كاتب الموضوع :
رشآ الخياليه
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: ما وراء الغيوم... بقلمي/ رشآ الخياليه
35))ما وراء الغيوم...،
,
.
ما ذنبي ان كان الحظ ينفيني من موطنه لشتات النفس و موانىء الخيبات ؟!
ماذنبي ان كنت اخشى فقدانك وفقدتك رغم حرصي و رغم خوفي و كل إحتياطاتي!
قولي لي، ماذنبي إن كان حبك نقطة ضعفي؟!
وجعلني رجلاً خائفاً من ماضيه ان لا يتكشف امامك فتحرقيه بنارك وتذرين رماده لرياح الفناء؟!!
،
في عمله منذ تلك الليله..
تجاهل كل تصرفاتها الآن لن يتعرض لها حتى تهدأ وتتجاوز تلك الصدمه التي جعلتها تلد في غير وقتها،
لا يلومها في اي شيء تفعله، وإن كرهته لا يلومها ..كان مخطىء حين اخفى كل تلك الحقائق التي حدثت في الماضي، ..
لم يزورها منذ تلك الليله..يجب ان لا يريها وجهه الآن..
حتى طفله لم يحتضنه كما يجب لمحه عند الحضانه فقط..
لعن مها التي تسببت في دمار كل شيء و بالأخص لحظة قدوم أول طفل..
رن هاتفه ليشتت افكاره ويرد بعد رؤية إسم وليد يضيء الشاشه/هلا وليد...وعليكم السلام
على الطرف الآخر/مبروووك ما جااك يابو راكان
بدون اي ردة فعل/الله يبارك فيك، عقبالك وليد
بسعاده/امين يا رب..هاااه خلاص معاد تعطينا وجه من يومين ماترد على مكالماتي
ضحك اخيراً/ولا اعبركم بعد .احمد ربك اني رديت عليك هاللحين
وليد/اجل يفتح الله الموضوع اللي قلت لي عنه مااافي دور غيري
اعتدل جالساً بعد ذكر الموضوع/بالله عليك لقيت؟!
وليد/وانهيت الاتفاق بعد الاوراق كانت كافيه وراضحه وانا شرحت الباقي
براحه/بيّض الله وجهك يا وليد ماقصرت انت ازحت عن ظهري حمل كان بيقصه...بس ماقلت لي انت مالي يدك من موضوعه؟!
بتأكيد/ايه متأكد لا تخاف ما اتفقت الا دارس الموضوع كله، المهم متى ناوي يجي ولد عمك؟!
اخذ في التفكير كيف يقنعه/حالياً مافيه وقت حددنا ملكة بنت عمي ..اذا خلصنا بجلس انا وياه و نتفق،الرجال للآن متردد..
لم يتردد في السؤال/ليال؟!
استنكر سؤاله،في الحقيقه هو يعرفها وكان طبيبها ولكن ذلك أمر يزعجه/ظنيت ان الاطباء ينسون مرضاهم
ضحك من نبرته،فهم انزعاجه،رغم ذلك لم يغضب/من المهم ان الطبيب له ذاكره حديد..حياة الناس ماهي لعبه ياصاحبي
ابتسم اخيراً/بهذي صدقت...المهم وش اخبارك وليد وشهي علومك؟!
تغيرت نبرته بعد اقتناعه بزواج ليال/العلوم خلها على الله..قريب بيجي لنا بزر و بينسينا ان شاء الله.
استغرب نبرته/البزارين احيان يزيدون التعلق يا وليد ما ينسّون.
بتنهيده على الطرف الآخر/الله كريم.. المهم انا ضبطت الامور مع الدكتور عاد انت ضبط امورك مع ولد عمك و بلغني..تامر بشيء يالغالي؟!
بابتسامه/سلامتك ..
اغلق هاتفه وهو يحاول التنفس بإسترخاء، أمامه حياة صعبه يجب عليه ان يتحملها..
كم من الهم تخبىء له الأيام؟! لا يعلم ..
مذ كان في التاسعه من العمر وهو يسأل نفسه متى ستأتي النهايه لكل هذا؟!
.
،
.
،
،
.
.
.
.
في ذلك المقهى الألماني..هامبورغ
اغلق هاتفه وهو يسرح بعيداً في فنجان قهوته السوداء، لم تستطيع عينيه رفع نفسها من انكساره!
"لا سبيل لنسيانها مع مرور الوقت ها أنا اتسكع في شوارع الغربه و اقابل العديد من الوجوه ..فلا وجه سلبني كتلك السمراء النجديه!
و كأن ملامحها العربيه الصلفه تتجذر في داخلي وتتشربها عروقي الممتلئه بها منذ عرفتها، لا العلاقات تمحيها ولا المسافات تُبعدها ولا وجود الناس مهما كثروا حولي تُنسينيها ، ذكرياتها متشبثه بي و عينيها تعانقني في كل وقت كإلتفاف نجد لطويق تماماً..هما لا يفترقان و كذلك لا يمكن لهما ان يلتقيان ..بينهما عناق عينين منذ قديم الأزل !
رن هاتفه لينتشله من غرقه بها، ابتسم وهو يرى اسم رشا، هذا من لا مناص منها ابداً/هلا رشا
على الطرف الآخر بقلق/وليد وينك يا زلمه تعال رح موووت من اللعي لحالي،، اجلس معي شوي
ابتسم/ابشري، اسمعي جهزي نفسك بنطلع علشان تغيرين جو وتتحسن نفسيتك الغريبه هذي
على الطرف الآخر/مابدي..اساساً اخذت اجازه مشان ما اطلع من البيت تعال وليد والله مليت
وقف ليحاسب وخرج وهو مازال يتحدث إليها، اراد مناوشتها فقط/طيب طيب لا تنئي ، صاير بنزعج منك كتير هالأيام
بغضب/عم تتمسخر عليي وليد؟!! انا بفرجيك بس تجي البيت.
ضحك/خلصي بس ، كفايه مخربه علي يوم اجازتي،، انا جايك سلام
.
.
،
.
،
.
،
داعبت الطفل وهي تتأمل انامله الناعمه وترى الوشم الصغير الذي على ظهر كفه خلف الإبهام ..يبدو واضحاً .. تأملت ملامحه بابتسامه انف الشموس و شفتيها ولكن العين لا تشبهها ليست سوداء كعيني الشموس، رفعته لها لتريها/الله يالشموس راكان يشبهك بكل شيء ماعدا عدساته نفس عدساتي ودينوو حبيب خالته
قطعت اندماجها في اللابتوب الذي على فخذها لتلتفت اليها وتراها ترفعه/ليال نزليه تكفين...
رفعت حاجبها وهي تنتقد عملها وهي ولدت فقط منذ ثلاثة ايام/يعنني مسويه مهتمه بولدك وانتي قالبه غرفة المستشفى مكتب!! يختي هالولد ماجاء الا وانتي شفقانه على طفل شفيك باارده كذا؟!! شكلي بوديه الحضانه، عالاقل يلقى بزارين يسمعون صياحه ويردون عليه
اغلقت اللابتوب ووضعته جانباً لتحاول ان تنزل من سريرها/اقول بس عطيني ولدي و فكينا منك
اتجهت إليها وهي توصله لها/لا تنزلين خليك مكانك، نااس ماتجي الا بالعين الحمراء..اخذيه انا بروح اشوف دكتورتك تجي تشوفك نبي نطلع
باهتمام/اي مليييت من هنا..قالت بتطلعني امس ورفضت
ليال/رفضت علشان جرعات المضاد واكيد خلص..عموماً بروح اشوف جهزي نفسك..
حملته بين يديها وهي تتأمله بصمت بلا أي تعابير، حتى هذا الطفل تبدلت احلامها به بعد الذي حدث، هذا الطفل سيكون لها فقط..سيكون راكان ال مناع ذاته الذي انجب الشموس، نزلت دموعها لا إرادياً وهي تتذكر ذلك الفيديو اللعين الذي كان فيه يداعب اناملها و يتحدث عنها بطريقه مُهينه ومبتذله و يذكر اسباباً لزواجه منها!!
علقم عالق في حنجرتها كالغصه لا يقتلها ولا يدعها تنعم بالحياة!
انتبهت له نائماً..نام فجأه بين يديها ما اجمل البراءه..
ابتسمت له وهي تمسح دمعاتها و تأخذه لسريره بعدما أعادته في لفته ..
