الفـــصـــل الســـــادس
أيـــــــن أنــــــــا !!
في منزل مهجور و بعيد ... و تحديداً في داخل ذلك المنزل
فتحت عيناي و أنا أشعر بصداع رهيب برأسي...
نظرت حولي في محاوله أن أستوعب أين أنا !
لكنني صدمت و أنا اجد نفسي مقيدة على كرسي وسط غرفة معتمه و بارده...
كانت يداي و قدماي مقيدتان بإحكام و فمي مكمم ..
حاولت التحرك و محاولة فك القيود و لكنني لم استطع فهي محكمه الربط...
ياللهي مالذي حدث و كيف وصلت لهنا ؟
ذكرياتي كانت ضبابية و مشوشه و لكن بعد لحظات سمعت صوت الباب الصدئ يفتح و يدخل منه ذاك الشخص الذي جعلني أتذكر ما حدث... !
نعم لقد كان هو نفسه جلال والذي ما ان رأيته شعرت بالخوف الشديد..
نظر إلي بابتسامه خبيثه تعلوا شفتيه ليقترب بعدها مني بخطوات ثقيله و شعرت بقلبي يدق بقوة و برعب...
ربااه مالذي يريده مني هذا المجنون... ؟
اقترب الئ أن وصل امامي و بعدها مد يده نحوي بشكل مفاجئ وأنا من الخوف اغمضت عيناي بسرعه...
لم اشعر بيده ابداً وهذا جعلني استغرب فقمت بفتح عيناي مجدداً بشك
فرأيته يسحب الكرسي الذي كان خلفي ليجلس عليه بشكل مقلوب...
اتكئ بذقنه على مسنده وهو ينظر نحوي و كأنه يستمتع بإخافتي بهذه الطريقة...
شعرت بالكره نحوه حقاً إنه فقط يشبه جهاد بالشكل لكنه بعيد كل البعد عن اخلاقه و شهامته و رجولته !
قال جلال بشكل مفاجئ بعد صمت قليل وهو يرمقني بنظرات ثاقبة
("اتعلمين امراً هذه المره الاولى التي احضر فتاة جميله في ضيافتي.. لهذا اعذريني عن الطريقه التي احضرتك بها و ايضاً على سوء ضيافتي الغريبه اتجاهك انستي الانجليزيه ")
نظرت له بنظرات قوية و اشحت بوجهي عنه دون أن أجيب على كلامه...
ضحك هو بقوة من فعلتي هذه و كان لديه صوت رجولي مميز بالفعل فقال
(" هذا مخيف فعلاً,,لا يجب ان تفسدي جمالك بهذه الطريقة يا فتاة ,, هممم ام لنقل ")
اتكئ على يده باستمتاع بردة فعلي ليضيف مكملاً
(" يا طفلتي ذات الخامس عشر ربيعاً!! ")
توسعت عيناي بدهشه من معرفته بعمري و الذي لا يعلم به اي شخص
نظرت اليه احاول أن افهم ولكن كلامه الذي قاله بعدها صدمني اكثر
(" أنتي تتسائلين كيف علمت اليس كذلك ,,حسناً انا اعلم بكل شيء ,, بدأً من طريقه زواجكم و نهاية بإحضارك لهنا للقصر ,,و ليس هذا فقط ")
ابتسم بمكر قائلاً
(" بل أعلم ايضاً انك و ذاك الاحمق لم تتشاطرا نفس السرير مطلقاً مما يعني انك مازلتي عذراء يا هيلاري براون ")
سرت رعشة رعب في انحاء جسدي و أنا ارى تلك الابتسامه الماكره التي اظهرها مع اخر كلمه قالها..
الئ ماذا يلمح ذاك اللعين ياللهي ساعدني ,,جهاد اين انت ؟ ,,تعال ارجوك و انقذني منه ,,أرجوك جهاااااد
حاولت تمالك نفسي و انا اسمعه يكمل كلامه بعد ان وقف بخفه
(" ترى لما لم ينم معك رغم كونك زوجته ,,هل لانك طفله ام انه لا يحبك ,,همم بصراحة انه شي محير... لكن ان سألتني انا...!")
