كاتب الموضوع :
همس الريح
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: سلسلة رجال العصابات الجزء الثالث .. بداية و نهايه - الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
روزاليندا باربروسا
" انظري يا قطتي " قال لها رودني بهدوء ، الصقت وجهها بالنافذة محاولةً معرفة ما هذا .. كانت تعرف انها في المقبرة ، و هذه جنازة و لكن من ؟؟
قلبها كان يخفق بعنف و هي تفكر أنه من الممكن ان تكون الجنازة لأحد احبابها ، همست " جنازة من هذه ؟؟ "
" انتِ "
" ماذا ؟؟ " هتفت بحده
ضغط على يدها " اهدئي "
" انا لست ميتة رودني "
اغمض عينيه و تعبير مؤلم يرتسم على وجهه قائلا " لقد متِ في اللحظة التي رأيتكِ فيها "
هزت رأسها برفض وهي تحاول تهدئة نفسها لتسأله " من التي سيدفنونها مكاني ؟؟ "
كانت قد ميزت الأشخاص ، معلمتها المفضلة من جوليارد كانت تحمل باقة ورد ، تشارلي صديقتها ، بعض اصدقاء والدها ، صديقات والدتها .. ثم رأتهما
والدها كان جاثياً على ركبتيه أمام الصندوق المغلق بينما والدتها كانت في حضن إحدى صديقاتها تنتحب بمراره .
" ما الذي فعلته ؟؟ لقد قتلتهما " قالت و هي تحاول فتح الباب بلا جدوى
" لن يبحث عنكِ أحدٌ بعد الآن يا قطتي " قال بخفوت
اغمضت عينيها و هي تفكر أنه مُحق ، لا أحد سيبحث عنها بعد اليوم ، فهي ميتة في نظرهم ، تمتمت " كيف فعلتموها ؟؟ الطب الشرعي و تحليل ال DNA سيثبتون انها ليست انا "
" ديميتريوس يعمل في المشرحة ، قام بوضع كل الأدلة على الجثة ليُثبت أنها لكِ ، قالب أسنان ، بصمات أصابع ، عينة تحليل الحمض النووي ، حتى أنه زيف اثراً قديماً لجرحٍ في باطن ركبتك ، عمله لا شائبة فيه يا قطتي " صمت قليلاً ليكمل بصوت متحشرج " لم أخطط لهذا قطتي ، إنه خطيبكِ ، يقول أنه الحل الأفضل ، هل تتفقين معه ؟؟ "
فكرت روزاليندا بمرارة بأنها في هذه اللحظة لا تعرف من تكره أكثر ، رودني الذي ألقاها في هذا الجحيم ، أم اليخاندرو الذي ذبح والديها بتزييفه وفاتها .
اليخاندرو كان شيطاناً يتخفى وراء الكلمات المعسولة و لكن المؤلم أكثر أنها احست تجاهه بمشاعر و لو لفترة محدودة .
نظرت الى رودني بطرف عينها و هي تفكر ، هو دائماً مُباشر ، لم يُخف كراهيته لها أو لوالدها يوماً و لم يخبئ وجهه الحقيقي .
شردت قليلاً مُفكرةً في عائلتها ، والدتها الرقيقة لن تتحمل ما تظنه ، ستشعر بألم لا يُطاق ، زفرت بيأس و هي تدعو أن تتمكن من تجاوز هذه المحنه .
والدها ، حتى و هم يقولون لها أن خيانته لهم هي سبب ما تمر به ، إلا أنها لم تستطع تحميله المسؤوليه ، فهو رجل قانون و القى بزعيم مافيا في السجن .
" لا تبكي " قال رودني بحده " لا يوجد لديكِ سبب للبكاء ، كل من كانوا في الجنازة اليوم مُذنبون بشكل أو بآخر ، صدقيني ، كلهم كانت لديهم جوهرة ثمينة في حياتهم و لكن لا أحد منهم استحقها ، لا أحد يستحق دمعة واحدة من عينيك "
الأيام التالية مرت على روزاليندا بجمود ، حتى انريكو لم يتمكن من وضع الابتسامة على وجهها ، كانت و كأنها تُحاول وضع جدار عازل بينها و بين الكل .
كانت تشعر بيأس رهيب ، فكل ما مر بها ، تعذيب رودني ، التجارب المرة ، كل شئ تحملته لأنها كانت تعيش على أمل أن تتمكن من الإفلات يوماً ما .
و لكن الآن ، بعد موتها الرسمي ، لا أحد سيبحث عنها ثانية ، هي الآن مُحتجزة في هذا العالم بين التؤامين حتى موتها الحقيقي .
|