لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-08-16, 06:17 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Aug 2016
العضوية: 319977
المشاركات: 394
الجنس أنثى
معدل التقييم: نغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 848

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نغم الغروب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نغم الغروب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: الرحيل ...إليه

 

الفصل السابع هل تخضع يا قلب ؟



لم تعرف ميسون كم لبثت في الظلام حين استيقظت على صوت بكاء مربيتها و الطفلين. ظلت برهة غير قادرة على الحراك و لكنها كانت تسمع ما يدور بوضوح. كانت مربيتها تقول بصوت باك : بنيتي الحبيبة كدت تهلكين من التعب و لم تنبسي بكلمة شكوى واحدة و أخيرا خانك جسدك. هيا استيقظي يا ابنتي و لا تحيرينا معك.
سمعت أخاها يقول بين شهقاته : قولي لها أن لا تموت هي الأخرى وتتركني وحيدا
استجمعت ما تبقى من قواها و همست باسمه فأسرع يعانقها و يمطرها تقبيلا وهو يقول بسعادة : أنت مازلت حية، مازلت حية
قالت و هي تبتسم بصعوبة : ذكي كعهدي بك
رأت وجه مربيتها ينحني عليها و هي تحمد الله على سلامتها ثم سألتها إن كانت تحتاج شيئا ما.
- فقط شربة ماء ، أجابتها بوهن
بعدما شربت ظلت مربيتها تمسح بيدها الدافئة على جبينها البارد ثم استأذنت منها قائلة : بنيتي سأذهب الآن لأطمئن عاصم وعزة فهما في غاية الانشغال عليك. هل تحتاجين شيئا آخر؟؟
هزت رأسها نافية فانطلقت المرأة لتبلغ الآخرين باستيقاظها.
بعد قليل سمعت لغطا بجانب العربة تم ما لبثت أن دخلت عزة عليها. لاحظت الانزعاج الصادق على وجهها فكرت في سرها " إنها تغار مني بلا شك ، لكنها على الأقل لا تتمنى لي الموت."
سألتها الفتاة عن حالها فطمأنتها و هي تبتسم لها ابتسامة رقيقة. سألتها إن كانت تحتاج إلى شيء فلما نفت خرجت و خرج الطفلان معها.
بعد لحظات دخل عليها عاصم. لاحظت رغم جلوسه أن جسده القوي ملأ العربة. لم تجرؤ على النظر في عينيه ، خشيت ألا تجد ما تتوقعه من قلق عليها و تصدم بالجفاء ، بالقسوة أو ربما الغضب ، فهو رجل لا يمكنها توقع ردة فعله.
ساد صمت شبه ملموس بينهما قطعه أخيرا و هو يقول بصوت أجش لا يكاد يخفي انفعاله : كيف أنت الآن؟
أجابته بتهذيب : أفضل و الحمد لله
عاد الصمت ليخيم عليهما قبل أن يقول لها بخفوت : ألن تنظري إلي؟؟
مال نحوها قليلا ثم أضاف بصوت دافئ : هل أنت غاضبة مني ؟؟
رفعت عينيها إليه ببطء فقابلت نظراته الملتهبة ، ابتلعت ريقها بصعوبة و أجابته بصوت هامس : لست بغاضبة منك
سألها بحنان و هو لا يكف عن التحديق فيها : هل أنت واثقة
ابتسمت بخجل و هي تجيبه بصوت مرتجف : ربما قليلا
مال نحوها أكثر و هو يسألها بلهفة : أخبريني كيف أراضيك؟
طغى عليها الحياء فأخفضت عينيها و لم تنبس ببنت شفة. شعرت بعينيه تكادان تلتهمان وجهها فكست حمرة الخجل خديها و شعرت بالدفء يجتاح قلبها و جسدها. و تواصل الكلام الصامت بينهما لم يقطعه إلا دخول الطفلين عليهما.
ما إن ترجل عاصم من العربة حتى أطل عليها قائلا بصوت حاول أن يكون حازما : ستسافرين من هنا فصاعدا في العربة مع البقية. ستنامين الليلة مع المرأتين و سينام الطفلان معي خارجا.
فتحت شفتيها لتعترض لكنه قاطعها بحزم : و لا أريد أي اعتراض منك
قالت باستسلام : كما تشاء إذن
............................................................ ..........................................................
كانت عزة تعيش أسوأ لحظاتها. فقد تيقنت تماما أن عاصم يذوب عشقا في ميسون.
- كلها مسألة وقت ، تمتمت محدثة نفسها
عندما أغمي على ميسون و سمع صرخة المربية، نسي عاصم كل شيء عن رصانته و جاء راكضا و على وجهه علامات القلق البالغ. عندما رأى مسون بين يدي مربيتها كانت تبدو أقرب للموت منها للحياة ، بدت بشرتها بيضاء تماما كأنما خلت من الدماء.
انحنى قربها و رفع معصمها ليجس نبضها ، كان ضعيفا حتى أنه بالكاد استشعره . وضع يده على جبينها و خديها فوجدهما باردين تماما. شعر بالفزع يملأ قلبه و امتقع وجهه، لكنه تمالك نفسه خاصة أنه الرجل الوحيد بينهم.