اقترب مني مما جعلني اجفل برعب و أنا اراه يأتي ناحيتي و بدأت عيناي تحرقانني منذرة بنزول الدموع...
اخذ يدور حولي وهو ينظر لي بتمعن
(" انا اراك فاتنه ,, في وجهك لا توجد ملامح لطفله رغم عمرك الصغير ,, بل فتاة مثيرة تغلبت على مشاكل الحياة وحدها ,,و قامت ببناء نفسها بنفسها,, أول مرة ارئ فتاة انجليزيه هكذا,,في الحقيقه كل من رأيتهن هن مجرد ****** يريدون الاقتراب منك من أجل كونك شاب وسيم و ذو مال و شأن ,,لكنك مختلفه فيكي شي لا يشبه اي فتاة انجليزيه من قبل ,, ناهيك عن..")
يمسك خصلات شعرها الذهبيه مضيفاً
(" هذا الشعر الجميل و الطويل و الذي يلمع مثل خيوط الذهب تحت اشعة الشمس ,, اللعنه ذاك الجهاد محظوظ و لكنه لا يقدر ذلك و يتجنب هذا الجمال")
و بلحظه قام سحب الكمامه عن فمي و قال بصوت هامس
(" اعلم أن بفمك كلام... لهذا تحدثي اخشئ ان تختنقي به ")
و بدون تفكير صرخت به بقهر و غضب
(" اولا دعني اخبرك ايها المعتوه ,,لا تفكر ابداً ان تقارن نفسك بجهاد ,,لأنك لن تصل حتئ و لو جزء بسيط من اخلاقه و رجولته و شهامته ,,هل سمعت ؟!")
ابتسم ببرود و عقد يده حول صدره بينما اكملت انا
(" ثانياً انت تقول عنا نحن الانجليزيين ذو دم فاسد و من هذه الأمور ,,أليس اختطاف الناس ايضاً عمل اجرامي ام انها من اخلاق العرب عندكم ؟,, مثل ما نحن عندنا أمور سيئه ايضاً العرب لديهم عادات سيئة و غير اخلاقيه ,, دعني اوضح لك عندما يفعل شخص ما أمور سيئه هذا لا يعطيك الحق في اضطهادنا جميعاً لأن القلوب تختلف و الافكار كذلك تماماً في جميع البلدان ,, هناك الصالح و الفاسد ايضاً و لكن ليس الجميع,,, لكن كما يقال الخير يخص و الشر يعم ,, أنا ايضاً كنت اظن أن العرب اناس همجيين و مرعبين و رجالهم قاسين و لا يحترمون المرأه مطلقاً و يظنون انهم الافضل دائماً ,, لكنني اكتشفت انني مخطئه بعد معرفتي بجهاد و اخاه ,, هذان الاثنين وحدهما جعلاني اغير تفكيري في مجتمع كامل ,,,جعلاني أرئ جميع العرب لطفاء و لديهم اخلاق عاليه عكس ما رأيته و عرفته من الاعلام ,, هذا بالضبط ما اريدك ان تعرفه لا تحكم علينا من معرفتك السابقه لنا او شخص سيئ التقيت به فليس الجميع هكذا ,, نحن لا نملك تفكير واحد عليك أن تفهم هذا الشيء ")
رفع حاجبه باستنكار ليهتف بحده
(" اذاً اخبريني ألستم ذو اجناس مختلطه ؟,, المرأه عندكم تنام مع أي رجل و تأتي بأطفال لا يعلمون من أي أب اتئ ؟ ,, أو يقومون يرميه بالشارع لكي يصبح يتيم و يتخبط في هذه الحياة ,, كله فقط لتشبع رغبتها ,, او لنقل رجالكم يشربون حتئ الثماله و يخسرون اموالهم بالقمار و الشرب و في منزله عائله تتضور من الجوع ,,وهو لا يهتم بل ايضا يطلب من زوجته أن تعطيه المزيد من المال و يضربها بقسوه و اشد انواع العذاب ,,,بينما اطفالها بزاويه الغرفه يبكون على حالة امهم المسكينه")
انزلت رأسي اخفي عيناي الدامعتين بعد كلامه ذاك ,, لانه تعمد قول هذا لانها كانت تصف حياتي مع والدي و أمي
أجل أنا كنت هكذا أبي رجل يحب الشرب و لعب القمار و اضاعه نقوده و أمي كانت تعاني منه حتئ مرضت و ماتت من قهرها
عندها اضطررت انا للاهتمام بكل شي منذ طفولتي ,,تعلمت الطبخ و الغسل و الخياطه و كل شي و اخذت دور أمي في المنزل وانا بعمر العاشرة
كنت اغضب و اصرخ بأبي عندما يعود للمنزل وهو يترنح من الشراب و ينام على الاريكه بدون اهتمام
كنت ادعوا من اعماق قلبي أن يموت و يريحني فهو لم يشعرني أنه أبي في اي لحظه من حياتي و لم اشعر أن لدي من أستند عليه في أشد إحتياجاتي
حتئ اتئ ذاك اليوم الذي قرر فيه ان يخدع جهاد و يسلبه بعض ماله و قام بعرضي عليه لكي ينجو بنفسه
أظن ان هذا الشي الوحيد الجيد الذي فعله أبي لي ,,أجل لو لم يفعل ذلك لربما لم التقي بجهاد مطلقاً و لا كنت وقعت في الحب معه
جهاد افضل شي حصل لي و أجملها و سأظل أعتز بهذا الحب الذي أكنه له
قال جلال وهو مازال ينظر لي
(" انا محق أليس كذلك ,,لأنك ايضاً قد عشتي تلك المعاناة,, رجالكم لا يهتمون و ليس لديهم احساس بالمسؤولية ناهيك عن رغباتهم الجنسيه المقرفه و نومهم مع عدد لا يحصئ من النساء ,,حتئ من يندرجن تحت مسمى الصداقه كما يدعون")
قلت بهدوء وانا مازلت اطرق رأسي
(" وانتم اليس لديكم رغبات جنسيه مثلاً ,, هذا شيء موجود بكل رجل و امرأه ,,,هذه امور طبيعيه ")
تنهد و سار للكرسي و جلس عليه ليجيب
(" لدينا و لا انكر هذا ,, لهذا نحن نتزوج بالحلال و نكتفي بإمرأه واحده نخلص لها و نبني عائلتنا معاً ,, وهي بالمثل تخلص لي و تعطيني قلبها و حياتها ,, لهذا اطفالنا يحملون دمنا انا وهي و ليس مختلط كما هو وضعكم ,, نحن رجال متحفظون و نغار على شرفنا و نحافظ عليه بأرواحنا ,, اذا انتهك شرفنا يصل الامر للقتل وهذا شي معروف و انتم تعرفونه ايضاً ,,, لهذا نحن لا نتزوج من خارج العائله حتئ نحافظ على شرفنا من التدنيس ,,, لكن المحترم جهاد تزوج وليس فقط من خارج العائله بل ايضاً انجليزيه يمكن ان الا تكون عذراء حتى ")
نظر الي بنظرات متقززه و كأنه ينظر لشيء مقرف
نظراته تلك جعلتني فعلاً أغضب بشدة من اهانته لي و انا الذي لم يقم اي رجل من قبل بلمسي حتئ زوجي لم يلمسني بعد
و يأتي هذا اللعين يقول انني لست عذراء و يشكك في اخلاقي
نظرت له بحده و قلت بامتعاض
(" تقول انني لست عذراء اذن ,,, لا بأس رأيك لا يهمني فأنت لا احد بالنسبه لي ,,, لكن دعني اسألك شيئاً ,,, قلت بأنك تتزوج فتاة و تخلص لها ,,, ولكن هل تحبها؟ ,,, ام انه فقط لان والديك قالا لك أن تتزوجها او انها من العائله و إبنة عمك او اي شيء ")
عقد حاجبيه باستغراب ليجيب
(" هممم في الحقيقه كلاهما ,,, نحن اعتدنا الزواج بهذ.....")
قاطعت كلامه و أنا ترفع رأسي و أقول بغموض
(" بهذه الطريقه منذ عرفتم انفسكم ,,, لكن في حالات نادره يحصل حب بين الاثنين بهذه الطريقة ,,, أن تعيش مع شخص لا تعرف عنه شيئاً فقط بإسم العادات ,,, صحيح تخلص لها و تحترمها ولكن لن تحبها و هذا يسبب برود في حياتكم مجرد روتين ,, نحن لدينا عاداتنا و أهمها المرأه تختار شريك حياتها عن اقتناع و ليست مجبره لأنها الطريقه الوحيده للزواج ,, لطالما تسائلت لما أمي تبقى مع أبي رغم انه شخص لا فائدة منه و يتعبها كثيراً ,,, كنت اقول لو انها تركته لما عاشت في هذا العذاب طول حياتها ,,, بعدها عرفت ان أمي تحب أبي أجل تحبه و تغفر له زلاته و عيوبه ,,, أمي كانت تقول انه سيأتي غداً و يتغير لانه يحبني و لكن أمي ماتت قبل ان يأتي هذا الغد ,,, بعد موت أمي بعدت أيام رأيت ابي مرة يبكي في الغرفه و يطلب منها أن تسامحه لانه لم يكن رجل جيد معها ,,,و كانت تلك هي المره الاولى التي اراه فيها بتلك الحاله المزرية ,,, أبي ليس سيئاً و لكنه يكره كونه فقير و لا يستطيع تلبية احتياجاتنا ,,, لهذا اقول لك انه مهما كان الشخص سيئاً مؤكد هناك جزء ضئيل جيد به و لا تحكم على الجميع بنفس التفكير ,,, و هذا السبب الرئيسي للطلاق عندكم ايها العرب لانه لا يوجد اي توافق بين الأزواج و لم يتقبلو بعضهم ,,, و مجرد خطأ واحد ربما تتركه او تخبر والديها و تحصل الكثير من المشاكل و التدخلات الغير ضروريه ,,, رغم انني صغيرة الا انني اعرف امور كثيرة في الحياة,,, الحياة التي عشتها علمتني كيف افكر و اتعلم و انتبه ,,, و تعلمت ان الحب و الاهتمام هي اهم شيء بالحياة مهما كانت الامور الاخرئ مهمه الا ان الحب و الاهتمام هو مطلب جميع الكائنات ")
كان جلال مصدوم من كلامي العميق هذا و معرفتي بأمور كثيرة عند العرب قبل الانجليز...!
لم يتوقع أن طفله مثلي لديها فلسفة مقنعه هكذا رغم انه لن يغير تفكيره مطلقاً الا أن كلامي كان لديه مفهوم عميق و صادق...
وقف عن الكرسي بهدوء وهو لازال يعقد يديه حول صدره
("مهما قلتي ايتها الفتاة انا لن اغير تفكيري من ناحيتكم خاصه موضوع الشرف ,, لقد تكلمنا كثيراً يجب أن اذهب الان ,,, يمكنك النوم اذا اردتي لكن لا تلوميني على النوم بتلك الوضعية التي ستؤلم ظهرك لاحقاً ,,, الئ اللقاء انستي الانجليزيه ")
سار ناحية الباب و انا اخذت اصرخ و اطلب منه فك وثاقي و احاول التحرك بقوة الا انه لم يستمع مطلقاً و خرج من الغرفه ليقفل الباب خلفه...
نزلت دموعي التي كانت محبوسه و اخذت انحب بصوت مكتوم و انا ادعوا بنفسي ان يأتي جهاد و يحررني
يتبع ....!