كاتب الموضوع :
اولا دي انا
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: دعوني و شأني /بقلمي nema
الفصل الرابع : ليتك لم تولدي قط !
خرج دايف من المكتب راكضا حتى وصل الى السيارة ، و لم تكن المفاتيح معه فشتم كثيرا ثم ضرب الزجاج بيده عدة مرات حتى انكسر الزجاج ففتح الباب و اخذ يبحث حتى وجدها .... ابيض وجه جوري كالأموات ....دخل دايف المكتب بسرعة و في يده ابرة طبية لم يتردد في غرزها بقسوة في فخذها ثم اخذوا جميعا ينظرون اليها .... طال الانتظار ، فصرخ اياد قبل ان يقع مغشيا عليه : ماتت ! جوريييييي
حاول يوسف و الرجال من حوله افاقة اياد و لكنهم لم يستطيعوا ، فرفعوه ليمددوه على احد المقاعد ، ثم التفتوا الى حيث كانت جويرية
كان نيك ساكنا بينما جويرية ممددة امامه و دايف جالس الى جانبها ، و السفير ينظر اليها بخوف ، نظر يوسف اليهم ثم صرخ : الن يطلب احدكم الإسعاف !...لم يتحرك كلا من نيك و دايف ...... صرخ اياد ثانية : انها تموت بحق السماء !
نظر اليه نيك بعجز : ليس في وسعهم شئ ، ما علينا سوى الانتظار !
يوسف و قد امسك هاتفه : اذا كنتم ستنتظرون الى ان تموت فأنا لن افعل !...و هم بطلب الرقم ، لكنه توقف ما ان شهقت جويرية شهقة كبيرة كمن هو غارق في الماء و لم يجد منفذا للهواء ، تهللت اسارير من حولها و توالت شهقاتها بسرعة ، كانت مغمضة العينين متشبثة بنيك بشدة ، اخذت ترتجف و نيك يحاول تهدئتها : لا بأس ، انا هنا معك ، لا بأس يا صغيرتي ، لا بأس ، انت بأمان هنا معي
اخذت شهقاتها تخف تدريجيا حتى هدأت تماما و بدأ لون وجهها يعود الى طبيعته ثم خفت وطأة قبضتيها المتشبثتان بنيك الى ان وقعت يداها جانبها و لم تأت بحركة أخرى ...نظر السفير الي نيك : ماذا حدث ؟ هل هي بخير ؟
نيك : نعم ، و لكنها متعبة جدا الى درجة الإعياء .... نظر السفير اليها بعطف ابوي كأنه يرثي حال هذه الطفلة المسكينة ، فأراد نيك استغلال الأمر فقال : يحصل هذا لها عندما تخاف ، الا زلت مصمما على ان يأخذوها الان و هي بهذه الحالة ، انت ترميها الى هلاكها ، انها مجرد طفلة خائفة و قد اخبروها ان عليها ان تترك بيتها و اهلها ، لتكون مع اناس تخشاهم بشدة ، ان هذا خطير على صحتها النفسية و الجسدية !
السفير: سأعطيك مهلة اسبوع لتمهد لها الفكرة ، ستكون بالطبع تحت الحراسة المشددة في هذه الفترة ، و متابعة خبير نفسي ، حفاظا على صحتها ، و لكن يجب ان تأخذ موافقة السيد اياد على هذا ، ان الامر بيده !
تم نقل كلا من اياد و جوري الى المستشفى
عندما افاق اياد ، فاتحه نيك بالموضوع ، لا ليأخذ موافقته ، و لكن ليماطله حتى ترحل جوري الى احد اخوته سرا ، كان يعرف ان اياد لن يعطيها فرصة للتأقلم و لذا قرر التصرف و تهريبها
نظر اليه اياد و على وجهه غضب تبعه اسى و حزن : لقد انتظرت عشرة سنوات ، الا يمكنني الانتظار بضعة ايام اخرى ! .... نظر نيك اليه في دهشة ثم اومأ مبتسما و غادر الغرفة ليتركه يرتاح ..... بعدما خرج زفر اياد بقوة : الى متى أنتظر ، طال فراقك عني ، لم تبعدينني عنك و انا مشتاق الى ان اضمك الى ثم تأوه و سرح بافكاره بعيدا حتى غفلت عيناه ....... نام بعمق لفرط تعبه ثم افاق على صوت باب الغرفة يفتح ببطء فنادي : يوسف ؟...هذا انت ؟!....... لم يجد ردا حتى ظن انه كان يتوهم فتح الباب فقرر ان يعود الى النوم ثم سمع وقع خطوات بطيئة فأرهف السمع ثم احس بشخص واقف خلفه فالتفت بسرعة ثم زفر زفرة ارتياح : انه انت !
الشخص : اريد ان احدثك عن ..... اختك قليلاً
بعد ذلك بأسبوع ، في الميعاد المتفق عليه لتسليم جويرية ، بعدما أكد لهم الخبير النفسي انها لا تفهم ما يحصل حولها ،و انها تعتقد ان اياد مجرد وهم لا وجود له من الأساس، فهي تراه وحشا لا يرحم ، فهي ببساطة ترفضه !
وقف اياد خارج السيارة ينتظر رؤيتها بفارغ الصبر ، و يقف بجانبه يوسف و دايف
فتح الباب ، فخرج نيك يتأبط ذراع جوري و كان جميع طاقم الخدم يقف خارجا ، كانت دامعة العينين ،شاحبة في عينيها خوف و ترقب ، كانت كمن اوشك على الموت ، تسير بلا هدى ، يجرها نيك الى الخارج ، على الرغم من رفضها التام لذلك ، ترتدي بنطالا واسعا اخضر يشبه ملابس الجيش الى حد كبير ، و فوقه قميص واسع جدا لونه تبني و فوقه ستره خضراء بنفس لون البنطال و تضع قلنسوة السترة فوق رأسها ، فلم يظهر شئ من
شعرها ، كان السفير هناك ليشرف على الامر بنفسه و ليطمئن انه لن تكون هناك اي عراقيل ، ما ان رآها حتى تقدم منها ليأخذ يدها ، و يرافقها الى حيث ينتظر اخاها ، مد اليها يده فانتفضت الى الخلف ، نظر السفير الى نيك يطلب تفسيرا
نيك : لا تحب ان يلمسها احد ...... ثم نظر الى اياد و قال مشدداً : أي أحد !
خاطب السفير جوري بشئ من الرقة : متى أردت ان تذهبي فسنذهب
نظرت اليه ثم بلغة الإشارة قالت شيئاً ما و لكنه لم يفهم ما قالت فأخرجت هاتفها و سرعان ما انطلق الصوت الآلي (ملاحظة : كل ما تقوله جوري سيكون عن طريق هاتفها او لغة الاشارة ) يقول : و هل تهم ارادتي في شئ ! ، هل لي رأي في حياتي ، انتم تسوقونني كالنعجة التي لا عقل لها ! .. حاول نيك ان يهدأها و لكنها نفضت يديه و تراجعت الى الخلف : تريدون ان تجعلوني مجنونة عن طريق شئ وهمي لا وجود له .. و اشارت الى حيث يقف اياد ثم تابعت و هي تنظر الى السفير : انا لست بلهاء ، لتقرروا عني امور حياتي ، اليوم يصبح عمري العقلي سبعة عشر سنة ، الا يكفي هذا ! ..... كانت دموعها تنهمر بشدة ، نظر نيك الى اياد الذي اومأ متفهما ... اضافت جوري و هي تمسح دموعها : لو كان اندريوس هنا لما ترككم تفعلون هذا ...ابدا ....نظرت الى دايف ثم الى نيك تتوسلهم الا يفعلوا هذا
لم يستطع نيك مقاومة تلك النظرة فابعد ناظريه عنها كأنه يتقزز منها ، اجفلت لتلك الحركة الغير متوقعة و لكن ما يفعله هو الافضل من اجل مصلحتها و اذا نظر اليها الآن فلن يتركها ابدا ، قال بصوت حاد اكثر مما كان ينبغي : لقد ناقشنا هذا الامر من قبل ...... و حمل حقيبتي ملابس الى سيارة اياد ثم قال : انت ستذهبين ، هيا !
سالت دموعها ثم قالت : لا تعاقبني نيك ، ارجوك ، اعدك الا اخفي عنك اي شئ مجدداً ، و لن ازعجك بعد الآن و لكن لا تفعل هذا بي ، ارجوك ، انا لا اريد
قاطعها نيك بحدة : الى السيارة جولي ، لا مجال للنقاش !
جولي و هي تمسح دموعها : اريد الذهاب الى الحمام ، ارجوك ، هل يمكنني ام انك ستطردني خارجا ! من يسمع الحديث يظن انها تسخر منه و لكن من رأي عيناها يصير متيقنا من انها حقا خائفة الا يدخلها نيك بيته ثانية بعد الحوار العنيف الذي دار بينه و بينها مساء امس ، هي تظن انهم ابتدعوا شخصية اياد ليجعلوها تتغلب على مخاوفها ، و لكنها لن تسمح لهم ان يخترقوا دائرة الحماية التي صنعتها لنفسها
رق تعبير نيك و قال في تأثر : انه بيتك جولي ... صاحبها بيدرو !
قالت بسرعة : لا ، ارغب ان اكون وحدي عندما اودع منزلي الذي احب ! فتركوها تفعل ....... وصلت اياد رسالة نصية من مجهول مكتوب فيها : " بدأت اللعبة "
|