كان قد رأى رجالا يصابون بهذه الحالة بعد إجهاد كبير في التدريبات أو حين يصاب أحدهم و ينزف كثيرا. رأى البعض يلقى مصرعه، أغمض عينيه ليطرد الفكرة ثم أمرهم أن يحظروا وسادتين و قام برفع قدميها ليضعهما أعلى من مستوى رأسها. التفت إلى مربيتها ليسألها عم إذا كانت أكلت جيدا فلما أجابت بالنفي أمر عزة أن تحضر القليل من الماء المُحلّى ، فتح شفتي الفتاة شبه الميتة و بدأ يسقيها ببطء لكن معظم الماء كان يسيل من جانب فمها. عندما رأت مربيتها هذا المشهد تعالى نحيبها و بدأ الطفلان يشركانها العويل.
كان هذا أقوى من احتماله تماما فأخذ يصرخ فيهم فاقدا رباطة جأشه : اذهبوا جميعا، ابتعدوا ، أريدكم أن تختفوا من أمام ناظري.
عندما لم يبادروا بالتحرك صرخ فيهم بصوت أفزعهم : الآآآآآآن
عندما غادروا التفت إلى الشابة و واصل يسقيها بصبر. ظل يسند رأسها قليلا ثم مددها على الأرض و أخذ يدعك جبينها و كفيها و هو يخاطب جسدها اللاواعي : تعسا لي ، أنا السبب في ما أنت فيه. حملتك أكثر مما تطيقين. خمسة عشر ليلة و أنت تسافرين راكبة، لم ألق بالا إلى كونك امرأة و إلى ضعف بنيتك و إلى الإرهاق البادي على وجهك و جسدك.
أمسك معصمها الرقيق متأملا إياه بإشفاق ثم ضرب جبينه مرتين بكف يده و هو يردد بحنق : تعسا الي، تعسا لي
تنهد بعمق و قال محدثا نفسه : تمالك نفسك يا رجل ، لن تنقذ الفتاة و أنت تولول كالنساء
بدأ في القيام بالخطوات التي اعتاد أن يفعلها عند إغماء أحد رجاله. نزع عنه عباءته و لفها بها جيدا حتى يدفئها. ثم أمال رأسها للخلف ، رفع ذقنها للأعلي ، وضع يده يستشعر أنفاسها و ظل يلاحظ حركة صدرها. شعر ببعض الاطمئنان حين بدأ شيء من اللون يسري في وجهها و كفيها. بعد قليل أصبح تنفسها شبه عادي فتنهد بارتياح لتجاوزها الخطر. قام بحمل جسدها الغائب عن الوعي بين ذراعيه واتجه بها إلى العربة. ما إن اقترب حتى تجمع الجميع حوله يسألون عن حالها. أمرهم بالانتظار ثم دخل و أرقدها و غطاها بنفسه و لم يخرج إلا حين اطمأن ثانية على انتظام أنفاسها.
- لا تقلقوا، قال لهم بهدوء، ستكون بخير إن شاء الله و الآن اتركوها تستريح فهي نائمة.
ثم غادرهم مسرعا، ترددت عزه قليلا ثم لحقته. ما إن أحس بها خلفه حتى التفت إليها قائلا بضيق واضح : خيرا يا عزة، ما حاجتك؟
تألمت لتكلمه معها بتلك الطريقة و لكنها قالت أول كذبة خطرت ببالها : الحق يا عاصم أن الزهراء خافت كثيرا عندما رأت منظر ميسون و هي تفقد الوعي . إنها تشعر باظطراب شديد و لم أستطع أن أسري عنها
سكتت قليلا ثم أضافت بصوت ناعم : ربما تحتاجك أنت والدها
زفر عاصم و هو يجيبها بضجر : الحق يا عزة أني لست في حال تسمح لي أن أسري على أحد
قالت تلومه : حتى ابنتك؟ ابنتك التي طالما انتظرت حتى تراها، ابنتك التي...
قاطعها متأففا : كفاك يا عزة ، كفاك لوما فأنا لا أطيقه. أخبرتك أني لا أستطيع فلتذهبي إليها ولتحاولي ثانية
ثم أضاف بحدة : و الآن أريد أن أترك و شأني و أسرع يمتطى جواده ليجول به في الأنحاء.
تذكرت عزة حالته حينها و قارنت بينها و بين ما هو عليه الآن من ارتياح ظاهر و سعادة بادية.
في الوقت القصير الذي قضته ميسون غائبة عن الوعي، تأكدت عزة بما لا يدعو للشك من قوة مشاعر عاصم و شدة تأججها.
تمتمت لنفسها بحرقة و هي تراه يداعب الطفلين بمرح " يا لسوء حظك يا فتاة، يا لخيبتك و خيبة مسعاك"
ظلت طوال الليل تحترق بلهيب الغيرة. كانت تنام قليلا و تستيقظ على فكرة واحدة " ينبغي علي فعل شيء ما كي أبعدها عن تفكيره ،انا التي عرفته أولا و لن أتركه لها "
في الغد أتاهم عاصم بعد انتهائهم من الغداء، و خاطب ميسون برفق قائلا : ميسون أريد أن أكلمك في أمر ما.
رفعت هذه الأخيرة عينيها إليه متسائلة فقال بنبرة تحمل بعض الحزم : أريد منكم أنتم الثلاثة أن ترافقوني إلى وجهتي. و هذا أمر و ليس طلبا لأني لا أنوي ترككم في مكان أجهله و تجهلونه.
قالت ميسون و ابتسامتها الرقيقة تضيء وجهها : ما دام أمرا فهل بوسعنا الرفض؟
نظر إليها عاصم بوله لم يخف على عزة و أجاب بصوت دافيء : كلا ، ليس بوسعكم
صفق الطفلان جذلا و أمسك يدي بعضهما البعض و أخذا يتقافزان. أما المربية فلم يفتها ما بدا واضحا لكل ذي عينين و بدت في غاية الرضا و السعادة.
الوحيدة التي شعرت أنها تغرد خارج السرب كانت عزة و لكنها كانت قد عقدت العزم على فعل ما تنوي فعله.

