه ممكن يخطفها!!!!!!!!!
الجد بحزم لا يقبل النقاش وهو يشير بقاعدة عصاه الى شهاب فيما الجدة تدعو في سرّها ألا يطيل غيث غضب الجد فهو ان غضب كان كالاعصار الذي يقتلع الاخضر واليابس في طريقه:
- كلّم بوك خاليّه ياجي دلوك، وكالّم المعدول خوك وهاتَهْ..
هاتف شهاب والده والذي كان بالديوان منكب على العمل لعله ينسى ما كان من أمره زوجه، وأبلغه برغبة الحاج في رؤيته فأخبره انه في الطريق اليه، بينما حاول مكالمة غيث أكثر من مرة على هاتفه المحمول ولكنه ما يزال مغلقا، فزفر بحنق بينما هتف فيه الجد بقوة:
- انت وكيد عارف هو ممكن يكون راح فين، كلّمه دلوك... ياللا يا شهاب وجوله اللي هجولك عليه وبالحرف الواحد...
نفخ شهاب بضيق، هو مكان واحد شبه متأكد ان غيث قد قصده، ذلك المنزل الذي ابتاعه غيث مؤخرا في منطقة سكنية هادئة في أطراف القاهرة، ووقتها ظن أنه ينوي الانتقال للعيش هناك رغبة منه في مصالحة سلافة، حمد الله انه كان موجودا وقت توقيع عقد شراء المنزل حيث دوّن رقم هاتفه الأرضي، سارع بالاتصال لينطلق رنينا طويلا من الطرف الآخر ولم يجبه سوى السكوت!! ، حاول مرة بعد أخرى حتى فُتح الخط بعد المحاولة الخامسة، قطب شهاب وهو يقول:
- آلو.. غيث!!! ، صوت لهاث حاد وزفير كان الجواب من الطرف الآخر، ألح شهاب قائلا:
- غيث... انت معايا؟!!!!..
ليجيبه صوت مشروخ أجش لم يتعرف عليه في البداية:
- إيوه يا شهاب...
قطب شهاب وتساءل:
- غيث؟.. صوتك ماله؟....
غيث بجمود:
- مالوشي، انت عورفت النمرة اهنه منين؟..
شهاب متجاهلا سؤاله:
- مش دا المهم دلوقتي؟.. غيث عاوزك تسمعني كويس أوي.. انت وسلافة لازم ترجعوا وبسرعة!!!
وكأنه قد ألقى عودا من الثقاب المشتعل وسط كومة من القش، فقد زأر غيث عاليا لتتهاوى قشرة بروده الواهية وهو يهتف بشراسة:
- على جثّتي يا شهاب!!... سلافة ماراتيْ.. سامع؟.. جول لهم كلاتهم.. سلافة مارات غيث وما عفوتهاشي واصل.... أني.. راديتها يا شهاب...
ليحدق شهاب واسعا وهو يكرر بصوت مسموع كالببغاء:
- إيه؟.. راديتها!!!!!!!!!!...
لينتبه الى صوته الذي سمعه الجميع فقد شهقت سلمى في صدمة وذهول فيما هتفت الجدة" يا رب ساترك"...، بينما أمره الجد بعينين صارمتين وهو يشير اليه بأسفل عصاه:
- جولُّوه.... ، تنحنح شهاب وقال وصوته المصدوم مما أخبره غيث في التوّ كفيل باقناع الأخير بما سيلقيه اليه من أخبار:
- غيث.. انتو لازم ترجعوا، جدك لما عمك رؤوف كلمه وقاله انه سلافة لسه ما رجعتش وزمايلها بيقولوا انها اتخطفت وقع من طوله خصوصا انه مش مصدق انك تعمل كدا، بصراحه سلمى معاهد لوقتي وضغطه عالي جدا لدرجة انها مصرة تنقله المستشفى المركزي في قنا وهو اللي رافض!!!!!!...
ليهتف غيث في صدمة:
- جدِّيْ!!!!!! ... ، ولم يلبث غيث أن قرر خطوته القادمة اذ هتف بدون لحظة تفكير اضافية:
- احنا جايين يا شهاب مسافة السكة، طمّن جدي وخلي بالك منه لغاية ما نيجي...
أنهى شهاب المكالمة ونظر الى الجد الجالس أمامه في قوة وشموخ قائلا بخفوت:
- هاييجي يا جدي...
الجد في حزم:
- كالّم عمك رؤوف وعرّفه انهم هاييجوا اهنه.. خالّه ايجيب ماراتَه وياجي هوّ كومان...
هتف عثمان في حنق شديد والذي كان قد حضر بناءا على رغبة والده الذي شرح له في بضع كلمات بسيطة ما فعله ولده:
- بس لمّن عيني تجع عليك يا غيث، بجاه انت تِعمل إكده في بت عمّك؟...
نهرته الجدة والتي لم تستسغ هجوم الجميع على حفيدها المفضل خاصة بعدما عرفته من رغبة آخر في الارتباط بسلافة وموافقة الأخيرة:
- واه.. خابار إيه يا عتمان يا وَلَدِيْ... انت ناسيت انها ماراته كومان؟.. كيف اتوافج على غيراه ما فهمهاشي ديْ؟.. اتجننت سلافة؟.. غيث وجلبه موجوع يا نضري كان يّتصرِّف كيف وهو شايف ماراته عتكون حلال واحد تانيْ؟.. انما عجول ايه كلَّه من بوز الاخص اللي اسمها راوية داهية لا تعودها!!!!!..
هتف الجد بغلظة:
- فاطنه!!!!!! ، لتنتبه فاطمة الى نظرات شهاب الواجمة وجمود نظرات عثمان فقالت وهي تتأفف:
- ما تواخزنيشي يا شهاب يا وَلَديْ.. لكن أمك عِملت كاتييير جووي، وأذيت ناس ياما... ربنا يسامحها بجاه عجول إيه؟...
ليصدح صوتا ناعما يقول بحزن بالغ:
- ولا حاجة يا جدتي، ادعي لها بالرحمة والشفا...
التفت الجميع صوب الصوت وكانت سلمى أول من تحرك ناحيته هاتفة وهي ترحب بالقادمين:
- سلسبيل... ، عانقتها سلمى، فيما مال الليث مقبلا يد الجد والجدة، قالت سلسبيل بصوت يقطر حزنا بعد ان ابتعدت عن ذراعي سلمى:
- أني عارفا عان أمي غّلطت في حجّكوم كتير وخصوصي في حج سلافة.. اني مش عارفة أجولكم إيه لكن....
لتسارع سلمى بمقاطعتها بابتسامة:
- ما فيش لكن يا سلسبيل، احنا أهل، وربنا بيجازي كل واحد على أد عمله، تعالي اقعدي انت شكلك تعبان...
قال الليث والذي شعر بنغزة عميقة في اعماق فؤاده لدموع سلسبيل المترقرقة:
- غُلبت فيها يا دكتووورة انها تاخد بالها من صحّتها لكن راسها يابس، معتسمعشي الحديت واصل...
سلمى بفكاهة لاضفاء روح المرح الى المكان:
- دماغ صعيدي بقه تقول أيه؟...
لتبتسم الوجوه فيما تظل القلوب تخفق قلقا على الغائبين!!!!!!!!!!...
************************************************************ *********
كانت تجلس على الصوفا في تلك الغرفة التي حبسها فيها غيث، عيناها شاردة في الفراغ أمامها، بينما دموع صامتة تنساب على حرير بشرتها وهي لا تكلف عناء نفسها ان ترفع يدها لتمسحها، بل تركتها قاصدة علّها تطهر قلبها من تلك الأوجاع التي تكالبت عليه، ربّاه أنها لا تصدق أن هذا هو.. غيثها!!!... نعم، مهما حدث بينهما ومهما ابتعدا كان وسيظل غيثها، هل تراها دفعته أكثر من اللازم؟.. هل هي فعلا المخطئة؟.. ألم يكن هو من تركها ورماها بأبخس ثمن؟.. ألم يكن هو من ظلمها ولم يهتم بالتأكد من افتراءات الحيزبون والدته قبل أن يرميها برصاصته النافذة التي ما ان انطلقت من فمه حتى نفذت الى عمق قلبها فيما دويّها كاد يصم آذانها وصوته يتردد في أذنها " طالق.. طالق.. طالق!!!!"....، ربّاه!!!... أي امتهان لأنوثتها وكرامتها أقسى من ذلك؟... وبعد هذا كله يجرؤ على أن يصرخ في وجهها ناعتا إياها بـ... الخاائنة!!!.. هي خانته؟.. ولما؟... ألأنها رفضت أن تدور في فلكه وآثرت النجاة بكرامتها وحبّها عوضا عن التمرّغ بإذلال أسفل قدميه؟... هل هذا هو ما يريده منها؟.. أن تنصاع صاغرة إليه تستجدي حبه لها؟... لا.... اللعنة!!... ليست سلافة من تنحني لغير بارئها، وإن كان يملك قلبها فهنيئا له به فخير لها أن تعيش بلا قلب على أن تحيا بلا كرامة!!!!!....
رفعت أناملا مرتعشة تتحسس شفتيها المتورمتين، تكتم شهقة ألم عميقة، هل يعتقد أنه هكذا قد وسمها باسمه؟... هل هكذا وضع صك ملكيته لها كما همس لها بقسوة بعد أن اعتصرهما بوحشية أدمتهما وكأنه يعاقبهما على نطقهما بكلمة نعم للارتباط بسواه!!!!...، إن كان يعتقد أنه بهذا الشكل قد نجح في دحض مقاومتها والحصول عليها إذن فستكون أكثر من سعيدة لتبيّن له أنه ليس هناك من يستطيع أن ينال سوى ما تريد هي منحه إيّاه!!!!..
أنهى المحادثة الهاتفية مع توأمه، وهو يعتصر الهاتف في يده يكتم لعنة كادت تخرج من فمه، لم يكن يريد العودة معها الآن، هو لم يقم بأي خطأ حينما قرر استعادة ما هو له، وسلافة حقه... ورغما عن أنف الجميع بل أنفها هي نفسها!!!... أتعتقد أنه ستنازل عنها بهذه السهولة؟... وهل يُعقل أن ينتزع روحه من بين حناياه بيديه ويلقي به بعيدا؟!!!... نعم... سلافة هي قلب هذا الجسد النابض، هي من تملكه ليس هو!!!... ونعم أيضا... كاد أن يفتك بها، بل إنه قد فتك فعليّا بذلك الثغر الذي لا يزال يحمل مذاقه بين شفتيه، تلك الشفاه التي تجرأت على القبول بآخر!!!!!!... ، لكم اليد الخشبية للمقعد حيث يجلس متغاض عن الألم الذي شعر به بينما يتصاعد ألم من نوع آخر بداخله، لا... انه ليس بألم... بل مرارة وحنق ورغبة واضحة وشديدة في القتل!!!!... نعم القتل!!... سيعيد شريعة الغاب ثانية إن تطاول أيّا كان على سلافته ثانية ولو بالنظر فقط، وحق السماء.. كلما تذكر أن آخر قد نظر اليها واشتهاها كزوجة له حتى تندلع النيران بداخله حتى تكاد تخرج من أنفه وأذنيه على حد سواء!!!....
لم يستطع الجلوس فنهض ينهب الأرض من تحته ذهابا وإيابا، بينما يضرب بقبضته اليمنى راحته اليسرى وصوت بكاءها يتردد في آذانه وطعم دمائها لا يزال مذاقه في فمه!!..، نعم.. وحدها دموعها ودماء شفتيها اللتان أدماهما في عناقه المتملك الوحشي ما جعلاه يفيق مما أوشك على القيام به، لا تزال صورتها وهو يدفعها بعيدا عنه بينما تطالعه بعينيها النجلاوين في ذهول وصدمة ترتسم أمام عينيه...
مرر أصابعه بين خصلات شعره السوداء كالليل البهيم وهو يتذكر كلماته التي ألقاها في وجهها المصدوم، إذ وقف أمامها يلهث محاولا التقاط أنفاسه الهاربة هامسا ببرود شرس يناقض ذلك البركان الذي تفجر بداخله ما ان شعر بطراوة شفتيها بين شفتيه:
- اوعاكي تفتكري اني هجبرك على حاجه، لاه... مش أني اللي أفرض نفسي على حرمة حتى لو كات الحرمة ديْ... حلالي... ماراتي...
توسعت عيناها وهي تسمعه ينطق بكلماته تلك التي تعني..... ، وكأنه سمعها ليردف بشماتة بينما عيناه تلمعان بظفر وحشي:
- إيوه يا سلافه... أني راديتك لعصمتيْ... انتي دلوك ماراتيْ... طلاجنا كان رجعي يعني ليا الحاج اني أرجعك في أي وجت من العدة... ولو بالقول، وأني رجعتك يا سلافة.. وابجي ورِّيني بجاه عتجدري تهربي منّي كيف؟...
ليزيحها جانبا بقسوة ويندفع خارجا صافقا الباب خلفه بقوة ليوصده بعدها بالمفتاح حتى يتأكد أنها لن تهرب منه، فسلافة لن تخطو خطوة واحدة بعيدا عنه!!!!!!!!!!....
كان شاردا في البعيد حينما لاحظ خيال يقف بعيدا عنه، قطب ونظر جيدا في اتجاهه، لتتوسع حدقتاه فيما ذلك الخيال يتقدم أقرب اليه ليتضح صاحبه بعد ذلك والذي لم يكن سوى.... سلافة!!!!!!!..
