كاتب الموضوع :
اولا دي انا
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: دعوني و شأني /بقلمي nema
بعد ذلك بساعتين
في مقر شرطة نيويورك ، كان نيك يذرع ارض المكتب ذهابا و ايابا
الشرطي بلهجة امرة : سيدي هل لك ان تهدأ !
نيك : حسنا ، لا ترفع صوتك سوف تقلقها ، و نظر الى جوري التي نامت على كتف دايف بمجرد ان وصلوا ..... ما هي الا دقائق معدودة حتى سمعوا هرجا و مرجا في الردهة فسأل نيك الضابط الجالس امامه : ما الذي يحصل ؟
الضابط : اعتقد ان سيادة السفير قد وصل ، ستقابله الآن !
نيك بدهشة : اي سفير ؟! ، و لم اقابله ؟
الضابط : السفير المصري يا سيدي ، انه هنا من أجل الآنسة
التفت نيك الى دايف و قد عرف ماهية هذا الامر ، انه اياد اللعين مرة اخرى !
نظر نيك الى دايف و قال : اعلم اننا لم نكن مستعدين لهذا جيدا ، و لكني اعرف انك تستطيع تولي هذه القضية ....... جولي في خطر ، اتفهم ؟؟.اومأ دايف بهدوء لئلا يوقظ جوري ، ثم قال : لا تقلق ، لن يحصل شئ
مرت ساعة كاملة قبل ان يطلب اليهم ان يتوجهوا الى المكتب الرئيسي ، هز دايف جوري برفق لتستيقظ ، فتململت و سحبت نفسها من على كتفه و نامت على الكنبة التي كانوا يجلسون عليها فقام دايف و ابتسم : لن تستيقظ الآن مهما فعلت
تقدم اليها نيك يهزها بلطف : جولي ، عزيزتي ، يجب ان تستيقظي الآن ، فأدارت وجهها الى الناحية الاخرى فضحك و نظر الى الضابط رافعا يديه بمعنى ، لت يمكنني فعل شئ ، فقال الرجل : هيي يا آنسة ، ارجوكي استيقظي .....آنسة ؟
تبينت جوري ان هذا الصوت ليس صوت نيك و لا دايف و لا حتى اندريو و لا توم و لا !! يا الهي انه ليس صوت احد من اخوتي ، فانتفضت بسرعة و وقعت من على الكنبة لتسقط على ركبتيها فابتسم اخواها و لم يستطع الضابط منع نفسه من الضحك
ساعدها دايف على الوقوف و تفحصها نيك ليرى ان كانت قد تأذت و لكنها كانت بخير ، فتحركوا ليصلوا الى المكتب الرئيسي بعد خمسة دقائق ، طرق الضابط المرافق لهم على الباب ثم فتحه ، كان المكتب الرئيسي واسعا جدا و انيقا يوجد به طاولة اجتماعات و مكان لاستقبال الضيوف المهمة و الذي كان جالسا فيه رجل يبدو على مظهره الهيبة و الوقار ، شرقي الملامح ، ها هي المتاعب ، انه السفير المصري بلا ريب و يجلس بجانبه عدة رجال و كانوا منغمسين في حديث مهم حين تنحنح الضابط المرافق فالتفت الكل اليه و كانت انظارهم موجهة الى جوري ثم تركهم الضابط و خرج مغلقا الباب خلفه ، دعاهم رئيس الشرطة للجلوس بابتسامة لطيفة ، كان نيك يعرفه جيدا فلدى رئيس الشرطة توأم صغير ، و هو طبيبهم المفضل ، اشار نيك بيده الى جوري لتجلس بجانبه و امر دايف ان يجلس بجانبها من الناحية الاخرى لكى يمنحاها شعورا بالأمان ، ووضعت هي سماعات الاذن و جعلت صوت اغنيتها المفضلة عاليا حتى لا تسمع شيئا، و هكذا كان
قال نيك معاتبا رئيس الشرطة بلا رسميات : طوني ، لم لم تخبرني بالأمس بأنك تنوي استضافتي اليوم !
طوني : اوه نيك لا تكن حساسا هكذا ، اريد ان اعرفك بسيادة السفير المصري ، السيد عمر الحاتم ... احنى نيك رأسه قليلا احتراما ، و مد يده ليصافحه
تابع طوني : و انت تعرف السيد اياد بالفعل ، و ابن عمه السيد يوسف الفريد
عبس نيك قليلا : دعنا من التفاصيل المملة ، لم نحن هنا ؟
تحدث السفير برصانة : انا مضطر ان اخبرك ان الامر ليس بهذه السهولة ، فالخطف ليس بمسألة سهلة اطلاقا
نيك : عن اي شئ تتحدث ؟ من الذي قد خطف ، و ما علاقتي بذلك ؟
السفير : نحن هنا للبحث في قضية خطف جويرية الفريد ...فقطب نيك جبينه دلالة على عدم الفهم .....فتابع السفير :هذه الآنسة ، من هي ؟
نيك : انها اختي ، جولي جونز كارلتون ..... صحح اياد : تقصد اختك بالتبني
السفير : ان الآنسة جولي جونز هي جويرية الفريد !
نيك : غير صحيح ، و لا يوجد دليل قاطع على هذا ، و انتم تعلمون هذا
تدخل دايف : نيك اترك الامر لي ... سيدي ، ما الذي يجعلك تقول هذا
السفير : هذه نتائج تحليل الحمض النووي الذي يثبت انها اخت السيد اياد الفريد
دايف : انه مزور ، فجولي لم تخضع لأي فحص من هذا النوع حديثا
السفير : بالعكس لقد اجري لها التحليل منذ ما يقارب العشرة ايام ، اثناء وجودها في مستشفي ويل كورنيل تحت اشراف مسئول من الشرطة ، بعد ان اخذ السيد اياد تصريحا لفعل هذا
دايف : هذا خرق واضح للقانون ، يمكنني مقاضاتك ايها السفير على عملك هذا !
السفير بابتسامة : جويرية تم خطفها في عمر العاشرة و ادخلت الى هذه البلاد بطريقة غير شرعية ، اتنكر هذا ؟
دايف : لقد تم تبنيها في عمر الحادية عشر ، و لم يعرف ابي الراحل شيئا عن ماضيها ، باختصار ، لا استطيع ان اوافق او انكر قولك هذا
تابع السفير : انها مواطنة مصرية ، و يجب ان تعود فورا الى بلادها
دايف : لقد اخذت جنسية هذا البلد بمجرد تبنيها ، فحتى و ان كانت دخلت بطريقة غير شرعية ، فهي الآن مواطنة اميريكية ، جولي جونز كارلتون ! افهمت ؟
السفير : هل تنكر ان قواها العقلية ضعيفة ؟
تدخل نيك بحدة : لا ليست كذلك فمستوى ذكاءها عال جدا !
السفير : و قد اخرج جهاز تسجيل من جيبه و وضعه على طاولة امامهم و ضغط على زر فجاء صوت نيك و هو يقول : ساخبرك من البداية ، منذ اكثر من تسع سنوات ، عثر على جولي ملقاة على طريق سريع و مصابة باصابات بالغة الخطورة و كانت علي شفير الموت و تم احضارها الى المشفي الذي كان ابي يعمل به في ذلك الوقت و قد نجت باعجوبة بعد التدخل الجراحي لوقف النزيف الحاد الذي اصابها و كان وجهها و جسدها مصاب بكدمات و ندوب فظيعة ، استنتج الاطباء انها نتيجة تعذيب ، و دخلت هي في غيبوبة طويلة على الرغم من ان مؤشراتها الحيوية كانت معقولة ، و بعد سنة من العلاج لم تستيقظ ، اذا قرر مجلس ادارة المشفى الا يكملوا علاجها ، و هنا تدخل ابي و تبناها و بنى لها مشفى صغير في قصرنا يناسب جميع احتياجاتها و بعد ذلك بثلاث سنوات افاقت ، وكانت فاقدة للذاكرة و كذلك النطق ، و كانت خائفة بشدة ، و لكن مع مرور الوقت اعتادت علينا ، و لكنها لم تستعد يوما ذاكرتها و لا نطقها و توقف
اياد : اتعني انها لا تستطيع الكلام !
نيك : نعم ، و لكن هناك امر اخر
اياد : و ما هو؟
نيك : كما ترى لقد كانت في غيبوبة لمدة اربع سنوات ، كان عقلها في تلك السنوات غائبا عن الوعي ، اي ان عمرها العقلي لا يتجاوز الستة عشر عاما على الرغم من انها حادة الذكاء
السفير : هذا صوتك سيد نيك و انت تصف حالة الانسة بان وعيها لا يتجاوز ستة عشر عاما ، اليس كذلك ؟ .... ازدرد نيك ريقه : نعم ... انه صوتي
تابع السفير : ما يعني انها طفلة اي قاصر قانونيا ، و بحاجة الى وصي عليها
نيك : و انا هذا الوصي ، و هي لم تتلق أى نوع من الاساءة من قبل في بيتي
نظر نيك الى دايف نظرة استغاثة فتابع السفير : و لكنك لست الوصي عليها ابدا ، فهي و ان كانت قد تم تبنيها ، لا يلغي واقع انها مصرية ، ليس لك اي حق !
دايف : حسب الاعلان العالمي لحقوق الطفل
تم جعل المصلحة العليا للطفل، هي الفيصل في تطبيق الحماية و تحديد مفهومها، فإذا وقع تعارض بين حقوق الطفل و حق شخص آخر من ذويه أو ولييه أو حاضنته...الخ، غلب حق الطفل على أساس ما تتطلبه مصلحته الخاصة و العليا و يمكن أن نلمس ذلك في حقوق الحضانة والولاية و غيرها، فهي تتناول مصالح مزدوجة أو مشتركة بين الطفل و حاضنته أو بينه و بين وليه أو وصيه،فإذا تعارضت المصلحتان فإن هذا التعارض يجب أن يحسم على أساس تغليب المصلحة العليا للطفل.
ت- أنه جعل الأولوية في الحماية لحقوق الطفل، و كذلك في حالات الإغاثة و هذه الأولوية مستفادة أيضا من النص في المبدأ الثاني على أن تكون المصلحة العليا للطفل ذات الاعتبار الأول.
وهو ما ينطبق على حالة جولي ، لقد وفرت الدولة الحماية ، و لما كان متعسرا معرفة جنسيتها او الوصول الى ذويها ، تحتم كون الدولة مسئولة عنها ، و توفير عائلة لها ليس مخالفا للقانون ، لذا من حق نيك ان يكون وصيا عليها
ابتسم السفير : انت حاذق جدا يا سيد دايفد و لكنك اغفلت مسألة مهمة ، فتبعا لاتفاقية حقوق الطفل
المادة الحادية عشر: بموجب هذه المادة ، الدول مسؤولة عن حجز الأطفال بصورة غير مشروعة أو احتجازهم خارج نطاق سلطتها و ضمان استعادة هؤلاء الأطفال والتعهد بإعادة الأطفال المخطوفين الذين احضروا إلى نطاق سلطتها ، و هو ما ينطبق على حالة الآنسة لشكل واضح
لذا فإن الدولة مسئولة عن اعادة جويرية الفريد الى ذويها ، و لا يمكنك فعل شئ لمنع ذلك ، وهكذا تسحب الوصاية من السيد دومينيك كارلتون لتستقر مع السيد اياد الفريد ، و نهض واقفا
فسأل نيك : دايف ، هل ما يقوله صحيح ؟...... اطرق دايف رأسه بأسى
نظر السفير الى نيك و دايف : يمكنكما الرحيل الآن !
قال نيك بسخرية : ماذا تعني بالرحيل ، انا لن اتركها ، ثم انها تخاف من ظلها و من الاشخاص الجدد ، لا يمكنك ببساطة اخذها من العائلة الوحيدة التي تعرفها
السفير : لقد سمعت كل شئ ، و لم تتفاعل مع الأمر بشكل سئ ، بل انها لم تتفاعل أساساً ، لذا لا ارى سببا يدعو الى التأخير أكثر
نيك بغير تصديق : انها لم تسمع كلمة واحدة مما قلنا ، انها ترتدي سماعات الاذن الآن ، لتتجنب سماع الغرباء حتى لا تخاف ، كما انها ترتدي نظارات سوداء تماماً لا تمكنها حتى من رؤية اصابعها
السفير : يا الهي ، لم تحجبون الطفلة المسكينة عن ما يحيط بها بهذا الشكل الفظيع !
نيك و هو يتحرك ناحية جوري : انا آسف جولي ، انا افعل هذا لمصلحتك ..و نزع السماعات من اذنيها و خلع عنها نظارتها ، فأجفلت لما فعله ، ثم قال لها : تذكرين هذا ، و اشار الى اياد ، انه سيأخذك معه الآن ، ما رأيك ؟
نظرت جوري الى اياد فشحب لونها فورا و أخذت تحدق فيه ، فقال يوسف بعد صمت طويل : انت تتعمد اخافتها منه !
وقف اياد فقفزت جوري الى الخلف و سقطت على ظهرها ، و لم يساعدها نيك فهب اياد اليها يساعدها ، فارتعدت وانتفضت لتقف بسرعة قبل ان يصل اليها و ر كضت تحتمي بدايف ، فأشارت اليه بيديها ( انقذني منه ) ، فقال دايف : لا استطيع ، انه الان الوصي عليكي ، جولي ، تفهمينني ؟ ... هزت رأسها يميناً و يسارا
فأشار دايف الى السفير و قال :قولي له ما رأيك بهذا !
اخرجت جوري هاتفها من جيبها و ضغطت ازرار عدة ، فسمعوا صوت انثي الية
انا اخافه ، انقذني ارجوك ! .... انه شرير ، انقذني ، انقذني ارجوك !
نظر اليها السفير نظرة حانية : انه ليس شريرا ، انت تعلمين انك متبناة ؟
هزت رأسها ، فتابع مشيرا الى اياد : هذا هو اخاك الحقيقي ، و قد عانى كثيرا ليجدك ، و هو لن يؤذيكي أبدا
جوري بالصوت الالي : لا اريده ، انا لدي اخوة كثر ، انا اكرهه ، لا تدعه يأخذني!
قال السفير : يجب ان تذهبي معه ، لا يمكنك البقاء مع الغرباء الآن ، و اشار الى نيك و دايف ...فقالت : انهم ليسوا غرباء ، بل هو ، لا تدعه يأخذني !
السفير : انه الان الوصي عليك ، و له حق حضانتك ، اتفهمينني ؟
جوري : و لكنني لست طفلة ! . ... السفير : لست كذلك ، فأنت كبيرة بما يكفي لتفهمي انه لا مكان لك هنا بعد الآن ، هذا ليس بلدك ، هؤلاء ليسوا اخوتك !
انهارت جوري الى الارض و اخذت تنتفض ، و علت شهقاتها فأسرع نيك اليها و جلس و أخذها بين رجليه فكان ظهرها مقابلا لبطنه و اسندها اليه بينما هي تنتفض كمن يغرق و أخذ يهمس في أذنها : أنا آسف ، لا بأس انتي بخير الآن ، لن يأخذك احد مني ، لا تخافي ....بدأ لون وجهها يتحول الى الزرقة ، فتسمر اياد في مكانه ، لقد اصبح وجهها مخيفا كأنها وحش يصرخ ، صرخ يوسف : ما الذي يحصل ، ماذا بها !
قال دايف و هو يبحث في جيوبه : عندما تنفعل يحصل هذا ، اين ذاك الشئ اللعين !
صاح نيك : أسرع دايف ، نحن نفقدها ... لم تعد تنتفض او تتحرك ، بل اصبحت ساكنة .... اقترب دايف منها و أخذ يبحث في جيوبها عله يجد ضالته .... و لكنه لم يجد شيئا ، قال نيك : السيارة ! السيارة دايف !
خرج دايف من المكتب راكضا حتى وصل الى السيارة ، و لم تكن المفاتيح معه فشتم كثيرا ثم ضرب الزجاج بيده عدة مرات حتى انكسر الزجاج ففتح الباب و اخذ يبحث حتى وجدها .... ابيض وجه جوري كالأموات ....دخل دايف المكتب بسرعة و في يده ابرة طبية لم يتردد في غرزها بقسوة في فخذها ثم اخذوا جميعا ينظرون اليها .... طال الانتظار ، فصرخ اياد قبل ان يقع مغشيا عليه : ماتت ! جوريييييي
نهاية الفصل الثالث
|