كاتب الموضوع :
اولا دي انا
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: دعوني و شأني /بقلمي nema
يوسف : لقد تعدى علي في بيتي ، هذا دفاع عن النفس ، اقتلوه !
ركضت جوري لتقف امام اندرو تحميه بجسدها : لا تفعل ، ارجوك لا تفعل !
يوسف من بين اسنانه : ابتعدي عنه حتى لا تتأذى !
جوري : لن اذهب معه ، اعدك اني لن اذهب معه ابدا ، اقسم انني لن اقابله مجددا
و لكن اتركه ، ارجوك
صمت يوسف فترة و تغيرت ملامحه من الغضب الى الحنق و الضيق ثم قال : خذوا ضيفنا الى المطار ، و ان حاول الاعتراض فاقتلوه !
اندرو : لن اخرج من هنا الا و هي مع....
قطع كلامه الصفعة التي وجهتها له جوري : كفاك حماقة !
نظر اليها اندرو بعينين ذاهلتين : اذا كان هذا ما تريدينه ، فسأذهب ، ثم وقع على ركبتيه ، فاحتضنت جوري كفيه و قبلتهما و قالت : لا اريد ان اكون السبب في موتك ، انت اعز علي من نفسي ، احبك ، و اقتربن منه و قبلت جبينه
فانتزعها يوسف بعنف : ارى ان تكفي انت عن حماقاتك ، خذوه بعيداً
رحل الرجال مع اندرو ، فالتفتت جوري بحدة الى يوسف : اريد الرحيل !
نظر اليها يوسف باستغراب : لقد اقسمت منذ قليل انك لن تذهبي
جوري و هي تنظر الى قدميه بحيرة : مخطئ ، لقد قلت اني لن اذهب معه
هل نسيت التوضيح ؟ ... لن اذهب معه و لكني سأذهب من دونه ، لن أقابله ، و لكني سأقابل غيره
ضحك يوسف على غير المتوقع : و كنت تدعينني مخادعا ؟
اري انه ينبغي لي ان اتعلم منك الخداع على اصوله ..... يا ابنة العم !
اقترب منها : دعيني اخبرك شيئا ، انت لن تخرجي من هنا الا عندما ارغب بهذا
جوري : لن تستطيع منعي ، ضحك يوسف بخفة : اهو تحدي ؟
ثم ابتعد عنها كأن الامر لم يعد يهمه و قال : اذهبا للنوم ، عمت مساءا ليلى و دخل مكتبه و اغلق بابه ، و زفر بقوة ، اه يا الهي كم اكرهها تلك الحمقاء ، لو لم تكن ابنة عمي لانهلت عليها ضربا ! ... كان يوما مرهقا و اراح يوسف رأسه على المكتب ، ليغفو قليلا
استيقظ على صوت طرقات عنيفة على باب مكتبه ، كان رأسه عائما فلم يستطع تمييز الكلمات ، ثم تبين بعض الكلمات المبهمة ،انها اخته تقول :يسف ، جوي ،نيو ،ليس، هرب ...
ثم انتفض ما ان استنتج ما كانت تقوله فركض و فتح الباب
ليلى : جوري ليست بغرفتها انها غير موجودة ، يوسف اتسمعني ؟
يوسف : ماذا تعنين بأنها غير موجودة ، أرآها احد تخرج من القصر ؟
ليلى و هس تبكي : لا لا ، نحن فقط لم نجدها ، لا اثر لها !
اخذ يوسف يبحث بنفسه مع الخدم في كل مكان و ذهب الى مكتب المراقبة ، لم تلتقط الكاميرات اي شئ ، فأخذ يبحث في الحديقة ، عله يجدها و لكن لا فائدة
يوسف : ابحثوا عنها في الطرقات المجاورة لا سيارة معها ، لذا لم تبتعد كثيرا
و لبس حذائه و خرج مسرعا ، لم يعد الا في العاشرة مساءا ، اي بعد خمس ساعات
و دخل متهدل الكتفين :لم اجدها ، لقد اختفت ، قال لليلى و هو يرتمي على اقرب مقعد
ليلى : ماذا تعني ، هل فقدناها مجددا ! …. لم يجب يوسف عليها فأخذت تبكي
اه يا يوسف لقد كانت تنتفض كلما ذكرت اياد امامها و تدعونا بالكاذبين
يوسف : و لم ذكرته امامها و انت تعلمين انها لا تحب هذا ؟
ليلى : لا اعلم ، انا لا اطيق البيت هنا ، اريد الرحيل ، اريد ان اكون بجانبه
يوسف : ليلى ، انا لست في مزاج لنواح الاطفال هذا ، اذهبي لتنامي
ليلى و هي تمسح دموعها : و انت ، الن تنام ؟
يوسف : سأفعل و لكن بعد قليل ، اذهبي انت لترتاحي ، ذهبت ليلى
و اخذ يوسف يفكر في الاماكن التي من الممكن ان تكون قد ذهبت اليها ، لقد ارسل جميع الخدم و الحراس ليبحثوا في كل طريق و جحر و زقاق
اندرو غادر البلاد ، و لم يأت اي من اخوتها الى مصر ، لقد استغل نفوذه ليعرف هذه المعلومات ، و هي لم تخرج كذلك ، اين ذهبت ؟
اخذ يفكر لساعات حتى شعر بالإعياء ، و اراد ان يخلد للنوم ، و لكنه كان يرى وجه اياد و هو يقول له ، انها غلطتك ، لقد ضيعت الامانة
نظر يوسف الى السماء طالبا العون ، يا الله ساعدني
عندها تناهي الى اذنه صوت موسيقي البان فلوت الحزينة بصوت خافت جدا
كان الصوت قادما من اعلى ، هل يعقل ؟
اخذ يوسف يصعد الدرج بسرعة ، حتى وصل الى العلية ، ثم الى السطح الذي كان فيما مضى مرتع لعبه هو و اطفال العائلة
اخذ يبحث بنظره فلم يرها ، و لكنه متأكد ان الصوت قادم من هنا ، اخذ يتقدم ، و يبحث و لكن الظلام كان حالكا و المكان كبير جدا ، ثم حدث ما كان يأمله !
لقد كانت هناك ممسكة بالة البان فلوت و تعزف مقطوعة شجية ، و لو لم يكن يوسف مضطربا الان ، لكان استمتع بها كثيرا
يوسف بهدوء مصطنع : هل لي ان اعرف ما الذي تفعلينه هنا ؟
توقفت جوري عن العزف و اسف يوسف لذلك فقد كان عزفها رائعا حقا
التفتت جوري اليه و كان الظلام حالكا فلم يستطع اي منهما رؤية وجه الاخر
بدأت جوري بالركض فجأة ، فأجفل يوسف و اخذ يجري ورائها ، و هو يفكر ، نعم للقصر سقف كبير جدا و لكن له نهاية و ان لم تنتبه فسوف تكسر عنقها لا محالة
يوسف : انتظري ، الى اين انت ذاهبة ؟
وصلت جوري الى الحافة
فقال يوسف : لا مكان لتذهبي اليه ، انه شاهق الارتفاع ، انتهت اللعبة !
جوري : انت مخطئ ، لقد بدأت للتو!
و قفزت من اعلى القصر بينما صرخ يوسف : توقفي !
|