طالعها بذهول هامسا وهو يخطو ناحيتها:
- انتيْ... انتي جيتي كيف؟... أني غالج عليكي الباب بالمفتاح، والمفتاح في جيبتيْ اهنه..
وأخرج المفتاح من جيب قميصه أمامها، نظرت اليه سلافة وهي تحاول تمالك أعصابها ثم أِاحت عينيها بعيدا عنه قائلة ببرود ساخر:
- حتى لو قفلت عليّا 100 باب وشبّاك.. مش هتقدر تحبسني يا غيث!!!...
هدر فيها بعنف:
- جصدك ايه يا سلافة؟...
طالعته بينما غضبها منه يتصاعد بداخلها، لم تستطع الحفاظ على برودتها الزائفة، لتهمس بغضب مكتوم من بين أسنانها:
- انت عاوز ايه منّي بالظبط يا غيث؟....
سكت يطالعها بغموض فتابعت بينما قشرتها الخارجية التي اعتمدت البرودة تتصدع رويدا رويدا:
- طلقتني من أكتر من شهرين ومن وقتها ما شوفتك ولا أعرف عنك حاجة، فجأة كدا افتكرت انه لك زوجة مطلقها وعاوز ترجعها؟.. ايش معنى دلوقتي؟... ايه عشان عرفت انه اللعبة اللي كنت في ايدك غيرك عاوزها فاحلوّت في عينيك؟....
في خطوتين اثنين كان قد قطع المسافة التي تفصلهما ليجذبها اليه بذراعين كالكلّاب يعتصر خصرها بقوة آلمتها حتى كادت تطلق آهة قوية بينما تحدث بصوت كالفحيح من بين أسنانه:
- انطجيها تاني يا سلافة عشان يبجى أخر يوم في عمرك!!!!..
حاولت دفعه بعيدا عنها بقوة وهي تصيح غاضبة:
- انت عاوز مني إيه؟.....
ليصرخ بغضب أشد:
- عاوزك انتيْ!!.. عاوز ماراتيْ... حلالي.... ما عاوزشي حد يلمح طرفك واصل....
طالعته بنظرات تحمل مرارة وأسى وقالت بابتسامة حزينة ساخرة:
- من امتى يا غيث؟... من امتى وأنا مراتك وعاوزني؟... لو أنا فعلا مراتك وأفرق معاك ما كنتش فرّطت فيا من الأول يا غيث!!!!!
أرخى قبضته عن خصرها لتتنفس الصعداء فيما همس بمرارة مماثلة:
- انتي اللي طلبتيها يا سلافة... ما كوتش يتهيألي انك عتفكري فيها واصل!!!
سلافة بجمود:
- انت اللي صدقتها يا غيث، خليتني أحس اني ما اعرفكش، معقول غيث.. جوزي يصدق فيا كدا؟... أنا؟!!... انا ممكن أضحك أهرّج كبيري أتّريق.. لكن أمد ايدي وأضرب؟!!!..
سكتت لثوان ثم أردفت بضحكة صغيرة ساخرة فيما وقف أمامها يطالعها بغموض:
- لا وإيه... عاوزه أموّتها كدا من الباب للطاق!!!... بذمتك دا كلام يتضحك بيه على عقل عيال صغيرين؟....
أجاب ببرودة شديدة:
- أنتي من لوّل وانتي مش حبّاها يا سلافة، تنكري؟...
هزت كتفيها بلا مبالاة مجيبة ببرود:
- لا طبعا.... ، ما ان همّ بالكلام حتى قاطعته شاهرة سبابتها لأعلى مردفة بقوة:
- لكن هي كمان ما كانتش بتدوب فيا دوب!!!.. هي ما كانتش لا بتطيقني ولا بتطيق أختي ولا أمي يا غيث، ولا عندك اعتراض؟.. مين اللي كان رافض جوازنا من أساسه وقالت كدا قودام جدي نفسه.. مش هيّا؟... وتلقيح الكلام والبوز الشبرين سوا في الحنة ولا الفرح ولا في أي يوم عشته معاها في نفس البيت، أعتقد انك كنت المفروض توزن الأمور صح لكن للأسف... طلعت ماشي وراها!!!!!!!!!
هدر فيها غيث بعنف:
- سلافة حاسبي على كلامك!!!!...
هتفت سلافة بحنق:
- أنا خلاص جبت آخري بقه، انت إيه يا أخي... مش شايف انك غلطان خالص؟... أنا اللي عملت كل حاجه وانت الملاك بجناحين؟...
سكتت لتلتقط أنفاسها ثم أردفت بضيق:
- عارف يا غيث... أنا هريّحك.. أنا فعلا اللي ضربتها، وشتمتها، وكنت عاوزة أموّتها وأرتاح منها ومن شرّها.. ها ايه رأيك؟... ارتحت كدا؟... طمّن نفسك بقه وابعد عني، أنا فعلا واحدة شريرة وهي طيبة، ممكن بقه تنساني وتطلعني من نافوخك....
بكلمة وحيدة رد عليها:
- مجدرش!!!!...
قطبت وهي تكرر بتساؤل:
- مجادرش؟!!!!!... مجادرش على ايه بالظبط يا ابن عمي؟...
غيث وهو يتقرب اليها حتى وقف أمامها ينقل نظراته بين عينيها الاثنين بجدية تامة:
- مجدرش أخرجك من نافوخي، وماجدرش أسيبك..
بابتسامة كلها مرارة وأسى أجابت:
- بس انت قدرت يا غيث!!... انت سيبتني فعلا، طلقتني، ومن شهرين ونص معرفش عنك حاجة زي ما تكون ما صدقت!!!!
غيث بلهجة عتاب ولوم:
- وانتي طلبتيها يا سلافة؟...
سلافة وكادت دمعة تطفر من عينيها:
- وانت نفذتها يا غيث!!!!!..
غيث وهو يرفع يديه ليقبض على كتفيها برفق:
- انتي لمّن شوفتيها وهي... – وسكت وهو يجد صعوبة في التفوه بما هو قادم ولكنه أكمل بصعوبة بالغة – طابجه في رجبة مارات عمي حاسيتي بإيه وجتيها؟.. مش انك راديه اتموتيها ولا أنها تجرّب من أمك؟... ليه ما حاطتيشي نفسك موطرحي؟.. مرة أدخل عليكم وألاجيكي بتتعاركي امعاها وهي توصرخ وتجولي اراتك ابتضربني.. عاوزاني أتصرّف كييف؟... ولا لمن أسمعك بدِناتي التنيين وانتي بتصرخي فيها انك رايداه اتموت.... رايداني أجف وأسجف لك؟... لو كتِّي موطرحي يا سلافة.. كنت عتتصرفي كيف؟...
سلافة بانفعال ودموعها تنساب رغما عنها:
- ما كنتش هظلمك، كنت هستغرب مش هصدق!!!.. هسألك وأسمعك، يمكن ساعتها المنظر كان وأكيد هيضايقني لكن كنت لازم هسألك، انت ما سألتنيش يا غيث، انت صدقت وحاكمت وأدنت، نصّبت من نفسك القاضي والجلاد وأمك الضحية وأنا الجاني مع أني أنا المجني عليه!!!....
صاح غيث بيأس وهو يهزها:
- ما عاوزاشي تفهمي ليه؟... أني من سابع المستحيلات بالنسبة ليا ان امي اتكون جاصده انها تفرّج بيني وبين ماراتي، عمري ما اتوجعتها أبدا، أيون كت عارف انها مش رايداه الجواز هديْ سوا جوازتي ولا جوازة شهاب، لكن عمري ما اتخيّلت انها ممكن توصل لكْدِهْ!!!!
قالت سلافة بتعب:
- وأهي وصلت يا غيث، وخلاص... كل واحد فينا راح لحاله، والعدة قربت تخلص وترتاح مني خالص، تقدر تقولي عاوز مني ايه؟..
غيث بقوة:
- عجولها تاني وتالت ورابع... عاوز ماراتي!!!!
صاحت سلافة وهي تطالعه بتحد:
- بأمارة إيه يا غيث؟.. بقالنا أكتر من شهرين متطلقين حاولت مرة واحده فيهم انك تشوفني؟... انك تصالحني؟... حاولت تكلم بابا وتستسمحه؟... للأسف يا غيث، أسمع كلامك أصدقه أشوف أمورك أستعجب!!!!!!!
نظر اليها غيث بغموض ثم أنزل يديه وابتعد خطوتين الى الخلف وهو يقول:
- انتي فاكراه اني ابعادي دا كان بالساهل؟... اني لمّن بعدت كان غرضي أنك تهدي.. عشان تِعرفي تفكّري صوح، عمري ما اتوجعت انك مع اول واحد ياجيكي توافجي لاه وإيه... لساتك ما وافيتيّ عدّتِكْ!!!!!...
نظر اليها طويلا حتى اضطرت للاشاحة بعيدا عن عينيه، لا تعلم لما هذا الالم الذي ينخر قلبها، هو من تركها وتنازل عنها، هو من كذبها وصدق افتراءات تلك الحيزبون والدته، ولكن مهلاً.. لما هذه النظرات الحزينة التي يرمقها بها مختلطة بأسف واضح وخيبة أمل ظاهرة؟... وأردف يجيبها عن كل اتهاماتها التي رمتها بها في وجهه بعبارة واحدة.. نطقها بكل أسى، بكل مرارة، بكل حزن العالم المنبعث من عينيه ونبرات صوته، قال:
- انتي نزلت الشغل بعد طلاجنا بسبوعين ويوم بالتمام، نجلتي من الجسم اللي كتي ابتشتغلي فيه لجسم تاني عشان الكلام والحديت الماسخ اللي كتي بتسمعيه منيهوم يوماتي، ساعات شغلك من 9 ل 5 كل يوم الا الجمعه والجمعه اللي راحت كان عندك شغل تجفيل الشهر!!!!!!!!!
بُهتت، وقفت تطالعه بدهشة بالغة وقد نسيت القدرة عن الكلام حتى اذا ما تحدثت همست بصوت مشروخ مذهول:
- انت... انت عرفت كل دا منين؟.. ، أدار لها ظهره وأجابها بسخرية ومرارة:
- أني اعرف كل حاجه عِملتيها في المدة اللي فاتت ديه كلاتها، وحكاية سامي بيه عارفها لكن اللي ما كوتّش أعرفه انك هتوافجي عليه وانت لسّاتك على ذمتي يا .. بت عمي!!!...
وتركها وانصرف مغلقا الباب خلفه بهدوء بينما وقعت جالسة على المقعد وراءها وهي تهمس في صدمة:
- معقوله!!.. طب ازاي؟.. ازاي يا غيث وليه؟....
وانسابت دمعة صامتة خدشت بشرتها الحليبية وهي تطالع أثره الغارب!!!.....
كانت لا تزال في مكانها حينما اندفع للداخل بعد دقائق وما ان وقعت عيناها على وجهه حتى شعرت بانقباضة غريبة في قلبها، فنهضت واقفة وهي تتساءل بصوت خافت:
- فيه إيه يا غيث؟... وشّك ما يطمّنشي؟...
غيث وهو يهرب بعينيه بعيدا بينما وجهه لا ينبأ بشيء:
- جهزي نفسك.. عنسافروا البلد دلوك!!!..
قطبت وتقدمت منه وهي تتساءل بقلق وريبة:
- إيه؟.. هنسافر البلد دلوقتي؟...
كرر كلامه ثانية بزفرة ضيق فألحت في السؤال:
- طيب ليه؟...
نظر اليها بتطالعه عينان بلون الليل البهيم، زفر بيأس ثم قبض بيديه على كتفيها وهو يقول محاولا بث الطمأنينه الى قلبها:
- جدي بعافية اشوي وشهاب كلّمني!!!
شهقت برعب:
- لا جدي!!!!...
قال غيث بقوة:
- اهدي يا سلافة واطّمني، جدي عيبجى بخير ان شاء الله....
طالعته بنظرات طفلة خائفة وهتفت من بين دموعها المنسكبة:
- مش هقدر أستحمل يا غيث لو جدي جراله حاجة... مش هقدر، هموت يا غيث.. ها.......
ليسارع بكتم فمها ثم احتوائها بقوة بين ذراعيه وهو ينهرها زاجرا:
- اوعاكي تتحدتي إكده، ماعاوزشي أسمع منيكي الحديت العِفش ديه مرة تانيه!!!!... جدي عيكون بخير ان شاء الله....
طوقته تلقائيا بذراعيها دافنة نفسها أكثر اليه بدون أن تعي وهي تهتف بصدق جليّ:
- يا رب يا غيث يارب....
ولم تنتبه الى حالة من تضمه اليها وكأنها تستمد منه الحياة، ليدفن غيث رأسه في شعرها يتشمم رائحته بينما يهتف داخله بقوة مطالبا باشباع جوعه الشديد اليها، أغمض عينيه وهو يهتف بيأس بداخله:
- يعني ما لاجيتيشي غير دلوك يا سلافة؟!... عستحمل كييف أني دلوك؟... يخرب مطنّك...
أغمض عينيه بشدة يعتصرها أقرب اليه وهو يستاءل في داخله عن سبب جمالها المشع الذي يلاحظه، ليتآكله الغيظ من داخله، فبينما لم يكن يقرب الطعام الا لقيمات تقمن صلبه، وبينما خاصم النوم جفنيه، يجد أنها قد ازداد وزنها في المناطق المثيرة ليكتسب جسدها فتنة طاغية، بينما وجنتيها قد تلونتا بلون أحمر طبيعي وكأنها حمرة الصبايا!!!!!!!!!!!!...
