لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-08-16, 12:57 AM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2016
العضوية: 317702
المشاركات: 36
الجنس أنثى
معدل التقييم: خد العروس عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 61

االدولة
البلدAruba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
خد العروس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : خد العروس المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )

 

الفصل الخامس
بعنوان :
صُدفة لِقاء




ولازالت هالة تتراقص داخل شاشة ذلك الحاسوب , و ما بين تصادم نظراته الملتهبة بنظراتها الحزينة لحظة صمت , لقد أهانت رجولته بتلك الصفعة المفاجئة , وأهان هو شرفها وشرف عائلتها باطلاعه على فحوى ذلك القرص , أنفاسها تتصاعد بخوف , عيناها غارقتان بالدموع , يدها ترتجف غير مصدقة ما ارتكبته للتو , من أين لها الجرأة لتقوم بصفعة ؟ وهي الآن ترتجف لمجرد طريقة نظره اليها, لقد كانت لحظة غضب , لحظة انفجار , وحركة غير مدروسة أدت الى هذه العاقبة الوخيمة .

أما هو ينظر اليها شزرا , ملامحه تنطق بالغضب الشديد , هجم عليها, ممسكاً بمعصمها بقوة وهي ترتجف , لوى ذراعها خلف ظهرها فانطلقت منها آه عالية , أغمضت عينيها وهي

تتوقع صفعة على وجهها ولكن لا شيء !!!!!, اخترق سمعها صوته القاسي المتوعد : أنا في حياتي كلها ما رفعت ايدي على مراة , لا تخليني اكسر هالقاعدة يا نور

نظر الى عينيها الخائفتين و

رمى بها على الأريكة وجسدها كله يهتز اهتزازاً عنيفاً بزفيرها وشهيقها وهي تبكي ودموعها تزداد انهماراً , قال لها بلهجة التهديد ذاتها وهو يضغط على اسنانه بقوة : بتندمين والله بتندمين

أمسك بمفتاح سيارته وخرج من الشقة وهو يحترق غضباً , وقبل أن يخرج رمى بتلك التحفة الفخارية بقوة , فتساقطت حطاماً على الأرض , اغلق الباب خلفه وهو ينطق بكلمات غاضبة متوعدة , أما هي فاستسلمت لبكائها الهستيري الذي اختلط مع صوت بكاء طفلتها .




كنت اتمنى ان تحارب من أجلي الظروف .. لكنك حاربتني بحجة الظروف




،

إن النفس الحزينة المتألمة تجد راحة بانضمامها إلى
نفس أخرى تماثلها بالشعور و تشاركها بالإحساس
مثلما يستأنس الغريب بالغريب في أرض بعيدة عن
وطنهما..
فالقلوب التي تدنيها أوجاع الكآبة بعضها من بعض لا
تفرقها بهجة الأفراح و بهرجتها .
فرابطة الحزن أقوى في النفوس من روابط الغبطة و
السرور .

جبران خليل جبران





في تلك الغرفة الضيقة , جميع الفتيات اجتمعن فيها الآن , فالساعة تشير الى التاسعة مساءً , لقد حان وقت النوم وصوت أم حمزة وهي تنادي على أن يلزم الجميع غرفهن ويخلدن للنوم , كانت هالة على السرير تفكر بكلام نور , اختها هي الوحيدة التي وقفت بجانبها وصدقتها حيث خذلها الجميع , ستحاول أن تكون قوية لأجلها , ستصبر وتتحمل فهذا الوضع مؤقت

حتماً ستأتي نور مجدداً لتأخذها من هنا ومنصور سيتحرى وراء تلك الصور ليعرف حقيقة براءتها , كانت تصبر نفسها بتلك الكلمات وهي تجهل عن واقع اختها المر , قطع تيار افكارها صوت احدى الفتيات : أشوفك اليوم متغيرة ؟ هاذي اختك اللي جت اليوم ؟

هالة وهي تنظر الى الفتاة , انها تلك الفتاة التي كانت تجلب لها الطعام وتهتم بها : ايوا اختي , آسفة ان كنت ضايقتك بتصرفاتي الفترة الي راحت , كنت ارمي الأكل اللي تجيبينه لي واحقرك واصد عنك وو

قاطعتها الفتاة وهي تبتسم : لا عادي ماعليك , انا عارفة انك كنتي تمري بظروف صعبة , انا اسمي غلا

هالة وهي تبتسم : وانا هالة

غلا : خليني أعرفك على البنات ، قالت وهي تشير على الفتيات : هاذي اللي تقرا الكتاب شمس وهاذي الدبة جواهر اما هاذي ام كشة هوازن

ابتسمت هالة ابتسامة باهته لهن , جلسن حولها على السرير ، وهن يتحدثن بمرح

هوازن : انتِ وش قصتك ليه جيتي لهنا ؟

هالة بارتباك : ما احب اتكلم عن هالموضوع

شمس : ههههههههه عادي ترى كلنا عندنا قصة حزينة مثلك ، قولي عادي

غلا : خلاص بنات لا تضايقونها ، هالة ترى عادي فضفضي لنا ، احنا مثلك ويمكن أسوء منك ، خليني انا أبدأ واقولك قصتي المأساوية

وبدأت تتكلم بشكل طبيعي جداً , وكأنها تحكي قصة عادية جداً لا القصة التي قلبت حياتها رأساً على عقب : امي وابوي اتطلقوا وانا عمري تسع سنين ، ابوي اخذني من امي وما كان يخليها تشوفني ، امي ما سكتت ورفعت عليه قضية بس ابوي اللي كسبها للأسف ، ابوي ما كان يبغاني ولا حتى مهتم فيني بس يسوي كذا عشان يقهر امي لأنها تزوجت ، وفي الأخير تركني هنا في الدار وتزوج ، والحين أنا لا اشوف امي و لا اشوف ابوي .