 
 

 

عرض البوم صور نغم الغروب   رد مع اقتباس
قديم 29-08-16, 07:01 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2007
العضوية: 56335
المشاركات: 42
الجنس أنثى
معدل التقييم: تالا الحلوه عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 32

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تالا الحلوه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نغم الغروب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: الرحيل ...إليه

 

وش بتسوي هالعزه جعلها الماحي ليتها جلست عند الشايب 😩😩
الا طيور الحب ماصدقنا يلين قلب عاصم ، لا تجيهم ، جاها المرض اثاريها خبيثه 😑

رائعه روايتك و غريبه عن المعتاد ، وصفك جمييييل و سلس يجعلني اعيش التفاصيل و اتخيلها بقوه .. ميسون مسكينه احس قدامها طريق طويل من المشاكل و الالم 💔 غريبه استسلمت لامر عاصم بأن تستمر معهم ، معقوله تسوي عزه خطه تخلي ميسون تتراجع عن الموافقه او تخلي عاصم يعدل عن قراره و يجرح ميسون ..
الثلاثه اصحاب عاصم ، احس لهم دور قوي في مجرى الروايه ان لم يكن جميعهم فواحد منهم .. عاد ليت واحد منهم ياخذ عزه و يفكنا بس اتوقع بيعجب بميسون و يخلي عاصم يغار 😂
لا تخليننا ننتظر طويلا روايتك بجد جميييله و طمعانيين في فصول اطول 😚💜 و بالتوفيق ياجميلة الجميلات ؛)