************************************************************ **********
دلفت سلافة ركضا الى الداخل ما ان أوقف غيث السايرة، وكانا قد قضيا الرحلة في صمت تام بعد عدة محاولات فاشلة من غيث لجعلها تبادله الحديث ولكن القلق كان قد مبلغ منتهاه لديها خاصة حينما هاتفت سلمى التي أكدت لها أن حالة الجد... حرجة!!!!!!!!!!
وقفت سلافة على عتبة باب غرفة الجلوس وما ان وقعت عيناها على والدها حتى هرب الدم من عروقها وأوشكت على السقوط مغشيّا عليها، اندفعت الى أحضان والدها الذي تلقفها بين ذراعيه وهي تهتف ببكاء حار:
- جدو يا بابا جدو....
لتسمع صوت حبيب اليها يقول بوضوح:
- أني إهنه يا حبة عين جدك....
حدقت في والدها بدهشة وتساؤل ليومأ برأسه مؤكدا لها ما سمعته، فيما صاح صوت آخر يهتف بذهول:
- جديّ!!!!!!!!!!
استدار الجد الى غيث المذهول، تقدم غيث الى الداخل ليقف أمام الجد يهتف بتساؤل ودهشة:
- انت.. انت بخير يا جدي؟.. اومال شهاب وسلمى....
سارعت سلافة بالارتماء بين أحضان جدها والذي احتواها بين ذراعيه بحنو قبل أن يرفع رأسه مجيبا غيث بقوة بينما ابتعدت عنه سلافة قليلا لتقف بجوار والدها:
- شهاب وسلمى وصابر الغفير اللي انت حدّته عشان يوكّد لك اني عيّان صوح ما جالوش غير اللي أمرتهوم بيه!!!!!!
قطب غيث بتساؤل:
- اللي أمرتهم بيه؟.. انت اللي خاليتهوم يجولوا إكده؟.. وليه؟...
تقدم شهاب منه وقال:
- اسمعني يا غيث...
ليقاطعهما صوت رؤوف قائلا بقوة:
- قبل أي حاجة... أنا للأسف اتغشيت فيك يا غيث، كنت فاكرك هتصون بنتي وتحافظ عليها، لكن طلعت أول واحد ظلمها وجار عليها... ليّا دين عندك ولازم توفّيه يا غيث؟...
قطب غيث وتقدم منه حتى وقف أمامه بينما تقف سلافة بينهما تنقل نظراتها بينهما بحيرة وترقب، تساءل غيث:
- دين؟.. دين إهي دي يا عمي؟!!!!!!!!!
ليرفع والدها يده عاليا ويهوى بها وسط صيحة سلافة، ولكن.... لتسقط الصفعة على يد سلافة التي رفعت يدها لتمسك بيد والدها فيما تقف حائلا بينه وبين غيث وهي تهتف باسم والدها عاليا:
- بابا!!!!!!!...
هدر فيها والدها بغضب:
- بعد دا كله وانتي بتدافعي عنه؟...
حاول غيث ازاحتها من أمامه هاتفا بغضب:
- بعّدي يا سلافة من اهنه... مالكيش صالح باللي بيوحصل، إذا كان عمي يرضيه يوضربني عشان أسد ديني اللي أني معرفوشي لحدت لوك فأنا رجبتي ليك يا عمي...
هتفت سلافة بلهفة:
- لا يا بابا... ما فتهمش غلط أرجوك... غيث ما عملش حاجة... أنا... أنا اللي روحت معاه برغبتي!!!!!!!!!!
لتسقط يد والدها فيما يطالعها بدهشة لا تقل عن ذهول غيث نفسه فيما الجميع يتساءلون"كيف؟"....
أجابت السؤال الصامت في أعين الجميع وهي تدعو الله أن يغفر لها كذبتها وأن تنطلي عليهم:
- احنا بعد ما بعدنا عن الشركة سألني اذا كنت أروح معاه ولا يرجعني البيت، وأنا اخترت أني أروح معاه!!!!.....
رؤوف بريبة:
- وما كلمتنيش ليه على الموبايل تقوليلي؟...
سلافة بلهفة لإقناعه:
- عشان كنت خايفه حضرتك ترفض، وكان لازم أحط حد للحكاية دي، لازم أعرف راسي من رجلي، أرجوك يا بابا تسامحني، أنا غلطت أنا عارفه لكن انا تعبت من الحالة اللي انا فيها، لا انا عارفة أنا متجوزة ولا متطلقة ولا آخرتها ايه أساسا...
رؤوف بخيبة أمل:
- تقومي تخبي عليا يا سلافة؟... ما عملتيش حساب قلقي عليكي أنا ومامتك؟..
انحنت على يده تقبلها وهي تبكي قائلة:
- أرجوك يا بابا سامحني، أنا كنت في حالة يأس عاوزة أرسالي على بر.. أنا تعبت تعبت...
ليرفعها أبوها ويحتويها بين أحضانه يهدهدها حتى خفت بكائها فقال لها بهدوء:
- ويا ترى قدرتي توصلي لحل يا سلافة؟....
ابتعدت عنه قليلا وأجابت بينما تطالعها الوجوه حولها بترقب وتعاطف:
- بصراحه يا بابا أنا تعبت... أنا....
كاد غيث أن ينتزعها من بين أحضان والدها ليزرعها بين أحضانه هو فهو وحده الأحق بتسكين آلامها، ليخرق شروده صوت والده قائلا:
- خلاص يا رؤوف يا خويْ... همّل لبنيّه دلوك.. خليها تطلعوا دارها اتريّح اشوي، روحي معاها يا سلمى انتى وسلسبيل...
لترافقها سلمى وسلسبيل فيما الليث وشهاب يتبادلان النظرات فيما بينهما حينا ويسترقان النظر الى الجد الصامت بغموض أحيانا!!!!!!!!...
قال الجد بحزم:
- غيث... تعالى رايدك.....
وسار الجد يتبعه غيث بينما قال شهاب بخفوت لليث الواقف بجانبه:
- تفتكر الحاج عبد الحميد هيعمل إيه في ابن عمك؟...
الليث بجدية تامة:
- عيعملوا امعاه الواجب وأكتر شويْ أكيييد!!!!!!!!!
--------------------------------------------------------------------------------------------
دلف الجد الى غرفته وأمر غيث أن يوصد الباب خلفه، وقف الجد يطالع غيث بنظرات غامضة قبل أن يشير اليه بالاقتراب ليقول بعد ذلك بسخرية شديدة:
- أني رايد أعرِف.. انت بتفهم من فين؟....
فتح غيث عيناه على وسعهما هاتفا:
- باه... عتجول إيه يا جدي؟...
الجد بحنق تام:
- بلا جدي بلا جدتي.. أني ياب ني انتِه مش جولتلك بالحنيّه؟... حنيّه... مش تور بينطح ولا جحش بيرفُس!!!!!!!!!
هتف غيث باعتراض:
- باه... خَبَار إيه يا جديْ!!!!!
الجد باستهجان تام وهو يدفعه في صدره بمقدمة عصاه العاجية:
- خَبارك متل وجهك!!!... تِعرف يا غيث.. أني خلاص حطيت يديني التنيين في الشّج منِّيك...
وقف مقطبا جبينه وهمس بحشرجة مختنقة:
- يعني ايه يا جدي؟...، هدر فيه الجد بعنف:
- يعني اني جولت لك بالحنان والمسايسة مش بالغصب يا ابن عتمان، انا هخرج لها دلوك وأسعلها.. لو مش رايداك صوح هترمي عليها اليمين يا غيث، وبائن كيف ما كانت رايده، لأنه خلاص لِعبتك انكشفت لمن جولت انك ردِّيتها لعصمتك من تاني، انت كت مكلجها طلاج راجعي مش كيف ما كانت عاوزه، أنما المرّ هديْ عتطلجها كيف ما تجول هي ولمن توفي عدتها لو العريس دوكها لساته رايده.. اني بنفسي اللي عحط يدي في يده ونجرا الفاتحه.. وابجى وريني هتمنعني كييييف يا ولد الخولي!!!!!!!!!!
وانصرف الجد من أمامه فيما يتابعه غيث بنظرات مذهولة قبل أن يركض خلفه هاتفا بقوة يترجاه أن يمنحه فرصة أخيرة، ليتمتم الجد من بين أسنانه في غيظ واضح:
- فرصة تانيّه!!!.. لاه وانت الصادج... فرصة تانيه أنت بجاه.... جال فرصه تانيه جال... رجالة آخر زمن!!!!!!!!!
وقف الجد بالأسفل ينتظر نزول سلافة حيث أرسل اليها الخادمة تبلغها بأنه يريدها في أمر هام، راقبها وهي تهبط درجات السّلم بينما عيناها تطالعانه بترقب وقلق، وما أن وصلت إليه حتى وقفت أمامه تنظر اليه بتساؤل وخشية، ابتسم لها ابتسامة صغيرة، وغمزها في خفية عن الأعين المراقبة لهما، قال بابتسامة صغيرة:
- تعالي يا بتّي رايد أتحدت امعاك لوحدينا....
هتف غيث وهو يلهث:
- جدي.. أني...
ليسكته جده بنظرة قوية قائلا:
- بعدين يا غيث، دلوك أنا رايد اتحدت مع بت عمك.. وبعدين عيكون لينا كلام تاني!!!
وانصرف الى غرفته بالاسفل يراقبه غيث بدهشة وريبة بينما أحاط به من الجهتين كلا من شهاب والليث، قال غيث بذهول:
- بت عمي؟... هيّا بجيت بنت عمي إوْ بس؟!!!!
شهاب بتعاطف وهو يهز برأسه في تضامن:
- لا وأكد لك عليها.. بنت عمّك!!.. ( وهو يضغط على أحرف الكلمة)...
التفت اليه غيث يسأله مقطبا بريبة:
- معناته إيه ديه؟..
ليجيبه الليث بشفقة ظاهرة وهو يربت على كتفه:
- معناته انه الكبير لمّن يجول بنت عمّك يبجى هيّ.. بنت عمّك... لحدّت ما هو ايجول غير إكده!!!!
هرب الدم من وجه غيث في حين مالت سلمى على أذن سلسبيل هامسة بحنق وهي ترمق زوجها والليث بحنق مشفقة على حال غيث:
- انا عاوزه أفهم هو جوزك وأخوه اللي هو جوزي شامتانين في غيث؟..
قطبت سلسبيل ونظرت حيث أشارت لها سلمى بطرف عينها وقالت:
- ليه بتجولي إكده يا سلمى؟..
سلمى بجدية تامة:
- من ساعة ما جدك خد سلافة ودخلوا أودته وهما ماسكين ودانه كل واحد ودن لما حاسه انه خلاص هيغمى عليه منهم في الآخر...
قطع همسهما صوت فتح الباب لتتقدم سلافة يتبعها الجد، وقفت سلافة وهي تطالع الجميع بثقة جديدة بينما تحدث الجد بحزم:
- غيث.... أنا سبج وجولتلك اللي عتجول عاليه بت عمك أني موافج عليه... وأنت لازمن توافج عليه.. صوح؟..
ازدرد غيث ريقه بصعوبة وقال:
- صوح يا جدي...
أشار الجد لسلافة بالحديث فتقدمت تقف وسط الجميع الجالس على المقاعد الارابيسك المنتشرة في الردهة فيما يقف غيث محاطا بأخيه وابن عمه أمامها وتحدثت قائلة:
- جدي خيّرني بين الطلاق أو أني أستمر معاك زوجة يا ابن عمي، وبصراحه... أنا جربت أني أكون زوجة... وللأسف أنت شايف النتيجة اللي وصلنا لها!!!!!!
تأهب غيث للصراخ رافضا ما تلمح اليه وهتف بغلظة:
- يعني إيه؟...
سلافة ببرود وابتسامة مغيظة:
- يعني أنا للأسف اتضح لي أنى معرفكش كويس يا ابن عمي عشان أوافق اننا نكمل كزوجين...
رفعت يدها تسكته حين أراد مقاطعتها وأردفت بهدوء:
- وانت كمان... متعرفنيش كويس!!!
قطب غيث هاتفا بصوت خشن متسائل:
- جصدك إيه يا سلافه؟...
لترتسم ابتسامة مكر على ثغرها الوردي وهي تجيب ببراءة شديدة:
- قصدي فترة خطوبة يا ابن عمي!!!!!!!
صاح غيث بغير تصديق:
- إيييييه؟... خطووبة!!.. يعني أيه؟....
تقدمت اليه حتى وقفت أمامه ورفعت وجهها اليه تجيبه ببساطة:
- يعني احنا هنقضي مع بعض فترة خطوبة... بالظبط زي أي اتنين مخطوبين.. وحط تحت مخطوبين دي ألف خط بالاحمر... لغاية ما ندرس بعض كويس ونعرف أخلاق بعض، والله بعد كدا اكتشفنا اننا ارتحنا لبعض يبقى خير وبركة... اكتشفنا اننا مش فاهمني بعض يبقى يا دار ما دخلك شر!!!!!
صاح غيث:
- انتي بتجولي إيه؟...
ليهدر فيه الجد بصرامة:
- كيف ما سَمِعت يا غيث، ومن دلوك بت عمك هتكون إنه في الدار... وانت عتروح الموطرح اللي كت فيه جبل سابج... ودخولك الدار إهنه عيبجى بمواعيد... أومال مهما كان الدار له حرمته!!!
كاد غيث أن يعض على أنامله غيظا فيما نظرت اليه سلافة بخبث هامسة في نفسها:
- ولسّه يا غيث.. انت لسّه شوفت حاجة؟.. أنا هخلص منك القديم والجديد وهخليك تقول حقي برقبتي.. وابقى قول سلافة قالت!!!!!!!!!!!!!!
- يتبع –


