كاتب الموضوع :
نجمه الصباح
المنتدى :
رومانسيات عربية - القصص المكتملة
رد: رواية .. خفقات هاربة .. بقلمي .. رقية سعيد .. الفصل الحادي عشر
السلام عليكم كيفكم بنات ... والله اسفة للتاخير بس النت ضعيف جدا اعذروني حبايبي
يلله نبدا بسم الله
الفصل الثاني عشر
........................................
الفصل الثاني عشر:
اليوم التالي كان حافلا بالعمل وألتحضيرات الخاصة بالزفاف .. ذهبت نور مع ندى إلى صالون التجميل وقد حاولت نسيان ما جرى ليلة أمس ولكن هيهات أن تنسى قبلته المكتسحة التي أنتهكت عذرية شفتيها بلا رحمة كما ينتهك العدو ارضاً لا يملكها.. أحست بالأحمرار يغزو وجهها.. ذاك الوقح كيف يجرؤ على تهديدها!! ..لا بل يتوعد كل من يحاول التقدم لخطبتها ..من يظن نفسه لكي يقتحم حياتها بهذا الشكل ...ستحتمل وجوده اليوم فقط من اجل ندى واحمد لكن بعد ان ينتهى الزفاف ستتحدث مع ابيها بشأن العمل معه و ستحاول التملص وإيجاد حجة ما لعله يصدقها.
عند وصول أحمد ليصطحب عروسه الى القاعة التي سيتم فيها الحفل ... لم يصدق ماتراه عيناه!! كانت ندى تشع جمالاً وتألقأً كأنها قمر يضيء في سماء حالكة السواد لم يبعد عينيه عنها وهو يتقدم للأمام ...
أخيراً جاء اليوم الذي ينتظره بشوق، لقد ارهقته تلك الحسناء المشاغبة طيلة تلك الفترة ..شعور عجيب يكتنفه كلما نظر لعينيها.. شعور اقرب للتملك.. للحمايه.. للاحتياج.. لا يعرف ماهو بالضبط لكنه شعور لذيذ يمد قلبه بالسعادة ويغذيه بالطاقه.. لم تكن ندى مجرد حبيبة اختارها لنفسه في لحظه جنون.. وليست حباً عابراً ...
كلا!! إنها اكبر من هذا بكثير ..لقد تأكد من شعوره المتنامي تجاهها .. كل يوم.. كل لحظه.. وكل دقيقه ..برغم طيشها وتهورها ألا أنها كانت تشعره بالبهجه والفرحة .. فشقاوتها وعفويتها هما اكثر ما كان يجذبه إليها خاصه وانه قد تقرب منها في ألايام ألاخيره وادرك وتلمّس مدى برائتها ومدى هشاشتها وعرف ان هذه الهاله من البرود واللامبالاة ماهي الا قشرة خارجيه تحيط نفسها بها بدافع الحماية.. لكن من اي شيء تحمي نفسها؟؟
هذا ما سيعرفه ويكتشفه ..سيكسر ويخترق هذا البرود... لا بل سيتلذذ بأختراقها واذابتها على مهل.. بعد الزواج.. عندما تكون ببيته وبين احضانه الدافئه.. عندها سيسقيها ويعلمها معنى العشق والغرام.. وسيجعلها تتنهد وتتوسل وهي تطالبه ان يبادلها حبها..
تقدم إليها بينما اصوات الزغاريد والموسيقى تلفه من كل جانب.. لكنه لم يعبأ بأي شيء..امسك راسها ..قبّل جبينها وهو يهمس.." مبارك حلوتي " ..
شعرت بأن الارض تميد تحت قدميها ما أن وقعت عيناها على هيئته الرجوليه الحادة وهو يرتدي بذلته السوداء التي زادته وسامة ..فغزى الاحمرار وجهها وهي تتساءل كيف ستكون معه بعد قليل.. في مكان واحد...
---------
حاولت أن تتجنبه قدر المستطاع لكن عيناه كانتا تتبعانها أينما ذهبت دون هوادة ..
البليد عديم التهذيب !! كيف يجرؤ على النظر إليّ بهذه الطريقة ؟ تساءلت بسرها.. لكن يبدو أن حازم غارق في افكاره وهو يرمقها بلا كلل أو ملل وكأنها الوحيدة الموجودة في قاعة الأحتفال!
واقف كالأبله ينظر لها محدقاً في محياها الفاتن.. كانت ترتدي فستاناً من الحرير الأخضر يضيق من الصدر والخصر ثم يبدا بالأتساع .. يحتوي على ورود سوداء صغيرة على جانبي الصدر.. و يزيّنه حجاب من نفس اللون ..
لا يستطيع أن ينسى طعم شفتيها العذب ..كلما تذكرها احس بالنيران تندلع بقوة في ارجاء جسده.. لكن ما ان يعاود التفكير بكلماتها التي القتها على مسامعه حتى يتجهم وجهه.. يجب ان يفهم لما هذا الكره والحقد الذي يراه في عينيها؟؟ وبماذا تتهمه هذه الساحرة الصغيرة؟؟ وقد باتت الحقيقة قريبة جداً، فما ان تعمل معه سيكون هناك الكثير من الفرص ليفهم منها كل شيء..
ماذا تعتقد تلك الصغيرة؟؟ اتقول كلامها وتتهمه وتفر بجلدها هاربة منه؟؟ كلاّ!
نور!! لن يحدث ذلك وسترين..اين ستهربين مني يا فاتنتي.. فانا قدرك المحتوم فإرضي بذلك او لا ترضي ففي الحالتين انتِ لي ..
تمتم بهذه الكلمات وعيناه تتبعانها بعناد اينما ذهبت ...
--------------
توجها الى احد الفنادق الراقية التي حجز بها احمد لليلة واحدة، ثم بعد ذلك سيسافران في الصباح الى احدى الدول الاوربيه لاستكمال شهر العسل
بعد سلسلة من النصائح التي لم تبخل بها والدتها الحبيبة الحاجة فاطمة و التي استمعت لها ندى وهي تهز رأسها بحرج فيما الأحمرار يتصاعد لوجهها شيئا فشيئاً، وهي تتمنى أن تنتهي بسرعة من هذه النصائح المخجلة ..
تأبطت ذراعة بخجل شديد و هما يخرجان من المصعد ليدلفا الى جناحهما لكن على حين غرة رفعها بقوة لتشعر بنفسها و هي تطير في الهواء و تسمع همسته
- كنت افكر واحلم بعمل هذا منذ وقت طويل!
فتح باب الجناح بصعوبة ثم اغلقه بقدمه.. تقدم الى وسط الجناح الذي كان يضم غرفتين كبيرتين.. الأولى كانت عبارة عن صاله كبيرة والاخرى كانت غرفة للنوم ..
انزلها ببطئ وعينيه لاتحيدان عن وجهها المورّد
نظرت له بدهشه وهي ترمش بارتباك .. بينما قلبها يقرع كالطبول وهي تفكر ماذا يفعل هذا المجنون
تخلص من سترته والقاها باهمال على الاريكة المجاورة له.. تبعتها ربطة عنقه بينما قام بحل الأزرار الأولى من قيمصه ورفع كميه مظهراً ساعديه القويان ..وهو ينظر لها بنظرات ذئب جائع قد وجد غنيمة دسمة.. ابتلعت ريقها، وهي تراقبه يتخطاها ويتجه نحو مسجل الصوت ويقوم بتشغيل موسيقى هادئه
التفت مبتسماً نحوها بأبتسامة عريضة اظهرت صفين من اللؤلؤ الابيض، وهو يقترب منها ببطئ مستفز.. يلتهمها بنظراته الجائعه والتائقة لها .. فها هي مهلكته ومعذبته بين يديه تنظر له بعينيها العسليتين نظرات خائفة ومستنجدة ... افقدته البقية الباقية من تعقله لكن سيكبح تلك الرغبة الجامحة التي تلح عليه بان يمسك وجهها و يغرقها بالقبل المحمومة .. سيصبر بعض الوقت فقط كي لا يخيفها من كم المشاعر التي تعصف بقلبه التي لو اظهرها ممكن ان تجعلها تفرهاربةَ منه ..
عند اقترابه بدأ نبضها بالقفز من جديد لكن بقوة اكبر، فما كان منها سوى أن تتراجع إلى الخلف متعثره بفستان زفافها المنفوش ..
هو يتقدم ..وهي تتراجع.. يتقدم.. وتتراجع إلى أن انتهى بها المطاف بأصطدامها بالجدار، فرفعت يديها تضعهما على قلبها لتهدّأ من ضرباته المتسارعة، بينما يتصاعد الاحمرار جلياً على وجهها وهي تقضم شفتها بتوتر وتقول بانفاس متقطعه
-ماذا. .هناك !؟
امسك كفها الصغير يزيح قفازها الأبيض يرميه خلف ظهره بأهمال وهو يثبت نظراته المشعة على عسل عينيها الزائغه رفع يدها لفمه يلثمها بقبلة طويلة طالت اكثر من الازم ثم ابتسم لها ابتسامة أضاءت وجهه الوسيم
-هل تسمح عروسي الجميلة بهذه الرقصة
لم ينتظر جوابها وهويسحبها من خصرها ليراقصها ويدور بها عبر ارجاء الغرفه برقصات دائريه بطيئة، لكن تنفسها المتقطع فضح ارتباكها، وحمرة خديها اظهرت خجلها الفطري ..