 
 

 

عرض البوم صور تالا الحلوه   رد مع اقتباس
قديم 30-08-16, 02:21 AM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Aug 2016
العضوية: 319977
المشاركات: 394
الجنس أنثى
معدل التقييم: نغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 848

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نغم الغروب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نغم الغروب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: الرحيل ...إليه

 

عزيزتي تالا يشرفني رأيك بروايتي أرجو أن يستمر إعجابك
أحببت كثيرا تفاعلك مع الشخصيات و أضحكني دعاؤك على عزة
كنت أتمنى أن تكون الفصول أطول و لكني للأسف بطيئة في الكتابة

 
 

 

عرض البوم صور نغم الغروب   رد مع اقتباس
قديم 30-08-16, 02:23 AM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Aug 2016
العضوية: 319977
المشاركات: 394
الجنس أنثى
معدل التقييم: نغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 848

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نغم الغروب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نغم الغروب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: الرحيل ...إليه

 

الفصل الثامن كَيدُها



استغلت عزة فرصة تواجدها مع المربية على انفراد و قالت لها و هي ترسم على وجهها ابتسامة مشرقة : لو تدرين يا خالة ما أشد سعادتي ببقائكم معنا ، هكذا تستطيعون أن تحضروا زفافي إلى عاصم.
حدقت فيها المرأة المسنة باستغراب و سألتها غير مصدقة : أنت و عاصم ستتزوجان؟!
أجابتها بثقة : و هل تصدقين يا خالة أني كنت لأرضى مرافقة رجل غريب في سفره لمدة ثلاثين ليلة لولا أنه وعدني بالزواج؟
سألتها المرأة الأكبر سنا بلا شك : و لم لم تخبرينا من قبل؟
كانت عزة قد جهزت إجابة لكل سؤال فقالت دون تردد : الحق أن عاصم أوصاني بكتمان الأمر حتى نصل مدينته و يأنس أهله بي. فأنت تعلمين أني ابنة خالة زوجته الأولى لذلك لم يشأ أن يصدمهم حتى يثقوا أن طباعي ليست كطباعها فهي لم تترك لديهم أثرا طيبا.
أضافت و هي تبتسم ابتسامة واسعة : لكني لم أعد أستطيع إخفاء الأمر عنك فأنت يا خالة تحدبين علي و كأني ابنتك. ثم إني أثق أنك لن تنقلي كلامي إلى أحد.
ابتسمت لها المرأة بحنان و قالت لها بصدق : أتمنى لك السعادة يا ابنتي مع من اختاره قلبك.
شدت الفتاة على يديها و هي تنظر إليها في مودة ثم غادرتها وهي تشعر بمزيج من الانتصار و القلق.
أما عاصم فقد بدا شديد الحرص على على ميسون و صحتها . كان يراقبها عن كثب و لا يتركها تجهد نفسها. حتى أنه نهر الطفلين بصوت صلب : لا تطلبا من ميسون اللعب معكما و تنهكا قواها بالجري وراءكما . يجب أن تفهما أنها بحاجة للراحة المطلقة لبضعة أيام أخرى
أضاف و هو يُبرّق لهما عينيه : لا تجعلاني أعيد قولي هذا مرة أخرى و الآن اجريا و هاتا عزة من مكانها ترافقكما في لهوكما.
التفت إلى ميسون و أمرها مترفقا : كفاك يا ميسون فلتذهبي لترتاحي الآن
قالت معترضة : و لكني أشعر أني بخير!
قال يسخر منها بلطف : ألا تجيدين سوى الاعتراض؟
أجابته و هي تنظر له في عينيه : بل أجيد تقديم فروض الطاعة أيضا.