 
 

 

عرض البوم صور منى لطفي   رد مع اقتباس
قديم 13-01-17, 10:47 AM   المشاركة رقم: 214
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قاريء مميز


البيانات
التسجيل: May 2016
العضوية: 316282
المشاركات: 6,307
الجنس أنثى
معدل التقييم: فرحــــــــــة عضو جوهرة التقييمفرحــــــــــة عضو جوهرة التقييمفرحــــــــــة عضو جوهرة التقييمفرحــــــــــة عضو جوهرة التقييمفرحــــــــــة عضو جوهرة التقييمفرحــــــــــة عضو جوهرة التقييمفرحــــــــــة عضو جوهرة التقييمفرحــــــــــة عضو جوهرة التقييمفرحــــــــــة عضو جوهرة التقييمفرحــــــــــة عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1401

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فرحــــــــــة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : منى لطفي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: كبـير العيلة

 
دعوه لزيارة موضوعي

غاليتى
منى لطفي
وفصل رائع من فصول الرواية الرائعة
وكما توقعت سابقا فان سلافة ستعود لغيث
ولكن بعد ان يؤدبة الجد جيدا وهذا ماسيحدث
فان الجد استخدم المكر الحسن لكى يعود غيث بها من مصر
فافتعل تمثيلية مرضه واصاب الهدف
ابو سلافه رجل واضح محدد لم يرث من والده الحنكة فى معالجة الامور
واعتقد ان من ورثها هو الليث الذى هو اقرب الى الجد فى تفكيره
انتظر الفصل القادم بشوووق
لك منى كل الشكر والتقدير
دمتى بكل الخير
فيض ودى

 
 

 

عرض البوم صور فرحــــــــــة   رد مع اقتباس
قديم 14-01-17, 10:42 AM   المشاركة رقم: 215
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 216585
المشاركات: 468
الجنس أنثى
معدل التقييم: منى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1595

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
منى لطفي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : منى لطفي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: كبـير العيلة

 