تعمدت ان تدوس على قدمه عدة مرات لكن عبثاً كانت تحاول، فهو كان يبتسم لها وكأن شيئا لم يكن.. لا بل ازدادت لمساته جرأة، وهو يداعب ظهرها صعوداً وهبوطاً مركزاً عينيه على شفتيها الشهية المطليه باللون الاحمر الناري..
مال برأسه يريد أن يلتهم هذه الفاكهة الطازجة التي مهما تذوقها لن يشبع منها أبداً، بينما راحت تنظر له كالمنومة غير قادرة على اخراج حرف واحد من فمها الصغير .. لكن طرقات خافته على الباب هي من قطعت عليهما هذه اللحظة الحميمية .. فقال لها وهو يغمزها و يباغتها بقبلة سريعة على شفتيها النديتين
-ثواني.. وسأعود يا حبي لنكمل ما بدأناه
عند اختفاءه من امامها، اطلقت النفس الذي كانت تحبسها بصدرها، وتأوهت بصوت خافت وضع يدها على جبينها الساخن تشعر بالدوار والحرارة تسري باوردتها، وهي تفكر بالافعال التي يقوم بها هذا الوسيم المستبد الذي يعبث بقلبها البكر ايّما عبث! ابتلعت ريقها تتخيل فيما ينوي أن يفعله معها بعد قليل تصاعد الاحمرار ليغزو وجهها الخمري بالكامل بينما اسرع عقلها بالتخطيط والتفكير في كيفية التخلص منه..
توجهت الى غرفة النوم وهي تلملم اذيال فستان الزفاف، وتدخل بسرعه جنونيه لتدير المفتاح وهي تتنفس الصعداء.. وضعت يدها على فمها تكبح ضحكة مرحة من الخروج وهي تمتم بخفوت
-لنرى ماذا ستفعل الأن سيد احمد!
توجهت نحو الحقائب الموجوده في الغرفه، والتي وضعت بعناية قرب السرير.
كانت تحتوي على ملابس النوم بالاضافة للملابس الداخلية وملابس اخرى خاصه للسهرات والخروج ...
اخرجت منامه حريرية بلون العسل. كانت عبارة عن قميص قصير جداً يضيق من منطقه الصدر بفتحة دائرية تظهر اكثر مما تخفي.. نفخت بضيق، وهي تلوي شفتها بامتعاض و تتمتم
-يا الهي ماهذا كيف يُلبَس هذا الشيء المسمى بقميص نوم؟! لكن حسناً.. سالبسهُ على اية حال، فهو لن يراني !
توجهت لتاخذ حماماً منعشاً ..عطّرت حوض الأستحمام بعد أن ملائته بالماء بمختلف العطور العبقة برائحة الزهور التي ساعدتها على الأسترخاء بعد نهار طويلٌ متعب
عاد الى الداخل وهو يسحب عربة الطعام خلفه، وما ان جال بعينه حتى ادرك اختفائها توجه الى باب الغرفه ليفتحه، فتفاجأ به مغلقاً من الداخل.. طرق الباب بخفوت وهو يقول
-افتحي الباب يا حبي العشاء جاهز.. تعالي لنأكل سوياً!
قالت وهي تلقي نفسها بين الشراشف وتغرق في ملمسها الناعم،وقد تسلل النعاس لعينيها الجميلتين
-اسفه حبيبي لا اشعر برغبة في الأكل.. كُل انتَ وحدك ..ثم اضافت وهي تبتسم بمرح
- اها ..ولا تنتظر ان افتح الباب لاني سأنام وحدي .. نم انتَ في الصالة.. تصبح على خير
اتسعت عيناه دهشه مما يسمع، فعاود الطرق بقوة اكبر
-افتحي ندى افتحي حبيبتي اعدكِ لن افعل شيئا يزعجكِ.. فقط اريد النوم على السرير هيا حبي.. قلبك لن يطاوعكِ ان تدعيني انام هنا هلى الاريكه كالمنبوذين
قالت وهي تتثاءب وتتجاهل كلامه وكأنها لم تسمع شيئاً
- تصبح على خير اراك غداً!
تمتم من بين اسنانه
-هيا ندى افتحي ولا تدعيني اظهر لكِ وجهي الاخر!
لم يسمع جواباً، اذ يبدو ان عروسه العتيده قد غطت بسبات عميق ..
ظل يذرع ارجاء الغرفة جيئة وذهاباً ليجد مخرجاً من هذه الورطة التي وضعته بها تلك الفتاة المجنونة.. هي لا تعرف كم خطط ورسم احلاماً بخياله لاجل هذه الليلة، فتأتي هي وبكل بساطة تفشل مخططاته!
كلا ندى ليس احمد من يستسلم بسهولة .. فجأة خطرة له فكرة جعلت ابتسامة لعوب ترتسم على شفتيه وهو يوجّه انظاره الى الباب المغلق و يتمتم بخفوت
-حسناً حبي سنرى من سينام على الاريكه الليلة..
اتصل بخدمة الغرف وهو يطلب نسخة اخرى لغرفة النوم بحجة اضاعته للمفتاح بغير قصد .. ليأتيه اخر بخلال ثوانٍ...
فتَح الباب امامه بكل سهولة وكأنها مغارة مملوءة بالذهب ..كلا! انها اغلى من الذهب والماس فكر بسره وهو يدخل بهدوء و يدلف الى الداخل بحرص شديد ..
ما ان وقعت عيناه عليها حتى اتسعت دهشة مما رأى، فقد كانت تنام بعمق... ملامحها الفاتنة مسترخية بينما شعرها الغجري ينتشر حول الوسادة بهمجية لذيذة ..فيما انحسر الغطاء الحريري مظهراً قدر كبير وسخي من نحرها المرمري و مقدمة صدرها العارم..
ابتلع ريقه بصعوبة بينما تصاعدت الدماء الساخنة الى رأسه بقوة مفجرةً براكين الرغبة بداخله لهذه المخلوقة التي بدت كأنها حورية من زمن الأساطير..
اقترب ببطء الى أن وصل اليها ركع على احدى ركبتيه وعينيه تتجولان على ملامحها الفتية المسترخية بطريقة لذيذة ..ارتفعت احدى يديه لتبعد خصلة من شعرها الحريري عن خدها الايسر ..همهمت وهي تبعد يده عنها ..ابتسم لها بحب وهو يقول بصوت متحشرج وخافت
-حبيبتي حتي وهي نائمه تبقى مشاغبة وشقية
لم يستطع منع نفسه من تقبيل هذا الثغر المنفرج الذي يدعوه بلا هوادة لتقبيله انخفض راسه يلبي هذا النداء الروحي الذي شعر به .. بالكاد لامس شفتيها الناعمتين حتى احست به وقد اتسعت عيناها وهي تبعده عنها بخوف وتتراجع للوراء بينما يديها تسارعان لتغطيه ما ظهر منها ..
كانت عيناه تلتمعان كعيني قط بري حظي بوجبة دسمة ..ينظر لها بلهفه ورغبة واضحة قالت بانفاس متقطعه
-لكن .. لكن ..
قاطعها بصوت متحشرج
-لم تفهمي بعد انه لايوجد أي شيء في الكون سيمنعني عنكِ.. ويحول بيني وبينكِ!
امتدت يده لتلمس وجنتها، فابعدتها بسرعه وقلبها يخفق بجنون بينما يتصاعد الاحمرار ليغزو وجهها بالكامل، وهي تلف وتحكم الغطاء على جسدها الشبه عاري و تقول بصوت مرتبك ومتعلثم وقد قررت ان تتخذ اسلوب الخوف والبكاء
-أرجوكَ ..اتركني لا اريد ارجوكَ لا تؤذيني انا ...انا....
انفجرت بالبكاء المرير مع شهقات عالية كأنها طفلة اضاعت لعبتها المفضلة وهي تنظر اليه من بين اطراف اصابعها وتزيد من حدة بكاها ..
بهتت ملامحه وهو ينظر لها باستغراب، بينما حاول أن يلمس شعرها ليهدّىء من روعها، فما كان منها سوى أن تعود الى الخلف بذعر وهي تهز رأسها بقوه بينما دمعاتها تتساقط بغزارة آلمت قلبه الهادر بقوة قال لها بصوت مهزوز وهو يرفع يديه بأستسلام
-اهدئي حبيبتي لا انوي ايذائكِ.. فقد اهدئي واطمئني!
ارتخت ملامحها وهي ترمش بعينيها العسليتين وتهز رأسها ايجاباً، وقد اطمئنت قليلاً فيبدو أن خطتها تسير على مايرام..
قالت بصوت خافت ونبرة عذبة فعلت بقلبه الأعاجيب
-عدني انك لن تفعل شيئاً يؤذيني
نظر لها لعدة دقائق وقد شعر بخيبة الأمل .. تنهد بخفوت وهو يقول بأستسلام
-اعدك حبيبتي لن أفعل شيئاً لاترغبين به..
وقف فجأة وهو يمرر اصابعه بشعره الكثيف بعصبيه بدا وكأنه يصارع بداخله شيئ ما التفت ينظر لها وهو متجهم الملامح قائلاً بحده بعد فترة طويله من الصمت
- سآخذ حماماً واعود لن اتاخر .. ثم رفع اصبعه محذراً
-اياكِ والتحرك من مكانكِ، أفهمتِ؟!
