كاتب الموضوع :
اولا دي انا
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: دعوني و شأني /بقلمي nema
الفصل العاشر : شيطانة ام ملاك ؟
فتحت جوري عينيها ببطء ، لا تتذكر اين هي و لا ماذا حصل ، اللعنة على ذاكرتي الضعيفة ،لابد ان مكروها قد حصل و الا ما كنت لأصبح متعبة بشدة هكذا ، و لكن ما الذي حدث ؟ ، فركت جبينها بتعب ، اه يا الهي ، على حقا التذكر
اخر ما اتذكره هو....؟ ، اه اختلطت كوابيسي على مجددا ، حسنا كان هناك دماء و رجل يردي آخر قتيلا ، لا بل كان هناك رجلا يضربني بمضرب بايسبول
لا ، ليس هذا ، و هناك ذلك الشبح ، لا لا اعتقد انه هو ، ربما ...، و ....، و ....
اخذت تفكر بكل شئ علها تتوصل الى اجابة و لكن عبثا فهي لم تتذكر شئ
دخلت ليلى الغرفة فوجدت جوري تحدق في الفراغ شاردة
ليلى : عزيزتي جوري ، هل انت بخير ؟
نظرت اليها جوري بحدة ثم تذكرت كل شئ، نعم انها في بيت ابن عمها المزعوم ، و كان هناك هي و اندرو و ، أولئك الرجال البغضاء ، و الطاغية المستبد
ثم ....، نعم لقد حاولت الهرب ، و كان هناك هو و ....ال... الكلاب
ما ان تذكرت جوري حتى شحب وجهها بشدة
ليلى : جوري ، ما بك ؟
اخذت جوري تلوح بيدييها بإرهاق ، و لكن ليلى لم تفهم شيئا
ليلى : اهدئي جوري ، فانا لا افهم لغة الاشارة
اخذت جوري تشير إلى شئ وهمي في يدها ، و اخيرا فهمت ليلى انها تريد هاتفها
ليلى : لقد وقع هاتفك في الحديقة و اخذه يوسف ليصلحه ، و سوف يعيده اليك لاحقا
ارتمت جوري الى الوراء بتعب ، و هي تفكر انها ستهرب من هنا و حتما عن قريب ، و لكنها الان متعبة للغاية ، و ذلك المتعجرف المخادع هو السبب !
ليلى بمرح : لقد ظننت انك لن تستيقظي ابدا ، انت نائمة منذ ما يقارب الخمسة ايام، لقد وضع الطبيب لك المغذيات في المحاليل ، و لكنه نزعها اليوم
انتفضت جوري و نظرت اليها غير مصدقة ، و اخذت تتفحص يديها
ليلى بمزاح : و لكن اعتقد ان هذا كان في صالحك ، لانك لو استيقظتي منذ يومين لأكلك اخي حية ، لقد كان غاضبا جدا ، و حائرا مما فعلته تلك الليلة
سكتت قليلا ثم اكملت بحماس :اخبريني كيف تمكنت من القفز كل تلك المسافة دون ان تصابي بخدش واحد حتى ؟
دخلت ثريا في تلك اللحظة و هي تحمل صينية الافطار و وضعتها على حجر جوري التي كانت تعترض
ثريا بحزم : يجب ان تأكلي ، كيف ستأخذين الدواء الذي وصفه الطبيب ، على معدة فارغة
كتفت جوري ذراعيها على صدرها بعناد ، و اتكأت بظهرها على حافة السرير
ثريا : من الافضل لك اقتها الانسة الصغيرة ان تبدأى بالأكل حالا !
بدا و كأن جوري لم تسمعها ، فأخذت ثريا ترفع صوتها و لكن لا حياة لمن تنادي
فأمسكت ثريا الملعقة و همت بإطعام جوري ، انها مريضة و يجب ان تأكل شاءت ام ابت ، في نفس اللحظة التي دخل فيها يوسف ، فقد علم من الخدم ان جوري قد استيقظت منذ قليل ، فعزم على ان يتناقش معها فيما حصل
شردت جوري فعلا تفكر في عائلتها الحبيبة ، نيك ، و دايف ، و توماس ، و اندرو و كل اخوتي ، يا الله كم افتقدهم ، يجب ان اخرج من هنا بأسرع وقت ، على ذلك
مدت ثريا يدها لتضع ملعقة الحساء في فم جوري كما تفعل الام مع طفلها
لكن جوري اجفلت ما ان لامست الملعقة شفاهها ، و بحركة سريعة غير متوقعة نفضت يد ثريا بطريقة اقل ما يقال عنها انها فظة ، و تطايرت محتويات الملعقة في وجه ثريا ، كان الجميع مندهشا لما فعلته جوري و لم يكن هناك الا صوت الملعقة المرتطمة بالأرض ، و تنفس جوري المضطرب
يوسف بصوت كالرعد : هل جننت !