تأثرت هالة بقصة غلا كثيراً ، كيف تركاها وهي في التاسعة واصبحت ضحية عنادهما ، لاحظت غلا ملامح هالة التي تغيرت وبدى عليها التأثر : ههههههه وش فيك عادي ، انا تعودت على هالمكان ، وقصتي تهون كثير عن البنات الباقي ، بس تدرين وش اللي يضحك في القصة ؟

هالة باستغراب : وش اللي يضحك ؟

غلا : ان هم سموني غلا وأنا مو غالية عليهم ، اسم على غير مسمى هههههههههههه

ضحكن الفتيات على هذا التعليق إلا هالة التي وجدته حزيناً أكثر من كونه مضحكاً , نظرت الى غلا , الفتاة الطويلة ، ولكن ملامحها بدت لها طفولية : انتي كم عمرك يا غلا ؟

غلا : 14 , ادري ابين اكبر من سني لأني طويلة ، وانتي كم عمرك ؟

تضايقت هالة على حال غلا كثيراً , لازالت صغيرة، صغيرة جداً على كل هذا : انا باقي لي كم شهر وأكمل 19

غلا : ما يبين علييك ابداً ، فكرتك فعمري

أيد الفتيات كلام غلا ، فهالة تبدو اصغر كثيراً من عمرها بسبب قصر قامتها ونحافتها وملامحها البريئة

شمس : انا و جواهر بنفس العمر 16

هوازن : وانا عمري 17

هالة : يعني أنا أكبركم

هوازن : اخيراً في احد اكبر مني ، انتي اختنا الكبيرة الحين

شمس : احنا نسمي نفسنا خوات يضايقك هالشي ؟

هالة : لا بالعكس ، خلاص من اليوم ورايح انا اختكم الكبيرة

جواهر : خليني اقولك قصتي يمكن تتشجعين وتقولين لنا قصتك , انا الله يسلمك كنت غبية شوي ، وكنت احب واحد رقمني في مجمع ، المهم ان كنت اكلمه يومياً وتعلقت فيه كثير وكان يقول ان بيتزوجني بس يبغى يشوفني ، ترددت كثير قبل لا ارسل له صوري بس في الأخير سمعت كلامه ورسلت له الصور ، ومرت الايام وتهاوشت معاه ، وصار يهددني بالصور ، كان يبغاني اطلع معاه والا بينشر صوري ، ماكنت اقدر اطلع معاه لأني خايفة يسوي فيني شي ، درت اختي الكبيرة بالموضوع وقالت لأهلي وقامت القيامة في البيت ، وبعدين حطوني هنا في الدار عشان يسكرو على الفضيحة اللي صارت

كانت جواهر فعلاً غبية وثقت بغريب وسلمته صورها ، ولكنها كانت مراهقة وهو لعب بمشاعرها وصدقته ببراءة ساذجة فكانت هذه عاقبتها ، استمر الفتيات بالأحاديث التي انست بها هالة
إلا أنها لم تتشجع لذكر قصتها التعيسة أبداً ، لأنها قصتها كانت مختلفة أشد الاختلاف .


،

في ذلك القصر الواسع , كانت تجلس على تلك الأريكة الحمراء في الصالة الواسعة , تقلب قنوات التلفاز بملل , كانت قد تزينت وتجملت لتسهر مع زوجها في هذه الليلة , ولكنه تركها ليخلد الى النوم معتذراً بأنه منهك من عمله الطويل لتجلس مع زينتها وحدها لتسهر مع الحائط , هل هو فرق العمر الذي يجعلها تمل من روتينه اليومي ونمط حياته الممل ؟ هل تدليله لها بالأموال والهدايا وطلباتها المستجابة يكفي لتصبح سعيدة ؟ هل يكفي لسد فجوة فارق العمر بينهما ؟ فهي في التاسعة والعشرين من عمرها لازالت في ريعان شبابها أما هو في الخامسة والخمسين , انها تقريباً في عمر أبناءه , تحاول أن لا تفكر كثيراً في ذلك ولا تجعل فارق العمر يعكر صفو حياتها , فهو رجل طيب وحنون , متفهم و غني ماذا تريد أكثر من ذلك ؟ وقد كان خلاصها الوحيد من حياتها الكئيبة السابقة , قبل بها مع علمه بماضيها البائس , وأحبها أشد الحب , لا تعلم ان كان حباً لذاتها أم انه فقط يحبها لجمالها وشبابها الذي يشبع شهوته ؟ ولكنه يحبها وهذا يكفي وهي أيضاً تحبه أو تعتقد أن تحبه , يجب عليها أن تحبه فهو لم يقصر عليها بشيء ويعاملها أفضل معاملة , ويعوضها عن حنان الأب الذي افتقدته في سن صغير , انها لا تملك أحد غيره , يجب عليها أن تتمسك به بجميع ما اوتيت من قوة , فهو الزوج والعز والمال وكل شيء .

جاءتها الخادمة تخبرها بوجود ضيف , ياسمين باستغراب : ومين الي جاي ؟

الخادمة بلهجتها الركيكة : هذا مدام خلود , ام مروة

ياسمين : طيب خليها تتفضل هنا

فكَرت بهذه المرأة التي تسمع عنها من زوجها ولكنها لم تقابلها قط , أنها لم تعرف عنها سوى انها امرأة تحب المشاكل وتجمعها خلافات عدة مع مروة وسامي , فعندما أقبلت عليها لم تكلف نفسها حتى برد السلام عليها , وقابلتها بأسلوب جاف

خلود وهي تنظر الى ياسمين بتكبر : مين انتِ ؟

التفتت ياسمين لخلود , كانت امرأة تبدو في الأربعينيات من عمرها , ترتدي عباءة كتف ملوَنة , وتلف رأسها بالطرحة السوداء : هههههههه أنا مين ؟ جاية بيتي وتسأليني أنا مين ؟

خلود : انتِ شكلك حرم سامي المصون , بدل لا يزوج ولده الشايب تزوج هو , الحمد الله والشكر وماخذ وحدة كبر بنته
ياسمين : انتِ وش تبغي بالضبط ؟ داخلة بيتي بدون لا حيا ولامستحى , وتغلطين بعد ؟ احترمي نفسك لو سمحتي
خلود : أنا مب جاية حقك , أنا جاية لبنتي





كانت بالقرب منهما , فسمعت المشادة الكلامية التي دارت بين والدتها وياسمين , أطلت عليهما ببرود وعدم مبالاة : يومه

استدارت خلود لمصدر الصوت , لتجد ابنتها تقف كعادتها بملابسها الرجالية وشكلها الذكوري , اقتربت منها وصفعتها صفعة مدوية عنيفة , شهقت ياسمين بقوة فلم تتوقع ان تقابل خلود ابنتها بهذه القسوة الغير مبررة , رفعت مروة رأسها وهي تبتسم ابتسامة عريضة في وجه والدتها , لقد اعتادت صفعات والدتها المتكررة , وهذا يعتبر اسلوبها في التحية , : هلا والله يومه , تو مانور البيت

