كاتب الموضوع :
رشآ الخياليه
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: ما وراء الغيوم... بقلمي/ رشآ الخياليه
39))ما وراء الغيوم...
.
كل الذين هويتهم و أحبهم
رحلوا و ما تركوا المحب يداري
دمع الهوى و مرارة القلب التي
رسمت على خط العناء مساري
إني أحاول أن أكون مكابراً ،
مالي قرار قد أخذتِ قراري .
في القرب حُبك نارٌ تحرق مُهجتي ،
قدري بأن أحيا صريع النارِ !
كم من حبيبٍ قد أضاعَ صوابه ،
وأنا أضعتُ الحب في مشواري !
*
.
.
.
.
استيقظت على اتصال من ام رواد، قد تأخرت في النوم اليوم ...
انعشت نفسها و تفقدت طفلها ثم خرجت من غرفتها وهي هادئه جداً...ومتكاسله،
جلست على كرسي المكتب وهي ترى مكان صراعهم البارحه، و تتمعن في علاقتها معه.. كيف جرها التعامل بقلبها لأن تصرخ في وجهه وان تقلل من أدبها معه!
كانت تظن أنها عقلانيه وتفتخر أنها لم تتبع قلبها يوماً فهي تعرف أن إتباعه مهلك وذلك ماحدث..!
ماذا لو تجاهلت قلبها؟ ...لا يمكنها ذلك،
في الحقيقه هي لم تتبع قلبها في السابق لأنها لم تحب ، ولكن بعدما إستحوذ عليه، باتت تتبعه بشكل لا إرادي و بتصرفات خارجه عن حساباتها تماماً، ، رحماك ربي أين المفر؟!
تركت جلسة تأملها هذه وهي تخرج من جناحها لابد وان ام رواد الآن غاضبه لتأخرها في الخروج من صومعتها، .
ابتسمت وهي ترى اميره جالسه لوحدها ويبدو انها تحاول ان تحفظ شيئاً ما في كتابها/صباح الخير اموره
رفعت رأسها لها/صباح النور.
جلست في الأريكه المنفرده بعدما اخذت فنجان قهوه/وش تسوين حبيبتي
مدت شفتيها ببراءه/جالسه اتدرب على القراءه
حضرت ام رواد وهي تأمرها/يلا كملي قراايه انتي، الشموس صح النوم، وش أخرك اليوم؟!
بلا اي تعابير/اسهرني راكان.
بقلق/خفت عليك البارح،اعصابك كانت مشدوده
ارتشفت فنجانها بتجاهل مزيف...
تجاهلت فتح الموضوع الآن و عادت لتلتفت لطفلتها/هاه مستعده تسمعينا قرايتك؟!
تأففت وهي تتكتف وتترك كتابها على الطاوله/ماااقدر اقرأ بصوت عالي يماما
ام رواد/حاولي كذا مره، المحاولات بتخليك اقوى و بتنجحين.
بضعف طفولي/قريت فالفصل وماعرفت وضحكوا علي البنات حتى صديقتي رنيم تقول معاد ابي اصير صديقتك علشان البنات ضحكوا علي، خلاص معاد ابي اروح للمدرسه
ابتسمت لها وهي تداعب شعرها/ماعليك منها، ولا تزعلين نفسك علشان رنيم تركتك، لأن لو هي صديقتك فعلاً ما تركتك، بس هي من البدايه ما كانت صديقتك..بكرا تلقين صديقه احسن منها.صح
ابتسمت بدمعه/اي صح..
ام رواد اخذت الكتاب وأعادته لها/يلا حبيبتي روحي هناك و حاولي ، اذا صرتي جاهزه تعالي اقرأي وانا والشموس بنسمعك طيب؟
اتسعت ابتسامتها وهي تقف/طيب..
فكرت جيداً في الحوار البسيط الذي دار أمامها، فعلاً من تركنا لم يكن لنا منذ البدايه ولكننا كنا نتوهم العكس..
العلاقات المنتهيه لا تستحق إهدار الوقت في التحسر عليها، بينما نستطيع ان نعيش افضل بعدها..
استغربت ابتساماتها وسرحانها في المكان الذي كانت تجلس فيه أميره/شكلك رحتي بعيد، وين وصلتي؟!
انتبهت لها و التفتت إليها/للشتات.
فهمتها/عسى الله يجمعك بنفسك.ويخزي ابليس.
استغربت ردها وكأنها تعرف ما يحدث بينها وبين عزام، إلتزمت صمتها..و أكملت إرتشافها لقهوتها..
صمتت وهي تلتقط فنجانها بهدوء، منذ ولادتها لم تهتم بفطوره ولا اكله ولا حتى قهوته/الملامح فضّاحه، ان مارتاحت يبيّن عليها. و الجفى تكشفه المعامله، و الناس مالها إلا الظاهر.
إبتسمت لأن هذا مايجب عليها ان تفعله لذاتها، و كأن حديث أم رواد مقصود لها حرفياً، ستتخذه كتنبيه لها لتتجاوز مضاعفات تتبع قلبها/وين نيفادا؟! مانزلت ولا طلعت من غرفتها من بعد اللي البارح؟
ارتاحت لهدوءها وهي تسأل و ان كان هدوءاً غير متوقع ومثير للشك/اكيد رحت لها و اخذت معي فطور تاكله بالغصب كيف اخليها لهالوقت بدون اكل وهي حامل ،
وضعت فنجانها وهي تشعر بتشتتها/آه والله صدمني خبر حملها، البارح ، صدعت و مانمت زين و... " تنهدت"
تتفهم صدمتها جيداً/عادي يابنت الحلال و اذا حملت وعمرها17 خير يا طير...بنربيه معها ماعندي مشكله انا "ابتسمت"
التفتت إليها باهتمام/يا أم رواد بتتعب وبتتأثر دراستها، الحمل و التربيه مو سهلين وهي للان طفله وتنطنط ، شوفت عينك امس تراكض ولولا لطف الله مدري وش بيصير فيها، الموضوع اكبر من انو نتقبل حملها، لأن في اشياء كثيره تترتب على هالحمل...
ابتسمت لها/ماعليه انا أمها و بتكفل بها و بولدها بعد والدراسه ماراح تتأثر ان شاء الله
بقهر/ما غابني إلا عزام كان يقول قاسي متعهد لي ما يدخل عليها الا بعد العشرين
رفعت حاجبها بإستنكار/وشو؟!! هالشرط والعهد اصلا مايجوز.، عاد هو رجال المفروض ما يفرض هالشرط، انتي من عقلك ان فيه رجال صاحي يتزوج ويمسك نفسه عن زوجته؟! إلا عاد واحد عنده مشكله!
بتشتت/انا كنت شاكه بس مكذبه هالشكوك لين صارت المصيبه
استشفت ما حدث من حديثها/مصيبه!! الشموس لا يكون زعّلتي عزام منك؟
إكتفت بالصمت وهي تكمل إرتشاف فنجانها، بالأصل كل ما بينها وبينه خراب، كل شيء منهار، و صار من الواجب ان تضع حداً لتدهور هذه العلاقه التي وصلت لأن يتذمر كل منهما من الآخر..
،
.
،
.
،
.
،
.
،
اليوم من اصعب أيامه فقد والده وأخيه في يومين متتالين..،اصبح الرجل الأكبر والمسؤل عن هذه العائله،
دخل عائداً من الخارج وهو يرى عبدالله يلعب مع اخته من ابيه في الحديقه ، انتبه للماء خلفهم، الجميع منشغل عنهم، حمل الطفله و امسك بيد عبدالله للداخل..من الآن سيكون أب لهما أيضاً..
لاحظت دخول أخيها يحمل اطفال ماجد لتتجه اليه بلهفه/شفته؟!
بضيق/رفضوا بيكشف عليها الطب الشرعي
وضعت يدها على صدرها تهدء روعها/الله يرحمه و يلطف به ويسامحه
تنهد وهو ينزل الطفله/انتبهوا عالصغيرين لا تخلونهم يطلعون برا لين نسور البركه هالصغار بذمتي
مسحت دموعها وهي تلتقط الطفله/طيب شبتسوي هاللحين ماعرفت القاتل؟!
خاف النطق بأسمها فيتأثر عبدالله من معاملتهم/القاتله وحده من اللي كان يعرفهن الله يرحمه ماله داعي احد يدري يا جوزاء، القضاء بياخذ لماجد حقه منها..و بدون شوشره..امك و سلطانه لا يدرون القاتله قولي هوشه وصار اللي صار فاهمه؟
حركت رأسها بالإيجاب/اكيد
تساءل/وين امي؟!
بضيق/امي ماجفت دموعها عورت قلبي فغرفتها و سلطانه تجمع اغراضها بتروح اهلها
رفع حاجبه بحزم/لا سلطانه تقعد هنا مالها طلعه، لين تنتهي عدتها في بيت زوجها، هذا اللي نعرفه.
حركت رأسها بمسايره/ان شاء الله ترضى
بنبرة أمر/قولي هذا أمر فيصل..و بس. انا رايح غرفتي ارتاح قبل يجون المعزين.
ذهب لتتأمل هذين الطفلين بحزن.. و حسره على حياة والدهما الضائعه..!
.
.
،
.
،
.
،
ألمانيا،
منذ الصباح وهي ترافقه كعادتها، رحمته من هذا العناء كله تمنت للحظه لو كانت مكانه حتى لا ترى نظرات الانكسار في عينيه مهما حاول ان يكون عادياً و قوياً أمامها، ما اشد قهرالرجال..
دخل الأشعه المغناطيسيه و ظلت هي في الممر تنتظره واقفه..،
اغمضت عينيها وهي تسند ظهرها على الكرسي، مرهقه من هذا اليوم الطويل، ماخفف التعب انهم سيدخلونه التنويم اليوم .. و تم تحديد العمليه..
رآها من آخر الممر تقف هناك وحيده، ابتسم وهو يقترب ويقف وبينهما مسافه كافيه ظل متصنماً يتأمل عبوسها وامتعاضمها من هذا الإرهاق كان يريد الحديث ولكن كعادته تصاب مفرداته بتشنج حين يلتقي بها..حقيقةً هو يلعن ذلك الخرس المؤقت الذي ينتابه أمامها...!
شعرت بأن احدهم يحدق بها ولربما بالقرب منها لتفتح عينيها وهي تعتدل واقفه/وليد!
حاول ان يكسر عينيه ولكن لم يستطيع، المثاليه تسقط امامها و يرفع الغباء رايات نصره/معليه تأخرت عليكم
صدت وهي تحاول ان تختصر/مشكور بس ماكنا ننتظرك!
اقترب خطوتين/انا قايل لنايف اني بجي اليوم.
تكره إرتباكها الذي يسببه وجوده بالقرب منها، تمنت اي شيء ينقذها من ورطتها معه، لمحت ممرضه تخرج لتذهب وتسألها عن اخيها ولكنها اجابت بأنه مازال هنالك وقت..
ابتسم لطريقة تهربها وعودتها لكراسي الانتظار ومحاولتها تجاهله...، ليظل واقفاً متكأً وعينيه عليها، وهل يفضح الرجل سوى عينيه!
لا تخفاها حركاته، و تعرف لغة جسده تماماً هو مكشوف بالنسبة لها لذلك هي تتحاشاه..تقتصر كل احاديثها معه وتقطع كل محاولة حوار، "عليه ان يحترم كونه متزوج" تريد ان تردعه ولكن يالضعفها أمامه...لذلك السكوت هو الحل أمام ضجيج احاديث قلبها....
لاحظ يديها خاليه من ذلك الخاتم الألماسي البغيض الذي سبق وقد رآه..حمدالله كثيراً انها لم تتزوج، عرف ذلك من احاديث نايف حينما سأله لو أتى زوج ليال معهما، لن يفرط بها هذه المره... ما اقبح ان تريد بشدّه الحديث مع من تحب و تعجز عن فتح موضوع معه..اي شيء للحديث اي شيء لسماع صوتها ومناوشتها أطراف الحديث!
الممر خالٍ تماماً هدوء تخشى فيه ان يستطيع احدهم سماع ضربات قلبها المرتبك...لتلتفت اخيراً لتصطدم بعينيه، عينيه لا تسقط منها/اظن ماله داعي وجودك، تقدر تمشي وانا بقول لنايف انك جيت واعتذرت بشغل
بابتسامه صغيره/هذي طرده محترمه؟!
لم ترد ، لعن الله ذلك الارتباك الذي يضعني في مواقف غبيه..
إلتزم صمته ببنفس الابتسامه والنظرات...،
صدت بصمت..هو ليس بطبيعي بالتأكيد
تنهدت بغضب،بعادتها صريحه،لعله يحتاج صراحتها لتبعده، ولكن لا لن تحرج نفسها اكثر من ذلك،
وقفت بتوتر واضح وقررت الذهاب وتركه..،
ولكنها توقفت تسمعه..
تحدث وهو يراها تذهب من أمامه/انتبهي على نفسك.
اكملت طريقها حتى نزلت للاسفل لتتوقف تفكر بتصرفاته العاديه جداً و تصرفاتها المتوتره بلا مبرر!، ليست غبيه ولكن حضوره يجعلها تبدو بلهاء جداً!!
لمحت مقهى قريب خاص بالمستشفى، اتجهت إليه..لتطلب طلبها لعلها تركز فيما تفعله...
لمحت احدهم يقف هنالك يرتدي معطفاً بنياً و بنظارات سوداء وشال اسود يغطي فمه و لا يظهر سوى أنفه، جعلها تشك به حينما صد عنها فور ما لمحته!!!
جلس في كراسي الانتظار بعد ذهابها، لم يسبق أن أخطأ بحقها ولم يتعدى حدوده يوماً معها فلماذا هذا الصدود الذي يجعل قلبه يتعلق ويتشبث بها اكثر..؟!
سمع صوت خطوات مستعجله إلتفت ليراها من بعيد تلتفت لخلفها لحظات ثم تواصل سيرها، تبدو مرتبكه..!
وصلته اخيراً لتقف وهي تشعر بالأمان..قدمت له كوب قهوه بصمت..
اخذه وهو غير مصدق أنها هي التي تقدم له القهوه/شكراً.
لم ترد، تركته بنفس صمتها لتذهب عند باب القسم وتقف ترتشف قهوتها بعيداً عنه..تفكيرها الآن بات مشتتاً بين اخيها وذلك الذي ظنت انه يراقبها...تريد ان تتجاهل تلك الأفلام التي تدور احداثها في مخيلتها الآن...
أخذ في إرتشاف قهوتها وعينيه على تلك الصامته تبدو خاويه من اية مشاعر ممتلئه بذاتها فقط ،لا يثيرها شيء ولا تكترث لشيء،
"قد ذهبت شبه محتجه على وجودي هنا وعادت بكوبين قهوه لي ولها....بماذا تفكر تلك الصامته!!!"
.
،
.
،
.
،
،
.
.:
دخل عائداً للمنزل بعد سفرته القصيره، لا أحد هنا ، غريب!/يا هند ؟! هند...شهد!
لم يتلقى الرد لاحظ خروج الخادمه من جهة المطبخ/سير هند صغير و شهد روح سوق مع تركي
بتساؤل/طيب وين مدام؟ موجوده والا راحت بعد؟!
الخادمه/مدام فوق..
تركها بهدوءه وهو يصعد الدرج..ليس من عادتها ان لا تنتظر وهي تعلم بوقت عودته!!
فتح باب الغرفه وهو ينادي بصوته الجهوري/هند!
رفعت رأسها من على يديها و إلتفتت إليه محاولةً رسم الإبتسامه، وهي تقف وتستقبله وتسلم/هلا بحبيبي.
شد على عناقها بشوق،ليهمس/من زعل حبيبتي؟!
استغربت كيف عرف بضيقها/محد زعلني
ابعدها قليلاً ليرى بريق عينيها واحمرار انفها وهو يبتسم/اعرفك لا ضاق صدرك، يلا قولي وش مزعلك هاه؟!
عادت لتعانقه مجدداً،خائفه جداً من ان ينتهي تعلقه بها خائفه ،من أن يبرد هذا الوهج الذي في عينيه حين يراها، خائفه ان لا تستطيع الحفاظ عليه،همست/تأخرت الدوره اسبوعين توقعت اني حامل و كنت بس ابي اتأكد لكن اليوم نزلت الدوره وكل شيء تبخر!
ابعدها عنه ليرى عينيها المبلله/هند! ليه تبكين هاللحين؟! و إذا ما صار حمل يعني؟! تقومين تحزنين كذا
تركته بضيق لتعود و تجلس على أريكتها/صالح حس فيني انا من شهور اخطط أحمل،بس ما الله كتب!
ابتسم وهو ينزع شماغه ويجلس بجانبها ويلفها إليه/ناظريني..
ابتلعت الغصه وعينيها تلتقي مجدداً بعينيه/خايفه يموت صبر انتظارك علي واموت بحسرتي
لاحظ بريق عينيها يزداد ليمسح تلك الدمعات/حملتي والا لا ، سبق وقلت لك انتظرتك عُمر يا هند ومستعد انتظرك عمر ثاني. متى بتصدقين ان مالي بالهوى غيرك؟!
اخذت يده من خدها لتقبل باطن كفه وتضعها بين كفيها/مع هذا انا مصممه على الحمل،لازم اروح عياده واكشف ولازم انت تكون معي
بمسايره/اذا هذا بيريحك ماعندي مشكله نروح عياده ونكشف
ابتسمت وهي ترى هدوء حديثه وصوته الذي يبعث الراحه لقلبها/دريت؟!، نيفادا حامل
اتسعت عينيه من دهشته/لا لا ماصدق ..هالبزر لين العام اشوفها تلعب كوره مع اخوانها
بابتسامتها/والله هذا اللي صار..
ضحك وهو يتذكرها/عيت تدخل مخي هالطفله حامل
بابتسامه جانبيه/أي طفله؟! عمرها 17 سنه يا حافظ..
رفع حاجبه وهو يبتسم بخبث/يعني برايك البنت من هالعمر تصير ورده وتصلح للزواج هاه؟!!
عبست وهي تمد يدها وتشده من ياقة ثوبه/وانت شعليه تسأل هااه؟!!
ضحك/وانتي ليه عصبتي؟!سؤال عادي!
تركت ياقته/صااااالح!!!
امسك بيدها/لبى اسمي..طيب هاه قلنا بنسوي اللي تبينه وبنروح العياده نكشف ، وش مضيق صدرك بعد؟!
استغربت وهي تلتفت إلى عينيه/انا ماشكيت وش دراك ان صدري ضايق!
بهدوء/انتي انسانه بسيطه، الفرح والحزن يبينون بعيونك، بس إذا حزنتي او كنتي قلقانه من شيء تناظرين اي شيء غير وجهي، ويدك تكون مشغوله ببعض بشكل ملفت و لا إرادي حتى شوفي<<<أشار إلى يديها
انتبهت لكفيها التي تعانق بعضها، للمرة الأولى تنتبه لهذه النقطه، من اللطيف ان يحبك شخص ويعرف أدق مشاعرك من مجرد حركات جسدك!/ما اخفيك انا البارح تركت الشموس وهي بحالة غضب وصدمه، وكأنها كانت شايله فكرة حمل نيفو من حساباتها!
ابتسم/عاااد الشمووس!! هنا المشكله غير فعلاً، بس مالها غير تتقبل الوضع
خافت لم تستطيع اخباره بعهد قاسي لعزام/هاللحين عذرت قلقي وخوفي عليها!
وقف وهو يتذكر تعاملاتها التجاريه وقرارتها/بعذرك ، الشموس صارمه بقراراتها وصعبة الإقناع، ومو بعيده تعتبر حمل نيفادا كسر لإرادتها! وهنا العواقب بتكون غير متوقعه.
تنهدت/الله يستر خايفه عليها هالبنت صايره متغيره علي مره،
امسك بأناملها/ماودك تقهويني عاد؟! وخلي الشموس بتحل امورها بنفسها لا تشيلين همها، يمكن كل ردة فعلها مؤقته و بتلقينها هاللحين متقبله الوضع
.
.
.
.
،
وقف كثيراً يتأمل هذا الرجل الذي يجهل كل شيء عن نفسه و يصمت كثيراً..منذ استعاد وعيه وهو صامت حتى ساعده عزام و حرك السرير ليجعله شبه جالس ولكنه عاد ينظر ليديه بصمته تتخلله تمتمات ذِكر و استغفار.. غريب فقد كل ذاكرته ولكن بقى قلبه معلقاً بالله..، لم يفته انه سأل عن ابنته لتجلب له وضوء الصلاة، و بالكاد أقنعه بالتيمم..
اقترب منه وهو يناديه بنبره محببه/يا خال
رفع رأسه له وابتسم له، كثيراً ما يراه حوله،بات يألف وجهه،تحدث أخيراً/انت من يا ولدي؟
ابتسم له،يبدو ان صحته تتحسن/انا عزام ،اعتبرني ولدك..
تأمل إبتسامته كثيراً،نعس طرفيه واضح جداً، ملامحه محببه له و كأنه يعرفه منذ زمن/انا اعرفك يا ولدي؟!
حرك رأسه بالإيجاب وهو يبتسم له/ماني معلمك انت تذكر وين شفتني،
تأمل ملامحه مرةً أخرى، كانت تشدّه عينيه بشكل عجيب/والله يا ولدي احس اني اعرفك بس ماني متذكر
أخرج سُبحته من جيبه ليقدمها له/تفضل هذي هديه مني ياخال
ابتسم وهو يأخذها/ما شاء الله .الله يحفظك و يوفقك
إلتمعت عينيه وهو يراه يلتهي بالتسبيح والإستغفار بعدما أمطره بجميل الدعوات..كم من الهدوء يرافق هذا الرجل المجهول..ابتسم لهذا الكم من الخشوع والسكينه التي تحيط بحديثه و سكوته..!
جلس ينتظر قدوم تركي الذي أوصاه بأعمال صغيره ينهيها برفقة دراسته..رن هاتفه ليرد/هلا تركي
على الطرف الآخر/عزام خلصت كل اللي طلبته مني اليوم
ابتسم/بيّض الله وجهك يا تركي، الله يجزاك خير و يكتب لك اضعاف الأجر .
على الطرف الآخر/امين..هاه تامرني بشيء ثاني
بهدوءه/سلامتك ارجع البيت مابي احد يشكي لي منك، تراني طاق الصدر قدام الجماعه وقايل انك اخوي الصغير
ضحك/ابشر ابشر ..انت للحين عند ابو هوازن؟!
استغرب/إيه شدراك
على الطرف الآخر/صوت الاجهزه عندك..
بابتسامته/ايه انا عنده..يلا تركي اسلم
اغلق الهاتف منه ليلاحظ هاتفه مليء بالانصالات والرسائل من الجميع إلا هي...يالقسوتها، لم تكترث لغيابه!!
"رجل مثلي خُلق من طين الوجع، عشت وحيداً جداً و سأموت ولن يكترث لفقدي أحد...يالهذه الحياة الفاجعه؟!"
رن هاتفه مجدداً ليبتسم وهو يرى اسم عمته لولوه ليفتحه ويرد عليها خارج الغرفه..،
.
،
.
،
.
،
.
،
.
،
.
تنهدت وهي تتجه لغرفة اختها، لم تنزل منذ البارحه خافت، طرقت الباب لينفتح امامها و هي ترى اميره تخرج ويتبعها وسام من نفس الغرفه، لتراها واقفه قد رتبت اشياءها وكأنها تنوي الرحيل/مساء الخير!! ليه مانزلتي من صبح
عرفت إمتعاضها من نبرتها/حبيت ارتاح شوي
لاحظت حقيبتها مرتبه/على وين النيّه؟!
بتأفف/بليز الشموس لا تبدأين مو رايقه و كبدي لايعه
بابتسامة سخريه/لا تتذمرين باقي قدامك مشوار شهور من التعب بعد و الولاده
اكملت ترتيب حقيبتها/الله يسهل ان شاء الله
لم تستطيع كبت غضبها/يعني هاللحين بتقنعيني انك مبسوطه بحملك؟! من كل عقلك؟!
رمت ما بيدها لتلتفت إليها بإصرار وابتسامه/اي مبسوطه و من كل قلبي بعد مو بعقلي بس، هالحمل احسن شيء صار بحياتي فهمتي؟!! و إلا أعيد!
ابتسمت وهي تصفق لها/برافو .. تحملي كل اللي بيجيك ولا تشكين بعدين..بس لا تروحين الليله عمتي لولوه جايه مع بنتها عبير.،
بمحاولة هدوء/ماني رايحه الليله علشانه .
تركتها وهي تذهب ومازالت تفكر بها لتلتفت وتعود إليها بهدوء يغلب عليه القلق/ياليت تمسكين ارضك وتتركين النطنطه خلاص ببطنك جنين انتي مسئوله عن حياته، انتبهي انفسك زين مالي خلق زيادة تعب ، يكفيني وجعي.
صمتت بندم وهي تراها تخرج بعدما أوصتها بنفسها و كأنها تتهرب من شيء، كيف توصيها وهي غاضبه! هي هكذا مهما غضبت القلق يتضح على ملامحها، جلست تؤنب نفسها كثيراً مهما كان الشموس لا تستحق الصراخ في وجهها، هي حنونه جداً و ان بدت قاسيه وجباره في تصرفاتها ..هي تعرفها جيداً..
.
،
.
،
.
.
،
.
،
عادت لغرفتها حزينه وهي تغلق الباب خلفها..ياللكتمان الذي تعيشه..
القلق، عدم الراحه كلها تحيط بها، تريد الهرب من كل هذا ان تغسل ذاكرتها منه ،لتعود كما كانت بلا هم .. بلا تفكير غير مجدي بشخص كان يستغفلها منذ تزوجا، حتى اعتذاراته المتكرره لم تجدي نفعاً فكلما رأته جاء أمامها شريط ذلك الفيديو مع تلك الساقطه والرسائل التي قرأتها صدفه في هاتفه و كانت تتجاهلها حُباً..لكن ان تراه مع غيرها و ساقطه لم تستطيع التجاهل ابداً وما يمنعه ان لا يلمسها وهي زوجته؟!! لم تعد تثق بشيء..
سمعت صوت بكاءه،حاولت التنفس براحه، اخذته لتخرجه من سريره ليهدىء بسرعه ويسكت راحت الى الأريكه لتسترخي بجذعها وتضع رأسه على صدرها داعبت أنامله الصغيره حتى نام مجدداً، كان فقط يحتاج عناقاً...إبتسمت بدمعه "أنا أيضاً أحتاج"..
سمعت صوت الباب ظنت انه هو، مالذي أتى به في هكذا وقت! هل إشتاق ..و لم يقوى على البعد يوماً؟!
طُرق الباب مجدداً/الشمووس احد ينام هالوقت؟!!
ابتسمت لخيبة أملها، لم يفكر بها، حملت طفلها للباب وهي تفتحه/هلا عبوره
عانقتها بشوق لتلتقط الطفل بشكل خاطف/هلا راكاان
عبست وهي تضربها بشكل خفيف على كتفها/عبريني على الاقل!
اخذته و تنوي الخروج من الجناح وابتسامتها تتسع/حبيبتي راحت عليك ، انا هالمره جايه مخصوص علشانه..
لحقت بها/لحظه يا عبير الولد نايم، و بدون لفه بعد ..
خرجت مسرعه ناحية لولوه التي تجلس مبتسمه وهي ترى عبير تلعب بأعصاب الشموس/يابنات بسكم بتروعون الصغير
توقفت الشموس وهي تلتفت لعمتها/شايفه يا عمه؟!!
راحت لتجلس بجانبها وهي تريه لأمها/يمه شوفي
ارتاحت بعدما جلست لتذهب وتسلم على عمتها وتجلس/هلا عمتي زارتنا البركه
ضحكت/هاللحين توك تذكرين السلام
رفعت حاجبها وهي ترمق عبير بنظرات تهديد/شسوي باللي خذت قلبي
ضحكت هي الاخرى/معليش حبيت اختبر أمومتك طلعتي زينا والله، رحمتك قربتي تبكين هههه
ابتسمت اخيراً/لا والله!!! شرايك اخذ ولدك هاللحين واسوي بك مقلب علشان تعرفين
ما زالت تضحك/لا تكفين..شريره وتسوينها!!
ابتسمت بخبث/إيه اعقلي...يا جووري وين القهوه؟!
وضعت راكان في حجرها لتسألها/اتصلت بعزام اليوم علشان يجي يستقبلني من المحطه و قال مسافر وارسل لي تركي..وين رايح زوجك؟
استغربت واحتارت كيف ستجيبها/يمكن سفره طارئه ماقالي عنها..
بقلق/لي منه اسبوع ماتصل بي، ماتعودت يقطعني، اشتقت له
ابتسمت عبير/ناظري بحضنك هذا نسخته معك.
كانت هي اول من اتجه اليه بعينيها، هل يشبهه حقاً؟ لم تصدق عينيه لم تصفي لتتضح لون العدسه جيداً/مايشبهه
ابتسمت لولوه/هو بس العيون ونعاستها لعزام واضح اما الباقي لك..
وهل قتلها إلا عينيه؟! ..صمتت وهي ترى عبير تلتقط له صوراً برفقة عمتها و معها...
وقفت وهي تحمل راكان/ابعدي عني تركي بالمجلس ويبي يشوف راكان،
خافت/بس يا عمه
بإصرار/ولا كلمه أنا جدته بعد يلا..
بابتسامتها/ماعليك منها يمه روحي بركون وسوي فيه اللي تبين يالغاليه.
بقلبها وعينيها راقبت عمتها حتى اختفت/استودعتك الله الذي لا تضيع ودائعه
راقبت نظراتها وتصرفاتها مع طفلها ويديها التي تضعها على صدرها/ودي اصورك فيديو واحتفظ فيك بهاللحظه، سبحان الله، انا ماسويت سواتك مع ولدي
امسكت بتعليقة سلسالها بارتباك وهي تتحدث/بلاش مبالغه يا عبير. كل أم تخاف على عيالها وتحبهم
خفتت ابتسامتها/يمكن علشان ماتعودت اشوف منك هالجانب من شخصيتك.
التطرق لشخصيتها بدأ يثير حفيظتها مؤخراً ، حتى نيفادا انتقدتها، ابتسمت بسخريه/يا هالشخصيه الغامضه، اللي الكل يستغرب تصرفاتها!
فهمت من جوابها ماتريده/وش صاير بينك وبين عزام؟!
إلتفتت إليها مستغربه/من قال انه صاير شيء؟!
اشارت ليدها/الخاتم رجع مكانه وطارت الدبله ..و باب الغرفه مقفول!! تكلمي بس وش المشكله.
وحدها عبير تعرفها بدون ان تتحدث/وتلوميني إذا قاطعتك!!
ابتسمت بخبث/لأنك مكشوفه قدامي..الشموس انا وانتي صحبة عمر اعرفك اذا ضاق صدرك، اعرفك اذا نطقت عينك فرح..من اول زياره لك بعد الولاده ماكنت مرتاحه لحالتك، قلت يمكن ارهاق الولاده لكن نزع الدبله و تقفيلة الباب خلتني اتأكد انزالمشكله تخص عزام.
توترت وهي تنكشف أمامها/يااه يا عبير اكرهك.
ضحكت/اكرهيني مثلما تبين كاشفتك كاشفتك، الليله بنام هنا و بنسولف
يستحيل ان تخبرها بالخيانه فقط همست لها/اسكتي مرت ابوي و نيفو جايات..
لحظات لتحضر نيفادا و ام رواد ...
.
،
.
|