حسناً دعونا نقدم الاحداث قليلاً وبعد مرور عدت سنوات طوال
لن اخبركم كم مرت ولكنها دهر بالنسبه لي..!
فبعد تلك السنوات التي مرت و تركي لجهاد الذي لم انساه و لا للحظه و ظل بداخلي حتى هذه الساعه و لم احب غيره
عدت لانجلترا و اكملت تعليمي هناك حيث اصبحت طبيبه ناجحه و حققت حلمي أخيراً
نعم لقد استقريت لوحدي و لم أعد لوالدي مطلقاً بعد تركِ له ,و الذي عرفت بعد فتره انه مات مقتولاً بعد لعب القمار مع أحد رجال العصابات
حزنت على حاله البائسه التي عاشها،، فقد دمر حياته و حياتنا معه ليموت وحيد لا أحد معه
أما أنا لم يكن يشغلني شي سوا عملي الذي يأخذ كل تفكيري و وقتي
كنت اعرف اخبار جهاد العربي الثري من اخبار المشاهير في التلفاز نوعاُ ما
كانت اخبار التجار العالميين موضوع تلك الفتره و لكن بشكل مفاجئ انقطعت اخباره عني
كنت اشعر بالقلق الشديد عليه و انتابتني رغبه بالسفر لرؤيته لكي اريح قلبي و لكن هذا مستحيل
مؤكد هو قد تزوج الان و اصبح لديه اطفال فأنا لا يمكنني ان اتعب قلبي اكثر من ذلك
يكفي أن حبه مازال مسيطر علي...!
في يوم ربيعي جميل كنت كالعاده في العيادة اكشف على المرضى الذين يأتون لعيادتي للكشف عليهم
بعد الكشف جلست خلف مكتبي و ظللت اتفقد الاوراق التي امامي بهدوء حيث كانت لمريض عندي
عندها و بشكل مفاجئ طرق الباب و فُتح من فوره حتى قبل أن أجيب و لم أرفع رأسي لأنظر للشخص لأنني ظننت أنها لونا مساعدتي بالعياده
قلت و أنا مازالت أنظر للورق بعمق
(" لونا أعتذر منكِ و لكنني مشغولةٌ الان،،، هل هناك امر طارئ؟ ")
لم اتلقئ اي جواب منها مما جعلني أستغرب الأمر و ارفع رأسي بسرعه قائله بحاجب مرفوع
("لونا ما الأمر ,, الا تسـ....! ")
صمت من فوري و توسعت عيناي بدهشه و مفاجآة كبيره بل شعرت و كأني بحلم !!
لا مستحيل أن يكون من أمامي هو نفسه , فهذا لا يمكن حدوثه
كان يقف امامي بطوله المميز و شعره الاسود الذي أصبح أطول و أكثر كثافة
وجهه الأسمر الجميل و تلك الابتسامه التي افتقدتها كثيراً و مرت سنوات لم أرها جعلت روحي تنتفض بشوق لا حدود له لرجلي
دمعت عيناي و أنا اتأمله لاقول بصوت مرتجف مشتاق و ضعيف
("جـــهــــاد!!!! ")
تقدم مني بخطوات بطيئه و ثابته ليقف امامي قائلاً بصوت عميق ناله تعب الشوق لفتاته
(" نعم جهاد يا هيلاري،،، اخيراً استطعت ايجادك بعد كل هذه السنوات")
أخذت ابكي و انا مازلت غير مصدقه انه هنا الان و يقف قريب مني ببضع سنتميترات
حبيبي و روحي و كل حياتي هنا امامي!!
قلت و انا اشهق بالبكاء
("آآآه لا أصدق انك تقف حقيقة امامي،،،أشعر انني بحلم و سوف اصحوا منه،")
كان جهاد اكثر اشتياقاً منها حيث كان يتأمل وجهها الذي اصبح ممتلئ قليلاً و شعرها اصبح اجمل و اطول و عيناها الزرقاء كانت تلمع بسبب الدموع
كانت امامه انثئ كامله بكل تفاصيلها و ليست الطفله الحزينه و التي تمثل القوة قبلاً
قال معاتباً بصوته الرجولي
("كيف استطعتِ فعل هذا بي هيلاري ؟ ،،، كل هذه السنوات لم أرتح فيها و ظللت افكر بك ")
نظرتُ إليه باستغراب فأنا لم افهم ماالذي يقصده بكلامه ،،، لما كان يبحث عني ؟
ألم يتزوج ألم يبني حياته !! ،، لما ظهر الان أمامي لما يشعل الحب الذي أحاول بصعوبه اخماده
آآهه يا جهاد لا تعذبني بهذا الحب الذي مازال يميل لك بدون شعور مني...!
وضع جهاد يده في جيبه و اخرج الرساله التي ظل يحتفظ بها
اجل تلك الرساله التي كتبتها له قبل مغادرتي القصر
نظر إلي و قال بملامح كئيبة قليلاً كأنه يعاتبني
(" مازلت احتفظ برسالتك هذه و اقرأ كل سطورها التي خَطتها اناملك لي،،، لكن عندما كتبتِ هذه الرساله و غادرتي حطمتِ قلبي هيلاري،،، هل تذكرين أنني قلتُ لكِ يومها ,, بعد انتهاء المبارزه هناك قرار إتخذته بشأن زواجنا و اردت اخبارك به !")
بلعت لعابي بغصه و قلت بألم و أنا أخفض رأسي بحزن
(" أجل اذكر،،، كنتُ أعلم أنك ستقول لي انه يجب ان ننهي هذا الزواج الزائف ,,,لانه طال وهو مجرد زواج على ورق ")
ضاقت عيناه فيني ليجيب بأسى و قهر
(" بل أردتُ أن أخبركِ أنني أحــــــبــك هيلاري،،، و أريد أن نصبح زوجين حقيقين و ليس على تلك الاوراق السخيفه")
ظننت لوهلة أنني كنت اسمع بشكل خاطئ ، هل قال أنه يحبني و يرغب بي زوجة له حقاً !!!
نظرت له بعينان متوسعتان مصدومه
(" هل قلتَ حقاً أنك تُحبني!! ،،، هل فعلاً قلت هذا ")
هز رأسه و ابتسم بخفوت
("نعم قلتُ هذا حبيبتي،،، إنتظرتُ كل هذه السنوات لأقولها لكِ")
لم أحتمل أكثر و قمت برمي نفسي عليه لأضمه بقوة،،كنت أبكي بقوة و انا أحشر رأسي بحضنه
كنتُ سعيده جداً فجهاد يحبني مثلما انا أحبه،،، بعد كل هذه المده علمتُ أنه يحبني ايضاً
ااه يا جهاد لا تعلم مدئ سعادتي بهذا الامر،،،، لا تعلم كم انتظرتُ أن تقولها لي،،، قلبي إنه يقرع كالطبول من فرط السعاده
شعرت به يطوقني بذراعه و يضمني أيضاً بقوه و يمسح على شعري بلطف
كان حضنه الكبير دافئ و مريح جداً،،، لا اريد ترك حضنه مطلقاً و لكن طرأ امرً ما بعقلي بشكل مفاجئ ليفسد تلك اللحظه
قلت بسرعه و انا ابتعد عن حضنه بتوتر
(" ااه جهاد،،، أنت متزوج الان أسفه،،، لقد تماديت فعلاً ")
ضحك بخفه و مد يده ليمسك وجهي بين كفيه ليقرب وجهه مني قائلاً بجدية
(" لا يوجد و لن توجد فتاة سكنت قلبي غيركِ أيتها الشقية،،، بسببك الى الان لستُ متزوجاً ,,, فأنا كنتُ انتظركِ أنتِ")
تعلقت عيني بعينه و قلت بهمس
(" هل تقصد أنك!! ")
قَبل جبيني بهدوء و جعل جبينه يلاصق جبيني بخفه ليهتف برجوليه عربيه
(" أجل هيلاري ،، أتيتُ لأُعيدك لي ,,, و لكي نعوض بعضنا تلك السنين التي خسرناها")
إبتعد قليلاً حيث أخذ نفس عميقاً ليعقب بجديه و عيناه العسليتان تلمعان بصدق
("هيلاري ,,,هل أنتِ موافقه أن تعودي معي و تصبحين زوجتي و أمٌ لأطفالي؟")
نزلت دموعي بسعاده و غير تصديق أخيراً قرر القدر أن يبتسم لي و يحقق أمنيتي التي تمنيتها منذ عمري الخامس عشر
هززت رأسي بصعوبه و أنا اضع يدي على فمي أمنع شهقاتي من الخروج و دموعي أخذت تتدفق بغزاره
إبتسم جهاد بفرح و ضمني لصدره بقوة وهو يقول بلكنته العربيه التي أحبها
("أعدكِ أن أسعدكِ دائماً عزيزتي،، أعدكِ أن أكون الزوج الذي سيهتم بك و يرعاكِ بل و يحميكِ طوال حياته")
قمتُ بلف ذراعي حوله و انا اجيبه وسط شهقاتي
("انا واثقه من هذا جهاد،،، أحبك كثيراً و أعدك ايضاً أن أكون الزوجة التي تفخر بها و تساندك في كل عقبات الحياة ")
ظللنا هكذا لفترة كل واحد منا يضم الاخر بحب و بعدها إبتعدنا عن بعضنا حيث اخذ كلاً منا يتأمل عينا الاخر و التي كانت تحكي الكثير
كانت نظراتنا كفيلة بأن تقول ما بقلوبنا فنحن أصبحنا كيان واحد الان بل منذ زمن
و سط تأملاتنا الصامته هذه فجأه اقترب جهاد مني بهدوء و طبع قبله ناعمه على شفتي
قبلةٌ اشعلت قلبي و روحي و كل خليه داخلي بحب هذا الرجل العربي ,, الذي لم و لن يتواجد مثله عبر الاجيال القادمه!
*******************
"الحـــــــــــــــاضــــــــــــــر "
أقفلت دفتر المذكرات و إتجهت للنافذه ,,عندها نظرت للحديقه التي مازالت صامده و زاهية المنظر عبر السنوات المنصرمه
كان الهواء المنبعث من النافذه يبعثر شعري حولي و حينها اخذت احدث نفسي
قائلة بإبتسامه
("تلك كانت قصتي مع جهاد الرجل العربي الذي أصبح الان زوجي و مَلِك حياتي،،أصبحت قصتي معه من
قصص الف ليلة و ليلة،،، كنت دائماً أحب قصص الليالي العربيه التي تحكيها لي أمي قبل النوم ,, لم أظن للحظه أنني سأعيش قصتي مع واحد منهم،،، بل أفضل رجل يمر عبر تاريخ العرب و الانجليز،،، كان الناس دائماً يقولون أن العرب و الغرب لا يستطيعون العيش مع بعضهم ,,, و لكن انا اقول لكم اننا نستطيع،،،، تلك الحواجز و الأمور المعقدة نحن وضعناها لأنفسنا و قيدنا قلوبنا بهذه الاشياء،،، نعم أنا الفتاة الانجليزيه التي عاشت أجمل أيام حياتها مع شاب عربي رائع و لطيف،، شاب بكلمة منه حطم كل تلك الحواجز المنيعه و جعلني اغير كل تفكير سيئ ناحية مجتمع كامل به السيئ و الجيد،،،، جميعنا بشر لا فرق بيننا مطلقاً,,, لهذا اقول لكم نعم نحن نستطيع مع العرب،، أن نحب بعضنا !!،،، أن نتزوج من بعضنا !!،،، حتى و إن اختلفت الافكار و العادات و التقاليد هذا ليس سببً ابداً،،، تلك العادات يمكن أن تتغير اذا كانت الروابط قويه و صادقه,,, رجال العرب اذا أحبوا بصدق لن يحبوا ابداً شخص اخر و يخلصون لهذا الحب مهما كانت الحواجز و العقبات ،،، لقد كتبتُ قصتي و أنا اتذكر كل تلك اللحظات الجميله و أردت ان احتفظ بهذا الكنز القيم مدئ سنوات حياتي...!!")
نظرتُ للأسفل و إبتسمت لذلك الرجل الشامخ و المهيب الذي أحبني و جعلني سيدة رائعه و أم لطفلين جميلين
طفلين أخذَ الصفات العربيه من الرجوله و الشعر الاسود الكثيف و العيون الحاده ذات الرموش الكثيفه و سمار البشرة الذي احبه
و الصفات الانجليزيه من العينان الزرقاء و الخضراء،،تلك كانت صفات ولداي
'''كرم،،،،و،،، جود'''
أفضل صفتين كانت تميز العرب و أردت من ولداي ان يكونان مثل اسميهما!
نظرى نحوي كلاً من كرم و جود و هتفا لي بسعاده
(" أمي،،، تعالي هنا،،، سوف نجري سباق مع ابناء العم كريم،،، تعالي لتشجيعنا")
ابتسمت بحنان لأرد عليهما و أنا أرى رجلي العربي يلتفتُ نحوي ليطل بوجهه وهو يبتسم تلك الابتسامه الآسره
(" حسناً صغيراي ,,,سوف انزل حالاً ")
حولت نظري له بعدها و اخذنا نتبادل النظرات و عينا كل واحد منا تحكي امور لا يفهمها سوانا.
لغة سيعجز اكثر علماء اللغات من فك رموزها...!
بعدها إتجهت للمرآه و عدلت شعري و شكلي و نزلت راكضه لأسرتي التي كانت تنتظرني
افضل هدية منحت لي و سأظل اشكر الله عليها مدئ الحياة لأنه وهبني هذه الاسره و هذه الحياة !!!
الئ هنا تنتهي قصتي أحبك يا رجلي،،، اتمنئ ان تكون اعجبت الجميع و لم اطل في احداثها لأنني اختصرت الكثير منها لكي لا تملوا ،،،رجاءً خاص بأن تكون الرساله المضمونة عبرها قد لامست قلوبكم و روحكم ,,و أتمنى ألا تنسوا قصتي هذه يوماً و تتذكروني بها ,,,, على لقاء جديد في قصة قادمه بإذن الله و حتئ ذلك الوقت اقول اتمنئ ان نلتقي بالخير و اسأل الله التوفيق لي و لكم أجمعين !