كاتب الموضوع :
رشآ الخياليه
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: ما وراء الغيوم... بقلمي/ رشآ الخياليه
4))ما وراء الغيوم..
تأبى نهاية نهاره هذا اليوم ان تكون عاديه..!
فلم تشرق الشمس بعد حتى تغيب!!
مالذي يقرأه في هذه الصحيفه؟!!
الشكوك حول من سيتولى الشموس القابضه بعد مرض 'المناع' الأب و مصير الابن، تثير القلق بين العملاء و تجعل اسهمها تتذبذب!!
قرأ الأسم مجدداً أيعقل ان يكون له علاقه بهذا الرجل؟!.لم يصدق ما يحدث .. هذا الوجه سبق وان أقله في سيارته هو يذكر اسم تلك الشركه ومن لا يعرفها في هذا البلد!!
اغلق الصحيفه وهو يحاول تجاهل ما قرأه وما سمعه من المحامي.. قرر الخروج ،، يبدو انه يعاني من صداع من كثرة التفكير بلا فائده.. مايعرفه انه يتيم لا يعرف اعمام له، فماذا يريدون هؤلاء الدين ظهروا فجأه ؟!
،
.
لم تنم ليلتها هادئه..بكت بحرقه، وهي تجلس في غرفة اخيها بعد صلاة الفجر.. وتنظر لصوره و ترئ اشيائه،
هنالك صوره كبيره له مع الكابتن سامي الجابر يضعها فوق سريره، كم يعشقه و يعشق نادي الهلال ولكن شغفه الذي قضى عليه هو سيارات السرعه..
يضج صدرها ألماً وهي تشعر بالذنب فهي من توسطت له عند والدها ليشتري له تلك السياره اللعينه التي حدث بها الحادث.. كل وساوسها تشير اليها بأصابع الاتهام.. هي التي تسببت عليه هي..
شعرت بحرقه في عينيها.. استنزفت دموعها بكت كثيراً.. و كأن كل الاوجاع تتزاحم لتقتص منها..!!
دخلت نيفادا باكيه وهي تراها تقف هنالك تتأمل صورته، اتجهت اليها وهي تقف خلفها/كان مواعدني ياخذني مشوار على السياره الجديده.. ولكن السياره غدرت به..ابعدته عني وانا ابيه
ألتفتت اليها الشموس وهي تراها ذابله فاحتضنتها وبكت بصوت مسموع..
.
،
.
،
،
.
جلست لولوه بخوف ينتابها من فقدان شقيقها الذي يصغرها سناً و لكن يبدو اكبر منها/راكان يالغالي وش بلاك.. ليه عودك انكسر وعيونك ذابله.. رد علي يا خوي
تنهد وهو يحاول جاهداً التماسك، ابتسم لها بذبول/انكسر ظهري يا خوك.. سندي راح يا لولوه
مسحت دموعها الغزيره/باذن الله يقوم نايف بالسلامه ويصحى من غيبوبته، انت بس شد حيلك واوقف لنا على رجليك مره ثانيه،لا تعور قلوب بناتك
لا يجعله واهناً اكثر الا ان بناته اصبحن بلا أخ وسند..نايف جزم الاطباء بفقدانه و رواد مازال طفلاً/وبناتي وش بيسوون بدون رجال يحميهم..هذا اللي ذابحني كنت ابي عزام لشموس.. لازم يرتبط بهالبيت يا لولوه
لولوه بحزن/كلامك في متمه لكن لا تخاف البنات لهن الله.. هو يعتني فيهم انت لا تشيل هم وانتبه لصحتك انت ذخرهم يا راكان بتزوجهم كلهم بحياتك و بتطمن ان كل وحده ببيت زوجها
سمعت حديث ابيها وعمتها وهي قادمه فتوقفت وهي تشعر بنيران تصلاها.. لابد وان تثبت لأبيها انها لا تحتاج سواه يجب ان يفهم الجميع انها ليست مكسورة جناح بدون رجل، وانه كما كان يرفض ابيها زواجها سابقاً لان الرجال لم يناسبوها.. فهي سترفضه الآن بما انه اصبح بداعي الشفقه و الخوف عليها.. فبقدر ما كانت تحلم به "اشمئزت".. وبقدر ماتمنته "كرهت"..!
تركت لهما الغرفه ورحلت..
،
تنهد وهو يحاول ان يستجمع ما في قلبه ليحكيه لأخته، هو اعلم بحالته الصحيه وبجسده الواهن/لولوه تذكرين ابوي يوم تزوج على امي بالسر؟
استضاقت من هذه الذكرى التي كادت تهدم عائلتهم/اذكر.. واذكر لمن انكشف ابوي يومها طلق زوجته علشان امي ترجع للبيت وترجع له.. وش طراه عليك هاللحين؟
تحدث بضيق، فهذا الحديث يعز عليه/بحثت و عرفت ان زوجة ابوي كانت حامل وجابت ولد اسمه عبدالله.. كبر الولد وتزوج وتوفي الله يرحمه حتى يمكن ما شاف ولده…
دهشت مما سمعته/انت شكلك بديت تهلوس من المرض،
هز رأسه بالنفي وهو يكمل/انا شفت هالولد صدفه يا لولوه، وكأني اشوف نسخه لشكل ابوي الله يرحمه.. ماعمري شفت مثل رجولته في هالجيل.. ارسلت المحامي صالح وخليته ينشد وراه وعرف لي عنه كل شي.. هاللحين هو دكتور في القانون مستقر بالرياض ومعتمد على نفسه وعمره حوالي35لا تزوج ولاهم يحزنون عاش طول عمره يتيم ام واب..!
صمتت وهي تتذكر الماضي البعيد.. كانت اكبر الابناء، تتذكر ذلك اليوم الذي حلف والدها لوالدتها بأنه طلق "زوجته" وبأنها ذهبت لمدينة الخرج مع اخيها ولن يعيدها مره اخرى!!
اضطر لطلاق زوجته الثانيه لأن معظم الثروه لابنة عمه وزوجته ام راكان وهو شريك معها فهما ابناء عمومه.. تنهدت بلهفه/شفته بعينك يا راكان؟ كبر اخوي وصار رجال وتزوج ومات وكل هذا مانعرفه!! وش هالدنيا الرخيصه ذي اللي تخلي الابو يتخلى عن ولده!!
رد ابو نايف بضيق/ماتدرين يمكن ابوي مايدري بولده ..يمكن زوجته ماعلمته بحملها
لولوه بواقعيه/يا راكان مافيه حرمه تحب تولد وماحد يدري من وين جابت الولد.. بالعقل يا راكان..اجل كيف الولد حمل اسمنا كل هالسنين؟ لا تنسى ان تسجيل الطفل واصدار ميلاده و جنسيته من الأب؟! … اذا كان اللي ببالي صحيح فابوك ما انصف اخوك عبدالله ابد.
مسح جبينه بألم.. وسرح في الفراغ.. ما يعرفه عن عزام يدل انه حصل على تربيه صالحه.. آه كيف لم يدخله في هذه العائله منذ عرفه؟!..مثل عزام يجب ان يُفخر به.
.
،
.
،
.
دخلت على ليال في غرفتها لتراها تقف امام تسريحتها و يتضح انها تستعد للخروج/وانتي بعد وين رايحه هالوقت!!
ردت بدون ان تلتفت اليها/من كم يوم روابي ولدت بروح ازورها و اخذ لها هديه.. رايحه للسوق
استغربت/بتروحين و هذي ظروفنا؟يالباارده
ألتفتت اليها وهي تحمل حقيبتها/شتبيني اسوي يعني؟
زمت شفتيها بغضب وهي تنفجر لاول مره/حسسي فينا شوي ابوك مريض مايقدر يتحرك.. اخوك الله اعلم بحالته انا تعباانه واحس بيدي مربطه ماقدر اروح للعمل ومالي نفس وانا اشوف ابوي يائس من كل شي وكأنه يحتضر
لا تعرف كيف تعبر عن مشاعرها،ولكنها شعرت بالذنب لتتجه لأختها لتربت على كتفها وتجلّسها، لطالما كانت الشموس قويه وصعبة/شموس تكفين لا تصيحين ماتعودت اشوفك ضعيفه، ان شاء الله ابوي واخوي يطيبون ونرجع مثل قبل
هزت رأسها بوجع وبصوت تضعفه غصة البكاء/ماظنتي يا ليال.. انتي ماسمعتي ابوي وشفتي دموعه، ماشفتي نظرته المكسوره وهو يفكر فينا ويفضفض لعمتي بحمله الثقيل.. تمنيت لحظتها اني ولد اشيل ثقل همه.. اه يالاماني المستحيله
ليال بواقعيه/لا تفكرين بهالشكل استغفر الله.. هذا ربي عطى ابوي ولد وشوفي شصار له، هذي حكمته.. يعني بتردين حكم ربي؟!..انتي بنت و الكل يشيد بذكاءك و انجازك ،ابوي داايم يقول لولا الله ثم الشموس كان صارت علوم.. هذا بحد ذاته يخليك تفتخرين بنفسك.. واتركي عنك وساوس الشيطان وسالفة ليتني ولد.
التفتت الى ليال وهي تستغرب حديثها، ولكنها ابتسمت فرحاً بدموع الوجع/صادقه انا موجوده وابوي معي ماني مخليته يحتاج احد.. من بكره برجع اداوم فالمجموعه.. ماني مخليته يحس بالنقص، وبيتعافى اخوي ان شاء الله..
ابتسمت لها ليال وهي تمسح دموعها/الله لا يحرمنا منك يا شمسنا، يلا لعاد تبكين..
عادت لتحاول تبتسم/ماقلتي وش جابت روابي؟
ضحكت وهي تخبرها لتزيح عنها همها..
.
،
.
،
.
،
.
انتهى من مناوبة عمله صباحاً ليتجه لزميله سوف يخرجان سويه.قرع باب العياده وهو يدخل ليجده ينظر الى أشعه بين يديه/السلام عليكم
مازال يدقق بنظارته/لاحول ولا قوه الا بالله!!!
خاف من عبوس زميله/شفييك يا حمزه؟
رفع رأسه بضيق/وصلتني حاله مادري وين كانت عن المستشفيات طول الوقت..حالة المريض راكان المناع جداً صارت صعبه.. ومراحل متقدمه من المرض..
انتبه للأسم/هو رجل الاعمال ماغيره و الا واحد ثاني؟
الدكتور حمزه/ايوه صاحب شركة الشمووس.. انا مادري شلون ظل عايش،بهالرئتين!.. قضى التدخين عليه.
تذكر وليد ما عرفه من عزام.. هذا الرجل هو عمه.. سأله بلهفه/يعني كيف صحته هاللحين
وقف وهو ينوي الخروج/انا رايح له.تعال معي
وقف ليذهب معه/مشينا..
وصل الغرفه المنشوده ليرى كل من يجلس نساء.. أليس هنالك رجل واحد يقف معهم؟!!
تفاجأ وهو يرى ذلك الرجل الهزيل المُلقى على سرير المرض..
لم يظن ان حالته سيئه لهذا الحد!!
،
.
،
.
،
خرجت صباحاً واتجهت لمقر الشركه.. بعدما زارت أخيها ووجدت انه كما كان بالأمس.. استغرب الجميع حضورها بعد هذا الغياب..
يجب ان تكون عند حسن ظن والدها وان لا تجعله يتحسر على ما اصاب اخيها الوحيد، ستكون الرجل كما عاملها والدها دائماً وستقمع الانثى بداخلها كما اعتادت..