خلود وهي تسحب مروة من سترتها : تعالي معي , ما ابي اتكلم معك قدام الغريبة

انصرفتا عنها وهي متفاجئة من موقف مروة مع والدتها , لم تعرف ماذا تفعل هل تذهب وتوقظ زوجها لتخبره بما رأت ؟ أم ان الوضع طبيعي ؟

عاودت الجلوس وهي تحاول تجاهل الوضع وتبعد نفسها عن المشاكل ، ولكن صراخهم العالي المنبعث من تلك الغرفة المغلقة أفزعها ، يمر الوقت ويرتفع صوت صراخ خلود أكثر ويقابله صوت ضحكات مروة المستهزئة المرحة ، كان الوضع مريباً ومجنوناً بالنسبة لها فكانت خلود تصرخ وتتوعد ومروة تضحك ، خرجت مروة من الغرفة وهي تتراكض وضعت القبعة المتصلة بسترتها السوداء على رأسها وخرجت من القصر وهي تهرب من كلمات امها المتوعدة .

خلود : تعالي لهنا يا بنت ، ما قلتي لي وليدوه متى بيرجع ؟ انا اوريك يا بنت الكلب

طلت ياسمين من النافذة , وكانت مروة قد استقلت السيارة مع السائق وخرجت خارج حدود القصر .




،

مرَت ثلاث ساعات منذ أن خرج من شقته , وهو يقود سيارته يجوب الشوارع بلا وجهة محددة , لم يتحمَل البقاء معها في نفس المكان , لو لم يخرج لربما كان ارتكب جريمة في حقها , لربما قتلها من شدة الغضب و الاستياء , من متى وهي ممثلة بارعة ؟ من متى وهي تجيد الكذب بتلك الطريقة المتقنة ؟ كيف تجرأت برفع يدها وصفعه ؟ كيف تسنى لها ان تهينه بتلك الطريقة ؟ كان بإمكانه ضربها وتأديبها ولكنه لم يفعل !!! نظراتها الخائفة منه أوقفته , وهو في حياته كلها لم يرفع يده على امرأة قط , وهل يمكنه أن يفلت قبضة يده عليها ؟ وهي زوجته وأم طفلته ,هل يمكنه أن يؤذيها ؟ مهما فعلت لا يمكنه أن ينكر حبه العميق لها , لقد كان مستعداً ليفعل كل شيء لأجلها ولكنها تمردت على ذلك الحب , وعضت اليد التي مدت لها , الحيرة اليائسة تنهش عقله الآن , لا يمكنه العودة للمنزل , لا يمكنه تحمل رؤيتها , لم يجد نفسه الا وقد أوقف سيارته أمام باب المستشفى .


،

في الشاليه ، بعد أن تركه وليد ليبيت هنا للمرة الأخيرة قبل عودته للكويت ، مستلقي على الأريكة وتترامى الى مسمعه أصوات تلاطم أمواج البحر ، في اجازة الصيف ليس لديه أي عمل سوى التنقل بين البلدين , بين موطنه الكويت والسعودية ، يشغل وقته بالتسكع مع وليد ، ابن خالته وصديقه المتهور ، أغمض عينيه باسترخاء وهو ينوي النوم ولكن صوت غريب من الخارج شتت تفكيره ، حاول أن ينصت ويتعمق ليتأكد من الصوت الذي يصدر من الخارج ، من الواضح أن أحدهم قد دخل الى هنا , ولكن من عساه يكون ؟ لا يمكن أن يكون وليد فلم يمضي وقتٌ طويل على خروجه , نهض من مكانه وهو يتتبع ذلك الصوت ، طل برأسه من نافذة المطبخ التي كانت تطل على أسوار البيت ، وقد صدق ظنه ، كان أحدهم يتسلل الى المكان ، كان متشحاً بالسواد من رأسه الى أخمص قدميه ويخفي ملامحه ظلام الليل ، ابتلع ريقه بخوف ولم يدر في عقله إلا شيء واحد ، انه لص متسلل ، حتماً انه لص ولا تفسير غير ذلك ، فتح أحد الأدراج والتقط سكيناً ، خرج بحذر وهدوء شديدين ، يتتبع خطوات ذلك اللص الذي يسير في الخارج ، كان الخوف يسيطر عليه ولكنه حافظ على توازنه ، لم يكن يفصله شيء عن ذلك المقنع بالسواد سوى خطوات بسيطة ، داهمه من الخلف وسحبه من قميصه ولكمه بقوة على وجهه ، سقط على الأرض وهو يتلوى من الألم ، لقد كان جسده هزيلاً نحيلاً ، انتهز ابو حنان الفرصة وانقض عليه واضعاً السكين حول عنقه ، ولكنه تفاجأ من تلك الآهات الناعمة التي تخرج منه وتلك الملامح التي بدت له مألوفة ، دقق أكثر في ذلك الجسد ، إنها فتاة !!!! ، لقد كانت مرعوبة متفاجئة ، لم تتوقع ان تصادف أحدهم هنا ، لقد كانت هاربة من امها ومن كلامها الجارح وكان هذا المكان هو متنفسها الوحيد ، ولكن من هذا الأحمق الذي يرفع السكين في وجهها ؟ هل هو مجرم مختبأ ؟ صرخت من أعماق قلبها في ذعر ، ابتعد عنها وهو يصرخ لصراخها ، كان الاثنان متفاجئان فذلك السارق المتسلل لم يكن الا فتاة , رجعت به الذاكرة قليلاً الى الوراء ، انها ذات الشخص الذي قابله قبل عدة أيام ، الصبي ذو الصوت الناعم ابن عم وليد لم يكن الا فتاة ، نهضت من الأرض بصعوبة وهي تتلوى من الألم ، اقتربت منه وصرخت في وجهه : مـين أنــت ؟؟؟ وش تــبغى مني ؟ وش قاعد تسوي هـنا ؟؟؟

كان ينظر اليها وملامح وجهه بلا أي تعبير ، أما هي فكانت خائفة تتظاهر بالشجاعة ، انتهزت فرصة شروده والتقطت السكين المرمية على الأرض لتهدده بها ، قالت وهي تحاول طعنه : كيف دخلت الى هنا ؟ الله يلعنك

تدارك الموقف وافلت بجسده عن تلك السكين التي كانت ستصيب فخده ، كانت تبدو كمجنونة تحاول حماية نفسها منه ، قال وهو يحاول الاعتذار : لا تفهميني غلط يا بنـت النـاس...... أنا بس فكرتك

