كاتب الموضوع :
اولا دي انا
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: دعوني و شأني /بقلمي nema
هذا الفصل اهداء لحبيبة قلبي (نور سوريا )
الفصل الثالث عشر : تذكرني بها !
كان الهدوء يسود بين جوري و يوسف في الايام التي تلت اتفاقهما
بدأت جوري تتماثل للشفاء بمرور الايام ، و لكن الشفاء بالنسبة لها يبدأ بمجرد ان تستطيع ان تقف على قدميها لمدة خمس دقائق بلا إغماء
اتصلت مدبرة المنزل الجديدة امل بيوسف في شركة آل الفريد ، او شركته الآن !
يوسف : انا وسط اجتماع هام ، ارجو ان تكون هناك حالة طارئة دعتك للإتصال !
امل بنبرة يائسة : انها السيدة الصغيرة ، لقد كانت ثائرة منذ الصباح و تريد مغادرة غرفتها لسبب اجهله ، و اخشى انها ليست على ما يرام فوجهها شاحب للغاية ، و تترنح بشدة عندما تحاول الوقوف ، و كلما اقتربت منها انتفضت بعنف ، و اخاف ان تؤذي نفسها و تتسبب في فتح جرحها مرة اخرى ، انا حقا لا اعرف ماذا افعل !
زمجر يوسف : كفاك نحيبا ،سآتي بعد عشرة دقائق !
وصل يوسف الى القصر بعد ساعة و نصف، فالاجتماع كان مهما للغاية و لم يستطع ان يتركه قبل ان يوضح لطاقمه مسودة العمل في المشروع السكني الجديد
يوسف مناديا : امل ! .... اين انتم ؟!
خرجت امل من غرفة جوري و تبعها الطبيب
يوسف : ماذا حصل ؟ .... هل فتح جرحها مرة اخرى ؟
الطبيب مطمئنا : لا ، في الواقع لقد مررت لأطمئن عليها ، و الجرح تقريبا قد التئم
و لكنها في فترة نقاهة الآن ، لذا تحتاج الى الراحة التامة ، و الانتظام في الأكل
يوسف مستفسرا : هل قبلت ان تفحصها ؟ ...... اعني ، هل كانت هادئة ؟
الطبيب : لقد اتفقت مع امل قبل ان آتي ، ان تضع لها حبة منومة في كوب عصير لكي لا تثير المشاكل ، فانفعالها خطر عليها كما تعلم !
يوسف بصدق : اشكر لك مجهودك ، لا اعلم ماذا كنت سأفعل بدونك !
الطبيب بضحك : حسنا حسنا ، لا تتملقني ! ، الا يكفي انك لا تدفع لي !
يوسف مبتسما : انت محق ، ما كان يجب ان يفوتني هذا ، يا لي من بخيل !
قهقه الطبيب و خرج ، كان يوسف يتبرع بمبالغ طائلة لعلاج الفقراء الذين يعرجون على الطبيب ، كعربون امتنان و شكر لأفضال الطبيب ، فقد كان يرفض اخذ اي اموال من عائلة الفريد ، باعتبار انه صديق العائلة ، و مساعدة الناس ، و خاصة الفقراء منهم هو كل ما يبهجه ، لذا اتخذها يوسف طريقة لشكره
يوسف : امل ، سأصعد لأرتاح قليلا ، اذا حصل شئ ما ، فلا تترددي في اخباري !
هاتف يوسف نجوى قبل ان يخلد الى النوم ليطمئن على حال ليلى ، فقد اصبحت ليلى رافضة للحديث معه ، و قد اختار يوسف ان يتحمل حتى تنقضي هذه الفترة المؤلمة من حياتها ، هو يعلم مدى حزنها على إياد ، لا عجب انها قد ذبلت بعد اصابته ، لقد كانت شعلة نشاط ، و لكنها الآن محطمة !
بعد ان اطمأن انها بخير ، استلقى على فراشه و غاص في نوم عميق
استيقظت جوري بعد ثمان ساعات اي في العاشرة مساءا ، كانت تحاول الوقوف و لكنها تترنح و تقع في كل مرة
جوري لنفسها : قفي او سأقتلك يا جولي ! ، هل هذا ما علمك اباك ؟! ، قفي !
تماسكت و قامت لتمشي بخطوات ثابتة ، و ابتسمت ، فهذه الطريقة تنجح كل مرة
عندما تذكر اباها و صرامته تتناسى كل الهموم و الأوجاع ، المهم ان تكون قوية !
و لكن هناك شئ لا تستطيع التغلب عليه ابدا مهما فعلت ، انها جائعة !
فتحت جوري باب غرفتها و أخذت تتلفت يمينا و يسارا ، و لما اطمأنت انه لا يوجد احد تسللت الى المطبخ بخفة ، و اخذت تبحث عن شيئا تأكله بعد ان اضاءت النور
و لكنها عبست بشدة ، فهي لا تعجبها هذه الأصناف ابدا ، لذا بدأت في البحث عن اماكن الاشياء و الادوات ، حتى تعد شيئا لنفسها
جمعت كل شئ و لكن بقى المكون الاساسي ، الدقيق !