شاهدت سكرتيرتها فنادتها لتدخل غرفة مكتبها وقبل ان تنزع عبائتها/اسمعي ..سوي لي اجتماع بمدراء الاقسام حالاً راح يكون فيه اجتماع
تسائلت السكرتيره بفضول/هنا او بمكتب الوالد
نظرت اليها بحده/طبعاً هنا و بالدائره التلفزيونيه المغلقه.. خليهم يجتمعون بغرفة الاجتماعات وضبطي لي الشبكه زي العاده، مفهوم
هزت رأسه بالموافقه/مفهوم..
تركت السكرتيره تخرج لتجلس على مكتبها وهي تنزع نقابها وتزيح شيلتها لتستقر على كتفيها، تنهدت بضيق، وهي تتمتم بداخلها رباه ساعدني، لأتجاوز هذه المرحله.. لا اريد سوا ان يمر هذا الوقت بحلوه ومره لأنسى كل ماحدث..
.
،
.
،
.
يقف عند المدير المالي وهو يسلّمه اوراقاً/تفضل استاذ احمد
التفت اليه بابتسامه وهو يتحدث بالهاتف و يشير له/خل الاوراق هنا يا حامد هاللحين عندي اجتماع مع الشموس
استغرب حامد من نبرته الواثقه وخرج.. و هو يسمع ما يقوله بالهاتف..
احمد بالهاتف/ايه مستدعيتنا عقب هالغيبه يمكن الحظ يبتسم لنا وتلتفت للرجال بعد ابوها واخوها.... دعواتك هههه
اغلق احمد هاتفه وهو يتجه لغرفة الاجتماعات.. ليدخلها ويجلس ينتظر علئ نار كما هم الاخرين.. لعلها ستحضر !!.
رأى رفيقه حسام يجلس ويتصفح اوراقاً بحوزته تبدو اوراق بيانات،همس له/شكلك مذاكر زين
ابتسم له/افا عليك يا احمد.. اعجبك
ضحك وهو يتكئ/المهم تعجب المعزبه
وضع حسام يده علئ موضع قلبه، وبلهجته القصيميه البحته/اولاه عليها يا احمد اولاه
دخل المحامي الخاص بالشركه ذو الهيبه والوسامه الباديه على ملامحه رغم انه في نهاية الاربعينات، ليضبط الجلسه، ولتهدأ الاصوات.. متلهفه لرؤية تلك المنتظره…
بعد دقيقه لبس نظارته الكبيره وهو ينظر اليهم/يا جماعه انتم عارفين الظروف اللي مر فيها رئيس الشركه، صحيح اني حاولت اغطي الفراغ الاداري.. لكن انا ماني صالح لهالمهمه.. لذلك بتكون الاداره حالياً بيد الشموس ابنة صاحب المجموعه و نائبته.. هي الاجدر والاعرف بهالعمل حالياً..فالحقيقه هي حبت تجمعكم لمناقشة ماتم الاسبوعين الماضيين والجاي من مستقبل الشركه..
الجميع مر بمرحلة احباط فهي لن تحضر..
ألتفت المحامي صالح لمساعده /يا ابني يا مهند شغل الشبكه و خفض الاضاءه.
مهند/ابشر طال عمرك
الجميع ركز على من ستظهر بالشاشه امامهم..
لتظهر فقط يديها ذات الخاتم الناعم ممسكه بقلم . و تبدو واضحه اكمام عبائتها السوداء/السلام عليكم..
الجميع رد السلام باصوات متفاوته وهم يركزون على مايظهر منها. كم هم حمقى.. وان بلغوا من العلم مابلغوا !!
كانت تتحدث وهي تحرك يديها وتشير لشاشه بالقرب منها.. لا تخفاها بعض الاصوات الهامسه.. لتلتفت لمسؤلة الشبكه وتشير لأذنها بأنها تسمع همس بعض الموظفين وتراهم امامها في الشاشه وتعرفهم..لتضطر بعدها ان تعلن استيائها/لو سمحتوا يا خوان اللي علئ الطرف الايسر الاخ احمد والاخ حسام.. انا جالسه اسمع وش تقولون ممكن تعطون الاجتماع اهميته او الاداره في غنى عنكم.. !
ألتزما الصمت وكل منهما خائف ويتسائل ماذا سمعته بالضبط..!!
.
،
.
،
.
ضل حامد واقفاً في الخارج و يتضح عليه الغضب/يا غبيه تصرفي هذا وقتها.. مافي حسيب ولا رقيب استغلي حزنها وضيقتها وعطيها اللي قلتلك عليه.... رهف يا وويلك ان ماسويتي اللي قلتلك انتي عارفه عقابي.
اغلق هاتفه وهو يزفر الغضب، لن يتركها حتى يجعلها تتمنى ان يتزوجها، وبات ذلك قريباً جداً لا رجل ولا احد حولها… ابتسم بخبث ودخل الى عمله..
،
.
،
.
،
.
،
.
انهت اجتماعها لتخرج لمكتبها غاضبه و هي تخلع عبائتها.. وتستدعي السكرتيره.. يجب ان تفرض شخصيتها وان يعرف الجميع صرامتها، مافعله احمد وحسام لن يمر هكذا مرور الكرام،.. فهمت ما دار بينهما من حديث عنها وهمز ولمز .
حضرت السكرتيره/نعم استاذه
بيد تحرك بها قلمها بتوتر/اسمعيني يا غاده… جهزي قرار بالتحقيق مع احمد مالك وحسام سالم والتدقيق بكل اعمالهم.. وجمدوا اعمالهم مؤقتاً
دخلت نوره وهي احد موظفاتها المقربات منها لتستغرب ماسمعته/خير وش مسوين يا شموس
بتأكيد/يلا يا غاده نفذي اللي قلته و جهزي ورقة القرار وجيبيها لي اوقعها.
خرجت السكرتيره لتجلس نوره مستغربه/خير يا بنت وش صاير
تحدثت بهدوء مصطنع/إجراءات لزوم انضباط الشغل.. المهم وش صار بغيابي.. ابي كل شي يكون على مكتبي حالاً.
لاحظتها متوتره وتتحدث بغضب/الشموس روقي.. ندري انك صرتي المسؤله الوحيده هنا بس خليك اكثر هدوء وكوني انتي لا تخلين الضغوط تغيرك يا بنت
مازال حديث "الرجلين" وهمساتهم عنها يتردد صداها في أذنها/تتحملين احد يتكلم عنك وكأنك صيده سهله و ماتتضايقين؟! علميني تتحملين تسمعين احد يستضعفك ويستهون بك وتسكتين؟!
عقدت حاجبها وفهمت ما يضايقها/ماعليك منهم.. ولا كأنك سمعتي لهم
ابتسمت بخبث/المشكله انهم بيفسرون صمتي ضعف! لا يا نوره.. كل فعل له ردة فعل..انا مابي ناس من هالنوعيه، طالبين العمل كثار و احسن منهم بعد.
.
،
.
،
.
وقف و ابتسامته تتسع/انت يا سلطان قدمت لي خدمة العمر وماراح انساك.. لكن لين هنا وبس لازم تاخذ حقك وتنساني نهااائي، مفهووم؟
ابتسم الآخر بخبث/مفهووم يا فياض.. انت كريم وانا استااهل
اتجه اليه بتأكيد وهو يحرر له شيكاً/ابيك تنقلع من الرياض بكبرها.. لا احد يشوفك و حط هالمعلومه براسك انت لا تعرفني ولا اعرفك
اخذ الشيك وهو يقف/عُلم يا فياض باشا
دخل في هذه الاثناء ابو فياض وهو يرى وجه سلطان وهو خارج.. لم يرتاح له ابداً..
ابتسم فياض لابيه/هلا بالمعزب العووود
نظر اليه بغضب/انت ماتعلمني من وين تعرف هالاشكال، انا هالادمي مارتحت له.
فياض بابتسامه جانبيه/ماعلينا منه راح في حال سبيله.. خير يبه وش عندك جاي مكتبي؟!
ابو فياض وهو يتذكر ماقدم لأجله/انا ناوي اروح ازور راكان المناع.. تجي معي والا لا
تذكر ذلك الماضي والشموس فغضب/لا مابي لبيتهم شوفه
تركه وهو يمشي/انا قلتلك تبي اجر ..لكن منت كفو
غضب من ابيه ولكن لم يرد، لازال يتذكر رؤيته لتلك الفاتنه في حفلة ملكة اخته،صادف انها كانت رفيقتها..لن ينسى تلك الرقيقه.. التي لم تنسيه إياها زوجتيه التي طلق احداهما.. مازال يقارن بينها وبين بنات جنسها ..الامر الوحيد الذي يجعله سعيداً الان هو حرق دمها بأخيها ومرض والدها هكذا ينتقم منها لتضل بلا ظهر وسند.. سيرى كيف تتقاذفها امواج الدنيا لوحدها.. سيتشفى بها..
.
،
.
،
.
،
جلست رهف بحيرتها وهي تفكر بحديث اخيها..
اليوم لم تحضر نيفادا للمدرسه.. تبدو واحده اخرى غير نيفادا التي تعرفها، لم تراها حزينه بعد فراق والدتها.. ولكنها غارقه في الخزن لما حدث لأخيها!!
لماذا يريد حامد تدميرها بإيذاء صديقتها.. هو لا يكتفي بنفسه.. لماذا يقحمها في تنفيذ مخططاته اللعينه..
فكرت ملياً في ان تخبر والدها ولكن حامد شيطان بهيئة انسان، لن يدعها في حالها.. هي اعرف بخبث أخيها..
.
،
.
،
.
،
.
عادت الى المستشفى بعد معرفتها انهم نقلوا والدها اليه.. وجدت عمتها تقف باكيه وزوجة ابيها تسند ظهرها على الجدار وتبكي، خالجها شعور بالرعب حول مصير والدها/شبلاكم انتم؟..شفيك يا عمه ..انا تركت ابوي اليوم الصباح وهو بخير.. ليه جبتوه هنا وش صار بعدي؟
حاولت الهدوء لتتحدث بحزن/ابوكِ عرف ان له ابن اخ اسمه عزام بالصدفه.. ومن فتره يرسل له المحامي وتقصى اموره وطلب منه الحضور.. ولكن اليوم انصدم برفضه،كان حاط امل كبير يشيل هالتركه ويرعاكم بعده ويكون سندكم، لكنه رفض رغم كل شي، وكسر قلب ابوك، المسكين انخفض ضغطه
شعرت بصداع، ماقالته عمتها يجعلها تدخل في دوامة تفكير لا نهايه له، كيف لأبيها ان يبحث عن رجل يرعاهم ألا تكفي هي/انا لي ولد عم وماعرفه؟!..وش هالتخريف هذا.. هذا اكيد كذاب ونصاب
لولوه بهدوء/شلون نصاب يا بنيتي وهو رفض الثروه و الوصايه، ورفض انه يتعرف عليكم اصلاً؟!..الرجل مصدووم مثله مثلنا..
تركتها متجاهله ما سمعته وهي تتجه للدكتور وتسأل عن ابيها..تفهم ما يفكر به والدها وهذا ما يجرح ذاتها.. هل لا يثق بها لهذا الحد؟!!
،
.
خرج وليد من قسم الاشعه وهو يتجه لعيادة الدكتور الاستشاري، حمزه لم يدخل وهو يرى تلك الفتاه المنتقبه تقف و تتحدث مع الطبيب والباب مفتوح.. سمع حتى النهايه،هذه من بنات عم عزام !!
خرجت الفتاه ليدخل هو وهو يشير بالاشعه لزميله الدكتور/دكتور حمزه.. لايكون الاشعه اللي معي لأبوها؟
الدكتور حمزه بلكنه حجازيه/ايوه ابوها.. هااه فين الاشعه يا دكتور وليد
وليد بيأس/للاسف يا دكتور حالته سيئه.. شكله مدخن شره انا مستغرب انه للحين عايش
ضل يتأمل الاشعه وهو يشعر بالأسى/رجل اعمال وملياردير لكن فلوسه تساوي صفر امام صحته..للاسف الصحه مالها ثمن.. بنته منهاره انهيار تام.. الوالد تلقى خبر سيء مثلما قالت لي زوجته لذلك جاته هالأزمه الجديده.. والله رحمتها اخوها من جهه وابوها من جهه.. الله يعينهم
شعور متضارب في داخله.. هل يعود ليخبر رفيقه بما يحدث لعمه نتيجة رفضه الاعتراف بهم.. لم يعرف ان عزام قاسٍ إلى هذا الحد..!!
.
،
.
،
.
،
.
… .في طريقه الى الخرج يريد زيارة قبر والدته كعادته كل اسبوع، او اسبوعين، يذهب اليها وينثر دموعه على قبرها.. حتى يكتسب صلابه لمواجهة العالم، هناك حنانها وإن غمرها التراب وباقي العالم مجرد سراب..فبعد معرفته اهل والده ،شعر ان قلبه يحتوي بذرة حقد وكراهيه لكل شيء!
لم يتبقى لهم ما يستندوا عليه.. نفدت خياراتهم ليلتفتوا أخيراً له!! كم هو قاسٍ شعور انك الخيار الاخير أمام من لا يحبونك!!
رن هاتفه ليرفعه ويرد عليه بصوت بارد/هلا وليد…
على الطرف الآخر، يبدو بصوته الجديّه/اخيراً رديت علي!! وينك؟
ببرود/معليش انا بالطريق للخرج ومانتبهت لاتصالاتك الا هاللحين.. هاه وش بغيت
وليد بغضب/بغيت اسألك.. انت وش قلت لعمك راكان؟
ضاق من ذكره/يابن الحلال مالي عم ..ولا لي اهل فاااهم؟!
قاطعه وليد/انت ذبحت الرجال برفضك وهو مستفزع بك ..عمك نقلوه للمستشفى مره ثانيه بأزمه قلبيه والله يستر..
لم يتاثر ولم يرد ،شيء من التبلد يعتريه كل دموعه كانت لأمه فقط.. كل رقة قلبه قسّتها مرارة الأيام..لم يعد لديه مشاعر لأحد!
تحدث وليد ليحثه للقدوم/بنات عمك منهارات وزوجته واهلك.. اذا ماجيت علشان عمك تعال علشان بناته اللي انت صرت سندهم الوحيد بعد الله ترى مالهم ذنب.. يا عزام انا مقهوور على شوفت هالبنات لحالهم بالمستشفى بدون رجال يوقف معهم.. ما يرضيني ان ماجيت فأنت منت عزام خويي وانسى صداقتنا
ضرب بيده علئ الدركسيون وهو يرد بغضب/بتبيعني علشان ناس مانعرفهم
وليد بغضب/صرت تعرفهم يا عزام، و صرت ملزوم فيهم..ترى هالبنات شعر وجهك.. انت رفيق دربي وخوي دنيتي وانا اعرف ان منت قليل نخوه.. لا تخلف هقوتي فيك!
صمت وهو يغلق الهاتف بوجه وليد..لا يريد احداً من اقاربه بعد كل تلك السنوات، اين هم حينما كان محتاجاً لهم.. لن يلتفت اليهم قسّته السنين والايام.. تبلدت مشاعره تجاه العلاقات..
.
،
.
|