لم يكمل جملته فقد كانت تحاول مهاجمته مرة أخرى بتلك السكين ، أمسك بيدها بقوة وهو يبعد تلك السكين عنه وقال بصوت مرتبك : اهدي وخلينا نتفاهم .. انا والله مو ناوي على شر ... والله ماكنت أقصد

مروة وهي تصرخ بهستيرية ولازالت تحاول غرس تلك السكين في وجهه : نتـفاهم على ايش ؟؟ انت ضربتني .. انت اكيد مجرم او حرامي وتبغى تقتلني ... وش قاعد تسوي هنا ؟؟ ميــن انت ؟؟

ابو حنان وهو يحاول التقاط أنفاسه : اهدي يا بنـت الناس ...وبعدي عني هالسكين ... أنا اسمي حنفي وكنت نايم هنا في الشاليه ... وليد يصير صاحبي انتي تعرفين وليد صح ؟؟

توقفت على حين فجأة وهدأ روعها بعد أن سمعت اسم وليد منه ، ابتعدت عنه قليلاً وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة بالغة ، لقد كانت متفاجئة مذعورة تحاول الدفاع عن نفسها بأي طريقة .

استغَل هدوءها وأخذ يبرر لها موقفه , وانه لا يقصد الاساءة ، أما هي لازالت اصابع يدها متشبثة بتلك السكين ، لردع أي حركة مفاجئة تصدر منه ، قال بخوف : الله يخليك اتركي هالسكين من يدك ... يكفي انا والله آسف

مروة وهي توجه السكين نحوه : خايف منها !!! وانت اللا كنت تبغى تطعني فيها ... الحين عمرك شفت حرامي عنده مفتاح البيت يا الخبل ؟؟ عمرك شفت حرامي يدخل من الباب ؟؟ الله يلعنك نشفت دمي

قامت من مكانها وهي تنوي الخروج ، ما حصل كان كثيراً عليها ، كانت قد تخسر حياتها بسبب غباءه ، قال وهو يحاول ايقافها : انتي خليك هنا أنا اللي بطلع هذا بيتك وأنا الغريب , نظر الى وجهها المتورم بسبب ضربته : خليني اجيب ثلج او شي عشان وجهك

فاجئته بصوتها المرتفع وهي تبصق عليه : اصص ولا كلمة انت انثبر هنا وانا اللي بطلع بغيت اموت بسببك يا ###

وقف مذهولاً بدون أي ردة فعل يراقبها وهي تختفي من أمامه .


،


في المستشفى ، كانت الممرضة جنان مع زميلتها سلمى يتهامسن وهن يحدقن في احد الأطباء ، الغيبة والنميمة هي شغلتهم الشاغلة ، يسلين انفسهن بالكلام الفارغ والقيل والقال ، جنان بصوت اشبه بالهمس : هذا دكتور سلمان وزوجته الدكتورة صبا ما يملون من بعض ، في البيت وفي الشغل علطول مقابلين بعض
سلمى : ما الومه جميلة زوجته ، جميلة قلباً وقالباً ما جربتي تتعاملي معاها من قبل
جنان : لا وين وانا من جيت لهالمستشفى كله في قسم الباطنية النحس , معلقة مابين نجلوه ومنصور ، الا هاذي دكتورة صبا وش جنسيتها سورية والا لبنانية ؟

سلمى : لبنانية على حسب علمي ، بس يا جمالها يا بخته فيها
جاءهم صوت من خلفهن : عقبالي أنا ومنصور بس
التفتا ليجدن منيرة تقف خلفهن وهي ترتدي عباءتها ، جنان : انتي مو انتهى دوامك ؟ وش قاعدة تسوين للحين ؟
منيرة : انتظر السواق الزفت متأخر كالعادة ، وانتم كله حش في الخلق ، ماعندك شغل انتي واياها ؟
جنان : انا المرضى اللي تبعي كلهم انخمدوا وناموا وارتحت منهم
سلمى : وانا بعد الحمد لله
منيرة وهي تتنهد : اقول لكم خبر حزين
جنان : وشو بعد ؟
منيرة : دكتور منصور في اجازة
جنان : ارتحنا من وجهه الحمد لله
منيرة : اففف مااتحمل اداوم بدونه
جنان : يا ريته عاطيك وجه بعد ، كل مرة يقصف جبهتك
سلمى : هههههههههههههه
منيرة : وجع يوجعك ، هو لأن ثقيل وما يعطي احد وجه ، بس مصيره لي يعني وين بروح ، أنا واياه والزمن طويل
وهنَ غارقات في الحديث الفارغ ، وادعاء منيرة حبها المجنون لمنصور وسخرية جنان عليها وضحك سلمى ، كان منصور يرتقي الدرج ليمر أمامهم وهو يبدو عليه الانفعال ، سلمى : شوفوا من جا
جنان بصدمة : بسم الله ما ينطرى لو احنا طاريين مليون أحسن
سلمى : مو على اساس انه في اجازة يا منيرة ........... منيرة !!!!!!!
كانت منيرة قد اختفت فجأة عنهما ، جنان وهي تلتفت : وش فيها ذي انهبلت ؟ وين راحت وهي تركض ؟
سلمى : مادري عنها

كانت منيرة تركض الى الغرفة الخاصة بالممرضات ، نزعت عباءتها عنها ، رتبت زيها الأبيض الذي تتعمد أن يكون ضيقاً مفصلاً لمعالم جسدها ، لفت حجابها الأبيض على رأسها وهي تظهر خصلات من شعرها ، رشت العطر على جسدها كله ، اخرجت أحمر الشفاه لتزين به شفتيها ، نظرت الى نفسها في المرآة برضا وابتسمت وهي تفكر في منصور ، خرجت من الغرفة وهي تبحث عنه ، وجدته يقف في الممر وهو يقلب أحد الملفات في يده ، اقتربت منه وهي تبتسم ولم تلاحظ عليه أنه يبدو مرتبكاً وأن مزاجه ليس في محله ، منيرة بصوت مصطنع وهي تحاول ان يبدو رقيقاً أكثر من اللازم : مساء الخير دكتور .. شلونك ؟ لا تضايق نفسك بعد اللي صار مع المريض الي توفى ، انت سويت كل اللي تقدر عليه ، تكفى لا تضايق نفسك .. حرام لا تلوم نفسك