ثم أولته ظهرها و ذهبت لتنضم لمربيتها. أما عاصم فقد استظل تحت إحدى الأشجار و عكف يصنع بخنجره سيفين خشبيين للطفلين. كان بين الفينة و الفينة يجد نفسه مرغما على النظر ناحية ميسون و في مرتين أو ثلاث تعانقت نظراتهما فقرأ في عينيها رسالة واضحة دلته أنها تبادله شوقا بشوق و توقا بتوق.
تنهد بعمق وقال محدثا نفسه بحيرة : و الآن يا رجل خبرني ما هذا الذي أنت فيه؟ كيف تركت الأمر يصل بك إلى هذه الحال؟ ما الذي بوسعي أن أفعله الآن؟
…………………………………………………………………………………………………………………
بدت ميسون لمربيتها مشغولة البال، شاردة الخاطر حتى أنها كانت تظطر لإعادة السؤال مرات عديدة كي تظفر منها بجواب. عقدت المرأة حاجبيها وهي تنظر إلى الفتاة مستغربة أمرها. عرفتها دائما رصينة ، قوية ، شديدة في وجه المصائب و المحن. لكنها الآن تكاد تنكر منها أكثر مما تعرف. حقا مازالت بنفس الطبع اللطيف و نفس الحديث الهادئ و لكن شتان ما بين الفتاة الصلبة ذات النظرات المتوقدة التي كانتها و بين هذه الفتاة المهتزة ذات النظرات الذاهلة و الكلمات التائهة. حدثت نفسها بغم "أخشى عليك يا ابنتي أن تكوني عاشقة"
و كأنما لتؤكد لها ظنها التفتت إليها ميسون قائلة بصوت مرتبك :
- خالتي جميلة كيف ترين عاصم؟
حدقت المرأة في عيني الشابة كأنما لتسجوبها لكن هذه الأخيرة هربت بنظراتها منها. أجابتها بصدق :
أراه رجلا غير كل الرجال، صادق الوعد، كريم ذات اليد ، عفيف النفس عزيزها ، قوي جلد، زاهد في ملذات الدنيا ، إضافة إلى أنه طيب المعشر و حسن الخلق ، يحنو على الصغير و يوقر الكبير.
الحق يا بنيتي أني لم أكن لأختار لك أفضل منه زوجا. لكان نعم الرجل لنعم الفتاة لولا أنه...
و سكتت عن الكلام فألحت عليها ميسون سائلة : لولا أنه ماذا يا خالتي؟ لولا أنه ماذا ؟
ترددت المرأة قليلا ثم قالت بأسف : لولا أنه وعد عزة بالزواج منها ، و أنا أعلم أنك ترفضين تماما أن يكون لك ضرة.
رددت ميسون بذهول : وعد عزة بالزواج؟! و لكن ولكن…. ضاعت منها الكلمات فلجأت للصمت.
حدثتها مربيتها بما كان بينها و بين عزة. أُسقط في يد ميسون تماما و بدا لها أن كثيرا من تصرفاته أضحت مفهومة في ظل هذا الواقع الجديد. لهذا كانت عزة دائمة اللحاق به و لذلك كان هو يعاملها منذ البداية بلطف و رفق زائد. لذلك كان يتظاهر بالنفور منها هي و لم يسعى إلى طلب ودها على عكس معظم الرجال الذين عرفتهم.
قاطعت مربيتها سيل أفكارها قائلة : لو أنك فقط تغيرين موقفك يا بنيتي ، لو تقبلين بعزة شريكة لك فيه. كل النساء يقبلن و كل الرجال يفعلونه.
قالت ميسون بحسم : أبي لم يفعل و أمي لم تكن لتقبل و أنا ابنتهما قلبا و قالبا.
سكتت قليلا لتضيف بصوت يحمل رنة حزن : و على العموم فهذا حديث سابق لأوانه فعاصم لم يعرض علي الزواج و لا حتى لمح لي بذلك.
قالت مربيتها بثقة مطلقة : آه يا بنيتي سيفعل سيفعل بالتأكيد فالرجل عاشق متيم بحبك.
ابتسمت ابتسامة واهنة و هي تقول : و هل تعرفين الكثير عن العشق يا خالة؟
أجابتها بسرعة : أعرف ما يكفي لأؤكد لك أن الرجل يهيم بك حبا. أنت لم تري حاله حين أغمي عليك ، كان كالمجنون تماما.
" هذا لا يدل على شيء ، حدثت ميسون نفسها ، كان سيقلق على أي أحد فينا فهو يعتبر نفسه مسؤولا عنا و عن سلامتنا"