كبير العيلة
الحلقة (40) والأخيرة
بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)
كانت تخلع السماعة الطبية حينما سمعت طرقات هادئة فقطبت وهي تدعو الطارق للدخول والذي ما إن شاهدته حتى انفرجت أسارير وجهها وقالت ببشاشة:
- أنا كمان قلت مغاوري مش ممكن يخبط بالرقة دي كلها، دا بيهد عليّا العيادة...
ابتسمت سلافة التي اقتربت من شقيقتها وقالت وهي تقف أمامها:
- لاقيت نفسي زهقانه طلعت اتمشيت وقلت آجي لك هنا ونروّح سوا..
سلمى وهي تخلع معطفها الطبي وتعلّقه على العلّاقة المخصصة لذلك الموضوعة بالزاوية:
- امممم، كويّس انك خرجت عموما يعني، من يوم ما حصل اللي حصل وجدي أصدر فرمانه وأنتي حابسة نفسك في البيت زي ما تكوني خايفة تخرجي من هنا وغيث يدخله من هنا خصوصا ان جدي حدد إقامته طول ما إنتي في البيت ما يهوّبش غير بمعاد سابق!!!
عقدت سلافة ساعديها وقالت بابتسامة صغيرة:
- بابا جد ودا ربنا يخليهولي، فيه زيّه... هو اللي عرف ييجيب لي حق صح، يعني كان منتظر إيه وهو عامل لي فيها هركليز ويخطفني وشغل جيمس بوند وقال إيه أنا لسه مراته، أهو احنا رجعنا لمرحلة الخطوبة تاني، ويبقى يقابلني لو اتجوزنا في سنتنا!!!!!
تقدمت منها سلمى وبطنها البارز واضح في فستان الحمل الذي ترتديه:
- بذمتك مش صعبان عليكِ؟... شهاب كان عنده امبارح وبيقول لي غيث اتغير خالص، يا سلافة مينفعش أحلى أيامكم تضيع في العِند والمكابرة، هتندمي على الوقت دا صدقيني، خصوصا دلوقتي!!!!!
قطبت سلافة وأجابت في يربة:
- وايش معنى دلوقتي يعني؟...
لتطالعها سلمى برفعة حاجب فتبرّمت سلافة وأجابت بحنق:
- وبعدين تعالي هنا فكرتيني... بقه غيث صعبان عليكي صح؟... وعشان كدا كنتي بتنقليله أخباري أول بأول!!!!!!!!!
أُسقط في يد سلمى ولكنها لم تشأ الهروب من مواجهتها لم تفعلها سابقا في أي من مواقف حياتها وحتما لن تبدأ الآن مع تلك المتهورة وعاشقها المجنون!!!...، تنفست بعمق وجابهتها قائلة بهدوئها المعهود:
- أولا أنا برفض تلميحك أني بنقل له – وشددت على الكلمة – انا مش جاسوس عليكي له، دا جوزك، اللي حصل وبمنتهى البساطة أني أشفقت عليه لما لاقيته كل يوم بيقف تحت العمارة عندنا مستني سيادتك عشان تخرجي أو بس يلمحك!!!!!
ذُهلت سلافة وأسدلت يديها بجانبيها وهي تهتف بدهشة:
- إيه؟... غيث كل يوم كان بيستنى تحت البيت؟...
تنهدت سلمى بأسى وهي تحرك رأسها يسارا ويمينا وأجابت بابتسامة ساخرة:
- أيوة ، ولو إني إديتو كلمتي أني ما أقولكيش حاجة، لكن لازم تعرفي غيث اتعذّب وبيتعذب أد إيه!!....
سحبت نفسا عميقا ثم اقتربت من شقيقتها الصغيرة وأحاطت كتفيها بذراعها وهي تردف بحنو:
- أنا الأول شكِّيت قلت يمكن صدفة خصوصا أنه أول أيام بعد الطلاق ما كونتيش بتخرجي، لغاية ما لاقيتني بشوفه تقريبا كل ما بخرج، ولما شهاب صالحني ورجعت معاه، شوفته هنا، وفاتحته في وجوج شهاب اللي طلع عارف لأنه حضرته كان بيكون موجود معاه لدرجة أنه اتغاظ مني إني أخدت بالي من غيث وهو لأ!!!!!!
وشردت بابتسامة حانية وهي تتذكر صيحة شهاب الحانقة وهو يهتف بها:
- يعني بدل ما كنتي مركزة مع غيث بس كنت اضربي بعينك شمال شوية أو يمين شوية كنت هتلاقيني معاه!!!!!!! ...
وقتها ضحك كل من غيث وسلمى على هتافه الحانق كما الأطفال تماما!!!..... انتبهت من شرودها بعدها وتابعت:
- ساعتها أنا اللي قلت له على كل اللي مرّ بيكي من ساعة ما رجعنا مصر، سواء في الشغل أو في أي مكان تاني، وطلبت منه أنه ما عادش يسافر تاني وأني هطمنه عليكي على طول، وفعلا أخبارك كانت عنده أول بأول مش عشان تكوني تحت عينه ويعرف الصغيرة قبل الكبيرة لأ... عشان أنا حاسيت أنه غيث بجد تعبان وقوي كمان، وأنه فعلا بيكفّر في كل دقيقة عن كلمة طايشة اتقالت في ساعة غضب، واللي حرّكها كانت شيطان في توب انسان، وللأسف كمان الانسان دا كان أمه!!.. انتي مقدرة حجم الكارثة يا سلافة؟.. لو أنتي زعلانه عشان حبيب سابك في لحظة غضب أومال هو بقه يعمل إيه؟... هو مش بس بعد عن حبيبته لأ... وعن أمه كمان!!.. ويمكن دا السبب اللي خلّاني أسامح شهاب وأحاول أنسى وأدّيه وأدي نفسي فرصة تانية، مش عشان الطفل اللي جاي في السكة وبس لأ.. عشان اللي بيننا يستاهل أننا نسامح ونغفر ونحاول مرة واتنين وتلاتة!!!!
ارتعشت شفتي سلافة وهمست بصوت مشروخ وعينين غائمتين بدموع أبت الهطول:
- وانتي فاكراني ما اتعذبتش وبتعذب في كل لحظة بتمر عليّا واحنا كدا؟.. عارفة يا سلمى... التجربة اللي أنا مرِّيت بيها أنا وغيث دي خلِّيتني أعرف وأتأكد أنا أد إيه بحبه... وأوي كمان، لأني ببساطة شديدة جدا لو ما كانش حبه العمق دا في قلبي ما كونتش الى الآن حاسة بالوجع دا كله في قلبي... أنا قلبي موجوع أوي أوي يا سلمى، كان بالنسبة لي من رابع المستحيلات أنه غيث يسيبني ويرميني بكلمة مهما أنا طلبتها منه، غيث ما كانش بس جوزي لأ... كان جوزي وأخويا وصاحبي وحبيبي، كنت بدلّع عليه وأتنرفز وأطلع جناني عليه وهو بيستحملني، تمام زي الأب لما بيستحمل بنته، ولما... أمه اتهمتني إني كنت بحاول أضربها وأنا كنت بمنعها هي أنها تضربني قلت لا يمكن يصدقها، ساعتها بصّ لي بصّة عمره ما هنساها أبدا، نظرة غضب على حزن على خيبة أمل، ولما حاولت تخنق ماما وأنا فعلا لو كان جدي إتأخر شوية كنت مموتاها مموتها لأني وقتها كنت حاسة أني بموّت شيطان مش إنسان أبدا، ساعتها فعلا كانت الشعرة التي قصمت ظهر البعير زي ما بيقولوا وهو بيتهمني اني عاوزة أموتها وقتها ما دريتش بنفسي وأنا بطل منه الطلاق وسمعت جدي وهو بيتحايل عليه أنه ما يقولهاش..
سكتت تلتقط أنفاسها قبل أن تكمل بابتسامة مرارة وأسى:
- دا حتى ما كلّفش نفسه انه يبص على الكرسي اللي ماما كانت عليه تقريبا شبه مغمي عليها، ونطقها، ياااااه يا سلمى – وكشرت بوجهها وهي تبتلع دموعها التي تهدد بالانهمار- مهما وصفت لكب تبقى صعبة إزاي مش هقدر أوصل لك احساسي وقتها كان عامل إزاي، منتهى الاهانة انك تحسي من الشخص اللي كان أقرب لك من نفسك انك برخص التراب عنده!!...
سلمى وهي تمسد خصلاتها السوداء:
- وانتي لما قلتي له طلقني وأكتر من مرة ما حاسش هو الاحساس دا؟... ما حاسش انه مراته وبنته وحبيبته بيعاه ومش عاوزاه؟.. سلافة.. غيث وشهاب صعايدة عارفة يعني ايه صعايدة؟.. يعني مهما اتعلموا أو حتى سافروا أو وصلوا لأي درجة من التحضر والمدنية انتي تتخيليها جوّاهم لسه الصعيدي اللي بالجلابية والعمّة والشنب اللي يقف عليه الصقر!!
ابتسمت سلافة من وسط حزنها المرسوم على وجهها فيما أردفت سلمى:
- عارفة المشكلة فين؟.. المشكلة أنه كل واحد منكم شايف المسألة من وجهة نظره هو بس، واللي طبعا بتطلعه انه هو المظلوم، لكن لو كل واحد فيكم حط نفسه مكان التاني أنا متأكده أنه الأمور لا يمكن كانت وصلت لكدا، وبعدين ما تنسيش أنك رديتها له وفي مقتل... بقه يا ظالمه يا مفتريه توافقي على سامي وإنتي لسه في العدة؟... ثم مش سامي دا اتقدم لك بدل من المرة تلاته ايش معنى دلوقتي اللي توافقي عليه؟...
نظرت سلافة الى سلمى باضطراب قبل أن تلعق شفتيها بتوتر ملحوظ وهي تجيبها بخفوت:
- أقولك على حاجة وما تقوليش لحد؟... وخصوصا شهاب!!!!
ابتسمت سلمى وأحنت رأسها إلى شقيقتها قائلة:
- سرّك في بير يا سولي!!...
ما أن انتهت سلافة من كلامها حتى شهقت سلمى بذهول صاعق ونظرت اليها بغير تصديق وهي تهتف:
- انتي بتقولي إيه يا سلافة؟.. انتي أكيد اتجننتي؟...
في حين احمر وجه سلافة من تقريع أختها ولكنها أبت الاعتراف بخطئها وبدلا من ذلك تكتفت وهمست بإصرار عنيد:
- هو اللي بدأ.. وأنا مش بسيب حقي أبدا... ولسّه... يا ما هتشوف مني يا غيث اكتشافات ومواهب!!!!!!!
************************************************************ ****************
جلس الجميع حول مائدة الطعام فيما عدا... غيث!!!! .. تذمر الجد من خلو مقعد الأخير ومال على عثمان الذي يجلس الى يمينه وهمس:
- أني بدي أفهم.. هو مش اللي خاطب ديه يعني ياجي لخطيبته ايزورها ويشوفها؟.. رادي أعرِف ولدك عاوز إيه بالظبِّط؟.. لا بياجي ولا بنشوفَه.. أني لمن جولت ياجي في معاد سابج عشان يتجّل رجليه اهنه مش يجطعها علاولاه!!!..
عثمان بهدوء:
- أني عكلمه يا حاج...
قطع حديهما الجانبي الهامس الجدة وهي تقول بفرح:
- امني حانكم كلاتكم متجمعين عشان أجولكم على آخر الاخبار...
نظر اليها الجميع بانتباه في حين رمقها الجد بنظرة عابرة وهو يعلم تماما أي قنبلة ستلقي بها زوجته التي رفضت أن تدعه يتحدث مع عثمان أولا في هذا الأمر، فقد أخبرته أنها تفضل أن تطرق الحديد وهو ساخن خاصة وأنها قد ألمحت الى عثمان بهذا الأمر فأخبرها أن هذا الحديث سابق لأوانه كما أنها متأكدة أن الحديث اليه وسط عائلته سيكون أنسب إذ سيلقى قبولا للأمر من الجميع، وجّهت نظراتها الى عثمان وأردفت بابتسامة:
- شوف عتبجى فاضي ميتى يا عتمان يا ولدي عشان نخلّصوا موضوعك اللي سبج وجولت لك عليه...
تغير وجه عثمان في حين تبادل الباقيين نظرات التساؤل فتابعت الجدة بثقة:
- بوكوم محتاج مَرَه اتكون جاره وإمعاه... وهوّ لسّاته اف عزّه، وأني شوفت له بنت الحلال اللي عتصونه وتريّح باله...
تبادل شهاب وسلمى نظرات الدهشة في حين قال رؤوف الجالس بجوار شقيقه وهو يربت على ساعده:
- ألف مبروك يا عثمان يا خويا، ان شاء الله ربنا هيعوضك خير...
في حين هتف عثمان باعتراض:
- يا أمّاه!!!!
الجدة بهدوء وابتسامة صغيرة على وجهها:
- خابار إيه يا عتمان يا ولدي... اعيالك ما هومّاشي أصغار... كافاياك اللي شوفتوه طول عمرك مع اللي فاتت.. معتضيعشي أيامك الجايه من بين يديكي... احنا ولاد إنَّهارْدِهْ...
رؤوف بهدوء:
- الحاجة معها حق يا عثمان...
ليسارع شهاب بالقول وقد استقر رأيه:
- على بركة الله يا حاج..... اللي يريحك احنا كلنا موافقين عليه...
سلمى بتساؤل قلِق:
- حتى سلسبيل؟...
لتهتف الجدة بجدية:
- سلسبيل متزوجة وعنديها بيتها وراجلها وعيالها، وأني عارفاها.. عاجله.. وبعدين الليث امعاها عيجف جنبيها، لمهم دلوك... أني عكلم الحاجة زينب يا حاج عبد الحميد وأشوف معاد مناسب عشان تروحوا لهم فيه...
وأنتهى الحديث في هذا الأمر بناءا على عبارة الجدة الأخيرة والتي أنهت النقاش تماما في هذا الشأن!!....
كان يجلس على الزرع الأخضر يطالع في البعيد حيث المروج الخضراء المنتشرة من حوله على الضفة الثانية من فرع النيل الصغير الذي يجلس بمحاذاته، يقبض على عصا رفيعة بيده وهو يخط بضعة حروف على الرمل أمامه حين سمع صوتا يناديه، فالتفت الى الخلف وما إن أبصر صاحب الصوت حتى عاد ينظر الى الأمام ثانية ببروده الذي يلزمه منذ أن أُجبر على خطبة... زوجته!!!.
رمى شهاب نفسه بجواره وقال وهو يلهث:
- ايه يا بني.. كل دا ومش سامعني؟...
أجاب غيث ببرودة وهو ينظر الى البعيد:
- سامعك يا شهاب...
شهاب وهو ينظر اليه بتساؤل:
- انت مقاطعنا ولا إيه يا غيث؟..
ابتسم غيث بتهكّم وأجاب:
- ليه يعني؟... إكمني ما باجيشي الدار؟... مش جدي أمر أنه ما خطيش إهناك إلا بمعاد؟...
قبل أن يتثنى لشهاب الاجابة استدار إليه يتابع بغيظ واضح:
- أني يا شهاب؟... أني أخطب ماراتي؟... انت متصوّر انها سهلى عليّ اني أجعد امعاها وكأننا تنيين أغراب عن بعض؟... ديه ماراتيّ – مشددا على مخارج حروف الكلمة – عارف يعني إيه ماراتي؟...
شهاب وهو متخوف من ردة فعله من الأنباء التي يحملها له ولكنه آثر أن يعرفها منه قبل أن يفاجأ بها أمامه:
- احم ... أومال هتعمل إيه لما تعرف باللي جدي أمر بيه؟.. أو بمعنى أصح باللي هيا طلبته منه وجدي وافق عليه!!...
قطب غيث في ريبة وتساؤل بخشونة:
- وأيه هوّ اللي جدِّيْ أمر بيه؟...
تنحنح شهاب ورمقه بطرف عينه وأجاب:
- سلافة هترجع شغلها في الديوان من بكرة!!!.....
ليهب غيث واقفا وهو يصرخ بغضب:
- كيييف!!!!... انت بتجول إيه يا شهاب؟...
نهض شهاب بدوره ووقف أمامه وقال وهو يزفر بعمق:
- اللي أنت سمعته، تقريبا سلافة حاسّة بفراغ وعاوزة ترجع الشغل طلبت منه وهو وافق، وحضرتك من بكرة هتستلم الشغل، وبيتهألي انه مينفعش انه عبد الرازق يبقى موجود وهي موجودة، انت مش ممسكه شغل الديوان كله تقريبا دلوقتي ويدوب بتروح تشرف عليه وخلاص؟!!!