رفع رأسه اليها ، ينظر اليها باشمئزاز وقد اخترقت رائحة عطرها القوية أنفه، ما كان ينقصه الا هذه الممرضة المتبرجة المائعة ، انه في مزاج لا يسمح له بالمجاملة ، قرر ان يتجاهلها كالعادة ورجع ببصره الى الملف الذي بيديه ولكنها لم تصمت , منيرة : مو على أساس انك في اجازة ، وش جابك لهنا ؟ لهالدرجة ما تقدر على فراق المستشفى ؟ ههههههه يا حظ مرضاك فيك بس

لم يعجبه أسلوبها أبداً ، وهو يكره ويشمئز من هذه النوعية من الممرضات ، وكيف تحدثه بهذه الطريقة وكأنها صديقته أو شيء من هذا القبيل ، قال بازدراء : أنا مو قلت لك من قبل أن ما احب تكلميني بهالاسلوب وما احب حديثنا يتجاوز حدود العمل ..... وش هالمسخرة هاذي ؟؟ انتي ما تفهمين والا كيف ؟ روحي شوفي لك شغل بعيد عني

منيرة : بس أنا كنت ابغى اتطمن عليك .... انشغل بالي عليك
منصور : ومين انتي عشان تتطمنين علي ؟ اختي والا بنتي ؟ احترمي نفسك

لم يلاحظ ان نبرة صوته قد ارتفعت كثيراً وأن انظار جميع من في الممر انجذبت اليهم , أما منيرة فقد ملأها الاحراج وهو يكلمها بهذا الاسلوب أمام الجميع ، لم تتحمل جنان الوضع ترددت كثيراً قبل ان تهتف : لو سمحت دكتور في مرضى هنا ، انتبه لكلامك .. احنا ما نشتغل عندك عشان تكلمنا بهذا الاسلوب

سلمى وهي تهمس لجنان : بس يا جنان الكل يطالع فينا

جنان : لا الوضع زاد عن حده هالمرة ، كل مرة يرفع صوته ونسكت ، لازم ينتبه لكلامه ويعرف حدوده
نظر منصور الى تلك الممرضة التي تحدثه : وانتِ ليه تتدخلين ؟ أنا ما كلمتك .... لا تدخلي نفسك في شي مايخصك

كانت جنان ستتحدث ولكن منيرة أوقفتها وهي تنظر اليها باحراج ، جاء الدكتور جهاد ليسحب منصور الى جانبه وهو يهدئه : وش فيك يا منصور ؟؟ صل على النبي

انصرف منصور عنهم ، لم يكن يقصد أن يرفع صوته وهو دائماً ما كان يحاول ان يتجاوز سخافة الممرضات بالتجاهل ولكن هذه المرة مختلفة ، فمشاكله مع نور وحالته العصبية بعد ذلك اثرت على اسلوبه
جنان وهي تحدث منيرة : والله لو أنا مكانك ما أسكت له ... خير وين قاعدين حنا عشان يكلمك كذا
منيرة وقد دمعت عينيها : بس يا جنان بس ابلعي لسانك يكفي




،

يتبع

 
 

 

عرض البوم صور خد العروس  
قديم 05-08-16, 12:58 AM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2016
العضوية: 317702
المشاركات: 36
الجنس أنثى
معدل التقييم: خد العروس عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 61

االدولة
البلدAruba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
خد العروس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : خد العروس المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )

 


،

بعد أن أيقظته ياسمين من نومه ، لتخبره بما حل بمروة وأنها خرجت ولم تعد للآن ، غمره القلق الشديد عليها ، الى أين ذهبت في آخر الليل ؟ ، ولماذا لا ترد على مكالماته ؟ خاف ان يكون قد مسَّها مكروه ، ياسمين وهي تمسك بذراعه بلطف : حبيبي لا تشغل بالك يعني وين بتروح ؟ أكيد تحصلها مع وليد ، انت دقيت عليه ؟

سامي : أي اتصلت له ومايرد هو الثاني ، .. أنا خايف يكون صار فيها شي وين راحت في هالليل بس

بعد عدة لحظات سُمع صوت الباب يُفتح ، نهض سامي من مكانه لينظر من القادم ، خاب أمله عندما رأى وليد يدخل وحده ، سامي : وليـد ... مروة مو معك ؟؟ ماتدري وينها فيه ؟

وليد : لا .. مادري عنها والله .. ليه وش صاير ؟

سامي : جت هاذي المريضة امها وتهاوشت معها وبعدين طلعت ومادري وين راحت

وليد : انا بتصل عليها بجرب

سامي : جوالها مغلق

وليد بلا مبالاة : لا تخاف عليها يوبه يعني وين بتروح الحين بتجي

وفعلاً لم تمضي دقائق الا ومروة دخلت من الباب ،
وليد : مو قلت لك ؟ يعني وين بتروح
تقدم اليها سامي وهو يتحمد الله : وين رحتي يا يوبه ؟ خوفتيني عليك

مروة باستغراب : وش فيك يوبه ؟ وليه صاحي فهالوقت مو من عادتك

سامي : ياسمين قالت لي باللي صار .. هالمراة ما ادري متى بتتركك ف حالك .. وش صاير هالمرة ؟ وش تبغى منك ؟

مروة وهي ترسل نظرات لوليد وهي تقصده بالكلام : لا ابداً يوبه مو صاير شي .. هاذي امي وهاذي سوالفها ما تخلص لا جديد ... انت لا تشغل بالك

سامي وهو يضع يده على خدها المتورم : و ضربتك بعد ؟؟ هاذي المجنونة متى بتعقل أنا لازم اكلمها واحط حد لتصرفاتها معك

مروة : لا يوبه هذا أنا طايحة مو منها .. رحت طلعت اغير جو وأنا طالعة طحت على وجهي انت لا تشغل بالك

سامي : أنا ادري انك تغطين عليها .. بس يلا على راحتك هاذي امك وانتي تنجازين معها
مروة : هههههههه لا يوبه

سامي : يلا يا يوبه أنا بركب أنام ... ومرة ثانية اذا بتطلعين اعطي احد في البيت خبر لاينشغل بالنا عليك

مروة : ان شاء الله

ذهب سامي مع ياسمين الى مخدعهما وارتقت مروة السلالم قاصدة غرفتها , لاحظ وليد عليها أنها ليست بطبيعتها ، تبدو هادئة بشكل غريب مرتبكة وخدها المتورم اثار قلقه ، يعرفها جيداً ، هناك شيء آخر حدث لها ، شيء آخر تحاول اخفاءه .ـ

دخلت الى غرفتها وأغلقت الباب ، نظرت الى المرآة لتتفحص خدها المتورم ، كان يؤلمها بشكل فظيع ، لعنت ذلك الرجل في نفسها , كيف له أن يكون بهذا الغباء ، لا عجب انه صديق وليد فبالطبع سيكون مخبول ومتعجرف مثله ، تمنت لو أنها غرست تلك السكين في وجهه حقاً ، لقد أثار غضبها بشكل مجنون وضربته تلك أخذت بها الى ذكريات مؤلمة ، سمعت صوت طرق على الباب ، فتحت الباب لتجد وليد يقف في وجهها ، مروة : خير ان شاء الله

ابتعدت عنه متجاهلةً وجوده ، وجلست على الكرسي المقابل للمنضدة وهي تبعث في هاتفها الخلوي ، اقترب منها وهو يمازحها : وش فيك يامريو ؟ مروان يا شنب انت عطنا وجه عاد

ضرب على كتفها بخفة وهو يضحك : ليه متضايق يا شنب ؟ علمنا وش فيك ؟
مروة : ما فيني شي
وليد : لا موعلي أنا هالكلام ، كلامك هذا يمشي على ابوي بس مايمشي علي أنا ، فيك شي والله فيك شي ، وش اللي مضايقكك وأنا اخوك ؟ ومين اللي عافس لك وجهك ؟

كانت تعلم جيداً انه لن يتوقف عن سؤالها ، فهو يعرفهاً جيداً حين تتضايق ، ولايمكنها ان تخفي ذلك عنه ، هو الوحيد الذي يستطيع فهمها من عينيها فقط : خلاص وليد مالي خلق اتكلم الحين ، بعدين بقول لك
وليد : طيب ، مين اللي ضاربك ؟ امك ؟
مروة بكذب : أيه امي

وليد وهو يضع يده على فكها : وش فيها امك قلبت مصارعة ؟ الله الله ، انهبلت ذي ... كأنها ضربة رجال مو مراة

مروة وهي تبعد يده عن وجهها : هذا لأنك زودتها مع الريم وأنا دائماً الضحية ... ياريت زوجها شافكم ذاك اليوم وذبحكم وخلصنا
وليد وشعر بتأنيب الضمير : أنا مادري ليه أمك تدخلك بيني وبين الريم ...... أنا بروح أكلمها ونخلص من هالموضوع

مروة : طيب يلا روح اذلف عن وجهي .... أبغى أنام
وليد وهو يضحك : ما اقدر أروح وانت متضايق يا مروان ..... خلاص عاد افرد وجهك والله الدنيا ما تسوى

مروة : هاهاها طير بس ....أبداً اللي يشوفك الحين يقول كلش ما كأنك قبل أمس مهددني ما أطب الشاليه

وليد وكأنه طفل مذنب : خلاص انسي الكلام اللي قلته .. انتي تدرين زين انك اقرب الناس لي .. ورحت والا جيت احنا مالينا غير بعض .. من متى وانتِ تشيلين بخاطرك مني ؟

مروة وانفجرت ضحكاً في وجهه : ههههههههههه يا حليلك وانت رومانسي .... تضحك خف علينا ياسيد عاطفي

وليد : هههههههه وش اسوي بعد ما اقدر على زعلك والله ، احبك يا شنب والله

مروة : خلاص بس والله شوي واستفرغ من رومانسيتك الماصخة هههههههههه ما الوم الريم يوم تركتك

وليد : جهزي نفسك عشان بكرة نروح الكويت
مروة : ما نيب رايحة .. انت بتروح حق امك أنا وش دخلني أروح ؟
وليد : ما اقدر اتركك هنا اخاف تجي امك بعد والله اعلم وش بتسوي فيك هالمرة هههههههههههه ............ وبعدين امي والله تحبك وكل مرة تسألني عنك

مروة : طيب با افكر
وليد : خلاص بسك هياط وبتروح معي يا مروان .... جهز اغراضك عشان بكرة العصر نمشي
مروة : طيب دامك مصّر بروح وامري لله

منذ صغره وقد اعتاد ان يحدثها بصيغة الذكر بسبب شكلها وتصرفاتها الذكورية ولكنه كان يقصد ممازحتها لا أكثر ، كانت مروة بالنسبة له أكثر من أخت ، فهي تعرف جميع أسراره وتفهمه حتى بدون أن يتحدث وكذلك كان هو بالنسبة لها

،

كانت الساعة الثانية بعد منتصف الليل ، يقف على قدميه أمام تلك الجثة الممددة على الطاولة ، ليس من ضمن عمله كطبيب أن يشرح الجثث ولكنه أراد أن يفعل ذلك في هذه الليلة بالذات ، يريد أن يهرب من تفكيره الذي يكاد يسبب له الجنون ، لازال بكائها يرن في مسمعه ويشعر بأثر تلك الصفعة على وجهه ، هل كان عليه أن يضربها ويأدبها ليرتاح ؟ أم ان تركه لها وهي بتلك الحالة كان هو التصرف الصحيح ؟ يريد أن يهدئ علَه يجد الحل المناسب لهذه المعضلة ، ولكنه لا يستطيع ، بقدر حبه الكبير لها يشعر بالكره اتجاهها الآن ، كيف لها أن تكذب وتتمرد وتصفعه أيضاً، هل جُنَّت ؟ لا يمكنه تبرير تصرفاتها المتناقضة ، لا شيء يمكن أن يشفع لها عن اهانتها له ، وستندم !! نعم ستندم ولن يمرر لها هذه الإهانة بسلام ، يجب أن تدفع ثمن فعلتها المهينة , يجب أن تحاسب أشد الحساب لهذه الإهانة ، امسك بالمشرط وأخذ يفتح صدر تلك الجثة ، ويتزايد ذلك الجرح كلما غرس المشرط أكثر ، ذلك السائل الأحمر الجميل الذي بدأ يتسرب الى يديه يشعره بالراحة والاسترخاء ، وكأن مادة مهدئة أخذت تجري في عروقه .

،

اغضب منك لكننى لا اتمنى ان ينزع الله حبك من قلبى ..

دموعها تأبى التوقف ، كانت نور تبكي بكل جوارحها ، أخذت تضغط على مفاتيح هاتفها ، تعاود الاتصال بمنصور للمرة المليون ، تريد الاعتذار له عما بذر منها من تصرف أهوج ، كانت دائماً ما تلومه على أسلوبه الذي يتغير عندما يفقد أعصابه ، والآن أصبحت هي مثله تماماً ، لقد فقدت أعصابه هي أيضاً ، تريده أن يرجع لتقبل يديه ليسامحها ، تمنت لو أنه ضربها ولا يخرج عنها ويتركها في هذه الحيرة ، انتهت مدة الاتصال ولم يجب عليها منصور كالعادة ، كانت سارا تبكي في الغرفة ، صرخت نور بصوتها الباكي : بس خلاص وجعتي راســي حــرام عليك ....ألقاها منك والا من أبوك اللي مادري وينه ..


،

دعني أقص شعري .. وأرسم على وجهي شاربا .. ليغفر الناس خطيئتي .. و يرضى عني والدي ..!

موجعة تلك الأحاسيس التي تتدفق الى قلبها بلا رحمة ، الغربة والخذلان والشعور بالذنب ، لا تستطيع جمع أشلاء روحها مهما حاولت ، مهمها حاولت تبقى تلك الفتاة المنبوذة المذنبة ، كانت متشبثة بكلام نور ، كلام نور هو خلاصها الوحيد من هذه المأساة ، أمسكت بأطراف شعرها القصير الغير متساوي ، ماذا لو أنها خُلِقت صبياً هل كان وقع الفضيحة سيكون أخف على المجتمع ؟ هل كان سيستمع لها والدها ؟ هل كان سيحاول حامد قتلها ؟ هل لأنها فتاة ضعيفة تآمر الجميع عليها ؟ ولا أحد يريد سماعها أو تصديقها ؟

شعرت بأحدهم يقف خلفها ، استدارت لترى تلك المرأة الأنيقة الجميلة ، ياسمين بابتسامة : صباح الخير ، هالة وبدت على فمها ظلال ابتسامة : صباح النور
ياسمين : جهزي نفسك عشان عندك موعد مع الطبيبة النفسية
هالة باستغراب : طبيبة نفسيه !!!! ليه أنا ما احتاج ، انا مب مجنونة
ياسمين : يا حبيبتي أنا ما قلت عنك انك مجنونة ، بس انتي تحتاجي استشارة نفسية ، لا تخافي ما راح يسوون لك شي بس جلسة كلام

هالة بعدم اقتناع : لا أنا ما احتاج

ياسمين : لا تاخذين المسألة بحساسية ..اسمعي كلامي وخلينا نروح صدقيني بترتاحين كثير

هالة : طيب
ياسمين وهي تضع يدها على شعر هالة : حرام كان حلو شعرك وهو طويل ليه قصيتيه ؟

صمتت هالة ولم تعرف ماذا تقول ، ثم ان هذا ليس من شأنها ، ياسمين : أنا عندي صالون .. وش رايك قبل الموعد نروح واخلي العاملة تعدل لك قصة شعرك ؟ شوفي شكله مبهدل ومو متساوي

هالة : بس اللي أعرفه أن ممنوع أطلع من الدار ... الا للمستشفى او اماكن ضرورية

ياسمين : عادي واحنا رايحين للمستشفى نمر على الصالون مافيها شي .. وبعدين لا تنسي ان انا المسؤولة عن البنات هنا وتراك بنت خالتي ليه خايفة ؟

هالة : مو خايفة ولا شي بس استغربت .... انا اول مرة اعرف ان عندي بنت خالة ماسمعت عنك من قبل من اهلي

ياسمين : أي لأني كنت ساكنة في الرياض قبل لا اتزوج ... وامي توفت وانا صغيرة فانقطعت العلاقة مع أي احد من طرفها

أومأت هالة رأسها بتفهم ، ياسمين : وعلى فكرة تراك تشبهين اختي
هالة : صدق
ياسمين : أي تشبهينها كثيير وكأنك انتي اختها مو أنا

،

داهم ضوء الصباح نومها ، فتحت عينيها ورفعت رأسها من تلك الوسادة المبللة بدموعها ، لامت نفسها لأنها استسلمت للنوم بدون أن تتطمأن على منصور ، نظرت حولها باستياء ، لا يبدو أن منصور قد عاد , أين هو كل هذا الوقت ؟ والى متى ينوي أن يغيب ؟ وأين بات ليلته البارحة ؟ خافت أن تكون مصيبة قد حلَت عليه , قامت من سريرها لتتوضأ وتصلي صلاة الفجر التي فاتتها وتعوذت من الشيطان لتبعد عن نفسها الأفكار السيئة ، ولكن لماذا لا يصدر صوت من مهد سارا ؟ ليس من عادتها أن لا تستيقظ وتزعجها ببكائها ، اقتربت من ذلك المهد لتطمأن على صغيرتها ، فتحت عينيها على مصرعيها وهي لا ترى سارا في مهدها !!!!!!! لقد كانت نائمة في مهدها اين اختفت ؟ انها متأكدة أنها وضعتها في مهدها قبل أن تنام ، اسوَد كل شيء في وجهها وهي تبحث عن طفلتها في البيت كالمجنونة .

،

توقفت السيارة التي تحمل هالة مع ياسمين أمام ذلك القصر ، نطقت هالة بشيء من الذهول : مو انتي قلتي بنروح الصالون ؟ وين احنا ؟
ياسمين : هذا بيتي .. والصالون تبعي من الجهة الثانية من البيت ... بس أنا بنزل البيت أول عشان باخذ كم شغلة وبعدين نروح الصالون
هالة : اوكي

نزلن من السيارة بعد ان فتحت تلك البوابة الضخمة ، نظرت هالة الى تلك الحديقة الواسعة بانبهار شديد ، كانت جميلة وساحرة بكل تفاصيلها ، دخلن الى داخل القصر واخذت ياسمين هالة الى أحدى غرف المعيشة : انتي خليك هنا وخذي راحتك .. أنا باروح وبرجع مابطول

أومأت برأسها بالإيجاب وخرجت عنها ياسمين ، كانت هالة تنظر مبهورة الى أناقة الغرفة ، طقم الكنب الفخم ، التحف الموزعة في أرجاء الغرفة بانتظام ، اللوحات الفنية المعلقة على الجدران ، الأرض المفروشة بالسجاد الايراني الرائع ، كانت تنظر وتتأمل ولم تلاحظ تلك العين التي تراقبها ، كان وليد ينظر اليها من ذلك الباب الخلفي المغلق الا من جزء بسيط ، كانت تلك الفتاة ذات الشعر القصير تعني شيئاً له ، يجزم بأنه قد رآها من قبل ولكن لا يتذكر أين ، أخذ يدقق أكثر بملامحها وهي لم تكن تشعر به البتَة ، يحاول التذكر ولكن ذاكرته تخذله ، أين رآها من قبل ؟ ومن تكون ؟ وماذا تعني له ؟

شعَر بيد تسحبه ، التفت ليرى ياسمين تقف بجانبه ويبدو عليها الغضب والاستياء ، تبعها ليبتعدا عن تلك الغرفة ، ياسمين بصوت حانق : انت ماتستحي على وجهك ؟ بأي حق تجي وتطل على ضيوفي ؟ مو عـيـب عليك

وليد ولازال عقله مع تلك الفتاة : مين دي ؟
ياسمين وقد ازداد غضبها من ابن زوجها المدلل : مو شغـلك ولـيه تسأل ؟ اسمع يا وليد .. انا عارفة انك واحد مغازلجي وتبع بنات .. بس هالبنت اتركها عنك احسن لك .. هالبنت خط أحمر ما اسمح لك تقرب عليها تفهم والا لا ؟
وليد وهو ينظر اليها وتلوح في فمه ابتسامة خبيثة : ريلاكس ريلاكس ... أعصابك شوي شوي

ياسمين : أنا ما امزح معــك يا وليـد والله بتشوف شي مايسرك لو تقرب على هالبنت
وليد : هههههههه ومن قال لك اني حاط عيني عليها .. من زينها عاد ... أنا بس شفتها صدفة وما اقصد شي

اختفى من امامها وتركها قلقة أن يحدث شيء لا يحمد عقباه ، لقد كانت مخطئة عندما جلبت هالة الى هنا بوجود هذا الذئب البشري .

صعد الى غرفته وهو في حيرة من أمره ، استلقى على سريره ويراوده شعور غامض بأنه التقى بها من قبل ، يحاول تذكر وتحديد هوية تلك الفتاة ، ملامحها تبدو مألوفة اليه بشكل مريب ، نهض من سريره وقد تذكر شيئاً قد يقوده الى معرفة هوية تلك الفتاة ، فتح خزانته وأخرج ذلك الصندوق الخشبي ، فتحه بهدوء وأخرج ذلك السلسال الذهبي ،تهجًأ تلك الأحرف العربية المتصلة المعلقة عليه ، وقد قادته تلك الأحرف الى اسمها " هالة "

من كان مقدر له ان يكون في حياتك سيعود اليك دائماً مهما ابتعد.



انتهى
وموعدي معاكم الأحد ان شاء الله ، قراءة ممتعة

 
 

 

عرض البوم صور خد العروس  
قديم 05-08-16, 09:59 AM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : خد العروس المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )

 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بارت رائع تسلم يمينك
أم مروه وش هالأم المريضه كيف أم تعامل بنتها
بهذه الطريقه والأب أردى منها كيف يتقبل تصرفات
بنته وخروجها في أي وقت وبأي شكل والوضع عنده
عادي مهمل أولاده وكل أهتمامه توفير الماده
فطبيعي أولادهم يطلعون بهذا الشكل لأنهم مفتقدين
التربيه السليمه والقدوه الحسنه

وليد أتوقع هو اللي في الصوره والمقطع مع هالة
او شافها وقت التصوير
لكن كيف ؟
نور الله يعينك منصور ناوي لك على نيه
وأظن هواللي أخذ بنتها

منيره تستاهل اللي جاها
جنان شين وقواية عين

هالة حلو إنها أندمجت مع البنات بدل العزله
وإن شاء الله تتعدل نفسيتهاأكثر وتقدر تثبت براءتها
والله يكفيها شروليد
إن شاء الله هالمره مالخبط في الأسماء
منتظرين بقية الأحداث

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي  
قديم 05-08-16, 10:32 AM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : خد العروس المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )

 
دعوه لزيارة موضوعي



شو دخل وليد بهالة ؟!!!!

عن جد حيرتيني كتير ،، كل ما اوجه اصابع اﻷتهام لحدا يظهر متهم جديد.


منصور .. في صراع مع نفسه وكبريائه اللي اهانته نور بتصرفها معه.

بس حاسسه مزودها كتير ..

شو اللي تمرد وخيانة.. هي كل اللي عملته زارت اختها

ومفروض يعرف قد شو متعلقة باختها.. ويعذرها.



نور رح تنصدم من اختفاء بنتها..

واغلب الظن انه منصور اجا واخدها وهادا عقابه الها.



مروة وابو حنان .. الصدفة جمعتهم مرة تانية

ولو انها لحظات كارثية وكان ممكن يأذوا بعض.



يسلمو ايديك وكلي شووق للقادم


«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

 
 

 

عرض البوم صور bluemay  
قديم 05-08-16, 10:56 PM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2016
العضوية: 317702
المشاركات: 36
الجنس أنثى
معدل التقييم: خد العروس عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 61

االدولة
البلدAruba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
خد العروس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : خد العروس المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيتامين سي مشاهدة المشاركة
  

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بارت رائع تسلم يمينك
أم مروه وش هالأم المريضه كيف أم تعامل بنتها
بهذه الطريقه والأب أردى منها كيف يتقبل تصرفات
بنته وخروجها في أي وقت وبأي شكل والوضع عنده
عادي مهمل أولاده وكل أهتمامه توفير الماده
فطبيعي أولادهم يطلعون بهذا الشكل لأنهم مفتقدين
التربيه السليمه والقدوه الحسنه

وليد أتوقع هو اللي في الصوره والمقطع مع هالة
او شافها وقت التصوير
لكن كيف ؟
نور الله يعينك منصور ناوي لك على نيه
وأظن هواللي أخذ بنتها

منيره تستاهل اللي جاها
جنان شين وقواية عين

هالة حلو إنها أندمجت مع البنات بدل العزله
وإن شاء الله تتعدل نفسيتهاأكثر وتقدر تثبت براءتها
والله يكفيها شروليد
إن شاء الله هالمره مالخبط في الأسماء
منتظرين بقية الأحداث

وعليكم السلام والرحمة
أي مروة و وليد نتيجة اهمال الاب وغياب الام .. سامي عاطي الحرية لاولاده ف كل شي وواثق فيهم ثقة عمياء والنتيجة الولد صايع و البنت مسترجلة

لا ما لخبطتي هالمرة عشرة على عشرة

 
 

 

عرض البوم صور خد العروس  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(روايتي, الانمي, الحب, ينتهي
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:41 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية