لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-12-16, 11:07 PM   المشاركة رقم: 176
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2016
العضوية: 322394
المشاركات: 3
الجنس ذكر
معدل التقييم: TAOUFIKF عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 14

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
TAOUFIKF غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : منى لطفي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: كبـير العيلة

 

شكرا

URL]

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة همس الريح ; 13-12-16 الساعة 11:00 AM سبب آخر: فيديو غير لائق
عرض البوم صور TAOUFIKF   رد مع اقتباس
قديم 14-12-16, 08:24 AM   المشاركة رقم: 177
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 216585
المشاركات: 468
الجنس أنثى
معدل التقييم: منى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1595

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
منى لطفي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : منى لطفي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: كبـير العيلة

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مملكة الغيوم مشاهدة المشاركة
   السلام عليكم ورحمة الله
الليث ابدع ايوه كده مش اسد عيلة الخولى اللى الحريم حيلعبو بيه الكوره وداد ولا غيرها ولاالف زيها اللى تجيب راسه ولا توصل لمواصيل سلسبيله هى بيلا بس اللى فى القلب هيييييييييييييييييه المهم بيلا الخبيله بعد ما خبطت فى الحلل وكسرت كل القلل فهمت موقف الليث واللى وداد حبت تستغله لصالحها لكن ربنا موفقهاش واللى ينطبق عليها المثل جزاء المعروف ضرب الكفوف لكن ده ميبررش ان الليث غلط كان ممكن يحميها من غير ما يورط نفسه مع اشكال زى دى شين وقوة عين والفجر متاصل فيهم
سلمى متاثره بموت احمد وهو بيفديها من لم يمت بالسيف مات بغيره تعددت الاسباب والموت واحد هى دى كانت ساعته ولعله كفر عن كتير من ذنوبه لما ضحى بنفسه ولا يحتاج لانك تعزلى نفسك ولكن للدعاء وطلب الرحمه والمغفره
شهاب صبره نفذ وجاب اخره من تقوقع سلمى ومفيش قدامه الا حلين يا يتجوز يا يتجنن وبردو يتجوز والجد اوامره جت لهم على الطبطاب هو وغيث ومفيش قدام رؤف وعثمان والكل الا التنفيذ تسلم ايدك منون فى انتظار باقى ابداعاتك مووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووواه

حبيبة قلبي ملوكة تسلميلي يا عمري، بكون سعيدة جدا وأنا بقرأ تحليلك، تسلميلي يارب...
الليث كان عاوز يحميها وفي نفس الوقت مش عاوز يتجوزها رسمي، مش قادر يخليها تشيل اسمه، مع انه الليث ومحدش هيقدر يقول له انت بتعمل إيه، لكن هو فكر مش اليث الي ينزل بمقامه لمقام بلطجي وأنه دا شيء مؤقت متى ما عارف البلطجي غار هي كمان هتغور هههههههههه.. ميعرفش أنه الحب ولع في الدرة عنديها، لكن أهاه دبور وزنّ على خراب عشّه، وتستاهل عقاب الليث..
سلسبيل وبذرة شك صغيرة عن لا تزال بداخلها وسؤال يؤرق مضجعها، " يا ترى الليث اتجوزها عشان عمها ضغط عليه؟.. ولو كانت تركت الولاد كان مش هيتقدم؟"... لينهي ليث ترددها وتساؤلاتها بعشقه السرمدي...
سلمى حاسة أنه واحد فداها بعمره دا شيء بتسمع عنه في الافلام والروايات، واكيد مهما كان هو بني آدم.. بتحزن عليه لكن حزنها مش هيطوّل، هيتحول لصدمة الحلقة اللي جاية بعد ما تعرف فرمان الجد ههههههههه. بس يا ترى سلافة الجنية الشقية هيكون رد فعلها إيه؟.
في انتظارك حبيبتي البارت اللي جاي بأمر الله، تسلميلي يا قمر...

 
 

 

عرض البوم صور منى لطفي   رد مع اقتباس
قديم 14-12-16, 06:33 PM   المشاركة رقم: 178
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 216585
المشاركات: 468
الجنس أنثى
معدل التقييم: منى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1595

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
منى لطفي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : منى لطفي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: كبـير العيلة

 