ليلى : اهدا يا يوسف ، لا تغضب عليها ، ربما لم تكن تقصد ، و لا تنس انها استفاقت لتوها ، و ما نصحك به الطبيب
يوسف و هو يكز اسنانه :هل لي ان اعرف لم بحق السماء فعلت ذلك !
ثريا و هي تخفي حزنها : لا تقلق يا يوسف ، انا حقا متأكدة انها لم تقصد
يوسف : اعتذري الآن !
هزت جوري راسها يمينا و يسارا
فتقدم منها بسرعة : انا لا احب تصرفات الاطفال ، من المفترض انك فتاة ناضجة
لذا من الافضل لك ان تعتذري ! …..اليك هاتفك ، اعتذري و الا !
جوري : لا ! ..... انا لا احب هذه المرأة و لا احب تصرفاتها ، انها لئيمة !
يوسف بصوت هادر : اعتذري جويرية ، و الا اقسم اني سأجعلك تندمين !
جوري : لا ...لقد سبق ووعدتني ان احدا لن يقترب مني ، و ها هي تفعل ذلك ثم تطلب مني الاعتذار ، انت تحلم !
يوسف : هي ليست " احدا " انها كالأم بالنسبة لي ، و لا اتوقع ان تعامليها هكذا
جوري : انا لا ام لي ، لم يكن لي ام ..... و لن يكون ، اخرج من فضلك !
يوسف و هو يلعن اليوم الذي اضطر فيه الى تحملها : اذا لن تعتذري ؟
اقترب يوسف منها و قبض على يدها يجرها خلفه و لم تستطع المقاومة لانها كانت متعبة للغاية
جوري : اترك يدي ، قلت لك لا تلمسني ! ، لقد وعدتني ، ايها الكاذب !
توقف يوسف فجأة فارتطمت جوري به ووقعت ارضا
يوسف : انا امسكت بكم قميصك ، لذا تقنيا ، انا لم المسك ، اليس كذلك ؟
لم ينتظر الإجابة بل جذبها لتقف على قدميها و هو يجرها جرا الى الحديقة
توقف يوسف امام كومة كبيرة من السماد الطبيعي ، لقد كانت الكومة اطول من جوري فحدقت اليها عاليا ، و هي تتسائل هل سيضع وجهها في السماد ؟
يوسف : من يتصرف كالأطفال ، يعاقب كالأطفال !
جوري بسذاجة : هل تريد ان تدفنني هنا ؟ ، قالت اختك انك كنت ستقتلني منذ بضعة ايام ، انا احترم قرارك و اتفهمه ، لكن كنت افضل شيئا له رائحة ذكية !
ضحك يوسف بخفة على تعليقها : لا ، بكل بساطة عليكي ان تضعي السماد لكل زهور الحديقة ، او ان تعتذري من ثريا ، ما خيارك ؟
جوري و هي تزم شفتيها : السماد احب الى من ذلك ، ولكن لي طلب
يوسف : و ما هو ؟
جوري : لا اريد أن يحوم اي عامل او حارس حولي
ضحك يوسف ساخرا : لأسهل الهروب عليكي ، لا لا اظن ان ذلك سيحدث !
جوري : انا لن احاول الهرب اليوم ، اقسم لك
يوسف : سأثق بك هذه المرة ، و لكن اذا كذبت على ، فحسابك سيكون عسيرا !
كان يوسف يتوقع ان ترفض جوري هذا العمل المقزز و لكنها لم تفعل
جوري و قد زال عنها مظهر التعب و بدت حيوية اكثر : اين ادوات الحديقة ؟
يوسف و هو يشير بيده : في ذلك الكوخ الصغير في آخر الحديقة
جوري : سأحتاج الى منديل لربط شعري حتى لا يتسخ
يوسف : يمكنني تدبير هذا ، و نادى على احدى الخادمات و امرها بإحضار منديل
و هكذا تم لجوري ما ارادت ، و تركها يوسف و امر الخدم و الحراس ان لا يقتربوا
و لكنه كان يراقبها من نافذته ، و هي تتحرك برشاقة و لا تبدو متضايقة اطلاقا
و اغتاظ بشدة ، فمن المفترض ان يكون هذا عقابا ، لم تبدو مستمتعة الى حد كبير
ليلى : يوسف ، ما الذي تفعله ؟.... انها مريضة و المجهود الزائد خطر عليها
يوسف : لننتظر حتي تستلم ، لابد انها ستسأم في النهاية
و لكن خاب ظنه عندما واصلت جوري العمل لثلاث ساعات متواصلة
كومة السماد تلك اصبحت شيئا لا يذكر ، لقد تعبت من مجرد النظر اليها ، الا تتعب ابدا ، ما من رجل بمثل حالتها الصحية يستطيع التحمل مثلها ، و هي فتاة
مضت ساعة اخرى قبل ان تنهي جوري عملها ، فاستدارت ناحية نافذة يوسف
و على الرغم من انه كان مختبئا وراء الستائر يراقبها حتى لا تهرب ، الا انها لوحت بيديها له ، كأنها تراه و تعلم منذ البداية انه كان هناك
جاء يوسف : ارى انك انهيت عملك و بوقت قياسي!
جوري : تريد شيئا اخر ؟
يوسف : لا ، يمكنك الذهاب الى غرفتك !
جوري : انا لا اعرف مكانها ، هلا ارشدتني اليها
يوسف : بكل سرور ، و قادها الى غرفتها داخل القصر
تركها يوسف ليصعد الى غرفته حين مرت مديرة المنزل بجانبه ، اكمل طريقه صعودا
جوري :.............................
اخذت ثريا اجازة لان ابنها مريض للغاية ، و يجب ان تكون الى جانبه
فظل يوسف لمدة اسبوع كامل يرهق جوري بالأعمال الجسدية حتى تذعن و تعتذر و لكنها لم ترد عليه كأنها لا تسمعه و ادت اعمالها بإتقان ، غسلت السيارات و لمعت الارضيات و جمعت الاوراق من حديقة القصر و نظفت السطح و نظفت القدور العاجية التي اشتراها يوسف فقط حتى يجعل جوري تنظفها ، اقتلعت الحشائش الضارة من حدائق القصر ، تقريبا فعلت كل ما قد تفعله الخادمة
و وصل غضب يوسف الى نهايته ، وكان يلح عليها حتى تعتذر
اصبحت ليلى دائمة البكاء فكلما حاولت ان تعارض ما يفعل مع جوري نهرها بشدة
و اخبرها انه سيربي جوري بطريقة او بأخرى
يوسف مخاطبا جوري التى كانت تدهن سياجا قديما سيرمونه العمال بعد ان تدهنه
الن تكفى عن عنادك هذا و تعتذري !
جوري : سبق ان قلت لك انني قمت بالأمر الصائب و اعتذرت منها ، و من المفترض ان لا دخل لك في تصرفاتي!
يوسف من بين اسنانه : اتعلمين ماذا ، ستعتذرين ، لقد اكتفيت منك !
و امسك كتفها و ضغط عليه بقسوة و اخذها الى وسط مدخل القصر و رسم لها دائرة على الارض ، دائرة صغيرة جدا
يوسف : ستقفين هنا و لن تتحركي حتى تعتذري ، فهمتي !
ابتسمت جوري بوهن و اومأت في صمت ، و هكذا تركها يوسف
كانت ليلى تذرع ارضية الغرفة جيئة و ذهابا و هي تراقب الساعة
مرت ساعة ، و الثانية و الثالثة و الرابعة ، ......
اتصل يوسف يطمئن على احوال ثريا : اهلا بك ، كيف حال ابنك الآن ؟
ثريا : اه انه مريض للغاية ، لا اعلم متى يمكنني العودة
يوسف : خذي وقتك ، و لا تقلقي ابدا بشأن المال ، سأرسل لك المزيد للعلاج
ثريا : انك حقا كريم يا بني ، و هذا كثير علينا ، لا اعرف كيف استطيع ان ...
يوسف : انت مثل امي و اكثر ، لا تقولي مثل هذا الكلام ......كنت اريد ان اسألك عن شيء ما .....هل حدث و اعتذرت منك جويرية ؟
ثريا : لا ، على ان اذهب لان ابني ينادي ، اكلمك لاحقا !
انهى يوسف المكالمة و هو يشعر بالحنق لكذب جوري عليه ، ان اكثر ما يكره في هذه الحياة هو الكذب
خرج يوسف من مكتبه فوجد ليلى بانتظاره : اذا كنت ستتحدثين عنها ، فلا تفعلي !
ليلى : يوسف ، هل جننت ، لقد تماديت كثيرا في افعالك هذه ، ما الذي تحاول اثباته هنا ، لقد قالت انها قد اعتذرت بالفعل
يوسف : لقد سألت ثريا بنفسي ، و انكرت الأمر !
ليلى : لابد من وجود شيء خاطئ !
يوسف : انا ذاهب الى الشركة الآن ، اذا تحركت من مكانها سيكون عقابها عسيرا
امضى يوسف النهار بطوله في الشركة و نسي امر جوري تماما ، ان العمل هو ما يهمه حقيقة ، فانشغل به مستمتعا
اخذ هاتفه يرن كثيرا و لكنه لم يزعج نفسه بالرد ما ان رأى ان المتصل هو ليلى
بالطبع تريد أن تحدثه عن جوري لكي يصفح عنها و لكن لا
بعد ذلك بنصف ساعة دخل عمار و هو يلهث من الجري
عمار : منزلك ! ...لصوص ...، الشرطة هناك الآن !
يوسف و هو ينتفض : ما الذي تقوله ! .... عم تتحدث !
عمار : ان السيدة مصابة و تم نقلها الى المشفى
|