هزت رأسها بوداعة وقد انتشر شعرها الحريري على جانبي وجهها فبدت بنظرة شهية وبريئة بطريقة موجعة تسببت بالتواء حاد بامعاءه .. نظر لها ملياً وهو يكبت رغبة مجنونة تلح علية بتقبيلها حتى لو كان رغماً عنها وليضرب وعده عرض الحائط ..هز راسه بيأس وهو يستدير ليدخل الى الحمام بأستسلام ..
راقبته وهو يختفي من امامها غاضباً ومتجهماً، و لاحت ابتسامة شقيه على شفتيها..
هبت واقفة لتسارع بارتداء الرداء الخاص بقميص نومها وان كان الرداء شفافا ايضاً لكن ما باليد حيلة..احست بقدومه فأسرعت لتأخذ مكانها على السرير وهي تلف حولها الشراشف الحريرية..
استدار ياخذ مكانه بقربها وهو مقطب الجبين ..تمددت وهي منكمشه على نفسها في الجهه الاخرى تنظر له بريبه ووجهها محتقن لرؤية صدره العاري فلقد اكتفى بلبس البيجامه فقط بينما ظهر صدره وجذعه الأسمر امام عينيها فاخفضتهما بأرتباك بينما دقات قلبها تكاد تصم اذنيها .. تغلغلت الي انفاسها رائحته الرجوليه العبقة المختلطه بعطر غسول الاستحمام لتشتت تركيزها اكثر وهي تتنفس بصعوبة.
سحبها وهو يضع يده تحت رأسها والأخرى يلفها حول خصرها لتقاوم في بادئ الامر إلا ان صوته الهامس طمأنها وهو يقول
-نامي حبيبتي لن يحصل الا ما تريدينه.. لقد وعدتك بذلك ولست ممن يخلفون وعدهم استكانت بين احضانه الدافئه وقد احست براحة غريبة ..تسلل النعاس لعينيها شيئاً فشيئاً بينما كان احمد يغلي كالبركان الثائر وجسده يشتعل بلهيب حارق ..
كيف لا يحترق، وبين احضانه زوجته المحرمة عليه وهي شبه عاريه بينما رائحتها المسكرة اتخمت انفاسه وبشرتها الناعمه تحتك بجسده اللاهب بدون رحمة ورأفة بحاله؟!! يده تلمس جسدها الغض اللين بلمسات ناعمة .. لم يستطع منع نفسه من استنشاق عطرها بعمق وهو ينثر قبلاته الرقيقه بهدوء على شعرها وجبينها المستريح على رحابة صدره ..
بعد فترة طويلة من الأنهاك الجسدي والنفسي الذي شعر به سحب ذراعه ببطئ بعد ان تاكد من نومها ..توجه الى الحمام ليخمد النار المشتعله في جسده ... بقي يقف فترة من الزمن تحت المياه البارده وهو يستند بيديه على الحائط...
ويتمتم "اه يا امي ليتك تعلمين بحال ولدك ألان... اكيد كنت ستقولين لقد اصابتكَ عين النسوة بالحسد ...يا لحظكَ التعس يا احمد.. اين كان مخبئ لكَ كل هذا؟!"
------------------
تمطّت ببطء، وهي تشعر بدفئ لذيذ يلفها..
رفرفت باهدابها و فتحتها ببطئ لتتصطدم بعينين حمراويتين تنظران لها بنظرات غامضه..
ارتبكت قليلا وهي تتذكر ما جرى مساءاً،.
كان أحمد شبه مستلقٍ على جنبه، يتّكأ على ذراعه، فقالت بمرح وهي تبتلع ريقها بصعوبة
-صباح الخير
قال بعبوس وكأنه طفل غاضب
-صباح الخير
قالت وهي تلمس ذراعه على استيحاء
- ماذا بكَ احمد الم تنم جيداً؟ !! عيناك حمراويتان!
تنهد بحرقة وهو يشعر بملمس اصابعها الرقيقة على ذراعه.. كانت بمثابة صعقة كهربائية تشحن جسده بالطاقة , قال وهو يطلق زفيراً يائساً
-لم اذق طعماً للنوم!
لوهلة شعرت بالذنب تجاهه لكنها تماسكت وهي تسأله ببراءة
-لكن ..لماذا ؟
تنهد بنفاذ صبر وهو يبعد الغطاء عنه ليستدير الى الجهة الاخرى وهو ينزل قدميه ارضاً ويوليها ظهره
- لاتهتمي هيا سأخذ حماماً قبلك واغير ثيابي لنفطر ثم نلحق بالطائرة
لم يسمع جوابها وهو يقف ويتجه الى الحمام ويغلق الباب بعنف
بقيت فترة تحدق بالباب المغلق وهي تستمع لصوت انسياب المياه. احست بالعجز ورقّ قلبها له.. لاتعرف لما فعلت ذلك ليلة امسـ لكن كل ما تعرفه انها شعرت بالخوف والنفور عندما اقترب منها ولمسها
--------------------------
دخلت الى غرفة والديها وهي تقدّم خطوة وتأخّر خطوة. كان والدها لا يزال جالساً على سجادة الصلاة يقراء القرآن. تنحنحت بحرج لتعلمه بوجودها ...أنهى والدها قراءته بخشوع والتفت مبتسماً لها وقائلاً
-تعالي نور اقتربي يابنتي! ..
ابتسمت ببراءه كطفلة صغيره
جلست بقربه وهي تقبل يده وتقول
-تقبل الله ابي!
اجاب وهو يمسح على راسها
-منّا ومنكم صالح الاعمال ...والان لنرى ماسبب هذه الزيارة الجميلة؟
ابتلعت ريقها وهي تطرق راسها ارضاً لكي لا يشاهد والدها معالم وجهها التي غزاها الاحمرار
-ابي انه بخصوص العمل مع حازم..
اجاب بتساؤل
-الم نحسم الامر ووافق حازم على عملك معه ماذا هناك الان ؟؟
اجابت بارتباك
-ابي انا لااريد العمل معه!
قطب بعدم فهم فاسرعت تكمل كلامها
-اقصد لا اريد ان ابدًا العمل بهذه الطريقة اريد أن اعتمد على نفسي ارجوك ابي افهمني!
قال والدها بصبر
-اسمعيني جيدا نور انا لا افهم ماسبب رفضكِ العمل معه؟
همت بالرد الا انه اسكتها وهويقول
-ولا تقولي لي أنكِ تريدين الاعتماد على نفسك لانه عذر واهي.. اخبريني ماذا لديك ضد حازم لما لا ترغبين بالعمل معه؟ اعطيني سبباً واحداً مقنعاً وانا اعدكِ بانكِ لن تعملي لديه
ابتسمت بشحوب وهي تفكر ماذا اقول له.. يا إلهي ..عن اي شيء اخبره! هل اخبره عن قبلته المتوحشة ...ام عن ذنب محمد.. ماهذه الورطة التي وضعت نفسكِ فيها يا نور يبدو ان لا مفر لك من القبول....طال صمتها لتسمع والدها يقول بهدوء
-هل الجواب بهذه الصعوبه؟ ..اذن انسي امر العمل.. لن تعملي لا مع حازم ولا مع غيره هل هذا ما تريدينه؟!
قالت بسرعه
-كلا ابي ليس هذا ما اريد ..حسناً ساوافق على العمل معه لكن لا تلمني اذا لم يعجبه عملي
ابتسم بحنو وهو يقول
-كلا انا متأكد من ذكاء ابنتي الصغيرة.. لن تكوني مصدر شكوى ابداً
خرجت من غرفة والديها وهي تجر اذيال الخيبه، اذ يبدو ان لا مناص من العمل معه حسنا ستعمل وتحاول قدر المستطاع نسيان كل ماجرى اجل هذا هو الحل النسيان لتجيب نفسها بسخريه وهل تستطيعين....!!
--------------------------------
اوصلها حسن الى الشركة التفتت له وهي تهم بفتح باب السيارة ..
- الن تأتي معي الى الداخل؟
قال وهوينظر لساعته
-كلا نور لقد تاخرت جداً على العمل، اذهبي انتِ وعند انتهاءكِ اتصلي لآتي واقلكِ
اومأت بصمت وهي تخرج من السيارة ..وقفت على الرصيف تراقب ابتعاد اخيها الى ان اختفى عن مرمى عينيها. عدّلت من وضع حزام حقيبتها على كتفها وهي تسير ببطئ وتدلف الى الداخل بينما قلبها ينبض بقوه..
هذا ليس عدلا ابدا ان تقضي نصف النهار وهي تراه امامها قلبها!! لن يحتمل هذا العذاب!! تنهدت بيأس وهي تحاول ان تتناسى قبلته الجامحة، لكن رغما عنها تصاعد الاحمرار لوجنتيها وهي تتمتم بخفوت اتمنى ان يكون قد نسي ذلك الموقف ..
دخلت الى السكرتيره التي رحبت بها حال وصولها وطلبت منها الأنتظار قليلاً ريثما ينتهي من اجتماعه.
جلست بصمت وهي تمسّد ثوبها الصيفي بلونه الاصفر الشاحب الذي التف حول جسدها الطفولي بينما ارتدت حجاباً ابيض اللون اظهر حمرة وجنتيها النديتين.