كبير العيلة
الحلقة (27)
بقلمي/ احكي ياشهرزاد( منى لطفي).....
*************************************
حدقت ثلاث أزواج من الأعين المذهولة برؤوف وهو يخبرهم بقرار الجد بتحديد موعد الزفاف، كانت سلمى أول من أفاق من دهشته لتتكلم بغير تصديق:
- إزاي يا بابا حضرتك توافق على حاجة زي كدا؟.. جدي على عيني وراسي بس تحديد معاد الفرح أعتقد دا شيء يخصني أنا وشهاب بالدرجة الأولى؟.. واحنا اللي نحدد الوقت المناسب لينا احنا الاتنين.
نظر اليها رؤوف بابتسامة صغيرة وأجاب وهو على علم بإجابتها مسبقا:
- ويا ترى ايه هو المعاد المناسب ليكي يا سلمى؟.. لأن شهاب موافق على قرار الحاج.
اضطربت سلمى قليلا لتجيب بعدها وهي تفرك يديها بتوتر:
- بصراحة يا بابا حضرتك عارف الظروف اللي مرّينا بيها اليومين دول، وعشان أكون صادقة مع حضرتك.. أنا مش هقدر أتجوز في المعاد اللي جدي حدده.
تحدثت ألفت بلهجة الأم الحانية:
- سلمى حبيبتي.. احنا كلنا عارفين ومقدرين حالتك النفسية وبالذات الظروف اللي انتي مريتي بيها، وأنا بصراحة في الموضوع دا شايفة ان جدكم معاه حق!.
نظرت اليها كلا من سلمى وسلافة باستنكار في حين ابتسم رؤوف لتردف مانعة أي منهما مقاطعتها:
- بالراحة بس قبل ما تتسرعوا في الكلام، انتي يا سلمى للأسف كنت فاكراكي أقوى من كدا، فين إيمانك يا بنتي؟.. " قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا".. صدق الله العظيم، أنا مقدرة حزنك على المرحوم، لكن ليه ما تبصيش من ناحية تانية؟... المرحوم في حكم الشهيد.. ودا جزاؤه كبير أوي عند ربنا، شوفي هو كان هيموت في ساعته دي ويومه دا، لكن مش يمكن كان يموت مع حامد رشوان؟.. يعني عاصي لربه؟.. لكن هو مات وهو بيدافع عن عرض وشرف، شوفتي ربك رحيم بيه أكتر من نفسه إزاي؟.. وبعدين الفرح دا الشيء الطبيعي بعد كتب الكتاب، لأنكم فعلا في حكم المتجوزين وأنا بصراحة ضد أن المواضيع دي تطول، صدقوني حبايبي.. بيحصل خلافات ومشاكل على أقل حاجة، فأنا شايفة أننا نتوكل على ربنا ولو أني حاسة اننا هنتزنق في الوقت، احنا لسّه ما جهزناش حاجة، أنا صحيح كنت بجهزكم من وانتم صغيرين لكن بردو فيه حاجات ناقصة، ايه رأيك في كلامي يا رؤوف؟..
أشاد رؤوف برأيها قائلا:
- عين العقل كلامك يا ألفت....، ثم نظر الى ابنتيه وتابع:
- شوفوا يا بنات.. أنا بصراحة مش شايف معنى أنكم رافضين، خصوصا وانكم ما قولتوش ايه هو المعاد اللي يناسبكم.. صح؟.. يعني أنا أفهم انكم تقولوا لا مثلا عاوزين على الاقل شهر نخلص فيه حاجتنا، لكن أنتم اعترضتم من غير ما تقولوا البديل، يبقى دا رفض لمجرد الرفض بقه ولا إيه؟..
سلمى بهدوء:
- لا طبعا يا بابا، بس بعد إذنك لازم نكون مهيئين نفسيًّا لحاجة زي كدا، أنا معاكي يا ماما في كل اللي بتقوليه بس أنا في الاول والآخر بشر مش ملاك، وأكيد بمر بلحظات ضعف.. بستغفر ربنا طبعا كل ما بييجي في بالي اني السبب في اللي حصل لأحمد، بس أنا نفسيا دلوقتي عاوزة أبعد وبس، عاوزة أنسى اللي حصل، وفي نفس الوقت عاوزة لما أبتدي جوازي أكون زي أي عروسة، بفرحة وأمل وأنا ملهوفة وفرحانه مش جوايا حزن وضيق!.. جوازي لازم يكون شيء أنا ملهوفة عليه مش دوا طعمه مر ولازم أخده عشان أخفّ!..
تنهدت ألفت بعمق ونظرت الى رؤوف وتساءلت:
- إيه رأيك يا رؤوف في كلام بنتك؟..
نظر رؤوف بهدوء الى زوجته وقال:
- سلمى ليها وجهة نظر طبعا تُحترم، بس عشان تكوني عارفة يا سلمى – ووجه تتمة حديثه الى سلمى – هو دا السبب تحديدا اللي خلّا جدك يستعجل في تحديد معاد الفرح!.. اللي قاله بالحرف الواحد لازم حاجة تخرج سلمى من اللي هيّا فيه، وطبعا ما فيش أكتر من حياة جديدة مع جوزك تبتديها وانتي كلك فرح وأمل وتفاؤل، عشان كدا أنا بضم صوتي لصوت جدك...
لتقفز سلافة هاتفة بانفعال:
- بس بعد إذنك يا بابا أنا مش موافقة..
زفر روؤف فهو يعلم مدى قلة صبر ابنته الصغرى وعنادها الشديد، تحدث رؤوف بهدوء نسبي:
- وأنتي رافضة ليه يا سلافة؟..
أجابت سلافة:
- بصراحة كدا يا بابا أنا مش عارفة ايه وجه الاستعجال؟.. أنا حاسة زي ما نكون بنجري حوالين نفسنا؟.. الموضوع من أوله وجري، جري، جري.. من لحظة ما خطبونا عشان نتفاجئ انه كتب كتاب وبعدين هوب.. هوب دلوقتي عاوزين فرح والحِجّة نفسية سلمى!....، لتوجه حديثها بعد ذلك الى سلمى مردفة:
- انتي يا بنتي إنتي نفسيتك هتتعدل بعد الفرح؟.. معقول!.. دا احنا بحالتنا دي عاملين زي اللي بينط في البحر وهو مش بيعرف يعوم!.. وبصراحة يا بابا حتى لو سلمى وافقت.. أنا رافضة.
رؤوف ساخرا:
- ولما تعرفي أن غيث موافق ومصمم انه الفرح يكون في المعاد اللي جدك حدده.. هتعملي إيه؟..
برقت عينا سلافة بعزم وقالت:
- أنا هتكلم معاه، فيها إيه دي؟!..
لتنفذ قولها في التو واللحظة وهي تستأذن بالانصراف متجهة الى الخارج حيث غيث، في حين نهضت سلمى وقالت بهدوئها المعتاد:
- بعد إذنك يا بابا.. أنا محتاجة أتكلم مع جدي عبد الحميد، بيتهيألي جدي لو اقتنع بوجهة نظري هو بس اللي يقدر يقنع الكل..
ثم انصرفت هي أيضا في حين نظرت ألفت الى رؤوف وقالت بابتسامة:
- البنات كبروا يا أبو البنات وكل واحدة فيهم عاوزة تتصرف بطريقتها هي.
روؤف بفخر أبويّ:
- سيبيهم يا ألفت، مع أني موافق الحاج في كل اللي قاله لكن ما تتصوريش وانا شايفهم وكل واحدة عاوزة تثبت وجهة نظرها أنا حاسس بالفخر إزاي، بناتي ليهم شخصية ورأي وبيفرضوا شخصيتهم دي على اللي قودامهم ولازم اللي يواجههم يعمل لهم ألف حساب، ويعرف أنهم مش عشان خاطر بنات يبقى مالهومش رأي ولا يبقى أؤمر تُطاع، وأنا متأكد انه الحاج هيقدر يِّفهمهُم كويّس ويقنعهم كمان.
----------------------------------
كان الجد يجلس في مكانه المفضل في الحديقة تحت سقيفة العنب حينما اتجهت اليه سلمى، سلّمت عليه مقبلة ظهر يده كما سلّمت على جدتها، رحب بها الجد مهللا وقال وهو يشير اليها لتجلس بجواره على الأريكة الخيزران:
- يا مرحب يا مرحب بالدكتورة، كيفك يا بنيتيّ؟.. ان شالله زينة؟..
جلست سلمى وأجابت بابتسامة:
- الحمد لله يا جدي ربنا يخليك.
قالت الجدة وهي تمد يدها بكوب الشاي للجد:
- فينك يا دَكتورة، جدتك ما اتوحشتهاش؟!..
أجابت سلمى بنفي قاطع:
- لا طبعا ازاي يا جدتي، معلهش أنا عارفة اني مقصرة بس..
ليقاطعها الجد رافعا يده باسطا راحتها:
- ما بسّش يا بنيْتي، انتي عمريكي ما تجصري إمعانا، انتي ولد الغالي، جدتك ما جصدهاشي حاجة.. انتي بس بتتوحشينا فبنبجى رايدين نجعودا إمعاكي..
أكدت الجدة قائلة:
- عندك حج يا حاج، انتي غالية حدانا جوي جوي يا بنيتي وربنا يعلم، غلاوتك أنتي وخيتِك وأُميكي من غلاوة ولدي رؤوف إسم الله عليه..
قالت سلمى بابتسامة:
- وحضرتك وجدي غاليين علينا أوي أوي يا جدتي.
نظر عبد الحميد بابتسامة ماكرة وقال وقد أخبره حدسه بسبب حضور حفيدته لرؤيته:
- إيه يا بنيتي، شايف حديت على وشّك.. خير يا دَكتورة؟..
سحبت سلمى نفسا عميقا قبل أن تلتفت بكليّتها الى جدها وهي تقول بهدوء نسبي شابه توتر ملحوظ:
- بعد إذنك يا جدي.. بابا قال لنا ان حضرتك قررت أنه الفرح يكون على أول الشهر اللي جاي، يعني كمان اسبوعين تقريبا كدا أن شاء الله..
نظرت اليها الجدة بتساؤل ولم تتكلم في حين ابتسم الجد وأجابها بحكمة:
- أول هام أني ما جررتش.. أني حددت!.. انتو عاجدين أديلكو أكتر من شهرين، ومش لساتكم عتعرفوا بعض، دا غير أنه العرسان جاهزين، يبجى إيه المانع انكو تتجوزوا وخير البر عاجله؟..
زفرت سلمى بعمق وقالت:
- اسمح لي يا جدي أنا هكون صريحة مع حضرتك... أنا يعني حضرتك عارف أكيد الظروف اللي مرِّينا بيها، أنا نفسيا مش قادرة أبتدي حياة جديدة، على الأقل دلوقتي، محتاجة وقت أجمّع فيه نفسي كويّس عشان لما أبتدي حياتي مع شهاب أبتديه وأنا عاوزة كدا مش عايزة أحس اني كنت مجبرة!..
