كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 186 - انتظري
- لا .
- ردها القاطع جعله ينظر إليها مجدداً ويكمل :
- هل ماتا قبل متاعبك مع القانون أم بعدها ؟.
كان توترها يزداد حدة مع كل سؤال يطرحه:
- ربما كان يجب أن أحدد لك ثلاثة أسئلة فقط بروتسوم .. انت مزعج كأمرأة عجوز.
- وانت مطبقة الفم كملزمة صدئة.
دهشت إيريس للإحباط في صوته, وفكرت بنفسها للحظات ثم أدركت أن لا جدوى من رفض إرضاء بعض من فضوله.. وليس هناك الكثير في تاريخ عائلتها يمكنه استخدامه ضدها .. حتى ولو اختار هذا, فلن تبقى طويلاً.
- ماتت امي وانا صغيرة .. ورباني أبى لاتولى إدارة المزرعة يوماً ,وحين مات منذ خمس سنوات ,توليت إدارتها.. لكن ، ما تأخذه الضرائب أجهزت عليه أسعار السوق ورسوم الدفاع .. وما أن وصلت الامور إلى هذه النقطة, حتى وجدت أنني لم أعد أنتج ما يكفي للاحتفاظ بها حتى ولو استطعت إدارتها من السجن.. هل يكفي هذا أم تريد المزيد؟
كان الصوت الذي انطلق من حنجرة كوبر يمكن أن يعني أي شيء, لكنها عرفت من صمته واستغراقه في التطلع إلى الخارج انه انهى تساؤله.
كانت السماء قد بدأت ترسل النور ,والنجوم تخبو مع تصاعد الشمس بثبات نحو الافق .. أخيراً وصلا إلى قسم من قطيع ا?بقار .خفف كوبر من سرعة التراكتور ليتوقف على بعد أمتار من أول بقرة.
نزلت إيريس من التراكتور قبل نزول كوبر حيث أوقفه على مرتفع عريض. سارت نحو مؤخرة المقصورة وصعدت إليها .. عندما وصلت إلى أعلى الشحنة, أخرجت سكين جيب ,ثم استخدمت السكين لتقطع الرباط, ورمت كمية من التبن بعيداً عن العربة قدر الميتطاع .. وفعل كوبر مثلها, فقد أخذا يرميان التبن نحو الابقار التي بأت تتجه نحوهما.
كانت إيريس مسرورة جدا للنزول والعودة إلى قمرة القيادة في التراكتور ,الدفء النسبي في الداخل كان كالترياق .. هذه المرة لم تبعد نفسها عن التلامس مع كوبر الذى أخرج الابريق الحافظ للحرارة وصب لها فنجان قهوة قوية, أخذتها بترحاب.
لم يتكلم مثلما لم تتكلم وهو يحرك التراكتور .. كانت الشمس ارتفعت في السماء الان .. واخذا معاً يجيلان النظر في الارض الخلابة المغطاة بالثوب الابيض حولهما, بحثاً عن قسم آخر من القطيع .. بعد ثلاث ساعات, كانا قد أفرغا محتويات العربة, وعادا إلى السقفية لاخذ حمل آخر.
بعد إرجاعه المقصورة إلى سقفية التبن ونزولهما من التراكتور ,سار كوبر أمام إيريس نحو السلم
المثبت إلى عمود خشبي طويل يصل إلى منتصف المخرن من الجهتين .. أخذ كلابين للتبن من تعليقة الجدار وأعطاهما لها قبل أن يصعد إلى الطبقة العليا.
أنعشت رائحة التبن الحلوة إيريس حنيناً وهي تنظر حولها في المخزن الكبير... وقفت للحظات تتلذذ بالرائحة وهي تخلع قفازيها ,ثم أدركت فجأة انها توشك على البكاء .. أعادت بضع كلمات قاسية لنفسها عواطفها إلى السيطرة ,وبدأت العمل فراحت تضرب حزمة التبن بالكلابين وترميها في العربة.
بينما كانت تقف بعيداً ,كان كوبر يرمي الرزم من الأعلى لتصل مقدمةالمقطورة.. وعملت إيريس بسرعة على ترتيب الرزم في صفوف منتظمة تشكل أساسا متينا للتحميل فوقها.
كان كوبر يراقبتقدم عملها وهو يرمي التبن, وكان اكثر من متأثر بقدرتها على متابعته. كانت الطريقة المتصلبة الكفؤة التي كانت تحول فيها الرزم الثقيلة إلى صفوف جامدة, تتلاعب بإحساسه العادل... لديه رجال يعملون له لا يتحركون بنصف سرعة ومستوى كفاءتها.
|