بعد فترة ليست بالقصيرة، فُتح الباب ليخرج منها شخصين ودعهما حازم ليستدير ويعود الى الداخل لكنه تسمّر ما ان وقعت عيناه عليها.. احس بموجة من المشاعر تعصف قلبه بقوة .. مشاعر لم يختبرها من قبل ولم يعرفها الا معها .. اشاح بعينيه بعيداً عنها بصعوبه وهو يجلي حنجرته و يقول للسكرتيرة بصوت رزين رغم البراكين الثائرة بداخله
-اتبعيني
دخلت السكرتيرة بسرعه وعادت بعد دقائق وهي تقول لها
-تفضلي انسة نور السيد حازم بانتظاركِ!
ابتلعت ريقها بصعوبها وقد اخذت قراراً بأن تعامله ببرود وحزم.
طرقت الباب بخفوت وما ان دخلت حتى احست بنظراته الثاقبة وهي ترمقها بجوع
وقف يحييها وهو يمد يده و يقول ببشاشه ولهفة وكأن شيئاً لم يكن، مما جعلها تشعر بالانزعاج اكثر وهي تتسائل كيف يجرء على معاملتها بهذه الأريحية!
-اهلاً اهلاً ..كيف حالكِ؟
قالت ببرود واقتضاب واناملها تحفر عميقاً بجلد حقيبتها وهي تمسكها بقوة، بينما تعمّدت ان تتجاهل يده الممدوده
-الحمدلله
لم يظهر انزعاجة من تجاهلها وبرودة لهجتها معه، يبدو ان الأيام القادمة ستكون مليئة بالأمور المسلية فكر بهذا وهو يشير على المقعد ويقول
-تفضلي بالجلوس نور لما انت واقفة؟!
قالت بصوت خرج حاداً
-بل ناديني..انسه نور من فضلك ِ
اندهش من حده صوتها ورفع حاجبيه، وهو يعيد اسمها و يشدد على كلمة انسة
-آسف ..كما تحبين انسه نور!
جلست بصمت وهي تختلس له النظرات كان يبدو قوياً ومسيطراً ..بالأضافه لجاذبيته ووسامته الساحقه.
قال لها وهو يركز نظره على الأ وراق التي امامه
- دقائق واكون معك
نظرت له بطرف عينها .. تأملته ببطئ كان يرتدي بذلة رجالية سوداء اللون مع قميص باللون نفسه مظهراً جسداً رياضيا ًمتناسقاً ...رائحة عطره كانت تفوح في المكان البارد بفعل جهاز التبريد .. ارتجفت رغما عنها وهي تسحب نفسا عميقا ، يبدو انه لاحظ ذلك، اذ قال لها باهتمام
-انتِ ترتجفين هل تشعرين بالبرد؟!
قالت وهي تهز رأسها بقوة
-كلا .. انا بخير
صمتت قليلا، ثم قالت بصرامة اثارت بداخله الاعجاب لهذه المخلوقة الهشة التي تحاول ان تظهر بمظهر قوي وواثق
- اُريد اخباركِ بشيء قبل ان ابدأ العمل لديكِ.. لكي تعلم فقط..
رجع بجلسته الى الوراء و هو يتكأ بجسده على ذراع الكرسي الجلدي وينظر لملامحها العابسة الغاضبة بطريقة زادتها فتنة فوق فتنتها وجمالها قال بهدوء
-تفضلي انسه نور كلّي اذان صاغية؟
لم تعجبها نبرة صوته بدا لها كأنه يسخر منها لكنها تجاهلت الامر وهي تقول بكبرياء
-اريدكَ ان تعرف باني قبلت العمل معك فقط من اجل اخي وابي لانهما الحّا على بذلك ولو كان الخيار لي فانا لن اعمل معك حتى لو كانت حياتي تتوقف على ذلك!
لم تكن تعي ان كلماتها كانت تتساقط كالسهام على قلبه العاشق ليتدفق نزيف دمه فتمتلىء روحه بالمرارة..
قال بهدوء وهو يرسم على ملامحه الجدية والبرود
-حسناً انسه نور، هل هذا هو كل ما ترغبين قوله ام هناك شيًئا اخراً؟
قالت وقد احمرت وجنتيها بشده
-اجل هناك شيئاً اخراً ..احذركَ من التمادي معي في الكلام .. تعاملي سيكون فقط في حدود العمل ومع سكرتيرتكِ، واذا صدر منك اي امر خارج عن نطاق العمل فانا ساخبر والدي واخي بذلك .
قالتها بطفوليه بعثت الأبتسامة لشفتيه.. الأمر الذي زاد من حنقها فقالت بغضب وعينيها تلتمعان بصرامة
-ما المضحك بالامر؟!
قال وهو يكبح ابتسامته ويسعل بخفه
-كلا.. لا شيء! حسناً انسه نور، لكِ ما تريدين سيكون تعاملنا عملياً جداً ..هل لكِ اي طلبات اخرى ؟
قالت وهي تقطب جبينها ببرود
-كلا للأن لايوجد اي شيئ.. لكن لو تذكرت ساخبركَ!
اجاب بابتسامة واسعه لم يستطع اخفائها هذه المرة ابداً
.-حسنًا ...الان سأعرفك بطبيعه عملك
بدأ بافهامها كل ما يجب ان تفعله، وهو سعيد بهذا الانجاز العظيم الذي حققه.. لا بأس ان تكون في البداية متمردة وعنيده .. لكنه لن يستسلم ابداً، وسيثبت لها احقيّته بها رغماً عنها لو تتطلب الامر
اومأت بانزعاج وهي تكاد تشد شعرها من بروده وعدم مبالاته وابتسامته السمجه المغرية التي يرميها بكل ثانية لتبعثر دقات قلبها من جديد.
عند انتهائه من الكلام، انتظر لتعلق لكنها بقيت على صمتها
اكمل، وهو يقول
-حسناً.. لكِ مكتبكِ الخاص الذي سيكون مجاوراً لمكتبي ليصبح العمل اكثر سهولة وسرعة.
كاذب !!
قالها بسره انت تريدها قريبة منك لكي يتسنى لكَ مشاهدتها كل ثانيه كل دقيقه ..
اجل وماذا في ذلك هل تعتبر جريمة اذا دافعت وقاتلت لافوز بقلب من احب واتقرب منها ؟
اجاب مبرراً تصرفاته ..ليعود وينهر نفسه مرة اخرى ..هل هذه هي الثقة التي وضعها فيكَ احمد؟
نظر لها وهو يمعن التركيز في فمها الكرزي، واخذته الافكار الى تلك القبلة اللذيذة التي تذوق بها شهدها الصافي. ابتلع ريقه بصعوبهـ وهو يفكر ستكون الايام القادمه.. صعبة جداً!! ليكن الله في عونه!! فكيف سيصبر على قربها الذي يلسعه كما النار الحارقه .. افاق من شروده على صوتها الرقيق وهي تقول
-استاذ حازم متى ابدأ العمل؟
قال لها وقد التمعت عيناه بفرح وهو يسمع اسمه من بين شفتيها النديتين كم يود ان يلتهمهما بلونهما الطبيعي الذي يطير بصوابه كلما نظر لها ..
استغفر ربه بسره وهو يبعد عينيه عنها بصعوبه بالغه، ليقول بصوت متحشرج وهو يقف
-اليوم .. سأريكِ بنفسي مكتبك وستقوم السكرتيره بتعليمكِ ماعليكِ فعله، وغداً ان شاءلله تبدأين بالعمل
قالت بحده لتوقفه
- كلا لاحاجه لتريني المكتب بنفسكَ ..فلتقم سكرتيرتكَ بهذه المهمة
قال وهو يرفع احدى حاجبيه ببرود بعث الغيظ لها
- اسف انسة نور... سكرتيرتي لها اعمال مستعجله تقوم بها، لذا لا يوجد غيري امامكِ ليقوم بهذه المهمة
قالت بنفاذ صبر
- الا يوجد موظفة اخرى غير سكرتيرتكَ ؟
اجاب بإقتضاب و بنفس النبرة البارده
- كلا!
لم تجد ماتقول فلقد اغلق الطريق عليهاـ لن تستطع التملص منه..
اومأت بصمت وهي تتبعه خارجاً ..
دخلا مكتباً جانبياً ملاصقاً لمكتبه ..صغير بعض الشيء وحميمي... يحتوي على مكتب من خشب الماهجوني بني اللون ... مع جهاز محمول موضوع فوقه بعناية... بالاضافه الى نافذة جانبية تطل على الشارع ..
جلس على طرف المكتب عاقداً ذراعيه، يراقب تعابير وجهها التي يبدو فيها الإعجاب بالمكان واضحاً..عيناها كانتا تبرقان ببريق يخطف الانفاس، وهي تتجول في الانحاء بنظرات مقيّمة، قال لها بحنان جارف
-مارايكِ؟ هل أعجبكِ؟
اجابت بلامبالاة زائفة دون النظر اليه
-لا بأس به !
احس بخيبة الامل من ردها الجاف والمقتضب لكن ماذا كان يتوقع .. بقي فترة وهو ينظر لعينيها اللتين تدوران في ارجاء الغرفة ببرود كانت تشعر بنظراته لكنها تدعي اللامبالاة قالت بنفاذ صبر
-متى ستبدأ سكرتيرتكِ بتعليمي ما يجب فعله؟
وقف وهو يعدّل ياقه قميصه بحرج، فقد شعر بانها انزعجت من طول فترة تحديقه بها فقال وهو يجلي صوته
-الان اذا كنت تريدين ؟
جلست مع سكرتيرته التي تعرفت عليها واصبحتا صديقتين، وقد اعجبت نور بها كثيراً، فقد كانت طيبة جداً وبشوشة الوجه، لم تبخل عليها باي معلومه واجابت عن جميع اسئلتها بصبر وتأني ..