قبض غيث على أصبع يده اليمنى بقوة وهتف من بين أسنانه المطبقة:
- بجاه إكده؟... ماشي يا سلافة... لمّن أشوف آخرتها امعاكي إيه؟!!!!!...
ثم التفت الى شهاب وأردف:
- عاوز أشوفها يا شهاب لوحديها... خلي سلمى تتصرّف... ما عاوزشي حد يّعرف!!!
أومأ شهاب بالايجاب وهو يزفر بضيق لا يعلم ما نهاية لعبة القط والفأر تلك!!!!!!!!!!
************************************************************ ***********
تأفف غيث للمرة المائة وهي يطالع ساعة معصمه، لقد أخبره شهاب أنها ستأتي الآن لما تأخرت، لمح توأمه يقبل عليه فوق حصانه الأسود العربي، وما إن وصل اليه حتى ترجّل ووقف أمامه وبعد أن ألقى التحية سأله غيث بلهفة:
- ماجاتش يعني؟..
زفر شهاب بضيق وقال بغيظ:
- مراتك دي مش ممكن يا غيث، سلمى قالت لها انك عاوز تشوفها، ودلوقتي قبل ما تروح الديوان دي الفرصة الوحيدة اللي تقدر تشوفها فيها من غير ما جدي يعرف، هي كدا كدا رايحه هناك، للأسف رفضت!!.. وقالت انها عندها شغل ولو عاوز تشوفها فعلا أي خاطب بيزور خطيبته في بيتها بعد إذن أهلها، مش سرقة بين الزراعات زي صميدة وبهانة!!!!!!!!!
قطب غيث وهتف بحنق:
- باه... مين صميده وبهانه دولوم ان شاء الله؟...
شهاب وهو يحرك كتفيه علامة الجهل:
- والله مش عارف يا غيث بس تقريبا شكل مراتك بتتفرج على أفلام أبيض وأسود كتير وفاكره انكم هتطلعوا تجروا ورا بعض وسط القصب!!!!!!!!!!
زمجر غيث وهتف:
- انت بتتريّج انت التاني؟!!.. ماشي يا حرمي المصون... أما نشوف آخرتها امعاكي إيه؟...
وما لبث أن قفز فوق الفرس الأسود وهو يردف عاليا بينما وكز خاصرة الفرس فانطلقت تعدو:
- ابجه عاود انت بجاه... اني هتصرّف!!!!..
تابع شهاب توأمه وهو يسابق الريح منطلقا الى هدفه المنشود.... سلافته!!!!!
------------------------------------------------------------------------------
كانت تقف بجوار المكتب تمسك ببعض الأوراق فيما يقف أمامها عبد الرازق الموظف الاربعيني الذي جعله غيث بمثابة نائبا له للاهتمام بأمر الديوان، وكان يخبرها بكل ما يتعلق بالعمل حينما اندفع غيث الى الداخل حيث الباب مشرّعا وهتف بكلمة واحدة قوية فيما التفتت اليه سلافة متفاجئة من دخوله العاصف:
- اخرج...
لم ينتظر عبد الرازق أن يعيد غيث أمره فأسرع بالخروج ليغلق غيث الباب خلفه، وقفت وهي تتمسك الأوراق بقوة تقرّبها إليها وتراقب تقدمه إليها بينما شعره قد شعثته الريح وقد لاح على وجهه أمارات الغضب العنيف، كان يرتدي بنطالا أسودا من الجينز وقميصا أسود مفتوحا الى منتصف الصدر، ولاحظت أنه قد خسر الكثير من وزنه ولكنه بالمقابل قد زادت جاذبيته المهلكة!!!... وقف أمامها تماما مسلطا نيران عينيه عليها وهو يهمس بغضب وحشي مكتوم:
- ما جاتيشي ليه كيف ما طلبت؟...
تمالكت سلافة نفسها وأجابت وهي تشيح بعينيها بعيدا وقد صبغ صوتها برود ثلجي:
- أظن أني قلت أسبابي لشهاب، أنت سمعت جدي كويس أوي بيقول اننا مخطوبين، وأعتقد اني بحترمهم كويس أوي اني أقابل خطيبي من وراهم؟!!!!
هتف غيث بغيظ وهو يرفع يديه الى أعلى رأسه:
- انت عتجننيني؟!!... خطيب إيه وبتاع إيه، أني جووووزك يا سلافة، ها... جووووزك!!!
هزت كتفيها بلا مبالاة وأجابت:
- والله الموضوع دا اتكلمنا فيه كتير أوي، واتفقنا اننا ما عرفناش بعض كويس، وانه فترة الخطوبة دي عشان نشوف هنقدر نكمل مع بعض ولا لأ!!!!!!!!
ليباغتها بالقبض على خصرها بيديه لتشهق عاليا وتحاول الافلات من قبضته المحكمة بينما يهتف بشراسة:
- واني جول تلك جبل إكده وهعيدها تانيّ.. انتي ماراتي... وما عتبجيشي غير ماراتي، ايجولوا خطيبتي ما خطيبتي.. انتي ماراتي، وما عتكونيش غير إكده.. ما هفوتكيش واصل يا سلافة!!!
ثم مال عليها لتلفحها أنفاسه الساخنة وهمس بخبث أمام وجهها الذي فرت الدماء منه:
- أما بجاه من جيهة اننا ما نعرفشي بعض ديْ.. فأحنا نِعرف بعض كويّس جوي.. ولا أنتي ناسياه؟...
وامتدت يده تسحب منها الأوراق التي تتشبث بها وكأنها طوق النجاة، وترميها قبل أن تزحف يده الى أسفل عنقها يثبت رأسها من الخلف بينما تراقبه بذهول أفقدها القجرة على الكلام أو الحركة ثم مال بوجهه ليخطف أنفاسها بقبلة لا يمكن وصفها سوى بأنها زلزال قد ضربها ليرتج قلبها بين جوانحها بشدة فيما قدميها تهددان بسقوطها في أي لحظة!!!!!
وكما الزلزال.. ينتهي في غضون دقائق مخلّفا آثارا مدمرة، كان عناقه... الذي انتهى بعد فترة قصيرة تاركا إياها وهى تحاول لملمة شتات نفسها المتناثرة!!!!..
ابتعد عنها ووقف يطالع وجهها الذي غزته الدماء فيما قالت محاولة التسلح بالهدوء الذي لا شتعر بأدنى شيء منه وذلك حينما استطاعت الحديث:
- إوعى تفكر انك تكررها تاني يا غيث، صدقني المرة دي انت خدتني على خوانه انما المرة الجاية.....
ليقاطعها بابتسامة ماكرة فيما عيناه تغازلانها:
- عتكون برضاكي يا حرمنا المصون!!!!....
هتفت سلافة:
- ممكن أعرف انت عاوز مني إيه بالظبط يا غيث؟...
رفع يده يساوي خصلاتها التي شعثتها أصابعه:
- لسّاكي ما عارفاشي يا بت عمي؟... رايدك أنتي.. ماراتي.. وبتي.. وحبيبتي... ودنيتي كلاتها!!!
شعرت بالضعف يغزوها فحاولت التمسك ببقايا مقاومة واهنة وقالت بعناد البغال:
- من امتى وأنا كل دول؟...
غيث بابتسامة:
- من أول يوم نضرتك فيه لمن فتحتي لي الباب وكانّك فتحتي لي باب الجنّة!!!...
لتفغر فمها في دهشة فانتهز غيث الفرصة وسارع بتقبيلها قبلة سريعة ليبتعد بسرعة أكبر في حين دفعته بيدها وهي تهتف بغيظ:
- انت قليل الأدب على فكرة!!!!!..
غيث وهو يراقص حاجبيه الكثيفين:
- جليل الأدب ديْ هعديهالك النوبة ديْ... لكن مرة تانيه عوريكي جلّة الأدب صوح!!!
سلافة بسخرية:
- لا حول ولا قوة الا بالله.. اللي يشوفك وانت داخل تقول يا شر اشتر.. ما يشوفكش دلوقتي والضحكة من الودن للودن!!!!!!!!
تجهم وجه غيث وهتف بحنق:
- ما تفكّرنيشي، اني كنت جاي وناوي أطبج في زمارة رجبتك...
سلافة بتهكم:
- وايه اللي خلّاك تسيب الزمارة بقه؟...
مال عليها وهمس بمكر:
- شفايفك هي اللي سكّرتني، رشفة واحده منيهوم وناسيت اني كنت جاي ليه؟...
طالعته سلافة بغموض ثم أشارت الى الباب خلفه وهي تقول:
- غيث.. ايه رأيك في الباب دا؟...
حانت منه التفاتة الى الباب خلفه وأجاب بلا مبالاة:
- مالاه؟...
سلافة ببساطة:
- يا ريت تاخده في ايدك بس من برّه!!! يعني وانت خارج!!!!
ليعتدل غيث في وقفته ويهدر بها غاضبا:
- انتي وبعدهالك بجاه في شورتك الغبره ديْ... تبجي ماراتي وخطيبتي كيف بدي أفهم أني؟.. وبعدين أني مش ماشي يا سلافة غير لمّن نشوفوا حل في لحكاية المجندله ديْ، ايه رايك بجاه؟...
هزت سلافة كتفيها بلا مبالاة:
- والله براحتك... بس انت عارف جدي هيزعل إزاي، كلمته قانون لازم الكل ينفذه، لو عاوز تخالف القانون يبقى روح اتظلم عنده!!!!!!!!
نفخ غيث بضيق وهتف فيها وهو يتجه الى الخارج:
- ماشي يا سلافه، اني رايح عنديه دلوك... وعخليه ايجولك انه فرحنا الليلة يا بت عمي.. يا خطيبتي...
وانصرف من أمامها لتطالع في طيفه المبتعد هامسة بابتسامة:
- الليلة؟!!!... الليلة يا عمدة!!!!!!!!!!...
************************************************************ **
- يا سلسبيل انتي بتبكي ليه دلوك؟...
هتف ليث بهذه العبارة وهو يمسد خصلات سلسبيل فيما الأخيرة تفترش صدره تبكي بدموع غزيرة، أجابت من بين غصات بكائها الحار:
- يعني... عاوزني أعرف أني أبوي الحاج عيتجوز وما أزعلشيْ؟...
نفخ اللي ثبضيق ثم قال بمهادنة:
- يا جلب ليث أنتي، انتي خابره زين انه عمي عتمان معيعملشي حاجه غلط، بوكي لساته بصحِّتَه يا سلسبيل، وأمك ربنا يشفيها ما عادلهاشي عيش امعاه بعد اللي صار منيها ديه كلاته، ديه غير انه ديه رغبة جدتك، يبجى ليه الحِزن ولدموع الغالية ديْ؟...
رفعت سلسبيل وجهها ونظرت اليه بعينين منتفختين من أثر الدموع وأجابت:
- صعبانه عيلّ أمي جوي جوي يا ليث، مهما كان ديه أمي برضيكي....
الليث وهو يمسح دموعها بابهاميه:
- يا روح ليث انتيْ... أمك ما تزعليش منّي سلّمت نفسها للشيطان، شيطان الكره والحجد اللي ملا جلبها، وهي ماعمْلتْشي شويّهْ، وكيف ما أماتك صعبانه عليكي بووكي كومان ليه حج عليكي ولا إيه؟...
اكتفت بهز رأسها بالايجاب فتابع:
- ياللا جومي اغسلي وشّك ديه وغيّري خلاجاتك خلينا نروح انزور جدي ونشوفه وتباركيلاه، المفروض اننا عنروحوا بكره عشيّه ان شاء الله عشان نجرى الفاتحه، السوالمة عيله مأصله صوح والشيخ عبد الهادي راجل ما عيتخيرش عن جدي....
هزت رأسها بالايجاب ونهضت تستعد للذهاب الى المنزل الكبير تاركة ولديها لدى عمتها والدة ليث..
لم يستطع غيث إقناع الجد بتعجيل زفافه هو وسلافة كما هدد الأخيره، وقد أخبره جده ببساطة أن العروس لم تقل رأيها الأخير بعد في أمر الارتباط به حتى كاد غيث أن يعض نواجذه غيظا وكمدا، وكان أن حاول تحاشي التواجد مع سلافة بنفردهما فهو يخشى أن ينفلت منه زمام الأمور فالمرة السابقة كان أمر ابتعاده عنها أمرا في غاية الصعوبة والهلاك بالنسبة له وهو لن يعيد الكرة ثانية!!!!..
كان في غرفة الجلوس ينتظر شقيقه حينما دلفت مهجة الخادمة مفتشة عن سيدتها سلافة بأمر من الجد والتي ما أن أخبرته بالسبب حتى هدر فيها بعنف قائلا:
- انتي يا بت انتي عم بتلهفطي بتجولي أيه؟...
وقفت الخادمة ترتعد فرائصها وهي تجيب بتعثر وخوف كاد يطبق على انفاسها:
- أني ما جولـ... جولتش يا سي غيث، ابويا الحاج عبد الحميد جالي نادمي على ستك سلافة عشان فيه اضيوف جايينها من موصر!!....
لمحت سلافة وهي تتجه اليهما فتنفست الصعداء ليقطب غيث حنقا وغيظا، قطبت سلافة التي دلفت الى الغرفة وهي ترى حال الخادمة التي تنتفض رعبا وتتفصد عرقا وقالت:
- فيه ايه يا مهجة؟.. ايه الحكاية يا غيث؟...
هتف غيث من بين اسنانه:
: - ما فيشي، انتي ايه اللي جابك دلوك؟..، تخصرت ووقفت امامه تجيبه بكل تحد
- يعني ايه ايه اللي جابني دلوك ديه؟... عادي خلصت شغلي في الديوان اللي حضرتك مش بتروحه الا ضيف كل يوم ربع ساعه وجيت، وانتي يا مهجة انطقي!!!....
أحجم لسانه بصعوبة عن الرد عليها بكلمات هوجاء فهو لا يريد أن يتراشقا بالكلمات والاتهامات أمام الخدم، أتتهمه الآن بالتقاعس عن عمله وأنها هي من تنهيه بدلا عنه؟.. ما المفترض منه قوْله إذن؟.. أتراها إذا ما أخبرها أنه لا يستطيع أن يجلس في مكان واحد معها يحمل عبق أنفاسها دون أن تتلصص عيناه عليها وأن تحكه يداه شوقا لملمسها ماذا سيكون ردة فعلها؟.. شرد قليلا وابتسامة خفيفة تظلل فمه المظلل بلحية خفيفة وهو يهمس في نفسه أن سلافته ستصرخ وقتها متهمة إيّاه بالتحرش بها لا محالة على الرغم من أنه يحمل صفة زوجها وإن مع ايقاف التنفيذ!!!...
انتبه من شروده على صوت سلافة النزق وهي تهتف في مهجة التي تقف تكاد تموت رعبا منه قائلة:
- ما تتكلمي يا بنتي!
كادت مهجة تضرب نفسها وهي تهتف بداخلها:
يا مورك يا موهجة يا مورك، اني عارفة وربنا .. عورفت اول ما شوفت سحنته انه جاي والشر جاي اف رجليه...
هدر فيها غيث لحظتها بغضب وحشي:
- ما عاوزشي أسمع صوتك واصل، اجفلي خاشمك ديه....، ولكن أصرت سلافة قائلة:
- انطقي يا مهجة... ، لتقرر مهجة أن تلقي بقنبلتها الموقوته وتفر هاربة.. فاستعدت للركض وهي تلقي بجوابها الناسف:
- فيه ضيف جالك من موصر والحاج جالي أنادم عليكي!..
سلافة بتقطيبة:
- ضيف مين؟!
مهجة وهي تضع رجلها استعدادا للاقلاع هربا:
- بيجول.. بيجول أنه اسميه... سامي!...
ولم يُرى من مهجة بعدها الا غابرها، في حين أن سلافة قطبت وهي تردد بحيرة:
- سامي!!!.... لتسمع صوت هسيس غضب وزمجرة وحش كاسر بالقرب منها فرفعت عينيها لتصطدم بنظرة نمر مفترسة فابتلعت ريقها بصعوبة، وعلمت... رأتها في عينيه، لقد أفلت الوحش من مربضه وهيهات أن يعود ثانية خال الوفاض!!!!!!!!
كانت يصرخ وتركل الهواء بقديمها فيما هو يحملها فوق كتفه كجوال البطاطا، لم يلق بالا الى شتائمها وهو يحكم قبضته عليها كي لا تفلت من بين يديه، أسرع خطاه الى الداخل متجها صوب غرفته، ليقابل سلمى وسلسبيل اللتان وقفتا أمامه تهتفان بصوت واحد:
