كاتب الموضوع :
همس الريح
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: سلسلة رجال العصابات الجزء الثالث .. بداية و نهايه - الفصل التاسع عشر
ماريا رودريغيز
روزاليندا باربروسا
كاثرين الكانتي
توليدو ( طليطله ) أسبانيا ..
أنهت حمامها الصباحي و هي تضع كفها فوق صدرها محاولة تهدئة دقات قلبها الثائره ، شعور بالقلق يلفها منذ ليلة أمس التي لم تذق فيها غي سويعات من النوم الذي تخللته الكوابيس ، كوابيس ظنت أنها ودعتها للأبد بعد استقرارها هنا منذ أكثر من ثلاث سنوات .
شردت أفكارها رغما عنها لذلك اليوم ، ارتورو كان يهدد بقتلها ، و اليخاندرو كان يلاعب الرجل العجوز لعبة الروليت الروسي ، برأسها هي كرهان ، ارتعشت و توسلت لتغمض عينيها و هي تسمع صوت الرصاصة ، اليخاندرو كان قد طلب منها أن تنظر إليه و لكنها لم تستطع ، انتظرت احساس الألم الذي لم يأت ، و بدلا عنه احست بسائل دافئ يتناثر على وجهها ، شعرت بالغثيان و هي تفتح عينيها لترى وجه اليخاندرو أمامها ، كان يهمس لها بعبارة لم تستوعبها عندما أحست بألم حارق في كتفها الأيسر ، تراخى جسدها و هي تغمض عينيها مستسلم للموت الذي يقترب منها .
رحبت بالموت لأنها كانت تريد الراحة من هذه الحياة فهي مجهدة حتى العظم ..
مرهقة حد اللا إحتمال ..
و مشاعرها متأثرة بما اكتشفته قبل اختطافها بسويعات قليله ..
أحست بيدين مختلفتين تحيطانها ، مددتاها قبل أن تفحصا جرحها و تدثرانها لتستمد بعض الدفء ، فتحت عينيها لتجد وجه رودني المشابه و المختلف عن أخيه ، همست بألم " أنا متعبه ، اريد أن ارتاح "
تقلص وجهه و توتر جسده للحظات قبل أن يميل هامسا في أذنها " سأريحك "
اغمضت عينيها بعدها مستسلمة لغيبوبة وعدتها براحة لحظية و هي مطمئنة لوعد معذبها / محبها / ووالد طفلها ...
في المر التالية التي فتحت فيها عينيها كانت في غرفة كئيبة الشكل عارية الجدران ، الى جوار فراشها طاولة صغيرة عليها طقم ثياب ، تأوهت و هي تتحرك بحذر حتى لا تؤلم كتفها المضمد بعناية .
بدلت ثيابها في الحمام الملحق و عادت الى الغرفة لتجد رودني في انتظارها ، بعبارات مقتضبة منحها جواز سفر باسم كاثرين اليكانتي ، عنوان منزل في توليدو و حقيبة متوسطة الحجم مليئة بالمال ، أخبرها بجمود أن تأتي بصحبته فهناك طائرة خاصة في انتظارها .
وصلا إلى مطار صغير خارج المدينة ، و كما وعدها كانت الطائرة في الإنتظار .
همست " اشكرك "
" لا تشكريني " هدر بعنف
انتفضت و هي تلتصق بالباب مجفلة لترق ملامحه و يقول بخفوت " لا تشكريني روزاليندا ، فقط .. سامحيني .. على كل شئ "
حاولت أن تنطقها ، أن تخبره بأنها قد سامحته ، بأن قلبها قد سامحه و لكنه مال لشقيقه و لكنها لم تستطع .
تنهد قائلا " سأزوركِ كل فتره "
هزت رأسها موافقة لترتسم على شفتيه شبه ابتسامة و هو يهمس " هل استطيع إحتضانكِ "
هزت رأسها مرة ثانية غير قادرة على الرفض أمام النظرة المطلة من عينيه .
اقترب منها قليلا قبل أن يحيها بذراعيه ، رأسها كان مرتاحا على صدره ، اناملها تشعر بقصف قلبه ، صلابة جسده خانتها رعشة خافتة ، حاولت أن ترفع رأسها لترى ما إذا كان يبكي حقا و لكنه شدد قبضته أكثر مانعا إياها من النظر .
احتضنها لدقائق طويلة قبل أن يبعدها هامسا بصوت مبحوح " هيا ‘ إذهبي قبل أن أغير رأيي "
فتحت الباب بأصابع مرتعشه قبل أن تغادر بخطوات مرتعشة ، صعدت درجات السلم لتقف عند المدخل و تلتفت نحو سيارته لتجد المكان خال .. تماما .
عندما وصلت الطائرة وجدت سيارة في انتظارها ، أوصلتها إلى منزل جميل جدا يقع على قمة ربوة مشرفة على المدينة ، وقعت في غرامه على الفور و هي تشعر بارتعاشة خفيفة ، أنه و بعد كل ما مرت به ، ربما هذه بدايتها الجديدة .
السائق عرفها على نفسه و زوجته .. كارمن و لازلو ، يعيشان في جناح خاص بهما في المنزل و هما سيقومان بمساعدتها على التأقلم ، و سيقومون بتلبية كافة احتياجاتها .
كارمن كانت امرأة مرحة ، جميل ببشرة زيتونية داكنة و شعر اسود ينسدل كالشلال على ظهرها ، كانت مرحة ، تغني دائما و هي تقوم بأعمال المنزل اليومية ، بينما كان لازلو هادئا قليل الكلام و لكن عينيه كانتا تشعان بحب كلما مرت زوجته أمامه .
مع مرور الأيام بدأت روزاليندا بالإحساس بالأمان ، كانت تتوقع عثور اليخاندرو عليها ، و لكن يبدو ان رودني قد رتب الأمر بحيث لا يعثر لها على أثر .
عندما زارها رودني للمرة الأولى كانت قد عادت للتو من الطبيبة النسائية ، عندما دخلت الى المنزل و رأته أمامها قالت بتلعثم " انا حامل "
|