كانت واثقة من إعجابه بها و لكنها لم تكن لتعرف هل شعوره نحوها هو حب بحق أم مجرد هوى عابر. و ما دام لم يطلب منها الزواج فلا تستطيع التأكد من شيء.
التزمت الصمت تماما و لم تخرج منه إلا حين أتى الطفلان و بدأا في الثرثرة.
…………………………………………………………………………………………………………………
ما إن فارقها الطفلان حتى ذهبت عزة لتنضم إلى عاصم كعادتها. كانت ميسون تراقبهما و هي تتظاهر باللعب مع الطفلين. أما عزة التي كانت واعية تماما لهذه المراقبة فقد بادرت عاصم بالقول : لكم شعرت بالسعادة و الراحة حين قرروا أن يكملوا معنا طريقنا. الحق أني تعلقت بهم كثيرا و أصبحت لا أكاد أطيق فراقهم.
تمتم عاصم موافقا و هو منكب على السيفين و قد أوشك أن ينتهي من صنعهما. أما عزة فقد أكملت بصوت يشوبه بعض القلق : أنا فقط مشغولة البال على ميسون.
رفع عاصم رأسه و سألها باهتمام : ما بال ميسون ؟ ما الذي يقلقك بشأنها؟
قالت و هي تعقد ما بين حاجيها : الحق أني أخشى عليها أن لا تستلذ العيش هناك. أنا شبه واثقة أنها سرعان ما ستشعر بالسأم و الضجر. فتاة ثرية مثلها، منذ نعومة أظفارها و هي ترتع في مباهج الحياة وتسافر من مكان إلى مكان أتظن حقا أنها ستطيق الاستقرار بمدينتك، لا أكاد أتصور ذلك.
و ختمت كلامها بتنهدة عميقة. أما عاصم فقد قطب جبينه و أطرق برأسه. كلماتها فتحت جرحا عميقا لم يندمل. هل تراه أخطأ هذه المرة أيضا، هل سيظل يكرر نفس الغلطة طوال حياته؟
نهض واقفا بعجلة و هو يشعر أنه متبرم بالدنيا و ما فيها . وقفت عزة لوقوفه و بادرته قائلة بحرج و هي مطرقة الرأس : عاصم أود أن أطلب منك شيئا و لكني و لكني
قاطعها قائلا بنفاذ صبر : أوجزي يا عزة و لا تطيلي
قالت بسرعة : كنت أريد القليل من المال حتى أشتري بعض الأشياء التي أحتاجها.
شعر عاصم بالأسف من أجلها و مد يده إلى خصره ليعطيها ما تريد.
و لكنها أوقفته قائلة : ليس هكذا، ليس هنا ، فالجميع يرانا . لننزوي قليلا خلف إحدى الأشجار و تعطيني ما أحتاجه.
تنهد عاصم و تبعها في صمت.
كانت ميسون قد رأت ما حدث و أولته بالظبط كما أرادت لها عزة أن تأوله ، ضاقت بها الدنيا بما رحبت فأسرعت تفر بهمومها إلى العربة.

 
 

 

عرض البوم صور نغم الغروب   رد مع اقتباس
قديم 31-08-16, 10:00 AM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2011
العضوية: 218827
المشاركات: 147
الجنس أنثى
معدل التقييم: الخاشعه عضو على طريق الابداعالخاشعه عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 172

االدولة
البلدFalkland Islands
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الخاشعه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نغم الغروب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: الرحيل ...إليه

 

السلام عليكم
تسلم يدينك 👏
كيد الحريم والعذال اشتغل والضحيه ميسون اللي كبريائها ما راح يخليها تكشف الحقيقه وراح تنسحب على طول
اما عاصم فتجربته السابقه مع زوجة مسبب له حساسه زايده من النساء فهو يشك في كل شي
مشكورة عزيزتي نغم💗

 
 

 

عرض البوم صور الخاشعه   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
...إليه, الرحيم
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:31 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية