كاتب الموضوع :
رشآ الخياليه
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: ما وراء الغيوم... بقلمي/ رشآ الخياليه
جلس يملؤه الغضب وهو يستمع لوالدته..التي تضغط عليه..يكاد ينكسر فنجان قهوته بين انامله من شدة إحكامه عليه..
برجاءها/يا وليدي لا تكسر بخاطر خالك عاد جاي ويبي يزوجك اللي تبي من بناته..وشو له الرفض، هماك كنت تبي منهن؟
رد بغضب/كنت بس هن رفضن يمه،، وخالي نفسه طنشني و قال مالك عندي نصيب..هاللحين يوم الله فتحها علي و اخذت الجنسيه صار يتعنّى لي..؟!! لا وابشرك يمه واجهوني اثنين بالمسجد وكل واحد طق الصدر لي ويقول عروسك عندي!! وش جاهم فجأه؟!! وهم كانوا يرفضون؟!! مغسوله وجيههم بمرق؟!
ام وليد بحزن/يا ولدي لا تدقق بالامور و تزوج بنت خالك وشو له ترفض هاللحين؟
ضحك بسخريه والنار تتقد في صدره/يمه هذا جدي زوّجك لابوي و هو ماهو سعودي.. بتقنعيني ان هذوول كلهم اطيب و ارجل من جدي؟!!
لا والله يمه من عافني عفته، ولو هو بالحيل غالي.
دخلت اخته عزّة وهي تجلس بجانبه و تؤيد قراره/اي والله ياخوي من عافك عيفه..زوجتك بتسواهن كلهن
إلتزم صمته وهو يحاول ان يرتاح،، ما يفعله اخواله تعدى خطوط الوقاحه..!!
نظرت لساعتها بتملل بعد حديثه عن رفض الزواج/بعد بكره بيجون عمك عامر واهله من دبي... ابيك تجيب عمال يرتبون الملحق لهم
عبست/حسااافه بروح بكره لبيتي
إلتفت إليها/لا تروحين عزه. بيت عمي بيجون ابي نجتمع هالسبوع قبل اروح ألمانيا وبكلم زوجك
عانقته جانبياً/حبيييب عزه انت، مشكور ياني مشتااقه لرشا بنت عمو
ابتسم لذكرى تلك المشاكسه/امما رشا صدق..من زمااان عنها، كلمتني بعد العمليه و معاد تواصلت معها ؟!!
عزة/نقلت لألمانيا
استغرب ان رشا لم تخبره/اللي اعرفه انها بشركة سياحه في دبي. ومن زمان عنها.
اكملت عزه بحماس/ايوه نقلت لمكتب سياحي تبع شركتهم هناك، تخبر هي تموت فالسفر ولغتها الألمانيه ممتازه..قالت بجيكم هالسبوع ونسيت
إلتزم صمته بعدما عرف ان رشا تسكن ألمانيا..ليبتسم و كأن فكرة قدوم ابنة العم تفتح امامه الابواب المغلقه..
نظرت إليه والدته وهي تفهم ابتساماته/والله بتخربك رشا.. انا عاارفه ان نهايتك يا ولدي على يديها.
ضحكت عزه وهي تفهم ما يدور/بيني وبينك هذي اللي يحتاجها وليد بهالفتره.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
[لم أرفض الحب يوماً، هل تعيش الزهور بدون الماء؟!
لكنه القدر يبعده بقدر ما حلمت به..و بقدر ماتمنيته!!
ظروفي كانت ولا زالت تضعني في قالب صاحبة الكبرياء
المرأه التي لا تُقهر ولا تُهزم..وفي الحقيقه أنا سيدة الهزائم!!
لم اعرف ان لكل منّا نصيب من إسمه حتى بت انفر كل الرجال لا إرادياً..وان كنت مولعه بأحدهم و وليتني لم اكن..
كنت له بقدر ما كان لي..لكنه نقض عهده بالبقاء معي.
و رحل تاركاً إياي خلفه بقايا انثى!
تعلمت ان لا أُلقي باللوم في فشلي على أحد ..ولكن حمّلني اسمي النقائض كلها..!!
شيعت الحُب مبكراً في جنازة مهيبه ودفنته في صدري، إكرام المشاعر دفنها]
،
.:
ازداد فضولها لتفتح فصول الروايه التاليه..
شعرت و ان بطلة هذه الروايه هي نفسها ..و كأن كل كلمةٍ تشير إليها ..، لكنها صُدمت بأنها روايه غير مكتمله كسابقاتها..!
وكأن هند تصل لذروة العقده و تعجز عن حلها؟!
لا اظن ذلك ، لابد وانه خط تتخذه... هي تكتب هكذا"بنهايات مفتوحه".. يطغى فيها حديث النفس على الحوارات، والغموض على البساطه!!
اغلقت ذلك الدفتر الازرق لتركنه جانباً بعدما حاولت تحليل اسلوب هند في كتاباتها المشبعه بالخذلان..
زفرت هواءاً من رئتيها وهي تصد و لمحت وجهها في المرآه الدائريه الصغيره الموضوعه على سطح مكتبها، لتلاحظ عبوسها اللاإرادي...!
شيء لم تعد تتحكم به..نيران الشك والغيره الحارقه تتقد حولها فكيف تخمدها لتبتسم براحه؟..
لا تتذكر متى كانت آخر مره ابتسمت فيها من اعماقها وليس على سطح شفتيها فقط..
مازالت كالنعامه تدس رأسها وتتغاضى عن كل شيء...
هو يُخفي شيئاً، تعلم ذلك..ولكن لماذا وماهو ذلك الشيء؟!
علاقة جديّه؟! صداقه؟! هل يحتسي معها قهوه او يسهر إحدى الليالي حينما يتعذر برفقة زملاءه..هل شدت على يده و رافقته ذات سفر؟!!
تسائلت ملياً "مالذي يجبرني على اعتناق الصمت؟!
أيكون الحب اللعين؟! أيورث الحب غباءاً و ذُلاً بهذا القدر الذي جعلني خائفه ان يتكشف أمامي..
بل أحياناً يقودني كالمجنونه لأتتبعه وأنا لم اتتبع أحداً بداعي الفضول بحياتي؟!..
يبدو هاديء و غامض وصامت اغلب الوقت..وكأنه يتهرب أو يتحاشى ان يزل لسانه أمامي! صدقاً حالي معه كالتي تلعب بكرة النار توشك أن تُحرقها و لكنها تهوىاللعب بتلك الكره !!!!!"
كادت تقف وتترك المكتب ...تلقت رسالة نصيه على هاتفها لتلتقطه و تفتحه..، ابتسمت فهي رسالة من موظفتها مضمونها تأكيد حجز سفرها الى "كوبنهاجن"..
ستفاجأه بتحديد السفر والوجهه، ستطير به من هنا لتختلي به بعيداً لعله سينطق بتلك الجوهره التي بخل بها كثيراً...!
سمعت صوت باب غرفة المكتب لتذهب ترى من، فتحت الباب بابتسامه تعتلي شفتيها برؤية اصغر اخواتها/هلا اموره شعندك
اميره بسعاده/برا مطر. و امي تقول تعالي نتقهوى فاتحين باب الحديقه وجالسين هناك
احبت حماسها لتلحق بعدما اغلقت الباب/يلا نروح نتفرج عالمطر
..
،
.
،
يسير على سيارته في طرقات العاصمه وتحت زخات المطر التي تبلل الطرق وتنشر البهجه حيثما تهطل..الجميع في هذا البلد يعشقون الغيوم و ماتجرّه خلفها من ابتسامات رضا و سعاده بعد شهور الصيف الطويله..، جميل هو الشعور الذي يولّده نزول المطر..
ظل بعيداً كل البعد عن نفسه ليحافظ على بقاءها بقربه فهي حياته المتبقيه له..!
استغرب من إحجام عقله عن التفكير بأي حلول ليقتلع تلك النبتة الملعونه التي زرعها خطئاً في طريقه.. ولكنه يفشل !
تلك النبته تتمدد حوله وتكاد تصل إلى عنقه وتقتله خنقاً..
استعان بأخيه الروحي "قاسي" الذي بات نسيبه، قاسي كما عهده في الشدائد لا يلين كإسمه تماماً.. ماذا كان سيفعل لولا قاسي؟! حمدالله ان رزقه به أخاً و معيناً..
دار كثيراً في شوارع مدينته التي يبللها المطر..
ليخالجه فجأةً شعور الوحده البغيض الذي لطالما كان يشعر به طوال حياته،
كيف جعلت مها من حياته جحيماً مع من بعثت الروح لقلبه الميت..؟!
كيف جعلته يتهرب من نظرات الشموس التي تتهمه سراً؟!
كم يكره ان يكذب عليها وذلك الشيء جعله لا يعيش كما يريد ..
ازداد المطر مع دخوله الحي الذي يسكنه..
يدفعه الحب و البرد لها.. يدفعه كل الشعور بالحرمان و الخوف لأن يلوذ بها ..
هو من يحتاجها ليست هي من تحتاج إليه..هذا ما يعرفه ولا تعرفه..
رأى سيارة صالح تدخل بعد دخوله بسيارته ليرى ان عمته هند قادمه مع السائق..!
بدون صالح..!
استغرب قليلاً فهذا الوقت متأخر للزياره لم يبِين استغرابه بل ابتسم مُرحباً بقدومها/هلا ومرحبا بعمتي الغاليه
ازاحت النقاب بعد خروج سائقها ، لتبادله الابتسامه/هلابك حبيبي
طبع قبلته على جبينها وهو يأخذها للداخل/تعالي خلينا ننحاش عن المطر،
صاحبته للداخل حيث المكتب..دخل ينادي بصوته الجهوري وباسلوب فوضوي لم تعتاده/الشموووس..يالشموووس وينك؟!! يااا بننت
ضحكت هند من طريقة نداءه لها/يا ويلك !! لا تروعها كذا
رفع حاجبه مازحاً/علشان تدرين ان ولد اخوك ماعنده شغل الدلع،اصلاً هي المفروض تستقبلني هنا
نزعت عبائتها/ماعندك شغل الدلع هااه!! طيّب يووصل للشموس يابو ساره
ضحك وهو يتراجع عن حديثه بتهرب/لا لااا ماتسوينها يا عمه..وين رايحه تعالي؟!!
بابتسامتها/لا تخاف ما افتن على احد..بس شوفت عينك انا تغررقت من المطر ، بطلع ابدل وارتاح وانزلك لا تنحاش والا تقعد بغرفتك، انا جايه اسولف واستانس معكم ترى.
ابتسم/ابشري من عيوني بنتظرك برا فالمجلس عند الوجار و اسوي لك الشاهي بنفسي بعد
برضا تام/تبشر بالجنه ياعزوتي..يلا انا رايحه..
اتجه لباب الحديقه بعد خروجها وعاد ليناديها بنفس صوته الجهوري وكأنه يريد كسر القاعده الليله/الشمووووس وييينك ييييااا بننننت ؟!! بنت!!
.
،
.
،
.
.
ضحكت ليال وام رواد وهم يسمعون صوته مع نظرات الشموس الغاضبه وحركت قدمها اللا إراديه..!!
ليال بضحك/ابد مثل الشيبان اول ما يدخل البيت ينادي عجوزته ...انبسطي يالشموس تحققت احلامك كلها
نظرتها بسخريه وهي تقف/يا ثقل الدم يا ليال..
ام رواد وهي تضيف لليال/روحي لشاايبك بس..يا عيباه سمعوه هل الحي كلهم يناديك هاللحين بيقولون وراها سافهته؟!!
استغربت من حديث ام رواد/لا والله كدينا خير، شبلاك صرتي مثل الخبله العاطله هذي؟!! ام رواد تراك وحده ام عيال و منتي مثلها
ام رواد بابتسامتها البشوشه/يا بنت الحلال خلينا انا و ليال عاطلات مثل بعض..احسن لك روحي لشايبك بس
ليال بضحك/اااحللااا ام روااد كفوو
زمت شفتيها بغضب وهي تتجه لجناحها، فتحت الباب لتجده امامها يجلس باسترخاء وقد نزع شماغه وفتح ازرة ثوبه العلويه، اغلقت الباب لتتوجه إليه وتقف عنده متكتفه/ماتعلمني وشو له هالصراخ علي من دخلت البيت؟! انجنيت؟!
ضل مبتسماً وهو يتأمل وقوفها امامه وعصبيتها المزعومه و عقدت حاجبيها وصوتها الذي يُدخل السرور إلى قلبه،..
استفزها بصمته ونظراته/هاللحين سكتت يعني؟! ماتعلمني وش في راسك الليله على هالصوت العالي؟!! فضحتنا يالشايب
اتسعت ابتسامته ليمسك بيدها ولكنها نفضت يده منها/انا شاايب؟!!!!
رفعت حاجبها وهي تكتم ابتسامتها بفشل من ردة فعله لتستفزه وهي تذهب للثلاجه و تفتحها/اي نعم شااايب..خلني ساكته احسن
اتسعت ابتسامته و عينيه وهو يستنكر/الشايب أنا؟!
جلست في الاريكه التي تحت الشرفه وهي تسترخي/شااايب ونص
وقف بإصرار ليتجه ناحيتها بخطوات ونظرات تهديد مبتسمه، جلس بجانبها وبهدوء/سمعيني منهو الشايب يا ماما ؟!!،
اشارت إليه بأناملها التي تحمل بها علبة الماء المفتوحه/ انت
اخذ علبة الماء وهو يشرب منها/ادري بس تستفزيني ما راح اسمح لك
ضحكت بنعومتها وهي تسترخي، حتى هدأت/شاايب
سحرته تلك الضحك المبحوحه ليقترب و يداهمها بقبلاته الشقيه، و هي تحاول التمنّع بدلال واضح/لا يالشموس هاللحين بوريك هالشايب وش بيسوي
داهمها بقبله اخرى قويه/كذا شرايك؟!
ابتسمت بخبث فهو مازال ملتصق بها يحيطها بذراعه وبدأ يتفاعل معها،..
صمت فجأه وهو يستكين بدفئ اقترابها الذي يُشعره بالأمان..
تعرف انه تجمد كعادته، لتمد يدها الى خده تداعب شعر وجهه الذي تعشق كثافته اقتربت منه لتقبله بنعومه وهدوء لتنزل قليلاً وهي تفتح ازرار ثوبه لتزرع قبلاتها العميقه والمتواصله..وهي تتعمد ترك اثارها باقيه ..،
انتهت من وسم رقبته وتحت اذنه..اتسعت ابتسامتها وهي تراه قد ذهب بعيداً بعد ان اغرقته بقبلاتها المتأنيه، لتهمس بكيد/قل لي بربك وش مبعدك عني وانا بحضنك؟ ها!!
انتبه لنفسه اخيراً ولكنه يشعر بضياع و بشيء غريب /ما ابعدت عنك؟!..انا غرقت فيك ..!
استرخت اخيراً بجلستها وهي تريح رأسها على صدره، كم وعدت نفسها ان هذا المكان لن ترتاح عليه اخرى غيرها ولكنها في الحقيقه لا تثق رغم كل شيء..
رغماً عنها تشك وتغار..،تحدثت بصوت مرهق غلفته نغمه لا يسمعها سواه فقط/مُرهقه يا عزام..و كأني كنت اركض طول عمري بدون توقف!حياة عمليه بحته، عمل متواصل، حتى سفراتي ماكانت تسليه كانت كلها عمل او مرافقه لاخواني مع ذلك كنت سعيده بوقتها ..ليه هاللحين صرت احس بكل هذاك التعب و الإرهاق ؟!
شعرت به يرفع يمينه ليلامس بطنها وهو يسمع فضفضتها، لتكمل/تصدق؟! عمري ما سويت شيء مقتنعه فيه وحابته بكل جوارحي كثر هذيك الليله..و اللحظة اللي دخلتك فيها غرفتي..
صمتت قليلا لتردف بتنهيده/هي فعلاً ليلة العمر اللي يقولون عنها.
تفاجأ من تصريحها اخيراً و اذهلته بجرأتها اللذيذه..ابعدها عن صدره لينظر لعينيها بتفحص وتمعن اكثر، قد أدلت الليله بأهم تصاريح حياته/انتي متأكده؟!
حركت رأسها بالإيجاب/مانطق بشيء إلا و أنا اعنيه عزام
أراد سؤالها/واذا خاب ظنك في قناعتك وخذلتك؟!
اجابته بنفس الإبتسامه المثيره/مسدس ابوي فالمكتب ماراح اتردد في استخدامه عليك.
اتسعت ابتسامته/اجل الله لا يجيب بينا خيبة ولا وجع..
عادت لتريح رأسها على صدره/عزام..ابي نسافر بعد بكرا انا خلاص حجزت وسويت كل شيء مابي منك اي عذر جديد ..شقلت؟
مسح على شعرها وهو يداعبه/قلت تم..و امري بعد
نطقت بخوف/سبق وقلت تم و ماتممتها يا عزام
ابتسم وهو يرد بثقه/هالمره وعد... وان اخلفت هالوعد ..يحق لك تهجريني.
ابتلعت الخوف وهي تبادله العناق ..يطلبها ان "تهجره" هذا الشيء بات مستحيلاً..الروح والقلب بين ضلعيه هو لا ضلعيها هي..الهواء الذي تستنشقه برائحة عطره،هو اكسجين الحياة بالنسبة لها...فكيف لها ان تهجره؟!!
.
،
.
،
.
،
.
،
كيف استقبلها الهم وأحاط بها لحظة دخولها هذه الغرفه البارده؟!! لم تستطيع الخروج مره اخرى والعوده الى عزام...،
منذ حوالي النصف ساعه تجلس في غرفتها..لم تحبذ لقاء احد في لحظات خيبتها هذه..اتصلت بعزام واخبرته انها مرهقه وستنام..
اتصلت كثيراً بإبنها ولكن هاتفه خارج نطاق التغطيه..!
حتى شهد تقول أنه لم يعود للمنزل بعد..ووالده لا يهتم بغيابه ،تحت قدميه سياره وبجيبه بطاقة بنكيه و جواز سفره معه..اينما اراد العبث سيجده دون رادع..
تسائلت كثيراً بينها وبين نفسهامالذي كانت تبحث عنه حينما انجبت من رجل غير مبالي كـ حسين..
تذكرت تلك المرات العديده التي اجهضت من ممارساته العنيفه معها، لم يحزن يوماً على فقد جنين!! هي مازالت لا تعرف كيف استطاعت ان تحافظ على شهد وتركي في بطنها مع رجل لا هم له سوى اشباعه نهمه الحيواني..!
تذكرت تلك الأيام لتقف متقززه لا تريد إعادة شريط تلك الذاكره العفنه..
فقط ليله واحده بعيده عن احضان صالح جلبت لها الأرق و كل تلك الأمور المزعجه..
تمنت لو انه اتصل بها او لو أنه منعها من الابتعاد عنه كعادته، نحتاج لمن يمنعنا بحزم من ارتكاب الحماقات اثناء غضبنا.. ولكنه لم يفعلها هذه المره..قد جرحته، هي تعرف ذلك...... ولكن ذلك إبنها أيضاً.وعليه مراعاة مشاعرها.!
تلقت رسالةٍ نصيه لتذهب لهاتفها مسرعه، لعله تركي تذكرها برساله ليطمئنها ولكنها كانت من صالح؛
âپ§[تأخرتي!... اجي اخذك؟!]
لم ترد ..تركت الهاتف جانباً لتستلقي..ولكن رن هاتفها بإتصال لتمد يدها وتلتقطه..رأت أسمه يضيء الشاشه لترد/نعم صالح؟!
استغرب ردها بهذه النبره والاسلوب/تأخرتي..لا ترجعين مع السايق هالوقت بجي آخذك
قاطعته/انا بغرفتي هاللحين وبنام..لا تجي الليله
لم يصدق/كذا؟!!بدون اذني؟!
مسحت دمعتها وهي تجيبه/انت قلت روحي المكان اللي تبين و..
قاطعها بغضب/لكن ما سمحت لك تنامين برا البيت..
بكت وحاولت ان لا يتضح عليها/ماحبيت اضايقك بسوالفي مع ولدي، ما راح..
قاطعها مرّة اخرى/بس انا ماشتكيت و ماتذمرت من وجودك...متى بتفهمين علي انتي؟!.متى بتحسين باللي يبيك بكل حالاتك؟!..اتعبتيني معك يا هند
هنا بكت وهي ترد بتشتت/صالح أنا اسفه والله بس انا..<< سكتت
لاحظ سكوتها وهو يسمع أناهيدها،لتنخفض نبرة صوته بخيبه/شكلي فعلاً فرضت نفسي عليك، ولا قدرت اقنع قلبك بصدق محبتي لك.. خلاص يا هند سوي اللي تبينه ، تصبحين على خير
لم تصدق أنه يغلق الاتصال في وجهها..