قال الجد بحنكته:
- طب خليني إمعاكي يا دَكتورة.. دلوك أنتو مش كاتبين اكتابكم بجالكوم كم شهر؟.. واللي أنا شايفه يجول أنكم مش لسه عتتعرفوا على بعض، وحكاية الظروف اللي مريتي بيها ديّ عاوز أجولك انه هي الظروف ديْ اللي خليتني أنجز في موضوع الفرح، لأنه كيف ما جولتي انتي لازمن تطلعي من اللي انتي فيه ديِه.. وديِه مش هياجي غير لمن عجلك ينشغل بحاجة تانية خالص، بجوازك وحياتك الجَديدة، وبعدين يا بنيتي أنا خلاص العمر مبجاش فيه جاد اللي راح.. رايد أفرح بأحفادي جبل ما ربنا سبحانه وتعالى ياخد أمانته، تستكتري فيا الفرحة يا بنت الغالي؟..
هتفت سلمى نافية بحرارة:
- أبدا يا جدي، بعد الشر عليك، ربنا يديك الصحة وطولة العمر حضرتك وجدتي..
لتهتف الجدة بنزق:
- وبعدهالك يا حاج.. أني مش جايلالك ما تجيبيش السيرة ديْ تاني؟.. ربنا يعطيك طولة العمر ويجعل يومي جبل يومك جول آمين..
ابتسمت سلمى وأرادت إضفاء بعض المرح على الجلسة فقالت وهي تغمز جدها:
- اللاه اللاه.. أقوم أنا بقه، حاسة أني بقيت عزول وأنا مش واخدة بالي!..
لتصدح ضحكة الحاج فيما أنبتها الجدة قائلة:
- باه.. أنتي يا سلمى اتجولي إكده؟.. لو سلافة كنت جولت مش امهم اتعودنا على طبعها في الغشمرة.. لكن انتي...
قال الجد:
- عشان تبجي عارفة يا فاطنة سلمى عنديها خفة دم كيف سلافة تمام..
ضحكت سلمى وقالت:
- تسلم يا جدي، بس أنا ما أجيش في سلافة حاجة..
الجدة بحنان:
- ربنا يخليكو لبعض، المهم يا بنيتي دلوك.. وافجي يا نضري انه الفرح يبجى في المعاد اللي جدّك جال عليه، وعشان تبجي عارفة.. عمر جدك ما جال كلمة وحَدْ وجّعها الأرض واصل، لكن لانكم عنديه حاجة تانية فعشان إكده ما رايدشي يكون غصب عنيكي أنتي وأختك.
نظرت سلمى الى الجد وقالت بابتسامة:
- ما عاش ولا كان اللي يوقع كلمة ليك يا حاج عبد الحميد، بس أنا بعد إذنك ليا طلب صغير...
تبادل الجد والجدة نظرات التساؤل وسط ابتسامة فرح يخالطها الريبة!!..
----------------------------------------------------
اتجهت سلافة الى مكان وجود غيث في حظيرة الخيول حيث سألت عليه فأرشدوها الى مكانه، كان غيث يمتطي فرسا أسودا عربيّا ضخما يتريّض به في مساره حينما لمحها تقبل عليه من بعيد، فاتجه إليها ليقف بجانبها جاذبا لجام الفرس بقوة ليوقفه ليصهل الأخير احتجاجاً، نظر اليها من مكانه فوق صهوة الجواد وقال بابتسامة:
- ايه الصدف السعيدة ديْ.. يا ترى على فين العزم ان شاء الله؟..
ظللت سلافة عينيها بيدها وأجابته وهي ترفع رأسها لتتطلع إليه:
- أنا عاوزاك في كلمتين يا غيث.
قطب غيث وقد استشعر الجدية في كلامها، ليسارع بالترجل من فوق صهوة الفرس، ويمسك بلجامه قائلا:
- خير يا بنت العم.
سلافة وهي تنظر اليه وقد أنزلت يدها جانبا:
- خير ان شاء الله..
نادى غيث على السائس ليسلمه لجام الفرس ثم دفعها براحته فوق ظهرها بخفة ليوجهها الى السير الى منطقة مظللة بعيدا عن أشعة الشمس القوية وهو يقول:
- خير يا بت عمي؟.. جلجتيني..
وقفا أسفل شجرة سنديان ضخمة تميل بأوراقها حولهما، نظرت اليه سلافة وهي تحاول أن تشحذ قوتها ثم أجابت بما تملكه من ثبات:
- بابا قال لنا على قرار جدي بخصوص معاد الفرح..
قطب غيث وقد شعر أن تتمة حديثها لن تعجبه وقال:
- وبعدين؟..
لعقت شفتيها الجافتين بطرف لسانها الوردي لترطبهما وأجابت بعد أن سحبت نفسا عميقا:
- أنا مش موافقة يا غيث!.. من الآخر مش فاهمه إيه وجه الاستعجال بالظبط؟.. احنا مش مخطوبين بقالنا سنة ولا اتنين، احنا بقالنا كم شهر بس، ومن الآخر أنا مش جاهزة اننا نتجوز دلوقتي!..
ساد الصمت بعد انتهائها من حديثها الجاد والذي اصطبغ بنبرة تحد، عقد غيث ساعديه السمراوين أمام صدره وطالعها بنظرات مبهمة، فيما أشاحت هي بعينيها بعيدا عنه، كان غيث أول من خرق الصمت السائد قائلا بهدوء كالهدوء الذي يسبق العاصفة:
- طيب ممكن أعرِف يا بت عمي انتي هتبجي جاهزة ميتى بالظبط عشان جوازنا؟..
سلافة وهي تطالعه بثقة:
- بصراحة معرفش لسه يا غيث، لكن كل اللي أعرفه اني مش هقدر أتجوز في المعاد اللي جدي حدده، أصلا المفروض انه المعاد دا انا وانت اللي نحدده، احنا أدرى الناس بالوقت اللي هنكون مستعدين فيه!..
ابتسم غيث بسخرية قائلا:
- عجيبة!.. ما انتي لساتك يا بنت الناس عتجولي ما عاوزاشي دلوكيت خالص ومعرفش إيه، يبجى منين ديِه ومنين احنا اللي نحددوا امعاد الفرح؟.. وبعدين أنا جولتلك جبل سابج أنه متى ما اتطمنا على ليث والموضوع خولص بالسلامة اننا هنتمم الزواج، صوح ولا لاه؟..
شعرت سلافة بالتوتر وأن غيث قد حشرها في الزاوية بأسئلته المفرطة فهتفت بحدة:
- هو تحقيق ولا إيه يا غيث؟.. مش المفروض أنا العروسة؟.. يعني أنا اكتر واحدة لازم تكون موافقة على معاد الفرح، وانا بقولك يا غيث المعاد مش مناسبني، وقت قليل جدا وأنا لسه مش مستعدة!...
أسدل غيث ذراعيه بجانبه وقلّدها ساخرا:
- وميتى على إكده عتكون عروستنا مستعدة للفرح؟..
هزت كتفيها بلا مبالاة وأجابت بثقة وبرود علمت بعدها مدى خطئها في استفزاز غيث:
- من الآخر كدا مش قبل.. ست شهور!!..
ليهتف غيث عاليا:
- كيييف!!!!!!!!!، 6 شهور؟!!، انجنيتي إياك!!، ست شهور إيه ديْ!
واقترب منها في حين تراجعت هي عدة خطوات الى الوراء وهي تحذره شاهرة سبابتها أمامه:
- بقولك ايه يا غيث... اوعى تقرب مني، أنا مش نعجة انت شاريها من سوق التلات مالهاش رأي، أنا بني آدمة، وليا رأي, وموضوع جوازي دا ما يهمش حد أد ما يهمني أنا!...
وقف غيث أمامها لتصطدم بجذع النخلة خلفها فشهقة بخفة في حين مال عليا مجيبا باستهزاء واضح فيما عيناه تغشاهما نظرة خيبة الأمل الواضحة:
- معلهش يا بت عمي.. فيه طرف تاني إيهمه موضوع زواجك... – لتنظر اليه مقطبة بريبة فيتابع بنصف ابتسامة سخرية تشوبها المرارة – العريس!.. اللي هوَّ أنا يا... عروسة!..
حاولت سلافة امتصاص غضبه الواضح والذي تعبر عنه عيناه بوضوح فقالت:
- اسمعني يا غيث...
ليسارع بإمساك يدها التي كانت تشير بها اليه ليشبك أصابعهما سوية وهو يقول بجدية بالغة:
- لاه يا بت عمي.. اسمعيني أنتي، أنى كنت بأعد الايام لجل اليوم ديه ما ياجي، وجت ما جدي حدد المعاد كنت حاسس بجلبي كانُّه عيطير من الفرحة، خلاص ما بجاش غير أيام وتكوني امعايا، معتبعديش عن عينيا التنتيين واصل، كنت فاكر انك عتفرحي كيف ما اعملت، لكن واضح انه أني بس اللي كنت ملهوف عليكي يا بت العم.
استطاع غيث إشعارها بالذنب ليبدأ ضميرها في تأنيبها وتقريعها بعنف، فما حجتها القوية في رفضها معاد الزفاف، فسلمى تملك تبريرا مقنعا وهو حالتها النفسية السيئة، ولكن هي.. ما السبب الذي تملكه للاعتراض؟.. وبدلا من أن تصارحه بتخوفّها من اتمام الزفاف سريعا وهي لم تقض معه المدة الكافية التي تجعلها تعتاد طباعه جيدا إذ بها تتصرف وفقا لشخصيتها المجنونة وانفعالها الصبياني وترمي برفضها في وجهه لمجرد الرفض فقط كما سبق وواجهها أبوها بذلك!..
كانت تسترق النظر اليه بطرف عينيها بينما تعض على باطن شفتها السفلى في حين كان غيث يرنو اليها بطرفه وهو يعلم تماما فحوى الأفكار التي تدور في هذا الرأس الصغير العنيد، هو يعلم سلافة تماما كراحة يده، عرف أنها أبدا لن تأتي بسياسة الأمر الواقع، ليأتيها من ناحية أخرى.. ألا وهي تأنيب الضمير!.. ومن النظرات المترددة التي ترمقه بها وهي تحسبه غافلا عنها يكاد يجزم أنها تراجع نفسها بشأن قولها الأحمق ذاك الذي رمته في وجهه من أنها ترفض إتمام الزواج في الموعد الذي حدده الجد، أتمزح؟.. هو يكاد يصاب بنوبة قلبية من فرط فرحته لقرب زفافهما حيث يجمعهما مكان واحد، وهي تفكر كيف تقنعه بأن يؤجل معاد الزفاف، تبّا له ألف مرة لو وافقها على جنونها، ولتحمد ربها أن الجد قد قرر الموعد في غضون أيام، فلو لم يتدخل أحد في ذلك لكان سارع هو بالالحاح في اتمام الزفاف ولو اعترض أحد لكان خطفها تماما كما فعل في السابق كي يقنعها بالارتباط به، فمن الواضح أنه أمام سلافة لا يوجد حلّا آخر سوى اختطفاها!!!.. حيث يطير منه عقله الراجح والذي يتصف به ليحل بدلا منه بعضا من جنونها اللذيذ، وكم يحب هو هذا الجنون الذي يضفي على حياته الراكدة بهجة لا تقاوم!..
تحدثت سلافة وشعور الذنب يزداد بداخلها:
- غيث أنا مش عاوزاك تزعل مني، غيث أحنا ما لحقناش نتعود على بعض، أحنا محتاجين وقت نعرف بعض فيه أكتر و...
ليقاطعها وقد ترك يدها ليمسك بوجهها بغتة ويحيطه براحتيه الخشنتين فيما يميل عليها ليتيه بين دخاني عينيها هامسا بخشونة:
- نتعودوا على بعض؟.. فِكرك أني لحد دلوك معرفتكيش يا بنت عمي؟.. أني ما فيش حاجة فيكي الا وحفظتها، عارف ميتة بتكوني غضبانة من عجدة حواجبك وزمّتك الـ خشمك كيف الصغار، عارف ميتة بتكوني فرحانه وعيونك بتتفطط تفطيط من فرحتك، عارف ميتة بتكوني رايده حاجة وتجعدي اتلفي عليها وكان اللي جودامك ديه مش عيفهم إنتي رايده إيه؟.. سلافة.. أني لو اختبروني فيكي عاخد الدَّكتوراة وبامتياز كومان!...
كانت سلافة تطالعه بانبهار طوال حديثه، فيما حمرة جذابة انتشرت في وجهها كله حتى منابت شعرها ما جعل وجهها آية في الجمال، وشعرت بدقات قلبها وهي تطرق عاليا، لم تكن تعتقد أنها قد أصبحت كالكتاب المفتوح بالنسبة لغيث هكذا، ربّاه.. أنّى له أن يعلم عنها كل هذه الأمور الدقيقة وبمثل هذه السهولة والوضوح؟.. هي تشعر به وقد أصبح أقرب اليها من أنفاسها، انتبهت من شرودها على ضغط ذراعيه اللتان تسللتا اليها ليحيطا بخصرها الدقيق فيقربها اليه بينما مال عليها لتلفحها أنفاسه الحارة وهو يتساءل فيما تتيه هي في فحم عينيه المشتعل:
- لسّاكي برضيكي جلجانة من جوازنا يا حبة الجلب؟..
تاهت في عينيه، لترد بهزة نفي بسيطة من رأسها وكأنها منومة مغناطيسيا، ولكن هزة النفي هذه كانت أكثر من كافية لغيث ليسارع باحتوائها بين ذراعيه يود إدخالها بين ضلوعه وهو يهتف بحرارة:
- بحبك يا جلب غيث...، ولم يمهلها الرد إذ سارع باقتطاف ثغرها الوردي في قبلة طويلة عميقة أودعها حبه وعشقه اللامتناهي لها، حتى أذ تركها لتستطيع التنفس همس لها وهو يسند ذقنه الغير حليق الى جبهتها فيما يحاول جاهدا التقاط أنفاسه الثائرة:
- هاعد الايام بالساعة والدجيجة لحدت يوم الفرح، وربنا يصبرني اليامين دول..
لتسارع بدفعه بخفة وتجيبه وهي تبتعد عنه بخطوات رشيقة:
- اعمل حسابك انك مش عتشوفني واصل اليامين دول، عن إذنك يا ولد عمي..
لتسارع بالابتعاد فيما ينادي عليها ليقف مراقبا ظلها إلى أن اختفى فابتسم وهمس:
- مجنونة، بس بموت في اجنانك..، ليقطب فجأة ليستوعب الآن فقط كلمتها من أنه لن يراها لحين موعد الزفاف فيسارع بالركض خلفها وهو يهتف:
- تعالي إهنه، كيف مش عشوفك يعني؟... وجفي يا سلافة!..
وسارع بالركض خلفها بغيّة اللحاق بها.....
***********************************************
وقفت ووجهها بلون ثمرة الفراولة الطازجة، أشار اليها ليث بسبابته لتقترب، عضت باطن خدها بينما تقترب بوجل، أشار الى صدره العار وهو يقول بمرح مشاغب مفتعلا الجدية:
- يعني انتي دلوك مش عتغيري ع الجرح؟.. خلاص أشيع الواد صابر يجيب ممرضة من المشتشفى، دام انك مش رايدة اتغيري لي عليه...
قطبت بشدة فيما طار خجلها أدراج الرياح وهي تسمع اقتراحه الوقح هذا، لتقترب منه وتتناول الحقيبة التي تحتوي على أدوات غيار الجرح هاتفة بخشونة:
- باه.. ممرضة؟.. لاه يا نضري.. عغير لك أني....
ودفعته في كتفه بقوة ليقع جالسا فوق الفراش خلفه وهو يهتف باستنكار، فيما شمّرت عن ساعديها وبدأت في تنظيف الجرح واستبدال الرباط الطبي بآخر نظيف، كانت أنفاسها اللاهثة تلفحه وهي تقوم بربط الشاش الطبي، بينما تتابعها عيناه كالصقر وما أن انتهت وقد ألصقت اللاصق الطبي بنجاح حتى هتفت بظفر:
- اهاه... ولا أجدعها اممرضة تعرف تعمل اللي أني اعملته.
ما ان أنهت عبارتها حتى سارع بإحاطتها بذراعه ليرفعها فوقه بينما يميل فوق الفراش خلفه فشهقت بعجب ليدفعها بخفة وبحركة خفيفة لتحل مكانه هي فوق الفراش فيما يشرف هو عليها بينما رائحتها الأنثوية الخاصة تُسكره فيهتف بعد أن نفذ صبره تماما بحرارة قوية:
- وأني جبت آخر يا سلسبيلي..
همّت بالكلام ليُسكتها مبتلعا كلماتها.. معتصرا فمها في قبلة حارة تحوّلت تدريجيًّا إلى عناق طويل، عنيف،متطلب، حيث أبحرا الى عالم عشقهما العميق ليغوصا فيه وقد تشبثا ببعضهما البعض وكأن حياة أحدهما تتوقف على حياة الآخر!..
بعد وقت طويل كانت سلسبيل تفترش برأسها صدر ليث، همس ليث بخشونة وهو يقبّل قمة رأسها:
- عارفة يا سلسبيل.. – اكتفت بإصدار صوت همهمة صغيرة فتابع بابتسامة جذلى – نفسي اتدنيكي بين دراعاتي إكده، لو طولت ما عسبكيش اتفارجيني دجيجة واحدة، عمري ما حسيت بالسعادة إكده، سعادتي في وجودك جنبي وجصاد عيني يا سلسبيلي.
رفعت سلسبيل رأسها وطبعت قبلة رقيقة على ذقن ليث الخشن قبل أن تهمس برجاء من عسل عينيها المصفى:
- ليث فيه حاجة رايدة عسعلك فيها..
هبط بعينيه اليها وقال بابتسامة:
- اسعلي يا بت عمي..، تساءلت برجاء هامس:
- انت فعلا كان جوازك من بت الفرطوس ديْ ع الورج إو بس!
زفر ليث بضيق فاعتدلت في رقدتها لتنهض على ساعديها وقالت وهي تميل فوقه ناظرة اليه ترجوه بعينيها فيما توسدت يدها صدره فوق خافقه تماما وهي تردف باستعطاف:
- طمّني يا ليث، أني عجلي هيشت منّي، انت فعلا ما جربتش منيها واصل؟..
زفر ليث بضيق قبل أن ينظر اليها وهو يجيبها بجدية:
- سلسبيل من ميتة وأني بكدب في احاجة؟.. لو كان ديِه حوصل ما عاخفيش منيكي وعجول حوصل، لكن أبدا عمري ما لمستها خير.. شر، اطمّنتي؟.. أني بس بدي أعرِف ليه سؤالاتك ديْ، أنتي إكده بتكدبيني يا بت عمي.
لتسارع بوضع راحتها فوق فمه وهي تشهق معترضة:
- لا عِشت ولا كونت يا نضر عيني، أني بس.. أصلها....
حثّها ليث على التكملة قائلا:
- أصلها إيه كمّليْ..
هتفت بحنق وهي تدير وجهها جانبا:
- حلوة جوي يا ليث ومتغندرة إكده وشايفه نفْسَهَا، ديه غازيّة يا ولد عمي يعني تِعرف كيف اتجيب الراجل ليها، وأني.. بغار يا ولد عمي، بتجيد فيا النار كل ما ياجي ببالي انه ممكن واحدة تانية إتفكر فيك ولو بينها وبين نفسيها!..
صدحت ضحكة ليث عاليا فضربته سلسبيل بقبضتيها الصغيرتين فوق صدره وهي تهتف باستنكار:
- عتضحك عليّ يا ليث، طيب وخّر عنِّي، أني عاوزة أجوم من إهنه..
ليحاصرها بذراعيه وهو يقول فيما يضغطها أقرب اليه:
- أوخّر؟!.. مجنونة إنتيْ!.. أوخّر كيف وأني ما صدجت انك تحسي بجلبي؟.. أهملك كيف وانتي بتجولي انك بتغيري علي، يعني بتحبيني؟.. أفوتك كيف وانتي في الموكان اللي يا ما حلمت اتكوني فيه؟.. جاري إهنه، بين يدِّيني التنيين، تجومي تجولي بعّد؟!.. وبعدين فيه حاجة غلوبت أجولك عليها وأعيد وأزيد فيها... كل الحريم إف كفة وانتي لوحدك إف كفة، وبرضيكي كفّتك انت الرابحة يا سلسبيلي، لأنك خدت جلبي امعاكي من زمان، من وجت ما كونتيْ بضفيرة وبتجري حواليّ، سرجتيه يا سلسبيل وما عاودش موطرحه إلا لمن اتزوجتك وبجيتي مَرَتيْ، وجتها بس حسيت انه جلبي رد لي تاني، إوعاكي اتحطي نفسيكي في كفة واحدة مع أي حرمة تانية، مرت الليث مالهاش زيّ وما فيش ضوفر حرمة تانية تسواها.
لتغشى عينيها طبقة شفافة من الدموع وقد لمست الصدق في كلماته وهمست بصوت متحشرج:
- بحبك يا ولد عمي، ربنا ايخليك ليّ يا ليثي، وما عيحرمني منيك واصل..
زادت دقات قلبه وهو يسمع اعترافها اللا مشروط بحبه ومال عليها متمتما بصوت أجش:
- بجول إيه.. ما تاجي انكمل الحديت اللي كنا بنجوله من إشويْ.
لتعض على باطن خدها وتهمس بخجل يلون وجنتيها:
- احنا كنا بنجول إيه؟.., ليهبط عليها هاتفا بخشونة:
- بسيطة.. عفكرك جوامك!!!!!!!!!!!!....
**ليراجع معها ليث كلما سبق وأن قالاه وبالكلمة والحرف الواحد.. (فيس بيرقّص حواجبه وبيغمز بمكر)**
**************************************************
دلفت سلمى الى غرفة الجلوس وهي تمسك بمرفق جدها، لتجد الجميع وقد اجتمعوا، ألقى الجد السلام، فيما اتجهت الجدة الى المطبخ لتأمر الخادمة بإحضار الشاي وقطع الكعك البيتي الذي كانت قد صنعته ألفت في وقت سابق، جلس الجد ليحذو الباقين حذوه وكانوا قد قاموا احتراما له، انخرط الجميع في أحاديث جانبية لينتهز شهاب الفرصة ويميل على سلمى التي جلس بجوارها هامسا:
- مبروك يا عروسة، فرحنا بعد أسبوعين، جهزي نفسك، عشان تبقي تقوليلي عاوزة تسافري مصر، انسي.
نظرت اليه بخبث وهي تقول بهمس مماثل بإغاظة وابتسامة استفزاز أثارت ريبته تعتلي فمها الصغير:
- ومين اللي قال ان شاء الله أني مش هسافر؟..
شهاب بثقة:
- جدي!.. أنا متأكد أنه مش هيوافق، ولا هتعملي حاجة من وراه؟..
رفعت سلمى حاجبها بتحد وهي تجيبه بصوت منخفض:
- لا طبعا، بس مين اللي قال لك أنه مش هيوافق؟..
قطب سائلا:
- يعني إيه؟..., نظرت اليه بتحد قبل أن تثير انتباه جدها قائلة بنعومة:
- انت موافق يا جدي على كلامي صح؟..
ليقول الجد هاتفا بتأكيد:
- واكيد يا بتّي...، ليلتفت الى سلافة وهو يشير اليها لتقترب، فنهضت واتجهت اليه لتجلس بجواره من الناحية الأخرى فيحتويها بذراعه قائلا بابتسامة:
- كيفها حبيبة جدها؟.. يعني لا بتتحدتي ولا بتهزري كيف ما كونتي، إيه فيه حاجة مزعلتك يا حبيبة جدك؟..
سلافة بنفي قاطع وهي تحيط عنق جدها بذراعيها وبدلالها الطفولي أجابت:
- لا طبعا يا بابا جدو، ربنا ما يحرمني منك أنت وماما ستو..
وقبلت لحيته البيضاء لتعلو ضحكات الجد فيما أردفت سلافة بجدية زائفة:
- هو طبعا موضوع الفرح دا بس...
ليقطب الجد متسائلا فيما أمسك الباقين أنفاسهم بينما عض غيث على قبضة يده ناظرا لها بلوم لتكمل بمكر:
- لكن والله ما هي راجعة، بقه جدو حبيبي يجول كلمة ومعتمشيشي؟.. تمشي على رجابينا كلّاتنا يا كَبيرنا..
لم يستطع الجالسون كتم ضحكاتهم التي صدحت عاليا في حين كانت الجدة تدلف وهي تقول بابتسامة واسعة:
- ما تضحكونا امعاكم...
أجاب الجد وصدى ضحكته لا يزال في صوته:
- عجولك إيه بس يا أم عتمان، بنت ولدك رؤوف رجعت الضحكة للدار إهنه من تاني، الحمد لله أني كنت عامل إحساب اليوم اللي عيتزوج فيه غيث وشهاب وبنيت لهم كل واحد منيهم دور كامل فوجينا، عشان ميهملوناشي واصل..
ابتسم الجميع إلا واحدة.. كانت ابتسامتها صفراء بينما الغل والكراهية والحقد يتأكلآنها من الداخل.. لتعكر صفو الجلسة المرحة بقولها الخبيث الذي هبّ عليهم كريح خبيثة:
- وانت ان شاء الله ما كونتيشي رايدة الفرح ايكون في المعاد اللي حدده جدّك ولا إيه؟.. غريبة.. البنتة كلاتها ما بتصدج تتزوج، وانتي إيه.. لا يكون ولدنا مش عاجبك!..
ليصمت الجميع وكأن على رؤوسهم الطير، فيرمقها عثمان زوجها بنظرات غضب نارية، بينما تحدجها الجدة بسخط، وينظر اليها غيث وشهاب بلوم، فيما تتبادل ألفت مع رؤوف نظرات ريبة وقلق من حماة ابنتيهما المستقبلية، وأخيرا لينظر اليها الجد بغموض، لتكون سلافة أول من خرق الصمت فتجيب بابتسامة استفزاز أثارت غيظ راوية وحنقها:
- بس أحنا مش أي بنات يا طنط – مشددة على كلمة طنط وهي تمط شفتيها- احنا بنات روؤف الخولي.. اللي طول عمرهم حلم لأي واحد.. لا احنا خايفين نعنس ولا يفوتنا القطر، يعني من الآخر ولاد عمنا أكيد ماما ستو داعيالهم في ليلة القدر أنهم يناسبوا عيلة الخولي.. أكبر عيلة في البلد.. صح يا ماما ستو؟..
** متجاهلة عن قصد ان تقول ان أمهم هي التي دعت لهم فهي تعلم تماما ان امهم ابعد من ان تدعي تبلك دعوة وايضا كي تثير غيظها أكثر وأكثر لعلها تموت حسرة وكمدا العجوز أم منقار تلك!!**..
كان الجد من أجاب وقد أُعجب بسرعة بديهة حفيدته والتي كان لاندفاعها في هذه اللحظة الفائدة في تحجيم تلك العقربة الحيزبون:
- صوح يا بنت الخولي، بناتنا هديّة ما عندّيهاشي إلا للي يستحجّها، ومافيشي غير أولاد الخولي اللي يستحجُّوا بنات الخولي..
ثم عمد الى تغيير الحديث مردفا للجدة:
- فينو الشاي يا أم عتمان..
ليقاطعه دخول الخادمة بصينية الشاي، لتمر بين الجالسين لتقديم الشاي وقطع الكعك، وبعد انصرافها قال الجد بهدوء:
- عتسافروا ميتة يا رؤوف يا ولدي؟..
ليسعل غيث وهو يرتشف الشاي بينما ينزل شهاب قدح الشاي الذي كان على وشك الاحتساء منه فيما يجيب رؤوف بهدوء:
- الصبح ان شاء الله يا حاج، يدوب عشان نلحق نخلص اللي ورانا..
قطب عثمان فيما استمع غيث وشهاب الى سؤال والدهما:
- عتسافروا يا خويْ؟.. ليه؟..
أجاب رؤوف بابتسامة:
- عشان البنات يلحقوا يجهزوا حالهم يا أبوغيث، فرحهم قرّب.. انت ناسي؟..
لتميل سلمى الى شهاب الذي كان يحدق في وجه عمه مدهوشا وتهمس له بمكر:
- عرفت بقه أني بردو هسافر وبموافقة جدي نفسه، بالعكس بقه.. دا اقتنع على طول أول ما قلت له أننا لازم نسافر عشان نلحق نجهز اللي عاوزينه، عشان.. الفرح يا ابن عمي..
قبض بقوة على قدحه حتى كاد يُكسر، ثم وضعه جانبا قبل أن يلتفت اليها وهو يهمس من بين أسنانه:
- أنتي بتردهالي يا سلمى؟.. طيب إيه رأيك بقه.. رجلي على رجلك، وابقي امنعيني أني آجي معاكي!!!!
لتحدق فيه فاغرة فاها غير مصدقة لما قاله هذا المتهور!.. كيف بالله عليه سيرافقهم في سفرهم، هي تريد فسحة من الوقت لتعتاد على فكرة زواجهما المرتقب وهو لا يريد إعطائها حتى هذه المساحة الضيقة من الحرية، وحانت منها نظرة استنجاد الى الجد والذي أدرك بفطنته أن حفيده لن يسلّم بسهولة بأمر سفرها، وكأن حدسه قد أخبره أنه قد يقدم على عملا مجنونا كاللحاق بها فعلا صوته آمرا:
- وانت يا غيث أنت وشهاب..
ليلتفت الجميع الى الجد الذي تابع:
- عاوز فرح سبع ليالي، عاوزكم تدعوا الكل، ديِه فرح أحفاد الخولي، انت يا غيث تخلّص شغل الديوان وانت يا شهاب شوف المزرعة ناجصها إيه انتو بجالكو وجت طويل بعيد ان أشغالكم عشان تتفرغوا للعرايس..
قبض شهاب على يده في حنق بينما ألقت سلمى الى جدها بنظرة شكر، فيما نظر غيث الى سلافة التي رفعت حاجبها بإغاظة له ليرمقها بنظرة متوعدة وحدها تعلم معناها...
كانت راوية تجلس تراقب النظرات المتبادلة بين ولديْها وابنتيْ عمهما، لتهمس بشرِّ في نفسها:
- كانك لعنة يا ألفت أنتي وبناتك وصابت رجالة عيلة الخولي، ما في راجل في العيلة إلا وطويتوه تحت اجناحكم، لكن اوعاكي تفتكري أنك نجحتي يا ألفت أنتي وبناتك وعتاخدوا الكل في صفكم، أني ليكي يا ألفت بالمرصاد، ما أكونش أني راوية أما خليت أعيالي يخلصوا منيكي الجديم والجديد، بناتك عتدفع التمن يا ألفت، وديه عهدن عليْ!...
وبرقت عيناها بشرِّ مستطير، ولكن لم يغب ذلك البريق الخبيث عن عيني الجد اليقظتين، وفي وقت لاحق نادى عثمان ابنه بعد أن انصرف الجميع، ليطلب منه الجلوس إليه، ثم نظر اليه قائلا بحزم وهو يستند الى عصاه العاجية:
- عتمان يا ولدي.. عتبتك مايلة... إعدلها!!..
قطب عثمان لبرهة.. ثم احمرت أذناه خجلا من والده وحنقا مما قصده من أفعال زوجته وإهانتها المستترة لابنتيْ شقيقه فأجاب:
- ولا يهمك يا حاج...، ثم انتفض واقفا وهمّ بالذهاب حينما أردف الجد بحكمة وجدية:
- جَوِّمها يا ولديْ.. لكن حاسب تِكْسِرْها، وخلِّي بالك... ديِه المرة التانيّة.. والتالتة.. تابتة يا عتمان... لو ما عرفت تجَوِّمها.. يبجى مالهاش غير أنك... إتغيّرها!!!!!!!
- يتبع -


 
 

 

عرض البوم صور منى لطفي   رد مع اقتباس
قديم 17-12-16, 10:32 PM   المشاركة رقم: 179
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 216585
المشاركات: 468
الجنس أنثى
معدل التقييم: منى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1595

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
منى لطفي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : منى لطفي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: كبـير العيلة

 

كبير العيلة
الحلقة (28)
بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)
استعدت عائلة رؤوف للعودة الى القاهرة لاستكمال تجهيز العروستيْن، لن تنسى سلمى رسالة شهاب التي أرسلها على هاتفها المحمول وذلك بعد أن لازمت غرفتها إثر انتهاء حديث الجد معهم بشأن الفرح، فقد آثرت الابتعاد عن شهاب وهي تعلم تماما أنه سيصب جام غضبه عليها لأنها كان قد سبق لها وأن صارحته برغبتها في العودة الى القاهرة وهو رفض وبشدة، لتحين لها الفرصة ما أن حدد الجد موعد الفرح وبموافقة ومباركة الجد نفسه كانت العودة للقاهرة!...، فتحت الرسالة لتقرأ كلماته وهي تتخيل منظره العابس وهو يكتبها:
- عملت اللي في دماغك بردو يا دكتورة؟.. ماشي.. هتروحي مني فين؟.. الحساب يجمع يا عروستي... وخلِّي بالك أنا مش بسيب حقي أبدا!!...
لتبتسم وتضع الهاتف جانبا دون أن تكلف خاطرها إرسال الرد وعلى الجهة الأخرى علم شهاب حينما مر وقتا طويل بعد ارساله لرسالته ولم يتلق أي رد أنها قد امتنعت عن الجواب، فابتسم ابتسامة خبيثة وهو يقسم بوعيد أن غدا لناظره قريب!..
في حين كانت سلافة ملازمة لجدها طوال اليوم فلم يستطع غيث الانفراد بها، وكأن الجد قد فهم أنها تتعمد الهروب منه فأسند إليه بعض الاعمال التي تشغله طيلة اليوم فلم يستطع الحديث اليها، ليهاتفها ليلا وكانت قد استعدت للخلود الى النوم حينما دق هاتفها الشخصي ليطالعها اسم غيث، ابتسمت وهي تجيبه فيما صوتها كان خالطه خدر النعاس:
- أيوة يا غيث...، كان غيث قد انتوى التحدث اليها بفظاظة ما ان يسمع صوتها ولكن هذا الصوت الانثوي الناعس الذي أجابه جعل نواياه تطير أدراج الرياح، ليبتلع ريقه بصعوبة وهو يقول:
- أني صحِّييتك؟...، نفت بصوت ناعس:
- لا بس كنت خلاص هدخل في النوم..
نطق غيث بسخرية طفيفة:
- اييه، كنت فاكرك مش عيجيلك نوم الليلاديْ بعد ما جدي وافج على سفركم إلـ مصر؟..
تعلم سلافة تماما أن هذا الأمر ليس على هوى غيث، ولحبها الدائم لاغاظته واخراجه عن طوره فبهذه الطريقة تشعر أنه انسان حقيقي يتفاعل مع من حوله وليس ذلك الانسان البارد الذي قتلها بروده في أول اقامتها هنا، فأجابت وهي تتمطى في الفراش بدلال فيما صوتها يشوبه مكر أنثوي لم يفطن إليه غيث:
- طبعا يا ابن عمي، مصر وحشتني اوي وبيتنا واصحابي، وبعدين السفر ان شاء الله هيكون بكرة الصبح فلازم أنام بدري عشان أصحى فايقة..
هتف غيث في ذهول وهو ينظر أمامه محدقا بقوة:
- باه، لا هو انتوم هتسافروا الصبح اكده على طول؟..
كان النوم قد بدأ يداعب جفون سلافة فلم تنتبه لنبرة غيث الغاضبة وأجابت بصوت تائه صغير:
- أومال على عرض يا غيث؟.. يدوب عشان نلحق نجهز نفسنا ونعزم الناس.
قطب غيث قائلا بصرامة:
- سلافة.. اتكلمي زين، معينفعش تتمسخري على جوزك يا بت عمي، أجولك طول تجوليلي عرض!... ديه اللي ناجص، جوصره... هو سَبووع واحد بس، تخلِّصوا فيه حاجاتكم ودانتكم راجعين طوالي، ولا أجولك.. أني هاجي لكم عشان ترجعوا أحسن.. سلافة.. ألو... سلافة...
ولكن سلافة لم تجيب فقد كانت في تلك اللحظة تأكل أرز مع الملائكة كما يقولون وقد غلبها النوم!... ابتسم غيث بشرود بعد أن تناهى إليه صوت همهمات بسيطة علم منها أن سلافة قد نامت، فهمس بصوت خشن:
- نوم العوافي يا بت عمي، تصبحي على خير..
وأنهى المكالمة مغلقا الهاتف..
ودّع رؤوف وأسرته أفراد عائلته، وشدد الجد عليه أن يكون هنا بعد سبعة أيام تماما حيث سيبدأ الاحتفال بفرح أحفاد عبد الحميد الخولي كبير كفر الخولي، وستمتد الاحتفالات الى سبعة أيام أخر وسبعة ليالي....
بعد أن سلّم شهاب على عمه وزوجته اقترب من سلمى ووقف أمامها قائلا بسخرية:
- خلي بالك من نفسك، جدي قال اسبوع بالظبط وتكونوا هنا، وصدقيني اسبوع وخمس دقايق مش مسموح، أظن واضح؟..
أومأت سلمى بالايجاب قائلة بهدوء:
- ما تقلقش، بابا طالما أدى كلمة لجدي يبقى خلاص.. أشوف وشك بخير..
ومدت يدها للسلام عليه، ليقبض على راحتها الصغيرة في يده الخشنة ويقربها اليه ليغرق في غابات الزيتون الخاصة بها ويهمس بحشرجة:
- أشوفك بخير، ليميل عليها بغتة مختلسا قبلة من وجنتها الناعمة جعلتها تشهق بنعومة وترتد الى الخلف فيما تتجول بعينيها في وجل خوفا وخجلا من أن يكون أيّ من الواقفين قد لاحظ فعلته المتهورة!.. لتتنفس الصعداء فالجميع مشغول بتوديع أسرتها الصغيرة...، سحبت يدها من يده وهي تشيح بوجهها الذي تخضب بخجل متجهة الى والدها، فيما صافح غيث عمه ثم أمسك بمرفق سلافة وهو يقول لعمه بابتسامة:
- معلهش يا عمي، عجول كلمتين لبت عمي..
ثم سار بها قليلا حتى يبتعد أن أسماع الباقين ووقف أمامها يطالعها فيما شتت نظراتها هنا وهناك وهي تنتظر أن يبدأ هو بالحديث، وعندما لاحظت أن صمته قد طال بادرته قائلة ببراءة مصطنعة:
- أنا طبعا عارفة أن الجو حلو والسكون ما فيش أحسن منه، لكن المشكلة أنه ورانا سفر، فلو ممكن تنجز في السريع يبقى كويس، أو أمشي أنا وخليك أنت اتملّا من السكون دا براحتك!..
تحدث غيث أخيرا ببرود قائلا:
- يعني ما عارفاشي أني عاوز أجول إيه؟..
هزت كتفيها علامة الجهل وهي تجيبه ببساطة:
- وأنا هعرف منين؟....، زفر بضيق وأجاب وهو يحاول تمالك نفسه:
- ليه ماجولتليش من البارحة انكو عتسافروا انّهاردِه؟.. أني اعرفت بالصدفة لمن حادتك في الليل وحضرتك كنت نايمة.
سلافة بطبيعية:
- عادي يا غيث، طالما جدي وافق على المبدأ نتأخر ليه؟.. وبعدين هو أنا شوفتك امبارح انت طول الوقت كنت مشغول..
غيث بصوت مكتوم:
- والتَّلفون عِملوه ليه؟..
سلافة وهي تتظاهر بالتفكير في الجواب واضعة سبابتها فوق ذقنها تربت عليه مقلدة لهجته الصعيدية:
- اممم.. عِملوه ليه؟.. بصراحة.. ما اعرفشي يا وِد عمي، عبجى أفكّر في جواب السؤال ديه بعدين، أفوتك أنا دلوك عشان اتعوجت إكده...
وهمت بالانصراف من أمامه حينما شدتها قبضة قوية خلف أجمة فنظرت اليه متسائلة بدهشة:
- أيه يا غيثـ....، ليسكتها بقبلة نارية قصيرة، تركها بعدها وهو يلهث هامسا:
- تصبيرة لغاية الفرح...
احمرت وجنتيها وأسرعت للحاق بعائلتها حيث صعدت الى سيارة العائلة التي قادتها سلمى وسط نظرات الاعتراض من شهاب الذي عرض على عمه أن يقوم بإيصالهم ولكن عمه رفض شاكرا معللا أنهم سيكونون في حاجة الى السيارة لقضاء مصالحهم، كما أن سلمى سائقة ماهرة!... ، ليقف الآن ينظر الى الغبار الذي تركته سيارتهم خلفها مقطبا جبينه وهو يشعر ولأول مرة بطعم الشوق لحبيب غائب!..
****************************************
انتهت ألفت وبناتها من تنظيف المنزل بمساعدة زوجة الحارس، ثم قام رؤوف بطلب غذاء لهم من المطعم عن طريق خدمة التوصيل، بعد أن اغتسلوا جميعا كانت ألفت في غرفتها هي ورؤوف عندما تكلمت لأول مرة في هذا الأمر الذي يؤرقها وبقوة!..
- انا قلقانة بجد على البنات يا رؤوف، مرات أخوك ربنا يهديها مش سهلة..
رؤوف والذي كان يحتسي كوب الشاي:
- ولا يهمك يا ألفت، شهاب وغيث رجالة بجد، وشاريين البنات، وهي زي ما أنتي شوفتي من نظرات الحاج ولحاجة ليها عارفين يلجموها تمام..
ألفت بقلق:
- انت عارف أكتر حاجة مخوفاني إيه؟.. سلافة!.. سلمى عاقلة وهادية ما شاء الله عليها انما سلافة مطيورة..
رؤوف بهدوء:
- لكن غيث عاقل وراكز، ما تخافيش غيث هيعرف يتعامل مع الاتنين ازاي، وبعدين انتى مش بتقولي انها جات سلمت عليكي الصبح قبل ما نمشي؟..
زفرت ألفت بيأس قائلة:
- جات وهي مغصوبة يا رؤوف!.. الحاجة فاطمة تقريبا كانت شبه بتجرّها غصب عنها عشان تيجي تقولي كلمتين اتنين وهي بتنطقهم كانت زي اللي بيسحبوا منه الكلمة بالعافية.. تروحوا وترجعوا بالسلامة، وأنا متأكده انها من جواها كانت بتتمنى انها ما تشوفش وشّنا تاني..
انتقل قلق ألفت الى رؤوف الذي حاول بث الاطمئنان الى زوجته داعيا الله بحفظ بنتيْه:
- ما تشغليش بالك يا ألفت، احنا طيبين وبناتنا طيبين عشان كدا ربك مش هيسيبهم، أخويا عثمان راجل وربّى رجالة بصحيح، أنا مش هطمن على البنات الا مع ولاد أخويا...
لتنهد ألفت بعمق هامسة:
- ربنا قادر يخلف ظني...
مرت الأيام سريعا، لم يكف هاتف كلا من سلمى وسلافة عن الرنين، كان شهاب وغيث وكأنهما قد اتفقا على صنع حصار شديد لهما، قابلته سلمى بهدوئها وبرودها المعهود أما سلافة فكان تشعر بالحنق من حصار غيث لها والذي أطبقه أكثر وأكثر حولها حين هاتفها وكانت في عملها السابق تدعو زميلاتها الى حضور الفرح ليشاء حظها العاثر أن يخاطبها زميل لها بصوت عال وصل إلى أسماع غيث وهو يقول:
- سولي.. احنا طبعا كمان معزومين، الفرح للصنفين مش كدا؟..
لم تنتبه سلافة الى اصمت غيث الغريب على الجهة المقابلة من الهاتف وأجابت زميلها بتلقائية مرحة:
- أكيد يا سامي، انتو كلكم تشرفوا...
ليهتف سامي بمرح:
- ما أوصكيش على اللحمة.. عاوز هوبر لحمة هوبر!..
لتضحك سلافة قائلة:
- يا سلام، وما أكتر اللحمة عند الحاج عبد الحميد، أوزي بحاله ليك يا كابتن...
ليلوح اليها ساني بيده منصرفا فتنتبه الى الهاتف بيده لتعيده إلى أذنها قائلة ولا يزال الضحك يلون صوتها:
- أيوة يا غيث...، ولكن ما من مجيب عليها، فقطبت قليلا لتنتبه الى صوت أنفاس متسارعة في الطرف اآخر فقالت بريبة:
- ألو.. غيث؟!!..
لينطق غيث بجمود:
- مين اللي كان عم يتحدتت امعاكي دِه؟..
سلافة بتلقائية:
- أبدا.. دا سامي زميلنا هنا..
غيث ببرود يخفي غضبا ناريا على وشك أن يندلع:
- وانتي بتتحددتي امعاه بكل بساطة إكده؟...
سلافة وقد بدأت تشعر أن غيث ليس في حالته الطبيعية:
- عادي يا غيث، دا زميلي هنا من سنتين، وبعدين أدِّي في السن مش هقوله سيادتك وحضرتك، احنا هنا كلنا كدا، ما فيش ألقاب غير لرئيس القسم أو المدير بس!..
هتف غيث بشراسة من بين أسنانه:
- طب أسمعي بجاه عشان تعملي احسابك.. لو اللي إسميه سامي ديه هوّب إهنه أني بنفسي اللي عطبخُّه ووكّله للضيوف، جولتي إيه؟.. لاه وما هواش إلواحده... أي زميل ليكي ممنوع يجرّب منّيك ولا تتحدتي امعاه ولو وزّه عجله واتدلّى برجليه إهنه يبجى حفر جبره ابيده، فاهمه يا بت عمي!..
وأسرع بانهاء المكالمة لتطالع سلافة الهاتف بيدها هامسة في ذهول:
- غيث اتجنن!..
بينما في الناحية الأخرى كاد غيث يهشم الهاتف في يده وهو يطبق عليه بشدة هاتفا بنقمة:
- عتجننيني يا بت عمي، عجلي بيطير منّي من عمايلك يا سلافة، كيف تسمح له انه يجولها زولي ( لو سلافة سمعتك يا غيث بتقول زولي دي صدقني هتلغي الفرح بلوبيف بلوبيف )
، عمال يتحدت امعاها ويتجلع إكده ما كانيِّهوشي راجل، طبعا مش اسميه سامي!.. هستنى إيه بجاه منِّيه غير إكده!..
ليطبق حصاره حولها فلا تمر ساعة من ليل أو نهار الا ويحادثها لمعرفة خط سيرها!..
------------------------------------------------
عاد رؤوف وأسرته في الوعد المتفق عليه بعد أن كاد الجميع أن يهلك وهو يجري على قدم وساق لانهاء الاستعدادات اللازمة للزفاف المرتقب، وكانت سلمى وسلافة قد اختارتا أثاث منزلاهما من محل خاص بالأثاث المنزلي كان والدهما دائم التعامل معه، وكان قد شاهدت كل واحدة منزلها منذ البدء قبل عقد القرآن مع رؤوف وألفت...
كان الجميع في استقبالهم بما فيهم راوية والتي لن تنسى أبدا اللهجة شديدة البأس التي خاطبتها بها حماتها حين أجبرتها على الذهاب لتوديع ألفت إذ قالت لها بوعيد أنه من الأسلم لها أن تكف لسانها السليط عن زوجة ابنها وبناتها بدلا من تذيقها هي كيف تكون سلاطة اللسان حقًّا!!... بينما هددها عثمان وبعبارة صريحة أنها إن لم ترجع عن كلماتها المسمومة التي تلقيها على مسامع زوجة أخيه وابنتيها فإنه يضمن لها أن ولديْها سيبدآن حياتيهما في ذات الوقت الذي ستنتهي فيه حياتها هي معه كزوجة!.. لذا اضطرت صاغرة على ابتلاع لسانها الآن فقط على أن تستعيد جولاتها بعد أن يطبق الشِّرك على بنات ألفت فتصبحان بين يديْ ولديها هي، وساعتها لن تألو جهدا في جعل أيامهما سوادا حالكاً!!!!!!!!...
جلس الجميع لتناول الغذاء الذي غاب عنه كلا من غيث وشهاب اللذان انشغلا في انهاء بعض المصالح اللازمة في حين أنهما كانا قد يتجاهلان عروستيهما عن سبق إصرار وترصد،.. ألم تنفذا رغبتهما بالسفر رغما عنهما، إذن فقد حان الوقت لتعلم كلا من سلمى وسلافة أن عاقبة مخالفتهما لزوجيهما وخيمة للغاية، ولكن فات كلا من شهاب وغيث أن ابنتي عمهما ليستا من النوع الذي يسهل عقابه، وما بدآه كعقاب لهما انقلبا عليهما خاصة وأن سلافة كانت هي المخططة هذه المرة وبموافقة الجدة فاطمة هذه المرة!..