اخذت تبحث بعينيها عنه ، و وجدته في اعلى رف موجود ، و بالنسبة لها كان الرف عاليا الى حد ما ، و لكن اذا وقفت على اصابعها تستطيع ان تلمس كيس الدقيق ، اخذت تحاول و تحاول ان تصل اليه ، و ابتسمت ابتسامة واسعة عندما امسكته و بدأت في جذبه للأسفل ، حين افزعها صوت ما فتركت الكيس لتلتفت بسرعة ، و وقع الكيس على رأسها و انسكب اغلب ما فيه عليها
وقف يوسف هناك يتأملها ، كان الدقيق قد غطى شعرها ووجهها و الجزء العلوي من ملابسها ، او ملابسه هو ، فقد كانت ترتدي بيجامة زرقاء واسعة للغاية عليها
و نظرات عينيها الموجهة الى .... الى قدمي !
عطست جوري ، فتناثرت ذرات الدقيق من على شعرها لتكون سحابة بيضاء حولها
كانت تبدو مضحكة الى حد كبير و استمتع يوسف بالنظر الى وجهها المذعور
ضحك يوسف بشدة و فكر انها تبدو مثل الطفل الذي ضبط و هو يسرق الحلويات
اخرجت جوري هاتفها من جيبها : من انت ؟ ... ، ماذا تريد ؟!
اختفت ضحكات يوسف ليحل محلها همهمة ساخطة
يوسف بحنق : الا تعرفين من انا ،........ يا ابنة العم !
تنهدت جوري تنهيدة طويلة تنم عن ارتياحها ، ثم امعنت النظر في قدمي يوسف
جوري : انت ترتدي خفا ، لذا لم اميزك ، انا اسفة .... لقد ظننتك شخصا اخر !
يوسف بغضب مكبوت : و هل تتعرفين إلى من خلال حذائي ايضا ؟
جوري : اعتقد هذا ، اما صوتك الصارخ او حذائك ، فأنا استطيع ان اميز حذائك و طرقاته على الارضيات من بين الف حذاء !
يوسف : كفاك هذرا !
جوري : انا اعني ما اقول ! ... احذيتك مصنوعة من جلد ثعبان اسود و هو نادر للغاية ، تصنع هذه الاحذية في الدانمارك ، و وحده الشخص الثري سينفق امواله ببذخ سخيف ليرتدي حذاءا غاليا كهذا
يوسف : انظري الي ! ….
جوري : لا استطيع ! ..... انا حقا لا استطيع ! .. و انت وعدتني ان تحترم رغباتي
يوسف على مضض مغيرا الموضوع : ماذا كنت تفعلين هنا ؟
جوري : انا جائعة و اريد ان آكل شيئا ما !...هل تمانع ان افعل ؟
يوسف : بالطبع لا ، لم لم تطلبي من الخدم ان يجهزوا لك طعام العشاء ؟
جوري : احب ان اصنع طعامي بنفسي ، هل تسمح لي ؟
يوسف ضاحكا : من يسمعك الآن ، قد يظن ان تجيدين الطهي حقا ! ..
جوري : انا لا اعرف ان كنت ارقى لمرحلة الإجادة ، و لكن لم لا تحكم بنفسك ؟
يوسف : حسنا سأوافق ، و لكن اذا سممتني فسأقتلك بيدي هاتين !
بدأت جوري في تحضير واحدة من وجباتها المفضلة ، الا و هي البيتزا !!!
كان يوسف ينظر اليها و هي تتحرك بخفة في انحاء المطبخ ، ثم اندهش عندما رآها تقذف عجينة البيتزا الى الأعلى كما يفعل الطهاة المحترفون !
يوسف : منذ متى و انت تفعلين هذا ؟ ….اذ يبدو انك بارعة للغاية باستخدام يديك
اجفلت جوري قليلا : اه ، انت لا زلت هنا ! ....ماذا كنت تقول ؟
تحامل يوسف على نفسه و صر على اسنانه : لا شئ ، عندما تنتهين ، ستجديني في مكتبي .....ثالث غرفة على اليسار بعد الرواق الكبير !
و تركها و خرج ، لا يعلم لم كانت تتحدث معه بحرية منذ قليل ، ثم تناست وجوده
هناك شئ لا افهمه بشأنها ، انها تحيرني للغاية !
مضت عشرون دقيقة قبل ان تطرق جوري باب مكتب يوسف ، كان يوسف جالسا بالقرب من الباب ، ففتحه على الفور ، و لكنه لم يجدها ، لم يكن هناك احد !
فقرر ان يذهب ليطمئن ان المطبخ لا يحترق ، فالجو هادئ بشكل مقلق
كان هناك رائحة طيبة تغلغلت في انف يوسف ، انها مثل .... تذكرني ....بها !
دلف يوسف الى المطبخ فلم يجدها ، فذهب الى القاعة الكبيرة ، حيث يقدم طعام العشاء غالبا ، و لكنه لم يجد احد ، فقرر ان يتبع تلك الرائحة ، اين انت جوري ؟
اخذه الامر قرابة خمس دقائق حتى يستسلم تماما ، فهو لا يستطيع ان يجدها في اي مكان ، و ساورته الشكوك انها محاولة اخرى للهرب ، فدخل غرفتها سريعا ليبحث عنها ، او عن اي شئ قد يشير الى مكانها ، و لكنه لم يجدها
تمتم بغضب :اللعنة ! .... كان يجب ان اعرف ، لقد خدعتني تماما !
و بينما هو متوجه الى الخارج يلعن و يتمتم بالكثير من الشتائم ،
|