لحظات لتسمع صوت طرقات الباب، ثم فتحته بابتسامه/مداهمه !! السلام عليكم
اتسعت ابتسامتها لرؤيتها هي تمثل جمال الاخلاق والثقل بين كل من عرفتهن/يا هلا بـ جوزاء وعليكم السلام
سلمت عليها بعدما وضعت مابيدها على الطاوله/الف مبرووك يام راكان و الحمدلله على سلامتك
بهدوءها/الله يبارك فيك جوزاء..والله احرجتيني بجيتك و بهاللي جايبته..كلفتي على نفسك
باستنكار/اي كلافه؟! والله ما يوفي قيمتك..
بسعاده/صدقيني جيتك عندي تكفي، تفضلي استريحي
جلست وهي تضع صندوقاً متوسط الحجم وانيق في تغليفه/هذي هديتي انا وهذيد من فيصل لراكان سمي الغالي الله يرحمه..واسمحي لنا على القصور
استغربت/فيصل؟!!!
جوزاء/اي فيصل اخوي كنا رايحين نزور ابوي و اول ما قلت له يمررني لك علشان ازورك واقدم هديتك قبل نروح ابوي، قال ما اوديك للشموس ويدي فاضيه ..
ابتسمت للطافته وهي ترى كرت التهنئه مكتوب بخط جميل و موقع بإسمه اسفل التهنئه/مايقصر فيصل طول عمره راعي واجب وانتي بعد ما قصرتي
اخذت جوزاء بالحديث معها و رؤية الطفل..،
.
.
،
.
،
عادت من العياده لجناح الشموس الذي يأخذ مساحه و مزين من عند مدخله بكل ما يبهج من زينه و زهور و حروف راكان العربيه المفرقه ببالونات الهليوم الفضيه تزين المدخل.. لم تنتبه لذلك الذي يقف على اليمين و الباب في اليسار فتحت لثامها بعد دخولها القسم ظنت ان لا احد هنا...اخرجت هاتفها لتطالب السائق بالحضور حالاً، ثم دخلت..
ظل واقفاً كالتمثال وهو يراها بكل بساطه وبدون تكلف بسيطه جداً رغم حدة ملامحها..للمرة الأولى يشعر برغبه في إمرأه و ياللأسف هذه الرغبه سبق و ان تحركت للشموس و لكن صعب عليه خطبتها بعد رفضها لأخيه..
عادته الهدوء و الصمت..الحب يحتاج جرأه وشجاعه وهو لم يكن يمتلكها في ذلك الحين بعدما رفضت والدته فكرة ان يخطب من رفضت اخيه...
في الحقيقه لم يرى الشموس ولكن سمعتها وحديث طبقتهم عن قوة شخصيتها و قياديتها في العمل والاداره يؤجج رغبته بها..و ما زالت مميزه في نظره، ويقسم انها الحلم وان تزوجت..ولكن حلم ابيض ونقي ..هي لا تُقارن بمن تُعشق لتغنجها و دلعها..الشموس عُشقت لعنادها و صعوبتها على الرجال..وذلك بحد ذاته فتنه، ولكم غبط عزام ان ظفر بها..يعترف بقرارة نفسه انه يراه من امثر الرجال حظاً ..!!
اقبل بهدوءه المعروف عنه وهيبته التي اكتسبها من صمته و نظراته، يداعب خرزات سبحته الفضيه بين انامله و يفكر كيف سيتحدث معها الان..لعلها هدأت او برد الغضب قليلاً..
انتبه لوجود فيصل الذي قد تعلقت عينيه بباب الشموس، مالذي يريده في جناحها؟!/فيصل؟!!!
انتبه له من سرحانه وهو يتجه اليه/هلا بو راكان..
يود لو يقتلع عينيه الآن ولكن الصبر جميل/اهلين بو فهد
فيصل بابتسامه تتسع/لا تستغرب انا جايب الاهل حابين يسوون الواجب و يباركون لأم راكان و مبروك ما جاك ،الله يجعله من مواليد السعاده
اخيراً ارتاح/الله يبارك فيك عقبالك
ضحك فيصل/يا رجال قول عقبال الزواج بالاول ويصير خير وانا اخوك
بابتسامه باهته/اجل الله يوفقك ببنت الحلال..ماقلت لي شلون الوالد؟!
فيصل/والله الدكاتره ما طمنونا لكن الله يشفيه ويلطف بحاله
بتأثر/الله يشفيه
لحظات لتخرج جوزاء و يعتذر فيصل ليذهب..هدأ قليلاً وهو يتجه للباب..حاول الاتصال بها قبل القدوم ولكنها لا ترد..طرق الباب ثم نادا/يــا ولد!
ردت عليه ليال/تفضل عزام..
دخل بابتسامه لا تكاد تتضح/السلام عليكم
ردت ليال/وعليكم السلام. الشموس بدورة المياه انتظرها و انا باخذ راكان للدكتور يشوفه قبل نطلع
ابتسم بخفوت وهو يراه نائم بسلام/كتبوا لها خروج!
استغربت عدم اخبار الشموس له ولكن لفتتها نظراته الفاتنه للطفل/يمديك تسلم عليه قبل اخذه
اقترب من سرير طفله،لتتسع ابتسامته قليلاً وهو يلامس خده بطرف انامله...أراد ان يعيش هذه اللحظات الجميله معها ولكن جارت الظروف كعادتها تعترض طريقه، ليتحدث بهدوء/خلاص اخذيه.
استغربت ردة فعلها رغم ملاحظتها لنظراته التي كانت تسمّي على طفله من بعيد..كاد ان ينزل له ليحمله ولكنه تراجع في اللحظات الاخيره وابتعد عن سريره لتأتي و تأخذه معها..
اخيراً سيلقاها بإنفراد..كاد يجلس بعدما تأخرت في دورة المياه ولكن لمح تلك الهدايا المرصوده امامه فوق الطاوله!، لماذا يهديها فيصل..؟!ماذا يقصد؟!
..زم شفتيه بغضب من كل شيء،..ليس له حق في التحدث الآن..ليس له الحق في التنفس ليس له الحق في الحياه، كان يجب ان يموت في سن التاسعه..كان سحب ان يدفن نفسه فهذه الحياه تبتعد منه كلما اقترب منها..
ترك الغرفه فجأه و خرج هارباً مشوشاً..مليء بضجيج انهياره الداخلي...
"لا الصمت سيريح هذا الألم ولا الحديث سيقلل من شدة الوجع، الأمور باتت شبه منتهيه حولي و كأنني الخاسر الوحيد ... ميت على قيد الحياه..ومنزعجه مني هذه الحياه..تريد ان تتخلص مني ولكن قطعةً قطعه!"
.
،
،
.
.
عادت الى الجناح برفقة طبيبة النساء و تحمل راكان على يديها، لتتفاجىء بجلوسها وحدها/وين عزام؟!
استغربت سؤالها/عزام!!
وضعت الطفل في مكانه وراحت ترتب الاشياء للخروج/اي جاء قبل اخذ راكان وقت ما كنتي بالحمام..وتركته هنا ينتظرك
ردت بلا مبالاه/كلمتي السايق شفتيه وصل؟!
رفعت حاجبها باستغراب الأمر بات مريباً/انتي وش بينك وبين عزام ولا ادري عنه؟!! ملاحظه من هذاك اليوم و كأن هالولد مايهمكم. ليه بس تصرفينه؟! وهو ليه معاد يجي ويوم جاء راح بدون يشوفك!
تصنعت الابتسامه قبل ان تلتفت إليها/انتي تتوهمين مابيننا شيء
ارتاحت من اجابتها/متأكده؟!
بهدوءها المتذمر/اي و يلا خلينا نطلع ام رواد اتصلت من شوي وقلت لها اننا جايين..
حاولت تصديقها،ليس لها بد من ذلك....تمنت بداخلها ان يكون كل شيء على ما يرام...
.
.
.
.
،
.
،
في صدر مجلس والده العامر ..يستقبل الضيوف و من للتو عرفوا بتعافيه من الغيبوبه...من كان يظن انه سيعود لا احد!!! فناجيل و ضيافه و مباخر تعج بروائح العود المعتق..ابتسم وهو يستقبل اصدقاء ابيه، للحظه ظن انه سيراه الآن بينهم.., يالمرارة الفقد ... انتهى من استقبالاته مع الساعه الخامسه بعد العصر...
ازاح عن ظهره ثقل إعاقته و تجاهل مرارة النظرات،وكأنه يريد اثبات انه لا يحتاج لأحد فعلاً..انهى اتصالاته و قائمة المدعوين كامله..اتفق مع ام رواد على تجهيز استقبال يليق بأخته و طفلها..
اغلق هاتفه من اخر اتصال و إلتفت للابتوب الذي يباشر عمله فيه...هنا اسهل له من كثرة التحركات التي ترهقه...
سمع صوت سياره قادمه ابتسم وهو يرفع طرفي شماغه ويخرج بكرسيه المتحرك لإستقبال اخته الكبرى...
ولكنه تفاجأ بإبتسامة تركي و برفقته اخته يالمساوىء الصدف...حقاً لم يريد هذا اللقاء..تمنى لو انه ضل في مجلسه معززاً...بدلاً من رؤيتها التي تشعره بالإهانه..!
.
ستهوي خجلاً بعد رؤيته امامها هكذا بعد تلك الليله و بعد كتابة عقده عليها،
تمنت انها ضلت مع هند لتأتي معها لاحقاً..ولكن ماذا تفعل بتركي الذي ألح عليها بالقدوم معه..
ابتسم تركي بسعاده فنايف يمثل له الفخر/هذا زوجك سلمي عليه
ضغطت على يده وهي تهمس له/تركي! انهبلت؟!
تركي بجديه/مافيها شيء اذا قلتي السلام عليكم ماقلت اكشفي و تكي
ارتبكت وهي ترافقه صعوداً للمدخل الرئيسي، لينطق بابتسامته/السلام عليكم
بابتسامه صغيره لا تكاد تُرى/وعليكم السلام..هلا تركي
ضغط على يد اخته/هلابك
تحدثت بصوتها الخجول وهي تشتم تركي بداخلها/كيف حالك نايف؟!
رفع ناظريه لها وهو يتأملها بلا خجل/يسرّك الحال، شلونك شهد؟!
ابتلعت الخجل وهي ترد/بخير الحمدلله..
كانت ستذهب لولا انه أوقفها بنداءه لها/شهد!
توقفت وهي تنظر لتركي مستقهمه !!
إلتفت لتركي بطلبه/ممكن اتكلم معها شوي..؟!
تردد قليلاً ولكنه وافق اخيراً/حقك وزوجتك..
تركهم ليذهب للمجلس بعدما أمرها بنظراته المخيفه، هذا ليس نايف الطفوله..هذا آخر كبر فجأه و بدأت ملامحه تكتسي القسوه..
بعد ذهابه إلتفتت الى تركي بصوتها الناعم حد الاختناق/بكيفك هو بكيفك؟! شلون توافق عني
ابتسم لتوترها، ليسحب لثامها وتتكشف/ادري انك بتنحرجين ..بعدين الرجال يعرف الاصول واستأذني، يلا بس راس مالها كلمتين روحي اسمعيها..انا بنتظر هنا.
ازداد احمرار وجنتيها وهي تعيد لثامها/من جدك تبيني اكشف؟! مستحيل!
رفع حاجبه/طيب روحي مابي اطول واقف عند الباب!
اخذت نفساً عميقاً وهي تدخل..لتتفاجىء بطلبه/سكري الباب يا شهد
اغلقته بيد متجمده والتفتت إليه وهي مكانها، هو هنالك في صدر المجلس يجلس على كرسيه بذقنه المرتب و نظرته الغامضه كأمير سُلب عرشه،ملامح الحزن الغاضب تظهر واضحة الآن، اين ابتساماته الوادعه قبل قليل!!!
تنهد وهو يأمرها/تعالي اجلسي هنا يا شهد مايصير نتكلم وبينا كل هالمسافه..
اقتربت بتوتر وجلست حيث أمرها/سم
نظر لعينيها التي تتهرب من مواجهة عينيه بتأمل أي شيء عداه/اكشفي ما اكل انا
خافت لترد بغباء/لا كذا احسن
لينطق من بين اسنانه بغضب مكبوت/قلتلك اكشفي يا بنت...هذا أمر
إلتمعت عينيها بخوف وخجل فطري ،مدت يدها المرتجفه للثامها وهي تسحبه و تنظر للأرض وكأن رقبتها قد انكسرت ..لتسقط دمعتها الخائفه..!!
كره ردة فعلها المتردده و دمعتها التي تعزز ما قد سمعه منها/لا تبكين يا بنت الحلال ادري انك ماتبيني ،لا تشيلين هم انا ماراح اغصبك علي..
رفعت ناظريها له مستفهمه و مستنكره حديثه، لا يعرف كم هي ممنونه لارتباطه بها وانقاذها/من قالك بأني مغصوبه؟! لا حشى محد غصبني عليك
ابتسم وهو يرى فتنة هذه الملامح المكسوه بالوجع ،و يسمع ردها بصوتها الذي يلائم هذه الملامح الناعمه حد الخدر ...، بالتأكيد هي خائفه ان يتركها ثم تعود مجدداً لسلطة أبيها/تطمني ماني من الرجال اللي يستغلون حاجات البنات،
ارتاحت لحديثه ونظرته/مشكور يا نايف..جميل ماراح انساه لك.
استفزته بأريحيتها بعدما عرفت هدفه واستشفت نواياه، بالتأكيد ستفرح بتحررها منه/ماله داعي تشكريني ماسويت هالشيء علشانك ، عمتي كانت حزينه وانا حبيت أسعدها، يعني انا لو بغيتك قلت لعمتي تخليك عندي من وقت الملكه، بس انا ما يعجبوني البنات اللي مثلك.
تغيرت ملامحها فجأه وهو يتأملها و يستقل بها؟!!لماذا بدأ بالغلط معها هكذا/اللي مثلي؟! مافهمت شقصدك!
حاول الحفاظ على توتره حتى لا ينجرف وراء رغبات انتقامه التي تنخر في رأسه/ماعليك من هالكلام..خلينا فالمهم..راح تضلين عند امك وتكملين دراستك براحه..مابي منك اي شيء، سويت اللي علي وانقذتك من ابوك..اظن هاللحين تقدرين تعيشين حياتك بلا قلق...انسي وجودي وارتباطك بي...
ماذا يقول هذا الرجل؟! لماذا يتصرف بهذه الغرابه؟!! لماذا فكر بتحريرها منه هكذا منذ الآن، كانت تنتظر منه ان يُظهر بعض التودد وبعض الكلمات اللطيفه على الاقل، لكن لا بأس هي ممتنه لما فعله و بكبر يوماً بعد يوم في عينها...،انقذها بزواجه منها و لم يجبرها على الارتباط قبل انهاء الدراسه، لم تكن تحلم بهكذا حل يرضيها...
أردف مناديا وهو يجهر بصوته/يا تركي ادخل يا ولد
دخل تركي وهو يراها تجلس و تكشف وجهها مكانها وعينيها معلقه في نايف، اما نايف فهو يبتسم له وكأن كل شيء على ما يرام/وش العلم
تحدث نايف بابتسامه ساخره/اختك مدلعه تقول ماتبي هالزواج الا بعد التخرج ووافقت لها وبس
ازدادت غرابتها من نطقه الجمله، هو يخفي أمراً ما عنها، لماذا تشعر وأنه يخفي شيئاً عيناه مليئه بالكلمات التي لم تستطيع ترجمتها..!!
وقفت لتستأذن و خرجت فوراً...
اختفت ابتسامته تدريجياً بعد خروجها...لم يستطيع الصراخ في وجهها، كره عجزه هذه المره اكثر من أي مرةٍ اخرى..
رن هاتفه ولم يسمعه حتى نبهه تركي/ناايف جوالك يدق
اخرجه من جيبه وهو يرد بعد رؤية اسم عزام/هلا عزام..وينك ياخي؟!
على الطرف الآخر/انا طالع مشوار ومادري يمكن اتأخر الله اعلم لا تنتظروني على العشاء
استغرب/بس يا عزام نسيت الليله سفارة الشموس بتطلع من المستشفى.
بقلق/ان خلصت بدري ابشر بكون موجود..الموضوع ضروري يا نايف..
بمسايره/الله يحفظك..عموما بنتظر اتصالك.
،
.
،
.
|