مالت سلافة على أذن سلمى الجالسة بجوارها حول مائدة الطعام العامرة بما لذ وطاب من الطعام وهمست بغيظ:
- شوفتي عمايل ولاد عمك؟.. مش المفروض اننا عرايس وانهم يكونوا في استقبالنا؟.. أد كده احنا مش فارقين معهم؟.. شوفتي حماتك العجوز أم منقار فرحانة فينا إزاي وعينيها لمعت لما جدي سأل عليهم قبل ما بابا يقوله انهم كلموه يسلموا عليه واعتذروا انهم ما كانوا موجودين عشان مشغولين شوية!.. نعمل فيهم ايه دلوقتي؟.. مش كفاية الحيزبون دي؟..
نهرتها سلمى بصوت منخفض وهي تحاول افتعال الجدية وكتم ضحكتها:
- سلافة خلاص، جرى إيه يعني؟.. وبعدين بلاش تشبيهاتك دي هي دلوقتي بتاخد من حسناتك عشان تبقي عارفة.. وخسارة فيها خصوصا لما أنتي بقه تشيلي سيئاتها وشوفي انتي بقه عندها سيئات أد إيه؟..
حدقت سلافة هاتفة برعب:
- لالالالا.. دا هم ما يتلم يا أمي، أنا متأكده أن سيئاتها أكبر من هرم الجيزة!..
قالت سلمى بصرامة منهية الموضوع:
- يبقى خلاص، بطلي تجيبي في سيرتها، قولي ربنا يكفينا شر أذاها وخلاص، وبعدين عشان تكوني عارفة اعتذار ولاد عمك دا اعتذار سياسي تمام زي عيا سياسي كدا!!..
قطبت سلافة وهي تتساءل:
- نعم.. اعتذار سياسيس!.. ازاي يعني؟..
حركت سلمى كتفيها بلا مبالاة وهي تعيد انتباهها الى طعامها الموضوع في الصحن أمامها:
- يعني أي أختي العزيزة بيعاقبونا عشان سافرنا من غير موافقتهم، فاكرين انهم كدا هيردوها لنا!..
برقت عينا سلافة بوحشية وهي تجيب من بين أسنانها:
- بقه كدا، بس للأسف ما حسبوهاش صح، أنا بقه هخليهم يندموا على عملتهم المهببة دي!..
سلمى مقطبة:
- وأزاي بقه يا نبيهة ان شاء الله؟.
سلافة وهي تضع أصبعها على جانب رأسها غامزة بشقاوة لأختها:
- هشغّل الفهامة يا دوك!..
وفي وقت لاحق بعد الانتهاء من تناول الطعام انفردت كلا من سلمى وسلافة بالجدة حيث بدأت سلافة في تنفيذ عقابها هي لأولاد عائة الخولي!..
طوقت سلافة كتفي الجدة بذراعها قائلة بدلالها المحبب:
- ماما ستُّو ليا عندك طلب وعارفة انك مش هتكسفيني..
ابتسمت الجدة التي تعشق دلال حفيدتها الصغرى وأجابت:
- جولي يا بنتي، ولو في يديّ أني ما تأخرّشي عنيِّكي واصل..
سلافة بمكر:
- أنا كنت بصراحة عاوزة نفضل في مصر لغاية معاد الفرح لكن بما أن جدي أمر اننا نيجي قبل الفرح بأسبوع فلازم نسمع كلمة بابا جدو، وبصراحة سبب اننا كنت عاوزة نفضل هناك انه غيث وشهاب ما يشوفناش لغاية يوم الفرح..
وسكتت وقد اصطنعت الخجل مسبلة أهدابها الطويلة في حين راقبتها سلمى في ذهول من أختها تلك الممثلة الماهرة التي اكتشفت الآن فقط أن موهبتها خسارة أن تدفن بل لابد لها من دخول مجال التكثيل والذي ستثبت نفسها فيه وبقوة، أردفت سلافة بحياء زائف:
- أنتي عارفة يا ماما ستُّو اننا في وشّهم هنا طول اليوم وأحنا عروسة عاوزة عريسي يكون مشتاق يشوفني، مش قودامه ال 24 ساعة يعني!..
ابتسمت الجدة ووجهت سؤالها الى سلمى قائلة:
- وأنتي رايك من رايك خيْتك برضيكي يا دَكْتُوورة؟..
لتنتبه سلمى هاتفة:ط
- ها؟!.. آ.. آه طبعا يا جدتي..
لتفرتش وجه الجدة ابتسامة واسعة وهي تقول:
- اطّمني يا بنيتي ، كم عروسة عندينا، من النّهاردِه ازواجكم ما عيطبوشي الدار إهنه لحدت يوم الفرح، اطمنوا...
ثم غمزت سلافة متابعة بمكر:
- عيشتاجولكم يا نضر عيني!..
لتضحك سلافة وهي تهتف عاليا فيما تحتضن جدتها بقوة:
- تعيش ماما ستُّو.. تعيش.. تعيش.. تعيش!!..
عاد شهاب وغيث الى المنزل، بعد مرور وقت طويل على رجوع عائلة عمه، ما أن دلفا الى داخل المنزل حتى أسرعت اليهما وردة الخادمة وهي تهتف:
- سي غيث، سي شهاب، معالِهش الحاجة فاطنة عاوزاكو في دارها..
قطب غيث وشهاب وتبادلا النظرات المتسائلة قبل أن يتجها الى غرفة الجد والجدة فطرق شهاب الباب ليسمع صوت جدته تأذن لهما بالدخول، دلفا اليها ليبصرا الجدة وهي تجلس براحة الى الأريكة العريضة في غرفتها تحتسي كوبا من الشاي بالحليب، تقدما إليها ليسلما عليها مقبلين ظاهر يدها بالتناوب، أشارت لهما بالجلوس، كان غيث الباديء بالحديث قائلا بابتسامة:
- أومال جدي فين يا جدتي؟.. فايتك الحالك ليه؟..
الجدة بابتسامة:
- جدك مع بوك وعمك بيتمموا على الطباخ انتو عارفين انه من الليلاديْ هتبتدي الافراح والليالي الملاح، سبع ايام بسبع ليالي ، كل يوم تندبح الدبايح وينشد المنشد ع الربابة، جدكم جايب الريس عبدالعال البنجاوي أشهر منشد في الجيهة كلّاتها، ولا الريس متجال في زّمانّهْ!..
قال شهاب بابتسامة:
- ربنا يخليكو لينا يا حاجة، حضرتك كنتي عاوزانا في حاجة؟.. البت وردة قالت لنا انك عاوزة تتكلمي معانا..
الجدة بابتسامتها الحنون:
- معتحرمشي منيكم يا نضري، بس كل اللي كنت رايده أجوله لكم انكم تلموا شوية من خلجاتكم وتروحوا حدا الاستراحة اللي في طرف الجنينة الجبلي، أني خلّيت الواد خليل وراجح يوضبوها وبجيت زي الفل!..
تبادل كلا من غيث وشهاب نظرات الدهشة قبل أن يتنحنح غيث ليجلي حنجرته سائلا الجدة بابتسامة صغيرة:
- وايه اللي عيخلينا نهملوا دارنا ونروحوا الاستراحة يا حاجة؟
أجابت الجدة بضحكة:
- عشان عرايسكم يا ولديْ، معينفعشي تبجوا مع بعض في موكان واحد، لازمن تبعدوا، بصراحة كتر خيرها عروستك هي اللي نبهَتْني لِكدِهْ!..
بُهت غيث وهتف:
- باه!... مين يا حاجة؟..
ليجيب شهاب ساخرا:
- ما قالت لك عروستك يا عريس، يعني عروستك انت ومعرفش بينكم وبين بعض إيه فبتخلصه منك أنا وعروستي مالي؟..
قطبت الجدة حيث لم تفهم معنى كلام شهاب وتساءلت:
- انت بتجول ايه يا شهاب يا ولدي؟..
شهاب بزفرة ضيق:
- لا ما فيش يا حاجّة، طيب عن إذنك احنا بقه، هنلموا خلجاتنا عشان نروحوا الموطرح الجديد!..
وانصرف وهو يدفع غيث في كتفه حتى خرجا وأغلقا الباب خلفهما، ليتجه غيث الى الأعلى وهو يتوعد سلافة هاتفا:
- بجه إكده يا سلافة، انتي اللي جبتيه لروحك..
ليتوقف على أول درجات السلم مغمضا عينيه زافرا بغيظ وهو يقول:
- أستغفر الله العظيم، اللهم اخزيك يا شيطان، ماشي يا سلافة، أني مش هكسّر كلام الحاجة لكن حسابك تجِل جوي جوي يا بنت العم..
ثم اتجه الى الخارج وهو يهتف بشهاب أن يجمع له بعض الثياب معه ويلحق به في الاستراحة....
استغربت سلافة من عدم اتصال غيث بها، كانت تعتقد أنه ما ان يعلم من الجدة أنه ممنوع من رؤيتها حتى يوم الفرح فأنه سيسارع بالقدوم اليها، ولكنها تعلم مدى برود غيث، هي أكيدة أنه يخطط لمعاقبتها الآن، ولكن لا يهمها فهي له!..
ما أن حل الليل حتى علا رنين هاتفا سلافة فتلقت المكالمة مبتسمة بظفر لتكون أول كلمة سمعتها:
- مرتاحة دلوك يا بت عمي؟..
استندت سلافة الى ظهر سريرها وهي تتلاعب بخصلة طويلة من شعرها المنسدل مجيبة بدلال:
- وايه اللي مش هريحني يا ابن عمي؟..
غيث كاتما غيظه بقوة:
- بجه انتي مش رايده عريسك يشوفك الا يوم الفرح يا عروسة؟..
سلافة بنعومة كادت تفقد غيث صوابه:
- أه يا ابن عمي، حقي، عاوزة عريسي يحس أني وحشاه، مش قودامه ال 24 ساعة في اليوم...
ليهمس غيث وقد طار غضبه أدراج الرياح فهذه الجنية الصغيرة تتفنن في التلاعب به:
- وإذا جول تلك ان عريسك متوحشّك حتى وانتي مجابلاه اليوم كلاته؟.. وانه نفس ايغمض وايفتح يلاجيكي جودامه وما تفارجيهوشي واصل؟..
اضطربت سلافة واحمرت خجلا وأسرعت بانهاء المحادثة فحينما تنتاب غيث هذه الحالة من الرومانسية المفرطة تفقد هي قدرتها على مجاراته، لتقول بسرعة:
- معلهش أي ابن عمي هضطر أقفل ماما بتناديني..
وأسرعت بانهاء المكالمة وهي تتنفس بعمق....
أما شهاب فهو لم يتواصل مع سلمى بأي طريقة كانت، الأمر الذي أدهشها ولكنها لم تتوقف عنده كثيرا فقد انشغلت بتلقي التهنئات والهدايا من أفراد العائلة والبلدة جميعا...
مرت الايام وأتى يوم الحنة سريعا والذي تألقت فيه كلا من سلمى وسلافة بفساتين غاية في الجمال، كان فستان سلافة باللون الأحمر النبيذي ينسدل على جسمها الى الأسفل، بأكمام من الدانتيل المخرم طويلة، مزمومة على الذراعين، وأسدلت شعرها الأسود ليتطاير حولها وانتعلت حذاءا ذهبيا عال الكعبين، بينما اكتفت من الزينة بكحل أسود أكسب عينيها اتساعا ملحوظا وحمرة خدود طفيفة وأحمر شفاه بلون الكرز، بينما ارتدت سلمى فستانا من اللون الفستقي، ليضاهي لون عينيها التي حددتهما باللون الاسود ليظهر لونهما الزيتوني الواضح، كان من الشيفون متعدد الطبقات ينسدل على طولها في حين تعلو جزءه العلوي طبقة من الساتان الناعم مطعم بفصوص من الألماس الاصطناعي، وانتعلت حذاءا فضيا عال الكعبين، وجمعت شعرها الكستنائي على هيئة شنيون تاركة بعض الخصلات تحيط بوجنتيها لتكسبها نعومة ورقة، واكتفت من الزينة بالكحل الاسود وحمرة خدود طفيفة وأحمر شفاه باللون الوردي لشفتيها، كانا بحق متعة للنظر...
انقضت الليلة وسط الزغاريد والأفراح وقد قرت راوية أن تتصرف باعتبارها هي سيدة المنزل وصاحبة الفرح وليست ألفت، وأن ترحب بالحضور فليس من مصلحتها أن ينتبه لها عثمان أو الجدة فقط حتى يطمئن الجميع لها لتضرب هي ضربتها بالتعاون مع " أم ستيت" أكبر دجالة في البلد, تلك التي تبرع في شفاء المريض أكثر من أي طبيب و..... كره الحبيب!...( استغفر الله العظيم.. ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطؤك )...
صدحت الفرقة الشعبية التي أمر الجد بإحضارها والتي تتكون جميع أعضائها من النساء الذائعات الصيت في هذا المجال وعلى رأسهم المطربة فاطمة عيد في حين قام بإحضار أكبر منشدين الأفراح " الريس عبد العال البنجاوي " لأحياء الليلة الكبيرة....
جلست سلافة وسلمى بجوار بعضهما بينما وقفت الفتيات تتراقصن أمامهما واقتربت منهما سلسبيل وهي تتهادى في عباءة حمراء حريرية تاركة شعرها الأسود الغزير يتدلى حتى نهاية خصرها، بعد أن هنأتهما غمزتها سلافة قائلة:
- ما شاء الله إيه الجمال دا؟.. هو اللي جوزها يتصاب بتحلو كدا؟..
نهرتها سلسبيل بجدية زائفة:
- باه سلافة.. مش عتبطلي عادتك ديْ؟..
لتجيب سلمى بضحك:
- ما تبقاش سلافة يا بنت عمي..
قالت سلافة بلهفة:
- المهم ما تنسينيش، ايه رايك؟.. عجبك؟؟..، احتضنت سلسبيل سلافة فجأة وهي تجيبها:
- ربنا يخليكي ليا يا سلافة، بس ديه كاتير عليّ، وباين عليه غالي جوي!..
ابتسمت سلافة وهي تربت على ظهرها قائلة:
- ما فيش حاجة تكتر عليكي حبيبتي، انتي ما فرحتيش يا سلسبيل، وجه الوقت اللي تعوضي جوزك فيه، وبعدين انتي ناسية قبل ما نسافر انك انتي اللي قولتلي انتي مش عارفة تعوضي ليث ازاي؟.. انتي اللي حطيتي الفكرة في دماغي، بس ما تنسيش تحكي لي اللي هيحصل صوت وصورة..
وهي تغمزها بمكر لتضربها سلسبيل بخفة على يدها تنهرها بمزح قائلة:
- بكفاياكي عاد، وبعدين معتخافيشي، اللي هيوحصل عتشوفيه صوت وصورة، بس مع.. زوجك.. اللي هو خويْ، ولو اني متاكدة انك اللي عتشوفيه أكتر بكاتييير!!..
أعجبت سلمى وسلافة بالاغاني المنشودة، والتي كان منها:
* .ياليلة الحنة ياريدى
والسلام منايدك ليدى
ياليلة الحنة والمجمع
هى تتكلم وانا اسمع
دا كلامك احلى من السكر
واحلى من البلح الرشيدي..
** يتم احضار صينية مليئة بالحنة الجاهزة للاستعمال ويوضع بداخلها شموع وتغطى الصينية بحنتها وشموعها بقماش التل ويتم أشعال نار فى وسط صينية الحنة ويلتف حولها الشباب وأثناء الغناء يقوم أصحاب العريس وأقاربه من الرجال بالتجمع حول العريس وتخضيب يديه وقدميه بالحنة فى جو يسوده الحب والفرح...، وفي الغالب تسبق هذه الأحتفالات ليلة قرآن كريم حتى تعم البركة على ليلة الحنة و الزفاف،
ويعد العريس الزفاف وليمة كبيرة لتجهيز العشاء لكل الحضور من المدعوين في أي أرض واسعة يقام عليها الاحتفال،
ومعظم طقوس الحنة، تقوم علي تزيين القدمين والكفين..**
* والله لأغني لك يا عريس يا غالي
والله لأغني لك وأسهر الليالي يا عريس لأغنى لك
يا عايق من دول جيلك والله لأغني لك يا عريس يا غالي

* أدلع يا عريس يا بو لاسه نايلون
ادلع يا عريس وعروستك نايلون
عند بيت ام فاروق هاي هاي .. والشجره طرحت برقوق هاي هاي
واللي بحبه جدع مرزوق وبلاسه لاسه نايلون
عند بيت ام حنان هاي هاي
والشجره طرحت رمان هاي هاي
واللي بحبه جدع عجبان واللاسه لاسه نايلون
عند بيت أم صلاح هاي هاي
والشجره طرحت تفاح هاي هاي، واللي بحبه جاني وراح واللاسه لاسه نايلون
أمك عامله مصليه هاي هاي
وهي وليه حرميه هاي هاي
وتتبلا عليا واللاسه لاسه نايلون
شوفوا البت القداره هاي هاي
رايحه المحطة بنضاره هاي هاي..
تدي لحبيبها اشارة واللاسه لاسه نايلون
والله لأغني لك وأسهر الليالي
لا اعشيك بوزة و أغديك بوزة
وحياة المعزة.. دا أنتَ عندى غالى يا عريس يا غالى

* يا حلاوتك يا ستفندى يا بن عم البرتقان يا حلاوتك وانت طارح فى الجنينة ع الأوان
عروستنا ف بيت أبوها.. أربعه بيزوقوها وعريسنا يقول هاتوها دى وحشانى من زمان
يا حلاوتك يا ستفندى يا بن عم البرتقان
يا حلاوتك وانت طارح فى الجنينة ع الأوان .. عريسنا ف بيت أبوه أربعه بيلبسوه وعروستنا تقول هاتوه دا وحشنى من زمان
يا حلاوتك يا ستفندى يا بن عم البرتقان يا حلاوتك وانت طارح فى الجنينة ع الأوان.
* خدناها خدناها خدناها خدناها قولوا لابوها يتعشى خدناها من ع الفرشة صبوا لأبوها يغسل أيديه خدناها وضحكنا عليه خدناها خدناها خدناها بالسيف الماضي وابوها مكنش راضي وعلشانها بعنا الاراضي الحلوه اللي كسبناها خدناها بالملايين واهلها ما كانوش راضيين وعلشانها بعنا الفدادين الحلوه اللي كسبناها خدناها خدناها خدناها بالسيف والقوة، وأبوها راجل فتوة ، وعلشانها بعنا الاراضي .. الحلوه اللي كسبناها...
انقضت الليلة وسط الاغاني والافراح، وبعد انصراف الجميع وصعود سلمى وسلافة الى منزلهما، حيث قضتا بعض من الوقت مع أمهما تتبادلن الاحاديث الخفيفة، انصرفت ألفت مؤكدة على ابنتيها النوم جيدا فغدا يوم طويل، ما ان همت سلافة بالخلود الى النوم حتى صدح هاتفها بالرنين لتعلم هوية المتصل قبل أن ترى الاسم فقد خصصت نغمة مميزة له كانت عبارة عن مقطع معين من أغنية شادية الشهيرة يقول" وحياة اللي جرالي ويّاه من غير معاد.. لا أسهره الليالي وأحرمه البعاد!!"" (ههههه ناويالك يا غيث معاك ربنا)...
كان احتفال الليلة كان قد ذهب بالباقي من غضب غيث الذي كان يعد الدقائق الباقية على زفافه الى عروسه العنيدة الفاتنة، أجابت سلافة بابتسامة:
- أزيك يا غيث..
قال غيث:
- الحمد لله ، الليلة كانت حلوة جوي، جوليلي عجبتك الفِرْجَة اللي شيعنا جبناها من جِنا؟؟
سلافة هاتفة:
- تجنن يا غيث، بس فيه أغاني أنا كنت سمعتها ع اليوتيوب وما اتغنتش، بصراحة فيه أغنية علّقت معايا جامد...
طلب منها غيث بحنان أن تغنيها له فوافقت في الحال لتبدأ في غناءها فيفتح عينيه واسعا غير مصدق لما تسمعه أذناه حيث كانت تقول:
*زعلان ليه تعالى وانا اقولك .. انت كيلو لب وانا كيلو لب .. ناكل انا وانتة والقشر لامك .. زعلان لية تعالى وانا اقولك .. انت كيلو لحمة وانا كيلو لحمة .. ناكل انا وانته والعضم لامك..

نهرها غيث هاتفا:
- سلافة... ايه الكلام الماسخ ديه؟...
لتجيب سلافة ببراءة مفتعلة:
- هو انا جبت حاجة من عندي يا غيث؟.. دي أغانيكم أنتم...
غيث بحدة:
- طب جفلي ع الحديت ديه، ويكون في معلومك يا بت عمي اللي يشيل أمي في اعينيه عشيله على راسي من فوج، احترامها من احترامي تمام، مفهوم يا سلافة؟...
لم تريد سلافة مجادلته فيما همست في داخلها بحنق:
- يا روح أمك!! "احم احم آسفة بس ما يتقاله الا كدا!! هههه"..
قالت سلافة منهية الكلام:
- خلاص يا غيث، هي أغنية وقلتها عادي يعني...
لم يطيل غيث في الحديث في هذا الأمر فهو يعلم مدى حساسية الموضوع خاصة وأن أمه لم تخفي عدم رضاها عن اختياره هو وشهاب ولكنها أمه أولا وأخيرا ويجب على سلافة احترامها!..
تنهد غيث عميقا وهو يقول:
- عارفة يا سلافة.. أني باعد الدجايج والثواني يا جلب غيث لحدت ما يتجفل علينا باب واحد، ووجتها...،
وسكت تاركا باقي عبارته معلقة ليطير النوم من عينيها وتهتف به في ريبة مقطبة:
- لحدت إيه يا ابن عمي، ما تكمل!..
اجابها بخبث ينافي طبيعته العاقلة تماما:
- لاه مش عكمل دلوك... عتشوفي بنفسيكي وجتها ععمل إيه!!..
نهرته سلافة بزمجرة خرجت كزمجرة قطة سيامي:
- غيث بقولك إيه.. بلاش الألغاز بتاعتك دي، وبعدين أظن أنت اتأكدت بنفسك انه أي عقاب من ناحيتك بيبقى قودامه عقاب أشد من عندي، ولا نسيت لما ما جيتش أنت وأخوك يوم رجوعنا البلد ووقتها جدتي أصدرت فرمانها انكم تطلعوا من البيت خالص!..
غيث بهدوء:
- طب ليه بس إكده يا بت الناس؟.. كنت انسيت الموضوع ديه، انتي اللي بتجبيه لروحك أهاه.. عمومي نامي زين يا عروسة لأنه جودامك يوم طوييييل من الصبح بإذن ربنا....
وانهى المكالمة تاركا اياها وقد احتل الشحوب وجهها...
كانت سلمى تتحدث الى شهاب في الهاتف حيث هاتفها هو على غير عادته في الفترة الماضية تحديدا منذ عودتها وأصدار الجدة أمرها بانتقاله هو وغيث الى الاستراحة، كان شهاب يحدثها بهدوء مهنئا لها وحين سألته عن مناسبة هذه المكالمة هز كتفيه بلا مبالاة قائلا:
- بصراحة قلت عروسة بردو وبلاش أكسر بخاطرك الليلة دي، خليني أنا الكبير..
سلمى ساخرة:
- بجد؟.. لا فيك الخير بصراحة!..
قاطع حديثها رنين جرس الباب فقطبت وهي تقول:
- ايه دا.. مين اللي جاي دلوقتي؟..
شهاب بلا مبالاة:
- اكيد مش حد غريب، عموما شوفي عمي كدا يفتح..
سلمى رافضة وهي تتجه لتستطلع هوية الطارق:
- لا مالوش لزوم، أكيد حد من هنا، أنا هشـ...
كانت تدير مقبض الباب أثناء محادثتها له لتشهق بخفة وهي تحدق بقوة في الشخص الواقف أمامها، قال شهاب وهو يبتسم:
- إيه مفاجأة مش كدا؟!....، هتفت سلمى وهي تتلفت حولها:
- انت مجنون مش كدا؟...
دلف شهاب وهو ينزل يده التي تحمل الهاتف بجانبه لتتراجع هي الى الداخل فيما يغلق هو الباب ليصل اليها في خطوتين يعتقل خصرها هامسا أمام وجهها الذي لا يزال يحمل أثرا من زينتها:
- كدا!! ، ليميل مختطفا قبلة من شهد شفتيها فاجأتها لتتسمر بادئ الأمر ثم تنتبه فتحاول التملص منه وتضربه بقبضتيها الصغيرتين ليقبض عليها بيد واحدة بينما يمتص رحيق شفتيها بقوة، ليتركها فجأة تماما كما اكتسحها بإعصاره فجأة وهو يهمس من بين أنفاسه اللاهثة:
- عشان بس تعرفي أني لما بعدت عشان أنا عاوز كدا، ولا 100 فرمان ولا مليون باب وشباك هيقدروا يبعدوكي عني!.
ليستدير متجها الى الباب ففتحه وانصرف سريعا ولكن قبل أن يغلقه خلفه رمى لها قبلة في الهواء قبل أن يختفي من أمامها تاركا لها وهي تتمتم في ذهول:
- مجنون... أقطع دراعي انك مجنون وابن مجانين كمان!..
- يتبع -


 
 

 

عرض البوم صور منى لطفي   رد مع اقتباس
قديم 20-12-16, 09:40 PM   المشاركة رقم: 180
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قاريء مميز


البيانات
التسجيل: Dec 2014
العضوية: 285617
المشاركات: 759
الجنس أنثى
معدل التقييم: مملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1593

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مملكة الغيوم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : منى لطفي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: كبـير العيلة

 

السلام عليكم ورحمة الله
الحرب سجال بين اولاد الخولى فيس بيغمز ربنا يستر من العجوز ام منقار راويه شكل سكتها عوجه تودى على جهنم وبئس المصير هى وام ستيت اللى امثالها ملو البلد
تسلم ايدك منمن فى انتظار الباقى موووووووووووووووووووووووووووووووواه

 
 

 

عرض البوم صور مملكة الغيوم   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الغيآب, كبـير
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:54 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية