المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
زفرت انفاسها بغضب قائلة: "لن اسمح لك ان تقدمنى للجميع على اننى وريثة عائلة فيرازى الضائعة. حتى لو فعلت ذلك, فلن ينجح الأمر. إن بحث احدهم فى سجلات القيد فى شيكاغو, سيكتشف هويتى بسرعة."
وافقها قائلاً: "صحيح."
ثقته هذه ادهشتها, فقالت: "ألست خائفاً من اكتشاف الحقيقة؟"
وضع يديه على كتفيها, ثم حدق بها قائلاً: "الحقيقة هى انك وريثة فيرازى, و انت الكاذبة الوحيدة هنا فى الغرفة, إذ نكثت بوعدك بأن تطيعينى و تشرفى اسمى."
نظر إلى السرير, ثم حدق فى عينيها, و تابع: "ما الذى تحتاجينه لتصدقى اننى اقول الحقيقة لك؟"
ارتجفت لوسي و هى تنظر إلى السرير الضخم. كم من الوقت ستحتاج لتفقد ارادتها امامه؟ عناقه الأول جعلها تفقد كل الاسباب المنطقية, و عناقه الثانى جعلها تقع بين ذراعيه مقطوعة الأنفاس مستسلمة. ما الذى سيحدث بعد ذلك؟ عليها ان تتأكد ان لا مجال مطلقاً لحدوث الأمر مرة ثالثة. قالت: "يمكنك ان تحرق ذلك العقد بيننا, لأننى لن اتظاهر بأننى تلك الفتاة زهرة منسية. انا افضل ان اكون متشردة فى الشارع و بلا منزل."
لامس شفتها السفلى بإصبعه, و هو يقول: "كفى! ستبقين هنا معى."
شعرت لوسي بشفتها ترتجف, فهى لا تزال تشعر بضغط عناقه. عناق آخر مثل ذلك الذى سبقه, سيجعلها تتخلى عن كل ما تؤمن به. فعلت ذلك من قبل. أليس كذلك؟ ماكسيمو يفوق الكس وسامة بعشرات المرأت, و لديه قدرة مضاعفة على الإقناع. أدارت رأسها, مجبرة إياه على إطلاق سراحها. حاولت أن تتنفس بعمق و هدوء. وقع نظرها على فرشاة و مشط مزينين بالجواهر ى صينية فضية, وُضعت على سطح طاولة الزينة الخشبية.
قال ماكسيمو بهدوء: "هذه الفرشاة و هذا المشط لكِ, كارا! كل ما املكه لكِ, ما دمت لىّ."
"أنا لست لك!"
قال و هو يضع ذراعيه حول كتفيها: "ليس بعد, لكن ذلك سيحدث بعد فترة قصيرة جداً.
اغمضت لوسي عينيها, و هى ترتجف. إنها تريد ان تتكئ عليه, و تترك نفسها بين يديه, فحرارة جسده تصلها كـ الموجات و تغمرها كـ البحر, و تجذبها لتغرق فيه.
و كأن ماكسيمو ادرك ضعفها, إذ شدها من ظهرها إلى صدره الواسع, و هو يقول: "الصينية هى كل ما تبقى لىّ من ثروة عائلتى."
"و ما الذى حدث لها؟"
حاولت ان تستجمع بعض القوة لتتمكن من الابتعاد عنه.
"احدهم دمرنا. عندما كنت فى الخامسة من عمرى, كان لدينا معلمون لغة انجليزية, احصنة, سيارات رائعة, و ههذه الفيلا...."
نظر حوله فى ارجاء الغرفة, و تابع: "فى الوقت الذى اصبحت فيه فى الثانية عشر من عمرى, كان قد استولى على كل شئ و اكثر...."
نظرت إليه عبر المرآة. بدا وجهه متجهماً مظللاً بالهموم مع آخر انوار الغسق.
همست: "ماذا اخذ ايضاً؟"
ابتعد عنها بصورة مفاجئة, و هو يقول: "حدث ذلك منذ زمن طويل."
سمعت نبرة صوته باردة كـ الثلج, فجأة شعرت لوسي بالآسف لأجله. هذا الرجل الذى اعتبرته منذ دقائق قليلة شخصاً رهيباً, لم يعد كذلك. بحركة سريعة امسكت الفرشاة الفضية من الصينية و هى تقول: "انت دائماً تعرف كل شئ. أليس كذلك؟"
رفعتها مجبرة نفسها على الضحك, علها تخفف من مزاجه العكر. و تابعت: "فقدت فرشاة شعرى المفضلة الاسبوع الماضي. كيف علمت اننى بحاجة إلى هذه؟"
حدق ماكسيمو بها من خلال المرآة, ثم قال: "انت لم تفقدى فرشاة شعرك. رجالى اخذوها."
استدارت لتحدق به, و قد فغرت فمها: "ماذا؟"
بدت قامته الفارعة و وجهه الوسيم كـ الظلال فى الضوء الخافت. قال: "احتجت إلى إجراء فحص مخبرى لجيناتك فى روما. لذا امرت رجالى بدخول شقتك عنوة و الحصول على فرشاتك التى تحمل شعيرات منك."
شعرت لوسي بموجة من البرد تجتاح جسدها, و ترسل ثلجاً عبر عمودها الفقرى.
"هل دخلت شقتى, و سرقت فرشاة شعرى؟"
دفعها ماكسيم نحو السرير, و قال: "اجلسي!"
"آمضيت ساعة كاملة و انا ابحث عن تلك الفرشاة."
مع العلم ان ليس هذا ما يهمها الآن. ارتجفت من الغضب, و ه تشعر كأنه اعتدى عليها.
"هل ارسلت حارساً شخصياً قذراً إلى منزلى؟"
"اجلسي!"
لم يرفع نبرة صوته, لكن لوسي شعرت بركبتيها تضعفان, فسقطت على السرير, منزعجة من السلطة التى مارسها عليها. اغروقت عيناها بالدموع, و ارتجفت كتفاها, و هى تقول: "ما كان عليك ان تفعل. ما كان عليك ابدا!"
قال بهدوء: "كان علىّ ان اعلم. جدك قدم وثيقة يصرح فيها انك ميتة."
ابتسم بحزن, و هو يتابع: "فى اول يوم من كانون الثانى, كل الاسهم العائدة إليكِ كانت ستصبح تحت سيطرته."
همست و هى تشعر بالانبهار: "إذا ما سمعته صحيح! ألدىّ جد بالفعل؟ و هل لدى اقارب غيره؟"
حدق بها للحظة ثم قال: "آسف! فقط جدك, و هو لا يستحق ان يكون عائلتك."
نظرت إليه مصدومة: "إنه.... الرجل العجوز الذى تنتظر موته. أليس كذلك؟"
اشاح ماكسيمو بنظره عنها.
"آهـ, يا إلهى! ماذا فعل؟"
ثم علمت, فشهقت متابعة: "اهو من دمر عائلتك؟"
"لا ارغب فى التحدق عن الأمر."
"لكنه جدى!"
"انه غريب بالنسبة إليكِ."
"أنه يحمل دمى!"
"ستبقين بعيدة عنه, لوسيا!"
جاء صوته قاسياً كـ الفولاذ, و كأنه سيف يقطع اعصابها بوحشية. تابع: "إن تحدثت معه لمرة واحدة.... مرة واحدة فقط, فأن اتفاقنا سيُلغى."
هذا يعنى انه ليس هناك زواج, و ليس هناك ثلاثون مليوم دولار. الآن بعد ان تذوقت و كليو طعم حياة القصص الخيالية, وجدت لوسي من الصعب عليها التخلى عن كل ذلك.
"ستطيعينى هذه المرة, و ليس هناك امكانية للتفاوض بهذا الأمر؟"
ضاقت نظرته و هو يتابع: "هل تعاهديننى على ذلك؟"
ابتلعت لسي غصة فى خ=حلقها, ثم تنفست بهدوء. بينما بقى منتظراً. اخيراً تمتمت: "حسناً!"
لكن الأمر ليس طبيعياً. كيف تستطيع ان تدير ظهرها لجدها؟ كيف يمكنها ان تنظر موته, من دون ان تتعرف عليه, من دون ان تحبه, و ان تعطيه الفرصة ليحبها و يحب كليو؟ اصبح الهواء فى الغرفة بارد جداً. عضت على شفتها قائلة: "لكن إن كنت حقاً تلك الطفلة...."
شبك ماكسيمو ذراعيه فوق صدره, و قال: "سي!"
"من انقذنى من تلك النار بعد الحادث؟ و من الذى اخذنى إلى الولايات المتحدة؟"
قال ببرودة: "لا احد يعلم. كانت كونى آبوي سائحة امريكية تمكث فى فندق عمتى غندما اختفيتِ. سمعتها تقول انها ترغب بشدة فى ان يكون لديها طفل. ربما اخذتك معها."
روادها إحساس مفاجئ انه يخفى عنها امرأ ما, لكن قبل ان تتمكن من استيعاب ذلك الاحساس, ادركت ما الذى يقوله لها. امها..... سارقة اطفال؟
"لا! امى لا يمكن ابداَ....."
ثم غطت فمها بيديها. كم من المرأت ايقظتها كونى فى منتصف الليل, لتغير لها المدرسة, و تغير عملها و المنازل من افاتستون إلى لنكولن إلى شيكاغو؟ امها كانت اخصائية فى الطب العائلى. وجدت لوي شهادتها مخبأة بين اوراقها, لكنها اصرت على العمل فى وظائف ثانوية, كأنها تحاول دائماً ان تبقى مختفية. طوال تلك السنين كانت كونى تنظر من وراء كتفها, خشية ان يجدها احدهم و يأخذ منها طفلتها. شهقت قائلة: "لا! لا دليل لديك عما حدث."
"ليس لدى دليل كيف انتهى بكِ الأمر كـ ابة لها, لكن لدى دليل على هويتك الحقيقية."
انار ماكسيمو المصباح الصغير, ثم اخذ بعض الاوراق عن المكتب, و جلس قربها على السرير. رفعت لوسي نظرها إليه, و هى تحبس انفاسها. تكورت شفتاه عن ابتسامة, و كأنه يعرف مدى تأثيره عليها, حسناً! من المحتمل انه يفعل. بالنسبة إلى رجل مثل ماكسيمو, تأثر النساء به امر طبيعى جداً له كـ التنفس. انه زئر نساء. أليس كذلك؟ لا مجال للشك بأنه ترك عشرات النساء محطمات القلوب فى اماكن عدة من العالم, بينما يبقى هو سعيداً, حراً, للبحث دائماً عن حبيبة جديدة. كم تشعر بالحسد من برودة قلبه!
قدم لها ماكسيمو الأوراق, قائلاً: "خذى! هذه هى نتائج الفحوصات الجينية. ليس هناك اى اثر للشك. انت الفتاة المفقودة, ابنة نارسيكو و غرازيلا فيرازى."
تحولت عيناها إلى الملف العملى, لكنها لم تركز على اى كلمة. إذ سقطت دمعة من عينيها على الصفحة الأولى. امها لم تكن امها الحقيقية.... امها سرقتها من عائلتها الحقيقية.... تذكرت عناق امها لها. تذكرت الحلوى التى كانت تعدها و إياها بعد المدرسة, و زينة الميلاد التى كانتا تحضرانها معاً. تذكرت ضحكها و حبها. تلك الذكريات اخترقت قلب لوسي كـ خنجر من الخيانة. عندما فقدت امها منذ تسع سنوات اعتقدت ان ذلك أسوأ ألم قد تتعرض له فى حياتها, لكنها كانت مخطئة! علمت امها انها تموت, مع ذلك تصرفت بأنانية و اخذت ذلك السر معها إلى القبر, بدلاً من ان ترسل لوسي إلى ايطاليا, إلى جدها الذى يحبها. تركت ابنتها تعانى لست سنوات فى ملجأ للأيتام. تركتها يائسة لتجد شخص يحبها. همست: "لم تكن امى.... طيلة تلك السنوات. قالت انها تحبنى, و هى تكذب علىّ..... كانت...."
توقفت عن الكلام ما إن تذكرت آخر ليلة امضتها فى المستشفى, ليلة توفيت امها. كانتا تشاهدان فيلماً عن إيطاليا, و حاولت امها بصعوبة ان تتكلم. طلبت من لوسي ان تذهب إلى إيطاليا..... نعم, قالت لها ذلك. لكنها توفيت قبل ان تشرح لها السبب.
اغمضت لوسي عينيها, تذكرت المرأة التى احبتها اكثر من حياتها, و همست: "امى!"
ضمت الفحوصات المخبرية إلى صدرها, و تراجعت إلى الوراء على السرير, و هى تضم ركبتيها إليها بقوة. بكت و هى بالكاد مدركة لوجود ماكسيمو قربها على السرير, مخففاً عنها من خلال قوته و هدوئه.
منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
|