كانت تستمع لها بتركيز وهي تتمنى ان توفق بعملها، وقد اخذت قراراً لا تراجع فيه.. بالابتعاد قدر الامكان عن ذلك المغرور المتعجرف!
-----------------------
اعتاد في اليومين التاليين على تجاهلها ومعاملتها بلا مبالاة .. يخرج منذ الصباح يتركها وحيدة في الفندق و هي تكاد تميز غيظاً، ولا يعود الا في منتصف الليل.
كان قد اوصى خدمة الغرف باحضار الوجبات لها الى الجناح، حتى وان لم تطلب هي ذلكَ، بينما كان يجوب الشوارع هنا وهناك، ما بين المقاهي والاسواق الاثرية ليقضي وقته.
وقف شارداً متجهم الملامح، وهو يتطلع الى منظر الغروب من على الجسر المعلق. فبعد ليلة زفافهم التمس لها العذر بما انها عروس وتلك هي المرة الاولى التي تفارق فيها اهلها وعالمها الخاص .. واعتقد ان مع سفرهم ستعتاد عليه وتتقبل وجوده في حياتها، لكن ما جرى كان العكس فها هو قد قارب شهر عسلهما على الانتهاء وهي لم تتغير ابداً..
جن جنونه من تصرفاتها المحيره.. ففي النهار بينما هما يتجولان في الاماكن السياحية والترفيهية تكون كقطة وديعة.. دافئة.. ومرحة..تملأ المكان بضحكاتها البريئة.. تتقرب منه وتشبك اصابعها باصابعه.. و عيناها تحكيان الآلاف من قصص الحب .. لكن ما ان يعودا حتى يتغير حالها وتنقلب مائة وثمانين درجة، فما ان يحاول الاقتراب منها حتى تتحول القطة الأليفة الى اخرى متوحشه شرسة مستعدة للانقضاض عليه باي دقيقة.
لقد تعب فعلاً من تصرفاتها الطفولية، فقرر اتخاذ اسلوب الامبالاة والتجاهل، علّها تعود الى صوابها وتدرك خطؤها معه ..
تنهد وهو ينظر الى الافق البعيد حيث غابت الشمس وبدأ الظلام يتسلل ويرخي اسداله، لتعج المدينة بالاضواء ويدبّ النشاط في المكان من جديد والسيّاح يستعدون للسهر حتى الساعات الاولى من الفجر ..
بقي يسيرعلى غير هدى يشاهد هذا وذاك لفترة طويلة..
بعد ان اخذ منه التعب مأخذه، قرر العودة الى الفندق. نظر الى ساعته فوجدها تشير الى منتصف الليل تنهد بتعب وتمتم بخفوت
-حسناً قد تكون قد نامت الان تلك الطفلة المشاكسة.. لن اكون احمد اذا لم أربيكِ على يديّ هاتين من جديد يا سيدة ندى.. مع وقف التنفيذ!
------------
جالسة ًعلى فراشها، تقضم اظافرها بتوتر .. تتأكلها مشاعر شتى.. خليط بين الغيظ والغضب .. الندم.. الخوف..
كيف يجرؤ على تركها هنا وحيدة بائسة!! بينما هو يخرج منذ الصباح لا يعود الا مساءاً، اليس من المفترض ان هذا شهر عسلها ويجب ان تخرج فيه وتمرح ..
حسناً، انها تعلم انه غاضب... اجل! وهذا من حقه، فلقد كانت تبالغ بتصرفاتها قليلاً ... لكن ليس بيدها حيلة، فهي صدقاً تحبه وترغب بإسعاده باية طريقه، لكن ليس ذنبها فهي ما ان يحاول التقرب منها حتى يقفز قلبها متوثباً و مستعداً للقتال بين اضلعها، لتنكمش على نفسها وتتخذ وسيلتها المعتاده الا وهي دموعها ..
لكنها قررت ان تضع حداً لما يحصل وستبيّن له حبها.. ستحاول ان تتخطى خوفها وتلقيه جانباً.
دبّ فيها النشاط فقفزت واقفه لتبدأ تنفيذ خطتها ..
ملئت حوض الاستحمام بالماء و اضافت له عطور الزهور المنعشة .. بقيت فترة طويلة وهي مسترخية في المياه الدافئة تحاول تهدئة اعصابها قليلاً، فهي ما ان تتخيل ما سترتدي او ما ستقوم به حتى تزداد ضربات قلبها بشدة، ويحتل اللون القرمزي وجهها كاملاً..
جففت شعرها الناعم الحريري ليسقط كشلال على كتفيها بينما ارتدت قميص نوم ابيض اللون له فتحة جانبية طويلة تصل لاعلى فخذها .. فيما كانت الفتحة المثلثة للصدر تظهر الكثير من صدرها العارم المكتمل الانوثه بسخاء .. تعطرت بعطر الياسمين فوضعت قطرات خلف اذنيها وعلى معصميها، لم تضع اي مساحيق تجميل... فقط اكتفت بالكحل الاسود لعينيها مما ابرز لونهما العسلي الاخاذ .. وضعت الملمع براحة الكرز لشفتيها المكتنزتين ..
و قررت ان الأوان قد حان للتنفيذ!!
---------
ملئت حوض الاستحمام بالماء و اضافت له عطور الزهور المنعشة .. بقيت فترة طويلة وهي مسترخية في المياه الدافئة تحاول تهدئة اعصابها قليلاً فهي ماان تتخيل ماسترتدي او ماستقوم به حتى تزداد ضربات قلبها بشدة ويحتل اللون القرمزي وجهها كاملاً.. جففت شعرها الناعم الحريري ليسقط كشلال على كتفيها بينما ارتدت قميص نوم ابيض اللون له فتحة جانبية طويلة تصل لاعلى فخذها .. فيما كانت الفتحة المثلثة للصدر تظهر الكثير من صدرها العارم المكتمل الانوثه بسخاء .. تعطرت بعطر الياسمين فوضعت قطرات خلف اذنيها وعلى معصميها , لم تضع مساحيق للتجميل فقط اكتفت بالكحل الاسود لعينيها مما ابرز لونهما العسلي الاخاذ .. وضعت الملمع لشفتيها المكتنزتين ..وجلست تنتظروتنتظر الى ان قاربت الساعة الى منتصف الليل تنهدت بضجر وهي تفكر اين يذهب كل هذا الوقت منذ الصباح الى الان ..تاكلتها الغيرة وهي تتخيل انه ربما يجلس الان مع فتاة قد تعرف عليها حديثا اثناء اهماله لها نار مشتعلة بدات بالسريان بصدرها وهي تتمتم بغيض حسناً احمد سترى ما سأفعله..استمعت لصوت الباب وهو يفتح توثبت جميع حواسها وهي تذكر نفسها بما تنوي ولن تتراجع ابدا..
دخل الى الغرفة بتكاسل وهو يرمى المفتاح من يده على الطاولة المجاورة للسرير ..جلس على طرف الفراش يوليها ظهرة بدون ادنى نظره لها.. تخلص من حذائه تليه قميصه ليظهر عضلات ظهره القوي الصلد امامها احمرت وجنتيها وهي تعض شفتها وتشيح وجهها الى الطرف الاخر ..دخل الى الحمام بخطوات كسوله وكانها غير موجودة امامه..بمجرد اغلاقه لباب الحمام وقفت تدور في الغرفة بغيض ..المغرور ماذا يظن بتجاهله المقيت هذا هل ساتوسله واطلب السماح منه ...لكن السماح على ماذا وانا لم افعل شيئا ..هل حقا لم افعل !! تسألت بداخلها .. فركت جبينها بتوتر وهي تزوغ بعينيها هنا وهناك ..لم تعرف كم بقيت وهي واقفه وسط الغرفة تعصف بها الافكار يميناً ويساراً ..انتبهت الى خروجه من الحمام وهو يلف منشفة كبيرة على خصرة بينما يده الاخرى مشغولة بتجفيف شعره الغزير وقف امام المرآة يمشط شعره ببطئ متعمد ..لم تعد تتحمل بروده اكثر فهتف من بين اسنانها
-هل من الممكن ان اعرف متى تنتهي هذه المهزلة
لم يجيب بشي وهو يواصل تسريح شعره ضربت قدمها ارضا كطفلة صغيرة وهي تقول
-احمد انا اكلمك اجبني
رمى الفرشاة من يده بحده على الطاولة والتفت لها يقول
-بماذا تريدين ان اجيبك ندى ..لقد تعبت منك ومن تصرفاتك الطفولية ..كانك تتعمدين اثارة اعصابي ..وتستمتعين بها .. لما ندى ؟ لما !! اريد ان اعرف لما كلما حاولت التقرب منك تنظرين لي كأني وحش كاسر على وشك التهامك لما اجيبيني فقط تبا مالذي يجري لك.. ....
