.
.
.

بنعتذر مليون اعتذار على التأخير لكن صادفتنا مشاغل لا تعد ولا تحصى !
والسموحة منكم فرد فرد ، لكن كل تأخيره فيها خيره ولنا معاكم مفاجأة راح تصدمكم ^^
.
.
نبدأ بالختام ..

تحركت بخفة و هي تخرج لتركض عبر الممر ، التفت لتضغط أحد التماثيل جهة اليسار لينفتح ممر في الحائط ، دخلت و أغلقته بسرعة و هي تندفع عبر الممر الذي كشفت لها كارمين عن سره قبل عام ، خطتها الإرتجالية كانت تتشكل في رأسها ، الممر سيأخذها إلى غرفة ثانية و بعدها عبر ممر سري آخر إلى الطابق العلوي ، ستأخذ رودني جونيور وتأخذ سيارتها إلى مدريد و منها إلى أي دولة في العالم بعيدا عن حياة المافيا التي ظنت أنها ابتعدت عنها إلى الأبد في منفاها الإختياري .
ضغطت طرف الحائط لتنفتح الفجوة السرية لتتجمد في مكانها ووجه اليخاندرو يطل عليها و هو يسند يديه إلى الجدار على طرفي الفجوة ، همست بصوت مختنق " كيف وصلت إلى هنا ؟؟ "
" عزيزتي ، هذا منزل عائلتي منذ أجيال ، و قد قضيت فيه عدة أجازات من قبل و أحفظ كل حجر فيه "
" غادر هذا المكان اليخاندرو و إلا سأغادره أنا "
" يبدو أن طول غيابي قد أنساكِ حققة أنكِ زوجتي ، لا بأس سأعطيكِ جرعة منشطة "
اقترب منها ليثبت عنقها بيد بينما الأخرى على خصرها ، ابتلع احتجاجها بقبلة قاسية متسلطة ، تشنجت في البداية قبل أن تستلم لتتحول قبلته إلى عاطفية حنونة عندما توقفت عن المقاومة .
ابتعد عنها قليلا ليسند جبينه على جبينها و يقول بصوت متحشرج " انت حبيبتي ، و زوجتي ، لا يمكنني أن اتركك بعد أن عدتِ إلي "
همست بأول ما خطر على بالها " لدي طفل من رودني "

أحس بدوار و هو يبتعد عنها كالملدوغ ، نظر إليها قبل أن يهمس " هل .. هل تجرأ عليكِ بهذه الطريقة ؟؟ "
هزت رأسها و هي تتمتم بخفوت " لا ، لم يجبرني على شئ "
هز رأسه هو أيضا و هو يقول " لن أعاتبكِ ، و لن ألومه أيضا ، نواياه تجاهكِ كانت واضحة منذ البداية ، و أنا .. " ابتلع ريقه " أنا فقدت كل حق في الإعتراض على ما جرى في الماضي " أردف " و لكن لدي كل الحق في المطالبة بزوجتي "
مسحت روزاليندا وجهها بكفيها و هي تهمس " أنا مرهقه اليخاندرو ، فلنؤجل كل شئ للصباح "
هز رأسه موافقا و هو يقول بابتسامة صغيرة " على أن تعديني ألا تحاولي الفرار من هنا في منتصف الليل "
أجابته بتعب " صدقني ، ليس لدي طاقة و إن رغبت "
تقلصت عضلات وجهه " و أريد رؤية ابنك "
ابتسمت تلقائيا و هي تقول " رودني قال أنه يشبهك عندما كنت صغيرا "
رمش بعينيه مجيبا " ما يعني أنه يشبهه أيضا ، فنحن تؤام "

تقدمته خارج الغرفة إلى غرفة نومها ، سمعت صوت كارمين و هي تناغي الصغير بتهويدة قديمة ، فتحت الباب ليلتفت الصغير نحوها و كأنه استشعر توترها ، احتضنته بحنان و هي تهدئ نفسها برائحته العذبة ، نظرت كارمين لاليخاندرو الذي وقف عند باب الغرفة لتقول روزاليندا " لا بأس كارمين ، يمكنك الذهاب "
" سأعد العشاء سنيوريتا " تمتمت و هي تخرج مغلقة الباب خلفها
اقترب اليخاندرو منهما قبل أن يسألها " هل يمكنني حمله ؟؟ "
همست للصغير في أذنه قبل أن تسمح لأليخاندرو بحمله ، دمعت عيناها و هي تراه يقبل الصغير بحنان و يحتضنه بقوة ، قبضة باردة اعتصرت قلبها و هي تفكر أن صغيرها الآن بدون أب ... مثلها هي .
جلست على الأريكة الجانبية تراقب الصغير يبدأ حوارا طفوليا مع عمه حتى ثقلت عيناها و نامت من الإرهاق و التوتر النفسي .

في الصباح ..
تململت روزاليندا في نومها و أحداث الأمس تعصف في عقلها لتفتح عينيها مرة واحدة ، نظرت حولها للغرفة الخالية ، آخر ما كانت تذكره هو جلوسها على الأريكة ، الآن هي نائمة فوق فراشها ، نهضت لتفتح الباب المشترك مع غرفة رودني جونيور ، انقبض قلبها و هي تراها خالية ، هبطت الدرج بسرعة و هي تهتف " كارمين ، أين رودني ؟؟ "
تنفست بإرتياح و هي تراه أمامها يتناول إفطاره بينما اليخاندرو يرشف قهوته و هو ينظر إليها ، قبلت صغيرها قبل أن تتمتم بعبارة مقتضبة عن أنها ستبدل ثيابها و تعود .
أخذت حماما باردا كانت بحاجته و هي ترتب أفكارها .. هي تحب اليخاندرو ، نعم و لكن ، هل تستطيع العودة معه إلى حياة المافيا التي رأت بعينيها أحلك جوانبها ؟؟
لا تستطيع ، هي تريد حياة نظيفة لها و لصغيرها ، لا حياة العنف و القتل و الدماء .