"سوي اللي تبينه"!! هل يقصد انه سيطلّقها؟!
انهارت باكيه ذهبت لدورة المياه غسلت وجهها مراراً..
..لم تستطيع تحمل الجلوس بغرفتها، خرجت تريد الذهاب للحديقه لابد وان الكل نام الآن..لا تريد لقاء احد..
توجهت للمصعد لتضغط الزر و لكنها تفاجأت بـ ليال أمامها /بسم الله!!
لم تفوتها دموعها ولكنها ابتسمت وعانقتها/هلا بعمتي الحلوه..متى جيتي و دخلتي بسسم الله
بادلتها الابتسامه بضيق/شرايك بالمفاجأه عاد؟!
بممازحتها الممزوجه بجديه/والله خفت منها وانتي جايه هالوقت ، لا يكون مطلقه يا بنيتي؟!!
انقبض قلبها للكلمه/لا ان شاء الله تفي من فمك
امسكت بيدها بحماس/دامك عندنا الليله برجع اسهر ملييت والله، وجدولي بعد العمليه خرب لا عاد فيه نظام ولا غيره
ابتسمت وهي تذهب معها في المصعد، ليتوجهن للمطبخ ، جلست وهي ترى ليال تصنع القهوه و تجهز الاكواب..حاولت السؤال فقلبها يحترق/اقول ليال..متى اخر مره زاركم تركي؟!
استغربت سؤالها،كيف يزورهم تركي وهو بخلاف مع عزام/عمتي انتي عارفه انه متمشكل مع عزام بعدما ضربه ومتهدده وش يجيبه عندنا؟!..ليه؟ لا يكون مقاطعك للحين؟!
ردت بحزن وهي تأخذ كوب قهوتها من يد ليال/زارني امس..و قالي عن سوايا صالح ومنعه من زيارتي..و طرده له يوم زواجي..ضاق صدري..ماني مصدقه ان صالح يسوي كذا
فهمت ليال الآن سبب وجودها الليله/لا يكون متزاعله مع صالح علشان هالتركي العاق..؟!
قاطعتها بحزن/ليال لا تقولين عاق، جلس يبكي ويقول منعوه مني
لم تصدق ليال ولكن ذلك التركي قد تجاوز حدوده/اجل اسمعي يا قلبي، تركي ماحضر الا بعدما رحتي انتي وصالح من الاستراحه..كان جاي وبيده سلاح يبي يلقط راس صالح وعزام بوقت واحد ..
لم تصدق/شلوون؟!!
ليال/هذا اللي صار، مالقى قدامه غير عزام ولولا الله ثم تدخل الشموس كان هاللحين هالبيت ماله رجل ..والله كنت بقولك بس قالوا خليها تتهنى بزواجها و صالح قال لا تعلمون هند باللي يسويه تركي علشان مايضيق صدرها ..لكن تريكي مثل ابوه نذل والله مايخليك تهنين..عزتي لشهد اللي عايشه بينهم.،
و اذا تبين تتأكدين شيكي على عضد الشموس، اثر الرصاصه شاهد.
و كأنما سُكب على رأسها ماءاً بارداً..قد جعلها تركي تتهم صالح و تُغضبه..ودعاها لتهجره الليله أيضاً، بأي وجه ستقابله الآن وكيف ستكفر عن خطأها؟!!
خافت من سكوتها المفاجئ وملامحها التي تغيرت/عمتي فيك شيء؟!
حاولت ان تتماسك وهي تقف/انا بروح انام..
استغربت/تونا جالسين!! يا عمه أ
قاطعتها بتهرب واضح/تصبحين على خير..
ضلت هي جالسه مكانها،..تحتسي قهوتها بصمت تدير ناظريها في المكان حولها لتسقط نظراتها على الباب المؤدي للحديقه...اتجهت إليه وهي تهم بفتحه وتقف تراقب هبوب الرياح البارده بعد المطر و لمعان اوراق الأشجار المبلله بماء السماء..
لحظة هدوء وسلام داخلي..لا شيء يشغل رأسها ولكن قلبها يشتعل رغم برودة الجو ، قد كان قاب قوسين أو أدنى من ان يتحدث إليها لماذا تراجع عنها و تخلى عن شغفه بسهوله!! ... وهي لماذا لم ترسل تهنئتها له بحصوله على الجنسيه..ترددت كثيراً..كان من المفترض ان تكون من أول المهنئين وان لا يسبقها عليه احد...يجب ان تذكره إن نسي
و هل تُنسى احاديث القلب و نظرات العيون الثرثاره؟!!
لم يفتها اهتمامه المبالغ فيه، حتى انه يقوم بدور الممرضه و يعطيها الإبر بنفسه فقط ليحظى بملامسة سريعه ليدها..
الحب كالصوت لا يُرى بالعين...بل هو شيء أشبه بذرات الهواء التي نستنشقها ..غير أن الحب شهيق لا يتبعه زفير..يتغلغل فينا لا إرادياً..!!
شخصٌ إستثنائي كوليد..يريد اسلوباً إستثنائياً ..
وان كان رجلاً تقليدياً جداً في اسلوب صمته وعدم اعترافه بحبه الجليّ..!
حسناً هي ايضاً كانت تقليديه في صدّ محاولاته للتقرب منها..و كانت مُحقه،..
و هو بدوره غاب كرجل تقليدي حينما لم يرى قبولاً من امرأة يحبها...
لتعترف بينها وبين نفسها انها معجبه باحترامه لنفسه وعدم إبتذال رجولته فهو لم يهدر ماء وجهه و ذلك يضيف له بريقاً آخر. !
.
،
.
،
.
،
.
.:
يوم آخر..جديد..
جلس بعد صلاة العصر في مسجد الحي الذي تقطنه، لعله يجد طريقه افضل من التي فكّر بها..من غير اللائق به ان يقابلها هكذا بدون اي محرم.ثم انها ليست سهله..و الخبث يجري بدمها،يجب ان يحتاط جيداً!!
خلال يومين عرف عنها الكثير، ودُهش كيف لعزام انه لم يرتاب من عيشها بمفردها ومعها طفل، حتى انه لم يذكر له وجود الطفل ابداً..!
لاحظه الإمام جالساً وحده ويبدو شارداً إستنكر وجهه فهو ليس من جماعة الحي، اتجه اليه/السلام عليكم
رفع رأسه له وهو يبتسم/وعليكم السلام يا شيخ
تسائل بفضول/اخونا جديد فالحاره؟!
اجابه بنفس الابتسامه/لا والله مريت وقت الصلاه ونزلت اصلي
ابتسم/جزاك الله خير..انا بس سألت لأني اعرف اهل الحي كلهم و العمده جنب بيتي وماقد شفت وجهك،قلت اكيد جديد.
لابد وانه وجد ضالته هنا،ليتسائل هو بدوره/دام انك تعرف الناس هنا..انا عندي موضوع و حبيت استفسر منك يا شيخ
جلس قبالته باهتمامٍ واضح/خير يا ولدي؟!!قول وش عندك وابشر
استجمع ما يريد قوله ثم بدأ/اختي من زمان تلح علي تبيني اتزوج والحمدلله لقت لي بنت حلال بزواج وحده من زميلاتها وحبت تخطبها لي، بس هي ماتعرفها زين بس عطتني اسمها وجيت انشد واستغربت مالها احد هنا والا وش السالفه جيت مرتين و مالقيت رجال اقابلهم و عودت لبيتي!!
استغرب الشيخ من بعد هذه الديباجه/والبنت وين ساكنه؟! يمكن اني اعرف اخوها والا ابوها
ابتسم فقد اقترب من هدفه/هي بالعماره الثالثه جنب المسجد و تسكن الدور الثالث..
عقد حاجبه الشيخ وهو يقف بتوتر ويتمتم/استغفر الله العظيم..
خاف ووقف معه/شفيك يا شيخ؟! البنت علامها؟!
هم بالخروج/الستر زين يا ولدي..الستر زين.
اعترض طريقه قبل الخروج وهو يُلِحّ/طاالبك يا شيخ تكلم وش فيها؟! ابي تقنعني..انا ابي اتزوجها واختي تقول انها زينه بس اني خايف اتورط.
حاول ان يتحدث بدون ان يأتي بعرضها/اتركها احسن لك يا ولدي، ترى ماكل ما يلمع قدام عينك ذهب، واعذرني ماقدر اطيل
غضب من رده الذي يجلب الشبهه له وللعمده وللحي/دام انك تعرف وضعها ليه ساكت عنها؟! ليه سامحين لها بينكم؟!، وين النهي عن المنكر اللي امر به رب العالمين؟!
استغرب حديثه لابد وانه يعرفها ليلتفت إليه/انت منت جاي تخطب، انت عارف وضعها قبل كل شيء، بس وش نيتك؟!
تحدث غاضباً/هالبنت تبتز اخوي و مخيرته يا يتزوجها يا تخرب بيته..! وانا تمزهلت بها اردها عنه...ان ما وقفت معي يا شيخ والله ان توصل شكواي عليكم وتستركم عالمنكر لهيئة التحقيق ماهو بس للشرطه و لوزارة الاوقاف ..
حرك رأسه بفقدان أمل، ليعود إليه وهو يحاول ان يشرح له/يا ولدي هالبنت متزوجه مسيار من تاجر كبيير سن و جاه وله اسمه ووزنه بين التجار وكاتب هالعماره باسمها..محد يدري من اهله بزواجه منها، ياخذها معه بسفراته..ترافق معه
وهالولد ماهو منه ولا نعرف له ابو..علشان كذا قلت لك اتركها اطيب لك..
صُدم هو الآخر/شلون متزوجه مسيار و تلّح تبي تتزوج اخوي ؟!!
خجل مما سيقوله ولكن هو مُلزم/زوجها شاايب وما يجيها الا كل شهر مره واحيان يمر الشهر و مايجي الحي وهي تستقبل زوار "رجال" تتعذر انهم اقارب.. كم مره تجيني شكاوي من جيرانها وكم من مره ينزلون ناس فالعماره ويطلعون بسببها،..و انت ادرى عاد بالباقي..
مسح على وجهه بتوتر/وانا اقول ليه متسلطه، اثر وراها ظهر و عندها حساب فالبنوك!!
الشيخ/الصدق يا ولدي ان وجودها هنا ماهو مرضي اهل الحي مير الشكوى لله هي راعية املاك هنا منها عمارتها اللي تسكنها و عماير ثانيه هي تملكها.
طرأت عليه فكره ليلتفت إليه/شيخ ابي مساعدتك لا عدمتك
استغرب/اساعدك بوشو؟!
ابتسم وهو يخبر الشيخ بخطته...،
.
،
.
،
.
،
.
،
في مكتبه
ابتسم وهو يقف ويودع ضيفه واحد ابنائه/زارتنا البركه يا شيخ بو ماجد
ابتسم ذلك الشيخ الكبير/الله يبارك فيك..انا كان بودي اشوف من جاء عقب راكان. و فيصل مدحك لي ما شاء الله من يقول ان النار ماتورث الا رماد كذب..عز الله ان راكان له ولد اخو يوم كلن بار فيه ولده
بابتسامته/جعلك تسلم يا بوماجد شهادتك اعتز فيها...
ابو ماجد/راكان كان عزيز وغالي على قلبي، ماكان منافس..اعذرني ماجيت ازورك طول هالوقت بسبب مرضي كنت بمستشفى بلندن
شعر بالامتنان والخجل/ماتشوف شر..لا بغيت زياره طال عمرك اتصل بس، انا حسبت ولدك..
ابتسم فيصل/والله يا عزام ما رضى..ماهو مصدق انك بتجي..اعذره ما كان يعرفك...
عزام/معرفتك انت والوالد تنشرى يا فيصل..
ابو ماجد/يلا يا ولدي كرمك الله و لا تنسى العزيمه بكرا تراها على حسابك انت والاهل
اشار الى أنفه/ابشر اوول من بيحضر.
ودعهم جميعاً و عاد الى مكتبه وهو يبتسم براحه، أكان عمه بكل تلك الصفات الرجوليه التي تجعل التجار المنافسين يحبونه!!، امرٌ عجيب..
رن هاتفه ليجيبه بحماس/هلا قاسي، بشّر؟!
على الطرف الآخر/تبشر بالخير..عزام كلها يومين بالكثير و انهي لك موضوعها..بس ابي اشوفك الليله
بابتسامه/الليله صعبه بطلع معها الله ياخذها
تحدث بحماس هو الآخر/اجل ززين روح معها و اسمع زين اللي ابيك تنفذه وتقوله..
|