هتف تقاطعه بعنف وقد تجعت الدموع بعينيها
-احمد ارجوك افهم انا ...انا... انا
اجاب بغضب وهو يلتهم وجهها المرتبك ويشيح بيده امامها ليسكتها
-انت ماذا ندى ...الهذه الدرجة تكرهيني وتشمئزين من مجرد لمسي لك
عند نطقه لهذا الكلام لم تعي لكلماتها وهي تندفع وتقول بسرعه
- انا احبك احمد.. فعلا احبك
عضت شفتها السفلى بخجل وقلبها يخفق بجنون لم تشعر بالندم لاعترافها .. تريده ان يعرف شعورها ناحيته فقد آلمها احساسه بانها تشمئز منه .. كيف يفكر بهذه الطريقة يا الهي !! الهذه الدرجة كانت انانية التفكير لا ترى ابعد من انفها !.. الهذه الدرجة كانت تؤلمه بدون حتى ان تعرف .. عم الصمت بينهما فترة من الزمن احس احمد بشعور عجيب بالسعادة لم يصدق اذنيه وهو يسمع كلماتها التي اندفعت كالرصاص من فمها المثير لتخترق قلبه فتبعث به زوبعة من المشاعر المتكتلة .. تصاعدت وتيرة انفاسه وهو ينظر لها بشوق وحب .. عينيه كانتا كأتون مشتعل يبرق بسحر غريب فتشدها نحوه اكثر فاكثر , تاه عسل عينيها في متاهات عشقه المتدفق نحوها كأنه سيل جارف , أقترب منها ببطئ لمس جانب وجهها . حاجبيها.. شفتيها ..عرقها النابض بينما هي واقفه مبهوته مسلوبة الارادة لا تملك الا النظر له وكأن قوه مغناطيسيه تجذبها بلا رحمه لعالمه السحري .. قال بصوت هامس اجش
- اعيدي ما قلتي قبل قليل
لم تجبه بشيء ووجهها يتوهج احمرارا وهي تخفضها بخجل
رفع وجهها بكلتا يديه وهو يقول بتوسل
-ندى يكفي تعذيبا وتلاعبا باعصابي لم اعد احتمل مشاعرك المتقلبه اذا كنت لا تريدين ان....
اسكتته وهي تضع يدها على فمه بخجل
-انا اريدك احمد لكنني ....فقط... خائفه
هتف بيأس وهو يحتضن خصرها ويسحبها لتلتصق بجسده المتعطش لنعومة جسدها حتى صارا كانهما جسدا واحدا
-أتخافين مني حبي وانت كل حياتي ..اقسم لك انك وحدك من سكنت هذا القلب النابض ..اشار بيده الى موضع قلبه بقوة وهو يكمل .. وتربعت على عرشه ملكة متوجة ..ولن تخرجي منه الا بموتي
وضعت يدها لتسكته وهي تقول بلهفه وخوف
- بعيد الشر عنك جعل الله يومي قبل يومك ..
عند نطقها بهذه الكلمه كانت كأنها مفعول سحري له ..قرب رأسها منه واصابعه تغوص بشلال شعرها الحريري بينما يده الاخرى تطبق على خصرها بقوة .. التقط شفتيها المكتنزتين بقبلة رقيقة .. يتذوق بنهم شديد طعمها المختلط باحمر الشفاه .... رفعت هي ذراعيها ببطئ لتحيط عنقه اصابعها تعبث بشعره الكثيف مما ادى الى زيادة شغفه بها لم يعد يطيق الصبر .. وضع يديه تحت ساقيها يحملها بخفة .. مددها على السرير وهو يغرقها بوابل من القبل الرقيقة ..ليبدأ معها رحلة الاعوده ... كانت بالكاد تلمس كتفيه برقة وهذا اكثر من كافٍ لاشعال رغبته .. كان مراعيا ومتمهلا ومتفهما لخجلها... خجل عذراء تجرب الحب لاول مرة .. يغدقها بكلمات العشق التي الهبت حواسها فاشعلت وجنتيها بحمرة قانية بينما دقات قلبها تتسارع بقوة ..غرقت عيناها بالدموع من فيض مشاعرها وهي تلتمس حنانه وخوفه عليها .. كيف لم تعرفه كيف كانت تقسو عليه وكيف اضاعت كل تلك الايام بطيشها واوهامها الزائفة ..احس بدموعها فابتعد عنها يسالها بلهفة
-ماذا بك حبيبتي هل انت بخير ؟
لم تكن لها القدرة على الكلام خرج صوتها هامسا مبحوحا
-انا ... انا .. بخير
ابتسم وهو يمسح دمعتها برقة كانه يخشى عليها من خشونه يده .. قبل جبينها بنعومه وهو يشدها الى احضانه بقوة ..اقتربت منه اكثر تلتمس دفئ جسده وهي سعيدة ومرحبة بهذا الشعور الذي تسلل اليها .. دفنت وجهها في تجويف رقبته وعلى شفتيها ابتسامة سعاده .... كان احمد يهمس لها بكلمات تحببيه وهو يمرر اصابعه في حرير شعرها ووجنتها .. لتشتعل رغبته بها من جديد فيسحبها الى عالمه الخاص خلف السحب الورديه حيث النجوم البراقه تنتشر كمان تنتشر الالعاب الناريه ...
............................................................ ......................................
استيقظت من نومها على مدعبته وهو يلمس شفتيها ويزيح شعرها المتناثر على وجهها برقه فتحت عينيها ببطئ وهي ترمش عدة مرات ... اصطدمت عيناها ببريق السعاده المشع من عينيه السوداء قال وهو يبتسم
-صباح الخير حبيبتي
تذكرت كل ماجرى اليلة الماضيه ... تذكرت شغفهما ولحظتهما الحميمية احمرت وجنتاها بسرعه دفنت راسها في صدره تهرب منه اليه ... قهقه احمد بمرح وهو سعيد بهذا الشعور الرائع بالاكتفاء .. فهاهي حبيبته قد اصبحت زوجته قلبا وقالبا .. تذكر كيف بادلته شغفه بكل خجل تلك الطفلة الرقيقة ..قال بحب وهو ينقل نظراته الحانية من شفتيها الى عينيها الى وجنتيها ملتهما كل تفاصيل وجهها المحتقن بشغف ..يكبح رغبه عارمه في ان ياخذها بين احضانه في جولة جديدة يسقيها من عذب عشقه
-سأذهب واخذ حماماً بعدها ننزل لنفطر ثم اعدك بيوم لا ينسى
هب واقفا ليعطيها بعض الخصوصية فقد احس بخجلها وارتباكها .. دخل الى الحمام وهو يصفر بمرح ويدندن بخفة...ابتسمت بحب وهي تراقب ذهابه هبت واقفة وهي تلتقط رداها و مازلت تفكر بكل ما جرى في تلك السويعات الفائته ليتضاعف خجلها وترتسم الابتسامة على شفتيها وهي تدعو الله ان يديم عليهما السعادة ..
............................................................ ...............................
شعرها الاسود يتطاير حولها بهمجية ..ترتدي بنطال من الجينز فوقه قميص قطني باللون الاخضر احتضن قدها الرشيق مظهراً منحنياتها الانثوية بطريقة مثيره اندفعت الدماء الحارة لتنفجر براسه محطمة كل الارقام القياسية , تلك المجنونة كيف ترتدي شيئا كهذا امام المئات من العمال الذين يرمقونها خلسة حسنا سيغير كل هذا لكن ليس الان ليس قبل ان يتاكد من مشاعرها نحوه , تذكر ما حدث قبل يومين عندما اصيب والدها بوعكة صحية , كانت تاتي كل يوم لتباشر سير العمل ولكم شعر بالغيرة وهو يرى النظرات المصوبة نحوها بوقاحة دون علمها فلقد حدث في اخر زيارة قامت بها .. مشاجرة عنيفة بينه وبين احد العمال عندما سمعه يتكلم عنها بكلام وقح ومخجل وهو يتغزل بجمالها ويصفها بجراءة , لم يشعر بنفسه الا وهو يندفع ليلكمه عدة لكمات فجر الدماء من انفه وفمه ما ابعده عنه وانقذه من بين براثنة هو تجمع العمال وفض الشباك بينهما , عاد من شروده وهو يحسم امره على اخبارها فكم مرة كان على وشك البوح لها , لكن تردده هو ما كان يمنعه من الاعتراف عما يكنه لها , هذا هو الوقت المناسب الكل مشغول بالعمل ولايزال هناك متسع حتى يحين موعد الاستراحة .. تقدم للامام قليلا وهو ينادي عليها بصوت مرتفع نسبيا لتسمعه..
-ساره ........ساره
التفتت تنظر له وعلى شفتيها ابتسامه عذبة ..الشمس تعكس اشعتها على شعرها الاسود ليبدو اكثر لمعانا ونعومة بينما الهواء يبعثر غرتها بمشاكسة وكانها تتحداه ان يمد يده ليزيحه عن مدار عينيها اللوزيتين بلونهما الغريب وهي تطالعه بتسائل تقدمت منه وهي تضع يديها على عينيها لتحجب ضوء الشمس عنها قائلة بابتسامة مشرقة
-اهلا يا وحيد كيف حالك
طعنه حارة هي ماشعر بها , وهو يسمع اسمه الذي اطلقته عليه بمشاكسة في احدى المرات التي جاءت بها لزيارة والدها , ليصبح اسمه الذي عرف به والذي ينادي به الجميع ..اجاب وهو يرسم ابتسامة بسيطة على شفتيه
-بخير الحمدلله كنت اريد التكلم معك لو سمحتِ
اعتدلت بوقفتها وقالت بلهفة بدت واضحه من لمعة عينيها استطاع ان يراهما بوضوح
- اجل بالتاكيد وحيد ماذا هناك ؟!