- انت بتعمل ايه يا غيث؟...
دلف من فوره الى غرفته صافقا الباب خلفه، لتقف سلمى وسلسبيل تطرقان الباب بعنف ولكن ما من مجيب، نظرت سلمى الى سلسبيل هاتفة:
- أخوكي هيعمل ايه في أختي يا سلسبيل؟..
سلسبيل بقلق:
- ما عارفاشي يا سلمى، وشهاب وليث مع جدي وبوي وعمي في المُندره عشان الضيف اللي جه من موصر ديه..
سلمى بحنق:
- معرفش ليه حاسة أنه المصيبة دي من تحت راس ضيف مصر دا!!!
ليقاطعها أصواتا عالية قادمة من داخل الغرفة لتلصق كلا من سلمى وسلسبيل آذنها على الباب رغبة في الاطمئنان على تلك الحمقاء ومجنونها الذي من الواضح انه قد فقد عقله نهائيا!!
--------------------------------------------------------------------------------------
وقفت سلافة في وسط الغرفة حيث أنزلها غيث وهتفت به وهي تشير الى الباب الموصد:
- افتح الباب أحسن لك وسيبني أخرج..
تقدم منها بينما تراجعت هي الى الخلف فهي لم تعد تأمن جانبه:
- والله؟.. ابتتكلمي بجد؟.. عسيبك بسهوله اكده تجابلي غراب البين اللي رايد يخطبك؟..
هتفت سلافة بحنق:
- وانت مالك؟.. دا ضيف وجاي وجدي لو كان شايف فيها حاجه غلط ما كانش هو بنفسه اللي بعت لي عشان أقابله!!!!!!!
ليهجم عليها ويقبض على ذراعيها غارزا أصابعه في لحمها الطري وهو يصرخ بشراسة:
- وأني معيهمنيشي حد، أني ماعرفشي غير أنك ماراتي وانه ديه اللي كان رايدك زوجة ليه، فاهماه يعني إيه؟.. يعني شافك بعين راجل رايد حرمه؟.. انتي ليه امصممة تعذبيني ليه؟..
وصمت لثوان أردف بعدها بحزم:
- لكن لاه.. أني لو كنت وافجت على لعبة لخطوبة دي فعشان أفهّمك أني رايدك ومتمسّك بيكي، لكن لو عتفهميها غلط وانه لسّات شورك ابيدك يبجى لاه يا بت عمي، وحالا عروح أشرب من دمه اللي جاي بعين جويه يخطف من ماراتي مني...
ودفعها بقوة واتجه الى الباب لتوقفه صرختها وهي تهتف بكلمات صدمته، فتسمر في مكانه، قبل أن يلتفت اليها ويتجه ناحيتها وهو يتساءل بريبة:
- انتي جولتي إيه؟..
هتفت سلافة وهي تبكي:
- بقول أنه محصلشي حاجة... هو مالوش ذنب، الحكاية دي من قبل ما أشوفك خالص ونيجي البلد كمان بأكتر من تلات شهور!!!!!!!!!!!
وقف أمامها وسحبها أليه وقال وهو يطالعها بحيرة وترقب:
- وإيه اللي خلّا سلمى تجولي انه فيه عريس متجدم لك؟...
سلافة من بين شهقات بكائها:
- أنا اللي قلت قودامهم انه سامي زميلي رجع يلمح لي انه عاوز يخطبني، وانا عارفة ومتأكده انه سلمى هيقول لشهاب وشهاب هيقول لك؟...
بصيص أمل بدأ بالنمو بداخله، ولم يرد استباق الأحداث وبينما كانت يداه تجذبانها بخفة أقرب إليه كان يردف متسائلا بينما قلبه يوشك على الهتاف عاليا بأنه قد ربح أخيرا:
- وليه كل اللفة الطويلة ديْ؟...
رفعت عينان مبللتان بالدموع اليه وهمست بينما ارتاحت راحتيها على صدره:
- عشان تعبت!... وما عدتش قادره على برودك وبعادك عني، فكرت أني أعمل حاجة تبيّن لي انت لسّه شاري وأفرق معاك ولا خلاص... انك لما طلقتني طلاق رجعي كان عشان تدينا فرصة تانية، وانك رافض تقطع اللي بيننا ولا عشان تمشي كلمتك عليّا وتحاول تكسرني!!!
همس غيث بأسى وهو يمسك بيديها المفترشتان صدره:
- أكسرك؟.. معجولة يا سلافة؟.. أني أكسرك برضيكي؟.. أني اللي كت حاسس زي ما يكون حاجه كابيره جوي وعياخدوها مني غصبن عنّي... طلجتك وجتها وأنا في نيتي إنك لساتك ماراتي، عشان إكده ما جدرتش أطلجط بائن كيف ما جدرتي انك تطلبيها!!!!
وقد نطق عبارته الأخيرة بلوم فأجابته وهي تسدل عينيها الى الاسفل:
- طنت عاوزة أقطع عليا خط الرجعه في التفكير فيك، كنت فاكره انى لما هعمل كدا هطوي الصفحة دي من حياتي، لكن اللي حصل...
ورفعت عينيها اليه مردفة وهي ترسل إليه نظرات حب خالص:
- انى مقدرتش، أنا مقلعتش دبلتك يا غيث، دبلتك أهي...
وفاجأته بأن سحبت سلسال رفيع من حول عنقها تخفيه أسفل ثيابها ورفعته ليرى خاتمه وهو يتدلى من السلسال، همس لها بصوت منفعل:
- وأنى دبلتك لساته في يديّ... مهما حوصل بيننا انتى جوايا ماراتي وبتي وحبيبتي.. انى كت هنجن الفترة اللي فاتت ديْ يا سلافة وانى جريبة وبعيده في نفس الوجت...
ابتسمت سلافة وهمست:
- لكن جابت نتيجة أهي، وأبو الهول نطق أخيرا، هو أنت ظهرت ولا بينت كرامه الا بعد ما عرفت أنه فيه عريس متقدم لي؟!!!!!
همس غيث بغيظ:
- معتفكرنيش، أني كل ما أفكر انه كان فيه واحد تاني رايدك عجلي ايشط منّي!!!
ابتسمت سلافة وقالت بشقاوتها التي طال اشتياقه لها:
- لاه.. ما عيشطش منيك ولا حاجه، أني اللي كت هنجن لو ما كوتش ظهرت يا عمده...
ضحك غيث عاليا ثم مال عليها وهمس:
- اتوحشتك جوي جوي يا سلافة...
همست سلافة:
- وأنت كومان يا جلب سلافة...
قطب غيث وقال:
- إلا بالحج ما جولتليش.. يوم ما غلجت عليكي الدار خرجت كيف؟.. ايه.. من تحت عتبة الباب؟..
ابتسمت سلافة بشقاوة ثم مدت يدها الى شعرها المكوم أعلى رأسها وأنزلتها ثانية وهي تحمل... دبوس للشعر، أمسكته بأناملها الرقيقة أمامها وهي تبتسم قائلة:
- بنس الشعر دي بيبقى لها فوايد تانية كتير غير انها تلم الشعر!!!!!!!!!
حدق فيها بذهول وهتف بغير تصديق:
- أنتي...
لتكمل هي بشقاوة تتراقص بين ليل عينيها:
- أيوة يا عُمده... أني طفّشت الباب!!!.. محسوبتك سلافة مهندسة كمبيوتر الصبح وطفّاشة بعد الضهر!!!!!!!!!
صمت يطالعها بدهشة قبل أن ينفجر بضحك متواصل وهو لا يكاد يصدق ما تقوله، نظر اليها بعدها وهو يقول من بين شهقات ضحكاته المتلاحقة:
- انتي كتّي بتتعلمي فين بالظبط يا بت عمي؟..
سلافة بجدية تامة وأسف مصطنع:
- المدرسة الكبيرة يا ولد عمي... الدنيا!!!!!
رفع يديها يقبل راحتيها وقال وهو ينظر اليها بحب:
- وأني اتعلمت في مدرستك انتي يا سلافة...
همست بابتسامة ناعمة:
- واتعلمت ايه بجاه؟...
أجابها بابتسامة مماثلة:
- اتعلّمت أنك أغلى حاجة عِندي، وانه مش مهم أي حاجه طول ما احنا مع بعضينا، هنتخاصم تاني وتالت وعاشر كومان، لكن في كل نوبة خصام حبنا عيكون أجوى من لوّل....
وفي الخارج كانت كلا من سلمى وسلسبيل خارج الغرفة تقفان تحاولان معرفة ما يجري بالداخل، يقتلهما القلق على سلافة فوجه غيث كان لا يبشّر بأي خير وكيف لا و.. سامي قد حضر خصيصا رغبة بالاطمئنان على حال سلافة وما لم يعلمه غيث ولم يعط لأيّ كان الفرصة لايضاحه أن سامي قد حضر يدعو سلافة وعائلتها لحضور حفل زفافه على رفيقة سلافة... تقى، والتي كانت السبب في تأخير سلافة تلك الليلة والتي خطفها غيث فيها!!!..
سلسبيل بتقطيبة:
- سامعه حاجه يا سلمى يا ختي؟..
سلمى بتقطيبة أشد وهي تلصق أذنها بالباب:
- من بعد الصراخ اللي في الأول وهس اسكت بعد كدا، ولا حاجة يا سلسبيل، ايه بيتكلموا بالحبر السري؟..
لتفاجآ بصوت يقول بغلظة:
- بتعملوا إيه؟..
شهقتا برعب وفي حين رمت سلسبيل أخيها بنظرات استنكار هتفت فيه سلمى بحقد:
- دي عامله تعملها؟.. يا بني انا اعرف ستات بتولد في السابع انما في اخر الخامس ما حصلتش!!.. ارحمني بقه من مفاجآتك دي....، مال عليها يهمس أمام شفتيها:
- تدفعي كم؟..
انتبهت لخجل سلسبيل فوكزته في خاصرته بقوة جعلته يتأوه ونهرته قائلة:
- إتلم!!!!!!!!
قاطعهما صوت ليث يتساءل:
- فيه إيه يا جماعه واجفين إكده ليه؟..
شهاب ببساطة:
- نفس السؤال كنت لسه بسأله ومحدش فيهم رد عليا...
همّت سلمى بالحديث حين تناهى الى سمعها صوتا مكتوما يأتي من داخل الغرفة فأسكتت الجميع قائلة:
- هششش.. استنوا...
اقترب الجميع من الباب، ليظهر صوت سلافة بوضوح يقول:
- استنى بس يا غيث..
ثم صوت غيث الغليظ وهو يتمتم ببضع كلمات لم يستطيعوا تفسيرها، همس شهاب بحنق:
- ايه يا غيث دا بتتكلم بسرعة 120 كلمة في الثانية!!!... بالراحه...
أنصتوا ثانية ليسمعوا صوت سلافة يقول بخفوت:
-لا.... ـ قطبوا في حين واصلت:
- استنى...، قطبوا أعمق فواصلت بخفوت أكبر:
- تؤ تؤ تؤ.. اخص عليك يا غيث!!!!!!!
لتنفك تقطيبة ليث وشهاب ويرتفع حاجبيهما لأعلى بشكل متنافر، في حين زادت تقطيبة الشك لسلمى وتبادلت نظرات الحيرة والقلق مع سلسبيل، وفيما احمر وجه شهاب لكتمانه ضحكه الذي يهدد بالانفجار همس ليث بغلظة:
- جبْر يلم العفش!!!... ، ثم همس في أذن شهاب:
- خوك جلع برجع الحيا خليص!!!..
همست سلمى بقلق:
- هما سكتوا ليه؟..، أيدتها سلسبيل بحيرة:
- بعد ما جالت له أخص عليك ما حطتش منطج يا نضري!!!
لتكتم سلمى شهقة ذعر وتهمس برجاء لشهاب:
- الحقه يا شهاب لا يكون عمل فيها حاجة!!!
شهاب وهو يحاول طمأنتها بينما يرسل اليه الليث بنظرات مستفزة:
- ما تخافيش يا حبيبتي ما حصلش حاجة..
الليث بمكر وهو يرفع حاجبه الأيمن:
- متوكّد انه ما حوصلشي حاجة!!!!
لينهره شهاب:
- واه... ما تسكت سا كت يا الليث ناجصاك هيا إياك!!!!!!!!!
قطبت سلمى وقالت برعب:
- طالما اتكلمت بالصعيدي يبقى انت قلقان يا شهاب!! ما انت ما بتقلبش غير لما تكون قلقان او فيه حاجة غلط!!!!!!
شهاب بزفرة ضيق وهو يرمق الليث بحنق فيما الاخير يكبت ضحكاته بصعوبة:
- يا بنتي ما فيش..
سلسبيل بحنق:
- اومال ليه جالت له اخص عليك يا غيث؟.. واكيد اعملها حاجه؟..
الليث بجدية زائفة:
- يمكنّهم ابيلعبوا إخص عليك يا غيث؟!!!!!
سلمى باستهجان:
- نعم؟.. ، هتف شهاب:
- أيوة يا حبيبتي دي لعبة جميلة جدا!!!!!
سلسبيل وهي تنظر الى الليث بلهفة واضحة:
- ولد عمي.... ، الليث بحب يتقافز بين مقلتيه:
- اعيونه!!... سلسبيل بنعومة:
- أني كومان رايده ألعب!!!! ، ليقطب في لحظتها هامسا بريبة:
- تِلعبي إيه؟..، سلمى بفرح:
- اخص عليك يا غيث!!!، ثم التفتت الى شهاب مردفة برجاء:
- وأنا كمان يا شهاب عاوزة ألعب!!!
هتف شهاب بحنق:
- تلعبي ايه انتي التانية ان شاء الله؟...، لتجيبه بدلال:
- اخص عليك يا غيث!!!!
صاح معترضا ليخفض صوته بعدها هامسا بغضب:
- نعم يا ختي؟.. انتي بتستعبطي؟... تلعبي اخص عليك يا غيث!!.. وانتي مالك ومال غيث!!!
سلمى التي فهمت طبيعة الحوار ورغبة منها في استفزازه قالت ببراءة مزيفة:
- اللاه يا حبيبي.. مش انت اللي قلت انه دا اسم اللعبة؟..
لتهتف سلسبيل:
- وانا كومان..، الليث بتقطيبة:
- وانتي كومان ايه ان شاء الله؟.
سلسبيل:
- ألعب اخص عليك يا غيث!!!
الليث باستهجان تام:
- تلعبي إيه يا أم عدنان؟.. ايه اللي جاب غيث إهنه؟..
قطب شهاب يطالع سلمى بنصف عين قبل أن يقول وقد فهم أنها تلاعبهم بالكلمات:
- لا لو على اللعب.. انا عندي لعبة أحسن منها!!..، ثم أحاط كتفيها بذراعه ومال عليها هامسا:
- ستين اخص عليك يا شهاب!!.. ايه رأيك بقه؟..
رفعت عينيها اليه وهمست بابتسامة أخذت بلبه وجعلته يشعر بالدماء تجري حارة في أوردته:
- موافقة طبعا!!!!!!!!
ليقتادها سريعا وهو يرمي بكلمات استئذان من فوق كتفه فراقبتهما سلسبيل التي ضربت بقدمها في الارض كالاطفال والتفتت الى الليث هاتفة بحنق:
- يعني دلوك سلمى تلعب اخص عليك وسلافة تلعب اخص عليك وأني لاه ليه؟؟؟.
ليباغتها الليث بحملها بين ذراعيه متجها بها الى الغرفة التي كانت الجدة قد أمرت بتجهيزها لهما لتكون مكانا دائما لهما في المنزل الكبير، شهقت سلسبيل بدهشة وهمست بخجل فيما يسير بها متجها الى غرفتهما:
- واه.. نزلني يا ليث حد ايشوفنا تبجى عيبه في حجنا، خليص بطلت.. ماعاوزاشي ألعب!!!
الليث بحزم زائف وقد اقترب من غرفتهما:
- على كيفك إياك هو، ألعب لاه ما ألعبش!!!!
دلف الى الداخل وأنزلها في منتصف الغرفة ثم اتجه ليوصد الباب خلفهما بالمفتاح، طالعته بريبة، وقالت وهي تخطو الى الخلف:
- انت غلجت الباب ليه؟..
رمى عصاه بعيدا ثم خلع عمامته ورماها جانبا ليلحقها بثوبه الكتاني الأبيض، واقترب منها ليعاود حملها ثانية ويلقي بها في منتصف أغطية الفراش الحريرية وهو يقول بصوت أجش:
- عنلعب عريس وعروسة.. أيه رايك بجاه؟...
همت بالاعتراض حينما أوقف اعتراضاتها بفمه المتطلب الحازم، ولم يزل يعانقها حتى تداعت حصون مقاومتها كليّة واحدا وراء الآخر واستسلمت اليه بكل رضا وحب، لينقلها معه الى عالمهما وحده... عالم الليث وسلسبيل فقط لا غير!!!!!!!!!!!

