كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 497 - وحدها مع العدو - آبي غرين ( الفصل الثامن )
امتدت امامها الأشجار والكروم وراحت تعدو بجوادها هذه المساحات الشاسعة في امبراطوية نيك ومن ثم انعطفت في الاتجاه المعاكس الى طريق بعيد عن المنزل باتجاه الحدود الفاصلة بين أراضيهما . وعندما ابتعدت بمافيه الكفاية خففت من سير الحصان وجعلته يهرول ببطء وسرعان ماسمعت عدواً وراءها . لطالما كانت تشعر بالحرية عندما تكون على صهوة جواد. في هذه الاثناء لم تحاول النظر الى الوراء خشية ان ترى علامات التهديد على وجهه. اخذ هواء المساء البارد يعانق بشرتها الحارة العارية , وثنيات الفستان راحت تلتف حول ساقيها وحولها بحسب حركات الجواد.ريحانة
شعرت بأن الجواد الأسود يصبح قربها ورأته يمسك لجام فرسها ويعمل على إيقافه في ارضه. وكان عليها ان تضغط بساقيها على ظهر الجواد لئلا تسقط عن ظهره.
قالت لاهثة " ما رأيك؟"
سألها بغضب " إلى اين أنت ذاهبة بحق الله؟"
فتحت مادي فمها واغلقته وتسارعت انفاسها بسرعة ولكنها ترفض ان يرهبها وجوده " انت تعرف الى اين نحن ذاهبان ؟"
رأت للحظة الكآبة تلوح على وجهه ولكن سرعان ما ذهب ذاك الاكتئاب وومضت عيناه وهو يقول " لن اذهب الى هناك معك"منتديات ليلاس
نظرت اليه بغضب وانتزعت من يده لجام الجواد " إذا اردتني .. إذا اردتني الليلة فسنذهب الى هناك"
خبا النفس في رئتيه إنما ليس بسبب الإرهاق لأنه من الداخل كان يشتعل, فهي تبدو خلابة, ومنذ لحظة دخولها الى غرفة الطعام وهو في حالة من الذهول, إنها اجمل من أية امرأة التقاها يوماً, وحينما رآها تهمّ بالخروج ارتعب كثيراً وجعله خوفه من ان تذهب , ضعيفاً.
ولكنه الآن ليس في حالة ذهول إذ قال مزمجراً" ماهذا الذي تفعلينه ؟ أهذه محاولة مثيرة للشفقة لتظهري نفسك خيالية شاعرية ؟ حسناً , انت تضيعين جهودك علي. اريدك في اقرب وقت إما في سريري او إذا اردت هناك في الإسطبل"
ضيقت مادي الخناق على الألم الذي تشعر به عندما كلمها بهذه القسوة , فهزت رأسها وامسكت لجام الجواد جيداً" هناك او لا مكان "
فجأة ادارت الجواد وعادت تحثه على المسير. راح نيك يلعن , نعم مايزال هناك بعض الضوء ولكنها معرضة للسقوط عن ظهر الجواد إذ قد يتعثر بحجرة هنا او شيء ما هناك. ولم يكن امامه غير اللحاق بها.منتديات ليلاس
عندما وصل الى البستان , شعر لأنه دائخ , لقد تجنب لسنوات عن وعي وعن لا وعي منه هذا المكان وكأنه مكان موبوء. كان جواد مادي مربوطاً الى شجرة صغيرة وكانت هي واقفة هناك, تنتظره , كما حدث في الماضي ولكنها اليوم امرأة ناضجة. كانت كتفاها عاريتين وشعرها كان يبدو في هذا الوقت من الغسق كالساتان الأسود.
|