قال وهو يضع يديه في جيبي بنطاله
-انا ..انا كنت اريد ان ..ان.. فقط
تنهد بياس وهو يغمض عينيه لثانية ثم يفتحهما مرة اخرى ليهز كتفيه بلا مبالاة ويقول
-لا شيء..فقط اردت الاطمئنان على صحة والدك
انتابها شعور بخيبة امل مجددا لكنها رسمت ابتسامة صغيره وهي تبعد خصلات شعرها الحريري خلف اذنها , قالت وهي تبتسم بغيض
-الحمدلله انه بخير شكراً على سؤالك
استدارت تنصرف بهدوء معاكس تماما للالم والضيق الذي تشعربه من برودة وتردده فهي تعلم جيدا انه يبادلها شعورها فلم التردد والخوف اذن ؟
بقي فترة قصيرة يتابع ابتعادها عنه بداخله يدور صراع عنيف بين عقله وقلبه , لا يعلم كيف خرجت الكلمة من فمه وهو يقول بصوت قوي وثابت
-احبك ساره ...
استدارت تنظر له وقد اتسعت عيناها من المفاجأة التي ظنت انها لن تسمعه منه مطلقاً
تابع كلامه غير عابئ بملامح وجهها المصدومه
-اجل احبك منذ فترة طويلة لا اعرف كيف ولما ومتى لكن كل الذي اعرفه باني احبك جدا بت افكر بك ليلاً ونهاراً احبك كما لم احب يوماً.. وكأنك الهواء الذي اتنفسه ..اعرف اني مجرد انسان نكره لا املك ماضي ولا حاضر..لذا ارجوك ساره ساعديني لاتغلب على القيود التي تكبلني بقسوة وبلا رحمة .. وارجو ان تفكري جيداً قبل ان تعطيني جوابك وتذكري بان هناك قلباً احبك بصدق فهل انت مستعدة لتمنحيه قلبك وحبك واعدك بانك لن تشعري بذرة من الندم .
كانت وجهها مشرقاً متوهجاً بحمرة قانية عيناها تنظر له بثبات وعزم بقيت فترة من الزمن صامته تطالعه بهدوء.. احس بالتواء حاد يعتصر قلبه وهو يفكر بامكانية رفضها لكن اساريره انفرجت واحس بالسعادة التي بدات تتدفق وتتسلل اليه بخفة وهو يلمح , أبتسامتها وهي تؤما راسها ايجاباً اراد الذهاب اليها ليحتضنها بقوة , علها تدرك السعاده التي يشعر بها .. ابتسامة سعيده هي ما ظهرت على ملامحه الوسيمه التي تلاشت ما ان اكملت كلامها بصوت هادئ وواثق
- لكن ماذا عن خطيبتك , ام انك نسيتها ماذا سيكون موقفك لو عادت اليك الذاكره ووجدت نفسك غارقا بحبها ؟ بل ماذا سيكون موقفك مني وحيد !! ارجو ان تجيب بصدق
تلاشت ابتسامته ليقول بنبرة صلبه وواثقة وهو مقطب الجبين
- صدقيني ما اشعره تجاهك ليس له اي صله بفقداني لذاكرتي انا مرتبط اجل واعترف بذلك لكن ما اشعره نحوك لا اعرف كيف اصفه لك هو اسمى بكثير من كل الامور الاخرى وانا متاكد ان حتى لو ذاكرتي عادت الي لن اغير رائي ولن اتزحزح عما اكنه لك بداخلي .. انظري
رفع يده اليمنى الى اعلى وهو يقول
- انا حتى خاتم الخطبة قمت بخلعه منذ فترة طويله فقط اعطني فرصه لاثبت لك صحه كلامي .
نظرت له ملياً وهي حائرة هل توافقه على ما قال ام ترفض .. لكنه يبدو صادق جدا بالاضافة الى انها تحبه ولن تنكر ذلك .. لكن ماذا لو كان احساسه مجرد احتياج او ربما مايزال مشوش المشاعر , تكره هذا الشعور الذي ينمو داخلها تجاهه .. تكره ضعفها وارتباكها الذي يصيبها ما ان تراه , لا تريد ان تفكر بتلك اللحظه التي يسترد ذكرته بها ليعود لحياته وخطيبته وينسى امرها وكأنها مجرد نزوه او محطة استراحة كانت بحياته .. هي فعلا تريد ان تعطي لحبهما فرصة احساسها يخبرها انه صادق تكاد تلمس مدى حبه المنعكس من عينيه .. كان الصراع الذي يدور داخلها يبدو جليا في وجهها وهي تنظر له بعينين زائغتين حائرتين قال لها
- حسنا ساره انا لن اضغط عليك اكثر لكن ارجو ان تفكري جيداً
استدار يبتعد عنها بهدوء وخطوات واسعه بينما بقيت تراقب اختفائه وهي مقطبة الجبين خائرة القوى لا تعرف ماذا يجب عليها ان تفعل
............................................................ ......................................
هو يعرف ان من حقها ان تشعر بالخوف لكنه فعلا يقول الحقيقة لا يوجد قوة على وجه الارض ممكن ان تغير موقفه منها لقد احبها بعمق لا يعرف كيف تسللت داخله بهذه الطريقة , حتى لو عادت له ذاكرته فهو متاكد انه لن يغير من شعوره الذي يكنه لها
زفر بضيق وهو يجلس على الفراش مقطب الجبين اتكأ بمرفقيه على ركبتيه وهو يغطي وجهه بيديه بقلة حيله
دخل مجيد الى الغرفة وهو ينظر له بفضول
- ماذا هناك يا صديقي اراك منزعج
ابتسم له ابتسامة لم تصل لعينيه وهو يقول
- لا شيء مهم .. اخبرني عنك كيف حالك
انفرجت اساريره وهو يقول بفرح
- الحمدلله بخير ستلد زوجتي بعد ايام قليلة , لقد عرفنا جنس الطفل
قال محمد وهو يجاريه فرحته
- وماهو جنسه ؟
اجاب بسعاده عارمه
- انها فتاة تصور سأصبح اباً لفتاة لا تتخيل مدى سعادتي وانا احلم باليوم الذي سأحملها بين ذراعي متى سياتي يالهي .
قال محمد ببشاشة
- ان شاءلله قريبا ستراها وتفرح برؤيتها
بقي مجيد يثرثر بالكلام عن ابنته وما سيفعله ما ان يراها , ومحمد غارق في تفكيره غير منتبه لما يقول
............................................................ ....................................
اعتادت على العمل بسرعة كبيرة وما زادها ألفة هي علاقة الصداقة التي ربطتها مع سهى السكرتيره الخاصة بحازم ..كانتا تجلسان في وقت الاستراحة معا وتتكلمان بامور شتى تعرفت عليها اكثر تبلغ من العمر خمس وعشرون عاماً... تمت خطبتها لابن خالتها وهما يحبان بعضهما منذ الطفولة لها شقيقان صغيران توفي والدها وهي في عمر الثامنة عشر فاضطرت الى ان تعمل وتدرس بنفس الوقت لاعالة عائلتها وقد تعبت كثيرا الى ان وجدت هذا العمل , كما اخبرتها عن المشاكل والضغوطات التي تتعرض لها من قبل خطيبها ليجبرها على ترك العمل الا انها لا توافقه على ذلك وهذا ما يسبب لهما الكثير من المشاكل .. حكت لها عن ياسمين وعجرفتها وعن حازم وتفانيه بالعمل واحترامه لجميع موظفيه ..كانت تستمع لها نور بانتباه وهي ترسم على شفتيها ابتسامة بسيطه وتدعي الا مبالاة ..لكنها كانت سعيدة بتلك التفاصيل التي تعرفت عليها ..
تجلسان في كافتريا الشركة تتناولان وجبة خفيفة وهما تتكلمان بمرح.. كانت سهى تخبرها عن شقاوة اخويها الصغيرين وعن المشاكل التي يواجهها خطيبها بعمله من اجل تامين مستلزمات الزواج وكيف يوفران ما يستطيعان من اجل اسراعه .. وبينما هما غارقتين في الحديث انظم لهما سمير مهندس يعمل معهم في الشركة متخصص بتصميم الديكورات .. له جاذبية خاصة ملامحه وسيمة شعر يميل الى الشقار .. ماان وقعت عيناه على نور حتى شدت انتباهه ..كلما يلتقيان ينظر لها كالأبله .. لم تكن تلقي له بالاً تعامله كزميل فقط الامر الذي دفعه الى ملاحقتها بأصرار اينما ذهبت ..لا يتوانى عن اظهار اعجابه بها .. رغم انها كانت تنزعج من ملاحقته المستمرة الا انها كانت تحب مرحه و كلامه المسلي الذي يبعث الابتسام لشفتيها
-السلام عليكم
بدأ سمير بالسلام وهو يتخذ مكانه في الكرسي المقابل لهما حتى دون ان يستاذن .. كان يحمل عدة شطائر مع كوب من القهوة .
اجابتا على سلامه بوقت واحد
قال بمرح
-لما تجلسان هكذا وكان القط قد اكل عشائكما
قالت سهى وهي تضحك بسخريه
-وكيف تريدنا ان نجلس استاذ سمير !
قال سمير بعبث
-اضحكا قليلا او ابتسما لما هذا التجهم والعبوس
قالت سهى ببرود
-لقد كنا ننتظرسيادتك لتأتي وتسلينا بطرفك المضحكة
نظر لها بابتسامه واسعه وهو يقول بفخر
-فقط هذا ؟ لك ما تامرين ساغرقكم بالطرف انا استاذ الطرف
تحولت نظراته الى نظرات دافئه وهو يوجهها الى نور ليقول لها برقة
-كيف وجدت العمل معنا نور
اجابت بصوت هادئ ورزين
- جيد لاباس به
قال ببرائة مزيفة لم تنطلي عليها
-ان احتجت الى المساعدة لا تترددي في طلبها مني
اجابت بابتسامة عمليه
-شكرا لك لكن سهى تقدم لي كل ما احتاج
قال بابتسامة سمجه
- حسنا حتى وان يكن مازلت اقدم عرضي في حال لم تكن متفرغة لك فانا اعرف انها مشغولة طوال الوقت
ابتسمت ببرود وهي تشيح بعينيها جانباً لتصطدم بعينيه الغاضبتين .. كان يجلس في الطاولة المجاورة لهما ويبدو انه قد سمعهم عندما كانو يتكلمون ..نظر لها بنظرات ارسلت قشعريرة باردة على طول عمودها الفقري ..وهي تتسائل عن سبب غضبه ؟ ولما يقحم نفسه بحياتها ويفرض هيمنته بكل غرور ..هي قالت له منذ ان بدأت العمل معه انها لا تريده ان يتدخل بأي امر يخصها ..لكنه لايريد ان يستوعب ذلك .. تابعت نظراته الحادة التي وجهها الى سمير فعرفت انه لا يرغب بجلوسه معهما ..لم تهتم لنظراته الملحة الغاضبة بل استغلت الموقف لصالحها ..رسمت على شفتيها ابتسامه عذبه وهي تتابع كلام سمير وتضحك على ما يلقيه من طرف مضحكة اما من ناحية سمير فلم يصدق نفسه وهو يرى نور تتجاوب وتتضاحك معه ..فكأن بضحكاتها الهادئة قد اتاحت له الفرصة ليبدأ بالكلام بدون انقطاع ,غير ان صوتاً بارداً يحمل بين طياته غضباً مكبوتاً قد قطع استرسال سمير بالكلام ..
-انسه نور احتاجك قليلا في امر ضروري
قالت ببرود وهدوء مستفز
-انا في فترة الاستراحة استاذ حازم واظن انها لم تنتهي بعد
قال بغيض
- الامر لا يحتمل التأجيل انسة نور انها بخصوص اوراق مهمة اتبعيني لو سمحتي
نظرت اليه سهى وهي تهم بالوقوف
-انا سابحث لك عنها سيد حازم
قاطعها بهدوء وهو يوجه نظراته الحاده لنور
-كلا سهى اجلسي انت انا وجهت كلامي للانسة نور واظن انها يجب ان تتحمل مسؤؤلية افعالها
وقفت نور وهي تقول بهدوء
-حاضر سيد حازم ساتي فوراً
غادر حازم المكان وكانه اعصار ثائر
بينما وقفت نور تبتسم بارتباك وهي تحمل حقيبتها وتقول بصوت ثابت
-عن اذنكما ساذهب وارى ماذا هناك
تابعاها سهى وسمير بنظرات مذهولة مندهشة لتصرف حازم الغريب
فهو معروف عنه الرزانة والهدوء لم يكن ابدا في مثل هذه الحالة طوال سنين عملهم معه الامر الذي اثار الشكوك حول علاقتها
............................................................ .............
دخلت الى مكتبة بهدوء و دقات قلبها تتسابق بعنف ..كان يقف امام النافذة وهو يشبك يديه خلف ظهره ..نظرت نور الى ظهره العضلي العريض بارتباك وهي تتنحنح ليعلم بوجودها احست بتشنج كتفيه وهو يستدير ينظر لها بعينين تقدحان شررا ..
بقيت واقفه وهي تطرق راسها ارضا لا تقوى على النظر اليه .. تقدم منها خطوتين ليقف امامها بشموخ وهو يضع يديه بجنبي بنطاله
-والان قولي مالذي يجري ؟
نظرت له بتسائل وهي تقطب حاجبيها
-لا افهم ما تقصد
قال بهدوء وعيناه تلتمعان ببريق خطر
-اقصد ماجرى قبل قليل
قالت وهي تعقد ذراعيها على صدرها
-ومالذي جرى قبل قليل انا لا افهمك ؟
قال بحدة
-لا تجيبي على سؤالي بسؤال
هتفت بوجهه وهي تشيح بيدها
-وانا لا افهم معنا سؤالك اوضح اكثر
قال وهو يقترب منها اكثر حتى استطاعت ان ترى انعكاس وجهها في لمعة عينيه
-ماذا التسمية المناسبة التي يجب ان تتطلق على منظر جلوسك مع سمير وضحكاتك المتواصلة معه بوقاحة امام جميع الموظفين.. اتريدين ان يتكلمو عنك كلاماً سيئاً ؟
قالت بذهول ممزوج بالغضب
-ولما يتكلمون عني!! ..ومن يتجرا على ذلك !! ثم ..ثم ..من انت لتتدخل فيما افعله او لا افعله ؟!
قال بصوت خافت خطر ارسل ارتعاشه الى قلبها
-اتدخل وبالرغم منك فهمتي ..انت تخصيني نور شئت هذا ام ابيت ..لقد طاوعتك وجاريتك بلعبتك الطفولية لكن الى هنا وتوقفي لا اسمح لك بالجلوس لا مع سمير ولا مع غيره ..مفهوم
لم تجب على كلام بل بقيت فاغرة الفاه تنظر له بدهشه وكانه يتكلم لغه غريبه عنها الوقح المستبد ماذا يظنها .. تتداركت نفسها اخيرا وقالت بغضب
- اتصرف كما يحلو لي وانا لا اخص احد فهمت سيد حازم بالاضافة الى ذلك... انا لدي اب واخوه يتحملون مسؤليتي .. ان لم يعجبك تصرفاتي اذهب الى ابي واخبره لا يهمني اتعرف لما ؟
لم تنتظر جوابه وهي تكمل بغضب
-لان ابي يثق بي ويثق باني ابدا لا اتصرف تصرفات سيئه هل فهمت ياااا ..استاذ حازم
استدارت لتذهب لكنه امسك ذراعها بقوة المتها
-اين تظنين انك ذاهبه .. انا لم انهي كلامي بعد اياك وتركي عندما اكلمك .. انا لا يهمني كل ما قلتي ما ساقوله سينفذ ...اياك وحذار ان ارك تتكلمين او تجلسين مع هذا المدعو سمير والا اقسم ان افعل شي تندمين عليه .. وانا لا اهدد انا انفذ مباشرة
لم تقل شيئا وهي تنظر له بغضب وعيناها تقدح شراراً زرقاء ..قال بغرور بعد فترة من الصمت
- ارجو ان تكوني قد استوعبتي كلامي جيدا تستطيعين الذهاب الان ...تفضلي الى عملك انسه نور
............................................................ .........................
خرجت وهي تستشيط غضبا المتعجرف ماذا يظن نفسه ..وكيف يعلن عن تملكه لها بكل ثقة وكأنها قطعه جماد يحركها بيده كيفما يشاء ..
في الأيام التي تلتها , اصبحت تتعمد عدم مواجهته والكلام معه كل الاعمال التي تقوم بترجمتها ترسلها لسهى وهي بدورها توصلها الى حازم الامر الذي اثار غيضة وحفيضته ... لقد اشتاق لها كثيراً وهي تحرمه حتى من لذة النظر اليها وان كان لدقائق معدودة.
دخل الى مكتبها وبيدة مجموعه من الاوراق .. لقد ضاق ذرعاً من برودها وتجاهلها له بتعمد مستفز..كانت منهمكه تركز بالعمل على الحاسوب لم تنتبه لدخوله المفاجأ..بقي بعض الوقت ينظر لمحياها الفاتن وهي مقطبة الجبين كم كانت تبدو جميلة ورقيقة
طرق الباب بقوة اكبر ليعلمها بوصولة ...نظرت له بدهشه وهبت واقف وهي تقول
-نعم استاذ حازم هل تحتاج لشيء
اجاب بصوت هادئ ورزين
-احتاج ان اناقشك بعدة امور
رفعت حاجبيها استغراباً فهو ابدا لم يناقشها بامور العمل كانت تفعل ما يطلب منها وتبعثه اليه مع السكرترة
قالت بعملية رغم ارتباكها الواضح من دخولة المفاجأ الذي ملئ المكان
-تفضل سيد حازم
جلس في المقعد المجاور وبعثر مجموعة من الاوراق وبدأ بالكلام وهو لايعرف حتى كيف ومن اين اتى بكل هذا الكلام لكنه كان ينظر لها بين الحين والاخر وهي تهز راسها تركز فيما يقول وهي تنظر الى الاوراق المبعثرة دون ان تنتبه الى تحديقه المستمر بها ...صمت فجاة لترفع راسها متسالة عن سبب توقفه لتصطدم بعينيه تحدقان بها بينما اشتعلت داخل عينيه نظرة حنان وحتواء دافئ خفق قلبها بسرعه وهي تبعد نظراتها عنه تساله
-والان ماذا سيد حازم
تدارك نفسه بسرعه وكانه قد استتيقظ من حلم جميل
ليستمر بالكلام وقلبه ينبض لها واليها
............................................................ ..
نهاية الفصل
بستنى رائيكم فيها
|