نظر غيث اليها وهي ترقد بجواره تبتسم بنعومة، همس لها وهو يحيطها بذراعيه:
- اوعديني يا بت عمي...
همست بالمقابل:
- أوعدك يا ابن عمي...
غيث وهو يميل عليها يزرع عيناه في ليل عينيها:
- اننا مهما حوصل بيناتنا ما عنتفارجشي واصل، انتي ما تتصوريشي أني متضايج كيف لأني رميت عليك أبغض الحلال، كنت عتجن لو كانوا السبوعين دول فاتوم وما رادتكيشي!!
تنحنحت سلافة قليلا وقالت وهي تطالعه بقلق أثار ريبته:
- احم احم.. ما هو العدة ما كانش فاضل فيها اسبوعين بس يا غيث!!!
غيث بتقطيبة حائرة وابتسامة:
- اومال كم؟... أني عددهم باليوم والساعه، إيه... معجول غولطت في الايام؟!!!!
سلافة وهي تعتدل في رقدتها ليفسح لها غيث المجال لتجلس وهي تقول بينما ترمقه بطرف عينها:
- لا ما هو... العدة.. تخلص بعد أربع شهور مش اسبوعين!!!!
قطب غيث واعتدل يجلس بجوارها فوق الفراش ويميل عليها متسائلا:
- اربع شهور؟.. كيف يعني ما فاهمشي؟...
لتطالعه بابتسامة مترددة ثم تمسك بيده وتضعها أسفل الغطاء لتلامس بطنها العارية وهي تهمس:
- معقولة ما حاسيتش بيه؟....
صمت غيث مذهولا لوهلة وهو يفتح عينيه واسعا بينما يده تتلمس بطنها المنتفخة ببروز صغير والذي أرجعه لاكتسابها وزنا زائدا وهمس بصوت متأثر مبحوح:
- انتي.. انتي...
قاطعته تكمل عبارته:
- حامل يا غيث، بيني وبين سلمى تلات أسابيع بالظبط!!!!!!!!
ليطرحها على ظهرها فجأة جعلتها تشهق ويشرف عليها وهو يقول بغيظ:
- وخبيتي عليّا يا سلافة؟... جالك جلب ما تجوليش؟...
سلافة وهي تكاد تبكي لرؤيتها للهفته وحزنه الواضحين:
- ما كنتش عاوزة رجوعنا لبعض يكون سببه الواجب أو عشان فيه طفل جاي في السكة، وبعدين محدش يعرف خالص، انت أول واحد تعرف، عهد وخدته على نفسي أنه محدش يعرف قبلك يا غيث، حتى سلمى نفسها كانت شاكّة لكن أنا بردو ما رضيتش أقولها، أرجوك يا غيث ما تزعلشي مني أنا خلاص ما عدتش قادرة على زعل وخصام تاني...
أسند جبينه الى جبينها وتمتم بزفرة عميقة:
- وأني كومان ما عادش فيا جدرة اني أبعد عنيكي تاني أبد، امسامحك بس على وعد منيكي انك السبعه اللي عايجوا بعد إكده ان شاء الله عتجوليلي من أول دجيجة!!!!!!
دفعته في صدره تبعده عنها وهي تهتف بذهول:
- نعم؟.. سبعة!!!!.. ليه يا عمدة.. فاكر نفسك متجوز أرنبه!!!!
غيث بابتسامة:
- لاه.... جطة شيرازي يا مارات العمدة!!!!!
ضيقت عينيها تطالعه قبل أن تقول ببساطة:
- وليه سبعة؟... حط عليهم كمان أربعه وتبقى قفلت فريق كورة من بابه!!... ناس طيبين أوي يا خال!!!!!!
ليهتف غيث أمام وجهها بضحك:
- جوي جوي يا خال....
ويقطف ثغرها في قبلة تحولت لعناق عاصف رمى بهما في أتون عواطف مشتعلة وتركهما يدوران في ثناياها لتبتلعهما رمال حبهما المتحركة قاذفة بهما الى عالم من الألوان المشرقة!!!!!!!!
************************************************************ **********
الخاتمة:
رحبت الجدة فاطمة بالضيوف الذي جاءوا لحضور حفل عقد قرآن عثمان الخولي الى خديجة السوالمي، كانت سلافة وسلمى وسلسبيل قد انتشرن بين الحاضرات للترحيب بهن حينما نادت عليهن الجدة وهي تقدم إليهما شابة تقاربهما في العمر قائلة ببشاشة:
- السكرة دي تبجى منة... مارات الباشي مهندز سيف ابن الشيخ عبد الهادي، والجومرات دول... – مشيرة الى بنتين صغيرتين يقاربن والدتهن في الشكل وبشدة – يبجوا هنا وفرح.. بناتها!!!!!!!
رحبن بها واندمجت منة معهن وخاصة سلافة والتي شعرت أنها تقاربها في الشخصية، كانت تتجاذب معها أطراف الحديث حين انتبهت لسلمى وهي تهمس لها أن زوجها قد أرسل من يخبرها أنه يقف في انتظارها بالحديقة بالخارج( كان الاحتفال للرجال في خيمة كبيرة بحديقة المنزل فيما الحريم بالداخل)... استأذنت منة من سلافة والتي تعلق بها البنتين وذهبت لترى ماذا يريد سيف؟!!!!!!!
وقفت تتلتف يسارا ويمينا تفتش بعينيها عنه لتفاجأ بذراع تسحبها من الخلف حيث ابتلعتها ظلمة الحديقة!!!!!!!...
التفتت لترى سيف وهو يطالعها بابتسامة مشاكسة فنهرته قائلة:
- انت مش هتبطل عمايلك دي؟.. يعني هترتاح دلوقتي لما قلب يقف من الخضة؟!!!!
ليحيط خصرها بذراعيه ويهمس أمام وجهها:
- بعد الشر عليكي يا قلبي...
حاولت دفعه جانبا وهي تهتف بصوت منخفض:
- سيف انت اتجننت؟.. احنا مش في بيتنا هنا!!!!!!!!
سيف وهو يميل عليها محاولا اقتناص شفتيها في قبلة يتحرق إليها:
- أعمل ايه... الفرح والزيطة فكرني بفرحنا... بقولك إيه.. ما تيجي نسيب العيال مع الحاجة زينب ونهر بأنا وانتي؟.. تعالي نروح شارم وننزل في نفس الفندق اللي نزلنا فيه في شهر العسل فاكره؟!!!!
نظرت اليه مضيقة حدقتيها وأجابت باستنكار:
- يعني انت دلوقتي منادي عليا عشان تقولي نسافر شارم؟... سيف بجد انت كنت عاوز أيه؟..
قطب قليلا محاولا التذكر ليهتف بعدها وهو يخبط جبهته براحته اليمنى:
- شوفتي نستيني إزاي؟.. زياد ابنك يا ستي... قعد يزن عاوزك ومعرفتش أسكته!!
قطبت وقالت وهي تتلفت حوله:
- وهو فين زياد؟...
أجابها:
- بعد ما ناديت عليكي شهاب قعد يتكلم معاه وخده وأنا لاقيتها فرصة أني أستفرد بكي بصراحه، بقالنا تلات أيام في البلد معرفتش أقعد معاكي براحتنا خالص!!!
ابتسمت منة وقالت وهي تهم بالانصراف:
- وانت كمان وحشتني يا حبيبي، عموما نبقى نشوف موضوع السفر دا، بيني وبينك فكرة هايلة، بس يا ريت بلاش فندق، خليه شاليه ع البحر أحسن.. عاوزة أستفرد بيكي يا بيضة!!!
ابتسم سيف، كم يحبها، يعلم أنه لا يزال هناك أثر من الجرح بداخلها، صحيح أنه قد اندمل ولكن أثره لا يزال باقي، وهو لن يكل ولن يمل من أن يثبت لها يوميا أنه لا يوجد غيرها في حياته بل وقلبه، همس أمام شفتيها:
- تصدق يفكرة، أنا هاخدك في رحلة سفاري في الصحرا... يبقى أنا وانت وبس!!!
ابتسمت منة وما أن همت بالكلام حتى أسكتها بقبلة خطفت أنفاسها وابتعد وهو في شوق الى المزيد، وهمس وهو يتلمس شفتيها المنتفختين:
- هنسافر الليلة... مش عاوز أضيع ثانية واحدة من الاجازة بعد كدا...
أومأت بالموافقة وأسرعت في العودة بينما مسح على وجهه ورسم عليه ابتسامة صغيرة واتجه الى مكان الحفل يفتش عن ولده والذي ما ان وقعت عيناه عليه حتى ركض اليه يرتمي بين ذراعيه ليرفعه سيف عاليا وهو يجلسه فوق كتفيه في حين تتدلى كل ساق على كتف من كتفيه!!
-----------------------------------------------------------------------------------------
انتهى عقد القرآن ورحل الجميع، كانت سلسبيل تبدل ثيابها حينما فاجئها ألم قوي بأٍفل بطنها لتنادي ليث بخفوت والذي كان بالصالة الصغيرة الملحقة بجناحهما، ونادته ثانية بصوت أعلى ليهرع اليها ويتلقاها بين ذراعيه قبل أن تهوى مغشيا عليها!!!!!
- حامل كيف يعني يا دكتورة؟.. احنا واخدين احتياطتنا؟؟؟؟
احمر وجه سلسبيل التي شعرت بالحرج في حين نهرته والدته:
- واه يا ليث!!!!...
استأذنت الطبيبة وانصرفت ترافقها والدته، ليتجه الى سلسبيل ويجلس بجوراها وهو يرفع يدها مقبلا راحتها ويقول:
- اني ماعارفشي كيف ديه حوصل؟... انتي كتي بتاخدي الحباية يوماتي.. أني كت بديهالك بيدي...
سلسبيل وهي تبعد عينيها عنه كمن يشعر بالذنب وتقضم شفتها السفلى:
- ابصراحه إكده يا ليث.. أني بجالي شهر ما اخدتهاشي!!!
ليطالعها بذهول هاتفا:
- كيف ديه؟....
أسرعت تفسر بلهفة:
- كنت باخدها جودامك لكن ما أبلعهاشي، وأعاودها من تاني، ليث أني مشتاجه لعيل منيك، وبعدين خليها على ربنا، أنا حاسة انه ربنا عيكسفناشي النوبة دي...
الليث ينهرها:
- الدكتوورة جالت من ست اشهور السنة، وانت لساتك ما كملتيش الخمس اشهور حتى!!!
سلسبيل محاولة تهدئته:
- يا ليث فين ايمانك بربنا؟... خلاص.. اللي حوصل حوصل.. ادعي انه ربنا يعوضنا خير ويرزجنا الذرية الصالحة...
احتواها بين ذراعيه وهو يدعو من قلب يخفق بسرعة عالية خوفا وهلعا على سلسبيله:
- يا رب يا سلسبيل، ربنا يجومك ليا بالسلامة، أنا لو عاوز اعيال يبجى عشان منك أنتي، بطنك انتي اللي تشيلهوم، لكن أني عدنان وشبل عندي بالدنيا، وأهم حاجه صحتك انتي يا سلسبيلي...
ابتسمت سلسبيل:
- ربنا ايخليك ليا يا ليثي...
*******************************************************
ولدت سلمى "رؤوف شهاب الخولي" في ساعات الفجر الأولى بعد مخاض عنيف، كاد فيه شهاب أن يتسبب في صرع طاقم الاطباء جميعهم ليضطر غيث في النهاية لتهدئته بسحبه بالقوة من أمام غرفة التوليد وحبسه في استراحة المرضى لحين ولادة سلمى!!!، وتوعده شهاب أن يرد له المثل أثناء ولادة سلافة وقد كان..... حيث ولدت سلافة "رهف غيث الخولي" بعد ولادة شقيقتها بأسبوعين، ونفذ شهاب وعيده لغيث بحبسه في نفس غرفة الاستراحة لحين ولادة سلافة...
احتفل الجد عبد الحميد بعقيقة أصغر أحفاده.. رهف ورؤوف... وسط فرحة العائلة واليت اكتملت بنبأ حمل سلسبيل... ، وكانت خديجة بمثابة أم ثانية لأولاد عثمان حيث أغدقت عليهما من حنانها الأمومي خاصة وقد أحبها الجميع لجميل أخلاقها وحسن سلوكها كما أنها تحمل بين أحشائها... حفيدا جديدا لعائلة الخولي والذي كان بمثابة معجزة ربانية لها أن تحمل وتلد وهي في أوسط الأربعينيات...
************************************************************ *******
صممت سلافة على الاحتفال بعيد ميلاد الجد السابع والسبعين وبينما كان الجميع يتبادلون الأحاديث المرحة فاجأ سلسبيل المخاض التي صرخت هاتفة باسم ليثها والذي هرع اليها يحملها الى المشفى يرافقه أخويها وزوجاتهما في حين تركا الأطفال في عهدة خديجة والجدة وأم ليث....
كان ليث يحفر الارض من قوة خطواته قلقا على سلسبيله، كانت الطبيبة قد قررت اجراء ولادة قيصرية فحالتها لا تسمح بالولادة الطبيعية نظرا لوضع الجنين والذي لم يعلموا جنسه بعد بناءا على رغبة سلسبيل التي رفضت وبشدة معرفته معللة بأنه هدية من الله وأنها ترضى بعطيته وتشكره عليها.....
خرجت اليهم الطبيبة تبشرهم بولادة سلسبيل بنجاح وأنه سيتم نقلها الى غرفة خاصة بها، لم يهتم ليث بالسؤال عن طفله بل اندفع حين رآها وهي ترقد على السرير المتحرك متجهات بها العاملات الى غرفتها، فأسرع اليها يمسك بيدها حتى دخلن بها ليسارع بحملها ووضعها برفق فوق الفراش، انصرفن العاملات بعد أن منحهن كلام من غيث وشهاب بقشيشا سخيا، جلس الليث بجوارها يربت على شعرها المبلل بعرقها، تكلمت سلافة وهي تطالع سلمى:
- انما الباشا فين، ولا هي هانم؟..
غيث بتساؤل:
- مين دول؟..
سلافة ببساطة:
- ما هي أكيد جابت يا باشا يا هانم؟.. يا ولد يا بنت!!
ليقاطعها صوت الطبيبة وهي تدلف تقول بابتسامة:
- طيب ايه رأيكم في.. حسن وحسين وفاطمة!!!!!!!!!!
لتتعالى الشهقات، وينظر ليث مبهورا الى الطبيبة في حين ارتسمت ابتسامة شاحبة على وجه سلسبيل، هتف ليث بصعوبة:
- انتي عتجولي ايه يا دكتوورة؟!!!
الطبيبة بابتسامة:
- ولادك يا ليث بيه... ربنا يخليهوماك... سلسبيل جابت لك حسن وحسين وفاطمة.. ولا الاسامي مش عاجباكم؟!!!
ليهتف ليث وعيناه مسلطتان على سلسبيل:
- لاه... هما حسن وحسين وفاطمة...
خلت الغرفة من الجميع بعد أن قدموا اليهما التهاني والامنيات، ليطالع الليث في وجه سلسبيل ويهمس بينما خانته دمعة وحيدة جرت على وجنته الخشنة وهو يقبل راحتها:
- أني لو جعدت أصلي كل يوم ركعتين شكر لربنا ما عاوفيهوشي نعمه عليّا... ربنا ايجدرني وأسعدك كيف ما بتسعديني يا أم العيال!..
وابتسمت سلسبيل مغمضمة عينيها، وارتكز الليث بجبينه الى جبينها..
************************************************************ *****
وقف الجميع بجانب بعضهم البعض في عقيقة توائم الليث وسلسبيل الثلاث، يجلس الجد والجدة على مقعدين من الخيزران في حديقة المنزل الكبيرة يحيط بهما الأبناء والأحفاد... عثمان وزوجته خديجة والتي أوشكت على الوضع، ورؤوف وألفت وغيث وزوجته سلافة وصغيرتهما رهف، شهاب وسلمى وصغيرهما رؤوف، عدنان وكريمة، والليث وسلسبيل وصغارهما الخمسة.... عدنان وشبل وحسن وحسين يحملهما الليث وفاطمة تحملها سلسبيل، بينما أمسكت وردة بالكاميرا الرقمية والتي جهزتها سلافة لالتقاط الصورة... ليبتسم الجميع وتضغط وردة زر التقاط الصورة وابتسامة الكل مشرقة كالشمس في وضح النهار ويظهر جليّا فخر الجد والجدة بأبنائهما وأحفادهما بينما يراقب الجد عبد الحميد أحفاده الصغار داعيا لهم الله أن يمنحهم التوفيق والسداد ليصبحوا ذخرا لعائلة الخولي من بعده هو "كبير العيلة"....
- تمت بحمد الله -


 
 

 

عرض البوم صور منى لطفي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الغيآب, كبـير
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:03 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية